شرح دعاء الافتتاح (1)
سنبدأ بإذن الله عزّ وجل في هذه الحلقات المباركة، بتعليقات متناثرة متوزعة حول دعاء الافتتاح.. هذا الدعاء الذي يعتبر من سمات شهر رمضان المبارك، ومن أحلى صور المناجاة في هذا الشهر المبارك..
ومن المعلوم أن هذا الدعاء يدعى به في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، ويبدو أن الدعاء الواحد تكراره وإمراره على اللسان، في أكثر من وقت، وفي أكثر من فرصة، من موجبات ترسخ معاني ذلك الدعاء في قلب الإنسان الداعي.
- (اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ..)..
إن الملاحظ بأن كلمة (اللهم) من الكلمات المتكررة في دعاء الافتتاح.. فالإنسان ينادى ربه في كل فقرة بكلمة (اللهم).. ومن المعلوم بأن كلمة (اللهم) أصله خطاب مع الله سبحانه وتعالى، أي يا الله.. ولهذا يقول علماء الأخلاق أنه عندما نقول (اللهم)، لابد أن نستحضر حالة الخطاب مع المولى عز اسمه، بأدنى درجات التوجه.. فالذي يقول (اللهم)، أو يقول يا الله، أو يا إلهي، أو يا ربي؛ وهو يعيش حالة من حالات الذهول، فإن هذه الحركة من موجبات صدق عنوان سوء الأدب بين يدي المولى.. ولهذا ينبغي أن يهيئ الإنسان نفسه، قبل أن يقول (اللهم)، بأن يحاول أن يفرغ الفؤاد والفكر من كل الشواغل، ومن كل موجبات الذهول؛ ليقول كلمة (اللهم)، وهو على مستوى من استحضار حقيقة واجب الوجود، والحديث مع رب العالمين
من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
تعليق