إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة الى عرش الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    الفصل : 4

    قال لي احد العراقيين اللذين يجلسان معنا :
    اخي ارجوك تحدث مع السائق خوف ان ينام ؛ لان الطريق فيه ثلوج وانحناءات قوية .
    فلبيت طلبهم ؛ والتفت الى السائق لأكلمه ؛ وقبل ان ابدء بالكلام معه ؛ بدأت بتحليل شخصيته ؛ لاعرف مستواه الثقافي لكي اتكلم معه بمقدار ما يفهمني وافهمه .
    فترددت بين امرين وهما ان اكلمه بقضايا دينية أو اكلمه بما يهش النفس من المزاح والنكات الطريفة الغير خارجة عن حدود القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم الاسلام .
    اما القضايا الدينية فوجدته بعيدا عن عالم الجدية وقد ازيده نعاسا ان تكلمت معه بما اتعبه بالقضايا الفكرية التي تحتاج انسان يطلبها ويفرغ نفسه لها .
    وان تكلمت معه بالطرائف والمزاح قد اسيئ لنيتي في مواساة اهل البيت عليهم السلام في الاربعينية وقد ورد عنهم عليهم السلام :
    وسائل‏الشيعة 11 422
    عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام تَزُورُونَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ لَا تَزُورُوا وَ لَا تَزُورُونَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَزُورُوا.
    قَالَ قُلْتُ: قَطَعْتَ ظَهْرِي قَالَ تَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَذْهَبُ إِلَى قَبْرِ أَبِيهِ كَئِيباً حَزِيناً وَ تَأْتُونَهُ أَنْتُمْ بِالسُّفَرِ كَلَّا حَتَّى تَأْتُونَهُ شُعْثاً غُبْراً .
    لكن قلت في نفسي ان مداراة الناس من اهم ما اوجبه علينا اهل البيت عليهم السلام كما في :
    مستدرك‏الوسائل 9 13
    * مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَتَّالُ فِي رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ، عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام: أَنَّهُ قَالَ أَعْقَلُ النَّاسِ أَشَدُّهُمْ مُدَارَاةً لِلنَّاسِ وَ أَحْزَمُ النَّاسِ أَكْظَمُهُمْ غَيْظاً.
    الكافي 2 117
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
    أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ .
    ولذلك تكلمت معه باحاديث تناسبه وتبهجه الى ان وصلنا الى الحدود الايرانية العراقية ونزلنا من السيارة في مهران البلدة الحدودية و حينها جاءت امامنا سيارة ؛ وقال سائقها تعالوا اركبوا معي لاوصلكم الى الحدود؛ قلت للعراقيين اتركاه لنصلي باطمئنان ثم نذهب ولا تخافا من الازدحام :
    ِ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً (3)
    فرضيا وكان سن احدهما حدود الخمسين والاخر حدود 45 سنه ونحن نمشي باتجاه المسجد وكان بعيدا جدا عن الحدود وانا اسير وافكر كيف نذهب للمسجد؟ وهل نستاجر سيارة للذهاب او نصلي في الشارع ؟!
    وانا افكر وامشي ؛ واذا بسيارة وقفت امامنا ؛ وقال السائق تعالوا معي لنذهب الى المسجد نصلي ثم ثم نذهب معا الى الحدود ؛ فكرت في نفسي قائلا هل اساومه على المبلغ الذي سياخذ منا ام لا اساله؟ لكنني تذكرت هذه الرواية المباركة وهي عن :
    الكافي 4 496
    عن سَوَادَةَ قَالَ كُنَّا جَمَاعَةً بِمِنًى فَعَزَّتِ الْأَضَاحِيُّ فَنَظَرْنَا فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَاقِفٌ عَلَى قَطِيعٍ يُسَاوِمُ بِغَنَمٍ وَ يُمَاكِسُهُمْ مِكَاساً شَدِيداً ؛ فَوَقَفْنَا نَنْتَظِرُ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ:
    أَظُنُّكُمْ قَدْ تَعَجَّبْتُمْ مِنْ مِكَاسِي؟ فَقُلْنَا نَعَمْ . فَقَالَ: إِنَّ الْمَغْبُونَ لَا مَحْمُودٌ وَ لَا مَأْجُورٌ أَ .
    لذلك قلت في نفسي اصنع كما صنع الامام عليه السلام واماكسه على المبلغ الذي سنتفق عليه
    فسألت السائق: ان اخذتنا للمسجد ثم من هناك الى الحدود كم تاخذ منا من الاجرة ؟
