متلازمة الاعياء المزمن
جميعنا يشعر بالتعب، بل و يكتئب معظمنا في بعض الأوقات، لكن اللغز المعروف بمتلازمة الإرهاق (الإعياء) المزمن ليست شبيهة بالتقلبات التي نعيشها في حياتنا اليومية، أو حتى الشعور المؤقت في رد فعل تجاه ضغط عضوي أو عاطفي أو نفسي استثنائي.
العلامة المميزة للمرض هي الإعياء الملحوظ و الذي يبدأ فجأة، و لا يضعف، مسبباً تعب مُضني أو إرهاق ينتج بسهولة عند شخص لا يبدو عليه ظاهرياً سبب واضح للشعور بهذا التعب المؤلم. و هذا التعب و الألم و الضعف البالغ لا يذهب بالنوم الجيد، لكنه بدلاً من ذلك يسلب حماسة الشخص لأشهر و أحياناً سنوات.
كيف يبدأ المرض؟
المصاب بالمتلازمة يصف هجوم المرض أنه مفاجئ، و لكن ليس منذر لتشابه الأعراض (صداع، عقد لمفية، إرهاق و إعياء، آلام عضلات، عدم قدرة على التركيز..) للأعراض الإنفلونزا. لكن بينما تزول أعراض الإنفلونزا خلال أسابيع، فإن أعراض المتلازمة تستمر أو يتكرر ظهورها لأكثر من ستة أشهر. تبدأ المتلازمة عند كثير من الناس بعد التعرض لتلوث فايروسي حاد مثل؛ البرد، إلتهاب القصبات الهوائية، إلتهاب الكبد الوبائي،.....، فطر الأمعاء. و عند البعض يأتي المرض بعد حمى الغدد، الذي يستنزف المراهقين و النساء البالغات، أو يتطور المرض عند البعض تدريجياً بدون دليل واضح. و غابلباً ما يقو المريض أن المرض ظهر خلال فترة حدوث ضغط (نفسي أو اجتماعي أو وظيفي أو عضوي) شديد.
و قد عرضت اعراض مشابهة بأسماء أخرى، يعود تاريخها إلى سنوات 1800. و قد ارتفع العدد في الوقت الحالي لأن أؤلائك الذين احتاجوا للمساعدة و أثاروا الاهتمامالعلمي لمرض المتلازمة في سنوات الثمانينيات الأولى من القرن العشرين، كانوا من قليلي التعليم. و منذ الثلاثينيات و الأربعينيات من القرن الماضي لا حظ الأطباء وجود المتلازمة عند أشخاص من أعمار و خلفيات اجتماعية و اقتصادية مختلفة، بل و من أعراق و دول عديدة في العالم. و ما زال المرض يُشخص ثلاث إلى أربع مرات أكثر عند الإناث عنه عند الذكور، و التي قد تكون بسبب التأثيرات الاجتماعية و النفسية و الجسمانية. و عليه فإن المتلازمة تؤثر على النساء أكثر من الرجال و هن أكثر عرضة لها منهم. و مع ذلك فإن زيادة عدد تشخيص النساء، قد يكون بسبب أن النساء أكثر صراحة من الرجال في استشارة الأطباء حول أعراض المتلازمة. و يبقى بعض الأطباء في الجمعيات الطبية غير مدركين لهول هذه المتلازمة.
و هناك بالطبع اضطراب مشروع في عملية تشخيص المرض، و ذلك لأن المتلازمة تشترك مع العديد من الأمراض في اعراضها، مما يجعل عملية التشخيص صعبة على معظم الأطباء.
و عند تقييم المرضى، يجب على الأطباء أولاً إثبات أن المريض لا يعياني من المرض ذو الأعراض المشابهة جداً و هو؛ تصلب الأنسجة المتعدد.
الأعراض التشخيصية تأخذ سنوات لتتطور، و يحتاج الأطباء أثناء زيارات المتابعة إلى التنبه إلى أي إشارة جديدة أو عَرَض ممكن أن يُشير إلى تشخيص أي مرض آخر بدلاً عن المتلازمة.
