إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدلة السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع):

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #21
    قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7). كلامهم (ع) فيه متشابه كما إن كلام الله سبحانه وتعالى فيه متشابه وهذا ورد عنهم (ع) وما أحوجهم (ع) للمتشابه فيما يخص صاحب هذا الأمر (ع) وكما عبر الإمام الرضا (ع) (… إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم واخذ برقبة صاحب هذا الأمر (ع) ). قرب الإسناد ص380.
    وعن الرضا (ع) (من رد متشابه القرآن الى محكمه فقد هدي إلى صراط مستقيم ثم قال (ع) إن في أخبارنا محكم كمحكم القرآن ومتشابه كمتشابه القرآن فردوا متشابهها الى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا) وسائل الشيعة ج18 ص82 .
    فالإنسان غير المعصوم لو اخلص نيته لله سبحانه وتعالى وأراد الخوض في فهم كلامهم (ع) وبالخصوص في ما ورد عن قضية صاحب الأمر (ع) لربما وقع في سوء الفهم جملة وتفصيلا وإذا أصاب فهم أمر ما فقطعاً سيقع الخطأ منه في فهم أمر آخر لورود الباطل على عقله كونه غير معصوم. فما بالك فيمن يتعصب لأمر ويتحامل على أمر وهو يجهلهما معاً ولعل من خاض في رواياتهم (ع) يعلم انه حدث في يوم أن أحد الذين ظلموا أنفسهم كتب كتاباً في تفنيد القرآن الكريم فأرسل إليه الإمام (ع): (لعل المتكلم أراد شيئاً من كلامه غير الذي فهمته أنت ) فاتعظ هذا الشخص ومزق كتابه الباطل.
    فاسأل هذا السؤال أيضاً لكل من يكتب في قضية الإمام المهدي (ع) (لعل المتكلم (وهم الرسول والأئمة (ع) ) أراد شيئاً من كلامه غير الذي فهمته أنت ) ؟!.
    وهل أرجعت يا من تكتب في قضية الإمام (ع) متشابه كلامهم إلى محكم كلامهم ؟
    والآن أسال: هل إن رواية علي بن محمد السمري محكمة أم متشابهة ؟ فإن قلت محكمة بينة المعنى، أقول لقد صنف كثير من العلماء معاني كثيرة في فهمها ، منهم السيد مصطفى الكاظمي (رحمه الله) والسيد الصدر (رحمه الله) وغيرهم. وهذا يدل على عدم وضوح معناها لهم بشكل لا يقبل اللبس فلا تكون محكمة بل متشابهة ، فهل يمكن انك وقعت في فهم خاطئ للرواية ؟ ثم ألا تعلم انه توجد روايات محكمة بينة المعنى دالة على وجود سفير قبل قيام الإمام ، وهي كثيرة جداً وهذا مثال منها ، فقط للذكرى ، عن الباقر (ع) (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب – و أوما بيده إلى ناحية ذي طوى حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلا ، فيقول : كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة ، فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ، ويعدهم الليلة التي تليها) النعماني ص187 .
    وفي قصة الجزيرة الخضراء التي نقلها ثقاة من علماء الشيعة ورواها كبار علماء الشيعة في مصنفاتهم (ومنهم الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص 172 ، والسيد نور الله التستري في مجالس المؤمنين ج1 ص78 ، والشيخ علي الحائري في إلزام الناصب ج2 ص85 ، والمقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة ص729 ، والفيض الكاشاني في نوادر الأخبار ص 300 والشهيد الأول محمد بن مكي ، والسيد هاشم البحراني في تبصرة الوالي في من رأى القائم المهدي {عليه السلام} . ومنهم العلامة الميرزا الرضا الاصفهاني في تفسير الأئمة لهداية الأمة ، ومنهم الحر العاملي في إثبات الهداة ج7 ص 371 ، ومنهم المحقق الكركي ، ومنهم مؤسس المدرسة الأصولية الوحيد البهبهاني في بحث صلاة الجمعة ص221 ، والسيد عبد الله شبّر في جلاء العيون ، ومنهم السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات والمقامات في الفوائد الرجالية ج3 ص 136) ينقل بيان لرواية علي بن محمد السمري عن الإمام المهدي (ع) هذا نصه (( فقلت يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أنه روي عن صاحب الأمر ع أنه قال لما أمر بالغيبة الكبرى من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف وفيكم من يراه فقال صدقت إنه ع إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته و غيرهم من فراعنة بني العباس حتى إن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره و في هذا الزمان تطاولت المدة و أيس منه الأعداء و بلادنا نائية عنهم و عن ظلمهم و عنائهم و ببركته ع لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول إلينا )) بحار الأنوار ج : 52 ص : 172 .
    وإذا لم تكتفِ بهذا أقول من باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم : إن القاعدة العقلية التي يقرها القوم في المنطق والأصول هي : ( إن القضية المهملة بقوة الجزئية ) ، والقضية الموجودة في رواية السمري وهي (فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر) قضية مهملة فهي بقوة الجزئية ، أي تكون هكذا : (فبعض من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر) ، ولا توجد قرينة خارجية تفيد كليتها بل توجد قرينة خارجية دالة على جزئيتها وهي الروايات الدالة على إرسال الإمام المهدي (ع) من يمثله في فترة ما قبل القيام ومنها الرواية التي مرت ورواية اليماني وغيرها كثير.
    وليتضح الأمر اكثر وخصوصاً لمن لم يطلع على المنطق والأصول أقول : إن القضية أما تكون مسورة أو مهملة . والمسورة أما كلية أو جزئية ، (فإذا قلت : كل من يدعي المشاهدة … فهو كاذب ، فهذه قضية كلية لأنك بدأتها بكل ) . ( وإذا قلت : بعض من يدعي المشاهدة … فهو كاذب ، فهذه قضية جزئية لأنك بدأتها ببعض ) ، أما إذا أهملت القضية ولم تجعل لها سور كل أو بعض فهي تكون بقوة الجزئية فلا تفيد الكلية إلا إذا كانت هناك قرينة خارجية دالة على كليتها فإذا لم توجد هذه القرينة ووجدت قرينة على جزئيتها أصبحت هذه القضية جزئية ، والقضية أعلاه مهملة ولا توجد قرينة تدل على كليتها بل توجد قرينة تدل على جزئيتها ( وهي روايات الأئمة (ع) ) فيتحصل إنها جزئية ، وبهذا لا تدل رواية السمري على انقطاع السفارة لا من قريب ولا من بعيد ، والحمد لله وحده.
    فكيف يرجع المحكم إلى المتشابه ؟ !!! ، وكيف يضرب بالمحكم عرض الجدار ؟!!! ، قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) (آل عمران: 7) .
    ثم أسال: هل اليماني بعد الصيحة كما صرح بعض من كتب عن قضية الإمام (ع) ؟ إذن التفت : إن الصيحة في رمضان وخروج اليماني أي قيامه في رجب . فإذا كان بعد الصيحة أي في رجب الذي بعدها يكون خروج اليماني بعد قيام الإمام (ع) على أساس هذا الفهم الخاطئ لان قيام الإمام (ع) في محرم وشهر رجب يأتي بعد محرم وهذا بيّن .
    وسبحان الله بعضهم يقول إننا مأمورون أن نكذب رسول الإمام المهدي (ع) مهما أوتي من العلم بحسب رواية السمري ، متناسين أن الأئمة (ع) بينوا إن الذي يأتي يعرف بالعلم (عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في إحداهما إلى أهله و الأخرى يقال هلك في أي واد سلك قلت كيف نصنع إذا كان ذلك قال إن ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله ) غيبة النعماني ص173.[ نصيحة الى طلبة الحوزات العلمية والى كل من يطلب الحق].