    فقال : لا ازيد على ما عينته لنا الدولة ؛ وانما اخذكم للمسجد مجانا لاني اريد ان اصلي هناك .
    فركبنا معه وذهبنا الى المسجد وصلينا وانا مسرور في قلبي لاني اقتربت من اقامة الشعائر الحسينية التي ارجو من الله تعالى ان لا يحرمنا منها طرفة عين .
    فاجأني احد العراقيين بما هدّ ركني قائلا : هل تعلم ان صاحبي لم يصلي .
    فقلت له وعمره اكثر من اربعين سنة؟!! انا لله وانا اليه راجعون ؛ الم يعلم انه في عمرٍ خطر غير معذور فيه :
    الكافي 2 455 باب محاسبة العمل .....
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ إِذَا أَتَتْ عَلَى الرَّجُلِ أَرْبَعُونَ سَنَةً قِيلَ لَهُ خُذْ حِذْرَكَ فَإِنَّكَ غَيْرُ مَعْذُورٍ وَ لَيْسَ ابْنُ الْأَرْبَعِينَ بِأَحَقَّ بِالْحِذْرِ مِنِ ابْنِ الْعِشْرِينَ فَإِنَّ الَّذِي يَطْلُبُهُمَا وَاحِدٌ وَ لَيْسَ بِرَاقِدٍ فَاعْمَلْ لِمَا أَمَامَكَ مِنَ الْهَوْلِ وَ دَعْ عَنْكَ فُضُولَ الْقَوْلِ .
    وسائل‏الشيعة 7 302 1- باب وجوبها على كل مكلف ....
    الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ إِذَا زَادَ الرَّجُلُ عَلَى الثَّلَاثِينَ فَهُوَ كَهْلٌ وَ إِذَا زَادَ عَلَى الْأَرْبَعِينَ فَهُوَ شَيْخٌ .
    مستدرك‏الوسائل 6 75 36- باب استحباب الإكثار من الدعاء ......
    الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي كِتَابِ إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكاً تَحْتَ الْعَرْشِ يُسَبِّحُهُ بِجَمِيعِ اللُّغَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ أَمَرَهُ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الدُّنْيَا وَ يَطَّلِعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَ يَقُولَ يَا أَبْنَاءَ الْعِشْرِينَ لَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا وَ يَا أَبْنَاءَ الثَّلَاثِينَ اسْمَعُوا وَ عُوا وَ يَا أَبْنَاءَ الْأَرْبَعِينَ جِدُّوا وَ اجْتَهِدُوا وَ يَا أَبْنَاءَ الْخَمْسِينَ لَا عُذْرَ لَكُمْ وَ يَا أَبْنَاءَ السِّتِّينَ مَا ذَا قَدَّمْتُمْ فِي دُنْيَاكُمْ لآِخِرَتِكُمْ وَ يَا أَبْنَاءَ السَّبْعِينَ زَرْعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهَا وَ يَا أَبْنَاءَ الثَّمَانِينَ أَطِيعُوا اللَّهَ فِي أَرْضِهِ وَ يَا أَبْنَاءَ التِّسْعِينَ آنَ لَكُمُ الرَّحِيلُ فَتَزَوَّدُوا وَ يَا أَبْنَاءَ الْمِائَةِ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ وَ أَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ثُمَّ يَقُولُ لَوْ لَا مَشَايِخُ رُكَّعٌ وَ فِتْيَانٌ خُشَّعٌ وَ صِبْيَانٌ رُضَّعٌ لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً .
    ولذك حينما سمعت ان هذا الرجل الذي يتراوح عمره بين الاربعين والخميس وهو لا يصلي تالمت وحزنت جدا ثم دخلت في امواج متلاطمة من الافكار والتفسيرات لما ساواجه به هذا الرجل بعد ان عرفت عنه انه تارك للصلاة ؛ وتعجبت من سفره للجمهورية الاسلامية في ايران وهو بلد شيعي ؛ ومن يزوره من العراق عادة انما ياتي لزيارة الامام الرضا عليه السلام ولزيارة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ؛ فان كان هذا الرجل تاركا للصلاة فلاي علة جاء الى ايران فتاسفت اسفا شديدا لما تحدث له واتعبت نفسي ولم تؤثر فيه جميع القصص والمواعظ التي تدثت بها له على طول الطريق وقد وردت عن اهل البيت عليهم السلام الروايات الكثيرة في ذم تارك الصلاة لكل مكلف فكيف بهذا التارك وقد خالط شعره الشيب وقد قال لمثله امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة 266 :
