تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
لقد اطلق الامام الحسين (عليه السلام) كلمته المشهورة التي صارت شعارا لجميع الاحرار والثوار على بقاع المعمورة وهي هيهات منا الذلة ، ومعنى هيهات بحسب اللغة ( اسم فعل ماضٍ بمعنى بَعُد ) كقولنا : هَيْهات بين هذا وذاك : اي شتّان بينهما ، او كقولنا : هَيْهَاتَ أَنْ تَعُودَ الْمِيَاهُ إِلَى مَجَارِيهَا . (1) .
فالامام الحسين (عليه السلام) قد استخدم كلمة هيهات مع ارقى معاني الكمال والايمان وهي العزة وعدم الذلة وذلك عندما ألقى الإمام (عليه السلام) في يوم عاشوراء خطبة أمام معسكر ابن زياد وقال فيها : ( إنّ الدعي ابن الدعي قد ركزني بين اثنتين ، بين السلة والذلة و هيهات منّا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ) . (2) .
والمقصود من السلة هي سل السيف والقتال في سبيل الله ، اما المقصود من الذلة هي اطاعة الامام الحسين (عليه السلام) لابن زياد وجميع الطغاة وترك القتال .
الا ان الامام الحسين (عليه السلام) فضل القتال والشهادة على اطاعة الحاكم الجائر الفاسق كابن زياد ويزيد وامثالهم .
اما معاوية ابن ابي سفيان لعنه الله فقد استخدم كلمة هيهات مع ابرز معاني القبائح والرذائل وهي صفة الظلم لآل محمد الطيبين الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) وقطع ارحامهم وقتلهم وتشريدهم .
قال المطرّف بن المغيرة بن شعبة : ( دخلت مع أبي على معاوية ، و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي ، فيذكر معاوية وعقله ، و يُعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ، و رأيته مغتماً فانتظرته ساعة ، و ظننت أنه لأمر حدث فينا .
فقلت : ما لي أراك مغتماً منذ الليلة ؟
فقال : يا بني جئتُ من عند أكفر الناس و أخبثهم . (3) .
قلت : و ما ذاك ؟!
قال : قلت له و قد خلوت به : إنك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلا و بسطت خيراً ، فإنك قد كبرت ، و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه .
فقال : هيهات هيهات ، أي ذكر أرجو بقاءه ! مَلكَ أخو تيم فعدل ، و فعل ما فعل ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : أبو بكر ، ثم ملك أخو عدي ، فاجتهد و شمّر عشر سنين ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : عمر ، و إن ابن أبي كبشة (4) ليُصاح به كل يوم خمس مرات ( أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ) ، فأيُّ عمل يبقى و أيُّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك ، لا والله إلاّ دفناً دفناً !! ) . (5) .
__________________
(1) راجع قاموس المعجم الوسيط .
(2) المسعودي / اثبات الوصیة / الصفحة 166 - - - مجموعة الرسائل / الشيخ لطف الله الصافي / الجزء 1 / الصفحة 118 .
(3) يقصد معاوية بن أبي سفيان .
(4) يقصد به رسول الله ( صلى الله عليه و آله )
(5) الصحوة / لصباح علي البياتي / الصفحة 403 نقلاً عن الموفقيات / الصفحة 577 - - - جواهر التاريخ / الشيخ علي الكوراني العاملي / الجزء 2 / الصفحة 263 - - - ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة / الجزء 5 ، الصفحة 129.
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
لقد اطلق الامام الحسين (عليه السلام) كلمته المشهورة التي صارت شعارا لجميع الاحرار والثوار على بقاع المعمورة وهي هيهات منا الذلة ، ومعنى هيهات بحسب اللغة ( اسم فعل ماضٍ بمعنى بَعُد ) كقولنا : هَيْهات بين هذا وذاك : اي شتّان بينهما ، او كقولنا : هَيْهَاتَ أَنْ تَعُودَ الْمِيَاهُ إِلَى مَجَارِيهَا . (1) .
فالامام الحسين (عليه السلام) قد استخدم كلمة هيهات مع ارقى معاني الكمال والايمان وهي العزة وعدم الذلة وذلك عندما ألقى الإمام (عليه السلام) في يوم عاشوراء خطبة أمام معسكر ابن زياد وقال فيها : ( إنّ الدعي ابن الدعي قد ركزني بين اثنتين ، بين السلة والذلة و هيهات منّا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ) . (2) .
والمقصود من السلة هي سل السيف والقتال في سبيل الله ، اما المقصود من الذلة هي اطاعة الامام الحسين (عليه السلام) لابن زياد وجميع الطغاة وترك القتال .
الا ان الامام الحسين (عليه السلام) فضل القتال والشهادة على اطاعة الحاكم الجائر الفاسق كابن زياد ويزيد وامثالهم .
اما معاوية ابن ابي سفيان لعنه الله فقد استخدم كلمة هيهات مع ابرز معاني القبائح والرذائل وهي صفة الظلم لآل محمد الطيبين الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) وقطع ارحامهم وقتلهم وتشريدهم .
قال المطرّف بن المغيرة بن شعبة : ( دخلت مع أبي على معاوية ، و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي ، فيذكر معاوية وعقله ، و يُعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ، و رأيته مغتماً فانتظرته ساعة ، و ظننت أنه لأمر حدث فينا .
فقلت : ما لي أراك مغتماً منذ الليلة ؟
فقال : يا بني جئتُ من عند أكفر الناس و أخبثهم . (3) .
قلت : و ما ذاك ؟!
قال : قلت له و قد خلوت به : إنك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلا و بسطت خيراً ، فإنك قد كبرت ، و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه .
فقال : هيهات هيهات ، أي ذكر أرجو بقاءه ! مَلكَ أخو تيم فعدل ، و فعل ما فعل ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : أبو بكر ، ثم ملك أخو عدي ، فاجتهد و شمّر عشر سنين ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : عمر ، و إن ابن أبي كبشة (4) ليُصاح به كل يوم خمس مرات ( أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ) ، فأيُّ عمل يبقى و أيُّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك ، لا والله إلاّ دفناً دفناً !! ) . (5) .
__________________
(1) راجع قاموس المعجم الوسيط .
(2) المسعودي / اثبات الوصیة / الصفحة 166 - - - مجموعة الرسائل / الشيخ لطف الله الصافي / الجزء 1 / الصفحة 118 .
(3) يقصد معاوية بن أبي سفيان .
(4) يقصد به رسول الله ( صلى الله عليه و آله )
(5) الصحوة / لصباح علي البياتي / الصفحة 403 نقلاً عن الموفقيات / الصفحة 577 - - - جواهر التاريخ / الشيخ علي الكوراني العاملي / الجزء 2 / الصفحة 263 - - - ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة / الجزء 5 ، الصفحة 129.
تعليق