إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وضوح الرؤية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وضوح الرؤية

    وضوح الرؤية
    تمهيد

    سنتحدث في هذا الدرس عن الخلفيات الثقافية التي تعنى بشكل أساسي بتشخيص الهدف الذي يقاتل من أجله المجاهد، فينبغي على المجاهد في سبيل الله تعالى أن يكون لديه من وضوح الرؤية ما يمكنه من تشخيص مسار الجهاد، ضد من ولماذا، والعدو الحقيقي من العدو الوهمي وغيرها من الأمور وهذا ما سنشير إليه بشيء من التفصيل.


    من هو العدو الحقيقي؟

    تقع الكثير من الجهات التي ترفع راية الجهاد في الشبهات، وتصنف الأعداء من دون أن تستند بذلك لمبرر من الشرع المقدس، وهذا ما يحرف مسارها من الدفاع عن الأمة ومصالحها إلى الإضرار بالأمة وتشكيل خطر إضافي عليها.

    ومن أبرز المصاديق لهذه الجماعات ما يسمى بالتكفيريين، والذين اتخذوا من الكثير ممن يخالف معتقدهم موقفاً بإخراجهم من ربقة الدين، والحكم بجواز قتلهم...


    29
    ولشدة ما أساؤوا للجهاد والإسلام بهذا التصرف، أصبح من اللازم أن ننبه إلى خطورة ما لعواقب انحراف مسيرة الجهاد والمقاومة عن المسار الحقيقي، ولهذا ينبغي أن نلجأ للإسلام الحقيقي لمعرفة من هو العدو الذي ينبغي أن نجاهده ونقاومه، وما هي الطرق الصحيحة والشرعية للجهاد وما هي الضوابط التي ينبغي الالتزام بها في الجهاد.

    فالعدو الحقيقي هو الذي يشكل تهديداً حقيقياً من خلال أمرين:

    الهجمة العسكرية:

    وينبغي في هذا الإطار أن تهب الأمة جمعاء لمقاومة هذا الغزو والدفاع عن الأرض والعرض والكرامات وهذا حق للإنسان تكفلت بمنحه إياه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.

    الهجمة الثقافية:

    وينبغي أن تجابه بالعلم والفكر والحوار البنّاء الساعي للوصول للحقيقة، بدون استعلاء ولا مراء، وللجهاد الثقافي دور هام ويتم بأساليب في غاية المرونة، وهو أشبه ما يكون بالطب من حيث الاهتمام والحرص والمداراة، وهو ما يسمى بالتبليغ.


    العدو الحقيقي للأمة اليوم

    نحن نعيش في زمن سقطت فيه الأقنعة وظهر الأعداء بشكل واضح وعلني، ولا نحتاج لكثير من الوعي لتشخيص العدو المتمثل بالاحتلال الأمريكي والصهيوني، فالإدارة الأمريكية التي تعمل وفق أولوية الحفاظ على الكيان الصهيوني في منطقتنا كشرطي يمنع من قيام الأمة ويسيطر عليها ويستعبدها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً... لا شك أن هذه الإدارة هي العدو.

    والجرثومة نفسها هي عدو أيضاً، وهي أداة بيد الإدارة الأمريكية، وهذا ما رأيناه جلياً في حرب تموز 2006م. والتي بذلت فيها كل الإمكانات العسكرية


    30
    والسياسية للقضاء على النبض الحي في الممانعة في العالم الإسلامي والعربي.

    الدور والهدف من الجهاد

    إن الجهاد في الحقيقة يتضمن مشروعين: مشروع للفرد ومشروع للأمة والمجتمع، فهناك أهداف على المستوى الفردي والشخصي وأخرى على المستوى الاجتماعي.


    الهدف الشخصي

    قد تتعدد الأهداف الشخصية وتختلف من شخص إلى آخر فأبواب طاعة الله تعالى كثيرة ولكن هناك هدف أساسي يجب أن يشترك به كل المجاهدين وكل الأهداف الأخرى في الحقيقة ترجع إلى هذا الهدف وهو رضى الله تعالى...

    وهو الهدف الأسمى والأساسي الذي تتمحور حوله كل حركة يقوم بها الإنسان المؤمن أو سكون يلتزم به، والجبهة هي من الأمكنة الخاصة التي تتميز بجو الصفاء والروحانية والقرب من الله تعالى.

    يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "ميدان الجبهة هو ميدان التعبد، وفيه لا يوجد دخالة لأي عامل آخر حتى العقل وإذا كنا ملتفتين إلى هذه المسألة وجعلنا التقوى هدفنا والتحرك لمرضاة الرب غايتنا ستتحقق عندها كل غاياتنا".

    وإذا كان الجهاد طريقاً لتحقيق رضى الله تعالى، وباباً للتقرب منه، فأي نعمة وأي توفيق إذا توفق أحدنا للدخول إلى هذا الميدان، ميدان الجهاد، الذي عبّر عنه أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: "أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة.."1.

    من هنا نجد الإمام الخامنئي دام ظله يقول: "أيها الأخوة الأعزاء عليكم أن تعتبروا حمل المسؤولية في القوات العسكرية هبة إلهية وتوفيقاً عظيماً، وذلك أن يوفق الإنسان ليكون في خدمة دين الله وأتباع دينه، حيث يستفيد أيضاً ليوظف إمكاناته واستعداداته في أفضل طريقة، عليكم أن تعلموا أن هذا توفيق إلهي يتوجب شكره ويجب أن تحافظوا عليه".


    31
    الهدف الاجتماعي

    لا تقف أهداف الجهاد عند الأفراد والحالة الفردية، فالجهاد هو حركة اجتماعية وله آثاره العامة وأهدافه التي تتجاوز مصالح الفرد لتشمل المجتمع وتحقق مصالحه، ويمكن اختصار مصالح المجتمع ضمن الأهداف التالية:

    1- القيام لله تعالى

    يقول الإمام الخامنئي دام ظله: سمعتم بآذانكم المعنوية النداء القرآني السماوي:
    ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ...2.

    فالقيام لله يشمل الحفاظ على حدود الله سبحانه وتعالى وأحكامه، والمحافظة على الدين ونهجه الصحيح في المجتمع.

    2- الاستقلال والدفاع عن البلاد

    إن الاستقلال له أهميته الخاصة في ظل أطماع المستعمرين الذين يحاولون السيطرة والتسلط على كل ما هو للغير.

    من هنا كانت كل حضارة وكل مجتمع بحاجةٍ لقوة تمنع طمع الطامعين وتضمن عدم تعديهم وتجاوزهم، هذه القوة تشكلها القوات المسلحة المقتدرة ومع غياب مثل هذه القوة سيكون من غير الممكن المحافظة على الاستقلال.



    مواجهة العدو

    في الجهاد لا بد من ثقافة كيفية التعاطي مع العدو، وهذا شرط من الشروط التي تحافظ بها على موقعك المتقدم لتكون كفك الأعلى، ومن أهم الأمور التي ينبغي معرفتها في هذا المجال:

    أ- عدم الاستخفاف بالعدو

    فالاستخفاف بالعدو آفة كبرى تصيب المجاهد، وهذا ما حذرت منه الروايات، فمهما بدا العدو ضعيفاً لا ينبغي الاستخفاف به وترك الحذر بناءً على الاستخفاف به...


    32
    فعن الإمام علي عليه السلام: "احذر استصغار الخصم، فإنه يمنع من التحفظ، وربّ صغيرٍ غلب كبيراً"3.

    فآفة الاستخفاف بالعدو ترك الحيطة من جانبه، وقد يصل الأمر لمرحلة يغفل فيها المجاهد عن سلاحه، وهذا ما حذرنا الله تعالى منه حيث يقول:

    ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً4.

    وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا تستصغرن أمر عدوك إذا حاربته، فإنك إن ظفرت به لم تحمد وإن ظفر بك لم تعذر، والضعيف المحترس من العدوّ القويّ أقرب إلى السّلامة من القويّ المغترّ بالضعيف"5.

    ب- اليقظة الدائمة

    فالعدو ليس بالغبي، بل يخطط ليلاً ونهاراً للنيل منك، فعن الإمام علي عليه السلام: "شرُّ الأعداء أبعدهم غوراً وأخفاهم مكيدة"6.

