إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إضاءات من السيرة العطرة المباركة لمولانا علي الاكبر (ع) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إضاءات من السيرة العطرة المباركة لمولانا علي الاكبر (ع) .

    إضاءات من السيرة العطرة المباركة لمولانا علي الاكبر (ع) .
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    نبارك لمقام الامام الحجة بن الحسن المهدي (ع) ولمراجع الدين العظام ولجميع المؤمنين والمؤمنات بذكرى ولادة شبيه رسول الله خلقا وخلقا علي الاكبر (ع) ابن الامام الحسين (ع) .
    لم يصطفي الله سبحانه وتعالى أهل البيت (ع) فقط في جانب الزهد والعبادة والتقوى والايمان وهداية الناس ، بل اصطفى واختار وانتقى الكثير من اولادهم وابنائهم وذرياتهم - غير الأئمة المعصومين (ع) - حتى كانوا عنوانا للزهد والعبادة والتقوى والايمان والهداية فكانوا فعلا مصداقا لقوله تعالى : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . (1) .
    وخير مثال لهذا المقام ولهذه المقالة المتواضعة هو سيدنا ومولانا علي الاكبر (ع) الذي كان كامل الايمان صلب العقيدة مطيعا لوالده وامام زمانه الامام الحسين (ع) لا تأخذه في الله لومة لائم ، وللتعرف على هذه الشخصية الايمانية نبين ما نقله اصحاب التاريخ والتراجم عن السيرة العطرة المباركة لمولانا علي الاكبر (ع) .

    *** ولادة مولانا علي الأكبر (ع) :
    ولد مولانا علي الأكبر (ع) في الحادي عشر من شهر شعبان (2) سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة قبل مقتل عثمان بسنتين .
    فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعا وعشرين سنة ويؤيّده اتّفاق المؤرّخين وأرباب النسب على أنّه أكبر من الإمام السجاد (ع) الذي له يوم الطف ثلاث وعشرون سنة .

    *** كنية مولانا علي الاكبر (ع) :
    جاء في زيارة علي الأكبر (ع) المروية عن أبي حمزة الثمالي أن الإمام الصادق (ع) قال له:
    (ضع خدّك على القبر وقل : صلّى الله عليك يا أبا الحسن ثلاثا) . (3) .
    وكما يحتمل أن تكون الكنية للتفاؤل بالولد الحسن ، يحتمل أنها صدرت بعد أن كان له ولد سمّي (الحسن) ، والإمام الصادق في نفس الزيارة يقول أيضا : (صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمّهاتك الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا).
    ولفظ الأبناء جمع يدلّ على ان لعلي الأكبر (ع) أكثر من ولدين اثنين .
    كما أن قول الامام الصادق (ع) : (وعلى عترتك) يدل عليه أيضا ، فإن عترة الرجل ذريته فلو لم يكن له ذرية لما صحّ استعمال هذا اللفظ وورود هذه الجملة في لسان الإمام العارف بخواص البلاغة ومقتضيات الأحوال أقوى برهان .
    وغير خافٍ أن هذه الرواية رواها الشيخ الجليل ابن قولويه في (كامل الزيارة) بسند صحيح ورجال ثقات .

    *** لقب علي الاكبر (ع) :
    لقّب السيد الشهيد (بالأكبر) لكونه أكبر من الإمام زين العابدين ، وقد صرّح بذلك السجاد (ع) حين قال له ابن زياد : أليس قتل الله عليّا ؟ فقال الإمام (ع) : كان أخ أكبر مني ، يسمّى عليا فقتلتموه . (4).
    ولقد وصف الامام السجاد بالأصغر والشهيد علي بالأكبر جماعة من المؤرخين منهم :
    1 ـــ قال ابن قتيبة في المعارف ص 93 : ولد الحسين عليا الأكبر أمّه بنت أبي مرّة وعليا الأصغر أمه أم ولد. وفي ص 94 قال: وأما علي بن الحسين الأصغر فليس له عقب إلا منه.
    2 ـــ قال الدينوري في الأخبار الطوال ص 256 : لم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلا ابنه علي الأصغر .
    3 ـــ قال السهيلي ، في الروض الأنف ، ج 2 ، ص 326 : قتل معه بالطف علي الأكبر وأما علي الأصغر لم يقتل معه ، أمّه أم ولد اسمها سلافة بنت كسرى يزدجرد .
    4 ـــ قال الديار بكري في تاريخ الخميس ج 2، ص 319: كان زين العابدين ابن ثلاث وعشرين سنة وهو علي الأصغر وأما علي الأكبر فإنّه قتل مع أبيه .

