إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السؤال رقم 20 ( المسابقة الرمضانية الكبرى )

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السؤال رقم 20 ( المسابقة الرمضانية الكبرى )




    الإمام عليّ عليه السلام مفخرة الإسلام، بل مفخرة الأديان، تحلّى بالفضائل الفريدة، فعَمَّ خيرُه الدنيا والآخرة، ذلك لِمَن والاه، إئتماراً بأمر الله، وطاعةً لرسول الله، وتصديقاً لكتاب الله، وتطبيقاً لسُنّة رسول الله، صلّى الله عليه وآله.
    فهنيئاً للمحبّين، وعلى هُداه وولايته سائرين، وبإمامته وخلافته مؤمنين معتقدين، ولمنهجه مطبّقين، وبحُجزته متمسّكين. والحمد لله رب العالمين.



    كان معنا المشاركين ادناه للحقات السابقة
    صادق مهدي حسن 19 نقطة
    خادمة ام ابيها 19 نقطة
    خادمة الحوراء زينب19 نقطة
    فداء الكوثر 19 نقطة
    حمامة السلام19 نقطة

    ام كرار19 نقطة

    روضة الزهراء15 نقطة

    حسين الهادي 7 نقطة
    (محبة الزهراء 12) 6

    الى السؤال التالي وعدد الاسئلة سوف يكون 8 فقط

    السؤال رقم 20
    السؤال 1
    رسول الله (ص) قال : (علي مع الحق و الحق مع علي والحق يدور حيثما دار )
    ماذا تعني ( الحق يدورحيثما دار ) ؟


    2-
    وصايا الامام علي عليه السلام لكميل
    (يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا.) فسر قوله سلام الله عليه


    3-
    ماهو سرُّ علي (عليه السلام) مع الموت ؟وماهو,والانس ب الموت ؟
    .

    4-
    سئل عليّ؛ وهو على المنبر في الكوفة؛ عن قوله تعالى: }مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوامَا عَهَدُوااللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{
    [ الأحزاب: 23.]
    ماهو جواب الامام عليه السلام ؟


    5-
    الإمام عليّ (عليه السلام) ومهمّة جمع القرآن
    متى قام الامام عليه السلام ب جمع القران ؟ وكيف

    6-
    تواطأت زمر الشرّ على أن لا تبقي للحقّ راية تخفق أو يداً تطول فتصلح أو صوتاً يدوّي فيكشف زيغ وفساد الظالمين والمنحرفين، فبالأمس كان أبو سفيان يمكر ويغدر ويفجر ويخطّط لقتل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) لوأد الرسالة الإلهية في مهدها، ولكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ نوره.
    فمن خطط لقتل الامام علي عليه السلام ( لعنة الله عليهم )



    7-
    أجمع الناسُ كلُّهم على أنّه لم يَقُل أحدٌ من الصحابة ولا أحدٌ من العلماء: سَلُوني، غيرَ عليّ بن أبي طالب.ماذا تعني سلوني ؟

    8-
    أثبت ذلك المسعودي في كتابٍ سمّاه (إثبات الوصيّة)، وروى أهل السنّة في مسلّمات أخبارهم أنّ بعض اليهود الذين أسلموا على يد رسول الله صلّى الله عليه وآله سألوه عن وصيّه، لأنّ مِن مسلَّمات الأديان الوصاية بعد النبوّة.. مثال ذلك قول نعثل للنبيّ صلّى الله عليه وآله بعد أن أجابه على أسئلته:
    ـ صدقت، فأخبِرْني عن وصيّك مَن هو ؟ فما مِن نبيٍّ إلاّ وله وصيّ، وإنّ نبيَّنا موسى بنَ عِمرانَ أوصى إلى يُوشَعَ بنِ نون، فأجابه النبيّ صلّى الله عليه وآله بقوله:
    اذكرجواب وصية الرسول الاعظم ؟


    كل واحد سؤال فقط وفي حالة تكرارا الاجوبة لاتحسب
    من فضلكم انتبهوا

    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 25-05-2019, 09:59 PM.

  • #2
    الرد
    جواب السؤال الرابع
    فقال: اللّهمّ غفراً، هذه الآية نزلت فيَّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطّلب، فأمّا عبيدة بن الحارث فإنّه قضى نحبه شهيداً يوم بدر، وأمّا عمّي حمزة فإنّه قضى نحبه شهيداً يوم أُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقى الاُمّة
    [ في نسخة: أشقاها.] يخضب هذه من هذا - وأشار بيده إلى لحيته ورأسه وقال: - عهدٌ عهده إليَّ حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وآله
    يا أرحم الراحمين

    تعليق


    • #3
      السؤال 1
      رسول الله (ص) قال : (علي مع الحق و الحق مع علي والحق يدور حيثما دار )*
      ماذا تعني ( الحق يدورحيثما دار ) ؟

      ◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾


      ان رسول الله (ص) قال : (علي مع الحق و الحق مع علي والحق يدور حيثما دار علي*) يعني ان الحق كان يَتبَع‘ علي بن ابي طالب (ع ) اينما ذهب و ليس ان علي فقط يتبع الحق بل ان الحق كان لعلي (ع) كالظل الذي يرافق الانسان .. فلو ان الانسان مشى و جلس و نام فان من الطبيعي ان يتبعه ظله بكل تصرفاته , فهكذا كان الحق مع علي دار معه حيثما دار . و لم نعلم او نسمع ان رسول الله (ص) قالها لاحد من اصحابه غير علي (ع) .

      و اعلم ان رسول الله (ص) حينما قال (علي مع الحق و الحق مع علي والحق يدور حيثما دار علي*) لم يقصد علي (ع) وشمل هذا القول الائمة و المهديين (ع) لانهم كلهم اوصياء محمد (ص) و كل شيء قاله رسول الله (ص) لعلي بن ابي طالب (ع) ليس فقط لعلي (ع) بل للاوصياء ايضاً اوصياء محمد (ص) الائمة و المهديين صلوات الله عليهم .

      الا ما اختص به امير المؤمنين علي (ع) و من ضمن هذه الامور الخاصة به اسمائه (ع) الصديق الاكبر و الفاروق بين الحق و الباطل و آية الله العظمى و ابي تراب و سيف الله المسلول و امير المؤمنين .و هناك امور اخرى اختص بها صلوات ربي عليه فقط .



      ◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾

      تعليق


      • #4
        س5 /
        إن القرآن كان ينزل بالتدريج على رسول الله (ص) في حياته، وكان يكتب على الرقاع والأحجار والعظام وغيرها، ولم يجمع كمصحف بين دفتين لأنه لم يكتمل بعد ما دام الرسول (ص) على قيد الحياة ، وإن كان يكتب كل ما تنزل متفرقاً كما ذكرنا.
        وعندما حانت وفاة الرسول (ص) أمر علياً (ع) أن يجمعه بعده، وأمره أن يأخذ القرآن المكتوب على الرقاع والأحجار والعظام من خلف سريره ويجمعه ويرتبه ، فانقطع أمير المؤمنين (ع) بعد وفاة الرسول (ص) وبعد الفجوة التي حصلت بينه وبين من تقلد مسند الحكم أقطبع في بيته يجمع القرآن ، فلما جمعه جاء به للمسجد وهم مجتمعون فعرضه عليهم فلم يقبلوه، وورد في بعض الروايات أنه (ع) قال لهم ان رسول الله (ص) أمر بالقرآن والعترة وهذا القرآن قد جمعته وأنا العترة، فأجابوه بأن لا حاجة لنا بك ويكفينا ما عندنا من القرآن. وفي رواية عن سليم بن قيس، انه عند ما جاء بالقرآن وهم مجتمعون في المسجد : (... فقام إليه رجل من كبار القوم (وفي رواية أبي ذر : فنظر فيه فلان وإذا فيه أشياء / الاحتجاج : 83) فقال : يا علي ، أردده فلا حاجة لنا فيه ، ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه فدخل علي (عليه السلام) بيته)(كتاب سليم : 72) . وبالنتيجة بعد هذا النوع من التحدي والإحساس بالحاجة إلى وجود قرآن مجموع عندهم، ولما يقال من أن كثيراً من القرآء قد قتلوا يوم اليمامة فخاف عمر من فقدان القرآن، استقر رأي أبي بكر بعد إلحاح عمر على جمع القرآن، فكلفوا زيد بن ثابت بجمعه من عند الناس . ولكن هذا الجمع لم يكن أكثر من تدوين سور القرآن، وآياته وجمعه في مكان واحد دون ترتيبه، وبقي هذا المجموع عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند ابنته حفصة، وكان الغرض من هذا الحفاظ على القرآن ، وتكمن أهميته في ذلك. ولكن بعد أن امتد الزمن بالإسلام والصحابة ورغبت كل منهم بامتلاك مصحف خاص به، كتب عدة من الصحابة مصاحف لهم ورتبوها كل بترتيبه الخاص، ولكن أغلبها كان يقدم السور الطوال على القصار خلافاً لمصحف علي (عليه السلام) المرتب على تاريخ النزول ، فكان منها مثلاً مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبى بن كعب، وغيرها.





