إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلام الميت مع سلمان المحمدي رضوان الله عليه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلام الميت مع سلمان المحمدي رضوان الله عليه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ************************
    عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت مع سلمان
    المحمدي رضوان الله عليه وهو أمير المدائن في زمان أمير المؤمنين ( ع )وقد مرض مرضه الذي توفي
    فيه فلما اشتد به المرض قال يا أصبغ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي : يا سلمان يكلمك
    ميت إذا دنت وفاتك وقد اشتهيت ان أدري هل دنت وفاتي . فقال الأصبغ : بماذا
    تأمرني ؟ قال آتيني بسرير واحملني عليه إلى المقبرة فقال : حبا وكرامة . ففعل ما أمره
    حتى وضعوه بين القبور واستقبل القبلة : بوجهه ونادى : السلام عليكم يا أهل عرصة
    البلا ، السلام عليكم يا محتجبين عن الدنيا ، السلام عليكم يا من جعلت المنايا لهم غذاء
    السلام عليكم يا من جعلت الأرض عليهم غطاء ، السلام عليكم يا من لقوا أعمالهم في دار
    الدنيا ، السلام عليكم يا منتظرين النفخة الأولى ، سألتكم بالله العظيم والنبي الكريم إلا
    أجابني منكم مجيب فأنا سلمان الفارسي مولى رسول الله ( ص ) فإذا هو بميت قد نطق من
    من قبره وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الفناء ، والمشتغلين بعرصة الدنيا
    ها نحن لكلامك مستمعون ولجوابك مسرعون ، فسل عما بدا لك يرحمك الله تعالى . قال
    سلمان : أيها الناطق بعد الموت ، المتكلم بعد حسرة الفوت ، أمن أهل الجنة أنت أم من
    أهل النار ؟ فقال : يا سلمان أنا ممن أنعم الله تعالى عليه بعفوه وكرمه ، وأدخله جنته
    برحمته فقال له سلمان : يا عبد الله صف لي الموت كيف وجدته ، وما عاينت منه ؟ قال :
    يا سلمان فوالله إن قرضا بالمقاريض ونشرا بالمناشير لاهون من نزعة من نزعات الموت
    إعلم اني كنت في دار الدنيا ممن ألهمني الله الخير وأعمل به وأؤدي فرائضه وأتلوا كتابه
    وأبر الوالدين ، وأجتنب الكبائر والحرام ، وأطلب الحلال خوفا من السؤال ، فبينما
    أنا في ألذ العيش والسرور إذ مرضت وبقيت في مرضي أياما حتى دنا موتي ، أتاني عند
    ذلك شخص عظيم الخلقة فظيع الهيئة فوقف لا إلى السماء صاعدا ولا إلى الأرض نازلا فأشار
    إلى بصري فأعماه ، والى سمعي فأصمه ، وإلى لساني فأخرسه ، فقلت له من أنت يا عبد الله ؟
    فقد أشغلتني عن أهلي وولدي فقال : أنا ملك الموت أتيتك لأقبض روحك ، فقد
    انقطعت مدتك وجاءت منيتك فجذب الروح من جسدي وليس من جذبة يجذبها إلا وهي
    تقوم مقام كل شدة ، حتى صارت الروح في صدري فأشار إلي بجذبة لو أشارها إلى الجبال
    لذابت ، فقبض روحي من عرنين أنفي فعلا من أهلي الصراخ والبكاء ، وظهر خبري
    إلى الجيران والأحباء ، وليس من شئ يقال ويفعل إلا وأنا عالم به .
    فلما اشتد صراخ القوم علي التفت ملك الموت إليهم بغيظ وقنوط ، وقال : مم
    بكاؤكم ؟ فوالله ما ظلمناه فتصيحوا ، ولا اعتدينا عليه فتبكوا ، لقد انقطعت مدته ، وفنى
    رزقه ، وصار إلى ربه الكريم نحن وأنتم عبيد رب واحد ، يحكم فينا ما يشاء ، وهو على
    كل شئ قدير ، فان صبرتم اجرتم ، وان جزعتم أثمتم ، كم لي من رجعة إليكم ، آخذ
    البنين والبنات والآباء والأمهات ثم انصرف عني والروح فوق رأسي تنظر إلي حتى جاء
    الغاسل وجردني من أثوابي وأخذ تغسيلي ، فنادته الروح يا عبد الله رفقا بالبدن
    الضعيف ، فوالله ما خرجت من عرق إلا انقطع ، ولا عضو إلا انصدع فوالله لو سمع
    الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا ابدا . فلما فرغوا حملوني على السرير ، والروح أمامي
    حتى وضعوني على شفير القبر ، فلما أنزلوني في قبري عاينت هولا عظيما .
    يا سلمان لقد تمثل لي اني سقطت من السماء إلى الأرض في لحدي ثم شرج علي اللبن
