إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جماليات الفن القصصي في يراعات المبدعين/ القسم الأول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جماليات الفن القصصي في يراعات المبدعين/ القسم الأول


    قراءة انطباعية في صفحات تأملات قصصية


    القصة القصيرة والبحث عن الرؤية:
    متابعة توثيقية ولجنا بها عالم القصة التي تجمع بين عالم الواقع بجميع مكوناته والأسلوب الفني الذي يبلور هذا الواقع في ذهنية التلقي، فكانت الحصيلة 180 قصة قصيرة، ساهمت في تشكيل أدب الفتوة في جريدة صدى الروضتين، ولكنها تباينت مستوياتهم الإبداعية، الخطوات توثقت فأينع أدب صدى الروضتين أسلوباً وفكراً وتوثيقاً ناضجاً.
    القسم الأول/ عائلة صدى الروضتين:
    أولاً/ إعلام الحشد الشعبي التابع لصدى الروضتين:
    سعت صدى الروضتين لتكوين لجنة إعلامية بعنوان اعلام الحشد الشعبي لصدى الروضتين، فنشرت اللجنة الإعلامية قصصها بأساليب جمالية، وتجربة الكتابة عن الحرب تحتاج الى حرارة الموضوع والصيغ الاسلوبية، ليمتلك النص القصصي الحضور والقوة ويشكل معادل حقيقي لعنف الحرب، والسعي لنيل شرف المنازلة، ففي العدد (272) قصة (حبيبتي التلة) قصة فيها زخم شعوري، وبعض تفاصيل المشهد اليومي لواقع الحرب قد تكون بعض التفاصيل متخيلة، لكن حرارة الواقع فيما أضرمته القصة من جذور، شاب ابن شهيد يقول له الناس: إن أباك صار كربلاء، وتسأله التلة المقاتلة:ـ لِمَ تبكي؟ أجابها:ـ أخشى أن يقتل أبي مرتين، فهو معي يقاتل ليل نهار.
    وفي الـ(273) قصة (حمادة لن يتخلى عن القتال) يقول حمادة:ـ نحن دخلنا الحرب وعاشرنا السواتر من أجل الحياة.. يتسامى الواقع في هذه القصة الى نوع من الفلسفة المؤمنة التي تعمق صورة من صور المعتقد الايماني، فحمادة يقول: حين شكروا سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) أشار الى ضريح الامام علي (عليه السلام) وقال: اشكروه منه أتت الفتوى، ويعلل الفوارق الزمنية بين زمن الامام علي (عليه السلام) وزمن السيد السيستاني (دام ظله الوارف) يرى حمادة: إننا نؤمن بأن ركب الشهداء سيلتحق بالركب الحسيني إن شاء الله تعالى، فكرة التوثيق لا تعني المسألة تنحصر في التعبوية، والشارع العراقي لا يحتاج الى دعاية إعلامية أو تعبوية، هم التحقوا طوعاً بالجبهات، ما نحتاجه هو نقل هذه التفاصيل التضحوية الى الأجيال القادمة، وتوثيق ما نشر في صدى الروضتين لمائة عدد من أعدادها، ففي العدد (274) قصة (هذا بيتي) يسأل عباس بطل القصة:ـ هل تسمع مثلي هذا الأنين المنبعث من البيوت، أيعقل أن هذه البيوت تخدعنا فتخون؟ وقال عند فم الموت والذي يسميه عباس فم الجنة:ـ أريدك أن تعاهدني.. أن لا تستشهد قبلي، وتحمل القصة حكايتها، عباس يرى أن المقاتلين هم أمراء الجيش الحقيقي، هم يعرفون كيف يقاتلون.
    إن وظيفة القصة الإيحاء بالمعنى الإنساني بواسطة الوسائل الفنية والمعرفية، ترسيخ الواقع ذهنياً، ففي العدد (275) قصة (هدية الشهداء لا تُهدى ولا تُباع) حقيبة مقاتل استبدلت بحقيبة أخرى أثناء الالتحاق بالجبهة، فيطّلع على دفتر مذكراته، يعرفنا بالوعي العراقي بحقيقة قيمه الروحية التي استجابت لنداء الفتوى المقدسة، يقرأ رسالة بعثها صاحب الحقيبة الى خطيبته:ـ سكينة كيف سننعم بزواجنا، ونحن على مقربة من الخيام حرملة يترصد أوردة أطفالنا.