        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          السؤال 6
          اذج كل من يعتقد أن ثلاث من الصعاليك اجتمعوا في المدينة ليُقرروا اغتيال ثلاث شخصيات هي الأكبر في العالم الإسلامي ، معاوية في الشام عاصمة الشرّ، وعمر بن العاص في مصر وكر الثعلب ، وعلي ابن ابي طالب في الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية.يجتمع هؤلاء الثلاث سرا لا يعلم بهم احد ، ولكن معاوية يعلم بهم فيرتدي درعا ، وعمر بن العاص ايضا يعلم بهم فيرسل مدير شرطته للصلاة مكانه . فكيف علم معاوية وعمر بليلة تنفيذ عملية الاغتيال؟ هل اخبرهم الرسول أيضا كما اخبر عليا ؟؟
          هكذا من دون تخطيط او تمويل او دعم لوجستي وفكري. الذي لا يعرفه البعض ان مخطط تصفية علي واغتياله كان جاهزا بعد وفاة رسول الله (ص) عندما هجمت الحثالات على بيت رسول الله (ص) واقتادوا عليا إلى السقيفة ليُبايع لأبي بكر فعندما رفض عليا كان جواب القوم (بايع وإلا قتلناك). (1) إذن القضية جاهزة ، فأجاب عليا قائلا : (إذن تقتلون عبد الله واخو رسول الله). فقالوا: (اما عبد الله فنعم ، واما اخو رسول الله فلا). (2)
          افشلت الزهراء سلام الله عليها مخطط اغتيال علي . ولكن عمر اضمرها في نفسه فكان يتحين الفرص للايقاع بعلي وحصلت الفرصة في مسجد المدينة عندما كان خالد ابن الوليد جالسا وعلي ابن ابي طالب ايضا في المسجد فقام عمر بتحريض خالد وكان تخطيط المؤامرة من ابي بكر وعمر ومجموعة من قريش (3) وكان عمر يُثير حماسة خالد بن الوليد لكي يثور ويقتل عليا ، ولكن عليا فوّت الفرصة عليه عندما قال : (لقد قضى الاسلام على الجاهلية يا عمر).
          بدأ عمر بالمرحلة الثانية وهي قيامه بإعداد عبد الرحمان بن ملجم بأن يكون قرآنيا رافضا للحديث النبوي وترك له حرية تكوين خلايا ظهرت فيما بعد بإسم الخوارج. ثم قام عمربتمكين معاوية على الشام وجعلهُ دولة داخل دولة وقال له : (لا آمرك ولا انهاك). (4) يعني لا سلطة لي عليك.
          ثم قام عمر بن الخطاب بتسليم اقوى منطقة اقتصاديا وعسكريا (مصر) إلى عمر بن العاص ابن الذي نزلت فيه سورة (إن شانئك هو الابتر) عمر بن العاص ابن النابغة اشهر عاهرة في مكة. (5)
          وهكذا استمرت محاولات اغتيال علي وبقى ابن ملجم وفيا لعمر بن الخطاب إلى أن حقق حلم عمر وهو في قبره.
          إذن يتبين لنا ان مخطط اغتيال علي ليس من تخطيط ابن ملجم بل هو من تخطيط قريش واليهود وهو ما اشار إليه الرسول عندما قال لعلي : (يا علي ان في صدور القوم بغضا لا يبدونه لك إلا بعدي).(6) فقريش تطلب عليا بثارات كثيرة فقد وترها علي بصناديدها وابطالها فسفه احلامهم وقتل رجالهم . واليهود يطلبون عليا بثارات خيبر وغيرها حيث هدّم عليا حصونهم وقتل ابطالهم ونكبهم النكبة تلو الأخرى فكان كعب الاحبار ماردهم في التخطيط لقتل علي، ولذلك نرى ان كعبا هرب إلى الشام عند معاوية كهف المنافقين عندما استلم عليا الخلافة.
          اضافة إلى ذلك فإن عمر بن الخطاب قام بتشكيل جيشين . جيشٌ في الشام فارغ من كل عقيدة جيشٌ لا يُفرق بين الناقة والجمل يقودهم معاوية.(7) وجيش من القرآنيين الرافضين لسنة الرسول (ص) لا يفقهون من حديث رسول الله شيئ بذرة زرعها عمر فأصبحت شجرة خبيثة بمرور الوقت . لذلك نرى عليا عليه السلام عندما ارسل ابن عباس ليُحاجج الخوارج اوصاه فقال له : لا تُحاججهم بالقرآن فهوُلاء برعوا فيه لأن القرآن حمّال وجوه إذا اعطيتهم وجها جاؤوا لك بوجه آخر. ولكن حاججهم بالسنة . (8) وفعلا عندما حاججهم ابن عباس بالسنّة غلبهم لانهم لا يفقهون بالحديث شيئا فرجع منهم ثلاث آلاف واما البقية فطحنهم علي بجيشه إلا إثنان نجو من القتل وهما عبد الرحمن بن ملجم ، وشمر بن ذي الجوشن وكأن القدر أراد أن يُكمل مسيرته بقتل علي والحسين على ايدي شرار خلق الله .
          بعد كل هذا هناك من يأتي ليقول بأن مقتل علي كان بسبب مهر قطام أو ان ثلاث صعاليك التقوا في المدينة وخططوا وقرروا قتل علي ومعاوية وعمر بن العاص . وانا اقول لهم : لماذا نجى معاوية وعمر بن العاص وقُتل علي؟
          قُتل علي. فكبّر معاوية في الشام ونشر الزينة ونثر الورود.(9)
          قُتل علي. فرقصت عائشة وتغنت وخرت ساجدة شكرا لله .(10)
          قُتل علي واحتفل ابن العاص في مصر ونثر الاموال احتفاءا بقتل علي.
          الشيعة هم فقط من بكوا عليا.ولازالوا يُقتلون بإسم علي .
          المصادر :
          1- 2- روى الصدوق رحمه الله في الخصال ص 461 قال علي : (حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني ، وقالوا لي : بايع وإلا قتلناك فقلت : إذن تقتلون عبداً لله وأخا رسول الله فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا نقر لك به.، فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي).
          3- السمعاني من أشهر مؤرّخي أهل السنه في كتابه الانساب ينقل قصة مؤامرة خالد بن الوليد لقتل علي روى السمعاني قال في حديث ابي بكر : (لا يفعل خالد ما أمر به). قال: سألت الشريف عمر ابن إبراهيم بالكوفة عن معنى هذا الاثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليّاً. انظر الانساب للسمعاني:3/95، ط. دار الجنان ـ بيروت و6/170. وكذلك مدينة المعاجز: 3/152. الاصول الستّة عشر، أصل أبي سعيد عباد الصفرى، ص 18.
          4- انظر كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي، ترجمة معاوية ابن ابي سفيان.
          5- البلاذري: فتوح البلدان، فتح مصر و ابن عبد الحكم: فتوح مصر.
          6- الرواية يقول عن علي (ع) كنت اسير مع رسول الله : (فلما خلا له الطريق إعتنقني ثم أجهش باكياً قال : قلت : يا رسول الله ما يبكيك قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي). وهذا الحديث نقله اهل السنة في 14 رواية منها في الهيثمي - مجمع الزوائد أبواب مناقب علي بن أبي طالب الجزء : ( 9 ) رقم الصفحة : ( 118. وابن حجر في المطالب العالية و الطبراني المعجم الكبير الجزء : ( 11 ) رقم الصفحة : ( 60 )
          7- قال المسعودي في مروج الذهب ان معاوية دس رجلا يقول لعلي : (إني أقاتله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل).
          8- الحديث رقم 2839 أخرج ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلى الخوارج فقال اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة وفي حديث رقم 2840 أخرجه ابن سعد من وجه آخر أن ابن عباس قال له يا أمير المؤمنين فأنا أعلم بكتاب الله منهم في بيوتنا نزل قال صدقت ولكن القرآن حمال ذو وجوه تقول ويقولون ولكن خاصمهم بالسنن فإنهم لن يجدوا عنها محيصا فخرج إليهم فخاصمهم بالسنن فلم تبق بأيديهم حجة.
          9- وقال الدميري في حياة الحيوان ص 81 ، وكبر معاوية ايضا عند موت الحسن.
          10- عن أبي البختري قال : لما أن جاء عائشة قتل علي (رض) سجدت . وفي مقاتل الطالبين: 27 وانها مدحت ابن ملجم بهذين البيتين من الشعر : قالت : فمن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد فقالت :
          فإن يك نائيــا فلقـد نعــاه غـلام ليـس في فـيه التـراب.
          وانظر كذلك تاريخ الأمم والملوك ج5 ص155 . والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص40 وبحار الأنوار ج32 ص340 و341.
          المصدر : كتابات في الميزان


          sigpic

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            جواب س / 7
            ماذا تعني « سَلُوني » ؟
            بارِقَة
            في تاريخ العلم ظهر رجالٌ كانت لهم مؤشّراتٌ تُفصح عن اتّقاد أذهانهم أو سعة اطّلاعهم، وعن فضلهم ونباهتهم وتعدّد علومهم. أمّا أهل البيت عليهم السلام فالمؤشّرات دلّت على أنّ علمهم ربّاني، وأنّهم الأعلمون بين الخَلق، وأنّهم المعصومون في معارفهم كما هم معصومون في عباداتهم وأخلاقهم.
            وكان من تلك المؤشّرات التي تقطع بأفضليّتهم العلميّة عبارة: « سَلُوني.. قبلَ أن تَفقِدوني »، لم يتقدّم بها إلاّ أمير المؤمنين عليه السلام يطالب الناس أن ينتفعوا بعلومه قبل رحيله عنهم، لكنّ معظمهم زهدوا بما أراد أن يفيض عليهم ممّا ينوّر القلوب ويهدي الأرواح، ويضمن سعادة الدنيا والآخرة وعزَّهما. بل لم يُطقِ البعض سماع هذه العبارة المطالِبة، وتمنّى لو تخفى أو تُكتم، أو يُقتل صاحبُها؛ فقد فضح هذا القائل المتقدّمين على الناس وهم أجهلُهم، والمستعلين على الأمّة وهم أضلُّهم! ولربّما شعروا أنّ في عبارة الإمام عليٍّ صلَواتُ اللهِ عليه تحدّياً لهم، لا سيّما وقد خابوا وافتضحوا.. مرّاتٍ عديدة حين سألهم اليهود والنصارى وعوامّ الناس عن أمورٍ من القرآن والسنّة، فما كان منهم إلاّ أمران: الفشل المخزي الذريع، والالتجاء إلى مَن دعا إلى سؤاله قبل رحيله، وصدع في الملأ: « سَلوني قبل أن تفقدوني »، وقد أقرّوا بأمرين: أنّ الناس كلَّهم أعلم منهم، وأن لولا عليٌّ لهلكوا!
            ولرُبّ شاكٍّ أو مشكّك يدّعي أنّ هذه العبارة من مدَّعيات الشيعة، يريدون بها تفضيل إمامهم على الصحابة، ولِمثل هذا وأمثاله ندعوهم إلى ما ورد في المصادر غير الشيعيّة فقط.

