إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرجعة الروحية من عظائم الأمور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرجعة الروحية من عظائم الأمور

    الرجعة الروحية من عظائم الأمور
    منقول من موسوعة القائم


    الرجعة الروحية من عظائم الأمور
    وهذا القول لم يسبق لأحد أن قال بهأو أشار إليه، وان أول من قال به هو سيدنا الأستاذ أبو عبد الله الحسين القحطاني،حيث اثبت وجود هذا المبدأ من القرآن والسنة الشريفة، فهو أول من قال بالرجعةالروحية التي عدها أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم من عظائم الأمور التي ظلتخافية حتى زماننا هذا، فقد جاء في الرواية الواردة عن حمران قال:
    سألت أبا جعفرعن الأمور العظام من الرجعة وغيرها فقال: (إن هذا الذي تسألون عنه لم يأت أوانه قالالله: {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْتَأويلُهُ}( بحار الأنوار ج53 ص40.).
    فإن الروايات تؤكد كون الرجعة من عظائمالأمور، كما أنها كانت خافية على أصحاب الأئمة (عليهم السلام) فضلاً عن باقي الناس،أضف إلى ذلك إن الأئمة لم يكشفوا النقاب عنها أو يبينوا ماهيتها واكتفوا بالقول انهلم يأت أوانها بعد، فعليه لا يمكن أن يكون المقصود من هذه الروايات الرجعة الماديةلأنها معروفة ومعلومة لعامة الشيعة فضلاً عن خاصتهم فكيف تكون من عظائم الأمور ثمانه لو كان المقصود بالكلام الرجعة المادية فلم قال الأئمة (عليهم السلام) لم يأتأوانها، فلم يبينوا ماهيتها علماً إن الرجعة المادية كما قلنا معروفة ومعلومة لدىالشيعة عموماً.
    أي إن الرجعة ليست كما يتصورها الناس بل كما قال الله تعالى {ولما يأتيهم تأويله}والمعروف إن التأويل يكشف باطن الحقائق والذي لم تصله عقولالرجال.

    ماهية الرجعة الروحية
    إن المقصود من الرجعة الروحية هي رجوع بعضأرواح من محض الإيمان محضاً، بل رجوع أرواح بعض الأنبياء واللائمة الطاهرين صلواتالله وسلامه عليهم أجمعين، فتقوم هذه الأرواح بتسديد أصحاب الإمام المهدي (عليهالسلام)، من ممهدين وأنصار كل بحسب رقيه وإيمانه ويقينه وإخلاصه، فكلما زاد أيمانالفرد الواحد من أصحاب الإمام كانت الروح التي تسدده لشخص أكثر إيماناً، وورعاًوتقوى وصدقاً.
    نأخذ مثالاً على ذلك لو قلنا برجوع روح (سلمان المحمدي) رضوانالله عليه ورجوع روح أبي ذر لكانت روح سلمان مسددة ومؤيدة لشخص من أصحابالمهدي(عليه السلام) أكثر إيماناً وورعاً وتقوى من شخص آخر من الأصحاب تسدده وتؤيدهروح أبي ذر رضوان الله عليه فنحن على إيمان ويقين بمبدأ التأييد والتسديد، وذلكيكون على نحو تأييد الملائكة والأرواح للأنبياء والأوصياء والمؤمنين .
    قالتعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِيُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أوأَبْنَاءهُمْ أو إِخْوَانهمْ أو عَشِيرَتَهُمْ أولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُالْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنتَحْتِهَا الْانهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُأولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( ).
    وكما كان يحدث في الكثير من الأحيان فإن مسالة تأييد وتسديد الأرواح والملائكةللمؤمنين، لا تخفى على كل باحث إسلامي والشواهد والأدلة عليها كثيرة، ويكون ذلك أيتأييد الروح للمؤمن بخمول روحه الأصلية وهيمنة الروح الراجعة بحيث تكون فوق المؤمنتسدده وتؤيده.
    وليس المقصود بالرجعة الروحية التناسخ أو الحلول فكلاهما باطلاًلا نقول به فضلاً عن الاعتقاد بصحته.

  • #2
    الأدلة على الرجعة الروحية

    الأدلة على الرجعة الروحية


    منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني


    الأدلة على الرجعة الروحية


    قلنا إنما عليه الشيعة الإمامية القائلين بالرجعة المادية ، إن الرجعة تكون بالأجساد،وإنها تكون قبل قيام الساعة، وهذا ما أجمعت عليه الفرقة وليس في ذلكاختلاف.


    ولكن من خلال هذا البحث سوف نقوم بتقديم الأدلة التي تثبت وجود رجعةروحية تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام)، أو تكون مقارنة لقيامه المقدس صلواتالله وسلامه عليه .


    1-


    جاء في الرواية الشريفة عن أبي الجارود عمن سمع علياً (عليه السلام) يقول: (العجب كل العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا أميرالمؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟

    فقال ثكلتك أمك وأي عجب أعجب منأموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته وذلك تأويل هذه الآية {يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْيَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }( ) فإذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك في أي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الآية {ثُمَّرَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَوَجَعَلْنَاكُمْ أكثر نَفِيراً })( بحار الأنوار ج53 ص60).


    وقد جاء في الروايةالشريفة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجبفقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له يا أمير المؤمنين ما هذا العجب التي لا تزالتكرره في خطبتك كأنك تحب أن تسال عنه ؟


    قال: ويحك يا صعصعة مالي لا أعجب منأموات يضربون هامات الأحياء من أعداء الله وأعدائنا فكأني انظر إليهم وقد شهرواسيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل أهلالبيت (عليه السلام) قال صعصعة: يا أمير المؤمنين ؟ أموات الدين أم أموات القبور ؟


    قال: لا والله يا صعصعة بل أموات القبور، يكرون إلى الدنيا معنا لكأني انظرإليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم يالثارات الحسين)( مختصر بصائر الدرجاتص198).


    فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا إن الذين يرجعون هم أموات القبور وهذاالحدث والعجب عد من العلامات للإمام المهدي، أي انه يقع قبل قيام الإمام (عليهالسلام)، فإن المقصود بالرجعة قبل قيامه (عليه السلام) هي الرجعة الروحية وليستالمادية، حيث إن أنصار الإمام سيخوضون حرباً في الكوفة ضد أعداء الله ورسوله وسترجعأرواح بعض المؤمنين بتسديدهم وتأييدهم.


    2-


    جاء في الكافي عن بكير بن أعين عنأبي عبد الله (عليه السلام) :

    (....


    ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفةوقد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهديفيقولون له يا بن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (عليه السلام) اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد، وهو يعلم والله انه المهدي (عليه السلام) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله .

    فيخرج الحسين (عليه السلام) وبينيديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (عليه السلام) حتى ينزل بقرب المهدي (عليه السلام)، فيقول سائلوا عن هذا الرجل منهو وماذا يريد، فيخرج بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) إلى عسكر المهدي فيقولون أيهاالعسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد.


    فيقول أصحابالمهدي (عليه السلام) هذا مهدي آل محمد (عليه السلام) ونحن أنصاره من الجن والإنسوالملائكة .


    ثم يقول الحسين (عليه السلام) خلوا بيني وبين هذا فيخرج إليه المهدي (عليه السلام) فيقفان بين العسكرين، فيقول الحسين (عليه السلام): إن كنت مهدي آلمحمد فأين هراوة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتمه وبردتهودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبهالبراق وتاجه والمصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) ...


    ثم يقولالحسين (عليه السلام) يا بن رسول الله أسالك أن تغرس هراوة رسول الله (صلى اللهعليه وآله وسلم تسليما) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله أن ينبتها فيه ولا يريد بذلكإلا أن يري أصحابه فضل المهدي (عليه السلام) حتى يطيعوه ويبايعوه: ويأخذ المهدي (عليه السلام) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين (عليهالسلام).


    فيقول الحسين (عليه السلام) الله أكبر يا بن رسول الله مد يدك حتىأبايعك فيبايعه الحسين (عليه السلام) وسائر عسكره إلا أربعة آلاف ...)( كتاب الأمللشافعي ج6 ص86).


    يتبين لنا من هذه الرواية للوهلة الأولى إن الحسين (عليهالسلام) يكون مطيعاً للإمام المهدي(عليه السلام) ويكون تابعاً وهذا ما لا يقبلهالإمام المهدي(عليه السلام) لأبيه الحسين(عليه السلام) فإن من الثابت عندنا إنالحسين (عليه السلام) أشرف وأفضل من ابنه المهدي (عليه السلام) .


    ثم إن أتباعهإذا كانوا يؤمنون بان قائدهم هو الحسين (عليه السلام) والذي قوله وفعله وتقريره حجةعليهم وهو الإمام المفترض الطاعة فما معنى إن الحسين (عليه السلام) يطلب من المهدياليقين والمعجزة أو أن يظهر مواريث الأنبياء فقد كان من الممكن إن الحسين (عليهالسلام) يخبر أصحابه إن صاحب العسكر المقابل هو المهدي (عليه السلام) وان عليهمبيعته وأتباعه وطاعته ويجب عليهم حينئذ الامتثال لكلام المعصوم ولا حاجة إلىالبينات التي طلبها الحسين (عليه السلام) .


    ثم إنهم لو كانوا يعتقدون إن قائدهمهو الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) فكيف يعصي أربعة آلاف شخص أمره بعد أداءالبيعة للمهدي (عليه السلام) وهم من كانوا قبل ذلك يأتمرون بأمره (عليه السلام) .


    وبملاحظة هذه النقاط يتضح لنا إن صاحب الجيش والذي بايع المهدي ليس الإمامالحسين بن علي (عليه السلام) بل هو احد ممهدي الإمام المهدي (عليه السلام) وهو سيدعلوي من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وانه مسدداً بروح الحسين (عليه السلام) لذلك عبر عنه بالرواية بالحسين ولم يقل الإمام الحسين (عليهالسلام).


    واليك ما يؤكد ذلك ، فقد جاء في الرواية الشريفة:


    (


    ثم يخرج الحسنيالفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا آل احمد أجيبوا الملهوفوالمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ليست من فضة ولاذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمةحتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (عليه السلام).

    ويقول يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : أخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانهليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟


    فيخرج الحسني فيقول: إنكنت مهدي آل محمد أين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتمهوبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدلوحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟


    فيخرج لهذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك إلا أن يري أصحابهفضل المهدي (عليه السلام) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله أكبر مد يدك يا ابن رسولالله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعينألف ... )( بحار الأنوار ج53 ص15) .