    ِ أَيُّهَا الْيَفَنُ الْكَبِيرُ الَّذِي قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِيرُ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا الْتَحَمَتْ أَطْوَاقُ النَّارِ بِعِظَامِ الْأَعْنَاقِ وَ نَشِبَتِ الْجَوَامِعُ حَتَّى أَكَلَتْ لُحُومَ السَّوَاعِدِ فَاللَّهَ اللَّهَ مَعْشَرَ الْعِبَادِ وَ أَنْتُمْ سَالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ وَ فِي الْفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّيقِ فَاسْعَوْا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا أَسْهِرُوا عُيُونَكُم‏...
    فصممت ان لا اضحك في وجهه ما بقي بصحبتي في الطريق لورود هذه الرواية
    جامع‏الأخبار 74
    قال النبي صلى الله عليه واله من أعان على تارك الصلاة بلقمة أو كسوة فكأنما قتل سبعين نبيا أولهم آدم و آخرهم محمد .
    وسائل‏الشيعة 4 42 11- باب ثبوت الكفر و الارتداد بترك
    الْحَجَّاجِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثِ الْكَبَائِرِ قَالَ إِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ يَعْنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ
    وسائل‏الشيعة 6 184 8- باب أنه يستحب لحامل القرآن ملازم
    وَرَّامٌ فِي كِتَابِهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله قَالَ إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِياً يَسْتَغِيثُ أَهْلُ النَّارِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ مِنْهُ إِلَى أَنْ قَالَ فَقِيلَ لَهُ لِمَنْ يَكُونُ هَذَا الْعَذَابُ قَالَ لِشَارِبِ الْخَمْرِ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَ تَارِكِ الصَّلَاةِ .
    بحارالأنوار 79 214 باب 1- فضل الصلاة و عقاب تاركها ...
    عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَا بَالُ الزَّانِي لَا تُسَمِّيهِ كَافِراً وَ تَارِكُ الصَّلَاةِ قَدْ تُسَمِّيهِ كَافِراً وَ مَا الْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ لِأَنَّ الزَّانِيَ وَ مَا أَشْبَهَهُ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الشَّهْوَةِ وَ لِأَنَّهَا تَغْلِبُهُ وَ تَارِكُ الصَّلَاةِ لَا يَتْرُكُهَا إِلَّا اسْتِخْفَافاً بِهَا وَ ذَلِكَ لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ الزَّانِيَ يَأْتِي الْمَرْأَةَ إِلَّا وَ هُوَ مُسْتَلِذٌّ لِإِتْيَانِهِ إِيَّاهَا قَاصِداً إِلَيْهَا وَ كُلُّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ قَاصِداً إِلَيْهَا فَلَيْسَ يَكُونُ قَصْدُهُ لِتَرْكِهَا لِلِّذَّةِ فَإِذَا انْتَفَتِ اللَّذَّةُ وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَ إِذَا وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَقَعَ الْكُفْرُ
    قال عليه السلام بين العبد و بين الكفر ترك الصلاة
    و عن النبي صلى الله عليه واله قال من ترك الصلاة لا يرجو ثوابها و لا يخاف عقابها فلا أبالي أن يموت يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا
    ولذلك تركت معاشرته في السفر لاتخلص من شؤمه ونحوسته لان عيسى عليه السلام قال :وَ جَعَلَني‏ مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْت‏
    ففهمت من هذه الاية المباركة بان هناك من لم يكن مباركا اينما كان
    رواية شعيب
    تهذيب‏الأحكام 6 180 80- باب الأمر بالمعروف و النهي عن ا.........
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام أَوْحَى اللَّهُ إِلَى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ عليه السلام إِنِّي لَمُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ وَ سِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ فَقَالَ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنَّهُمْ دَاهَنُوا أَهْلَ الْمَعَاصِي وَ لَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي .

    تعليق


    • #12
      الفصل : 5

      كنت مشغولا افكر في شان هذا التارك للصلاة فاحسست بالجوع الشديد ؛ فاخذت عيوني تركض وراء بياض البيض والطلعة العذبه لصفاره الشهية ؛ وقويت عندي حاسة الشامة باحثا عن افطار يذهب عني عناء السفر ؛ واذا بمقاهي هناك فيها من الاكل انواع تخص تلك المنطقة الحدودية والشاي والحليب الحار الذي فيه لذة براءة الطفولة في ذلك الجو البارد ؛ ففكرت في نوع الطعام الذي ساختاره هناك لان القرآن الكريم يقول في قضية اصحاب الكهف : فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى‏ طَعاماً وجاء عن تفسيرها في تفسيرالقمي 2 34
      و قوله: فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى‏ طَعاماً يقول : أيها أطيب طعاما فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ
      وجاء في بحارالأنوار 63 325
      و ذلك أن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال و يجتنب الحرام و الشبهة
      فقلت اذن اختار البيض لانه في اعتقادي هو ازكى طعام موجود هناك ؛ وجلست في المقهى وتناولت ما قدر لي من رزق والحمد لله رب العالمين وشربت الشاي واتجهت شاكرا لله تعالى ومتوكلا عليه نحو ادارة الجوازات الحدودية ودخلنا العراق وانا اهرب من تارك الصلاة كي لا التقي به خوف ان يشملني سخط الباري وقد وعظته في طول الطريق والذي يتراوح حدود 10 ساعات الا انه اظهر عناده والعياذ بالله ...واخيرا اتممت الرسميات الادارية ودخلت الى الحدود العراقية ومنها نحو موقف السيارات .

      تعليق


      • #13
        الفصل : 6
        وفي موقف السيارات فكرت هل اتجه نحو النجف الاشرف ام الى كربلاء المقدسة فتذكرت رواية صحيحة السند في كتاب كامل الزيارات عن أبي وهب البصري قال دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك أتيتك و لم أزر قبر أمير المؤمنين عليه السلام .
        قال: بئس ما صنعت لو لا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة و يزوره الأنبياء مع المؤمنين [و يزوره المؤمنون‏] قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك ؛ قال فاعلم أن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل عند الله من الأئمة كلهم و له ثواب أعمالهم و على قدر أعمالهم فضلوا.(انتهى)
        ولذلك عزمت على السفر الى النجف الاشرف لزيارة امير المؤمنين عليه السلام اولا ثم استاذنه روحي فداه للزيارات الاخرى فبدءت ابحث عن سيارات النجف الاشرف واذا بسيارة تحتوي على 11 كرسي والعجيب الذي رأيته هو نشاط سائق هذه السيارة حيث ان نشاطه كان يلفت النظر وهو ينادى :
        نجف ....... نجف .......
        وكان ياخذ الحقائب من المسافرين بنشاط فائق ويرمي بها الى الرجل الذي كان على سقف السيارة وهو يرجوه قائلا له :
        ارجوك لا تشخط سيارتي ثم سالته كم تاخذ من الاجرة الى النجف الاشرف قال انا آخذ 15ألف دينار وهذا جاري ياخذ 13 ألف دينار( وانت ابكيفك ) ضحكت حيث انني تذكرت شابا كان يشكو لي عن منافسة جيرانه له لانه يبيع دون سعره منافسة له في العمل ؛ كنت اقول له ان ابو الامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول:
        رزقك لا يسبقك اليه غيرك
        وقال في كتاب الكافي 1 30
        قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ:
        أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلُ بِهِ أَلَا وَ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ مَضْمُونٌ لَكُمْ قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ وَ ضَمِنَهُ وَ سَيَفِي لَكُمْ وَ الْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ فَاطْلُبُوهُ .