    وفي الواقع المعاش في ميادين القتال، ستحكم حالات ترتقي بالتدوين لتحتوي القصة تلك المساحات الوجدانية الفاعلة، ففي العدد (276)، قصة (أسرى المطر) تنقطع سبل الحياة عن موضعهما القتالي؛ بسبب المطر، وإذا بأسير داعشي ابن هجوم فاشل، شدت المفارقة جميع تفاصيل الحكاية، فالمقاتل حسن رغم احتجاجات شريكه في الموضع سقاه الماء وأطعمه، وهما في قمة الحصار المطري الذي قطع عنهم الامدادات، وفي خاتمة القصة يقول الأسير الداعشي لحسن وهو يبكي:ـ ثقوا بالله الكريم، ما كنت أعرفكم قبل اليوم بهذا الصفاء، أذهلتني إنسانية حسن، وتمسكه الشديد بأئمته، هل فعلاً سقى الحسين الأعداء ماءً.. كيف؟ هل أوصى الإمام علي بقاتله خيراً.. ولماذا؟ أذهلتني انسانيتكم، لك الشكر حسن.
    وهذا الفن الروحي تفاعل روحياً في العديد من القصص، مثل قصة (على طرفي امنية)، (لا مجال للتصوير)، (والأهل بالانتظار)، وقصة (ما رواه الصحفي زين العابدين السعيدي) هو أحد ابطال جريدة صدى الروضتين الذين عايشوا الجبهات، وقصة (سأبقى هنا) حكاية مقاتل سرحوه من الحشد قسراً؛ بحجة تقدمه بالسن، فهو يسأل:ـ متى حددوا الجهاد بعمر؟ هم يريدون عزل حبيب بن مظاهر عن واقعة الطف؟ وذلك في العدد (282).
    قصص كثيرة كتبتها لجنة الاعلام في جريدة صدى الروضتين، تحمل تلك القيم الروحية والأخلاقية الواقعية لتؤلف منها مرتكزاً تدوينياً، يزحز بالعاطفة والوجدان والإحساس والحلم، وأحياناً الحدس بالصيرورة التاريخية مثل (حكاية حسن الكربلائي) وأطفال المزرعة في العدد (284). وقصة (خبير المتفجرات) و(الرؤيا) وحكاية (ابن جبريل)، وقصة (مبارك عليك العراق) في العدد(301).
    نحن نريد من هذا التوثيق أن ننظر في ابداعنا؛ لكي نقول: إن هذه الإنجازات حقيقية تعمل على أن يحفظ الانسان بروحه المعطاءة بالأمل بالانسجام مع مرتكزات الرؤية المؤمنة المستمدة من تجربة أئمتنا أئمة الخير والسلام.
    نشرت لجنة اعلام الحشد الشعبي في جريدة صدى الروضتين حكاية (النقل المباشر والحاسة اليقظة) من يوميات النازحين، وحكاية (الساتر برزخ)، و(حينما يغرد المثنى على صحو الشهادة) في الـ(310)، وقصة (الضحك في زحام الموت) و(رسالة مجاهد) و(أنا وعائلتي وتلعفر) في الـ(321)، وقصص أخرى كثيرة مثل: (الكتابة على حيطان الصد) في الـ(323) و(أبو بندقتين).
    ثانياً/ مشرف الجريدة الأستاذ عقيل الياسري:
    قصص تعتمد على الوضوح، وهي تتحدث عن واقع جريح، ويرحل بعض ملامح حكاياته لتجربة معاصرة مستمرة لها أثر في تجربة الغد، ففي القصة الأولى والمعنونة (احتج بهويته) في الـ(318) افتتح القصة بمقدمة تعريفية، تعرفنا هوية البطل والمكان.. أرض الجنوب.. البيت والزمان ليلاً، الأحداث.. شاب ودع عائلته، لكنه سرعان ما رجع الى الدار بحجة نسيانه للهوية ليقبل ابنته، العلاقة الوجدانية التي تربط هذا المقاتل بابنته وبمستقبل العراق من خلال التحاقه بالجبهة.
    وفي حكايته الثانية (أم عدنان) في الـ(326) إن المنفعة الحقيقية للكتابة هي ابراز الدور الوجداني، وحكاية أم عدنان هي حكاية أم تسير مشاية الى كربلاء مع روح ابنها الشهيد، مزج شعوري وجداني يظهر سعادة الأم العراقية، وهي ترى ابنها في وجوه الشباب، يسعدها التمسك الوجداني بمحبة أهل البيت (عليهم السلام).