    فلو لاحظنا هذه الرواية لوجدناها تحمل نفسمضمون الرواية السابقة التي جاءت باسم الحسين وهذا ما يؤكد إن الروايتين تتحدثان عنشخص واحد لا شخصين وهو السيد الحسني اليماني والمشار إليه في الرواية السابقةالحسني الفتى الصبيح المسدد والمؤيد بروح الإمام الحسين (عليه السلام) ولذلك سميبالحسين في الرواية الأولى وبهذا تتضح لنا إن هناك رجعة روحية تسبق قيام الإمامالمهدي (عليه السلام) أو مقترنة زماناً بقيامه الشريف.


    3-


    روى المفضل بن عمر عنأبي عبد الله (عليه السلام) قال:

    (


    يخرج مع القائم (عليه السلام) من ظهر الكوفةسبع وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحق وبهيعدلون وسبعة من أهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقدادومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً)( روضة الواعظين ص266).

    والملاحظ من الرواية الشريفة إن هؤلاء السبعة والعشرين رجلاً يخرجون من ظهرالكوفة كما انهم يكونون حكاماً للإمام المهدي (عليه السلام) في البلاد، ونحن نعلمإن الحكام الذين يبعثهم الإمام المهدي (عليه السلام) في الأقاليم هم أصحابهالثلاثمائة والثلاثة عشر.


    فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( كأني انظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاعدة أهل بدر وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه )( الكافي ج8 ص318).


    فيلزم من هذا أن يكون السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون مع القائم من ظهرالكوفة والذين وصفتهم الرواية بان الإمام يبعثهم حكاماً، هم من الثلاثمائة والثلاثةعشر لأن هؤلاء هم حكام الأرض كما ذكرت الرواية الثانية وهناك عدة ملاحظات :


    أ- لو كانت الرجعة المقصودة في رواية المفضل التي تتحدث عن السبعة وعشرين رجلاً، رجعةمادية للزم أن لا يترك واحداً من هؤلاء الرجال السبعة وعشرين الإمام المهدي (عليهالسلام) في أي حال من الأحوال، ولا يقع الشك منهم بشخصه مطلقاً، وذلك لمكانتهمومقامهم الرفيع ومنهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأميرالمؤمنين (عليه السلام)، وأوصياء موسى (عليه السلام)، كما إنهم قد عرفوا حقائقالأمور فكيف يمكن أن نتصور أنهم يتركوا الإمام المهدي (عليه السلام) ويشكوا فيه (عليه السلام).


    فقد جاء في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:


    (


    كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتممن ذهب فيفكه فيقرأ على الناس فيجفلون إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلمبكلام فلا يلحقون ملجأً حتى يرجعوا إليه وإني لأعلم علم الكلام الذي يتكلم به )( إلزام الناصب ج2 ص260.

    فمن هذه الرواية يتضح إن جميع أصحاب المهدي (عليهالسلام) يتركونه نتيجة كلام لا يحتملونه من الإمام (عليه السلام) إلا اثنا عشر رجلامنهم هم الوزير واحد عشر رجلا وهم النقباء، فلو تنزلنا وقلنا إن هؤلاء الإثنا عشرالنقباء هم من السبعة وعشرين رجلاً الذين يرجعون ويخرجون من ظهر الكوفة فما بالالباقين منهم وهم على هذا يكونون خمسة عشر رجلا، فهل شكوا هم أيضا بالإمام (عليهالسلام) ؟ فلو كان كذلك فما الحكمة من إرجاعهم ؟ وهل يقبل بذلك عاقل يا ترى؟!.


    فإن الله حينما أرجعهم، أرجعهم لغاية، وهي نصرة الإمام (عليه السلام) وطاعته فيكل حال فكيف نتصور خلاف ذلك.


    ب- ثم يرد أيضا لو كانت الرجعة المقصودة هنا رجعةمادية فما معنى إنهم يخرجون من ظهر الكوفة ؟ فإن أماكن دفنهم متفرقة ويلزم أن يخرجكل منهم من موضع قبره.


    ولكن الصحيح والذي هو الحق إن الرجعة المقصودة هنا رجعةروحية، فإن هؤلاء السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون من ظهر الكوفة، هم ممن يوفقونإلى نصرة الإمام (عليه السلام) من المنتظرين له في آخر الزمان، ويكونون مسددينبأرواح سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) وسبعة من أهل الكوفةالقدماء ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة والمقداد ومالك الأشتر .


    4


    يتبعيتبع

    وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: ( لو قدخرج قائم آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) لنصره الله بالملائكة المسومينوالمردفين والمنزلين والكرويين يكون جبرائيل أمامه وميكائيل عن يمينه واسرافيل عنيساره والرعب مسيره عن أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه ،أول من يتبعه محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وعلي (عليه السلام) الثاني،ومعه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابلشاه والخزر )( غيبة النعماني ص240).
    فمن هذه الرواية الشريفة وروايات أخرىكثيرة في هذا الصدد تركناها مراعاة للاختصار يظهر إن أول من يتبع الإمام المهدي (عليه السلام) هو محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) والثاني هو علي (عليهالسلام) ولا يمكن أن نتصور في حال من الأحوال إن رسول الله (صلى الله عليه والهوسلم تسليما) أو الإمام علي (عليه السلام) يكونان تابعين للإمام المهدي (عليهالسلام) وإن ذلك يكون بالرجعة المادية .
    فهذا لا يمكن قبوله مطلقاً ولكن الأولىوالأصح إن يكون المقصود من أتّباع محمد وعلي (صلوات الله عليهما) للمهدي بالرجعةالروحية فإن روح النبي المصطفى تكون مع الإمام المهدي (عليه السلام) مسددة ومؤيدةوإن روح الإمام علي (عليه السلام) تكون مسددة ومؤيدة لوزير المهدي (عليه السلام) وهذا شاهد ودليل آخر على الرجعة الروحية .

    5-
    عن المفضل بن عمر قال: سمعت أباعبد الله (عليه السلام) يقول:

    (


    يكن مع القائم ثلاثة عشر امرأة قلت وما يصنعبهن ؟ قال: يداوين الجرحى ويقيمن على المرضى كما كان مع رسول الله (صلى الله عليهواله وسلم تسليما) قلت: فسمهن لي، قال: القنوى بنت رشيد وأم أيمن وحبابة الوالبيةوسمية وأم عمار بن ياسر....)( دلائل الإمامة ص484).

    وفي هذه الرواية أيضا دليلعلى الرجعة الروحية، حيث إن الرجعة المادية تكون بعد دولة الإمام المهدي (عليهالسلام) كما هو ثابت عند الشيعة.


    6-


    عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

    (


    يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم (عليهالسلام) أنت على يمين القائم تأمر وتنهى والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم )( دلائلالإمامة ص464).

    وفي هذا دلالة واضحة أيضا على الرجعة الروحية ، فإن هؤلاءالأربعة والأربعين ومعهم المفضل لا يمكن إن نتوقع منهم إن يتركوا الإمام (عليهالسلام) كما ذكرنا في الفقرة ثالثاً ثم إن ذلك خلاف الحكمة التي من اجلها رجعوا إذاكان المقصود رجعتهم مادية .


    تعليق


    • #3

      7-


      وعن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (وتلا هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَالنَّبِيِّيْنَ} الآية قال: ليؤمنن برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ولينصرن علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: ولينصرن أمير المؤمنين ؟ قال: نعموالله من لدن آدم فهلم جرا، فلم يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا رد جميعهم إلىالدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين )( بحار الأنوار ج53ص41) .

      إن هذه الروايات الشريفة تدل على رجعة الأنبياء جميعاً وبدون استثناءإلا إن هذا القول لم يقل به أحد فإن من المستبعد رجعة جميع الأنبياء (عليهم السلام) بالرجعة المادية.


      8-


      عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قالأمير المؤمنين عليه السلام:

      (


      إن الله تبارك وتعالى أحد واحد، تفرد في وحدانيتهثم تكلم بكلمة فصارت نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا (صلى الله عليه وآله وسلمتسليما) وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور، وأسكنهفي أبداننا فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتج على خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء، حيثلا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه، وذلك قبل أنيخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا، وذلك قوله عز وجل " وإذ أخذالله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمننبه ولتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وآله ولتنصرن وصيه، وسينصرونهجميعا.

      وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد صلى الله عليه وآله بالنصرة بعضنالبعض، فقد نصرت محمدا وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوه، ووفيت لله بما أخذ علي منالميثاق والعهد، والنصرة لمحمد صلى الله عليه وآله ولم ينصرني أحد من أنبياء اللهورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصرونني، ويكون لي ما بين مشرقها إلىمغربها وليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله كل نبي مرسل، يضربونبين يدي بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعا)( بحار الأنوار ج53ص20-46).


      وإلا لو أن الأنبياء (عليهم السلام) يرجعون كلهم لما تأخر قيام الإمامالمهدي (عليه السلام) إلى يومنا هذا فقد دلت الروايات المعصومية الشريفة إن الإمام (عليه السلام) لا يقوم حتى يجتمع له أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ولا يخرج منمكة حتى يجتمع له أنصاره العشرة آلاف .


      فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عنالإمام الصادق (عليه السلام) حيث دخل عليه رجل فقال له:


      (


      سيدي ما أكثر شيعتكمفقال له الإمام: اذكرهم فقال الرجل: كثير، فقال له الإمام تحصيهم ؟ فقال الرجل: همأكثر من ذلك، فقال (عليه السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وثلاثة عشركان الذي تريدون ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ولا يمدح بنامعلناً ولا يخاصم بنا غالياً ولا يجلس لنا عايباً ولا يحدث ثالباً ولا يحب لنامبغضاً ولا يبغض لنا محباً.

      فقال الرجل : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذينيقولون إنهم يتشيعون ؟ فقال الإمام (عليه السلام) فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهمالتبديل يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم)( إلزام الناصب ج1ص244).


      وعنه (عليه السلام) أيضا قال: ( لا يخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقةقال الراوي: وكم الحلقة ؟ فقال عشرة آلاف )( بحار الأنوار ج52 ص367) .


      فالذي دلتعليه هذه الروايات وغيرها إن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يقوم ولا يخرج من مكةحتى يجتمع له عشرة آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر، علماً إن الأنبياء (عليهم السلام) يبلغ عددهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي والرواية المتقدمة تقول يرجع جميع الأنبياء (عليهم السلام) وهذا العدد أضعاف العدد المطلوب لقيام وخروج المهدي.


