إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجنة في سورة الرحمن...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجنة في سورة الرحمن...

    و قوله: «جنتان» قيل: إحداهما منزله و محل زيارة أحبابه له و الأخرى منزل أزواجه و خدمه، و قيل: بستانان بستان داخل قصره و بستان خارجه، و قيل: منزلان ينتقل من أحدهما إلى الآخر ليكمل به التذاذه، و قيل: جنة لعقيدته و جنة لعمله، و قيل: جنة لفعل الطاعات و جنة لترك المعاصي، و قيل: جنة جسمانية و جنة روحانية و هذه الأقوال - كما ترى - لا دليل على شيء منها.
    و قيل: جنة يثاب بها و جنة يتفضل بها عليه، و يمكن أن يستشعر ذلك من قوله تعالى: «لهم ما يشاءون فيها و لدينا مزيد»: ق: 35، على ما مر في تفسيره.
    قوله تعالى: «ذواتا أفنان» ذواتا تثنية ذات، و «أفنان» إما جمع فن بمعنى النوع و المعنى: ذواتا أنواع من الثمار و نحوها، و إما جمع فنن بمعنى الغصن الرطب اللين و المعنى: ذواتا أغصان لينة أشجارهما.
    قوله تعالى: «فيهما عينان تجريان» و قد أبهمت العينان و فيه دلالة على فخامة أمرهما.
    قوله تعالى: «فيهما من كل فاكهة زوجان» أي صنفان قيل: صنف معروف لهم شاهدوه في الدنيا و صنف غير معروف لم يروه في الدنيا، و قيل: غير ذلك، و لا دلالة في الكلام على شيء من ذلك.
    قوله تعالى: «متكئين على فرش بطائنها من إستبرق» إلخ، الفرش جمع فراش، و البطائن جمع بطانة و هي داخل الشيء و جوفه مقابل الظهائر جمع ظهارة، و الإستبرق الحرير الغليظ قال في المجمع،: ذكر البطانة و لم يذكر الظهارة لأن البطانة تدل على أن لها ظهارة و البطانة دون الظهارة فدل على أن الظهارة فوق الإستبرق، انتهى.
    و قوله: «و جنى الجنتين دان» الجنى الثمر المجتنى و «دان» اسم فاعل من الدنو بمعنى القرب أي ما يجتنى من ثمار الجنتين قريب.
    قوله تعالى: «فيهن قاصرات الطرف» إلى آخر الآية ضمير «فيهن» للفرش و جوز أن يرجع إلى الجنان فإنها جنان لكل واحد من أولياء الله منها جنتان، و الطرف جفن العين، و المراد بقصور الطرف اكتفاؤهن بأزواجهن فلا يردن غيرهم.
    و قوله: «لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان» الطمث الافتضاض و النكاح بالتدمية، و المعنى: لم يمسسهن بالنكاح إنس و لا جان قبل أزواجهن.
    قوله تعالى: «كأنهن الياقوت و المرجان» أي في صفاء اللون و البهاء و التلالؤ.
    قوله تعالى: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» استفهام إنكاري في مقام التعليل لما ذكر من إحسانه تعالى عليهم بالجنتين و ما فيهما من أنواع النعم و الآلاء فيفيد أنه تعالى يحسن إليهم هذا الإحسان جزاء لإحسانهم بالخوف من مقام ربهم.
    و تفيد الآية أن ما أوتوه من الجنة و نعيمها جزاء لأعمالهم و أما ما يستفاد من بعض الآيات أنهم يعطون فضلا وراء جزاء أعمالهم فلا تعرض في هذه الآيات لذلك إلا أن يقال: الإحسان إنما يتم إذا كان يربو على ما أحسن به المحسن إليه فإطلاق الإحسان في قوله: «إلا الإحسان» يفيد الزيادة.
    قوله تعالى: «و من دونهما جنتان» ضمير التثنية للجنتين الموصوفتين في الآيات السابقة و معنى.