على أية حال، بعد استثناء صارم للناس المصابين بأمراض أخرى حيث مجموعة كبيرة من الناس لديهم أعراض مرتبطة ببقايا الإرهاق (الإعياء) المطلقة. إذا انطبقت على هؤلاء الناس معايير أخرى، فإنه من الممكن أن يُعتبر هؤلاء الناس مصابون بالمتلازمة. (أنظر تعريف المتلازمة).
كم عدد المصابين بالمتلازمة؟
و بسبب عدم وجود علامة سريرية أو مخبرية للمتلازمة، فإن الذين يؤثر عليهم المرض غير معروف بسبب تبعثر جهد الأطباء في أماكن مختلفة من العالم.
يقدر مركز التحكم في الأمراض (cdc) بامريكا و اعتماداً على الثلاث سنوات الأولى لدراسة شاملة و مستمرة في أربع مدن أميريكة، الحد الأدنى لمعدل شيوع المرض في أمريكا من اربع إلى عشر حالات لكل مائة ألف بالغ، ( 18 سنة أو أكبر) رغم أن الأطفال قد يصابون به أيضاً.
هذا التقدير عن حالات حُولت إلى cdc في أماكن الدراسة بواسطة أطباء إبتدائيين. و هي طريقة تؤدي إلى، إما سوء تقدير أو زيادة في التقدير للحالات الحقيقية. و وجهة نظر سريرية تاريخية تصورية للأمراض تشير إلى أن المرض تم تسجيله تحت عدة تخمينات طبية مختلفة لفترة أكثر من قرن.
في سنوات الستينيات من القرن التاسع عشر، سمى الدكتور جورح بيرد،، المتلازمة و هن عصبي مُعتقداً أنها حالة عصبية تتميز بالوهن و الإرهاق. أجيال أخرى من الأطباء فضلت أسماء أخرى و لكنها لم تستطع إثبات نقطتها، مثل فقر دم، إنخفاض في معدل السكر في الدم، حساسية للبيئة، إصابة بالخميرة أو الفطريات. و في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين سُميَّ المرض بفايروس إبشتاين بار المزمن، حيث أثبتت التحاليل المخبرية و الدراسات أن مجموعة الأعراض هذه قد تكون سُبِبت بفايروس إبشتاين بار.
على العكس من ذلك فإن بعض الناس الذين ليس لديهم في الدم أجسام مضادة لهذا الفايروس و لم يصابوا بهذا الفايروس في حياتهم، تظهر عليهم اعراض المرض، مما جعله واضحاً أن وصف الحالة القياسي ضروري جداً ليتيح ذلك للعلماء ببساطة المقارنة بين نتائج الأبحاث.
في أواخر الثمانينيات، تم في مركز التحكم في الأمراض استدعاء بعض الخبراء في هذا المرض للتطرق لهذه المشكلة. و اهتماداً على أحسن النتائج المتوفرة في ذلك الوقت، نشرت المجموعة في سنة 1988 الأعراض المحددة و الخصائص الفيزيقية و أول تعريف للحالة و التي عن طريقها يستطيع العلماء تقدير مرض متلازمة الإرهاق (الإعياء) المزمن بعد معرفة علامة خاصة لهذا المرض. و قد اتفقت المجموعة على تسمية المرض (متلازمة الإرهاق المزمن) بعد أعراضه الإبتدائية.
متلازمة، تعني مجموعة من الأعراض تظهر معاً و لكنها ممكن أن تنتج من عدة أسباب مختلفة، و اليوم يعرف المرض في بلدان أخرى على أنه وهن عضلي دماغي عضلي، متلازمة بعد افصابة بفايروس، إجهاد مزمن، ترهل مناعي. مركز التحكم في الأمراض لديه مجموعة عالمية من خبراء المرض يراجعون الخصائص. و هذا أدى إلى التغيرات الأولى في تسمية الحالة، كما و أدت إلى تقليل الحد الأدنى من الأعراض المطلوبة لتشخيص الحالة من ثمانية إلى أربعة.
يفترض ذاك التقرير أيضاً مفهوم إطار عام لدراسة المتلازمة. و هذا الإطار يُعَرِّفْ المرض على أنها حالة استمرارية من المرض و يكون فيها إرهاق على أنه العرض الرئيسي على الرغم من أنه مبدئياً لزم للباحثين الإرشادات الجديدة التي ستساعدالأطباء على تشخيص أفضل للمرض، آملين تدبير المرض و التحكم به.
