إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

✨💠✨ صدق الحياة ✨💠✨

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ✨💠✨ صدق الحياة ✨💠✨

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
    ✨💠✨💠✨💠✨💠✨

    وهذا الصدق عهد منك وعليك، لأنه
    روح الجمال والحق، وإرادة الحياة
    القادرة الغلابة!
    لعل أبرز مظاهر العدالة الكونية في عالم الجماد وعالم الحياة، وفي كل ما يتصل
    بطبيعة الوجود وخصائص الموجودات، هو الصدق الخالص المطلق. فعلى الصدق مدار
    الأرض والفلك والليل والنهار. وبالصدق وحده تتلاحق الفصول الأربعة ويسقط المطر
    وتسطع شمس. وبه كذلك تفي الأرض بوعدها حين تنبت ما عليها كلا في حينه لا تقديم
    ولا تأخير. وبه تقوم نواميس الطبيعة وقوانين الحياة. والريح لا تجري إلا صادقة، والدماء
    لا تطوف العروق إلا بصدق، والأحياء لا يولدون إلا بقانون صادق أمين.
    هذا الصدق الخالص المطلق الذي تدور عليه قاعدة البقاء، هو الينبوع الأول والأكبر
    الذي تجري منه عدالة الكون وإليه تعود!
    ولما كان علي بن أبي طالب شديد الملاحظة لصدق الوجود، شديد التفاعل معه،
    فقد جعل من همه الأول في الناس تهذيب الناس استنادا إلى ما يعقل ويحس ويرى.
    والتهذيب في معناه الصحيح ومدلوله البعيد ليس إلا الاحساس العميق بقيمة الحياة وشخصية
    الوجود. ولما كان هذا المعنى هو المعنى الأوحد للتهذيب العظيم، كان الصدق مع الذات
    ومع كل موجود مادي أو معنوي، هو المحور الذي يدور عليه التهذيب، كما رأيناه
    محور العدالة الكونية. وبذلك ينتفي من التهذيب السليم كثير من القواعد التي تواطأ عليهاالبشر دونما نظر في نواميس الوجود الكبرى، وهم يحسبون أنها قواعد تهذيبية لمجرد اتفاقهم
    عليها. وبذلك أيضا ينتفي من التهذيب السليم كل ما يخالف روح الحق وروح الخير وروح
    الجمال. والتهذيب على غير أصوله الكبرى تواطؤ سطحي على الكذب القبيح. وهو على
    أصوله البعيدة إحساس عميق بالصدق الجميل، مما يجعله اندماجا خالصا بثورية الحياة
    الجارية الفاتحة.
    لذلك كان مدار التهذيب عند ابن أبي طالب، حماية الإنسان من الكذب، أو قل
    حمايته وهو حي من برودة الموت!
    وحماية الإنسان من الكذب تستوجب أول الأمر تعظيم الصدق نصا مباشرا في كل
    حال. وإبرازه ضرورة حياتية لا مفر منها لكل حي، وتوجيه الناس نحوه أفرادا يخلون
    إلى أنفسهم أو يعيشون جماعات. وفي هذا الباب يبرز علي بن أبي طالب عملاقا يرى ما لا
    يراه الآخرون، ويشير إلى ما يجهلون، ويعمل ما لا يستطيعونه الآن ويريدهم أن يستطيعوه.
    يقول علي امير المؤمنين عليه السلام : (إياكم وتهزيع الأخلاق وتصريفها واجعلوا اللسان واحدا). وتهزيع
    الشئ تكسيره. وتصريفه قلبه من حال إلى حال. يريد بذلك تذكير الصادق بالخطر الذي
    يتعرض له صدقه إن هو كذب ولو مرة واحدة. فالصادق إذا كذب مرة انكسر صدقه
    كما ينكسر أي شئ وقع على الأرض مرة واحدة. وكذلك النفاق والتلون فهما لونان من
    ألوان الكذب. ويقول أيضا: (وكونوا قوما صادقين. واعملوا في غير رياء. وأعز
    الصادق المحق وأذل الكاذب المبطل. واصدقوا الحديث وأدوا الأمانة وأوفوا بالعهد.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X