    «من دونهما» أي أنزل درجة و أحط فضلا و شرفا منهما و إن كانتا شبيهتين بالجنتين السابقتين في نعمهما و آلائهما، و قد تقدم أن الجنتين السابقتين لأهل الإخلاص الخائفين مقام ربهم فهاتان الجنتان لمن دونهم من المؤمنين العابدين لله سبحانه خوفا من النار أو طمعا في الجنة و هم أصحاب اليمين.
    و قيل: معنى «من دونهما» بالقرب منهما، و يستفاد من السياق حينئذ أن هاتين الجنتين أيضا لأهل الجنتين المذكورتين قبلا بل ادعى بعضهم أن هاتين الجنتين أفضل من السابقتين و الصفات المذكورة فيهما أمدح.
    و أنت بالتدبر فيما قدمناه في معنى لمن خاف مقام ربه و ما يستفاد من كلامه تعالى أن أهل الجنة صنفان: المقربون أهل الإخلاص و أصحاب اليمين تعرف قوة الوجه السابق.
    قوله تعالى: «مدهامتان» الادهيمام من الدهمة اشتداد الخضرة بحيث تضرب إلى السواد و هو ابتهاج الشجرة.
    قوله تعالى: «فيهما عينان نضاختان» أي فوارتان تخرجان من منبعهما بالدفع.
    قوله تعالى: «فيهما فاكهة و نخل و رمان» المراد بالفاكهة و الرمان شجرتهما بقرينة النخل.
    قوله تعالى: «فيهن خيرات حسان» ضمير «فيهن» للجنان باعتبار أنها جنتان من هاتين الجنتين، و قيل: مرجع الضمير الجنات الأربع المذكورة في الآيات، و قيل: الضمير للفاكهة و النخل و الرمان.
    و أكثر ما يستعمل الخير في المعاني كما أن أكثر استعمال الحسن في الصور، و على هذا فمعنى خيرات حسان أنهن حسان في أخلاقهن حسان في وجوههن.
    قوله تعالى: «حور مقصورات في الخيام» الخيام جمع خيمة و هي الفسطاط، و كونهن مقصورات في الخيام أنهن مصونات غير مبتذلات لا نصيب لغير أزواجهن فيهن.
    قوله تعالى: «لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان» تقدم معناه.
    قوله تعالى: «متكئين على رفرف خضر و عبقري حسان» في الصحاح،: الرفرف ثياب خضر تتخذ منها المجالس.
    انتهى.
    و قيل: هي الوسائد، و قيل: غير ذلك، و الخضر جمع أخضر صفة لرفرف، و العبقري قيل: الزرابي، و قيل: الطنافس، و قيل: الثياب الموشاة، و قيل: الديباج.
    قوله تعالى: «تبارك اسم ربك ذي الجلال و الإكرام» ثناء جميل له تعالى بما امتلأت النشأتان الدنيا و الآخرة بنعمه و آلائه و بركاته النازلة من عنده برحمته الواسعة، و بذلك يظهر أن المراد باسمه المتبارك هو الرحمن المفتتحة به السورة، و التبارك كثرة الخيرات و البركات الصادرة.
    فقوله: «تبارك اسم ربك» تبارك الله المسمى بالرحمن بما أفاض هذه الآلاء.
    و قوله: «ذي الجلال و الإكرام» إشارة إلى تسميه بأسمائه الحسنى و اتصافه بما يدل عليه من المعاني الوصفية و نعوت الجلال و الجمال، و لصفات الفاعل ظهور في أفعاله و أثر فيها يرتبط به الفعل بفاعله فهو تعالى خلق الخلق و نظم النظام لأنه بديع خالق مبدىء فأتقن الفعل لأنه عليم حكيم و جازى أهل الطاعة بالخير لأنه ودود شكور غفور رحيم و أهل الفسق بالشر لأنه منتقم شديد العقاب.
    فتوصيف الرب - الذي أثنى على سعة رحمته - بذي الجلال و الإكرام للإشارة إلى أن لأسمائه الحسنى و صفاته العليا دخلا في نزول البركات و الخيرات من عنده، و أن نعمه و آلاءه عليها طابع أسمائه الحسنى و صفاته العليا تبارك و تعالى