            هذا بعضه
            • كتب ابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب / ج 1 ): أجمع الناسُ كلُّهم على أنّه لم يَقُل أحدٌ من الصحابة ولا أحدٌ من العلماء: سَلُوني، غيرَ عليّ بن أبي طالب. ( نقله عنه: ابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة 175:2 ـ ط مصر، ثمّ قال: روى شيخنا أبو جعفر الإسكافي في كتاب: « نقض العثمانية » عن عليّ بن الجعد، عن أبي شبرمة: ليس لأحدٍ من الناس أن يقول على المنبر ( سَلُوني ) إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام ).
            • نعود إلى ابن عبدالبرّ الأندلسي، فنقرأ له في ( جامع بيان العلم وفضله:58 ـ ط الموسوعات بمصر ): عن سعيد بن المسيّب قال: ما كان أحدٌ من الناس يقول: سلوني، غير عليّ بن أبي طالب. ( نقله ابن سعد في: الطبقات الكبرى 338:2 ـ ط القاهرة، هكذا: لم يكن أحدٌ من الصحابة يقول: « سَلوني » إلاّ عليّ. كذا الخوارزميّ الحنفي في: المناقب:54 ـ ط تبرير، هكذا: ما كان في أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله أحدٌ يقول: « سَلُوني » غير عليّ بن أبي طالب. كذلك نقله ابن الأثير الجزري في: أُسد الغابة في معرفة الصحابة 22:4 ـ ط مصر سنة 1285 هـ، والمحبّ الطبري الشافعي في: الرياض النضرة 198:2 ـ ط الخانجي بمصر، وسبط ابن الجوزي الحنفي في: تذكرة خواصّ الأمّة، وابن حجر الهيتمي المكي الشافعي في: الصواعق المحرقة:76 ـ ط الميمنيّة بمصر، والحافظ السيوطي الشافعي في: تاريخ الخلفاء:66 ـ ط الميمنيّة بمصر، وابن طولون في: الشذرات الذهبيّة:50 ـ ط بيروت.. وغيرهم ).
            • وبسندٍ طويل ينتهي إلى أبي البختري روى الخوارزمي في ( المناقب:55 ـ ط تبريز ) أنّه قال: رأيتُ عليّاً عليه السلام صعد المنبر بالكوفة وعليه مِدرَعةٌ كانت لرسول الله صلّى الله عليه وآله، متقلّداً بسيف رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقعد على المنبر فقال: « سَلُوني قبل أن تَفقِدوني، فإنّما بين الجوانح منّي عِلمٌ جَمّ. هذا سفط العلم وهذا لعاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، هذا ما زقّني رسولُ الله صلّى الله عليه وآله زقّاً من غير وحيٍ أُوحيَ إليّ. فَوَ اللهِ لو ثُنيَت لي وسادةٌ فجلستُ عليها، لأفتَيتُ لأهل التوراة بتوراتهم، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم، حتّى ينطق التوراة والإنجيل فيقولان: صَدَق عليّ، قد أفتاكم بما أُنزِل فينا، وأنتم تتلون الكتابَ أفلا تعقلون ؟! ». ( رواه كذلك في: مقتل الحسين عليه السلام:44 ـ ط الغري، ورواه الحمويني الجويني الشافعي في: فرائد السمطين، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة لذوي القربى:264، و 74 ـ ط إسلامبول، ومحمّد خواجه پارسا البخاري في: فصل الخطاب ـ على ما في: ينابيع المودّة:373 ).
            • وفي ( نزهة المجالس 144:2 ـ ط القاهرة ) كتب الصفوري البغدادي الشافعي: قال علي رضي الله عنه: « سَلُوني قبلَ أن تفقدوني، عن علمٍ لا يعرفه جبريلُ ولا ميكائيل »، فسأله رجل: يا أمير المؤمنين، ما هذا العلمُ الذي لا يعمله جبريل ولا ميكائيل ؟! قال: « إنّ الله تعالى علّم نبيَّه محمّداً صلّى الله عليه وآله ليلة المعراج علوماً شتّى، فمنها علمٌ أمَرَه اللهُ بكتمانه، وعلمٌ أمره الله بتبليغه، وعلمٌ خَيَّر اللهُ تعالى فيه.. ».
            • وكتب القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة:74 ـ ط إسلامبول ): في ( مسند أحمد بن حنبل ) بسنده عن ابن عبّاس قال: إنّ عليّاً رضي الله عنه يعرّف أصحابه ألف شيء وأراه، وقال على المنبر: « سَلُوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن كتاب الله وما به من آيةٍ إلاّ وأنا أعلم حيث أُنزلَت، بحضيضِ جبلٍ أو سهلِ أرضٍ، وسلوني عن الفتن، فما مِن فتنةٍ إلاّ وقد علمتُ مَن كسَبَها، ومَن يُقتَل فيها »، قال أحمد بن حنبل: رُويَ عنه نحوُ هذا كثيراً.
            وعلى الصفحة السابقة كتب القندوزي: في ( المناقب ) ـ للخوارزمي الحنفي ـ عن الأعمش، عن عبابة بن رِبْعي قال: كان عليٌّ رضي الله عنه كثيراً يقول: « سلوني قبل أن تفقدوني، فَوَاللهِ ما مِن أرض مُخصِبةٍ ولا مُجْدِبة، ولا فئةٍ تُضِلّ مئةً أو تهدي مئةً إلاّ وأنا أعلمُ قائدها وسائقها، وناعقها، إلى يوم القيامة ».
            • وكتب البدخشي في ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا:78 ـ من المخطوطة ): ذكر الشيخ العالم البخاري المشهور بـ پارسا في كتابه ( فصل الخطاب ) أنّ عليّاً كرّم الله وجهه قال يوماً على المنبر: « سَلوني عمّا دون العرش، فإنّ بين الجوانح عِلماً جَمّاً، هذا لُعابُ رسول الله صلّى الله عليه وآله في فمي ».
            وكان في المجلس رجلٌ يُقال له ( دعلب اليماني ) فقال: إدّعى هذا الرجلُ دعوى عريضة، لأفضحنّه! فقال: أسأل ؟ قال له عليّ: « وَيْلك اسألْ تفّقهاً، ولا تسألْ تَعنُّتاً »، فقال دعلب: أنت حملتَني على ذلك، هل رأيتَ ربَّك يا عليّ ؟ فأجابه: « ما كنتُ لأعبُدَ ربّاً لم أرَه »، قال: كيف رأيتَه ؟ فأجابه: « لم تَرَه العيون بمشاهدة العِيان، ولكن رأتْه القلوب بحقايق الإيقان، ربّي واحدٌ لا شريك له، أحدٌ لا ثانيَ له، فردٌ لا مِثلَ له، لا يَحويه مكان، ولا يُداوله زمان، ولا يُدرَك بالحواسّ، ولا يُقاس بالناس ».