      فلو كانترجعة الأنبياء المقصودة في الرواية مادية لاقتضى ذلك إن يقوم الإمام منذ مئاتالسنين، ولما لم يقم ولم يخرج إلى يومنا هذا ثبت إن رجعة الأنبياء (عليهم السلام) روحية أي رجوع أرواحهم الطاهرة لتسدد وتؤيد بعض المؤمنين في آخر الزمان الذينينصرون الإمام المهدي (عليه السلام) ويكونون له أعوانا فيإقامة الحق والعدلوالقضاء على الظلم والجور .



      يتبع يتبع



      9 - عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن إبليس قال: { انظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } فأبى الله ذلك عليه { قَالَفإنكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إلى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} فإذا كان يوم الوقتالمعلوم، ظهر إبليس لعنه الله في جميع أتباعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقتالمعلوم وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين فقلت: وإنها لكرات ؟


      فقال: نعم، إنهالكرات وكرات ما من إمام في قرن إلا ويكر معه البر والفاجر في دهره حتى يديل اللهالمؤمن من الكافر)( بحار الأنوار ج53 ص42).


      وعن أمير المؤمنين في إحدى خطبه أنهقال: ( وان لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرات،وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات وأنا قرن من حديد وأنا عبد الله وأخورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما))( مختصر بصائر الدرجات ص148).


      وعنسلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين قال: ( أنا صاحب الميسم، وأنا الفاروق الأكبر،وأنا صاحب الكرات، ودولة العدل )( بحار الأنوار ج53 ص119).


      وعن أبي الصامتالحلواني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لقدأعطيت الست: علم المنايا والبلايا (والوصايا) وفصل الخطاب، واني لصاحب الكرات ودولةالدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس)( بحار الأنوار ج53ص101).


      من هذه الروايات الشريفة يتضح لنا إن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أكثر من كرة وأكثر من رجعة، وانه لا يوجد إمام إلا ويكر، إلا إننا لوقلنا إن هذه الكرة المقصودة هنا هي كرة مادية أي إن الأئمة (عليهم السلام) يكرونبأجسادهم، فلماذا لم نسمع وطيلة العهود المنصرمة ولم نجد كتاباً يخبرنا انه قد وقعتكرة أو رجعة وظهر أحد الأئمة (عليهم السلام).


      ثم إننا لو سلمنا جدلاً إن الكرةالمقصودة في هذه الروايات الشريفة بالأجساد وأنها تكون أكثر من كرة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فأقول :


      إننا لم نسمع ولم نجد في كتاب أن أمير المؤمنين ( عليهالسلام) كانت له كرة في عصر من العصور بعد استشهاده على يد الخارجي الملعون بنملجم، ولم نسمع أو نقرأ لو سلمنا إن أمير المؤمنين كر في عصر من العصور انه قتل أومات أو إن هناك حرباً قد وقعت بين طائفة من المسلمين وأخرى من الكافرين أو المشركينأو الخوارج، ولو كانت تلك الكرات والرجعات مادية أي بالجسد الشريف لأمير المؤمنينفلم لم يذكر لنا الأئمة كيف يموت أو يقتل.


      والحقيقة إن هذه الروايات المتقدمةوالتي تشير إلى وجود أكثر من كرة ورجعة لا نستطيع حملها على الرجعة المادية ولايمكن تفسيرها وقبولها إلا على القول بالرجعة الروحية حيث لا مانع من أن تسدد روحالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أكثر من شخص في أكثر من وقت ولا مانع أن تسددأرواح الأئمة بعض الأشخاص المؤمنين المتقين.


      أي إن أرواح الأئمة الطاهرين صلواتالله وسلامه عليهم أجمعين تسدد أولئك المجددين للدين الذين يظهرون على رأس كل مائةعام وعندئذ يصدق ما ورد في الروايات حول تعدد الكرات والرجعات .


      وبهذا نختصرالبحث ونكتفي بما ورد من الأدلة التي تثبت الرجعة الروحية فقد توافقت السنة معالقران في إثبات الرجعة الروحية حيث إن الأدلة عليها كثيرة جداً، ونختم الكلامحولها بهذه الرواية الشريفة :


      فعن عباية الأسدي قال : سمعت أمير المؤمنين وهومتكئ وأنا قائم :


      (


      لابنين بمصر منبراً، ولانقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجناليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه، قال: قلت له: يا أميرالمؤمنين كأنك تخبر انك تحيى بعدما تموت ؟ فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهبيفعله رجل مني)( بحار الأنوار ج53 ص60) .

      وفي هذه الرواية الشريفة دليل واضحعلى الرجعة الروحية ، فإن الإمام أمير المؤمنين كان ينسب هذه الأفعال إلى نفسه ،ولما سأله الراوي هل انه يحيى بعد الموت قال له هيهات فقد نفى (عليه السلام) أنيرجع بعد الموت، ولكنه قال يفعله رجل مني إشارة إلى إن روح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) هي التي تسدد وتؤيد ذلك الرجل الذي هو في الواقع من ذريته ليقوم بهذهالأعمال التي عددها أمير المؤمنين (عليه السلام) .


      وأما من قام بتأويل هذهالرواية لعدم قدرته على ردها أو رفضها ولعدم معرفته بحقيقتها، وأولها بان أميرالمؤمنين (عليه السلام) اتقى من عباية لأنه علم انه لا يستطيع تحمل هذا الأمر، كمافعل الشيخ الصدوق (قدس) حيث أورد تعليقاً عليها جاء فيه: ( إن أمير المؤمنين اتقىعباية الاسدي في هذا الحديث واتقى ابن الكوا في الحديث الأول لأنهما كانا غيرمحتملين لأسرار آل محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) إن كلام الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) يرد عليه :-


      1-


      لو كان جواب أمير المؤمنين لعباية تقية نقول ماالداعي الذي دعا أمير المؤمنين إن يتكلم بهذا الكلام إذا كان هناك من لا يستطيعتحمله كعباية الاسدي كما يقول الشيخ خاصة وان أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يسألفيضطر إلى الإجابة وبالتالي إستعمل التقية .

      فالرواية تخبرنا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تحدث بهذا الأمر من تلقاء نفسه، ولم يسأله أحد ولو كان الأمر كمايقول الشيخ، فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلم بأن عباية لا يحتمل هذه الأسرار،لكان امتنع عن الحديث بهذا الأمر أصلا ولا حاجة إذن لاستعمال التقية المدعاة هنا .


      ثم إن هناك روايات كثيرة تؤكد إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يذكر الرجعةورجوع الأموات من على منبره الشريف والناس خاصتهم وعامتهم الموالي والمنافق يستمعله كالرواية التي مرت علينا حيث قال :


      (


      يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقامصعصعة بن صوحان العبدي فقال له: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تكررهفي خطبتك كأنك تحب أن تسأل عنه ؟

      قال : ويحك يا صعصعة مالي لا أعجب من أمواتيضربون هامات الإحياء من أعداء الله وأعدائنا فكأني انظر إليهم وقد شهروا سيوفهمعلى عواتقهم يقتلون المشككين والضانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل أهل البيتعليهم السلام قال صعصعة : يا أمير المؤمنين أموات الدين أم أموات القبور؟


      قال: لا والله يا صعصعة بل أموات القبور يكرون إلى الدنيا معنا لكأني انظر إليهم في سككالكوفة كالسباع الضارية شعارهم يالثارات الحسين )( مختصر بصائر الدرجات ص198) .


      فإن الملاحظ من هذه الرواية إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يخطب في جموعالناس، ومن المعلوم إن الكثير من المنافقين كانوا في الكوفة فلو كان في الكلام عنالرجعة تقية فلم لم يتقي أمير المؤمنين هؤلاء الناس ومن المؤكد إن فيهم الكثير منالذين لا يؤمنون بالرجعة ولا يقرون بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهالسلام).


      فلو كان في الأمرتقية لكان الأولى أن يتقي أمير المؤمنين (عليهالسلام) من هؤلاء الناس بدلاً من أن يتقي من عباية الاسدي الذي هو من موالي أهلالبيت (عليهم السلام).[/

      تعليق


      • #4
        أطروحة معاصرة حول رجعة المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)


        منقول من موسوعة القائم


        أطروحة معاصرة


        رجعة المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)


        ليس خفياً علىالمسلمين رجوع النبي عيسى عليه وعلى نبينا واله أفضل الصلاة والسلام في آخر الزمانمع الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد أجمعت على ذلك أحاديث وروايات كلا الفريقينالسنة والشيعة.


        وليس هناك أدنى شك في ذلك فالكل مجمعون على انه (عليه السلام) يخرج في آخر الزمان ويصلي خلف الإمام المهدي (عليه السلام). كما أن المسيحيينمتفقون هم أيضا على رجعة عيسى بن مريم التي يسمونها عندهم بالقيام الثاني، فهميعتقدون بأن المسيح (عليه السلام) قد قتل وانه قام في اليوم الثالث من قتله واختفىبعد ذلك وانه يقوم في أخر الزمان .


        كما أن اليهود أيضا ينتظرون ظهور المسيح الذيوعدهم به موسى (عليه السلام) لأنهم لا يعتقدون بان عيسى بن مريم هو المسيح الموعودوبهذا يتضح إن الديانات السماوية الثلاثة قد أجمعت على ظهور السيد المسيح في أخرالزمان إلا إن الاختلاف بينهم حول ظهور السيد المسيح في أخر الزمان يتركز في ثلاثمحاور لا رابع لها.


        فالمسلمين يقولون إن عيسى (عليه السلام) لم يقتل بل إن اللهعز وجل قد رفعه إلى السماء والقى شبهه على أحد تلاميذه سواء أكان التلميذ يهوذاالاسخريوطي الذي سلمه أم غيره وانه بقي حياً طوال هذه الفترة استناداً إلى قولهتعالى: {وَقَوْلِهِمْ إنا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَاللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَان الَّذِينَاخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ أتباعالظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِـيناً}( ) .


        ثم انهم يقولون إن الله تبارك وتعالىسوف ينزله في أخر الزمان عند بيت المقدس أثناء إقامة الإمام المهدي (عليه السلام) لصلاة الظهر أو الصبح على اختلاف الروايات، وعندئذ سوف يصلي خلف المهدي (عليهالسلام) وقد استدلوا بأحاديث وروايات كثيرة في ذلك .


        ففي الحديث الشريف المرويعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزلعيسى بن مريم حكماً مقسطاً وإماما عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض المال)( - بحار الأنوار ج51 ص61) .


        وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلمتسليما):


        (


        فعند ذلك ينزل أخي عيسى بن مريم من السماء على جبل أفيق إماماًهادياً وحكماً عدلاً عليه برنس له مربوع الخلق أصلت سبط الشعر بيده حربه يقتلالدجال )( تاريخ مدينة دمشق ج47 ص505) .

        والروايات في هذا الصدد كثيرة جداًنتركها مراعاة للاختصار .


        أما المسيحيون فإنهم يعتقدون إن عيسى بن مريم (عليهماالسلام) قد قتل وصلب ثم قام بعد ثلاثة أيام من ذلك ورآه تلاميذه ولم يتطرقوا إلىكيفية موته بعد ذلك واكتفوا بالقول انه يقوم مرة أخرى في آخر الزمان ويكون خلاصالناس وصلاحهم على يديه .


        فقد ورد في نص الإنجيل:


        (


        فكما بقي يونان ثلاثةأيام بلياليها في بطن الحوت، كذلك يبقى ابن الإنسان ثلاثة أيام بلياليها في جوفالأرض )( - متى 12) .

        يريد بيونان النبي يونس (عليه السلام) وانه سيجري علىعيسى ما جرى على يونس في بطن الحوت .


        وجاء فيه أيضا:


        (


        ولما مضى السبت وطلعفجر الأحد جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر. وفجأة وقع زلزال عظيم،حين نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. وكان منظرهكالبرق وثوبه ابيض كالثلج. فأرتعب الحرس لما رأوه وصاروا مثل الأموات.

        فقالالملاك للمرأتين: ( لا تخافا أنا أعرف إنكما تطلبان يسوع المصلوب. ما هو هنا لأنهقام كما قال. تقدما وانظرا المكان الذي كان موضوعاً فيه. وأذهبا في الحال إلىتلاميذه وقولا لهم: قام من بين الأموات، وها هو يسبقكم إلى الجليل، وهناك ترونه. هاأنا قلت لكما)( متى 28).


        وجاء أيضاً :


        (


        أما التلاميذ الأحد عشر، فذهبواإلى الجليل، إلى الجبل، مثلما أمرهم يسوع، فلما رأوه سجدوا له، ولكن بعضهم شكوا. فدنا منهم يسوع وقال لهم: نلت كل سلطان في السماء والأرض فاذهبوا وتلمذوا جميعالأمم )( متى 28).

        وبهذا يتبين لنا أمران مهمان:


        الأمر الأول: هو إنالمسيحيين مطلقا يؤمنون بالرجعة أي قيامة الأموات كما يسمونها.


        الأمر الثاني: هو إن عيسى بن مريم (عليه السلام) لابد أن يرجع في آخر الزمان أي يقوم كما يقولونالقيام الثاني .


        أما بالنسبة لليهود فهم ينقسمون إلى فئتين فئة تقول بالرجعة أيقيامة الأموات ورجوعهم إلى الحياة الدنيا، وفئة تنكر ذلك، فالذين يقولون بالرجعةوقيامة الأموات هم الفريسيون، وأما من ينكرون ذلك فهم الصديقيون .


        أذن فالقول فيرجعة عيسى بن مريم (عليهما السلام) ينقسم إلى قولين:


        فالمسلمون يقولون إن رجعةعيسى بن مريم ليست بمعنى انه مات ودفن وسيرجع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، لأنهماستدلوا على ذلك بالآيات القرآنية التي تنفي القتل والصلب عن النبي عيسى (عليهالسلام) والأحاديث والروايات التي تشير إلى نزول عيسى (عليه السلام) من السماء فيآخر الزمان مع الإمام المهدي (عليه السلام) .


        أما المسيحيون فإنهم يؤمنون برجعةعيسى أو قيامته كما يسمونها ( القيام الثاني ) وهي رجعة بعد الموت، لأنهم استدلواببعض الآيات الواردة في الإنجيل التي تشير إلى أن عيسى (عليه السلام) قتل وصلب وانهقام بعد ثلاثة أيام وسيقوم مرة ثانية في آخر الزمان، وهذا الأمر في الواقع من أهمنقاط الخلاف بين المسلمين والمسيحيين وأستمر هذا الخلاف منذ فجر الإسلام الأول وإلىيومنا هذا .



        ماهية هذه الأطروحة


        نعتقد إن هذه الأطروحة المعاصرة في مسألةرجعة عيسى بن مريم (عليهما السلام) متكفلة برفع الخلاف بين الديانتين في هذهالمسالة، والحقيقة إن هذه الأطروحة قد أوردنا على صحتها أدلة عديدة جعلت منها ممكنةالوقوع والصحة والأطروحة الجديدة تقوم على أساس مناقشة الآيات القرآنية التي تشيرعلى عدم قتل وصلب النبي عيسى (عليه السلام) أو إن ذلك لم يقع إلا انه (عليه السلام) قد توفاه الله عز وجل ومعنى ذلك انه ليس كل ما قاله المسلمون صحيحاً ، فالصحيح إنعيسى بن مريم (عليهما السلام) لم يقتل ولم يصلب ، كما اخبر المولى تبارك وتعالى فيالقران { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} إلا إن ذلك لايعني انه حي وانه ينزل في أخر الزمان من السماء بنفس ذلك الجسد الذي عاش فيه قبلأكثر من ألفي سنة بل انه مات (عليه السلام) ورفع الله روحه إلى السماء .




        ابن الله وابن الإنسان


        أما بالنسبة لما جاء في الأحاديث والرواياتالتي ذكرت نزوله في أخر الزمان من السماء في وقت خروج الإمام المهدي (عليه السلام) فانه سيكون بحسب الرجعة الروحية أي نزول روح عيسى بن مريم (عليه السلام) ورجوعهاإلى هذه الحياة الدنيا لتسدد شخصاً مؤمناً له شبه كبير بعيسى بن مريم من حيث الخَلقوالخُلق، وسوف يكون ذلك الشخص مولود من أم و أب آدميين لذلك فانه يدعى (ابنالإنسان).


        وبذلك نفهم السر في إطلاق الإنجيل لهذا اللقب بكثرة حينما يتحدث عنقيامة عيسى (عليه السلام) في أخر الزمان بينما كان يطلق ابن الله على عيسى (عليهالسلام) في ذلك الزمان وقد وقع خلاف كبير ولا يزال مستمراً إلى يومنا هذا حول هذااللقب فالكثير من المسيحيين يعتقدون إن عيسى (عليه السلام) هو ابن الله لأنه لميولد من أب .


        بينما يرفض المسلمون ذلك بشدة إيمانا منهم بان الله سبحانه وتعالىواحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له صاحبة أو ولداً، كما ذكرت ذلك الآياتالقرآنية الكثيرة.


        والحقيقة هناك شبهة قد وقع بها المسيحيون، فالحق إن عيسى (عليه السلام) ابن الله بالتبني وليس بالمعنى المعهود في الأبوة والبنوة أي بالمعنىالمادي لأنه (عليه السلام) لم يكن له أب يرعاه فكان المربي له والمتكفل به بصورةمباشرة هو المولى تبارك وتعالى وذلك من خلال تأييده بالروح القدس منذ صغره.


        قالتعالى: { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَوَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِيالْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَوَالانجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِيفَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَبِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَعَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إنهَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }( ).


        وبناءاً على هذا فيكون الكلام مقبولاً ولاإشكال فيه فإن الخلق كلهم أبناء الله أو على الأقل إن الأنبياء هم أبناء الله إلاإن هذا اللقب أشتهر به عيسى (عليه السلام) لهذا المعنى المذكور آنفاً.


        أمامسألة ابن الإنسان فإننا لو تتبعنا الأناجيل لوجدنا أكثر الآيات التي ذكرت ابنالإنسان تتحدث عن مجيئه في آخر الزمان وهذا اللقب لا يكون منطبقاً انطباقاً تاماًوكاملاً إلا أن يكون الشخص مولود من أب وأم عندها يمكن أن نطلق عليه ابن الإنسانويكون الإطلاق حينها مناسباً تماماً، نعم يصح أن يطلق هذا اللقب على مولود من أمفقط كما حصل مع عيسى (عليه السلام) إلا أن إطلاقه كاملاً وتاماً لا يستقيم لو كانالمولود لام فقط .


        وبهذا يتبين إن ابن الإنسان الذي هو عيسى آخر الزمان يكونمولود من أب وأم ويكون مسدداً من قبل روح عيسى (عليه السلام) ومؤيداً بها، والواقعإن إطلاق ابن الله على ابن الإنسان ليس مقبولاً تماماً بل إن ابن الله غير ابنالإنسان كما تبين، ولا ادري كيف يعتقد المسيحيون وفيهم المثقفون والعلماء والباحثونبان النبي عيسى هو ابن الله بالمعنى المتعارف عندهم فكيف قبلوا أن يكون لله ولداً ،كما كان من شان خلقه الذين جعلهم يتزاوجون ويولدون .


        ومما يؤكد إن ابن الإنسانالذي يأتي في أخر الزمان هو شخص آخر شبيه لعيسى في الخلق والخلق ويكون مسدداً بروحعيسى (عليه السلام) وليس هو عيسى (عليه السلام) نفسه ما جاء في رؤيا دانيال حيث جاءفيها :


        (


        كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلىالقديم الأيام ، فقربه قدامه )( دانيال 13).

        فانه رأى مثل ابن الإنسان ولم يرابن الإنسان نفسه على فرض إن ابن الإنسان هو عيسى فلو كان ابن الإنسان عيسى (عليهالسلام) فمن هو الذي رآه دانيال وقال عنه مثل ابن إنسان.


        وهذا النص الموجود فيالتوراة يثبت عدم صحة من أعتقد من المسلمين إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليهالسلام) لأنه جاء فيهمثل ابن إنسان جاء إلى القديم الأيام )


        فلو كان ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) فمن هو قديم الأيام ياترى ؟!.


        وإذا فرضنا إن قديم الأيام شخصاً آخر فكيف يستقيم المعنى إن الإمامالمهدي (عليه السلام) على فرض هو ابن الإنسان يأتي ويسلم إلى شخص آخر علماً إنعقيدتنا في الإمام المهدي (عليه السلام) انه هو القائد والمنقذ في آخر الزمان وليسهناك ثمة شخص آخر أعلى مقاماً منه .


        وللأسف فقد أخطأ الكثير من المسلمين وخاصةالعلماء منهم حينما اعتقدوا إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام)، حيثتسالم عليه عندهم وفي دراساتهم للإنجيل إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليهالسلام) .