    وفي الحكاية الثالثة (عباءتها) في الـ(327) موضوع انساني شفاف يبارك دور المرأة في ظل الأحداث التي مرت وتمر على العراق، العباءة هي الوجدان العاطفي الذي يرتقي بالإنسان يغطيه ليصون حرمته وإنسانيته في كل مأزق وحرب، فالعباءة الطفلة تفرش عباءتها لأبناء المقاتلين هي ظل العباءة التي انقذت كربلاء عام 1991م هي من ستنقذنا من داعش او غيره، العباءة ظل حنان انساني.
    هناك شعرية الجمل في النص، وهناك شعرية الواقع بطبيعته المنفعلة في واقع حرب والغاية من جمالية التعبير من خلال نقل الواقع المعاش الى عوالم الواقع النصي، والمعروف ان الالتزام بالتفاصيل الدقيقة يجهز أحياناً على لغة الابداع، ويقتل القدرة على الخلق، نحن نريد أدباً يمتلك الأسس الفكرية والفلسفية التي تؤلف البنية التحتية لمضامين بناء القصة.
    ثالثاً/ رئيس التحرير علي حسين الخباز:
    كتب ما يمثل عنده جمالية النص، وبعض النصوص تمثل جمالية الحدث بين الواقع والمتخيل الذي لابد أن يصب لصالح الواقع، نجده في قصة (فلذة التيجان.. سبايكر) يقدم قطعة نثرية (حتى الدم أخضر، أينعته الضمائر التي لم تخن ولم تنكل، فصرن ريانات بخصب الايمان والتقى، وحفاوة الشهداء انصار الحسين، وذلك في العدد (265).
    وأما في حكاية (عرمرم) نجد جمالية التهكم في المأساوية عبر سؤال:ـ كيف لهذه السماء أن تكون بهذا الصحو والصفاء، وآلاف القذائف تخترق الهدوء، وقصة (هذا ولدي) وهي من قصص الأطفال، تروي حكاية طفلة عالقة على سطح عمارة، انشقت نصفين بسبب الانفجار، صعد الاطفائيون لإنقاذها، اختفت فجأة لتعود حاملة معها دمية وتقدمها لرجال الإطفاء:ـ انه ولدي أمير من مقاتلي الحشد الشعبي..!
    وبين منطقة الواقع والمتخيل، هناك منطقة الرؤية يعني عمق الواقع الرؤية هي خبرة التوصيل والاستلام، ففي قصة (أحياناً أكون انت) تعرفنا القصة بوجود مواقف لا يمكن أن تمر مروراً عامراً، واللفظة المأخوذة من الواقع معروضة، جنود اسرى عند داعش وفي لحظات الموت يرفض شاب عراقي اسير ان يقر بوجود عصابات داعش كدولة باقية، رفض الشاب بإباء فقتلوه، يرى الكاتب انه هو الذي قتلهم دون أن يعرفوا الحكاية وذلك في العدد (291).
    انها موازين الخلود، مضمار القصة في صدى الروضتين يكون البحث عن انتصار العاطفة، وانتصار الوجدان، شحذ ذهن التلقي بجمالية التضحية، وإبراز الواقع التضحوي، في قصة (عائلة الشهيد يريدون منك النصر) حكاية آمر قوة جاء الى كربلاء ليزور عائلة الشهيد النقيب اركان الخالدي في منطقة الشبانات، وطلب من الأب ان يكون له بالخدمة في جميع احتياجات العائلة من خدمات، فقال الاب: نعم نحن نريد منك النصر، وذلك في العدد (293).