    تعليق


    • #22
      والروايات تقول أن اليماني يخرج من اليمن فكيف يخرج هذااليماني منالبصرة؟
      ولماذا لم يخرج هذا اليماني من اليمن؟!!!
      الجواب واضح ؛ قال الله تعالى: (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) [النحل : 62]
      لعل الظاهرة الأكثر بروزاً فيما يتعلق بتخبط التصورات المطروحة بشأن تحديد شخصية اليماني، تتجلى بذلك التسرع البعيد كل البعد عن الموضوعية في نسبة اليماني إلى بلاد اليمن، وهو تسرع تغذيه في وقتنا الراهن مآرب منشؤها الحرب الشعواء التي تشنها المرجعيات المزيفة على الدعوة المباركة التي رفع لواءها يماني آل محمد السيد أحمد الحسن (ع).
      ولمعالجة هذه الشبهة لابد في البداية من تبين الأرضية التي يبني عليها القائلون بيمنية اليماني قولهم هذا. وفي هذا الصدد ثمة منشئان ينطلقون منهما؛ أولهما: عائدية النسبة من كلمة ( اليماني ) إلى اليمن. فمن الواضح أن كلمة ( اليماني ) يمكن أن يراد منها بيان نسبة هذا الرجل إلى بلاد اليمن، أما الثاني فهو ورود روايات فيها نص على أن اليماني يخرج من بلاد اليمن.
      إذن سنناقش أولاً المنشأ الأول للشبهة على أن نعقب لاحقاً بمناقشة المنشأ الثاني.
      يقول الشيخ السند: (كما إن هناك علامة أخرى تشير إليها الرواية وهي كون خروجه من بلاد اليمن، وهو وجه تسميته باليماني) (فقه علائم الظهور: 28).
      والمقصود من وجه التسمية هو النسبة إلى بلاد اليمن كما ذكرنا آنفاً، ويقول الكوراني: (أما في منطقة الخليج فمن الطبيعي أن يكون لليمانيين الدور الأساسي فيها مضافاً إلى الحجاز، وإن لم تذكر ذلك الروايات) (عصر الظهور: 113).
      وقوله: ( وإن لم تذكر ذلك الروايات ) إشارة إلى ظنه أن اليماني يخرج من بلاد اليمن.
      إذن واضح إن هذين الشخصين، وسواهم ينسبان اليماني إلى بلاد اليمن من منطلق لغوي هو عائدية النسبة من كلمة اليماني الى بلاد اليمن، وبخصوص السند يعتمد هو أيضاً على دليل روائي سنؤجل الخوض فيه إلى حينه كما وعدنا.
      في صدد مناقشة الأمر الأول أقول إن النسبة من لفظ اليماني يمكن أن تعود إلى اليمن، ويمكن أن تعود إلى اليُمن (بمعنى البركة)، ويمكن كذلك أن تعود إلى اليمين، كأن يكون شخص في يده اليمنى ما يميزها، ويمكن كذلك أن تعود إلى معنى إنه صاحب يد بيضاء أو كريمة، فالكريم يسمى صاحب الأيادي البيضاء، والعطاء باليمين، بل إن البعض ربما تيشائم ممن يعطي بشماله، ويمكن أيضاً أن يكون وجه التسمية خافياً علينا. فالاحتمالات كثيرة ولايوجد ما يرجح أحدها على سواه.
      ولكن على فرض القول بعائدية النسبة إلى بلاد اليمن، فليس معنى ذلك إنه من قاطني هذه البلاد بالضرورة. فمن المعروف الذي لا ينكره أحد أن كثيراً من الناس ينتسبون الى منطقة، ومحل سكناهم منطقة أخرى، فصهيب رومي، وبلال حبشي، وكلاهما عاشا وماتا في بلاد العرب، ومثلهما السيد الخوئي الذي ينتسب إلى مدينة (خوء)، وهو عاش ومات في العراق، وغيره الكثير.
      كما أنه من المعروف أن مكة من تهامة وتهامة من اليمن، فرسول الله (ص) وأهل بيته (ع) كلهم يمانية، وقد ورد عن رسول الله (ص)وإن الإيمان يماني، والحكمة يمانية) وعنه (ص)الإيمان يمان وأنا يماني).
      ورد في المجازات النبوية - الشريف الرضي - ص 338 – 339:
      ( ... ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : الإيمان يمان والحكمة يمانية " وهذا قدر ما أورده أبو عبيد في كتابه من هذا الخبر ، وقد ذكر غيره زيادة كثيرة ، وهي قوله عليه الصلاة والسلام بعد الكلام المتقدم " رحا الإسلام دائرة في قحطان ، حمير رؤوس العرب وبهاؤها ، والأسد كاهلها وجمجمتها، ومذحج هامتها وغلصمتها. في حديث طويل ، وفي هذا الحديث عدة مجازات : أحدها قوله عليه الصلاة والسلام : الإيمان يمان والحكمة يمانية ، والمراد أهل الإيمان وأهل الحكمة يمانون، وأمثال ذلك في الكلام معروف كثير. ويدخل في هذا الوصف أهل مكة وأهل المدينة. فأما مكة فهي جهة من جهات اليمن ومفضى إلى ذلك الشق والسمت . وأما المدينة فمعظم أهلها الأنصار وهم من أهل اليمن بالأصل وإن كانوا من أهل الحجاز بالدار، وقد قيل إنه عليه الصلاة والسلام قال هذا الكلام بتبوك وهي من أرض الشام ، وكانت مكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن ، فأشار إلى جهة اليمن ، وهو يريد مكة والمدينة ).
      في هذا النص يعد الشريف الرضي قول الرسول (ص): (الإيمان يمان والحكمة يمانية) من قبيل المجاز، أي إنه يصرف لفظا ( يمان ) و ( يمانية ) عن ظاهرهما الذي ينسب الإيمان والحكمة إلى بلاد اليمن، ليجعلهما لأهل مكة والمدينة بتقريب أن مكة جهة من جهات اليمن، والمدينة معظم أهلها أصلهم من اليمن. وتوجيهه الآخر سيأتي في كلمات آخرين غيره.
      وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 1 - ص 1، ورد في المقدمة:
      ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي سمك سماء العلم ، وزينها ببروجها للناظرين ، وعلق عليها قناديل الأنوار بشموس النبوة وأقمار الإمامة لمن أراد سلوك مسالك اليقين ، وجعل نجومها رجوما لوساوس الشياطين ، وحفظها بثواقب شهبها عن شبهات المضلين ، ثم بمضلات الفتن أغطش ليلها وبنيرات البراهين أخرج ضحاها ، ومهد أراضي قلوب المؤمنين لبساتين الحكمة اليمانية فدحاها، وهيأها لأزهار أسرار العلوم الربانية فأخرج منها ماءها ومرعاها ، وحرسها عن زلازل الشكوك والأوهام ، فأودع فيها سكينة من لطفه كجبال أرساها ، فنشكره على نعمه التي لا تحصى ، معترفين بالعجز والقصور ، ونستهديه لمراشد أمورنا في كل ميسور ومعسور ).
      العلامة المجلسي في مقدمة كتب البحار إذن يصف كلام آل محمد بقوله: (الحكمة اليمانية ). الأمر الذي يدل على أن لفظ ( اليمانية ) لا يراد منها النسبة إلى بلاد اليمن.
      وفي معجم البلدان - الحموي - ج 2 - ص 63:
      ( ... قال المدائني : تهامة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حد في باديتها ومكة من تهامة ، وإذا جاوزت وجرة وغمرة والطائف إلى مكة فقد أتهمت ).
      في هذا النص ينص المدائني على أن مكة من تهامة، وتهامة من اليمن، فتكون مكة من اليمن. وبالنتيجة يكون محمد وآل محمد يمانيون، ولا اختصاص للقب ( يماني ) بمن يسكن بلاد اليمن.
      وفي شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني ج11 ص 427 – 428:
      ( ... فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : كذبت بل رجال أهل اليمن أفضل والإيمان يماني والحكمة يمانية ولولا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن ) كذبه ( صلى الله عليه وآله ) وأشار إلى أن أفضل الرجال ليس ما ذكره سيما إذا كان من الحمية الجاهلية بل فضلهم هو الإيمان والحكمة وهو غير موجود فيهم بل هو في رجال أهل اليمن قيل : المراد بهم الأنصار الذين استجابوا لله ولرسوله طوعا ونصروه وهم يمانيو النسب وقيل : المراد بهم أهل مكة أي بعضهم إما لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن أو لأنه قال : هذا وهو بتبوك ومكة بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وأراد مكة ويؤيده قوله « ولولا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن » فإنه صريح في أن المراد باليمن مكة بأحد الوجهين المذكورين وقوله « الإيمان يماني » أي منسوب إلى اليمن معناه على القول الأول أن قوة الإيمان واشتهاره من أهل اليمن لكونهم من أنصار الدين وعلى القول الثاني أن مبدأه مكة ).
      هنا أيضاً يتم تفسير الإيمان يماني بالقول إن مكة من اليمن. ويؤكد المازندراني هذا المعنى في ج 12 - ص 130 عند تفسير: ( قبلته يمانية )، بالقول: ( لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال : الكعبة اليمانية ).
      وفي شرح مسلم - النووي - ج 2 - ص 30 – 33:
      (( ... وفى رواية جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة، الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية وفى رواية أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة، الفقه يمان والحكمة يمانية وفى رواية رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم. وفى رواية الإيمان يمان والكفر قبل المشرق والسكينة في أهل الغنم والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر وفى رواية أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ورأس الكفر قبل المشرق وفي رواية غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز. قد اختلف في مواضع من هذا الحديث وقد جمعها القاضي عياض رحمه الله ونقحها مختصرة بعده الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وأنا أحكى ما ذكره قال: أما ما ذكر من نسبة الإيمان إلى أهل اليمن فقد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة ثم من المدينة حرسهما الله تعالى فحكى أبو عبيد إمام الغرب ثم من بعده في ذلك أقوالا أحدها أنه أراد بذلك مكة فإنه يقال أن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن والثاني أن المراد مكة والمدينة فإنه يروى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهو بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة فقال الإيمان يمان ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذ من ناحية اليمن كما قالوا الركن اليماني وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن والثالث ما ذهب إليه كثير من الناس وهو أحسنها عند أبي عبيد أن المراد بذلك الأنصار لأنهم يمانون في الأصل فنسب الإيمان إليهم لكونهم أنصاره )).
      وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 15 - ص 310:
      ( فلما دنا أبو طالب من الكعبة قال : اللهم رب هذه الكعبة اليمانية ، والأرض المدحية ، والجبال المرسية ).
      فالكعبة إذن يمانية بحسب هذا النص.
      وفيه أيضاً - ج 22 - ص 137:
      ( وقال الجزري : في الحديث الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، إنما قال ( صلى الله عليه وآله ) ذلك لان الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة ، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا يقال : الكعبة اليمانية ، وقيل : إنه قال هذا القول للأنصار لأنهم يمانون ، وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وآووهم فنسب الإيمان إليهم انتهى ).
      من كل ما تقدم يتضح اختلافهم في تفسير عبارات ( الإيمان يماني ) و ( الكعبة يمانية ) و ( الحكمة يمانية )، وعليه لا يمكن الركون إلى القول بأن اليماني يخرج من بلاد اليمن اعتماداً على الزعم بأن النسبة من يماني تعود إلى بلاد اليمن.
      بل لعل قوله (ص): الحكمة يمانية والإيمان يمان، وقوله ( ص): وأنا امرؤ يماني يشير إلى حقيقة غائبة عن الأذهان، فهي بالنتيجة تعبيرات متشابهة لا يسع أحد أن يقطع بها بشيء محدد. بل لا يمكننا مما تقدم سوى أن نستنتج أن استعمال آل محمد لألفاظ (يماني) و (يمانية)، يراد منه الإشارة إلى الأصل فهو استعمال مجازي، كما قرر الشريف الرضي. فرسول الله (ص) وأهل البيت (ع) بالنتيجة كلهم يمانية، إشارة إلى الأصل، وهذا هو المطلوب في بحثنا هذا، فإن مرادنا إثبات أن اليماني لا يخرج من بلاد اليمن، وطالما كان اليماني من آل محمد (ع) كما ثبت في محله، وآل محمد (ع) هم يمانية وإن سكنوا أي أرض، فاليماني لا يمكن القول إنه لابد أن يخرج من بلاد اليمن.
      وقد ورد في كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 231:
      عن شريح بن عبيد عن كعب قال: ( ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن ).
      وورد في عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 261 بخصوص تضمن حديثهم (ع) للمتشابه:
      عن أبي حيون مولى الرضا عليه السلام قال: ( من رد متشابه القرآن إلى محكمة هدى إلى صراط مستقيم ثم قال : إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا ).
      إذن تحديد هوية اليماني اعتماداً على أمر لغوي هو عائدية النسبة من كلمة اليماني على بلاد اليمن أمر لا يقدم عليه من يتحرى الحقيقة، بل هو أقرب إلى من شأنه ابتغاء الفتنة وتأويل الحقائق عبر إتباع المتشابه.
      * * *
      وبالنسبة للأمر الثاني ، فقد وردت بعض الروايات كان لها الأثر في توليد الشبهة لدى الكثيرين، أهمها ما ورد في كمال الدين وتمام النعمة الشيخ الصدوق/ص330– 331:
      ( حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا القاسم بن العلاء قال : حدثني إسماعيل بن علي القزويني قال : حدثني علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول : القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر تطوي له الأرض وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلا قد عمر ، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه ، قال : قلت: يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدول ، واستخف الناس بالدماء وارتكان الزنا وأكل الربا ، واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخروج السفياني من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه وآله بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ... ).
      وفيها كما هو واضح نص على أن اليماني من اليمن، ولكن المسألة لا تنتهي عند هذا الحد، بل إن هذه الرواية تضعنا أمام علامة تساؤل عن حقيقة عبارة ( من اليمن )، وهذا التساؤل منشؤه ورود هذه رواية بالسند نفسه في كتاب كمال الدين نفسه في الصفحة/ 327 – 328 أي إنها قبل الرواية السابقة، ومضمونها يكاد يكون نفس مضمون الرواية الأولى من جهة السؤال عن علامات خروج القائم (ع)، حتى لتكاد الروايتان تكونا رواية واحدة تمت روايتها مرتين بزيادة أو نقصان في كل مرة:
      ( حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب (الكليني) قال : حدثنا القاسم بن العلاء قال : حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال : دخلت على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وعليهم ، فقال لي مبتدئا : يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله شبها من خمسة من الرسل : يونس بن متى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، صلوات الله عليهم : . فأما شبهه من يونس بن متى : فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن ، و أما شبهه من يوسف بن يعقوب عليهما السلام : فالغيبة من خاصته وعامته ، واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب عليهما السلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله و شيعته . وأما شبهه من موسى عليه السلام فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه . وأما شبهه من عيسى عليه السلام : فاختلاف من اختلف فيه ، حتى قالت طائفة منهم : ما ولد ، وقالت طائفة : مات ، وقالت طائفة : قتل وصلب. وأما شبهه من جده المصطفى صلى الله عليه وآله فخروجه بالسيف، وقتله أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله ، والجبارين والطواغيت ، وأنه ينصر بالسيف والرعب ، وأنه لا ترد له راية. وإن من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام ، وخروج اليماني ( من اليمن ) وصحية من السماء في شهر رمضان ، ومناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه ).
      وفي هذه الرواية وردت عبارة ( من اليمن ) بين قوسين، الأمر الذي يشير إلى أنها غير موجودة في الرواية، وإنما تمت إضافتها في بعض النسخ من قبل بعض النساخ.
      وفي هذا الصدد ينبغي أن نعلم أن محققي الكتب يحاولون جمع كل ما يقع بأيدهم من نسخ الكتاب المُحَقَق ثم يحاولون العثور من بينها على نسخة المؤلف نفسها، أو نسخة منقولة عنها وعادة ما تكون هذه نسخ كثيرة لا نسخة واحدة، وقد تقع بأيدهم نسخ فرعية منقولة عن نسخ منقولة عن نسخة المؤلف.
      وهكذا تتحصل لديهم مجموعة من النسخ، يجعلون أقدمها العمدة، ما لم تتعارض مع بعض الاعتبارات التي تجعل نسخة أخرى غيرها أولى منها في الاعتماد كأن تكون النسخة الأحدث تأريخاً صحيحة المتن، أو كاتبها دقيق، أو قليلة السقط، وغيرها من الأمور التي تذكرها كتب تحقيق النصوص.
      ولكن اتخاذ نسخة أصل لا يعني إلغاء دور النسخ الأخرى بل إنهم يقابلون النسخة المعتمدة على غيرها، فيعدلون أو يضيفون بحسب ما يتوصل إليه اجتهادهم، فقد يضيفون عبارة – وهو محل الشاهد بالنسبة لنا – يجدونها في نسخة أخرى غير المعتمدة، يضيفونها إلى النسخة التي يعدونها للطباعة لأنهم يرونها مكملة للكلام المتقدم عليها، ويضعونها بين أقواس تنبيهاً للقارئ على هذه الإضافة.
      إذن عبارة ( من اليمن ) الموضوعة بين قوسين في الرواية الثانية، تمت إضافتها إلى النص الأصلي، والذي يدل على زيادتها وكونها لا وجود لها في النص الأصلي هو أن هذه الرواية قد نقلها بعض المؤلفون دون هذه الزيادة، فقد نقلها عن كمال الدين صاحب كتاب كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج 3 - ص 329 – 330:
      ( عن محمد بن مسلم قال دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد فقال مبتدياً يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد شبها من خمسة من الرسل يونس بن متي ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن وأما شبهه من يوسف فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه عن إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي عليه السلام مع قرب المسافة بينهما وأما شبهه من موسى عليه السلام فهو دوام خوفه وطول غيبته وخفاء مولده على عدوه وحيرة شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن يأذن الله في ظهوره وأيده على عدوه وأما شبهه من عيسى عليه السلام فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة ما ولد وطائفة قالت مات وطائفة قالت صلب وأما شبهه من جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتجريده السيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وانه ينصر بالسيف والرعب وانه لا ترد له راية وان من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه ).
      وكما تلاحظون لا وجود لعبارة ( من اليمن ) في هذه الرواية. ونقلها الشيخ الطبرسي كذلك في إعلام الورى بأعلام الهدى - ج 2 - ص 233:
      ( محمد بن مسلم الثقفي قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي مبتدئا : " يا محمد بن مسلم ، إن في القائم من آل محمد شبها بخمسة من الرسل : يونس بن متى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله عليه وآله وعليهم . فأما شبهه الذي من يونس عليه السلام فرجوعه من غيبته وهو شاب مع كبر السن . وأما شبهه من يوسف عليه السلام فالغيبة من خاصته وعامته ، واختفاؤه من إخوته ، وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي مع قرب من المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته . وأما شبهه من موسى عليه السلام فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله في ظهوره ، وأيده على عدوه . وأما شبهه من عيسى عليه السلام فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة : ما ولد ، وطائفة قالت : مات ، وطائفة قالت : قتل وصلب . وأما شبهه من جده المصطفى صلى الله عليه وآله فتجريده السيف ، وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت ، وأنه ينصر بالسيف وبالرعب ، وأنه لا ترد له راية ، وإن من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام ، وخروج اليماني ، وصيحة من السماء في شهر رمضان ، ومناد ينادي باسمه واسم أبيه ).
      وهنا أيضاً لا وجود لعبارة ( من اليمن ).
      ووردت أيضاً في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 51 - ص 217 – 218:
      ( إكمال الدين : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، وحدثنا ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي ، عن علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله فقال لي مبتدئا : يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله شبها من خمسة من الرسل : يونس بن متى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله عليهم ، فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن وأما شبهه من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصته وعامته ، واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب عليه السلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته ، وأما شبهه من موسى فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه وأما شبهه من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد وقالت طائفة مات وقالت طائفة قتل وصلب . وأما شبهه من جده المصطفى صلى الله عليه وآله فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله والجبارين والطواغيت وأنه ينصر بالسيف والرعب وأنه لا ترد له راية وأن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه ).
      وهنا أيضاً لا وجود لعبارة ( من اليمن ).
      إذن هذه المصادر القديمة ثلاثتها قد نقلت الرواية عن كمال الدين ولم تكن العبارة موجودة فيها، فمن المرجح أن تكون عبارة ( من اليمن ) قد تمت إضافتها إلى واحدة من نسخ كمال الدين في زمن لاحق لزمن تأليف هذه الكتب الثلاثة، والمرجح أن يكون أحد النساخ قد أضافها، لأنه توهم أن اليماني يخرج من اليمن، بحسب القرينة اللغوية أو عائدية النسبة من اليماني إلى اليمن، وقد سبق أن ناقشنا هذا الأمر. ولعل ما شجعه على هذا هو أن ذكر السفياني في الرواية يقترن بتحديد مكان خروجه ( وخروج السفياني من الشام ) فرأى أن التعبير يكون متناسباً أكثر إذا ألحقت عبارة ( من اليمن ) بلفظ اليماني.
      ولعل هذا الناسخ قد شد من عزمه ورود عبارة ( من اليمن ) في الرواية الأولى التي ذكرناها آنفاً، ولكنه احتمال ضعيف للغاية، لأننا نقرأ هذه الرواية الأولى نفسها في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي - ج 13 - ص 342، نقلاً عن الفصول المهمة، وليس فيها عبارة ( اليماني من اليمن )، بل لا ذكر فيها لليماني البتة، يقول السيد المرعشي:
      ( ما رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " قال : روى عن أبي جعفر أيضا قال : المهدي منا منصور بالرعب مؤيد بالظفر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمره ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته ويتنعم الناس في زمانه نعمة لم يتنعموا مثلها قط ، قال الراوي : فقلت له : يا ابن رسول الله فمتى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وركبت ذوات الفروج السروج وأمات الناس الصلاة واتبعوا الشهوات وأكلوا الربا واستخفوا بالدعاء وتعاملوا بالريا وتظاهروا بالزنا وشيدوا البنا واستحلوا الكذب وأخذوا الرشا واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا وقطعوا الأرحام وسنوا بالطعام وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا والأمراء فجرة والوزراء كذبة والأمناء خونة والأعوان ظلمة والقراء فسقة ، وظهور الجور وكثر الطلاق وبدء الفجور وقبلت شهادة الزور وشربت الخمور وركبت الذكور الذكور واشتغلت النساء بالنساء واتخذ الفيء مغنما والصدقة مغرما واتقى الأشرار مخافة ألسنتهم وخرج السفياني من الشام واليمن ... ).
      في هذه الرواية السفياني يخرج من الشام واليمن، ولعل من يخرج من اليمن سفيانياً آخر غير سفياني الشام ولكنه منحرف مثله، ولذلك جمع بينهما بوصف السفياني، فعن أبي جعفر قال … ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقبل الناس قتل الجاهلية ، فيلتقي هو والأخوص ، وراياتهم صفر ، وثيابهم ملونة ، فيكون بينهما قتال شديد ، ثم يظهر الأخوص السفياني عليه ، …) شرح إحقاق الحق ج29 ص 515.
      وعن كعب : (لابد من نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض ، ولا بد أن يظهر بين يديه علامات وفتن. فأول ما يخرج ويغلب على البلاد الأصهب، يخرج من بلاد الجزيرة، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن، قال كعب الأحبار: بينما هؤلاء والثلاثة قد تغلبوا على مواضعهم بالظلم، وإذ قد خرج السفياني من دمشق ). شرح إحقاق الحق - للمرعشي ج29 ص530.
      من هاتين الروايتين يتضح أن اليماني الذي يخرج من بلاد اليمن شخص آخر غير اليماني الموعود، فاليماني الموعود رايته راية هدى، وهي أهدى الرايات، بينما اليماني أو القحطاني الذي يخرج من بلاد اليمن يستقبل الناس قتل الجاهلية، ويتغلب بالظلم.
      وعلى أي حال وردت روايات أخرى يستشف منها تعدد شخصية اليماني فقد روي عن عبيد بن زرارة، قال: (ذُكر عند أبي عبدالله السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولما يخرج كاسر عينيه في صنعاء)(غيبة النعماني: 277).
      وروى الطوسي في الغيبة عن محمد بن مسلم: (يخرج قبل السفياني مصري ويماني) (غيبة الطوسي/447).
      من يتأمل هذه الروايات يخرج بنتيجة تكاد تكون حتمية مفادها تعدد شخصية اليماني. فنحن نعلم أن خروج اليماني والسفياني يتم في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة، كما تنص الرواية الواردة عن الباقر (ع) بينما تنص الرواية أعلاه المنقولة عن الطوسي على تقدم المصري واليماني على السفياني. الأمر الذي يدل على أن اليماني المذكور فيها شخص آخر غير اليماني الموعود. والأمر نفسه يقال بالنسبة للرواية الواردة عن عبيد بن زرارة، فهي تؤكد على أن خروج السفياني لابد أن يسبقه خروج رجل من صنعاء. ويعلق الشيخ الكوراني على هذه الرواية قائلاً: (( ويحتمل أن يكون هذا الذي يظهر قبل السفياني يمانياً ممهداً لليماني الموعود)) (عصر الظهور: 115). أي إنه يفترض كونه شخصاً آخر غير اليماني الموعود، ويرى أنه شخصاً مهتدياً طالما كان يمهد لليماني الموعود، وعليه يكون ثمة أكثر من يماني يخرج في بلاد اليمن وحدها، لأننا علمنا مما تقدم بخروج رجل من اليمن تلقبه الروايات باليماني أو القحطاني وهو شخص منحرف.
      ولكني أرى أن ما ذهب له الكوراني لا يوجد في الرواية ما يسعفه، فتعبير ( كاسر عينيه من صنعاء ) متشابه غامض الدلالة، ولا يمكننا بالنتيجة أن نستفيد من الرواية دلالة أكثر من أن شخصاً يخرج في صنعاء قبل السفياني.
      إذن يمكننا القول باطمئنان أن عبارة ( من اليمن ) الملحقة بلفظ اليماني في الروايتين الموجودتين في كتاب كمال الدين؛ يُحتمل فيهما أن يكون قد دسهما بعض النساخ وهو المرجح، بعد أن علمنا أن الروايتين متحدتان في السند، وفي الكثير من المضمون ,وأنهما قد نقلتا في كتب أخرى بصورة تخالف الموجود في النسخة المطبوعة، ويُحتمل أن يكون اليماني المقصود فيهما هو يماني اليمن، وهو يماني آخر غير اليماني الموعود، فأمرهما متشابه والظنون تؤطره من نواح عديدة لا يمكن معها الركون إليهما في معرفة شخص اليماني، لاسيما أن بأيدينا طريقاً محكماً واضحاً لتحديد هذه الهوية سيأتي بيانه بعد قليل.
      ولا بأس هنا من الإشارة إلى ما ورد عن النبي (ص): (... وسيخرج من هذا – أي علي (ع) – فتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى اليمني، فإنه يُقبل من المشرق، وهو صاحب راية المهدي).(المهدي المنتظر الموعود/ ب4: 107). فالرواية تقول إن الفتى اليمني يقبل من المشرق، والمعروف إن حركة اليماني تستهدف الوصول الى الكوفة، فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 253.
      ومن ينطلق من اليمن تكون الكوفة الى جهة المشرق بالنسبة له، ويكون مجيئه لها من قبل المغرب لا المشرق كما نصت الرواية، فيتحصل أن الفتى اليمني لا ينطلق من بلاد اليمن.
      بل يمكن أن نستدل من هذه الرواية أن قائد الرايات السود هو اليماني الموعود الذي تسميه الرواية ( الفتى اليمني )، فقد علمنا أن مكة من تهامة وتهامة من اليمن فآل محمد (ع) هم إذن من اليمن. وقائد الرايات السود من آل محمد كما تقدم وهو الذي يسلم الراية للإمام المهدي (ع) وهذه الرواية تقول إن الفتى اليمني هو صاحب راية المهدي (ع).
      بل إننا يمكننا القول من منطلق هذه الرواية – وبعد التنزل جدلاً عن كل ما تقدم – أن آل محمد (ع) يمكن أن يقولوا: اليماني من اليمن، ويكون مقصدهم الإشارة إلى أصله وهو كونه من آل محمد وهم يمانيون طالما كانت مكة من تهامة وتهامة من اليمن، وقد ورد كما سبق أن ذكرنا: ( ما المهدي إلا من قريش، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلاً ونسباً في اليمن ).
      فالأئمة (ع) – وهو ما سبق أن تحدثنا عنه - انتهجوا سبيل التعريض والإشارة فيما يخص حركة اليماني وحركة عصر الظهور عموماًُ، وذلك حفاظاً على نجاح هذه الحركة وعدم انكشافها للأعداء، يقول الإمام الباقر (ع) : ( ...إذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله، تؤجروا مرتين ) الكافي ج1 : 416.