تعامل الأطباء مع المرض
لا يوجد حتى الآن اي علاج محدد أبدىَ فعالية مع المرض. و لكن يأمل الأطباء أن تؤدي الأبحاث إلى التعرف على علامات في الدم للمرض. و بالتالي يستطيعون التعرف على فعالية طرق العلاج المختلفة عن طريق قياس التغيرات في هذه الدلائل خلال علاج المريض. أظهر الأطباء نجاحاً في عدد غير قليل من المرضى بعلاجات مختلفة مشتملة مضادات الفايروسات، و مضادات الاكتئاب، و منظمات المناعة.
وجدت محاولات سريرية منظمة أن مرضى الآلام العضلية الليفية (فايبرومايالجيا) و هو مرض مشابه للمتلازمة، أن هناك بعض الفائدة من جرعة بسيطة من مضادات الاكتئاب. و يصف الأطباء في العادة هذه الأدوية للناس الذين يعانون من متلازمة الإرهاق المزمن و ذلك لعلاج بعض الأعراض مثل الاكتئاب، و في بعض الأحيان تظهر نتائج جيدة على جميع أعراض المرض. بعض الباحثين يعتقدون أن هذه الأدوية تحسن نوع و كمية النوم، و هناك مرضى انتفعوا فعلاً من أنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب، و منها الأنواع الجديدة نسبياً مثل مضادات عودة السيروتونين. الجرعات العلاجية من مضادات الاكتئاب في العادة تزيد الإرهاق عند مرضى المتلازمة، و على هذا ربما يحتاج الأطباء إلى زيادة الجرعة ببطء شديد جداً، أو يصفون ما يُسمىَ بمضادات الاكتئاب الأكثر نشاطاً.
بعض مرضى المتلازمة يستفيدون من مجموعة أدوية البنزوديازابينز، و هذا صنف من الأدوية التي تستخدم في علاج الأرق و اضطرابات النوم. ربما يجرب المرضىَ في الغالب أكثر من دواء واحد قبل أن يستدلون على نوع يمكن أن يفيدهم و ممكن تحمله. على الرغم من ذلك فليس هناك علاج محدد.
و لا زال الكثيرون يستفيدون بقدر أو آخر من علاج الأعراض بدل الخوض في المرض كله. حيث يستفيد اليعض من مضادات الالتهابات الغير كرنوزونية و التي تفيد في تخفيض حدة الألم و تخفيض درجة الحرارة المصاحبة. و مضادات الهستامين التي لا تسبب كسل ربما تساعد في شفاء أية أعراض حساسية ظاهرة.
الخلاصة
تعلُم كيف ندبر حالات الإرهاق تساعد المصابين على تحسين مستوى أدائهم و نوعية الحياة على الرغم من قساوة الأعراض التي تنتابهم.
يستطيع اختصاصي في التأهيل الطبي تقدير ما يتعرض له المريض و مساعدته كيف يخطط للنشاطات، ليستفيد من الوقت الذي يكون فيه بأحسن حالاته.
عدم توفر أي علاج فعال يمكن أن يكون محبط لكلا الطبيب و المريض.
من الضروري للمريض أن يحافظ على صحته بتناول طعام متوازن و الحصول على قسط كافٍ من الراحة يومياً.
يجب على المريض المحافظة على جسمه من أضرار الكسل، و ذلك عن طريق تمارين رياضية منتظمة بدون التسبب في إجهاد زائد.
من المهم أن يكيف المرضى أنفسهم عضوياً و عاطفياً و نفسياً و عضلياً مع الوضع الذي يعيشون فيه أثناء فترة المرض. حيث أن الضغط الزائد يزيد من الأعراض.
تستقر أعرض المتلازمة عند معظم الناس باكراً، و البعض الاخر يتحسنون و لكن ليس تماماً، و آخرون يشفون من تلقاء ذاتهم.
من المفترض أن المحبين لهؤلاء المرضى أن ينتبهوا للعواقب الغير أكيدة و تأرجحات هذا المرض. و عليه فإن الدعم العاطفي للمرضى مهم جداً.