            فصاح دعلب وسقط مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قال: عاهدتُ الله أن لا أسأل بعد هذا أحداً تعنّتاً!
            • وكتب النبهاني في ( الشرف المؤبَّد:112 ): أخرج الحافظ محبّ الدين ابن النجّار في ( تتمّة تاريخ بغداد ) عن ابن المعتمر مسلم بن أوس وحارثة بن قدامة السعدي أنّهما حضرا عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يخطب ويقول: « سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّي لا أُسأل عن شيءٍ دونَ العرش إلاّ أخبرتُ عنه ».
            • ونعود إلى القندوزي الحنفي، فنقرأ له في (ينابيع المودّة:66 ـ ط إسلامبول ) قوله: ومن خطبته عليه السلام: « سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا بِطُرق السماء أعلمُ منّي بطرق الأرض، قبل أن تشغر برِجْلها فتنةٌ تَطأ في حطامها، وتذهب بأحلام قومها ».
            • ثمّ نأتي إلى ابن أبي الحديد فنقرأ له في ( شرح نهج البلاغة 508:2 ـ ط القاهرة ): إنّ تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترض عليّاً وهو يخطب على المنبر ويقول: « سلوني قبل أن تفقدوني، فَوَاللهِ لو تسألوني عن فئةٍ تُضلّ مئةً أو تهدي مئة، إلاّ أنبأتكم بناعقها وسائقها، ولو شئتُ لأخبرتُ كلَّ واحدٍ منكم بمخرجه ومدخله، وجميع شأنه ».
            فقال له تميم: كم في رأسي طاقةَ شَعر ؟! فأجابه عليه السلام: « أمَا والله إنّي لأعلمُ ذلك، ولكن أين برهانه لو أخبرتُك به! ولقد أخبرتُك بقيامك وفعالك، وقيل لي: إنّ على كلّ شعرةٍ من شعر رأسك مَلَكاً يلعنك، وشيطاناً يَستفزُّك، وآيةُ ذلك أنّ في بيتك سَخلاً يقتل ابنَ رسول الله صلّى الله عليه وآله ويحضُّ على قتله! ».
            قال ابن أبي الحديد: فكان الأمر بموجب ما أخبر به عليه السلام، كان ابنُ تميم حُصَينٌ يومئذٍ طفلاً صغيراً يرضع اللبن، ثمّ عاش إلى أن صار على شَرَطة عبيدالله بن زياد، فأخرجه عبيدالله إلى عمر بن سعدٍ يأمره بمناجزة الحسين عليه السلام، ويتوعّده على لسانه إن أرجأ ذلك ( أي أجَلَّه، فقُتل الحسين عليه السلام صبيحةَ اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة في ليلته!
            ويروي ابن أبي الحديد روايةً أخرى، مُفادُها أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا قال ما قاله في خطبته الشريفة: « سلوني قبل أن تفقدوني.. »، قام إليه رجل فقال له: أخبِرْني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شَعر! فأجابه عليٌّ عليه السلام: « واللهِ لقد حدّثني خليلي ( أي رسول الله صلّى الله عليه وآله ) أنّ على كلِّ طاقةِ شعرٍ من رأسك مَلكاً يلعنك، وأنّ على كلّ طاقة شعرٍ من لحيتك شيطاناً يُغويك، وأنّ في بيتك سخلاً يقتل ابنَ رسول الله صلّى الله عليه وآله ».
            وكان ابن ذلك الرجل قاتلُ الحسين عليه السلام يومئذٍ طفلاً يحبو، وهو سنانُ بن أنس النّخَعي. ( شرح نهج البلاغة 208:1 ).
            • وقال عليه السلام يوماً: « سلوني عن أسرار الغيوب، فإنّي وارثُ علوم الأنبياء والمرسَلين » ( ينابيع المودّة:408 ـ ط إسلامبول ).
            • وكتب ابن حسنَوَيه الموصلي الحنفي في ( درّ بحر المناقب:10 ـ من المخطوطة ): وعنه عليه السلام أنّه كان ذاتَ يومٍ على منبر الكوفة إذ قال: « أيُّها الناس، إسألوني قبل أن تفقدوني، إسألوني عن طرق السماوات، فأنا أعرَفُ بها من طرق الأرض ». فقام إليه رجلٌ من وسط القوم فقال له: أين جبرئيلُ هذه الساعة ؟ فرمق عليه السلام بطَرْفه إلى السماء، ثمّ رمق بطَرفه إلى الأرض، ثمّ رمق إلى المشرق ثمّ رمق إلى المغرب، فلم يُخلِ موضعاً، فالتفَتَ إليه وقال له: « ياذا الشيخ، أنت جبرئيل ».
            قال: فصفق طائراً مِن بين الناس، فضجّ عند ذلك الحاضرون وقالوا: نشهد أنك خليفةُ رسول الله حقّاً حقّاً! رواه مقاتل بن سليمان. ( وروى قريباً منه: الحافظ أبو عبدالله محمّد بن يوسف البلخي الشافعي في كتابه على ما في تلخيصه:16 ـ ط الحيدري بمبئي، والصفوري الشافعي في: نزهة المجالس 210:2 ـ ط القاهرة، ومعين الدين الميبدي في: شرح ديوان أمير المؤمنين:18 ـ من المخطوطة، وسبط ابن الجوزي الحنفي في: تذكرة خواصّ الأمّة، وغيرهم ).
            • وإذا عُدنا إلى ابن أبي الحديد، وهو معتزلي المذهب، فسنقرأ له ( على الصفحة 178 من الجزء الثاني من شرحه لنهج البلاغة لأمير المؤمنين عليه السلام ) في ذيل إحدى الخطب قوله: وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السيرة، وهي متداوَلةٌ منقولةٌ مستفيضة، خطب بها عليٌّ عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان، وفيها ألفاظ لم يُورِدْها الشريف الرضيّ رحمه الله، من ذلك قوله عليه السلام ( أي بعد: « سلوني قبلَ أن تفقدوني »): « ولم يكن لِيجترئَ عليها غيري، ولو لم أكُ فيكم ما قُوتل أصحابُ الجمل والنهروان. وأيمُ الله لولا أن تَتَّكِلوا فتَدَعوا العمل لَحدّثتُكم بما قضى الله عزّوجلّ على لسان نبيّكم صلّى الله عليه وآله لمَن قاتلهم مبصراً لضلالتهم، عارفاً للهدى الذي نحن عليه. سلوني قبل أن تفقدوني؛ فإنّي ميّتٌ عن قريب، أو مقتول، بل قتلاً! ما ينتظر أشقاها ( أي ابن ملجم لعنه الله ) أن يخضب هذه بدم ؟! »، وضرب بيده على لحيته.