      تعليق


      • #23
        قرائن تدل على أن خروج اليماني ليس من اليمن:-
        القرينة الأولى:-
        تقدم الحديث عن وجود دعوة يباشرها اليماني، وستكون نتيجة هذه الدعوة أن يجتمع له الأصحاب الـ ( 313 ) والحلقة التي تبلغ عشرة آلاف، فاليماني هو قائد جيش الغضب أو جيش الأصحاب كما دلت النصوص.
        نقل السيد ابن طاووس في ملاحمه: (أمير جيش الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) (الملاحم والفتن / ابن طاووس: 80).
        فأمير جيش الغضب إذن هو خليفة يماني، وهو الذي ينادي باسمه جبرائيل (ع)، وصوت جبرائيل هو المقصود من الصوت الذي ما قاله إنس ولا جان، والخليفة اليماني هو القائم بالسيف ( أحمد ) كما أشرنا فيما سبق، وسنثبت بالأدلة في مباحث لاحقة، أما الآن فيكفينا إيراد هذه الرواية التي يرويها الشيخ الطوسي في الغيبة/ ص 470:
        عن حذيفة بن اليمان ، قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وذكر المهدي : إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد و عبد الله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها ).
        أما الدليل على أن جيش الغضب هم الأصحاب فهو قول علي (ع) حين سأله أحدهم عن جيش الغضب، فقال... أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومحل ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر العلم بقراً) (غيبة النعماني: 325).
        وهؤلاء الذين يجتمعون كقزع الخريف هم الأصحاب، كما نص عليه حديث الإمام أبي عبدالله (ع)، قالإذا أذن الإمام دعى الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف) (نفسه: 326).
        والآن إذا كان اليماني أو القائم بالسيف، يباشر الدعوة ويأخذ البيعة ويجمع الأنصار، فلننظر في هوية أنصاره هل نجد بينهم أشخاص من اليمن ؟
        فمن الواضح أنه لو كان يخرج من اليمن وفيها سكنه وحركته فلابد أن يكون له فيها أنصار، بل بحسب تخرصات الكوراني الذي يلفق دوراً طويلاً عريضاً لليمنيين لابد أن يكون اليمنيون هم الأصل في جيشه. لنقرأ هذه الرواية الواردة عن جابر الجعفي لنرى هل لليمنيين نصيب في جيش القائم، قال: قال أبو جعفر (ع):( يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر؛ فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق فيقيم ما شاء الله أن يقيم ) ( غيبة الطوسي 477 ).
        إذن الأصحاب من نجباء مصر وأبدال الشام وأخيار العراق، والحلقة كما عرفنا في مبحث سابق من المشرق، فأين دور اليمنيين الذي أخترعه خيال الكوراني وغيره؟
        القرينة الثانية:-
        نقل السيد ابن طاووس في ملاحمه: (أمير جيش الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني) (الملاحم والفتن / ابن طاووس: 80).
        وفي كتاب الفتن - نعيم بن حماد المروزي - ص 66:
        حدثنا الوليد بن مسلم عن جراح عن أرطاة قال: أمير العصب ليس من ذي ولا ذو ولكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذو ولكنه خليفة يماني.
        هذه الرواية تنص على أن أمير جيش الغضب الخليفة اليماني ليس من ذي ولا ذهو، أو ليس من ذي ولا ذو، أي ليس نسبه نسب أذواء اليمن، ومنها يتحصل أن اليماني ليس من اليمن.
        ورد في لسان العرب - ابن منظور - ج 15 - ص 452:
        ( وفي صفة المهدي : قرشي يمان ليس من ذي ولا ذو أي ليس نسبه نسب أذواء اليمن ، وهم ملوك حمير ، منهم ذو يزن وذو رعين ، وقوله : قرشي يمان أي قرشي النسب يماني المنشأ ).ومثله في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 21 - ص 374، والفايق في غريب الحديث - جار الله الزمخشري - ج 1 - ص 407.

        تعليق


        • #24
          جاء في كتاب أعيان الشيعة للعاملى ج 2 ص 73 :
          (وفي عدة روايات ان خروج السفياني واليماني والخراساني يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحدوفي رواية:ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاًفيكون الباس من كل وجه ويل لمنناواهم، وتدل بعض الروايات على ان خروج اليماني قبل خروج السفياني
          فكيف خرج اليماني المزعوم قبل خروج(السفياني والخراساني)، ولقد مضت سنين عديدة على إدعاء أحمدكم هذا ولم يخرج ( السفياني والخراساني)؟!!!
          قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) [يونس : 69]
          (وأمااليماني من هو؟ فعلمه إلى الله، أنما علامته معيته مع الرايات الاربعةالاخر)
          فأين الرايات الأربعة؟!!!
          قال الله تعالى: (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النحل : 63]



          لاحول ولاقوة الابالله علي العظيم
          اولا : عيك ان تميز بين الخروج وبين الظهور الظهور هو ظهور الدعوه واما الخروج فهو الى المعركه ولذالك قال الامام الحسين عليه السلام ما خرجة اشرا ولابطرى فخروجهم الى المعركه في يوم واحد اما الظهور فظهور اليماني قبل السفياني هذا من جانب ومن جانب اخر انت غير مكلف بمعرفة الباطل انت امرت من ال محمد بمعرفة اليماني ولاتستدل بالاطل على الحق هل مثلا في زمن الرسول شخص يبحث عن مسليلمه لمعرفة الرسول اما العلامات التي ذكرتها انت فهي كلها ليس لليماني بل كلها علامات للامام المهدي ع فلاتغفل عن هذا