        وإن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد على إن ابن الإنسان غير الإمامالمهدي (عليه السلام) حيث وردت الكثير من النصوص في الإنجيل بلفظ ابن الإنسان وكانفيها دلالة واضحة وأكيدة على انه عيسى (عليه السلام) ولا يمكن أن نحمل ألفاظ تلكالنصوص على غيره فقد ورد : ).




        يتبع يتبع




        (وابن الإنسان سيموت كماجاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يُسلَّمُ ابن الإنسان أكان خيراً له أنلا يولد)( مرقس (14)).

        فهذا النص لا يمكن حمله على غير النبي عيسى (عليهالسلام) .


        وقد ورد أيضا:


        (


        فقالوا له من أنت ؟ فقال يسوع: أخبرتكم من البدء. عندي أشياء كثيرة أقولها فيكم، وأشياء كثيرة احكم بها عليكم. لكن الذي أرسلني صادق،وما سمعته أقوله للعالم. فما فهموا انه يحدثهم عن الأب، فقال لهم: متى عرفتم ابنالإنسان عرفتم إني أنا هو )( يوحنا 8) .

        فمن هذا النص يتبين لنا واضحاً وبما لايقبل الشك إن ابن الإنسان هو نفسه عيسى بن مريم (عليه السلام) ، فلماذا يقولالباحثون والعلماء حينما يذكرون إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي خاصة إذا ما سألهمالمسيحيون عن ذلك ؟.


        وقد ورد أيضا:


        (


        سيسلم ابن الإنسان إلى أيدي الناسفيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم من بين الأموات )( متى17).

        وهناك الكثير منالنصوص التي تؤكد وتدل على إن لفظ ابن الإنسان لا يصح حمله على غير عيسى (عليهالسلام)، نعم فقد وردت بعض النصوص التي لا يصح حملها على عيسى (عليه السلام) الذيعاش في ذلك الزمان إلا أن ذلك لا يعني إن ابن الإنسان هنا هو الإمام المهدي (عليهالسلام)، بل هناك أدلة كثيرة تؤكد إن ابن الإنسان هو أحد ممهدي الإمام (عليهالسلام) وهو اليماني الموعود أشبه الناس بعيسى بن مريم (عليه السلام).

        تعليق


        • #5
          فقد ورد في التوراة هذا النص:
          ( وبينما كنت أرى، نصبت عروش، فجلس شيخ طاعن في السن وكان لباسه ابيض كالثلج، وشعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار، وتخدمه ألوف ألوف، وتقف بين يديه ربوات ربوات فجلس أهل القضاء وفتحت الأسفار- إلى إن قال- ورأيت في منامي ذلك الليل فإذا بمثل ابن إنسان آتيا على سحاب السماء، فأسرع إلى الشيخ الطاعن في السن فقرب إلى أمامه وأعطي سلطاناً ومجداً وملكاً حتى تعبده الشعوب من كل امة ولسان ويكون سلطانه سلطاناً أبدياً لا يزول وملكه لا يتعداه الزمن )( رؤيا دانيال (6-7)).
          وفي ترجمة أخرى للإنجيل ورد بدلاً من الشيخ الطاعن في السن (قديم الأيام) فإذا كان ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) فمن هذا الشيخ الطاعن في السن أو القديم الأيام الذي ينصب له عرش يا ترى ؟ .
          أليس في هذا الكلام (الشيخ الطاعن) أو(قديم الأيام) إشارة ودلالة واضحة على الإمام المهدي (عليه السلام)، وان المقصود من الشيخ الطاعن أو القديم الأيام هو طول عمره الشريف (عليه السلام) .
          ومن المعلوم ان الإمام (عليه السلام) ليس فوقه أحد حتى إن المسيح يكون تابعاً له، فإذا تنزلنا جدلاً وقلنا إن ابن الإنسان هو الإمام (عليه السلام) فكيف يسلم ويأتي ويقدم أمام الشيخ الطاعن؟ ومن يكون ذلك الشيخ يا ترى حتى يسلم له ابن الإنسان؟.
          ثم إننا لو تابعنا النص التوراتي المتقدم الذكر لوجدنا له انطباقاً في القران فقد قال تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }( ).
          وقد ورد أن الإمام يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل القرآن بقرآنهم .
          فيتضح من ذلك إن هذه الآية هي عين ذلك النص الوارد في رؤيا دانيال وبذلك يتبين إن الشيخ الطاعن الذي يجلس على العرش فجلس أهل القضاء وتفتح الأسفار هو الإمام المهدي (عليه السلام) كما اخبر بذلك الإمام الصادق (عليه السلام) في تأويل الآية المتقدمة .
          ثم انه ورد: (فَقَالَ يَسُوعُ أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْن الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ) (مرقس 14 :62).
          وهذا النص لا يدل على إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) نعم فهو لا ينطبق على عيسى (عليه السلام) إلا إننا لو عرضنا هذا النص على أحاديث وروايات النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأهل بيته (عليه السلام) لوجدناه مطابقاً لتلك الأحاديث والروايات .
          فقد جاء في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
          ( إذا أذن الإمام (عليه السلام) دعا الله باسمه العبراني فإنتخب له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الألوية منهم من يفقد عن فراشهم ليلاً ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه ...)( غيبة النعماني ص326).
          فهذه الرواية وغيرها كثير من الروايات تؤكد إن أصحاب الإمام (عليه السلام) ينتقلون بوسائل نقل متعددة وحديثة ومتطورة .
          وأما من يقول بان ذلك معجزة ولا تكون المعجزة في آخر الزمان إلا للإمام (عليه السلام) فأقول جاء في الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
          ( يركب المهدي الهواء لا بسحر ولا بفتنة عين، بل بعلم يعرفه من سبقوه .... )( المفاجأة ص47).
          وبهذا يتبين إن المسير في السحاب يكون عن طريق العلم الحديث والذي يتضح من هذه الروايات التي تتحدث عن كيفية انتقال أصحاب الإمام المهدي ووصولهم إلى مكة بغاية من السرعة .
          أقول يتضح إن منهم شخصاً واحداً يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه وان هذا الشخص كما أشارت الروايات هو أفضلهم أي أفضل الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، إذن فهو وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وهو صاحب دعوته لذلك يكون معروفاً باسمه واسم أبيه ومعروف الأوصاف والنسب من قبل الناس.
          ومعنى هذا إن الشخص المذكور في النص الإنجيلي المتقدم هو نفسه هذا الشخص لأن الاثنين يسيران في السحاب، فدل هذا على أنهما شخص واحد لا شخصان، ولم تخبرنا الروايات إن الإمام المهدي حينما يخرج في مكة المكرمة يأتي محمولاً على السحاب بل إن الروايات دلت وأشارت إلى وزيره والذي هو أحد أصحابه والذي يأتي محمولاً على السحاب .
          (وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْن الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ)
          إن ابن الإنسان وهو وزير المهدي (عليه السلام) يأتي في السحاب بقوة وتسديد من الإمام (عليه السلام)، ودلت على ذلك رواية صريحة في هذا المعنى فقد وردت عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) حيث قال:
          ( ما كان قول لوط (عليه السلام) لقومه { لو كان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} إلا تمنياً لقوة القائم المهدي وشدة أصحابه وهم الركن الشديد ......)( كمال الدين وتمام النعمة ص673) .
          فالقوة التي تمناها لوط (عليه السلام) والتي ذكرها المولى في كتابه والتي بينها الصادق (عليه السلام) ،هي قوة القائم المهدي (عليه السلام)، إذن فالقوة في النص الإنجيلي المذكور هي قوة القائم المهدي أي إن ابن الإنسان حينما يأتي على السحاب يكون مؤيداً ومسدداً بقوة القائم المهدي (عليه السلام) .
          وبهذا يتأكد إن ابن الإنسان غير الإمام المهدي (عليه السلام) ولمزيد من البيان نقول إن ابن الإنسان هو عيسى بن مريم (عليه السلام) في زمان بعثته والنصوص التي ذكرناها في بداية الجواب ، والتي قلنا انه لا يمكن حملها على غيره تتحدث عنه أما النصوص التي تحكي عن المستقبل ، والتي تبشر بمجيء ابن الإنسان في آخر الزمان فهي تتحدث عن اليماني الموعود والذي يخرج مسدداً ومؤيداً بروح عيسى (عليه السلام) وهو من يسير على السحاب كما بينا، وبحسب الروايات الشريفة فهو شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام)، فكما كان للمسيح شبيه في زمانه قال تعالى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ }( ) .
          وقد دلت الروايات على انه ألقى الشبه على أحد أصحابه ورفع إلى السماء وكذلك سيكون له شبيه في آخر الزمان، فإن مسألة الشبه ليست مستعصية أو صعبة بل هي حقيقة مؤكدة أثبتتها الكثير من الأحاديث والروايات والأخبار والقصص، بل إن واقعنا لا يكاد يخلو منها، ففي الكثير من الأحيان نلتقي أو نرى أناس متشابهون إلى درجة بحيث يصعب التفريق أو التمييز بينهم وهذا ما أثبته العلم الحديث( ).
          فقد اكتشف علم الوراثة والجينات بان هناك أطلس كامل للجينات البشرية تحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية بحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأ البشري وهو آدم (عليه السلام)، فالجينات الموجودة في الناس اليوم هي مجموعة الجينات الوراثية الواصلة إليهم من إبائهم وأجدادهم في القرون الأولى ولو نضدت هذه الجينات في مولود في زماننا هذا بنفس التنضيد لأحد أبائه في القرون الأولى لكان المولود شبيه لذلك الشخص الذي وجد قبل آلاف السنين مثلاً بل انه يصعب على الآخرين التمييز بينها لو أمكن وشوهد الاثنين معاً. وبناءً على هذا أمكن ظهور شخص في آخر الزمان يشبه عيسى بن مريم (عليهما السلام) .
          فقد جاء في الرواية الشريفة التي أوردها الحر العاملي في الجزء الثالث من كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها :
          ( إن القائم المهدي من ولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسُمتاً وهيبة ...)( غيبة النعماني ص149).
          والمقصود بالقائم المهدي في هذه الرواية اليماني الموعود كما سيأتي.
          فإن من المعلوم إن الإمام المهدي (عليه السلام) شبيه نبي الله موسى (عليه السلام).
          ومعنى هذا إن هذا الممهد الذي يسير في السحاب يكون من ولد علي (عليه السلام) وهو شبيه عيسى (عليه السلام) لذلك فهو من يطلق عليه عيسى آخر الزمان ويسدد بروحه (عليه السلام) ، ومما يؤكد ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
          ( هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الإحياء وسمعه أهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتاب المستبين ثم مواريث النبيين والشهداء والصالحين يقدمهم عيسى بن مريم فيبايعونه في البيت الحرام ...)( إلزام الناصب ج2 ص195) .
          فمن هذه الرواية يتبين لنا إن عيسى (عليه السلام) يبايع الإمام في مكة المكرمة والمعلوم عندنا والذي دلت عليه الروايات إن الذين يبايعون الإمام في مكة هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، ومعنى هذا إن عيسى (عليه السلام) أحدهم وهو أفضلهم، وان خروجه قد سبق قيام الإمام في مكة مما يعني انه أحد الممهدين للأمام بل هو أفضل الممهدين على الإطلاق والمعلوم إن أفضل ممهدي الإمام هو وزيره اليماني، إذن فعيسى في آخر الزمان هو اليماني الموعود.
          ونختم الكلام في هذه الفقرة حول ما جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد قال:
          ( … بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ...)( الزام الناصب ج2 ص182) .
          فمن هذه الرواية يتبين إن الذي يلي تجهيز المهدي عند وفاته هو عيسى بن مريم (عليه السلام) إلا إن هناك روايات تؤكد إن الحسين (عليه السلام) هو من يتولى تجهيز المهدي (عليه السلام) ، فقد جاء عن أبي عبد الله :
          ( ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع قوم موسى بن عمران فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم فيكون الحسين (عليه السلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته)( بحار الأنوار ج53 ص103).
          بينما تؤكد روايات أخرى إن الذي يخلف المهدي (عليه السلام) هو السيد القحطاني فقد جاء في الرواية الشريفة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه قال: ( سيكون من أهل بيتي رجل يملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( الملاحم والفتن لابن طاووس ص77).
          وجاء عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أيضا :
          وجاء عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أيضا :
          ( القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( الفتن لأبن حماد ص245 . فكما يتضح من هذين الحديثين إن القحطاني هو من يلي المهدي ويخلفه ، والقحطاني كما دلت عليه الأخبار هو اليماني ، فإن القحطاني لقب من ألقابه .
          وهنا لابد من القول بان عيسى هو نفسه الحسين وهما نفسهما اليماني وزير المهدي (عليه السلام) الذي يكون مسدداً بروحيهما .