    وفي أيامنا هذه، يسعى الكيان الصهيوني الذي تلقّى صفعة في حرب تموز والتي كسرت هيبة الردع لديه، يسعى بالتخطيط لكيفية استعادة هذه الهيبة المفقودة، والحذر والحيطة من العدو أمر أشارت له الكثير من الروايات منها:

    * عن الإمام علي عليه السلام: "من نام لم ينُم عنه"7.


    33
    عنه عليه السلام: "جماع الغرور في الاستنامة إلى العدو"8.

    عنه عليه السلام: "من نام عن عدوّه أنبهته المكايد"9.

    عنه عليه السلام: "كن من عدوّك على أشد الحذر"10.


    34
    خلاصة الدرس
    تقع الكثير من الجهات التي ترفع راية الجهاد في الشبهات، وتصنف الأعداء من دون أن تستند بذلك لمبرر من الشرع المقدس، وهذا ما يحرف مسارها عن خط الجهاد إلى خط آخر.

    العدو الأول والأخطر هو الذي يتهدد الإسلام وأهل الإسلام، من خلال التهجم عليه وهذا ما يكون من خلال أمرين: الهجمة العسكرية لاحتلال الأرض ونهب الثروات، والهجمة الثقافية التي تتعرض للدين والمعتقد.

    إن الجهاد في الحقيقة يتضمن مشروعين: مشروع للفرد ومشروع للأمة والمجتمع، قد تتعدد الأهداف الشخصية وتختلف من شخص إلى آخر فأبواب طاعة الله تعالى كثيرة ولكن هناك هدف أساسي يجب أن يشترك به كل المجاهدين وكل الأهداف الأخرى في الحقيقة ترجع إلى هذا الهدف وهو رضى الله تعالى.

    من الأهداف الاجتماعية للجهاد:

    القيام لله تعالى، الاستقلال والدفاع عن البلاد.

    في الجهاد لا بد من ثقافة كيفية التعاطي مع العدو، وهذا شرط من شروط التي تحافظ بها على موقعك المتقدم لتكون كفك الأعلى ومن أهم نقاط هذه الثقافة:

    عدم الاستخفاف بالعدو.

    الحذر من العدو.
    أسئلة حول الدرس
    1- ما المقصود بالخلفيات الثقافية؟
    2- إذا وقع المجاهد في الشبهات ما هو مصير عمله؟
    3- ما معنى الحذر من العدو؟
    4- هل الاستخفاف بالعدو خطير، ولماذا؟
    للحفظ
    ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً11.
    فقه الجهاد
    لو توقف حفظ الاسلام على اراقة دم نفس محترمة

    س 1078: لو افترضنا أن حفظ الإسلام المحمدي الأصيل يتوقف على إراقة دم شخص محترم النفس، فهل يجوز لنا مثل هذا العمل؟
    ج:
    إن إراقة دم النفس المحترمة بلا حق حرام شرعاً ويتعارض مع أحكام الإسلام المحمدي الأصيل، وعلى هذا فلا معنى للقول بأن حفظ الإسلام المحمدي الأصيل يتوقف على قتل شخص بريء، وأما إذا كان المقصود من ذلك هو قيام المكلف بالجهاد في سبيل الله عزت آلاؤه، والدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل، في الحالات التي يحتمل فيها تعرضه للقتل، فذلك له موارد مختلفة، فإذا شعر المكلف حسب تشخيصه بأن بيضة الإسلام في خطر فيجب عليه النهوض للدفاع عن الإسلام، حتى وإن كان في ذلك خوف تعرضه للقتل12.
    للمطالعة
    حاملو الأمانة

    بذل الشهيد حسن الأخرس قصارى جهده لكي يخفي علاقته بالمقاومة الإسلامية، حفاظاً على مهمته ودوره.

    لقد كان من رجال الاستطلاع المهرة ومن أسود المقاومة الإسلامية الذين كانت تعتمد عليهم قيادتها في نقل المجموعات المقاتلة عبر الوديان والجبال لمعرفته الدقيقة بمسالكها ودروبها.

    وكانت مهمته في ذلك اليوم مزدوجة تحمل في طياتها صعاباً ومخاطر... فقد كان عليه قيادة مجموعة من المقاتلين الذين ينبغي أن يلتحقوا بقوات المقاومة المحاصرة، وكانت الطريق محفوفة بالمخاطر، ولم يكن عند المقاومة أفضل من الشهيد حسن الأخرس لإيصال المجموعة بأمان بدون احتكاك بأحد وبدون تعريضها لخطر الوقوع في كمائن العدو.