          لم نجد في كل ما ذكرته من الروايات دليل على ثبوت الوصية لأحمد بن الحسن فكل هذه الروايات التي كتبتها تشير بصورة صريحة وواضحة إلى الإمام المهدي(عجَّل الله تعالى فرجه).
          قال الله تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا)[النساء : 50]
          لكي نتحصل على معرفة حقيقية لشخصية اليماني لابد أن يكون مصدر هذه المعرفة هو الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)، ففي الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 399:
          عن أبي مريم قال: قال: ( أبو جعفر عليه السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت ).
          فما خرج منهم (ع) هو العلم الحقيقي وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما ما لدى غيرهم فليس سوى تخرصات وتقولات واستحسانات تلفقها عقولهم الناقصة.
          من هذا المنطلق سأترك القلم لكلام السيد أحمد الحسن (ع) الذي بيّن فيه حدود شخصية اليماني أجلى بيان وأوضحه اعتماداً على الرواية الواردة عن الإمام الباقر (ع)، يقول السيد أحمد الحسن (ع):
          (( أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264. وفيها :-
          أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين.
          أقول كلام السيد أحمد الحسن (ع) هذا تؤكده روايات كثيرة منها ما ورد في الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 185:
          ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال عليه السلام : يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عز وجل : " من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون " ؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك ، فقال : الحسنة معرفه الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت ، ثم قرأ عليه هذه الآية ).
          وفي الكافي أيضاً ج 1 - ص 186:
          ( عن بشير العطار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته ).
          وفيه كذلك - ج 1 - ص 187:
          ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : نحن الذين فرض الله طاعتنا ، لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكرنا كان كافرا ، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء ).
          وفي وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 130:
          ( عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : احذروا على دينكم ثلاثة ، رجلا قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين أيهما أولى بالشرك ؟ قال : الرامي ، ورجلا استخفته الأكاذيب كلما أحدث أحدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله ، إنما الطاعة لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ولولاة الأمر ، وإنما أمر الله بطاعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية ، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته ).
          وفي الفضائل - شاذان بن جبرئيل القمي - ص 96:
          ( عن عبد الله بن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله حب علي ( ع ) حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة ).
          وفي عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 144 – 145:
          ( عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له : يا بن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول سمعت النبي ( ص ) يقول سمعت الله عز وجل يقول : لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي قال فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها ).
          من هذه الأحاديث يتضح أن معرفة الحجة من التوحيد، وطاعته حسنة لا تضر معها سيئة، ولا عذر لمن يجهله، وإن الله إنما أمر بطاعة من أمر بطاعتهم لأنهم معصومون لا يخرجون الناس من حق ولا يدخلونهم في باطل، وعليه فإن أمرهم بطاعة اليماني وعدم الالتواء عليه، ونصهم على أن الملتوي عليه من أهل النار، يدل حتماً على أنه حجة من حجج الله تعالى.
          ويقول السيد أحمد الحسن (ع):
          ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك.
          أقول يؤكد ما قاله السيد أحمد الحسن ما ورد في القرآن الكريم/ سورة الأحقاف- آية 30- 31:
          ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ).
          فالقرآن يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، ومن هذا شأنه معصوم وإمام بالتأكيد، كما إن القرآن معصوم وإمام.
          وفي الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 1 - ص 283 – 284:
          ( منها قوله تعالى ( وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) أسند إبراهيم الثقفي إلى الأسلمي قول النبي صلى الله عليه وآله سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل. وأسند الشيرازي من أعيانهم إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله ( هذا صراطي مستقيما ) قال : يقول : هذا طريق علي بن أبي طالب وذريته طريق مستقيم ودين مستقيم فاتبعوه ، تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه . وفي تفسير وكيع عن السدي ومجاهد عن ابن عباس في قوله ( اهدنا الصراط المستقيم ) معناه أرشدنا إلى حب النبي وأهل بيته ).
          فعلي وذريته هم الصراط المستقيم، الأمر الذي يعني أن اليماني الموصوف بأنه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم هو منهم (ع).
          وفي كتاب الأربعين - محمد طاهر القمي الشيرازي - ص 572:
          ( قول علي عليه السلام : اني للقاء ربي لمشتاق ، ولحسن ثوابه لمنتظر ، واني لعلى طريق مستقيم من أمري وبينة من ربي ).
          وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 190 – 191:
          ( إكمال الدين : توقيع منه عليه السلام كان خرج إلى العمري وابنه رضي الله عنهما رواه سعد بن عبد الله قال الشيخ أبو جعفر رضي الله عنه : وجدته مثبتا بخط سعد بن عبد الله رضي الله عنه. وفقكما الله لطاعته ، وثبتكما على دينه، وأسعدكما بمرضاته ... إلى قوله: أما تعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهرا، وإما مغمورا، أولم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واحدا بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عز وجل إلى الماضي - يعني الحسن بن علي - صلوات الله عليه، فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ).
          في هذا التوقيع الشريف يقول الإمام المهدي (ع) إن الأئمة (ع) من شأنهم أن يهدوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
          وفي بحار الأنوار أيضاً - ج 91 - ص 174 – 176، ينقل العلامة المجلسي دعاء، فيه:
          ( الكتاب العتيق الغروي : دعاء التمجيد : اللهم أنت المحيط بكل شيء ، القائم بالقسط ، الرقيب على كل شيء الوكيل على كل شيء ... إلى قوله: تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ، عليك الهدى تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم . لا تدركك الأبصار وأنت تدرك الأبصار ، وأنت اللطيف الخبير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لا تضل ولا تنسى ، وأنت غني عن العالمين ، لم تتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن لك شريك في الملك ، ولم يكن لك ولي من الذل ، ولا تظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة تضاعفها ، وتؤت من لدنك أجرا عظيما ، لا معقب لحكمك وأنت تهدي السبيل ، لا مكرم من أهنت ).
          في الدعاء الله سبحانه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، وإذن من يهدي من البشر إلى الحق وإلى طريق مستقيم لابد أن يكون من الله ومسدداً بالله سبحانه وتعالى.
          وفي البحار أيضاً - ج 97 - ص 359 – 362:
          ( قال المفيد رحمه الله وأما الرواية الثانية فهي ما روي عن أبي محمد الحسن بن العسكري عن أبيه صلوات الله عليهما وذكر أنه عليه السلام زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم، فإذا أردت ذلك فقف على باب القبة الشريفة واستأذن وادخل مقدما رجلك اليمنى على اليسرى، وامش حتى تقف على الضريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقل : السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة رب العالمين أمين الله على وحيه وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كله ، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته ، والسلام على أنبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين ، السلام عليك يا أمير المؤمنين و سيد الوصيين ووارث علم النبيين وولي رب العالمين ومولاي ومولى المؤمنين و رحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين يا أمين الله في أرضه و سفيره في خلقه وحجته البالغة على عباده ... إلى قوله: وأنت أول من آمن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونة ضلالة والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل : لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا ، اعتصمت بالله فعززت ، وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت ، وأيدك الله وهداك ، وأخلصك واجتباك ، فما تناقضت أفعالك ، ولا اختلفت أقوالك ، و لا تقلبت أحوالك ، ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا ، ولا شرهت إلى الحطام ، ولا دنسك الآثام ، ولم تزل على بينة من ربك ويقين من أمرك ، تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، اشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أن محمدا و آله صلوات الله عليهم سادات الخلق ، وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله... إلخ الزيارة ).
          في الزيارة علي عليه السلام يهدي إلى الحق وطريق مستقيم، فاليماني إذن على نهج علي (ع) وهو حجة ومعصوم مثله.
          يقول السيد أحمد الحسن:
          النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم الأئمة الإثنا عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثنا عشر ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء.
          وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنا عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) بل هم في دولة العدل الإلهي والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً.
          ويثبت السيد أحمد الحسن هذه الحقيقة بقوله:
          وان أردت المزيد فأقول إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس وأول مؤمن بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وقبل قيامه ، فلا بد أن يكون أحدهما حجة على الآخر وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول.
          لتفصيل ما ذكره السيد أحمد الحسن (ع) أقول:
          إن اليماني هو الممهد الأول للإمام المهدي (ع)، فكما قال الإمام الباقر (ع): (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ).
          إذن هو يدعو للإمام المهدي ويمهد له، وعلى الجميع أن يطيعوه، بما فيهم الأصحاب الـ ( 313 ) لأن الملتوي عليه من أهل النار، والأمر صريح في النهوض له ( وإذا خرج اليماني فانهض إليه )، واليماني كما ثبت مما تقدم حجة من حجج الله تعالى، بل إنه منصوص عليه أنه قائد جيش الغضب أو قائد الأصحاب، (أمير جيش الغضب ليس من ذي ولا ذهو، لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله إنس ولا جان: بايعوا فلاناً باسمه، ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني ) (الملاحم والفتن / ابن طاووس: 80).
          وجيش الغضب هو جيش الأصحاب عن علي (ع) حين سأله أحدهم عن جيش الغضب، قال: (... أولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومحل ركابهم، ثم نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثم قال: ذلك رجل من ذريتي يبقر العلم بقراً) (غيبة النعماني: 325).
          وفي الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 313:
          ( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : " فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال : الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى : " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا ).
          من هذه الروايات يتضح أن جيش الغضب الذي يقوده اليماني هم الأصحاب الـ (313).
          وإذا كان اليماني قائد الأصحاب وحجة عليهم فهو بالضرورة قائد وحجة على أحمد ابن الإمام المهدي (ع) الذي تذكره وصية رسول الله (ص) لأن أحمد هو أحد الأصحاب، بل إنه أولهم، فوصية رسول الله (ص) التي ذكرناها مفصلة في مبحث روايات المهديين تصف أحمد بأنه أول المؤمنين: (ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي, اسم كاسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والإسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين ).
          فأحمد إذن هو أول المؤمنين بظهور أبيه الإمام المهدي (ع)، أي إنه أول الأصحاب، وسيدهم وأفضلهم، فالأولية هنا أولية زمنية ورتبية، بل إن استقراء تأريخ الأنبياء والأوصياء يؤكد وجود الوصي مرافقاً للنبي أو الوصي السابق له، وأنه دائماً أول من يؤمن به، وأكثر الناس بذلاً لنصرته. فعلي (ع) هو أول المؤمنين برسول الله (ص) وهو وصيه، ففي الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 1 - ص 38:
          عن ابن عباس قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : " يا علي إنك تخاصم فتخصم بسبع خصال ليس لأحد مثلهن : أنت أول المؤمنين معي إيمانا ).
          وفي الأربعون حديثا - منتجب الدين بن بابويه - ص 20 – 21:
          عن ابن عباس ، قال : ( سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الاسلام يقول : أما علي بن أبي طالب فسمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : فيه ثلاث خصال ، لوددت أن لي واحدة منهن ، وكانت أحب إلى مما طلعت عليه الشمس . وكنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب النبي - عليه وآله السلام - يده على منكب علي عليه السلام فقال : يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأول المسلمين إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ).
          كما إن الروايات التي تسمي أصحاب الإمام المهدي (ع) تنص على أحمد في بعضها وتشير له في بعضها الآخر؛ فعن الإمام الصادق (ع) في خبر طويل يسمي فيه الأصحاب ال (313) يقول... ومن البصرة عبدالرحمن بن الأعطف بن سعد، و أحمد، ومليح، وحماد بن جابر) (بشارة الإسلام: 181). وعن أمير المؤمنين (ع)... ألا وإن أولهم من البصرة، وآخرهم من الأبدال...) (نفسه: 148)، إذن أمير المؤمنين (ع) ينص في هذه الرواية الأخيرة على أن أول الأصحاب من البصرة، وقبلها نصت الرواية الواردة عن الإمام الصادق على أن من جملة الأصحاب في البصرة (أحمد)، وحيث أن وصية رسول الله (ص) دلت على أن أول الأصحاب اسمه (أحمد)، فتكون حصيلة الروايات كالآتي: إن (أحمد) وصي الإمام المهدي (ع) هو أول الأصحاب، وهو من البصرة.
          علماً أن ثمة رواية أخرى تسمي الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر، وفيها : من البصرة على ومحارب، بيد أن من يحصي الأسماء يجدها أقل من العدد المذكور الأمر الذي يدل على أن الرواية ليست بصدد استقصاء جميع الأسماء، أو أن أسماء قد سقطت منها الأمر الذي يعني بالنتيجة إنها لا تصلح لمعارضة سابقتها.
          والآن إذا كان أحمد هو وصي أبيه والحجة من بعده وأفضل الناس باستثنائه فلابد أن يكون هو الحجة على اليماني.
          ولكننا حين نسمع الروايات الواردة بحق اليماني نعلم منها – كما مر – أنه هو الحجة على الأصحاب، فما السبيل للخروج من هذا التعارض؟
          لا سبيل سوى بالقول أن اليماني هو أحمد وأن أحمد هو اليماني، أي أنهما شخص واحد.
          إذن نخرج من كل ما سبق بحصيلة مفادها أن أحمد ابن الإمام المهدي (ع) هو اليماني، وعلمنا من مبحث الرايات السود أنه هو قائد الرايات السود التي تسلم الراية للإمام المهدي (ع) وقد ورد عن الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم أحمد، أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) (منتخب الأنوار المضيئة: 343). ومنها نعرف أن أصحاب الرايات السود يتخذون من اسم (أحمد) شعاراً لهم.
          وعلمنا من مبحث الرايات السود أن أحمد الذي يتخذون من اسمه شعاراً لهم هو شاب من بني هاشم وهو من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وهو ( إمام أهل بيتي ) كما أخبر عنه الرسول (ص)، وهو العبد العنيف الذي يبعثه الله ( بعث عليها عبداً عنيفاً )، أي إنه مرسل من الإمام المهدي (ع)، وهذه النتيجة تتطابق تماماً مع ما وجدناه في رواية اليماني، فهو ( يدعو لصاحبكم )، أي إنه رسول أو سفير من الإمام المهدي (ع) كما اعترف الكوراني في كتابه عصر الظهور بقوله: ( ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى، إنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام، وإنها جزء من خطة حركته عليه السلام، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه) (عصر الظهور:114). وأضاف الكوراني لهذا النص في كتابه (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي) عبارة ((فاليماني سفيره الخاص)) (المعجم الموضوعي: 619).

          تعليق


          • #25
            لا علمية لأحمد بن الحسن لأنه لم يتمكن من دفع شبهات الوهابية بل بالعكس أساء إلى المذهب و إلى الشيعة عندما جعل العرعور في قناة صفا يهزؤ منه، فأين هذه العلمية المزيفة؟!!!
            (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا) [النساء : 50]
            بسم الله الرحمن الرحيم
            سبحان الله
            اذا كان لديك اعلميه تكلم بالدليل والا هذا كلامك مع احترامي لك فارغ انت عندك علم او عند من تتبع فاليرد على ما جاء به الامام الرسول جاء بالعلم العظيم والقران الكريم وقال الكافرون هذا شعر قال اتو بمثله فالان اقول لك رد عليه او اتي بمثله

            تعليق


            • #26
              إن اليماني يخرج للقتال ممهداًللإمام المهدي(عجَّل الله تعالى فرجه)، ولا يجلس في البصرة يتمتع بألوان الأطعمة والأشربة!!!
              فقد مضت سنين طويلة وعديدة على دعواه ؟ فمتى يكون مصيره كمصير أصحاب جند السماء؟!!!
              قال الله تعالى:
              (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) [يونس : 69 ، 70]
              سبحان الله يخرج اليماني يقاتل دون يدعو الم تقرء رواية اليماني انه يدعو الى صاحبكم اليس بدايته دعوه الان الامام احمد الحسن يدعو منذ 11 سنه لاكن الرسول دعا فقط في مكه 13 سنه هل يعني ان الرسول جالس وساكت ام يقيم الحجه على الناس اما تنتظر يكون مصيره مصير جند السماء فهذا قمة السفه والا كيف سيكون اتباعك الحق يعني تنعتضر الشخص يموت حتى تتاكد هو او لا هل انت مامور بهذا منقل ال محمد

              تعليق


              • #27
                أين الجواب يا أيها الجواب الواضح؟!!!
                الظاهر أن الجواب الواضح تاب إلى الله من الإعتقاد بأحمد بن الحسن المزعوم باليماني ، فهنيئاً لك التوبة.