ماهو مرض السكلــــــر ((ليس السكري))
جميعنا يشعر بالتعب، بل و يكتئب معظمنا في بعض الأوقات، لكن اللغز المعروف بمتلازمة الإرهاق (الإعياء) المزمن ليست شبيهة بالتقلبات التي نعيشها في حياتنا اليومية، أو حتى الشعور المؤقت في رد فعل تجاه ضغط عضوي أو عاطفي أو نفسي استثنائي.
العلامة المميزة للمرض هي الإعياء الملحوظ و الذي يبدأ فجأة، و لا يضعف، مسبباً تعب مُضني أو إرهاق ينتج بسهولة عند شخص لا يبدو عليه ظاهرياً سبب واضح للشعور بهذا التعب المؤلم. و هذا التعب و الألم و الضعف البالغ لا يذهب بالنوم الجيد، لكنه بدلاً من ذلك يسلب حماسة الشخص لأشهر و أحياناً سنوات.
كيف يبدأ المرض؟
المصاب بالمتلازمة يصف هجوم المرض أنه مفاجئ، و لكن ليس منذر لتشابه الأعراض (صداع، عقد لمفية، إرهاق و إعياء، آلام عضلات، عدم قدرة على التركيز..) للأعراض الإنفلونزا. لكن بينما تزول أعراض الإنفلونزا خلال أسابيع، فإن أعراض المتلازمة تستمر أو يتكرر ظهورها لأكثر من ستة أشهر. تبدأ المتلازمة عند كثير من الناس بعد التعرض لتلوث فايروسي حاد مثل؛ البرد، إلتهاب القصبات الهوائية، إلتهاب الكبد الوبائي،.....، فطر الأمعاء. و عند البعض يأتي المرض بعد حمى الغدد، الذي يستنزف المراهقين و النساء البالغات، أو يتطور المرض عند البعض تدريجياً بدون دليل واضح. و غابلباً ما يقو المريض أن المرض ظهر خلال فترة حدوث ضغط (نفسي أو اجتماعي أو وظيفي أو عضوي) شديد.
و قد عرضت اعراض مشابهة بأسماء أخرى، يعود تاريخها إلى سنوات 1800. و قد ارتفع العدد في الوقت الحالي لأن أؤلائك الذين احتاجوا للمساعدة و أثاروا الاهتمامالعلمي لمرض المتلازمة في سنوات الثمانينيات الأولى من القرن العشرين، كانوا من قليلي التعليم. و منذ الثلاثينيات و الأربعينيات من القرن الماضي لا حظ الأطباء وجود المتلازمة عند أشخاص من أعمار و خلفيات اجتماعية و اقتصادية مختلفة، بل و من أعراق و دول عديدة في العالم. و ما زال المرض يُشخص ثلاث إلى أربع مرات أكثر عند الإناث عنه عند الذكور، و التي قد تكون بسبب التأثيرات الاجتماعية و النفسية و الجسمانية. و عليه فإن المتلازمة تؤثر على النساء أكثر من الرجال و هن أكثر عرضة لها منهم. و مع ذلك فإن زيادة عدد تشخيص النساء، قد يكون بسبب أن النساء أكثر صراحة من الرجال في استشارة الأطباء حول أعراض المتلازمة. و يبقى بعض الأطباء في الجمعيات الطبية غير مدركين لهول هذه المتلازمة.
و هناك بالطبع اضطراب مشروع في عملية تشخيص المرض، و ذلك لأن المتلازمة تشترك مع العديد من الأمراض في اعراضها، مما يجعل عملية التشخيص صعبة على معظم الأطباء.
و عند تقييم المرضى، يجب على الأطباء أولاً إثبات أن المريض لا يعياني من المرض ذو الأعراض المشابهة جداً و هو؛ تصلب الأنسجة المتعدد.
الأعراض التشخيصية تأخذ سنوات لتتطور، و يحتاج الأطباء أثناء زيارات المتابعة إلى التنبه إلى أي إشارة جديدة أو عَرَض ممكن أن يُشير إلى تشخيص أي مرض آخر بدلاً عن المتلازمة.