    وحثي التراث علي ، ورجع المشيعون ، فعند ذلك أخذت بالندم ، وقلت يا ليتني كنت
    من الراجعين لان أعمل صالحا . فجاوبني مجيب من جانب القبر ( كلا انها كلمة هو قائلها
    ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) فقلت له : من أنت يا هذا ؟ قال : أنا ملك وكلني
    الله عز وجل بجميع خلقه لأنبئهم بعد مماتهم ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بأيديهم .
    ثم جذبني وأجلسني ورجعت الروح إلى جسدي ، وقال : اكتب عملك . فقلت :
    انا لا أحصيها فقال لي : اما سمعت قول ربك : أحصاه الله ونسوه اكتب فانا أملي
    عليك . فقلت : أين البياض ؟ فجذب جانبا من كفني فقال : هذه صحيفتك . فقلت : من
    أين القلم ؟ قال : سبابتك . فقلت أين المداد ؟ قال : ريقك . ثم أملى علي ما فعلته في دار
    الدنيا فلم تبق من أعمالي صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضرا
    ولا يظلم ربك أحدا . ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي فخيل لي أن
    جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي فقلت : تفعل هذا بي ؟ قال : ألم تسمع قو ربك :
    ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ
    كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) ثم انصرف عني فأتاني منكر ونكير ان بأعظم منظر
    وأوحش صورة بأيديهما عمودان من الحديد لو اجتمع عليهما أهل الثقلين ما حركوهما
    من ثقلهما فروعاني وأزعجاني وهدداني ، وقبضا بلحيتي وأجلساني ، وصاحا علي صيحة
    لو سمعها أهل الأرض لماتوا جميعا ، وكان من شأنهما ما كان .
    فراقب الله أيها السائل من وقفة المسائل ، وخف من هول المطلع وما قد
    ذكرته لك ، هذا ما لقيته وأنا من الصالحين . ثم انقطع كلامه فعند ذلك رمق سلمان بطرفه
    إلى السماء وبكى ، وقال : ( يا من بيده ملكوت كل شئ واليه ترجعون ) وهو يجير ولا يجار
    عليه . بك آمنت . ولنبيك اتبعت . وبكتابك صدقت . وقد أتاني ما وعدتني . يا من
    لا يخلف الميعاد اقبضني إلى رحمتك . وأنزلني دار كرامتك . فأنا أشهد أن لا إله إلا الله
    وحده لا شريك . وإن محمدا عبده ورسوله . فلما أكمل شهادته قضى نحبه ولقي ربه . وذلك
    سنة سبع وثلاثين . وعاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة .
    قال الأصبغ بن نباتة : فبينما نحن كذلك إذ أتى رجل على بغلة شهباء متلثما فسلم
    علينا فرددنا السلام عليه فقال : يا أصبغ جدوا في امره وأتيناه بماء . وكان معه حنوط
    وكفن ، فلم يزل يغسله بيده فلما فرغ حنطه وكفنه بيده وصلى عليه وصلينا معه ثم وضعه
    في حفرته بيده فلما فرغ من دفنه وهم بالانصراف تعلقنا به وقلنا له من أنت فكشف لنا
    عن وجهه فسطع النور من ثناياه كالبرق الخاطف فإذا هو أمير المؤمنين ( ع ) فقلت له :
    يا أمير المؤمنين : كيف كان مجيئك ومن أعلمك بموت سلمان ؟ قال : آخذ عليك عهد الله
    وميثاقه أنك لا تحدث بهذا أحدا ما دمت حيا ، فقلت يا أبا الحسن : أتموت وأنا حي ؟
    قال : نعم قلت . خذا ما تريد من العهد والميثاق فاني لا أحدث أحدا بهذا قبل موتك
    قال يا أصبغ هذا عهد من رسول الله وانا صليت هذه الساعة بالمدينة وخرجت أريد المنزل
    فلما وصلت منزلي ودخلت واضطجعت إذا اتاني آت في منامي ، وقال لي يا علي إن سلمان
    قد قضى نحبه فركبت بغلتي وأخذت ما يصلح للموتى فجعلت أسير وقرب الله لي البعيد حتى
    وصلت كما ترى ، فلما تم كلامه غاب عنهم فلم يدروا إلى السماء صعد ، أم إلى الأرض نزل
    فأتى المدينة والمنادي ينادي لصلاة المغرب فحضر علي عندهم في المسجد .

  • #2
    الأخت الكريمة
    ( خادمة الحوراء زينب1
    )
    جميل ورائع ما أخترتم

    جعله الله في ميزان حسناتكم
    وأحسن عاقبتكم وجزاكم الله خير الجزاء





    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم
      وبارك الله بكم
      شكرا كثيرا


      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X