                بسم الله الرحمن الرحيم
                لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
                اللهم صل ِ على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
                الجواب الواضح دخل بهذه الدعوا بالكتاب والسنه فتزول الجبال ولايزول
                ولم يدخل بالرجال
                اليماني احمد الحسن صلوات الله عليه من ال محمد اسئل الله ان لايحرمني نصرته ومشايعته ومتابعته

                تعليق


                • #28
                  الدليل السابع على عدم صحة دعوى أحمد بن الحسن:
                  أنه يعتمد على الرؤيا في المنام، ولم يذكر القرأن الكريم أو رسول الله صلى الله عليه وآله أو الأئمة عليهم السلام أن الرؤيا في المنام حجة لغير الأنبياء ، فمن الناس من قال أنَّه رأى الله في المنام، فهل هذا يعني أننا نصدق رؤياه؟!!

                  لقد ظهرت بدع كثيرة استعملوا فيها السحر والشعوذة مثل جماعة النبأ العظيم في كربلاء ، وقد قتل رئيسهم ، ومنهم جماعة جند السماء خدعوا بالمشعوذ القرعاوي الذي قتل أخيراً ، و كان يأتيهم في المنام ، وإذا أردت أن أعرفك على أحد المؤمنين الذي جاءه المهدي الكرعاوي في المنام بحجة أنه المهدي وأعطاه السيف والفرس وطلب منه الخروج وبعد أن راى المهدي الكرعاوي مقتولا تاب إلى الله تعالى، فلا تنخدع بهؤلاء المشعوذين أيها الجواب غير الواضح .


                  سبحان الله دائمن تتخبطون باشياء وتضنون انها حجه
                  اولا الامام احمد الحسن ع ايده الله بالرؤيا تايد للقانون الالهي اما هل حدثت مع ال محمد والله اعجب انك شيعي ولاتعرف ذالك فقط اذكرك وهب النصراني امن ببالامام الحسين ونصره عن طريق رؤيا جندل نصر الرسول وامن به عن طريق رؤيا نرجس ام الامام المهدي ع امنة وتزوجة وجائة الى الامام الحسن العسكري عن طريق رؤيا ووووو الكثر اما القران يكفي اقول لك ان نبي من انبياء الله بنا دوله اقتصاديه عن طريق رؤيا وهو يوسف ورؤيا لفرعون ويكفي كل نبوة نبي الله دانيال رؤيا

                  عن الإمام الكاظم (ع)، قوله (من كانت له الى الله حاجة، وأراد أن يرانا، وأن يعرف موضعه من الله، فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا، فإنه يرانا، ويُغفر له بنا، ولا يخفى عليه موضعه...)) (الإختصاص / الشيخ المفيد: 90).
                  وعن البيزنطي، قالسألت الرضا (ع) عن مسألة الرؤيا، فأمسك، ثم قال: إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم، وأُخذ برقبة صاحب هذا الأمر) (بحار الأنوار / ج25: 110)
                  وعن عبدالله بن عجلان، قال (ذكرنا خروج القائم (ع) عند أبي عبدالله (ع)، فقلت: كيف لنا نعلم ذلك؟ فقال (ع): يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة، اسمعوا وأطيعوا) (كمال الدين: 654).
                  عن الرضا (ع)، قال (حدثني أبي عن جدي عن أبيه، إن رسول الله (ص) قال: من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم. وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة) (دار السلام / ج4: 272).
                  عن الرضا (ع)، قال(حدثني أبي عن جدي عن أبيه، إن رسول الله (ص) قال: من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم. وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة)) (دار السلام / ج4: 272).


                  القران حافل بوحي الله سبحانه وتعالى للأنبياء المرسلين بالرؤيا ، منهم إبراهيم (ع) ومحمد (ص) ويوسف (ع) .
                  (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً)([1]).
                  (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً)[2]
                  (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)([3])
                  ثم إن الله يمدح إبراهيم لأنه صدق الرؤيا :-
                  (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)([4]) .
                  (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)([5]) .
                  وفي القرآن الله يوحي لأم موسى (ع) بالرؤيا
                  (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)([6])
                  ويجب الالتفات أن رؤى الأنبياء (ع) كانت قبل إرسالهم وبعد إرسالهم أي إن وحي الله سبحانه وتعالى لهم بدأ بالرؤيا ثم وحتى بعد إرسالهم لم ينقطع هذا السبيل (الرؤيا) من سبل وحي الله سبحانه وتعالى عنهم .
                  والرسول محمد (ص) كان يرى الرؤى قبل بعثته وإرساله وكانت تقع كما يراها ، ولولا أن الأنبياء المرسلين (ع) صدقوا وامنوا وعملوا بتلك الرؤى التي رأوها قبل إرسالهم لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من المقام العالي ، والقرب من الله سبحانه وتعالى . ولما اصطفاهم الله أصلا لرسالاته
                  (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) .
                  بل هم (ع) كانوا يؤمنون ويصدقون برؤى المؤمنين الذين كانوا معهم ، وهذا رسول الله محمد (ص) كان يسأل أصحابه عن رؤاهم ويهتم بسماعها ، وبعد صلاة الصبح وكأن سماعها ذكر وعباده لله سبحانه ، حتى أن المنافقين شنعوا عليه (ص) بأنه يسمع ويصدق كل متكلم (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)([7])
                  عن الرضا (ع) قال :
                  (إن رسول الله (ص) كان إذا أصبح قال : لأصحابه : هل من مبشرات . يعني به الرؤيا ) ([8]).
                  بل إن النبي محمد (ص) كان يعتبرها من مبشرات النبوة ، عن النبي (ص) قال :
                  ( ألا إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ) ([9]) .
                  بل وكان (ص) يعتبرها نبوة ، عنه (ص) قال :
                  ( لا نبوة بعدي إلا المبشرات . قيل يا رسول الله ، وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة ) ([10]).
                  وقال رسول الله (ص) :
                  (الرؤيا الصالحة بشرى من الله وهي جزء من أجزاء النبوة)[11] .

                  [1] - الإسراء:60
                  [2] - الفتح:27
                  [3] - الصافات:102
                  [4] - الصافات:105
                  [5] - يوسف:4
                  [6] - القصص:7
                  [7] - التوبة:61
                  [8] - الكافي الشيخ الكليني ج8 ص90
                  [9] - بحار الأنوار العلامة المجلسي ج85 ص192
                  [10] - بحار الأنوار ج85 ص192
                  [11] - بحار الأنوار ج85 ص192
                  عن علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام :-
                  ( أنه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله ( ص ) في المنام كأنه يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي ؟ ! . فقال له الرضا (عليه السلام) :
                  أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيكم فانا الوديعة والنجم ، ألا ومن زارني وهو يعرف ما اوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فانا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس ، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه أن رسول الله ( ص ) قال :
                  من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم . وأن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة )[1] .
                  وعن النبي (ص) قال :-
                  ) إذا اقترب الزمان لم تكن رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المؤمن جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة )[2] .
                  وعن النبي (ص) قال :-
                  ( إنها جزء من سبعين جزءا من النبوة )[3] .
                  وعن رسول الله (ص) قال
                  ( رؤيا المؤمن جزء من سبعة وسبعين جزءا من النبوة)[4]
                  وعن علي (ع) قال
                  ( رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده ) [5]
                  وعن النبي ( ص) قال :-
                  ( إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا )[6]
                  نقل العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن جامع الأخبار وفي كتاب التعبير عن الأئمة (عليهم السلام) :-
                  ( أن رؤيا المؤمن صحيحة لان نفسه طيبة ، ويقينه صحيح ، وتخرج فتتلقى من الملائكة ، فهي وحي من الله العزيز الجبار)[7] .
                  وعن رسول الله (ص) قال :-
                  (من رآني في منامه فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة)[8]
                  وعن رسول الله (ص) :-
                  ( إذا كان آخر الزمان لم يكد رؤيا المؤمن يكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا )[9] .
                  وعن رسول الله (ص) :-
                  ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من : ستة وأربعين جزء من النبوة) [10]
                  وعن النبي (ص) قال :-
                  ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ) [11]
                  وعنه (ص) قال :-
                  ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها )[12]
                  وعن رسول الله (ص) قال :-
                  ( رؤيا المؤمن جزء من سبعة وسبعين جزء من النبوة)[13] .
                  وعنه عليه السلام قال :-
                  (رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده)[14] .
                  وعن رسول الله (ص) :-
                  (رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزأ من النبوة ) [15]
                  وعنه(ص) قال :-
                  (رؤيا المؤمن أو المسلم جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة)[16]
                  وقال رسول الله (ص) :-
                  (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) [17]
                  وعن رسول الله (ص) :-
                  ( إذا قرب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب . وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا . ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )[18].
                  وعن رسول الله (ص) :-
                  ( رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة )[19]
                  وفي رواية إن الله أوحى للإمام موسى الكاظم (ع) بالرؤيا أن الإمام الذي بعده هو ابنه علي بن موسى الرضا (ع) ، عن يزيد بن سليط الزيدي قال :-
                  ( لقينا أبا عبد الله (ع) في طريق مكة ونحن جماعه فقلت له : بابي أنت وأمي انتم الأئمة المطهرون والموت لا يعرى أحد منه فاحدث إلى شيئا القيه من يخلفني . فقال لي : نعم هؤلاء ولدى وهذا سيدهم وأشار إلى ابنه موسى (ع) وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار ، وهو باب من أبواب الله تعالى عز وجل وفي أخرى هي خير من هذا كله فقال له أبي وما هي بابي أنت وأمي قال : يخرج الله منه عز وجل غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها وخير مولود وخير ناشئ يحقن الله الدماء ويصلح به ذات البين ويلم به الشعث ويشعب به الصدع ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل به القطر ويأتمر العباد خير كهل وخير ناشئ يبشر به عشيرته أوان حلمه قوله حكم وصمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه . قال : فقال أبي : بابي أنت وأمي فيكون له ولد بعده فقال : نعم ثم قطع الكلام وقال يزيد : ثم لقيت أبا الحسن يعنى موسى بن جعفر (ع) بعد فقلت له : بابي أنت وأمي إني أريد أن تخبرني بمثل ما اخبرني به أبوك قال : فقال : كان أبي (ع) في زمن ليس هذا مثله قال يزيد فقلت : من يرضى منك بهذا فعليه لعنه الله قال : فضحك ثم قال : أخبرك يا با عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت في الظاهر إلى بني فأشركتهم مع ابني على وأفردته بوصيتي في الباطن ولقد رأيت رسول الله في المنام وأمير المؤمنين (عليه السلام) معه ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة فقلت له : ما هذا ؟ فقال : أما العمامة فسلطان تعالى عز وجل وأما السيف فعزه الله عز وجل وأما الكتاب فنور الله عز وجل وأما العصا فقوه الله عز وجل وأما الخاتم فجامع هذه الأمور ثم قال : قال رسول الله ( ص ) والأمر يخرج إلى علي ابنك .
                  قال : ثم قال : يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر إلا عاقلا أو عبدا امتحن الله قلبه للإيمان أو صادقا ولا تكفر نعم الله تعالى ، وان سئلت عن الشهادة فادها ، فإن الله تعالى يقول : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) . وقال الله عز وجل : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ) فقلت : والله ما كنت لأفعل هذا أبدا قال : ثم قال أبو الحسن (ع) : ثم وصفه لي رسول الله (ص) فقال على ابنك الذي ينظر بنور الله ويسمع بتفهيمه وينطق بحكمته يصيب ولا يخطى ويعلم ولا يجهل وقد ملئ حكما وعلما وما اقل مقامك معه ! إنما هو شيء كان لم يكن فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك وافرغ مما أردت فانك منتقل عنه ومجاور غيره فاجمع ولدك واشهد الله عليهم جميعا وكفى بالله شهيدا ثم قال يا يزيد إني أوخذ في هذه السنة وعلى ابني سمي على بن أبي طالب (ع) وسمي على بن الحسين (ع) أعطى فهم الأول وعلمه ونصره وردائه وليس له أن يتكلم بعد هارون بأربع سنين فإذا مضت أربع سنين فاسأله عما شئت يجيبك إن شاء الله تعالى)[20] .