    وكان عليه أيضاً إيصال أمانة أخرى لقيادة المقاومة هناك... وأضافت الحقيبة العسكرية على ظهره ثقلاً فوق ثقل المهمة الكبيرة، فقد كان عليه أيضاً أن يتصرّف كقائد مجموعة وليس كدليل فقط.

    وسار الرجال وراءه، وقد وضعوا كل ثقتهم فيه، ينفّذون أوامره بحرفيتها ويطبقون تعليماته بدقة... فتوغلوا في الطريق الجبلية الوعرة، وأصبحوا من هدفهم قاب قوسين أو أدنى، ولكن صلية من رشاش نثرت التراب بين قدمي الشهيد حسن الأخرس فصرخ في المجاهد الذي خلفه:

    وقعنا في كمين... تحوّل إلى ذلك الطريق مع الشباب واقصد ذلك المنخفض واتجه من هناك غرباً، بسرعة.

    لم يقل له شيئاً، ولم يعترض، ولم يسأله عن نفسه، ولم يخطر بباله أن يقول له: وأنت؟ ماذا ستفعل؟

    فقد كانت أوامره صارمة، لا تقبل النقاش...

    وبسرعة انحنى المجاهدون وبدّلوا طريقهم واختفوا من مرمى الكمين بمناورة ناجحة ولم يشتبكوا معه.. ولكن الرصاص كان يملأ مسامعهم وأفئدتهم التي غمرها عشق لم يرتوِ من هذا المجاهد الذي قادهم وأمر بتركه وحيداً فغادروه بدون أن يستطيعوا معه قتالاً... بينما صوت طلقات بندقيته يصل إلى مسامعهم وكأنه كلمات وداع...

    بندقية الشهيد تواجه عشرات البنادق، ولم يعلموا ما الذي جرى له وكيف يشتبك معهم لوحده وكيف يخوض المعركة، إلا أنهم أخذوا يبتعدون رويداً رويداً وصوت الرّصاص يختفي أيضاً رويداً رويداً.

    ومرّت الأيام، ولم يكن أمام أفراد المجموعة بعد وصولها إلا همّ معرفة الذي حصل للشهيد، بينما كان أمام قيادة المقاومة هم آخر أيضاً... الرسائل التي يحملها لها طابع غير عادي، فاستبدّ بالقيادة القلق وقررت إرسال مجموعة تستطلع وضع الشهيد، وحقيبته السرّية.

    وتوغّلت المجموعة يعاونها المجاهد الذي كان يسير خلف الشهيد وأمره بقيادة المجموعة بدلاً منه. ووصلت إلى نفس المكان الذي فارقهم فيه إلا أن أثراً له هناك لم يكن موجوداً.


    أين هو إذن؟

    وتفرق الرّجال يمنة ويسرة وأمعنوا في البحث وابتعدوا عن ذلك المكان، وعلى بعد خمسين متراً وتحت جبّ للعليق وجدوا الشهيد ولكن الحقيبة كانت فارغة...

    لقد وقع المحذور إذن...

    وحمله الإخوان وقفلوا عائدين.

    "ولكن الشهيد حسن الأخرس كان أذكى وأحرص من أن يحصل معه ذلك".

    حدّث قائد المجموعة نفسه بذلك، وأطرق يفكر ملياً حتى هبطت عليه رحمانية فالتفت إلى المجاهد الذي كان يرافق الشهيد وفارقه في اللحظة الأخيرة: لنعد إلى المكان الذي أمرك فيه الشهيد بإكمال السير بدونه.

    وعادا بدون تردّد.

    وهناك أخذ يبحث آمر المجموعة بين الصخور والأشواك والأعشاب بدقة، ويقلب الأحجار، يبحث عن شيء...

    وفعلاً وفي نفس المكان الذي كان يقف فيه الشهيد لحظة الرماية عليه من الكمين وتحت صخرة، كان الكيس المشمّع الذي يحوي الأمانة مدفوناً تحت التراب...

    ولكي يضلل الكمين ابتعد عن مكان الأمانة واشتبك معه فأنقذ المجموعة، وأما الأمانة فقد أوصلها بعد شهادته.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X