لا تراجع ولا إستسلام ...

[التقي]

بسمه تعالى وله الحمد

وصلاته وسلامه على رسوله الامين وآله الطيبين الطاهرين


حكاية الاسبوع (( لا تراجع ولا إستسلام ))


يروى أنَّ شاباً من الشباب كان يحلم أن يُصبح خطيباً ومعلماً بارعاً ، لكنَّه كان يعاني

من تلعثم لسانه عندما يريد أن يتكلم ، فعزم أن يحضر دروس تعليم فن الخطابة والمناظرة

وفعلاً دخل تلك الدروس لكنّه لم يكن يستطيع أن يسيطر على ترتيب الكلمات في فمه

وزاد الطين بله أن خجله من ضحكات البعض جعله يُفكر بالتراجع والتخلي عن أحلامه وأمنياته

فرجع الى بيته وقد إستسلم وبانت عليه علامات الانكسار

فجاءت أمّه لتحمل له الطعام ، لكنَّه لم يمدَّ يد إليه ، وفي غمرة الحيرة والسكون رأى

نملة تحاول قضم بعض الطعام لتحمله الى مسكنها ، فرأى منها عزيمة لم يكن يراها في

أصلب المحاربين ، فلم تستسلم ولم تتراجع الى أن وصلت لمبتغاها

فقام من مكانه وجاء بحصى فوضعها في فمه وصار يردد الكلام ويدرب نفسه على إخراج الكلام

والحصى في فمه ، وفعل ذلك مرات عدّة الى أن أتقن لفظ الكلام

وصار بعدها من كبار الوعاظ والمفوهين .


نعم فمن أراد أن يكمل المسير فعليه أن لا يلتفت خلفه ، ولا يستسلم من أول مواجهة

وعليه أن يتسلح بالصبر والعزيمة والارادة

فلابدَّ للشهد من أبر النحل .