    تفسير الميزان.


  • #2
    بارك لله بك

    تعليق


    • #3
      احسنت بارك الله بك

      ورزقك الله من نعيمها بحق سورة الرحمن


      تعليق


      • #4
        الشاب المؤمن
        مرج البحرين

        شكرا للمرور الكريم

        تعليق


        • #5
          أحسنت أخي في ميزان اعمالك

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عطر الورود مشاهدة المشاركة
            أحسنت أخي في ميزان اعمالك

            جزاكم الله خير الجزاء أختنا الفاضلة عطر الورود

            وحفظكم الله من كل سوء ورزقكم الجنة ...

            تعليق


            • #7



              بسم الله الرحمن الرحيم
              ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



              هذا وعدٌ من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، نستفيد من ذلك عدة أمور..

              1- انّ الله سبحانه وتعالى يعد بعظيم العطايا لعباده مقابل الطاعة والعبادة له وحده..
              2- حبّ الله لعبيده.. بحيث يسعى للترغيب بكل مرغّب ليستميل قلوبهم نحوه تعالى، مع انّه تعالى غني عن ذلك كلّه..
              3- كل هذه المرغبات ونرى انّ الناس تنغمر بالمعاصي والذنوب حتى تصل الى المجاهرة بذلك..


              وهناك أمور أخرى أترك الأخ القدير محب عمّار بن ياسر والأخوة الأعضاء ليتحفونا بها.. شاكراً من صميم قلبي أخي الفاضل محب عمّار بن ياسر على تفضله علينا بهذه المواضيع القرآنية الرائعة، وهذا ليس بغريب على المبدعين..

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة



                هذا وعدٌ من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، نستفيد من ذلك عدة أمور..

                1- انّ الله سبحانه وتعالى يعد بعظيم العطايا لعباده مقابل الطاعة والعبادة له وحده..
                2- حبّ الله لعبيده.. بحيث يسعى للترغيب بكل مرغّب ليستميل قلوبهم نحوه تعالى، مع انّه تعالى غني عن ذلك كلّه..
                3- كل هذه المرغبات ونرى انّ الناس تنغمر بالمعاصي والذنوب حتى تصل الى المجاهرة بذلك..


                وهناك أمور أخرى أترك الأخ القدير محب عمّار بن ياسر والأخوة الأعضاء ليتحفونا بها..

                اللهم صل على محمد وال محمد

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                وصف الله سبحانه وتعالى الجنة في عدة سور قرانية وأبرزها سورة الرحمن وسورة الواقعة وكان وصف الله عز وجل للجنة ونعيمها يعتبر بمثابة محفز للأنسان لكي يضع الانسان مقارنة بينه وبين نفسه من الافضل الدنيا أم نعيم الاخرة؟
                حيث يصف لنا القران الكريم نعيم الجنة وأنهارها وسمائها وفرشها وحورها وخلودها
                وصف لابعده وصف فهو غاية في الروعه ودقة في التصوير...
                وهنا سنعمد لوضع مقارنة بين الجنة التي وصفها الله وبين حال الدنيا..
                1.الجنة نعيم أبدي والدنيا متعة زائلة..
                2.الجنة دار رخاء وسعادة والدنيا دار بلاء وشقاء لكل الناس الغني والفقير لا يستحصل الراحة وكما قال الأمام علي عليه السلام(لا راحة في الدنيا)..فالفقير يعاني ما يعانيه لكسب القوت له ولعياله والغني لاينام مرتاحا من شدة التفكير بماله وهل سيربح ام يخسر ؟ناهيك عن مشاغل ومشاكل الدنيا من مرض وجفاء وغيرها من الامور المعروفة..
                3.الجنة لافيها لغو ولا تأثيم ألا قيلا سلاما سلاما والدنيا دار الغيبة والبهتان والعدوان..
                هذا من باب المقارنة أما المسائل التي تفيدنا في هذه الأيات المباركة فهي تتمثل بوصف الجنة وبيان العز والرفاهية التي يعيشها اصحابها فهي جزاء أهل الحق والأجر الذي حصل عليه الانسان مقابل صبره في الدنيا...

                مشرفنا الفاضل المفيد...
                أثابك الله كل الخير على مجهودك المبذول لخدمة القران الكريم...
                وأنار الله دربك بنور القران يوم لا نور ألانوره...


                تعليق


                • #9
                  يسلموووووووووووووووووووووووو

                  تعليق


                  • #10

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...


                    رائع ماسطرته أيديكم الكريمة أخي القدير فنعم الاضافة أضفتموها فشعت في سماء هذا القسم المبارك..
                    بانتظار بقية الأعضاء أن ينيرونا باضافاتهم ومداخلاتهم...

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X