        وقال ايضا روحي فداه في كتاب الكافي 5 81 و نهج البلاغة و مصادر كثيرة هذه الرواية العظيمة :
        عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وَ إِنِ اشْتَدَّ جَهْدُهُ وَ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَ كَثُرَتْ مُكَابَدَتُهُ أَنْ يَسْبِقَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَ لَمْ يَحُلْ مِنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حِيلَتِهِ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَنْ يَزْدَادَ امْرُؤٌ نَقِيراً بِحِذْقِهِ وَ لَمْ يَنْتَقِصِ امْرُؤٌ نَقِيراً لِحُمْقِهِ فَالْعَالِمُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَتِهِ وَ الْعَالِمُ لِهَذَا التَّارِكُ لَهُ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلًا فِي مَضَرَّتِهِ وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَ رُبَّ مَغْرُورٍ فِي النَّاسِ مَصْنُوعٍ لَهُ فَأَفِقْ أَيُّهَا السَّاعِي مِنْ سَعْيِكَ وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ وَ انْتَبِهْ مِنْ سِنَةِ غَفْلَتِكَ وَ تَفَكَّرْ فِيمَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ص وَ احْتَفِظُوا بِهَذِهِ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ فَإِنَّهَا مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَى وَ مِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَلَّةٍ مِنْ هَذِهِ الْخِلَالِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَوْ إِشْفَاءِ غَيْظٍ بِهَلَاكِ نَفْسِهِ أَوْ إِقْرَارٍ بِأَمْرٍ يَفْعَلُ غَيْرُهُ أَوْ يَسْتَنْجِحَ إِلَى مَخْلُوقٍ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ فِي دِينِهِ أَوْ يَسُرَّهُ أَنْ يَحْمَدَهُ النَّاسُ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ وَ الْمُتَجَبِّرِ الْمُخْتَالِ وَ صَاحِبِ الْأُبَّهَةِ وَ الزَّهْوِ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ السِّبَاعَ هِمَّتُهَا التَّعَدِّي وَ إِنَّ الْبَهَائِمَ هِمَّتُهَا بُطُونُهَا وَ إِنَّ النِّسَاءَ هِمَّتُهُنَّ الرِّجَالُ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُشْفِقُونَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنْهُمْ .
        فقلت للشاب عزيزي اجعل تنافسك مع الاخرين للرحيق المختوم :
        كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفي‏ عِلِّيِّينَ (18)وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (19)كِتابٌ مَرْقُومٌ (20)يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)إِنَّ الْأَبْرارَ لَفي‏ نَعيمٍ (22)عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (23)تَعْرِفُ في‏ وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعيمِ (24)يُسْقَوْنَ مِنْ رَحيقٍ مَخْتُومٍ (25)خِتامُهُ مِسْكٌ وَ في‏ ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26)وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنيمٍ (27)عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28).
        والعجيب ان سائقنا الذي قال انا اخذكم بمبلغ 15 الف دينار امتلأت سيارته باسرع من جاره الذي ياخذ ب13 الف دينار ؛
        والان هل يخطر ببالك قارئي العزيز لماذا تعجبت من نشاط السائق ؟!!

