إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كربلاء ثورة متصلة بنهضة المهدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كربلاء ثورة متصلة بنهضة المهدي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كان شعار الثورة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة الحاكم الظالم والمنحرف "يزيد بن معاوية" هو (الإصلاح)، كما قال (عليه السلام): (... وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليَّ أصبر حتى يحكم الله...).





    والإمام المهدي "عج" هو الذي ستتحقّق على يديه دولة الحق والعدل الإلهيين، ويحقّق شعار "الإصلاح" الذي حمله جدّه الإمام الحسين (عليه السلام).
    وما بين الثورتين في المرحلة الفاصلة هي ساحة الجهاد والصراع ضدّ كلّ قوى الفساد والظلم والجور من أجل أن يتمكن الإنسان المجاهد من الإنتصار في مكان أو الإستشهاد في مكانٍ آخر، ليبقى صوت الحق مرتفعاً وعالياً حتى لا يسيطر الإنحراف على كلّ الحياة الإنسانية من كلّ جوانبها.
    ويمكننا بالرجوع إلى المرحلة الفاصلة أن نلاحظ ثلاثة أقسام مرّ بها العاملون في سبيل الحق وفي طريق إعلاء كلمة الله عزّ وجلّ، وهذه الأقسام هي التالية:
    - القسم الأول: "زمن الأئمة بعد الحسين (عليه السلام) إلى زمن الغيبة الصغرى"، وفي هذه المرحلة نلاحظ أنّ الأئمة تعرّضوا فيها لمضايقاتٍ عديدة من العهدين الأموي والعباسي لإدراكهم القيمة الإيمانية والمعنوية العالية لأشخاصهم في نفوس وقلوب أبناء الأمة الإسلامية، وأبرز المضايقات كانت في الحجر على أولئك الأئمة العظام من الإتصال والتواصل مع الناس والجماهير إلّا في فتراتٍ قصيرة نسبياً خصوصاً في زمن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، حيث كان الصراع بين الأمويين والعباسيين على أشدّه للاستيلاء على السلطة من جانب العباسيين والإمساك بها من جانب الأمويين، وكانت تلك الفترة الفرصة الذهبية لنشر أحكام الإسلام المحمدي الأصيل خصوصاً في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي استغلّ تلك الفرصة ونشر الأحكام بشكلٍ مباشر، ومن خلال الذين تتلمذوا على يديه وانطلقوا في أرجاء العالم الإسلامي ينشرون فقه آل محمد "فقه الإسلام الأصيل" ومفاهيمه السليمة عن التزييف والتحريف، لكن للأسف فإنّ تلك الفترة انتهت عندما سيطر العباسيون على الحكم من خلال انتصارهم على الأمويين وتشريدهم، وعند ذلك اشتدّت المضايقات أكثر على الأئمة (عليهم السلام) لأنّ العباسيين انتصروا على الأمويين بشعار "يا لثارات الحسين (عليه السلام)"، ذلك الشعار الذي جعل الكثير من المسلمين المضطهدين من السلطة الأموية يسيرون تحت اللواء العباسي للتخلّص من تلك السلطة الدموية التي سفكت دماء أتباع الأئمة ومحبّيهم وأتباعهم حتى على مستوى الشخصيات الكبيرة كحجر بن عدي وميثم التمار وعمار بن ياسر وغيرهم كثير ممّن صحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

    وفي هذه المرحلة انصرف الأئمة ومن خلال بعض الأصحاب القليلين الذين كانوا يخاطرون بالإتصال بهم ليكونوا الواسطة بين الأئمة وبين أبناء الأمة الإسلامية، كما كان الأئمة في هذا المجال يمدّون يد العون بطرقٍ سرية لكلّ الثورات التي قامت في مواجهة السلطتين الظالمتين، لأنّ انكشاف مساعدتهم كان يمكن أن يعرّضهم للقتل مباشرة أو للسجن كما حدث مع الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الذي أمضى ثمانية عشر عاماً من عمره الشريف متنقّلاً قهراً في سجون العباسيين خوفاً منه ومن أتباعه المنتشرين في كلّ أرجاء العالم الإسلامي.
    وقد تميّزت هذه المرحلة من حياة الأئمة بالتدوين للسيرة النبوية وحديث الأئمة (عليهم السلام)، كما عمل الأئمة خصوصاً بعد عصر الرضا (عليه السلام) إلى إيجاد نظام الوكلاء الذين كانوا ينوبون عنهم في التواصل مع الناس على مستوى تبليغ الأحكام واستلام الحقوق الشرعية وغير ذلك ممّا له ارتباط بحياة الناس اليومية وبقضاياهم العامة وخصوصاً المصيرية منها.

