بسم الله الرحمن الرحيم
نستمر معكم ف شرح الدعاء المبارك
شرح دعاء الافتتاح (17)
- (لْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللّهُ..)..
إن الهداية نوعان :
الأولى: هداية عامة: وهي هداية الإسلام، وهداية الإيمان..
والثانية: هداية خاصة.. وعلي (عليه السلام) يشير إلى هذه الهداية حيث يقول: (... وما بَرِحَ لله - عَزّت آلاؤه - في البُرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عبادٌ ناجاهم في فكرهم، وكلّمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا بنور يقظةٍ في الأسماع والأبصار والأفئدة ..).. وهنيئاً لمن كلمه الله عزّ وجل في ذات عقله!.. فإن باب الوحي منقطع، ولكن باب الإلهام مفتوح لخاصة أوليائه.. نسأل الله عزّ وجل أن يخصنا بهدايته، وأن يلهمنا سبيله، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين!.
- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ..)..
إن علينا أن نعيش حقيقة رازقية الله عزّ وجل، وأنه هو الذي يرزقنا من خلال هذا السحاب المسخر بين السماء والأرض.. فما نأكله هو من بركات الأرض، وبركات الأرض هي من بركات السماء.. ربنا هو الذي يسوق هذه الرياح من بلد إلى بلد.. قدرته قدرة قاهرة.. وعظمته عظمة غالبة.. فإن الذي ينظر إلى رازقية الله عزّ وجل، هل يمد عينه إلى المخلوقين؟.. إن هذا الاعتقاد يجعله ينظر نظرة أخرى.. فعندما يطلب مالاً من أحد، فإنه يطلب منه على أنه سبيل من سبل الله عزّ وجل.. وعندما يطلب عوناً من أحد، لا يغفل عن ذلك المسبب للأسباب..
ومن المناسب لمن يشتكي من مشكلة: في نفسه أو ماله أو أهله، أن يكثر من هذا الدعاء -يا له من دعاء جميل!-: (يا سبب من لا سبب له!.. ويا مسبب كل ذي سبب!.. ويا مسبب الأسباب من غير سبب!.. سبب لي سبباً لن أستطيع له طلبا!..)..
العالم عالم الأسباب، وهو الذي إذا شاء، جعل السبب، ويسبب سببيته، ويجعل العلة، ويؤثر في عليته.. النار محرقة، ولكن عندما يصل الأمر إلى الخليل (عليه السلام)، فالنار ليست غير محرقة فحسب، بل أنها تتحول إلى برد وسلاما.. طبيعة الماء طبيعة سيالة مغرقة، ولكن عندما يصل الأمر إلى الكليم موسى (عليه السلام)، وإذا به يمشي في أرض يبس..
إن علينا أن نستشعر هذه السببية التامة، هذه السببية المستوعبة للوجود.
مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
نستمر معكم ف شرح الدعاء المبارك
شرح دعاء الافتتاح (17)
- (لْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللّهُ..)..
إن الهداية نوعان :
الأولى: هداية عامة: وهي هداية الإسلام، وهداية الإيمان..
والثانية: هداية خاصة.. وعلي (عليه السلام) يشير إلى هذه الهداية حيث يقول: (... وما بَرِحَ لله - عَزّت آلاؤه - في البُرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عبادٌ ناجاهم في فكرهم، وكلّمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا بنور يقظةٍ في الأسماع والأبصار والأفئدة ..).. وهنيئاً لمن كلمه الله عزّ وجل في ذات عقله!.. فإن باب الوحي منقطع، ولكن باب الإلهام مفتوح لخاصة أوليائه.. نسأل الله عزّ وجل أن يخصنا بهدايته، وأن يلهمنا سبيله، بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين!.
- (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ، وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ..)..
إن علينا أن نعيش حقيقة رازقية الله عزّ وجل، وأنه هو الذي يرزقنا من خلال هذا السحاب المسخر بين السماء والأرض.. فما نأكله هو من بركات الأرض، وبركات الأرض هي من بركات السماء.. ربنا هو الذي يسوق هذه الرياح من بلد إلى بلد.. قدرته قدرة قاهرة.. وعظمته عظمة غالبة.. فإن الذي ينظر إلى رازقية الله عزّ وجل، هل يمد عينه إلى المخلوقين؟.. إن هذا الاعتقاد يجعله ينظر نظرة أخرى.. فعندما يطلب مالاً من أحد، فإنه يطلب منه على أنه سبيل من سبل الله عزّ وجل.. وعندما يطلب عوناً من أحد، لا يغفل عن ذلك المسبب للأسباب..
ومن المناسب لمن يشتكي من مشكلة: في نفسه أو ماله أو أهله، أن يكثر من هذا الدعاء -يا له من دعاء جميل!-: (يا سبب من لا سبب له!.. ويا مسبب كل ذي سبب!.. ويا مسبب الأسباب من غير سبب!.. سبب لي سبباً لن أستطيع له طلبا!..)..
العالم عالم الأسباب، وهو الذي إذا شاء، جعل السبب، ويسبب سببيته، ويجعل العلة، ويؤثر في عليته.. النار محرقة، ولكن عندما يصل الأمر إلى الخليل (عليه السلام)، فالنار ليست غير محرقة فحسب، بل أنها تتحول إلى برد وسلاما.. طبيعة الماء طبيعة سيالة مغرقة، ولكن عندما يصل الأمر إلى الكليم موسى (عليه السلام)، وإذا به يمشي في أرض يبس..
إن علينا أن نستشعر هذه السببية التامة، هذه السببية المستوعبة للوجود.
مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام
تعليق