          تعليق


          • #6

            يتبع يتبع
            الأدلة على موت عيسى (ع)
            وسنورد الآنالأدلة التي تؤكد موت النبي عيسى (عليه السلام) وان المرفوع إلى السماء هي روحهفقط، وليس روحه وجسده، علماً إننا على يقين تام ومطلق من إن عيسى المسيح (عليهالسلام) لم يقتل ولم يصلب كما اخبر عن ذلك المولى عز وجل في كتابه، وهذا مما لايحتاج إلى نقاش إلا إننا نقول إن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة نفت عن عيسى (عليه السلام) القتل والصلب ولكنها لم تنف الموت، بل إن المتتبع للآيات القرآنيةيظهر له واضحاً إن عيسى (عليه السلام) ميت وإن المرفوع إلى السماء هي روحه بعد أنمات وفارقت روحه جسده.
            قال تعالى {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى انيمُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْوَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إلى يَوْمِالْقِيَامَةِ}( ).
            فمن الآية الشريفة يتبين لنا إن عيسى (عليه السلام) مات لأنمعنى قوله ( متوفيك ) من الاستيفاء وهو قبض الروح ولا يكون ذلك إلا عند الموت وممايؤكد هذا المعنى قوله تعالى { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ }، فلا يكون الرفع إلى اللهتبارك وتعالى رفعاً مادياً، أي إن المرفوع بدن عيسى وروحه أي انه رفع إلى الله أوالسماء وهو حي لان الله سبحانه وتعالى لا يؤين بأين ولا يكيف بكيف فهو لا تحدهالحدود بل هو في كل مكان ولا يحل بمكان، فلا يصح أن يقال انه في السماء، إنما اقترنذكر الله مع السماء للإشارة إلى العلو والارتفاع والمعنى، وبذلك فمن غير الصحيح إنيكون رفع عيسى كما يفهمه البعض رفعاً مادياً.
            وبهذا يتبين لنا واضحاً إن رفععيسى (عليه السلام) رفعاً معنوياً أي إن المرفوع إلى الله هي روحه الطاهرة لا جسدهالشريف، كما يعتقد البعض فمن غير الممكن إن تسري قوانين عالم الملك على عالمالملكوت فعالم الملكوت عالماً معنوياً وروحياً، وليس عالماً مادياً جسمانياً، وقدحاول بعض المفسرين تفسير الوفاة تفسيراً لغوياً من قبيل المجازات وما شابه لكييتلاءم مع تصورهم بان عيسى (عليه السلام) حي لم يمت، فقالوا إن الوفاة من الاستيفاءأي قبض الشيء واستيفاءه كاملاً من دون نقص فيه وما إلى ذلك من المعاني اللغويةللكلمة إلا إنهم لم يلتفتوا إلى إن المولى عز وجل قرن ذكره للوفاة في القرانبالموت، فكلما ذكر الوفاة أشار إلى الموت من قبيل قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّىالْانفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا }( ).
            وقالتعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَإِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }( ) .
            وقال تعالى { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إني مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَإِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ }( ).
            وقوله عز وجل { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَاللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً}( ).
            وقوله تعالى {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُالْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}( ).
            وقولهتعالى:
            {
            إن الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي انفُسِهِمْ قَالُواْفِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ }( ).
            وقولهتعالى:
            {
            الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي انفُسِهِمْفَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إن اللّهَ عَلِيمٌبِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}( ).
            وقوله تعالى:
            {
            الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُالْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَبِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}( ) .
            وقوله تعالى:
            {
            وَلَوْ تَرَى إِذْيَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْوَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ}( ) .
            وقوله تعالى :
            {
            وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ }( ) .
            وقال تعالى :
            {
            هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُواأَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}( ) .
            وقال تعالى :
            {
            وَكُنتُعَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ انتَالرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وأنت عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}( ) .
            فهذه هي الآياتالتي ذكرت الوفاة في القران، وكلها كما هو واضح تتحدث عن الموت، ولم ترد آية واحدةتحدثت عن الوفاة في غير حال الموت، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على إن المولىعندما يذكر الوفاة ويتحدث عنها إنما يريد الموت ليس إلا فلا مبرر ولا مسوغ للمفسرينفي تفسير الوفاة بحسب المعاني اللغوية كاستيفاء الشيء وغيره.
            ثم إننا وبالرجوعإلى نفس الآية يتبين لنا من قوله تعالى {إلي مرجعكم} إن المقصود هنا هو الموت لأنهإشارة إلى القيامة والحساب في (مرجعكم) ولا تكون القيامة والحساب إلا بعد الموت .
            وبهذا تبين لنا واضحاً أن الآيات التي تحدثت عن وفاة النبي عيسى (عليه السلام) كانت تشير إلى موته سلام الله عليه، أما إذا قيل فما معنى قوله عز وجل ورافعك إليأليس في ذلك دلالة على انه لم يمت ؟ .
            فأقول : ليس في ذلك دلالة على إن عيسى رفعحياً إلى السماء بل العكس هو الصحيح والحق إن المرفوع إلى السماء روحه دون بدنه (عليه السلام) على نحو العروج كما كان في عروج روح النبي محمد (صلى الله عليه والهوسلم تسليما) ليلة الإسراء والمعراج .
            وهذا ما جاء في الروايات فقد جاء فيالرواية الشريفة الواردة عن أبي إسحاق السبيعي وغيره قال: (خطب الحسن بن علي (عليهالسلام) في صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد اللهوأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ثم قال: ( لقد قبضفي هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولم يدركه الآخرون بعمل - إلى أن قال - ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم والتي قبض فيها يوشع بن نون وصيموسى(بحار الأنوار ج43 ص362.
            وفي أثناء هذا العروج قبض الله عز وجل روح نبيهعيسى (عليه السلام) بين السماء والأرض بينما كان جسده في الأرض كما كان من شانإدريس النبي (عليه السلام) حيث قبضت روحه في السماء كما ذكرت ذلك الأخبار .
            واليك ما يؤكد ذلك فعن علي بن الحسن الفضال عن أبيه عن الرضا (عليه السلام) انه قال في حديث طويل في وصف ألائمة (عليهم السلام) وإنهم يقتلون بالسيف أو بالسموساق الحديث إلى أن قال (عليهالسلام) :
            (
            ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججهعليهم السلام للناس إلا أمر عيسى ابن مريم وحده لأنه رفع من الأرض حياً - أشار إلىعروج روحه (عليه السلام) وهو حي - وقبض روحه بين السماء والأرض ثم رفع إلى السماءورد عليه روحه وذلك قوله عز وجل {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهركمن الذين كفروا} . وقال عز وجل حكاية لقول عيسى(عليه السلام) :
            (
            وكنت عليهمشهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )( بحارالأنوار ج14 ص338) .
            أما إذا قيل فما معنى قول الإمام الرضا (عليه السلام) (ردعليه روحه). والصحيح إن معنى (رد عليه روحه) أي أطلقها بعد إن قبضها ملك الموتواعوانه على غرار إطلاق أرواح الأنبياء والأئمة والأولياء (عليهم لسلام) لتنعم فيالجنان التي أعدها الله لأنبيائه ورسله وعباده المتقين كما أطلق أرواح الأنبياء (عليهم السلام) من قبل وليس في ذلك دليل على إحياءه بعد موته كما قد يتصور البعض،وهذا المعنى يظهر واضحاً وجلياً في حديث الإسراء والمعراج حيث عاين النبي محمد (صلىالله عليه واله وسلم تسليما) اخوانه من أنبياء الله ورسله في السموات وسلم عليهموسلموا عليه فقد عاين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام).
            والسؤال الذييطرح نفسه الآن بقوة هو عن معنى وماهية وجود الأنبياء المذكورين والذين رآهم الرسولالكريم (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) في السماء هل إن وجودهم بأرواحهم وأبدانهمأم بأرواحهم فقط؟.
            علماً إن الأول مخالف لما عليه عقائد المسلمين، ثم إن هؤلاءالأنبياء ماعدا عيسى (عليه السلام) لا نقاش في موتهم ودفن أجسادهم في الأرض وبهذايتعين إن الذين رآهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) في السماء هي أرواحالأنبياء (عليهم السلام) .
            فيكون النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قد رأى أيضا روح عيسى (عليه السلام) لا روحه وبدنه كما عاش في الدنيا لأنه أما أننقول كل الأنبياء في السماء أحياء بأرواحهم وأبدانهم كما عاشوا في الدنيا وهذا قدتبين بطلانه، وإما أن نقول إن جميع من في السماء من الأنبياء هم أحياء بأرواحهم فقطمن دون وجود لهذه الأبدان لأن طبيعة وماهية العوالم التي تمر بها الروح مختلفةوليست هي ذو طبيعة وماهية واحدة .
            وتلك الحياة على غرار حياة الذين قتلوا فيسبيل الله فهم قد دفنت أبدانهم في الأرض إلا إن المولى تبارك وتعالى عبر عنهم بأنهمأحياء عند ربهم يرزقون ومعنى ذلك حياتهم بأرواحهم في الجنان قال تعالى {وَلاَتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءعِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }( ) .
            وبهذا يتبين لنا إن النبي عيسى عليه وعلىنبينا أفضل الصلاة والسلام حي عند الله يرزق على غرار حياة الأنبياء والأئمةوالأولياء والصالحين والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، وقد يسأل سائل لماذا اقترنذكر عيسى (عليه السلام) بالحياة دون باقي المقتولين في سبيل الله ممن ذكر آنفا لوكان الأمر كما تقولون ؟ .
            فأقول : خصه بذلك لأنه سلام الله تعالى عليه لم يقتل،بل إن الله توفاه وأماته من دون إن يتدخل في ذلك إنسان كان قتله أو سمه وما إلىذلك، فلكي لا يتوهم البعض إن عيسى (عليه السلام) دون غيره من الأنبياء في المرتبةوعلو المقام أشعرت بعض الآيات والأحاديث والروايات بأنه حي لم يمت كما هو الحال فيإدريس (عليه السلام) فقد توفاه الله وقبض روحه في السماء كما دلت الأحاديث على ذلكوقال الله عز وجل عنه {ورفعناه مكاناً علياً} .
            أما بالنسبة لمسألة نزوله (عليهالسلام) في آخر الزمان من السماء في عصر الظهور الشريف فأقول: إن معنى ذلك هو نزولروحه الطاهرة إلى الأرض لكي تسدد وتؤيد شخص يدعو المسيحيين لنصرته بحسب مفهومالرجعة الروحية التي تقدم الكلام عنها وقد أثبتنا صحة وقوعها وتحققها.