            استفاداتٌ مُتفِقّهة
            قال تعالى في محكم تنزيله الكريم: فَلَولا نَفَر مِن كُلِّ فِرْقةٍ طائفةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدِّينِ ولِيُنْذِروا قومَهم إذا رَجَعُوا إلَيهم لَعَلَّهم يَحذَرون [ سورة التوبة:122 ].
            إنّ من أعظم المعضلات التي يعيشها المسلمون هو عدمُ التفقّه في الأحاديث النبويّة، خصوصاً ما جاء منها في مجال العقيدة والأصول، مع أنّ الروايات بين يديهم كثيرة وفيرة، وهي بيّنةٌ في تحديد المعالم والضوابط والمعايير، لا سيّما في مجال الاستخلاف والولاية العظمى بعد رحيل رسول الله صلّى الله عليه وآله.
            ومن هنا نرى أن تكون لنا وقفةٌ بين الحين والآخر، للتأمّل في ما ورد من الروايات الشريفة، والكلمات المنيفة، ممّا صدر عن النبيّ وأهل بيته صلواتُ الله عليه وعليهم، ومنها رواية ( سَلُوني قبلَ أن تَفقِدوني ) فقد استفدنا من أخبارها مايلي:
            أوّلاً: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يقل هذه العبارة الشريفة مرّة واحدة، بل قالها مرّاتٍ عديدة.
            ثانياً: أنّه سلام الله عليه قالها وحدَه، ولم يَجرُؤ أحدٌ أن يقولها، وربّما صدرت جُزافاً من أحدهم فدُمغ بفشلٍ ذريع، وخزيٍ فظيع!
            ثالثاً: أنّ الإمام عليّاً عليه السلام في عبارته المباركة هذه فتح الآفاق أمام الناس أن يسألوه في أيِّ أمرٍ شاؤوا، وفي أي مسألةٍ أحبُّوا.. لكنّهم لم يستفيدوا من تلك الفرصة الغنيمة، ليفيضَ عليهم من المعارف ما ينجون بها ويفوزون. بل راح بعضهم يرى كلمة الإمام ادّعاءً عريضاً، فيما راح البعض إلى أن يستهزئ، فيلاقي من العار والخسران ما يُهلكه أسفاً ويُرديه عذاباً وذُلاًّ ومهانة.
            رابعاً: لم ينقل لنا التاريخ على طول زمانه وعرض وقائعه أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ـ ولا أيّ إمامٍ مِن بعده ـ سُئل فعجز عن الجواب، وكم طالَبَ الناسَ أن يسألوه لينفعهم فانكمشوا وكأنّهم لا يحبّون أن يسمعوا الحقائقَ المُلزِمة! بينما سُئل غيرُه صلوات الله عليه فأحجموا وعجزوا ولم يَحروا جواباً، فلاذوا به والتمسوه ليُخرجهم من حَرَجهم وفشلهم، ثمّ أقرّوا له بعد أجوبته وأقضيته النورانية بأمرين: الأوّل ـ أنّه سلام الله عليه هو الأعلم، والثاني ـ أنّهم هم الأجهل، بل ولولاه لهلكوا!!
            هذه هي الحقيقة التي طالما هرَبَ منها الحاسدون والحاقدون، والمتعصّبون والمُبطِلون، فعادوا لم يُطيقوا النظر إليها، ولم يستطيعوا استماعها، فضلاً عن قبولها والعمل بمقضياتها.. ومن مقتضياتها: تولّي أمير المؤمنين عليه السلام، وطاعته، واتّباعه، والتثبّت على إمامته، والتمسّك بولايته، هو والأئمّة الهداة مِن ذرّيته، صلواتُ الله وسلامه عليه؛ وذلك أمرٌ إلهيٌّ صريح في آياتٍ عديدة، منها:
            ـ قوله تعالى: يا أيُّها الذين آمنوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرسولَ وأُولي الأمرِ مِنكُم [ سورة النساء:59 ].
            ـ وقوله تعالى: قُل لا أسألُكُم عليهِ أجْراً إلاَّ المودّةَ في القُربى.. [ سورة الشورى:23 ].
            ـ وقوله تعالى: إنَّما وَليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذين آمنُوا الذين يُقيمون الصلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وهُم راكعُون