                  [1] - من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق ج2 ص584 ، عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق ج1 ص287 ، الأمالي للشيخ الصدوق ص120
                  [2] - شرح أصول الكافي - المازندراني ج11 ص476
                  [3] - شرح أصول الكافي ج11 ص476
                  [4] - كنز الفوائد- أبو الفتح الكراجكي ص 211
                  [5] - كنز الفوائد ص211
                  [6] - الأمالي- الشيخ الطوسي ص386، بحار الأنوار ج 85 ص172
                  [7] - بحار الأنوار ج 85 ص176
                  [8] - بحار الأنوار ج 85 ص 176
                  [9] - بحار الأنوار ج 85 ص 181
                  [10] - بحار الأنوار ج 85 ص 192
                  [11] - بحار الأنوار ج 85 ص 192
                  [12] - بحار الأنوار ج 85 ص 192
                  [13] - بحار الأنوار ج85 ص210
                  [14] - بحار الأنوار ج85 ص210
                  [15] - مسند احمد ابن حنبل ج4 ص12
                  [16] - مسند احمد ابن حنبل ج5 ص319
                  [17] - صحيح مسلم ج7 ص53 ، سنن الدارمى ج2 ص123
                  [18] - سنن ابن ماجة ج2 ص1289
                  [19] - سنن الترمذي ج3 ص366
                  [20] - عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 2 ص 33

                  تعليق


                  • #29
                    بسم الله
                    كتب احد الاخوة سلسلة في الرد على هذه الدعوة
                    وكتبت تعليقة موجزة انقلها هنا ارى فيها فائدة واثراء لهذا الموضوع وهي:

                    نظرة عابرة فيها عبرة لكل عاقل ولا نحتاج الى تفاصيل لبطلان دعوة وادعاء اليماني وذلك :
                    كون اثبات العقائد تتم باليقين والاطمأنان لا بالشبهات والاوهام وسئذكر بعض العناوين العامة التي يتبين من خلالها ان هذه الدعوة بينها وبين اليقين بون شاشع بل لا تتتجاوز الوهم ولا ترتقي الى الشك .
                    ولا اريد ادخل بتفاصيلها وحيث ان دعوات الانبياء والائمة (ع) محكمة من كل اطرافها وليس فيها مغمز فينبغي ان تكون دعوة اليماني بهذا المستوى
                    كونها حلم الانبياء وامل الصالحين ورجاء المستضعفين لا سيما انهم يعتبرونه هو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا ويزفها الى الامام كما تزف العروس ولكنا نرى عكس ذلك واليك بعض تلك القضايا التي تطعن هذه الدعوة من كل جانب فترفع عنها الحياة
                    جيد اذا كنت تعرف كيف تعرف اليماني افضل من ال محمد فبينه لنا نحن شيعة ال محمد وقالوا اليماني يعرف بهذه الاشياء التي بنتها لكم الان انت بين لي اولا ما هو دليل الائمة على انهم خلفاء الله ؟؟؟؟؟ كما تقول ادله محكمه وسابين لك ان الامام احمد ادلته لاتختلف عن اباءه صلوت الله عليهم انا بنتظارك بين دليل خلفاء الله المحكم وكيف يعرف اليماني ؟؟؟؟

                    تعليق


                    • #30
                      منها دعوة ان للأمام عائلة وابناء وهو منهم ووجود عائلة للأمام ليس مسلم به كونه من عائلة معروفة وهم عوام واصلا عشيرته لا تؤمن بهذا النسب وهذا اول الوهن وعلامة استفهام كبيرة


                      اولا ليس مسلم عندك تقصد فنعم ليس مسلم لديك لاكن عند ال محمد مسلم لديهم الان اعطيك الاثبات



                      الأدلة على وجود ذرية للإمام المهدي (ع):-

                      الدليل الأول : روى الشيخ النعماني (تلميذ ثقة الإسلام الكليني) في كتاب الغيبة ، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسندين معتبرين عن المفضل بن عمر قال: (( سمعت أبا عبد الله يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحدهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ، ويقول بعضهم ذهب ، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحداً من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره )). النجم الثاقب ج2 ص69 .
                      الدليل الثاني : روى الشيخ الطوسي وجماعة بأسانيد متعددة عن يعقوب بن الضراب الاصفهاني انه حج في سنة إحدى وثمانون ومائتين فنـزل بمكة في سوق الليل بدار تسمى دار خديجة ، وفيها عجوز كانت واسطة بين الشيعة وإمام العصر {عليه السلام} – والقصة طويلة – وذكر في أخرها انه { عليه السلام } أرسل إليها دفتراً وكان مكتوباً فيه صلوات على رسول الله وباقي الأئمة وعليه {صلوات الله عليه} ، وأمره إذا أردت أن تصلي عليهم فصلي عليهم هكذا وهو طويل ، وفي موضع منه :
                      ((اللهم أعطه في نفسه وذريتهوشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه ، وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه)). وفي أخره هكذا (اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء ، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده ، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخرة انك على كل شيء قدير) .
                      الدليل الثالث : في زيارته المخصوصة التي تقرا في يوم الجمعة ، ونقل السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (جمال الأسبوع) (صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين) وفي موضع آخر منها : (صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة) وفي أخرها قال (صلوات الله عليك وعلى آل بيتك الطاهرين) .
                      الدليل الرابع : ونقل في آخر كتاب (مزار) بحار الأنوار عن كتاب (مجموع الدعوات) لهارون موسى التلعكبري (سلاماً وصلاة طويلة من رسول الله واحد واحد من الأئمة وبعد ذكر السلام والصلاة على الحجة {عليه السلام} ذكر سلاما وصلاة خاصة على ولاة عهد الحجة {عليه السلام} وعلى الأئمة من ولده ودعى لهم ، (السلام على ولاة عهده ، والأئمة من ولده اللهم صل عليهم وبلغهم أمالهم وزد في آجالهم واعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت من أمرهم ، واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصاراً فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك ، وخلصاءك من عبادك ، وصفوتك من خلقك وأولياؤك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد أصفيائك وبلغهم منا التحية والسلام ، واردد علينا منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته)
                      الدليل الخامس : نقل السيد ابن طاووس (رحمه الله ) في جمال الأسبوع ص306 وغيره زيارة له {عليه السلام} كان في إحدى فقراتها هذا الدعاء بعد صلاة تلك الزيارة (اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته ، و عدوه و جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه … ) .
                      الدليل السادس : قصة الجزيرة الخضراء التي نقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار، وفيها (( فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم فاني لا أرى لهم أرضا مزروعة ، فقال : تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض ، من جزائر أولاد الامام صاحب الامر عليه السلام ، فقلت له : كم تأتيكم ميرتكم في السنة ؟ فقال : مرتين ، وقد أتت مرة وبقيت الأخرى فقلت : كم بقي حتى تأتيكم ؟ قال : أربعة أشهر )). بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 164
                      الدليل السابع : روى السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب (عمل شهر رمضان) عن أبي قرة دعاء لابد أن يقرأ في جميع الأيام لحفظ وجود الإمام الحجة {عليه السلام} ومن فقرات هذا الدعاء ( وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين ) .
                      الدليل الثامن: رواية الوصية التي رواها الشيخ الطوسي، وقد مر ذكرها في روايات المهديين، وفيها قال (ص): ( فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين … الخ ) .أي إذا حضرت الوفاة الإمام المهدي (ع) فليسلمها إلى ابنه أول المهديين.
                      الدليل التاسع : المروي في مزار محمد بن المشهدي ص 134 عن الإمام الصادق {عليه السلام} انه قال لأبي بصير : كأني أرى نزول القائم {عليه السلام} في مسجد السهلة بأهله وعياله … ) .
                      الدليل العاشر : نقل العلامة المجلسي في مجلد الصلاة من البحار في أعمال صبح يوم الجمعة عن أصل قديم من مؤلفات قدمائنا دعاءاً طويلا يقرا بعد صلاة الفجر ومن فقرات الدعاء للإمام الحجة {عليه السلام} هناك هو اللهم كن لوليك في خلقك ولياً وحافظا وقائداً ، وناصراً حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه منها طويلا ، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين … ).