            يتبعيتبع

            الخلاصة :-
            وأخيراً نوردأقوال بعض العلماء الذين اعتقدوا بموت عيسى بن مريم (عليه السلام) فقد قال العالموالعارف ابن العربي ما هذا نصه: ( ولما كان مرجعه إلى مقره الأصلي ولم يصل إلىالكمال الحقيقي وجب نزوله في آخر الزمان ببدن أخر )( تفسير ابن عربي ج1 ص184) .
            وفي هذا القول إشارة واضحة إلى الرجعة الروحية .
            وذكر الرازي في تفسير قولهتعالى: {إني مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} اي رافعك إلى محل كرامتي، وجعل ذلكرفعاً إليه للتفخيم والتعظيم (تفسير الرازي ج8 ص73
            ).
            وأما ما جاء فيالرواية الواردة والتي تقول (لا مهدي إلا عيسى بن مريم)( بحار الأنوار ج51ص93).
            والتي حاول البعض التشكيك فيها وردها بدلاً من محاولة فهمها ومعرفتها،فنقول إن هناك نقطة استدلال لجميع البشر في العالم:
            فإن المسلمين ينقسمون إلىسنة وشيعة، فأما السنة فإنهم ينتظرون المهدي الحسني الذي يولد في أخر الزمان فهم لايؤمنون بالإمام المهدي (عليه السلام) إلا عن طريق هذه النقطة.
            أما الشيعة فإنهمموعودين منتظرين لليماني الموعود صاحب دعوة الإمام والممهد له أما بالنسبةللمسيحيين فإنهم ينتظرون المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) .
            أما اليهود فإنهمينتظرون المسيح المنتظر، والحقيقة إن نقطة الاستدلال لابد أن تكون واحدة وإلا لماأمكن توحيد الشعوب وإيمانهم بقضية المنقذ الإلهي الإمام المهدي (عليه السلام) .
            فلا بد أن يكون المهدي الحسني الذي ينتظره السنة هو نفسه اليماني الذي تنتظرهالشيعة، وهو نفسه شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام) والذي يدعو المسيحيين فيؤمنبدعوته الكثير منهم كما إنه هو من يقيم الحجة على اليهود ويثبت لهم انه هو منينتظرونه وليس ثمة شخص آخر، فإذا اجتمعت كلمة الناس وآمنوا بأنه هو من كان ينتظرونعندئذ سوف يقوم بتسليم الأمر للإمام المهدي (عليه السلام) ويجمع الأمم تحت رايته .
            وبهذا يتضح إن هناك نقطة استدلال للإمام (عليه السلام) على الأمم والشعوب وهذهالنقطة لا بد إن تكون واحدة تستدل بها كل أمة على أمر المنقذ في آخر الزمان وبهذايتضح لنا معنى الرواية المتقدمة ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) أي إن المهدي الحسنياليماني هو نفسه عيسى بن مريم في آخر الزمان على حسب مفهوم الرجعة الروحية.
            ويكون ذلك الشخص حتماً هو ابن الإنسان في آخر الزمان لأنه مولود من أم وأب ولهشبه خلقي وخلقي كبير من النبي عيسى (عليه السلام) كما سبق إن قلنا وهذا الشخص هو منيتكفل بدعوة المسيحيين في آخر الزمان، وتكون دعوته للمسيحية الحقة التي دعا لهاعيسى بن مريم (عليهما السلام) من قبل والتي هي في الواقع منبثقة من الإسلامالحقيقي، كما قال تعالى: { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْانصَارِي إلى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ انصَارُ اللّهِ آمَنَّابِاللّهِ وَاشْهَدْ بِانا مُسْلِمُونَ}( ) .
            وقال تعالى :
            {
            وَإِذْأَوْحَيْتُ إلى الْحَوَارِيِّينَ إن آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّاوَاشْهَدْ بِاننَا مُسْلِمُونَ}( ) .
            وسوف يؤمن البعض من المسيحيين بدعوة هذاالشخص بل إنهم سوف يعتقدون بأنه هو عيسى بن مريم (عليه السلام) كما يعتقد المسلمينذلك إلا إنه سوف يبين لهم حقيقة الأمر الذي بات خافياً على الناس طوال هذه العقودمن الزمن .


            تعليق


            • #7
              وبهذا يتأكد إن ابن الإنسان غير الإمام المهدي (عليه السلام) ولمزيد من البيان نقولإن ابن الإنسان هو عيسى بن مريم (عليه السلام) في زمان بعثته والنصوص التي ذكرناهافي بداية الجواب ، والتي قلنا انه لا يمكن حملها على غيره تتحدث عنه أما النصوصالتي تحكي عن المستقبل ، والتي تبشر بمجيء ابن الإنسان في آخر الزمان فهي تتحدث عناليماني الموعود والذي يخرج مسدداً ومؤيداً بروح عيسى (عليه السلام) وهو من يسيرعلى السحاب كما بينا، وبحسب الروايات الشريفة فهو شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام)،فكما كان للمسيح شبيه في زمانه قال تعالى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُوَلَـكِن شُبِّهَ }( ) .
              وقد دلت الروايات على انه ألقى الشبه على أحد أصحابهورفع إلى السماء وكذلك سيكون له شبيه في آخر الزمان، فإن مسألة الشبه ليست مستعصيةأو صعبة بل هي حقيقة مؤكدة أثبتتها الكثير من الأحاديث والروايات والأخبار والقصص،بل إن واقعنا لا يكاد يخلو منها، ففي الكثير من الأحيان نلتقي أو نرى أناس متشابهونإلى درجة بحيث يصعب التفريق أو التمييز بينهم وهذا ما أثبته العلم الحديث( ).
              فقد اكتشف علم الوراثة والجينات بان هناك أطلس كامل للجينات البشرية تحملجميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية بحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأ البشري وهو آدم (عليه السلام)،فالجينات الموجودة في الناس اليوم هي مجموعة الجينات الوراثية الواصلة إليهم منإبائهم وأجدادهم في القرون الأولى ولو نضدت هذه الجينات في مولود في زماننا هذابنفس التنضيد لأحد أبائه في القرون الأولى لكان المولود شبيه لذلك الشخص الذي وجدقبل آلاف السنين مثلاً بل انه يصعب على الآخرين التمييز بينها لو أمكن وشوهدالاثنين معاً. وبناءً على هذا أمكن ظهور شخص في آخر الزمان يشبه عيسى بن مريم (عليهما السلام) .
              فقد جاء في الرواية الشريفة التي أوردها الحر العاملي فيالجزء الثالث من كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها :
              (
              إن القائم المهدي منولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسُمتاً وهيبة ...)( غيبةالنعماني ص149).
              والمقصود بالقائم المهدي في هذه الرواية اليماني الموعود كماسيأتي.
              فإن من المعلوم إن الإمام المهدي (عليه السلام) شبيه نبي الله موسى (عليه السلام).
              ومعنى هذا إن هذا الممهد الذي يسير في السحاب يكون من ولد علي (عليه السلام) وهو شبيه عيسى (عليه السلام) لذلك فهو من يطلق عليه عيسى آخر الزمانويسدد بروحه (عليه السلام) ، ومما يؤكد ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
              (
              هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الإحياء وسمعه أهل المشرقوالمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتابالمستبين ثم مواريث النبيين والشهداء والصالحين يقدمهم عيسى بن مريم فيبايعونه فيالبيت الحرام ...)( إلزام الناصب ج2 ص195) .
              فمن هذه الرواية يتبين لنا إن عيسى (عليه السلام) يبايع الإمام في مكة المكرمة والمعلوم عندنا والذي دلت عليه الرواياتإن الذين يبايعون الإمام في مكة هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، ومعنى هذا إنعيسى (عليه السلام) أحدهم وهو أفضلهم، وان خروجه قد سبق قيام الإمام في مكة ممايعني انه أحد الممهدين للأمام بل هو أفضل الممهدين على الإطلاق والمعلوم إن أفضلممهدي الإمام هو وزيره اليماني، إذن فعيسى في آخر الزمان هو اليماني الموعود.
              ونختم الكلام في هذه الفقرة حول ما جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد قال:
              ( …
              بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم فيالمدينة بقرب قبر جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ...)( الزامالناصب ج2 ص182) .
              فمن هذه الرواية يتبين إن الذي يلي تجهيز المهدي عند وفاته هوعيسى بن مريم (عليه السلام) إلا إن هناك روايات تؤكد إن الحسين (عليه السلام) هو منيتولى تجهيز المهدي (عليه السلام) ، فقد جاء عن أبي عبد الله :
              (
              ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع قوم موسىبن عمران فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم فيكون الحسين (عليه السلام) هوالذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته)( بحار الأنوار ج53 ص103).
              بينماتؤكد روايات أخرى إن الذي يخلف المهدي (عليه السلام) هو السيد القحطاني فقد جاء فيالرواية الشريفة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه قال: ( سيكونمن أهل بيتي رجل يملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم من بعده القحطاني والذي بعثنيبالحق ما هو دونه )( الملاحم والفتن لابن طاووس ص77).
              وجاء عنه ( صلى الله عليهواله وسلم تسليما) أيضا :
              وجاء عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أيضا :
              (
              القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( الفتن لأبن حماد ص245 . فكما يتضح من هذين الحديثين إن القحطاني هو من يلي المهدي ويخلفه ، والقحطاني كمادلت عليه الأخبار هو اليماني ، فإن القحطاني لقب من ألقابه .
              وهنا لابد منالقول بان عيسى هو نفسه الحسين وهما نفسهما اليماني وزير المهدي (عليه السلام) الذييكون مسدداً بروحيهما .