على أية حال، بعد استثناء صارم للناس المصابين بأمراض أخرى حيث مجموعة كبيرة من الناس لديهم أعراض مرتبطة ببقايا الإرهاق (الإعياء) المطلقة. إذا انطبقت على هؤلاء الناس معايير أخرى، فإنه من الممكن أن يُعتبر هؤلاء الناس مصابون بالمتلازمة. (أنظر تعريف المتلازمة).
كم عدد المصابين بالمتلازمة؟
و بسبب عدم وجود علامة سريرية أو مخبرية للمتلازمة، فإن الذين يؤثر عليهم المرض غير معروف بسبب تبعثر جهد الأطباء في أماكن مختلفة من العالم.
يقدر مركز التحكم في الأمراض (cdc) بامريكا و اعتماداً على الثلاث سنوات الأولى لدراسة شاملة و مستمرة في أربع مدن أميريكة، الحد الأدنى لمعدل شيوع المرض في أمريكا من اربع إلى عشر حالات لكل مائة ألف بالغ، ( 18 سنة أو أكبر) رغم أن الأطفال قد يصابون به أيضاً.
هذا التقدير عن حالات حُولت إلى cdc في أماكن الدراسة بواسطة أطباء إبتدائيين. و هي طريقة تؤدي إلى، إما سوء تقدير أو زيادة في التقدير للحالات الحقيقية. و وجهة نظر سريرية تاريخية تصورية للأمراض تشير إلى أن المرض تم تسجيله تحت عدة تخمينات طبية مختلفة لفترة أكثر من قرن.
في سنوات الستينيات من القرن التاسع عشر، سمى الدكتور جورح بيرد،، المتلازمة و هن عصبي مُعتقداً أنها حالة عصبية تتميز بالوهن و الإرهاق. أجيال أخرى من الأطباء فضلت أسماء أخرى و لكنها لم تستطع إثبات نقطتها، مثل فقر دم، إنخفاض في معدل السكر في الدم، حساسية للبيئة، إصابة بالخميرة أو الفطريات. و في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين سُميَّ المرض بفايروس إبشتاين بار المزمن، حيث أثبتت التحاليل المخبرية و الدراسات أن مجموعة الأعراض هذه قد تكون سُبِبت بفايروس إبشتاين بار.
على العكس من ذلك فإن بعض الناس الذين ليس لديهم في الدم أجسام مضادة لهذا الفايروس و لم يصابوا بهذا الفايروس في حياتهم، تظهر عليهم اعراض المرض، مما جعله واضحاً أن وصف الحالة القياسي ضروري جداً ليتيح ذلك للعلماء ببساطة المقارنة بين نتائج الأبحاث.
في أواخر الثمانينيات، تم في مركز التحكم في الأمراض استدعاء بعض الخبراء في هذا المرض للتطرق لهذه المشكلة. و اهتماداً على أحسن النتائج المتوفرة في ذلك الوقت، نشرت المجموعة في سنة 1988 الأعراض المحددة و الخصائص الفيزيقية و أول تعريف للحالة و التي عن طريقها يستطيع العلماء تقدير مرض متلازمة الإرهاق (الإعياء) المزمن بعد معرفة علامة خاصة لهذا المرض. و قد اتفقت المجموعة على تسمية المرض (متلازمة الإرهاق المزمن) بعد أعراضه الإبتدائية.
متلازمة، تعني مجموعة من الأعراض تظهر معاً و لكنها ممكن أن تنتج من عدة أسباب مختلفة، و اليوم يعرف المرض في بلدان أخرى على أنه وهن عضلي دماغي عضلي، متلازمة بعد افصابة بفايروس، إجهاد مزمن، ترهل مناعي. مركز التحكم في الأمراض لديه مجموعة عالمية من خبراء المرض يراجعون الخصائص. و هذا أدى إلى التغيرات الأولى في تسمية الحالة، كما و أدت إلى تقليل الحد الأدنى من الأعراض المطلوبة لتشخيص الحالة من ثمانية إلى أربعة.
يفترض ذاك التقرير أيضاً مفهوم إطار عام لدراسة المتلازمة. و هذا الإطار يُعَرِّفْ المرض على أنها حالة استمرارية من المرض و يكون فيها إرهاق على أنه العرض الرئيسي على الرغم من أنه مبدئياً لزم للباحثين الإرشادات الجديدة التي ستساعدالأطباء على تشخيص أفضل للمرض، آملين تدبير المرض و التحكم به.