    وفي نفس العدد، نشرت قصة (الزغاريد)، أب يزف ابنه سعيد، ويتلقى خبر استشهاد ابنه الثاني زين، وإذا بالأم تقف أمامه لتسأله: ما الأمر؟ صراع نفسي كبير يختلج في صدره، فقال لها: ابشري، ابنك زين في الطريق، أطلقت الأم زغرودة بحجم العراق. هناك العديد من القصص التي تنقل قصصاً من الواقع بشكل يحتوي على جواذب تقنية في أسلوب القص مثل: حكاية (كلمة واحدة لا تكفي ) في العدد (296) المضمون وحده لا يحتاج الى ادب ممكن كتابته خبراً، لكن صياغته أدبياً بشكل لا يفقد واقعيته؛ كونها غير منقولة بشكلها الحرفي، وإنما مصاغة صياغة ذهنية، تكمن في مصداقية الحدث بالإيمان بمكونات الواقع؛ لتضمن لنا توثيق الواقع، ففي قصة (موكب خدمي) هي قصة تاجر من الموصل استقبل الدواعش بحفاوة، لكن ظروف الواقع غيرته فجاء الى النجف نازحاً، ولينصب موكباً خدميا لخدمة الزائرين، وذلك في العدد (304). وقصة (حلو عابس حلو) في الـ(305)، وقصة (صنيديج) حكاية متخيلة لدعم واقع حدث ماضوي أراد الإعلامي إعادة هذا الواقع زمانياً، ليمسك اللحظة التي عاشها المقاتل، وليرى الحدث بعينه: (فجأة انفجرت امام عينيه عبوة غادرة، وإذا بكرار -وهذا اسم المقاتل الذي بترت قدمه- يضرب على رجله المقطوعة ويصيح بألم (هسه وكتها تعيفيني..!) يقول الراوي: تقدمت وأنا بذروة غضبي لأ لبس قدمه، وأتقدم بدلاً عنه، واذا بي اكتشف انها لا تصلح إلا له)، وذلك في الـ(306).
    وصنيديج منطقة في جرف الصخر تابعة لمحافظة بابل، هذه القصص منها ما يحمل المضمون المثمر الصارخ في احشاء الواقع، ومنها ما يأتي عبر شعرية المجاز، هناك خرق للواقع من أجل بلورته ابداعياً، وهناك خرق لقانون اللغة، من أجل الاشتغالات على المناطق الدلالية التي تشاغل ذهنية التلقي، ففي قصة (أمهات البنين) إحالة واضحة المعنى لشخصية تاريخية مقدسة، لكن الحكاية لامرأة ترى أم البنين (عليها السلام) تسلمها راية الكرامة والتضحية التي لا ترفعها إلا من تملك أربعة شهداء، وعند انعكاسات بيتها صرخت بأولادها:ـ اياكم أن تتركوه بلا ناصر ولا معين، فالإبداع هنا يسعى لتحطيم العادية الى إعادة بنائها، وهذا هو الجانب المثمر في تجديد قيمة السرد، (وصل بشر بن حذلم عبر الموبايل ليقول: انهضي يا أم البنين) وذلك في الـ(307). لتشكل ماهية القصة في صدى الروضتين بل الى الناحية المضمونية في حكاية (أين انت يا زين) شاب استشهد في حصيبة الشرقية، وبقى قبره مجهولاً لمدة سبعة أشهر، وحين تحررت، نادى رجال الحشد:ـ (أنا صديقكم زين يا جماعة، انا ابنكم زين انا الذي ترك ملامحه عند ركب الطفوف المباركة، دعوني أعانق فرحتي وانقلوني الى كربلاء، وذلك في العدد (308).
    وعندما نقول المضمون، لا يعني أن نتقبل اللغة المتهرئة الكان كانية، بل تعمل على قبول اللغة الحية صاحبة الحراك الفكري، آمر قوة يوصي مقاتليه بالهدوء، وعدم التقدم أمام النار، وهو ينسى أن يوصي نفسه يندفع دون حسابات الحذر التي يوصي بها جنوده، هذه حكاية (سيدي معذرة انت تكذب) في الـ(310).
    وأما حكاية (أنا أعقل من أبيك) طرح فيها مستوى الإشكالية العربية في بنية الفكر، وابنة المغرب قدمت لنا مؤهلات الفكر الداعشي من خلال ما تعرض بيتها فتقول (انا زبيدة من المغرب، امرأة من فاس، كان الفقر لي سترا وعافية، الى أن أتى الزوج ليخبرني انا سنصبح اغنياء؛ لأني سأذهب لأقاتل المرتدين الشيعة في العراق، وحين ذهب ارتد البيت كله، ولم يبق سوى ولدي الرضيع أقول له: عساك حين تكبر تعوض فعل ابيك وتقف مع الحشد الشعبي أينما كان، وذلك في العدد (313).