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جواب السؤال الثاني
              وصيّة الإمام (عليه السلام) لتلميذه العالم كميل بن زياد النخعي وهي من ذخائر الوصايا الإسلامية وهي تعد من وصاياه التربوية التي عالجت الكثير من مشاكل المجتمع والفرد ووضعت الاسس عرض الإمام في هذا المقطع إلى فضل أهل البيت صلوات الله عليهم وسموّ مكانتهم عند الله تعالى وعند رسوله (صلى الله عليه واله) وأنّهم سفن النجاة وأمن العباد وما يؤخذ منهم فهو من الله ولانهم الطريق اليه جل وعلا

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صل على محمد وال محمد
                ********************
                جواب السؤال الثامن
                **************
                1 ـ قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾.
                وكان فتى موسى يوشع، وفتى محمد علي. عليهم الصلاة والسلام. كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى.
                2 ـ عن أبي حمزة، عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: كان وصي موسى بن عمران «عليه السلام» يوشع بن نون، وهو فتاه الذي ذكره الله في كتابه.
                3 ـ السباق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب.
                4 ـ وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عنه أيضاً في قوله: ﴿وَاْلسَّـٰبِقُونَ اْلسَّـٰبِقُونَ﴾. قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى، وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله.
                5 ـ محمد بن العباس، عن أحمد بن محمد الكاتب، عن حميد بن الربيع، عن الحسين بن الحسن الأشقر، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن عامر، عن ابن عباس، قال: سبق الناس ثلاثة: يوشع صاحب موسى «عليه السلام» إلى موسى، وصاحب يس إلى عيسى «عليه السلام»، وعلي بن أبي طالب إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو أفضلهم.
                6 ـ عن سلمان الفارسي قال: سألت رسول الله «صلى الله عليه وآله»: من وصيك من أمتك؟ فإنه لم يبعث نبي إلا وكان له وصي من أمته؟
                إلى أن تقول الرواية: فقال «صلى الله عليه وآله»: يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي؟ فهل تدري من كان وصي موسى من أمته؟
                فقلت: كان وصيه يوشع بن نون فتاه.
                فقال «صلى الله عليه وآله»: فهل تدري لم كان أوصى إليه؟
                قلت: الله ورسوله أعلم.
                قال: أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده، ووصيي هو أعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب.
                7 ـ قال سلمان: إني دخلت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو في غمرات الموت فأفاق إفاقة، فقلت: يا رسول الله أما أوصيت؟
                فقال: يا سلمان وما تدري من كان وصي موسى؟
                قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
                قال: إنه كان وصي موسى يوشع بن نون، وكان أفضل من ترك بعده. ألا وإني أوصيت إلى علي، وهو أفضل من أترك بعدي.
                وفي نص آخر: عن علي بن الحسين «عليهما السلام» عن ابن عمر قال: مر سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلاً، ونحن جلوس في حلقة وفينا رجل يقول: لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر.
                فسئل سلمان، فقال: أما والله، لو شئت لأنبأتكم بأفضل [من] هذه الأمة بعد نبيها، وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر.
                ثم مضى سلمان، فقيل له: يا أبا عبد الله ما قلت [له]؟
                قال: دخلت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غمرات الموت، فقلت: يا رسول الله هل أوصيت؟
                قال: يا سلمان أتدري من الأوصياء؟
                قلت: الله ورسوله أعلم.
                قال: آدم، وكان وصيه شيث، وكان أفضل من تركه بعده [وكان] من ولده، وكان وصي نوح سام، وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي موسى يوشع، وكان أفضل من تركه بعده، [وكان وصي سليمان آصف بن برخيا، وكان أفضل من ترك بعده]، وكان وصي عيسى شمعون بن فرخيا، وكان أفضل من تركه بعده، وإني أوصيت إلى علي، وهو أفضل من أتركه من بعدي.
                8 ـ وعن سلمان قال: قلت: يا رسول الله، إن لكل نبي وصيًّا، فمن وصيك؟
                فسكت عني، فلما كان بعدُ رآني، فقال: «يَا سَلْمَانُ».
                فأسرعت إليه قلت: لبيك.
                قال: «تَعْلَمُ مَنْ وَصِيُّ مُوسى»؟
                قلت: نعم، يوشع بن نون.
                قال: «لِمَ»؟
                قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ.
                قال: «فإنَّ وَصِيِّـي ومَوْضِعَ سِرِّي، وخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي، ويُنْجِزُ عِدَتِي، ويَقْضِي دَيْنِي عليُّ بنُ أبي طَالِبٍ».
                وفي نص آخر: لأنه كان خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم.
                وفيه قال: فإني أشهدك أن علياً خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم.
                قال: فهو وليي، ووصيي، ووارثي).
                9 ـ عن ابن عباس، قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما أنزل الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾: والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد [قومه] على الوفاء لولده شيث، فما وفي له، ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه سام، فما وفت أمته، ولقد خرج إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه إسماعيل، فما وفت أمته، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن نون، فما وفت أمته، ولقد رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا، فما وفت أمته، وإني مفارقكم عن قريب، وخارج من بين أظهركم، وقد عهدت إلى أمتي في علي بن أبي طالب وإنها [ا] لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه الخ...
                10 ـ ويوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو يوم الغدير، نصب فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» علياً أمير المؤمنين «عليه السلام» إماماً للأنام.
                وفي هذا اليوم بعينه قتل عثمان بن عفان، وبايع الناس المهاجرون والأنصار علياً «عليه السلام» طائعين مختارين، ما خلا أربعة أنفس منهم: عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد.
                وفي هذا اليوم فلج موسى بن عمران «عليه السلام» على السحرة، وأخزى الله عز وجل فرعون وجنوده.
                وفيه نجى الله تعالى إبراهيم «عليه السلام» من النار.
                وفيه نصب موسى وصيه يوشع بن نون، ونطق بفضله على رؤوس الأشهاد.
                وفيه أظهر عيسى وصيه شمعون الصفا.
                وفيه أشهد سليمان بن داود سائر رعيته على استخلاف آصف بن برخيا وصيه، وهو يوم عظيم، كثير البركات.
                11 ـ في خطبة الغدير: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: إن هذا يوم عظيم الشأن، فيه وقع الفرج، ورفع الدرج، وصحت الحجج، وهو يوم الإيضاح والإفصاح عن المقام الصراح، ويوم كمال الدين، ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويوم البيان عن حقايق الإيمان، ويوم دحر الشيطان، ويوم البرهان.
                هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون، هذا يوم الملا الأعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الإرشاد، ويوم المحنة للعباد، ويوم الدليل عن الذواد، هذا يوم إبداء إخفاء الصدور ومضمرات الأمور.
                هذا يوم النصوص على أهل الخصوص، هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون.
                12 ـ نقل عن علي بن مجاهد في تاريخه مسنداً، قال : قال النبي «صلى الله عليه وآله» عند وفاته لعلي «عليه السلام»: «أنت مني بمنزلة يوشع من موسى».
                13 ـ سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وهي التي تبعت وصي موسى.
                وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، واحدة وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي التي تبعت وصي عيسى.
                وأمتي تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وهي التي تبعت وصيي.
                قال: ثم ضرب بيده على منكب علي «عليه السلام»، ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث وسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي، واحدة منها في الجنة واثنتا عشرة في النار.
                14 ـ الليث بن سعد، بإسناده، عن أبي أمامة الباهلي، قال: كنا ذات يوم جلوساً عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى أن قام، فجاء علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فوافق رسول الله «صلى الله عليه وآله» قائماً.
                فلما رآه جلس، ثم قال له: يا علي أتدري لم جلست؟
                قال: اللهم لا.
                قال: [لأخبرك] أني ختمت النبيين، وإنك يا علي



                التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 25-05-2019, 11:42 PM.