        تعليق


        • #14
          الفصل : 7
          انما تعجبت من نشاط السائق لانني حينما نظرت اليه واذا باحدى رجليه قد ابتليت بقطع او بالابتلاء الرباني وهو مع ذلك مرحا ونشطا افضل من باقي اصحاب السيارات ؛ وتذكرت اني ركبت معه قبل سنين لما زرنا العراق مع الاهل .
          فقلت في نفسي سبحان الله ؛ ان الاحساس بالسعادة هو شعور باطني يحظى به الانسان في جوهره حينما يكون مسلِّما لامر الله تعالى ويتيقن بان الامور كلها ترجع اليه سبحانه فيتوكل عليه ويعبده ؛ ويغفل عما ابتلي به او يتغافل ؛ وقال اهل البيت عليهم السلام في رواية عن الامام الصادق عليه السلام في كتاب :
          الكافي 2 57
          ...ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.
          وكان الرجل حسن الخلق مع المسافرين يسرح ويمرح معهم في الاحاديث .
          الامام زين العابدين عليه السلام :
          بحارالأنوار 70 92
          باب 122- حب الدنيا و ذمها .....
          عن كتاب الخصال: عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ وَ اللَّهِ مَا الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ إِلَّا كَكَفَّتَيِ الْمِيزَانِ فَأَيُّهُمَا رَجَحَ ذَهَبَ بِالْآخَرِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ يَعْنِي الْقِيَامَةَ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ خَفَضَتْ وَ اللَّهِ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ إِلَى النَّارِ رافِعَةٌ رَفَعَتْ وَ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ وَ لَا تَطْلُبْ مَا لَمْ يُخْلَقْ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لَمْ يُخْلَقْ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ وَ لَمْ يَنَلْ مَا طَلَبَ ثُمَّ قَالَ وَ كَيْفَ يَنَالُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟!
          فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَيْفَ يَطْلُبُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟! فَقَالَ :
          مَنْ طَلَبَ الْغِنَى وَ الْأَمْوَالَ وَ السَّعَةَ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّمَا يَطْلُبُ ذَلِكَ لِلرَّاحَةِ وَ الرَّاحَةُ لَمْ تُخْلَقْ فِي الدُّنْيَا وَ لَا لِأَهْلِ الدُّنْيَا إِنَّمَا خُلِقَتِ الرَّاحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَ التَّعَبُ وَ النَّصْبُ خُلِقَا فِي الدُّنْيَا وَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا وَ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْهَا حَفْنَةً إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَيْهَا وَ مَنْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ كَانَ فِيهَا أَشَدَّ فَقْراً لِأَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى النَّاسِ فِي حِفْظِ أَمْوَالِهِ وَ يَفْتَقِرُ إِلَى كُلِّ آلَةٍ مِنْ آلَاتِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ فِي غِنَى الدُّنْيَا رَاحَةٌ وَ لَكِنَّ الشَّيْطَانَ يُوَسْوِسُ إِلَى ابْنِ آدَمَ أَنَّ لَهُ فِي جَمْعِ ذَلِكَ رَاحَةً وَ إِنَّمَا يَسُوقُهُ إِلَى التَّعَبِ فِي الدُّنْيَا وَ الْحِسَابُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ عليه السلام كَلَّا مَا تَعِبَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا بَلْ تَعِبُوا فِي الدُّنْيَا لِلْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ أَلَا وَ مَنِ اهْتَمَّ لِرِزْقِهِ كُتِبَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ علي نبينا واله وعليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ إِنَّمَا الدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَاعْبُرُوهَا وَ لَا تَعْمُرُوهَا .(انتهى)
          وحينما سارت بنا السيارة نحو النجف الاشرف كنت انظر الى الشارع واذا بزوار الامام الحسين الشهيد عليه السلام يمشون على اقدامهم قد ملؤا الشارع من جانبيه رجالا ونساءا ؛ وهناك الكثير من خدام الامام عليه السلام قد نصبوا خياما كثيرة جدا لاطعام الزوار واعطائهم ما يحتاجون ؛ وحتى ان هناك خيم نصبت للتطبيب.
          كنت افكر في نفسي و اقول من يجذب هؤلاء للسير الى هذه المسافات الكثيرة من الكوت الى النجف الاشرف ثم الى كربلاء الحزين ؛ وفي الطرق الاخرى من البصرة والناصرية وكل المحافظات الى كربلاء ؛ سبحانه وتعالى عما يصفون ؛ حينما تقرء في محكم الكتاب العزيز :
          فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
          فانك تجد الاية هنا جلية واضحة للعيان حيث تراهم يمشون بافئدتهم على هوى انفسهم ؛ بل يمشون واضعين قلوبهم على ايديهم يقدموها رخيصة لامامهم روحي فداه .
          هنا تجد الحب باشرق انواره ؛ وتجد العاشقين ان كنت لا تعرفهم فها هم يسيرون امامك نحو معشوقهم ؛
          لاتقل انه صاحب حاجة وهو يذهب لحاجته لانك تقع في مهوى سحيق لان تفكيرك هذا يُضحك الثكلى ؛ واي حاجة وهو قد جعل مهجته تحت قدميه وترك كل ما خوله ربه ليسجل كلمة حضور فقط لامامه عليه السلام ثم يعود .
          كنت افكر هكذا واذا بسائقنا المرح تحول جانبا عن الطريق ... ووقف عند مقهى وقال اخواني :
          اشربوا الشاي واستراحوا ؛ وكنت انظر الى السائق من المقهى وهو برجل واحدة سالمة مع ذلك حيّاه الله لنشاطه ؛ غسل السيارة في هذه الفترة الوجيزة ونظفها وكأنها محبوبته ؛ تراه يناجيها بعيونه فرحا بها ؛ فأساله تعالى ان يحفظها له ويحفظه لها ؛ واسال الله تعالى ان يكون جميع احبتي المبتلين باي بلاء من الابتلاءات الخارجة عن ارادة الانسان ان يكونوا كهذا المتفائل ؛ لان هناك من الناس من تراه وكل بدنه اسلم ما يكون لكنه يجرح نفسه بسكين عدم التسليم لله عز وجل واذا به يشعر بآلآم كل مبتلي في العالم ؛ في حين كان بامكانه ان يتغافل ويهنأ بعيشه كما قال امير المؤمنين عليه السلام:
          "من لم يتغافل تنغص عيشه" .