                      الدليل الحادي عشر :- ذكر الشيخ عباس القمي (رحمه الله)في مفاتيح الجنان في الدعاء لصاحب الزمان (ع ) ص616 وتسلسله بعد دعاء العهد الشريف .
                      وجاء في أحدى فقراته: {اللهم أعطه في نفسه وأهله ووَلَدِه وذريته و أمته وجميع رعيته ما تقربه عينه وتسربه نفسه … }.
                      وهذا الدعاء يهتم بذكر ولد واحد للإمام المهدي (ع ) وبعده يذكر الذرية مما يدل على أن لهذا الولد مقاما خاصاً .
                      الدليل الثاني عشر :- قول الإمام المهدي {عليه السلام} في خطبته بين الركن والمقام عند قيامه :- ( … فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا ، وبغي علينا ودفعنا عن حقنا … ) الغيبة للنعماني ص 290. وهذا إعلان وبيان من الإمام المهدي {عليه السلام} في أول قيامه بأنه طرد من داره وأبناءه بسبب مطاردة الظالمين له ، والبحث عن آثاره {عليه السلام} في كل مكان وزمان.
                      الدليل الثالث عشر :- عن أبي الحسن الرضا (ع) : ( كأني برايات من مصر مقبلات ، خضر مصبغات ، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات ) الإرشاد للمفيد ص250 ، بشارة الإسلام ص158.
                      فدلالة هذه الرواية واضحة على إن قبل قيام القائم تهدى الرايات (أي تبايع) إلى ابن صاحب الوصيات . وصاحب الوصيات هو وارث الأئمة المعصومين وخاتمهم ومن انتهت إليه الوصية وهو الإمام محمد ابن الحسن العسكري صاحب الزمان (ع) وهو المستحفظ من ال محمد (ع). والرواية تنص على أن الرايات تهدى الى ابن صاحب الوصيات أي ابن الإمام المهدي (ع) .
                      الدليل الرابع عشر :- ورد ذكر ذرية الإمام المهدي (ع) في ( دعاء يوم الثالث من شعبان ) يوم ولادة الإمام الحسين (ع) .
                      عن أبي القاسم ابن علاء الهمداني وكيل الإمام العسكري (ع) إن الحسين (ع) ولد يوم الخميس لثلاث خَلَون من شعبان فصمه وأدع بهذا الدعاء :
                      ( اللهم أني أسألك بحق المولود بهذا اليوم …… قتيل العبرة وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتلِه إن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار … ) مفاتيح الجنان ص222 ، ضياء الصالحين ص 31 ، مصباح الكفعمي دعاء الثالث من شعبان .
                      الدليل الخامس عشر :- وهو مدح الإمام الحسن العسكري (ع) لأسباطه من ذرية القائم (ع) :- عن المجلسي قال : وجد بخط الإمام ابي محمد العسكري (ع) على ظهر الكتاب ( قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية وذرنا سبع طرائق بأعلام الفتوة والهداية ونحن ليوث الوغى وغياث الندى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الآجل أسباطنا خلفاء الدين القويم ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم … ) بشارة الإسلام ب12 ص168 . وهنا أشار الإمام الحسن العسكري الى أسباطه ( أسباطنا خلفاء الدين القويم ) والسبط ابن الابن ولا يوجد ابن للإمام الحسن العسكري (ع) غير الإمام المهدي (ع) فتعين أن يكون هؤلاء الأسباط من ذرية الإمام المهدي (ع) وخلفاءه في الأمة . وأيضاً هذا الخبر يعضد روايات ذرية الإمام المهدي (ع) الذين يحكمون بعده (ع) .
                      الدليل السادس عشر:- ما ورد في شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج 28 - ص 322 – 323 : (( قلنا : يا بن رسول الله كرمنا وشرفنا ببعض ما أنت تعرفه من علم ذلك . قال : إن الله جعل في القائم منا سننا من سنن أنبيائه : سنة من نوح طول العمر ، وسنة من إبراهيم خفاء الأولاد واعتزال الناس ، وسنة من موسى الخوف والغيبة ، وسنة من عيسى اختلاف الناس فيه ، وسنة من أيوب الفرج بعد الشدة ، وسنة من محمد الخروج بالسيف يهتدي بهداه ويسير بسيرته )). وخفاؤهم هو استتارهم وعدم معرفة الناس بهم، بل يمكن أن نفهم منه أيضاً عدم معرفتهم هم أنفسهم بذلك.
                      والحق إن علماء كثيرون قالوا بوجود الذرية والولد للإمام المهدي (ع) منهم الميرزا النوري في كتابه ( النجم الثاقب) حيث ذكر الكثير من الأدلة على هذه الحقيقة، وقال بعد ذكر الأدلة: (( ولم يصل خبر يعارض هذه الأخبار إلا حديث رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شاذان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز قال : دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا {عليه السلام} فقال له : (أنت إمام ؟ قال : نعم فقال له : أني سمعت جدك جعفر بن محمد {عليه السلام} يقول لا يكون الإمام إلا وله عقب فقال : أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفر {عليه السلام} إنما قال جعفر {عليه السلام} :لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي {عليه السلام} فانه لا عقب له فقال له صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول) وقال السيد محمد الحسيني الملقّب بـ (مير لوحي) تلميذ المحقق الداماد في كفايةالمهتدي بعد أن ذكر هذا الخبر: " قد وفق في رياض المؤمنين بأنّ هذا خبر مدينةالشيعة والجزيرة الخضراء والبحر الأبيض الذي ذكر فيه ان لصاحب الزمان عليه السلامعدّة أولاد هذا أقل اعتبار بالنسبة إلى هذا الحديث الصحيح، ومن أراد أن يطّلع علىذلك فليرجع إلى الكتاب المذكور ".
                      وقد نقل هذا الخبر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة إن مقصود الإمام عليه السلام منانه لا ولد له، أي أن لا يكون له ولد يكون إماماً يعني انّه عليه السلام خاتمالأوصياء وليس له ولد إمام. أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد. فلا يعارض الأخبار المذكورة والله العالم )). النجم الثاقب ج2ص50وما بعدها.
                      أقول إن الشيخ الطوسي رحمه الله في توجيهه لحديث الإمام الرضا (ع)، ذهب مرة إلى احتمال أن يكون المقصود عدم وجود ولد إمام، وأخرى إلى أن من يرجع عليه الحسين (ع) هو من لا ولد له. وهذا الأخير صحيح إن كان مقصوده المهدي الأخير من المهديين الإثني عشر، ولعله أراده والله أعلم، لاسيما هو ينقل رواية الوصية في غيبته ويصححها، كما هو المعروف عن منهجه.
                      ومنهم الشيخ الطبرسي في تاج المواليد (المجموعة)، فقد قال في الصفحة/ 78:
                      (( الفصل الخامس في ذكر ولده ع وأما الولد لصاحب الزمان عليه السلام ، فقد وردت الروايات عنهم عليهم السلام بأنه يولد له الأولاد ، وغير ممتنع أن يكون له في هذا الوقت أهل وولد ، وجايز أن يكون ذلك بعد خروجه وفى أيام دولته ولا قطع على أحد الأمرين والله أعلم )). أقول إن القطع على وجود الذرية للإمام المهدي (ع) قبل خروجه ممكن، بل متحقق كما سيتضح في قابل البحث. وعلى أية حال فإن الشيخ الطبرسي كما يتضح من كلامه أعلاه يرى أن الإمام المهدي (ع) ليس هو الإمام الذي لا عقب له.
                      وقال الكوراني في ( برنامج شمس خلف السحاب ) من قناة الكوثر، الموجودة على الرابط أدناه.
                      (( أيضا سؤالهم من الذي يقوم بتجهيز الأمام المهدي أرواحنا فداه ودفنه رواية عندنا صحيحة أنه في زمن الامام المهدي روحي له الفداء يتحقق الانفتاح على الكون على الكواكب الأخرى على الأراضي السبع ست الأخرى يعني ورواح ومجيء الى هذه الأكوان والكواكب رواح ومجيء للآخرة أيضا يكون وأول من يرجع الأمام الحسين(ع) هو الذي يتولى تجهيز الأمام المهدي تغسيله وتكفينه والصلاة عليه وهو الذي يخلفه في الحكم يحكم الأمام الحسين(ع) هو حتى يسقط حاجباه من الكبر يعني مدة طويلة الأمام الحسين(ع) ولعله يدفن أيضاً في مكان القبر الأول(س) وربما يكون بعده اثنا عشر مهديا من اولاد المهدي(س) والبرنامج الذي وضعه الله عز وجل لمراحل الرجعة الى أن تقوم القيامة والحمد لله رب العالمين )).
                      http://www.google.com/search?hl=ar&q=%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%A A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A%D9%8A%D9%86 +%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%B9%D8%A9&lr=&aq =f&oq=
                      كلمة الكوراني نموذج لارتباك فقهاء آخر الزمان، فالتردد والحيرة واضحة فيها، فهي تُشعر بذهابه إلى القول بالرجعة مرة، والقول بحكم المهديين (ع) مرة أخرى. والكوراني في الحقيقة اضطر إلى الإعتراف بالمهديين (ع) بعد أن أحرجته حوارات أنصار الإمام المهدي (ع) التي جرت في هذا البرنامج، وفي غيره من المناسبات التي جمعتهم به.
                      والحق إنه بعد أن بيّن الأنصار أعزهم الله تعالى، حقيقة المهديين اضطر الكثير من الفقهاء للإعتراف بوجودهم (ع)، ومنهم السيد محمد الشوكي الذي قال في برنامج (شمس خلف السحاب) إجابة على سؤال وجه له بهذا الخصوص :
                      (( السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، هذا ينصب في سياق مجموعة من الاخبار الاخرى التي تقول بان هناك بعد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف اثنى عشر مهدياً من ولده يحكمون من بعده وهؤلاء بطبيعة الحال المهديون الاثنى عشر هم ليسوا الائمة الاثنى عشر المعهودين لدينا وليسوا اهل البيت الذين يبتدأون بالامام امير المؤمنين عليه السلام ويختمون بالمنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وانما هم شخصيات علماء عارفون على كل حال من العناوين الكبيرة من اولاد الامام المهدي(عج) الذين يكملون المسيرة من بعده ويحكمون الدنيا بعد ابيهم عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهناك روايات تقول بان الذي يحكم بعد الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف هم الائمة المعصومين خلال رجعتهم وهناك روايات تقول بان الذي يحكم من بعده هم اولاده الاثنى عشر المهديون وربما يحل التنافي بان هؤلاء الاولاد الكرام يحكمون بعد الامام المهدي سلام الله عليه العالم ما قبل الرجعة طبعاً هناك من يرجع مع الامام المهدي سلام الله عليه لهذا قد يقال ان هناك رجعة صغرى ورجعة كبرى، هناك من يرجع مع الامام مباشرة في حين ظهوره سلام الله عليه لا في الرجعة الاخرى التي يرجع فيها الائمة سلام الله عليهم ثم يحكمون قبل هذه الفترة قبل الرجعة الكبرى التي يرجع فيها الائمة ويحكمون هذه الفترة الممتدة بعد الامام المهدي سلام الله عليه قد يحكم فيها اولاده المهديون وهم ائمة ولكن لا بالمعنى الخاص الذي نعرفه لاهل البيت عليهم السلام وانما هم قادة الامة وهم قادة المجتمع والحكام على الارض بعد الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والله العالم بذلك )).
                      وقال ايضاً

                      : (( ما من شك وحتى هو لفظ المهديون ربما يوحي بعصمتهم يعني هم اناس ليسوا اناس عاديون وانما بلغو اقصى درجات الورع والتقوى بل قد يقال بعصمتهم لانهم مهديون من قبل الله تبارك وتعالى يعني هذا العنوان قد يوحي لهذا المعنى انهم يمتلكون درجة العصمة ومنزلة العصمة وهم يكملون المشوار ويكملون المشروع، لان الدولة المهدوية المباركة هي حلم في تفاصيلها التي وردت في الروايات، بطبيعة الحال ليس كل التفاصيل وردت في الروايات الشريفة وانما بعض التفاصيل التي وردت عن دولة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف على ألسنة اهل البيت عليهم السلام نستشف منها بان هذه الدولة مثال نموذج لا يخطر حتى على بال الانسان في كل جوانبها العبادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الى اخره، فهذه الدولة تحتاج الى بناء فمدة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ليست بتلك المدة الكبيرة جداً يعني الامام كشخص ليس كدولة لان هناك فرق بين عمر الامام وعمر الدولة، فاذن هذه الدولة تحتاج الى بناء سواء في جانبها العمراني او جانبها العبادي والتربوي، والناس ايضاً تحتاج الى بناء، القضية ليست عندما يأتي الامام المهدي(عج) الكل يصبحون معصومين وانما الامام هو يضع رؤوسهم على العباد يضع رؤوسهم قد يقال عبارة عن تربية الامام سلام الله عليه وابوة الامام للامة هذه التربية تربية النفوس على الورع وعلى التقوى وعلى العلم وعلى المعرفة ايضاً تحتاج من يكملها ومن يسددها ومن يرشدها، كذلك عمليات البناء الاخرى في جوانب ومرافق الحياة المتعددة، فهم انما يكملون مسيرة الامام المهدي سلام الله عليه في تطبيق العدل الكامل والشامل في ربوع الدنيا وخلق المجتمع الفريد الذي سينعم به الناس في زمانه وبعد زمانه سلام الله عليه )). نص كلمته تجدونها على الرابط أدناه:
                      http://www.google.com/search?hl=ar&q=%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%A A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A%D9%8A%D9%86 +%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%B9%D8%A9&lr=&aq =f&oq=
                      أقول لعل حديثه عن ما يسميه بالرجعة الصغرى المراد منه ليس الرجعة بالمعنى الذي تحدثت عنها الروايات الشريفة، وإنما هذه الرجعة المراد منها وجود أشخاص أمثال سلمان والمقداد وغيرهم ممن ذكر أنهم يرجعون في زمن القائم ومن بين أصحابه سلام الله عليه، أي وجود أمثالهم بين أصحاب القائم، والله أعلم. ولا يعني هذا إني أقول إن من ذكرت من الأسماء لا يرجع بشخصه في عالم الرجعة الذي يسميه هو الرجعة الكبرى.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X