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صل على محمد وال محمد
                  -------------------------------
                  جواب السؤال الثامن
                  **************
                  قال تعالى: فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا
                  .
                  وكان فتى موسى يوشع، وفتى محمد علي
                  . عليهم الصلاة والسلام. كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى.
                  2 ـ عن أبي حمزة، عن أبي جعفر «عليه السلام» قال: كان وصي موسى بن عمران «عليه السلام» يوشع بن نون، وهو فتاه الذي ذكره الله في كتابه

                  3 ـ السباق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب
                  .
                  4 ـ وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عنه أيضاً في قوله:وَاْلسَّـظ°بِقُونَ اْلسَّـابِقُونَ
                  . قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى، وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله».
                  5 ـ محمد بن العباس، عن أحمد بن محمد الكاتب، عن حميد بن الربيع، عن الحسين بن الحسن الأشقر، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن عامر، عن ابن عباس، قال: سبق الناس ثلاثة: يوشع صاحب موسى «عليه السلام» إلى موسى، وصاحب يس إلى عيسى «عليه السلام»، وعلي بن أبي طالب إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو أفضلهم
                  .
                  6 ـ عن سلمان الفارسي قال: سألت رسول الله «صلى الله عليه وآله»: من وصيك من أمتك؟ فإنه لم يبعث نبي إلا وكان له وصي من أمته؟
                  إلى أن تقول الرواية: فقال «صلى الله عليه وآله»: يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي؟ فهل تدري من كان وصي موسى من أمته؟
                  فقلت: كان وصيه يوشع بن نون فتاه.
                  فقال «صلى الله عليه وآله»: فهل تدري لم كان أوصى إليه؟
                  قلت: الله ورسوله أعلم.
                  قال: أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده، ووصيي هو أعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب

                  7 ـ قال سلمان: إني دخلت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو في غمرات الموت فأفاق إفاقة، فقلت: يا رسول الله أما أوصيت؟
                  فقال: يا سلمان وما تدري من كان وصي موسى

                  قلت: نعم، يوشع بن نون.
                  قال: «لِمَ»؟
                  قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ.
                  قال: «فإنَّ وَصِيِّـي ومَوْضِعَ سِرِّي، وخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي، ويُنْجِزُ عِدَتِي، ويَقْضِي دَيْنِي عليُّ بنُ أبي طَالِبٍ».
                  وفي نص آخر: لأنه كان خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم.
                  وفيه قال: فإني أشهدك أن علياً خيرهم، وأفضلهم، وأعلمهم.

                  التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 25-05-2019, 11:30 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلي على محمد وال محمد
                    â*گâ*گâ*گâ*گâ*گâ*گâ*گâ*گâ*گ
                    ماهو سرُّ علي (عليه السلام) مع الموت ؟وماهو,والانس ب الموت ؟


                    أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ مَا يَفِرُّ مِنْهُ فِي فِرَارِهِ الْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِخْفَاءَهُ هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَخْزُونٌ أَمَّا وَصِيَّتِي فَاللَّهَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَمُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وَأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وَخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مَجْهُودَهُ وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ رَبٌّ رَحِيمٌ وَدِينٌ قَوِيمٌ وَإِمَامٌ عَلِيمٌ أَنَا بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ وَأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وَغَداً مُفَارِقُكُمْ غَفَرَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ فِي هَذِهِ الْمَزَلَّةِ فَذَاكَ وَإِنْ تَدْحَضِ الْقَدَمُ فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ أَغْصَانٍ وَمَهَابِّ رِيَاحٍ وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَامٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفَّقُهَا وَعَفَا فِي الْأَرْضِ مَخَطُّهَا وَإِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلَاءً سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَاكٍ وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْقٍ لِيَعِظْكُمْ هُدُوِّي وَخُفُوتُ إِطْرَاقِي وَسُكُونُ أَطْرَافِي فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لِلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ الْمَنْطِقِ الْبَلِيغِ وَالْقَوْلِ الْمَسْمُوعِ وَدَاعِي لَكُمْ وَدَاعُ امْرِئٍ مُرْصِدٍ لِلتَّلَاقِي غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي وَيُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي».(19)* * *الشرح:إنّ هذا الكلام قاله (عليه السلام) لمّا ضربه ابن ملجم المرادي عليه لعائن الله، وهو مسوق في معرض الوعظ والاعتبار والتوصية والتذكير، فحذّر الناس ونبّههم على لحوق ضرورة الموت المنفور منه طبعاً: «أيّها الناس كلّ امرئٍ لاقٍ ما يفرّ منه في فراره» فإنّه لمّا كان الإنسان دائماً فارّاً من الموت ومتوقّياً له، وكان لا بدّ منه، لا جرم كان ضروري اللقاء له في فراره، والأجل قد يراد به غاية الحياة الدنيا كما قال تعالى: «فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ»(20) وقد يراد به المدّة المضروبة للقاء الإنسان وهي مدّة عمره، وإيّاه عنى (عليه السلام) بقوله: «الهرب منه ـ أي من الأجل ـ موافاته» وذلك أنّ الفارّ من الموت مثلاً بالحركات والعلاجات ونحوها تستلزم حركاته في ذلك فناء الأوقات وتصرّمها، وقطع تلك الأوقات مستلزم لملاقاته وموافاته.وقوله صلوات الله عليه: «كم اطّردت الأيام» أي صيّرتها طريدة إلى أن أتبع بعضها بعضاً بالبحث وتعرّف مكنون هذا الأمر ـ أي الذي وقع له من القتل ـ وذلك المكنون هو وقته المعيّن بالتفصيل ومكانه، فإنّ ذلك ممّا استأثر الله تعالى بعلمه كقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ»(21) وقوله: «وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ»(22) وإن كان قد أخبره الرسول (صلى الله عليه وآله) بكيفيّة قتله مُجملاً كما روي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال له: ستُضرب على هذه ـ وأشار إلى هامته ـ فتخضب منها هذه ـ وأشار إلى لحيته.(23) وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال له: أتعلم من أشقى الأوّلين؟ قال: نعم، عاقر الناقة، فقال له: أتعلم من أشقى الآخرين؟ قال: لا، قال: من يضربك ها هنا فيخضب هذه.(24)وأمّا بحثه هو صلوات الله عليه عن تفصيل الوقت الذي يُقتل فيه والمكان الذي يُقتل فيه ونحوهما من القرائن المشخّصة، وذلك البحث أما بالسؤال من الرسول (صلى الله عليه وآله) مدّة حياته وكتمانه إيّاه، أو بالفحص والتفرّس من قرائن أحواله في سائر أوقاته مع الناس، فأبى الله تعالى إلاّ أن تخفى عنه تلك الحال.هذا ما ذهب إليه الشارح المعتزليّ والبحرانيّ، ويظهر من قول المعتزليّ أنّه زعم أنّ مراده (عليه السلام) بمكنون هذا الأمر وقت قتله ومكانه المعيّنان بالتفصيل.وحذا حذوه الشارح البَحرانيّ حيث قال: وذلك المكنون هو وقت قتله المعيّن بالتفصيل ومكانه، فإنّ ذلك ممّا استأثر الله به.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X