    *** شبهُ علي الاكبر (ع) بجده المصطفى (ص) :
    لم ينص المؤرخون على مشابهة آل النبي (ص) له في جميع الصفات إلا في ولده الأكبر .
    فعن جابر الأنصاري أن فاطمة الزهراء (ع) تشبه أباها في المشية.
    ورواية الصدوق تشهد بأن الحسن شابه جده في الهيبة والسؤدد والحسين في الجود والشجاعة (5) ، وأخرج الحاكم النيسابوري عن علي (ع) : أن رسول الله (ص) قال لجعفر الطيار : أشبهت خلقي وخلقي (6).
    ولكن علي الاكبر (ع) كان كثير الشبه بجده المصطفى محمد (ص) بنص كلام الامام الحسين (ع) التالي :
    قال الامام الحسين (ع) : اللهم اشهد أنه برز إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقا برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه (7) .
    ترشدنا إلى أن فقيد بيت النبوة كان في وقته مرآة للجمال النبوي ونموذجا من منطقه البليغ الرائع ، حتى أن أباه (ع) إذا اشتاق إلى رؤية ذلك المحيا الأبهج لجده المصطفى (ص) - الذي يقول فيه حسان مصرحا بالحقيقة غير مبالغ :
    وأحسن منك لم تر قط عيني *** وأجمل منك لم تلد النساء .
    خلقـــت مبــــــرأً عـــــن كـــل عيب *** كأنـــــك قد خلقت كما تشاء .
    - كان ينظر الى ولده علي الاكبر (ع) .

    *** صفات علي الاكبر (ع) :
    إن من مكارم الأخلاق أن يتحلى المرء بالصفات الحميدة ويتخلى من العادات الذميمة وهذه الأخلاق سواء أكانت حميدة أم ذميمة يكتسبها المرء وراثيا ، وبيتيا ، ومجتمعيا . وشرائع السماء التي بعثها الله سبحانه وتعالى لخلقه عن طريق رسله وأنبيائه كلها تدعو إلى مكارم الأخلاق ، لا سيما رسالة سيد الأنبياء ورسله (ص) حيث قال (ص) : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . فهو يريد أن يجعل حياة البشرية كلها حياة هانئة رغيدة خالدة ، لا تبيدها الحقب والأعوام لأن رسالته خاتمة الرسالات .
    وعلي الأكبر (ع) هو ربيب ذلك البيت الطاهر الذي هو خلاصة الوجود من طيب الأرومة ومكارم الأخلاق ، من حلم ، وعلم ، وشجاعة ، وكرم ، وتواضع ، وبلاغة . وما إلى ذلك من المكارم التي ليس من العجيب ان يرثها عن آبائه .

    *** محاورة علي الأكبر (ع) مع أبيه الحسين (ع) التي تدل على شجاعته :
    في حديث لعقبة بن سمعان قال : ( لما كان السحر من الليلة التي بات الحسين (ع) فيها بقصر بني مقاتل أمرنا بالاستسقاء ثم ارتحلنا، فبينا هو يسير إذ خفق الإمام الحسين (ع) برأسه خفقة وانتبه وهو يسترجع ويقول : إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين كرر ذلك ثلاثا .
    فأقبل إليه ابنه علي الأكبر (ع) وكان على فرس له ، وقال له جعلت فداك مم استرجعت وحمدت الله ؟
    فقال الحسين (ع) : خفقت برأسي خفقة فعرض لي فارس يقول : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا .
    فقال علي الأكبر (ع) : يا أبت ألسنا على الحق ؟
    فقال الحسين (ع) : بلى والذي إليه مرجع العباد .
    فقال علي الأكبر (ع) : إذاً لا نبالي أن نموت محقين .
    فقال الحسين (ع) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده ) . (8) .

    **************************

    (1) سورة آل عمران ، الآية 34 .
    (2) أنيس الشيعة ، للحجة السيد محمد عبد الحسين بن محمد عبد الهادي الجعفري الطياري الهندي الكربلائي ألفه باسم السلطان فتح علي شاه سنة 1241 هـ ، قال الحجة الشيخ آغا بزرك في الذريعة ، ج 2 ، ص 458 ورأيت الكتاب في النجف عند السيد آغا التستري وهو بالفارسية.
    (3) كامل الزيارات ، لابن قولويه ، ص 240 .
    (4) المناقب ، ج 2 ، ص 112 ، إيران .
    (5) الخصال ، ج 1 ، ص 39 .
    (6) مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 211 .
    (7) اللهوف ، للسيد ابن طاووس ، ص 63 .
    (8) لواعج الأشجان ، للسيد محسن الأمين ، ص 98 .

  • #2

    تعليق


    • #3
      الأخ الفاضل العباس اكرمني . أسعد الله أيامكم بذكرى ولادة مولانا علي الأكبر (عليه السلام) . وأحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على بيان جانب من سيرته العطرة الإيمانية المشرقة . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .



      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X