إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(الحوار القرآنيّ.. عناصره وشروطه) محور الاحد لبرنامج (إضاءات فكرية)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (الحوار القرآنيّ.. عناصره وشروطه) محور الاحد لبرنامج (إضاءات فكرية)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    برنامج
    إضاءات فكرية

    إعداد وتقديم
    نهاوند العبودي

    وفي الاخراج على الهواء مباشر
    علا نعمة

    يأتيكم كل يوم احد في الساعة السابعة والنصف مساءً

    وسيكون محور هذا الاسبوع هو:
    الحوار القرآنيّ.. عناصره وشروطه

    س1-ماذا يحتاج الحوار منبيئة، كي يتحوّل إلى عملية منتجة، بدلاً من أن يكون حوارا ضيقاً عقيماً ؟
    س2- كيف تناول القرآن الكريم شخصية المحاور الذي يقود عملية الحوار ويتبناهاوشخصية الطرف الثاني للحوار؟
    س3- كيف يمكن للطرفين ان يتحلوا بأجواء هادئة لأجل التفكير الهادف؟
    س4- ما مدى تأثير الحالة النفسية التي تعيش مع الحوار من قبل الطرفين؟
    س5- لماذا نجد البعض لا يملك الإرادة في الحديث أن يريد وأن لا يريد، وأنه لا يملك أنيفكر أو أن لا يفكِّر؟ كيف نتعامل مع هكذا شخصية مترددة في اتخاذ القرارات وغيرمتزنة بما تقول ؟
    س6- كيف يمكن ان يمتلك المحاور مهارة الاقناع للطرف الاخر ؟

    الملفات المرفقة

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لعلّ من أشدّ الأمور ضرورةً لوصول الحوار إلى هدفه، وجود الأجواء الهادئة للتّفكير الذاتي الذي يمثّل فيه الإنسان نفسه وفكره، والابتعاد عن الأجواء الانفعاليّة التي تعيق الإنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمّل وتفكير...
    وقد صوَّر لنا القرآن الكريم ذلك، في ما نقله لنا من أسلوب النبي محمد(ص) في الحوار مع خصوم العقيدة، عندما واجهوه بتهمة الجنون. فقد دعانا إلى أن نتجرَّد عن هذا الجوّ الانفعالي، إذا ما أردنا أن نتبنّى فكرة أو نرفضها، أو ننسجم مع موقف، أو نبتعد عنه.
    قال تعالى: {قُلْ إِنَما أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرادَى ثُمّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُم مِن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}(سبأ: 46).

    فقد اعتبر القرآن الكريم اتهام النبيّ بالجنون، خاضعاً للجوّ الانفعالي الذي كان يسيطر على التجمّع العدائي لخصومه آنذاك، ما جعلهم لا يملكون ما يستطيعون أن يَزِنوا به صحة القضايا وفسادها، بل ظلّت أفكارهم صدى لأفكار الآخرين، ولذلك دعاهم إلى الانفصال عن هذا الجوّ المحموم بأن يتفرقوا مثنى وفرادى، في موقف فكر وتأمّل، يُرجع إليهم أفكارهم وشخصياتهم، ليصلوا إلى النتيجة الحاسمة بأسرع وقت، لأنّ طبيعة الفكر الهادئ الواعي الذي يواجه شخصيّة النبيّ محمَّد(ص) وأفكاره وتعاليم رسالته، سوف يضع القضية في موقعها الطبيعي الذي يرفض هذه التهمة جملة وتفصيلاً، لينتهي ـ بعد ذلك ـ إلى الإقرار بأنه رسول الله إلى الناس لينذرهم بالعذاب الأليم.