    وباختصار يمكن القول إنّ حياة الأئمة بعد الحسين (عليه السلام) وحتى بداية الغيبة الصغرى كانت محاولة تثبيت العقيدة السليمة في النفوس في مواجهة أساليب التحريف والتزييف التي كان يسلكها الحكّام الظالمون بالتعاون مع بعض بائعي آيات الله وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بثمنٍ بخسٍ لتحسين صورة أولئك المغتصبين للسلطة والقابضين على الأمور بغير وجه حق.
    - القسم الثاني: "زمن الغيبة الصغرى" وهي الفترة التي استمرّت من عام 260 هجرية عام وفاة الإمام العسكري وانتهت في عام 328 أو 329 هجرية وتناوب عليها أربعة سفراء للإمام (عليه السلام) ليكونوا الواسطة بينهم وبين الناس من خلال اتّصالهم بالإمام الحجة (عليه السلام) ونقلهم الأحكام والتكاليف إلى الناس، وسبب هذه الغيبة الصغرى هي تعويد أتباع الأئمة على غيابهم عن الساحة بشكلٍ مباشر، ولا شكّ أنّ هذه العادة وهي الفراغ من وجود شخص المعصوم (عليه السلام) والرجوع إلى النائب عنه كانت محتاجة إلى فترةٍ ليست بالقليلة حتى تعتاد الناس على ذلك، وعندما تحقّقت الغاية من الغيبة الصغرى واعتادت على غياب الإمام المعصوم (عليه السلام) والرجوع إلى العلماء، ومات السفير الرابع ولم يعيِّن الإمام سفيراً غيره، عرف الأتباع لخط الأئمة (عليهم السلام) أنّ "الغيبة الكبرى" قد بدأت إلى اليوم المعلوم عند الله عزّ وجلّ والمجهول عندنا حتى يأذن الله لوليّه بالخروج ليقوم بوظيفته التي ادّخره من أجلها.

    - القسم الثالث: "زمن الغيبة الكبرى"، وهي التي بدأت منذ موت السفير الرابع وما زالت مستمرة حتى عصرنا هذا وستستمر حتى خروج الإمام المنتظر "عج"، وهذه الفترة قد مضى عليها حتى الآن ما يقرب من ألف وماية عام، وقد عانى خلالها أتباع الأئمة (عليهم السلام) الكثير من المضايقات والأذى حتى السجن والقتل والتهجير وغير ذلك، لكن كلّ ذلك لم يمنعهم من أن يبقوا مستمرّين في خط الولاية والطاعة للأئمة (عليهم السلام) الذين ضحّوا بكلّ شيء وكانوا النموذج والقدوة والمثال لأتباعهم وأنصارهم.

    وفي هذا القسم الطويل كان الفقهاء والمراجع هم الملاذ والملجأ الذي يرجع إليه الشيعة لأخذ معالم دينهم وأحكامهم المرتبطة بحياتهم اليومية وشؤونهم العامة، وفي هذا القسم الطويل حرَّم الأئمة على أتباعهم الدخول في طاعة الخلفاء المغتصبين للخلافة لأنّهم لن يسيروا بطاعة الله عزّ وجلّ، والرجوع إلى التاريخ الإسلامي منذ بداية الغيبة الكبرى حتى الآن يؤكد هذه الحقيقة بشكلٍ واضح وجلي، وكانت التقية هي السلاح الفعّال الذي استند إليه أتباع الأئمة (عليهم السلام) للبقاء على قيد الحياة من جهة، وللبقاء على الإلتزام بخط ونهج أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وكان المراجع هم العين الساهرة والمصوِّب لمسيرة خط التشيّع في زمن الغيبة الكبرى كما هو الحال في زماننا حيث تأخذ المرجعية هذا الدور وتمارسه بكلّ قوة واقتدار خصوصاً بعد زوال ما كان يسمى بـ"الخلافة الإسلامية" ونشوء صيغة الدول بمعناها المتعارف في هذا الزمن، حيث لم يعد الحاكم يحكم باسم خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل يحكم بصيغٍ مختلفة من بلدٍ إلى آخر وفق القانون الذي يستند إليه كلّ شعبٍ مسلم على امتداد عالمنا الإسلامي الكبير.

    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    الأخت الفاضلة شجون الزهراء . عظم الله لنا ولكِ الأجر بهذا المصاب الجلل . وأحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على هذه المشاركة الرائعة والقيمة التي تبين كيفية إرتباط نهضة الامام الحسين (عليه السلام) بنهضة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

      الاخ الفاضل خادم الكفيل جزاك الله خيرا و شكرا لك على هذا المرور المبارك .

      السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

      تعليق


      • #4
        احسنتي على الطرح الرائع












        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X