              تعليق


              • #8
                رجعة الحسين (ع)في آخر الزمان

                رجعة الحسين (ع)في آخر الزمان
                منقول من موسوعة القائم (من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)


                رجعة الحسين (ع)
                ذكرتالروايات الواردة عن أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) رجوع الكثير من الشخصياتالإسلامية في عصر الظهور المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) .
                ومن أكثرالروايات، تلك التي تحدثت عن رجعة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الحياة الدنيابعد الموت .
                ففي مختصر البصائر عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي (عليه السلام) ويمكث في الأرض أربعينسنة حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر)( المعجم الموضوعي ص912).
                وعن حمران بنأعين أيضاً قال أبو جعفر (عليه السلام) لنا:
                (
                ولسوف يرجع جاركم الحسين بن علي (عليه السلام) ألفاً فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر )( المعجم الموضوعيص912).
                وفي مختصر البصائر عن أبي جعفر (عليه السلام) أيضاً:
                (
                ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بنعمران (عليه السلام)، فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم فيكون الحسين (عليهالسلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته )( المعجم الموضوعيص912).
                وعن أبي عبد الله (عليه السلام): ( سئل عن الرجعة أحق هي ؟ قال : نعم.
                فقيل له: من أول من يخرج ؟
                قال الحسين (عليه السلام) يخرج على أثرالقائم (عليه السلام).
                قلت ومعه الناس كلهم ؟
                قال: لا بل كما ذكر الله تعالىفي كتابه {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} قوم بعد قوم )( المعجم الموضوعي ص912).
                وفي تفسير العياشي عن رفاعة بن موسى: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي (عليه السلام) وأصحابهويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة ! ثم قال أبو عبد الله (عليهالسلام) : {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمبِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكثر نَفِيراً} )( المصدر نفسهص914).
                ولو أردنا استقصاء الروايات التي بهذا المعنى لطال بنا المقام، والرواياتمتفقة على رجوع الحسين بن علي (عليه السلام) إلى الحياة الدنيا بعد الموت في زمنالظهور المقدس وانه يخلف الإمام المهدي (عليه السلام) في الحكم وإنه يلي غسلهوتكفينه ودفنه .
                وعلى هذا قول الكثير من أعلام المذهب ومحدثيهم، ومنهم العلامةالمجلسي صاحب الموسوعة الحديثة الضخمة المسمات (بحار الأنوار) حيث علق بعد ذكرروايات رجوع الحسين (عليه السلام) بقوله : ( إعلم يا أخي إني لا أظنك ترتاب بعد مامهدت وأوضحت في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار واشتهرتبينهم كالشمس في رابعة النهار ... وكيف يشك مؤمن بحقيقة الأئمة بعد أن تواترت عنهممن مائتي حديث صريح، رواها نيف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الأعلام في أزيدمن خمسين من مؤلفاتهم )( بحار الأنوار ج53 ص122) .
                وقد ذكرنا جملة من الرواياتالشريفة التي أخرجها المحدثون التي تجعل أمر الرجعة واضحاً جلياً لا لبس فيه، ومنهذه الروايات ما أثر عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) قوله:
                (
                العجب كل العجب بينجمادى ورجب) والتي يذكر فيها (سلام الله عليه) رجوع بعض الأموات إلى الحياة الدنياقبل قيام القائم (عليه السلام) وهو من العلامات الدالة على قيامه (عليه السلام)،وهذا المفهوم مخالف للمفهوم التقليدي السائد عن رجعة الأموات بعد قيامه (عليهالسلام) .
                وهذا الاضطراب والتشويش الحاصل من تضارب مدلولي المجموعتين منالروايات، مجموعة الرجعة قبل قيام المهدي (عليه السلام) ومجموعة الرجعة بعد قيامهلا يمكن رفعه إلاّ على القول بالرجعة الروحية التي قدمنا لها .
                وحسب رواياتالرجعة قبل ظهور القائم فإن الحسين (عليه السلام) يرجع إلى الحياة الدنيا قبل ظهورالقائم (عليه السلام) – كما ذكرنا في طرف من هذه الروايات آنفاً – ويمهد له ويسلمالراية إليه ويكون تابعاً له ومطيعاً لأمره وهو – كما بينا في محله – مخالف لماعليه الشيعة والمفهوم من المجموعة الثانية من الأخبار والروايات المعصومية، من أنالحسين (عليه السلام ) يرجع بعد قيام القائم (عليه السلام ) ويلي أمر تغسيلهوتكفينه والصلاة عليه ودفنه .
                وكما بينته الروايات من عصيان أصحاب الحسين (عليهالسلام) لأوامره بمبايعة المهدي، كيف يمكن أن نتصور ذلك وإنهم الذين قال فيهمالحسين (عليه السلام) :
                (
                انى لا أعلم أصحابا ولا أهل بيت أبر ولا أوصل منأصحابي وأهل بيتي فجزاكم الله عنى خير الجزاء)( - روضة الواعظين - الفتالالنيسابوري - ص 183).
                كيف يمكن أن نتصور إنهم يعصون أمره لهم بأتباع المهدي (عليه السلام) بل إن الذين يخرجون عن أمره ويكذبونه هم أربعة آلاف.
                وإذا كانالثابت لدينا أن الحسين (عليه السلام) هو أفضل من المهدي فكيف يكون تابعاً ومأموراًومطيعاً له ؟



                تعليق


                • #9
                  شكرا لك اخي خادم اهل الرسالة على الموضوع الجميل وبالحقيقة لم نقرا مثل هكذا مواضيع مسبقا حيث قرات مواضيع وبحوث عدة للسيد القحطاني واثارت اعجابي . شكرا لك مرة اخرى وننتظر منك المزيد بحول الله وقوته .

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا وحبيب قلوبنا شفيعنا يوم القيامة أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا
                    حضرة الأخ خادم أهل الرسالة:
                    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
                    اسمح لي أن أقول لك إنَّ الرجعة التي يؤمن بها أصحاب المذهب الجعفري هي رجعة جسدية وروحية لا روحية فقط.
                    قال الشريف المرتضى في رسائله (ج 1 - ص 125 126):
                    المسألة الثامنة [ حقيقة الرجعة ] سئل عن حقيقة الرجعة ، لأن شذاذ الإمامية يذهبون إلى أن الرجعة رجوع دولتهم في أيام القائم عليه السلام من دون رجوع أجسامهم .
                    الجواب : إعلم أن الذي تذهب الشيعة الإمامية إليه أن الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي عليه السلام قوماً ممن كان قد تقدم موته من شيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته . ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم ، فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق وعلو كلمة أهله . والدلالة على صحة هذا المذهب أن الذي ذهبوا إليه مما لا شبهة على عاقل في أنه مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه ، فإنا نرى كثيراً من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غير مقدورة . وإذا أثبت جواز الرجعة ودخولها تحت المقدور ، فالطريق إلى إثباتها إجماع الإمامية على وقوعها ، فإنهم لا يختلفون في ذلك . وإجماعهم قد بينا في مواضع من كتبنا أنه حجة ، لدخول قول الإمام عليه السلام فيه ، وما يشتمل على قول المعصوم من الأقوال لا بد فيه من كونه صوابا . وقد بينا أن الرجعة لا تنافي التكليف ، وأن الدواعي مترددة معها حين لا يظن ظان أن تكليف من يعاد باطل . وذكرنا أن التكليف كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة والآيات القاهرة ، فكذلك مع الرجعة ، لأنه ليس في جميع ذلك ملجئ إلى فعل الواجب والامتناع من فعل القبيح . فأما من تأول الرجعة في أصحابنا على أن معناها رجوع الدولة والأمر والنهي ، من دون رجوع الأشخاص وإحياء الأموات ، فإن قوما من الشيعة لما عجزوا عن نصرة الرجعة وبيان جوازها وأنها تنافي التكليف ، عولوا على هذا التأويل للأخبار الواردة بالرجعة . وهذا منهم غير صحيح ، لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة ، فيطرق التأويلات عليها ، فكيف يثبت ما هو مقطوع على صحته بأخبار الآحاد التي لا توجب العلم ؟ وإنما المعول في إثبات الرجعة على إجماع الإمامية على معناها ، بأن الله تعالى يحيي أمواتا عند قيام القائم عليه السلام من أوليائه وأعدائه على ما بيناه ، فكيف يطرق التأويل على ما هو معلوم ، فالمعنى غير محتمل .


                    عزيزي خادم أهل الرسالة:
                    1- لقد ذكرت بأنَّ هذه الأفكار هي من (فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)، فأرجو منك أن تعرفنا بمستواه العلمي، كما أنّه لا يجب علينا أن نقلده فيما انفرد هو به، أرجو أن تتأكد من هذه الاعتقادات، وشكراً لكم.
                    2- الاعتقاد بموت عيسى هو اعتقاد غيرنا ، و العلماء الذين ذكرتهم كابن العربي وغيرهم هم من أهل السنة.
                    3- من أدلة الرجعة الجسدية قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة/259].
                    وقوله تعالى: (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ )[غافر/11].
                    وقوله تعالى: (لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة/243]

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X