    وقد نجد مثل هذه الأجواء الانفعاليّة في كلّ مكان واجهنا فيه واقع الصّراع المرير الذي يخوضه الإسلام مع أعداء الله، سواء منهم الملحدون، أو غيرهم ممن يختلف معهم في تفاصيل العقيدة والشريعة، فنلتقي بالاتهامات التي تُطلق بلا حساب في أجواء الجماعة، كنتيجة لمواقف الدّعاة إلى الله الذين يتوجّهون إلى المجتمع بالفكر الإسلامي الأصيل، مما لا ينسجم مع واقع الانحراف الفكري أو العملي الذي تعيشه مجتمعات الكفر والضّلال... فينطلق أعداء الله باتهاماتهم الظالمة المدروسة التي تصفهم بالرجعيّة تارةً، في إطار قضية التقدّم الفكري والاجتماعي، وبمحاربة الوطنية أخرى، وبالتّعاون مع الاستعمار ثالثة، في نطاق قضيّة التحرّر الوطني السياسي...
    ثم لا يقف الأمر بهم عند هذا الحدّ، بل يحاولون أن يتخذوا من ابتعاد المجتمع عن قوانين الإسلام، وعن روحه واستسلامه لقوانين أخرى وعقليات كافرة، مجالاً لتأليب الناس على هذا الفكر وهذا الدين...
    ..
    ولا يقتصر هذا على العقيدة، بل يمتدّ إلى العادات التي تحكم سلوك الناس في حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، كما هي الحال لدى الشعوب البدائية التي ترتفع عاداتها المتوارثة إلى مستوى القداسة في حياتها، من دون أن يكون لهذه القداسة أيّ أساس فعلي، إلا ارتباطها بالآباء والأجداد الذي يُخضع الأبناء إلى الشعور العميق بقداسة ذكراهم...
    فإن قضايا الفكر تنبع من عقل الإنسان وذهنه، بعيداً من أيّ تأثير عاطفي أو خارجي، فليس أمام الإنسان ليؤمن أو لا يؤمن، إلّا أن يدرس القضيّة في إطارها الطبيعي من خلال الجوانب التي تؤثّر فيها وتتأثر بها من ناحية فكريّة.. ولولا ذلك، لم يستطع النبيّ(ص) أن يصل إلى نتيجة حاسمة في هذا المجال، لأنهم ـ مع إصرارهم على قداسة الماضي ـ لا يوافقون على مناقشة الفكرة من حيث المبدأ، فكيف يمكن إقناعهم بها وجرّهم إليها.
    وتتّضح لنا الصورة الجيّدة، في عرض الفكرة ومناقشة المنهج في الآيات القرآنية الكريمة:
    قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُواْ مَا أَنَزَل اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنا أَوَلَو كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونْ}(البقرة: 170).

    {قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَم لَمْ تَكُن مِنَ الْوَاعِظِينَ* إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ* وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}(الشعراء: 136-138).
    {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ* وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيهِ ءَاباءَكُمْ قَالُوَاْ إِنَّا بِمَا أُرسِلتُم بِهِ كَافِرُونَ}(الزخرف: 22-24)...
    وقد لا يقتصر ما نواجهه ـ في هذا الجو ـ على تقديس التراث، بل قد نصطدم بالنموذج الذي قد يرفض مناقشة الفكرة المضادة، لتقديسه الحزب الذي ينتمي إليه إذا ما كان منتمياً إلى بعض الأحزاب التي تغرس في نفوس أفرادها روح التقديس للحزب وأفكاره، دون أن تسمح لهم بمناقشتها أو التفكير في خطئِها وصوابها، أو لتقديسه شخصية اجتماعية معيّنة تتبنى هذه الفكرة كأستاذ أو زعيم أو غير ذلك.
    إن الأسلوب العملي هو مناقشة أطراف الحوار، في المنهج الّذي يجعلهم يتحررون من الخضوع للشعور بالقداسة التقليدية، لينطلقوا ـ بحرّية وقوّة ـ مع أفكارهم، كشرط أساس لوصول الحوار إلى هدفه.. وهكذا، حاول القرآن أن يوحي إلى النبي(ص) بضرورة التوفر على إيجاد هذا المناخ الطبيعي الذي يستطيع أن يصل بالحوار إلى غايته الطبيعيّة دون سلبيات أو انفعالات؛ ليكون الحوار رحلة طيّبة في طريق الوصول إلى الإيمان، لا حركةً تشنجيّةً تؤدي إلى الحقد والعدواة والبغضاء.

    من كتاب "الحوار في القرآن"، ص 48-58.بتصرف

    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 15-06-2019, 01:35 PM.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X