    نحن في صدى الروضتين نريد أن نستثمر اللغة لصالح الفكر، لصالح الموضوع، لغة قادرة على تعقيدات الحرب الروحية والفكرية للإنسان وهذه تتبع المقدرة، لذلك كان النشر في صدى الروضتين انتقائي، في حكاية (أنا اكبر من الموت) في العدد (316). البعض يعترض أن يكون هناك من هو أكبر من الموت، وسليم صابر، المقاتل الذي كان يراهن على انه اكبر من الموت، بعد استشهاده كان يظهر ليشارك المقاتلين في جميع المعارك، هذا النوع من الكتابة ليس هلوسة أو رهاب، بل هو الإحساس بالتغلب على رتابة الفعل، مما سينتج للوعي توليفة الرؤى، والشهداء حقاً لا يموتون.
    وفي حكاية (أنا بخير)، زوجة شهيد تقاوم فكرة الزواج التي حاول الأهل أن يقسروها عليها:ـ خذوا رأي ابني، وبالتأكيد سيقول لكم: مستحيل أن يكون لي أب غير أبي الشهيد كاظم، ويفتخر باسمه انا السلام كاظم في العدد (315).
    أعتقد أن مثل هذا الطرح يشتغل في الحقل الواضح للوعي، للحضور بسمته الدلالية، وفي قصة (السبابة) قصة تمد جذورها عميقاً في النفس البشرية، حس واقعي ممزوج بهموم وطنية، رجل يريد أن يبيع بيت العائلة من أجل أن يركب ذراعاً صناعية، ويؤكد على حركة السبابة؛ لأنها هي التي ستضغط على الزناد في العدد (322).
    وقصة (علامة النصر) شهيد يحضر كل يوم ليعلم ابنه كي يساهم في معركة المصير، ويفهمه أن القتال الحقيقي بالنسبة له هو النجاح في المدرسة، لذلك رفع نتيجة امتحاناته الأول على الصف، رافعاً معها علامة النصر، وذلك في العدد (324). في قصة (محنة الرواة) أحداث كثيرة تعيشها الرحب لا تصدقها العين وتلك محنة الرواة، هذه المقدمة تجعله أمام فسحة تأملية للتخيل، ومن أجل إستقراء الملامح التخيلية لانعكاسات الواقع، تأخذنا نحو مطامح فكرية.
    إن الموازنة الحقيقية للوعي أن نفلح في معايشة فن التواصل النخبوي بشمولية مقبولة من خلال الجميع، فالبنية التركيبية لهذا النوع من القصص، ليصبح أحياناً عبارة عن محتوى استعاري، ففي قصة (القبر الأخضر) رؤيا استجابة دعاء مقاتل رأى أثرها أن هناك قبراً بجوار قبر الامام العسكري (سلام الله عليه)، وسأل عنه فقالوا له: هذا قبرك الذي طلبته من الامام، وحين استشهد في منطقة الدواعش بحثوا عن جثته فلم يعثروا عليها، فقد دفن في قبره الأخضر الموعود، هذه الرؤية هي شموخ الكتابة بعنفوانها وعدد كبير من القصص نشرت على هذا المنوال، في قصة (ببابك شهيد) في العدد (337) توسل صديقه بالعباس (عليه السلام) بأن يتقبل شفاعة شهيد جاء ليزور مرقده المبارك، قصص تريد ان توقع للعالم شهادتها بقدسية هذه الفتوى التي استنهضت الأمة.
    وكذلك قصة (الشجرة) في العدد (339) عن التنبؤات المستقبلية لثمار الشهادة، والشجرة التي نبتت بمكان شهيد أحيا وطناً، لتنعم الأجيال بتضحياته النبيلة. وفي العدد (340) قصة (النذر) جاء فيها: قلت له: هنا موقعك الحقيقي، أن تبقى بين الناس أن تبني لهم بيوتهم، أنت في موقع فاعل ليس هناك فارق بينك وبين موضع مقاتل، فالبناء عمل وطني وانساني. اجابني حينها:ـ ما فائدة ان نبني بيوتا غير آمنة، بيوتا مهددة لا ندري بأي ساعة يدخلها داعش، أنا أرى أن هناك موقعي الحقيقي عند السواتر.

    ....

    صدى الروضتين/ العدد 341
    وهو عدد خاص بمناسبة مئة عدد على تغطية الجريدة لانتصارات حشدنا المقدس وقواتنا المسلحة


  • #2
    الاستاذ هاشم الصفار
    ادعو الله ان يوفقك ويسدد خطاك ايها المجاهد البطل
    تحياتي لك

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X