تعامل الأطباء مع المرض
لا يوجد حتى الآن اي علاج محدد أبدىَ فعالية مع المرض. و لكن يأمل الأطباء أن تؤدي الأبحاث إلى التعرف على علامات في الدم للمرض. و بالتالي يستطيعون التعرف على فعالية طرق العلاج المختلفة عن طريق قياس التغيرات في هذه الدلائل خلال علاج المريض. أظهر الأطباء نجاحاً في عدد غير قليل من المرضى بعلاجات مختلفة مشتملة مضادات الفايروسات، و مضادات الاكتئاب، و منظمات المناعة.
وجدت محاولات سريرية منظمة أن مرضى الآلام العضلية الليفية (فايبرومايالجيا) و هو مرض مشابه للمتلازمة، أن هناك بعض الفائدة من جرعة بسيطة من مضادات الاكتئاب. و يصف الأطباء في العادة هذه الأدوية للناس الذين يعانون من متلازمة الإرهاق المزمن و ذلك لعلاج بعض الأعراض مثل الاكتئاب، و في بعض الأحيان تظهر نتائج جيدة على جميع أعراض المرض. بعض الباحثين يعتقدون أن هذه الأدوية تحسن نوع و كمية النوم، و هناك مرضى انتفعوا فعلاً من أنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب، و منها الأنواع الجديدة نسبياً مثل مضادات عودة السيروتونين. الجرعات العلاجية من مضادات الاكتئاب في العادة تزيد الإرهاق عند مرضى المتلازمة، و على هذا ربما يحتاج الأطباء إلى زيادة الجرعة ببطء شديد جداً، أو يصفون ما يُسمىَ بمضادات الاكتئاب الأكثر نشاطاً.
بعض مرضى المتلازمة يستفيدون من مجموعة أدوية البنزوديازابينز، و هذا صنف من الأدوية التي تستخدم في علاج الأرق و اضطرابات النوم. ربما يجرب المرضىَ في الغالب أكثر من دواء واحد قبل أن يستدلون على نوع يمكن أن يفيدهم و ممكن تحمله. على الرغم من ذلك فليس هناك علاج محدد.
و لا زال الكثيرون يستفيدون بقدر أو آخر من علاج الأعراض بدل الخوض في المرض كله. حيث يستفيد اليعض من مضادات الالتهابات الغير كرنوزونية و التي تفيد في تخفيض حدة الألم و تخفيض درجة الحرارة المصاحبة. و مضادات الهستامين التي لا تسبب كسل ربما تساعد في شفاء أية أعراض حساسية ظاهرة.
الخلاصة
تعلُم كيف ندبر حالات الإرهاق تساعد المصابين على تحسين مستوى أدائهم و نوعية الحياة على الرغم من قساوة الأعراض التي تنتابهم.
يستطيع اختصاصي في التأهيل الطبي تقدير ما يتعرض له المريض و مساعدته كيف يخطط للنشاطات، ليستفيد من الوقت الذي يكون فيه بأحسن حالاته.
عدم توفر أي علاج فعال يمكن أن يكون محبط لكلا الطبيب و المريض.
من الضروري للمريض أن يحافظ على صحته بتناول طعام متوازن و الحصول على قسط كافٍ من الراحة يومياً.
يجب على المريض المحافظة على جسمه من أضرار الكسل، و ذلك عن طريق تمارين رياضية منتظمة بدون التسبب في إجهاد زائد.
من المهم أن يكيف المرضى أنفسهم عضوياً و عاطفياً و نفسياً و عضلياً مع الوضع الذي يعيشون فيه أثناء فترة المرض. حيث أن الضغط الزائد يزيد من الأعراض.
تستقر أعرض المتلازمة عند معظم الناس باكراً، و البعض الاخر يتحسنون و لكن ليس تماماً، و آخرون يشفون من تلقاء ذاتهم.
من المفترض أن المحبين لهؤلاء المرضى أن ينتبهوا للعواقب الغير أكيدة و تأرجحات هذا المرض. و عليه فإن الدعم العاطفي للمرضى مهم جداً.
ماهو مرض السكلــــــر ((ليس السكري))
تعليق