          تعليق


          • #15
            الفصل : 8

            فكرت ان اتوضأ لاني تذكرت هذه الرواية التي وردت في كتاب :
            الكافي ج 3 ص 70
            قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام :
            مَنْ تَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ كَانَ وُضُوؤُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي نَهَارِهِ مَا خَلَا الْكَبَائِرَ وَ مَنْ تَوَضَّأَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ كَانَ وُضُوؤُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي لَيْلَتِهِ إِلَّا الْكَبَائِرَ .
            وبعد ان توضأت فكرت هل سميت باسم الله ام لا ؟ لاني قرءت عن الامام الصادق عليه السلام انه قال كما في كتاب
            الكافي 3 16
            عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِذَا سَمَّيْتَ فِي الْوُضُوءِ طَهُرَ جَسَدُكَ كُلُّهُ وَ إِذَا لَمْ تُسَمِّ لَمْ يَطْهُرْ مِنْ جَسَدِكَ إِلَّا مَا مَرَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ .
            وركبنا السيارة جميعا وبدء سائقنا المتفائل بالخير يجد السير نحو النجف الاشرف بقلوبنا لا بسيارته ؛ والمشاة رجالا ونساء واطفالا وبنات وبنين كلهم يمشون من جانبي الطريق ؛ وكلما مرت السيارة مقدارا من الكلومترات واذا بخيمة منصوبة واصحابها يتوسلون بالزائرين لعرش الله ويقسمون على الناس قائلين :
            تعالوا يا زوار ابو علي ؛ تعالوا وكلوا من زاد ابو علي ..........
            قلت في نفسي:
            يارب كم جميل مذهب التشيع ؛ والله لو كنت غير مسلم واقرء عن هذا المذهب هذا النشاط الرباني العظيم الذي فيه لاحببته لانه مذهب حي نشيط متفائل ؛ المذهب الذي يمزج الدمعة بالابتسامة.
            تراه وخده قد قُسِّم الى شطرين ؛ يفرح بخد لفرح آل الرسول عليهم السلام ودموعه تسيرعلى خده الاخر لآلامهم وحزنهم ؛ فهو ضاحك باكي ؛ وشفتاه يتمتمان بالصلوات وقدميه تركضان قبل صاحبهما وكانهما يعلمان اين يراد بالسير بهما ؛
            اللهم لك الحمد عني وعن كل شيعي لم يلتفت لجمال مذهبه وعذوبة مسلكه
            كانت تسير بنا السيارة وانا افكر بما ارى من مناظر عديمة النظير في الوجود . واين تجد من يطعمك وهو يعتقد انك مننت عليه حين اكلت من زاده ؛ والعراق يمر بمرحلة المخاض والضيق والاضطراب الأمني .
            والذي ادهشني هو انهم لا يكتفون باطعام المشاة ؛ : بل كانوا يقفون امام كل سيارة تمر ويتوسلون بالركاب ان انزلوا وكلوا ثم اذهبوا .
            ومنهم من لا يكتفي بهذا القدر بل يرمي بالفواكه وعصيره والماء المعدني بالسيارات..
            سبحان الله اهو كرم ؟ ام افئدة تهوى الحسين عليه السلام .
            واي مذهب فيه هذا الاطعام وبهذا الشكل الواسع والرائع ؛
            يطعمك ويهنيك وانت تشعر بانك ارضيت ربك وشفيت بدنك ببركة الطعام الحسيني ؛ يقوم خدمة الامام الحسين بكل هذه الخدمات وهو يعلم بان كثير من المشاة قد لا يتفق معه في اتجاهاته السياسية ؛ لكن الآن الهدف واحد والسير الى مقصود واحد وهو ارضاء رسول الله صلى الله عليه واله وامتثال امر القرآن الكريم في حب ذوي قربى رسول الله صلى الله عليه واله .
            يارب وفقني ان اناجي القلوب هذه؛ بقلبي ؛ كنت وانا انظر اليهم يمشون على اقدامهم اقول : يارب ليتك تاذن لي ان افرش قلبي ومهجتي تحت اقدامهم ؛ وكنت اشعر باني لا استطيع ان اسيطر على مشاعري ؛ و اود ان انثر ورود الدنيا بعطرها على رؤسهم ثم اتحسر لضعفي ؛ ولكن اعود لرشدي حيث اقول ربي ارحم مني وهو قادر على مايشاء ولكنها الدنيا واختبار قلب المحب ؛

            تعليق


            • #16
              الفصل : 9
              بدأت السيارة تقترب من النجف الاشرف ؛ وبدأت افكر ان لي اختين وأخويين في النجف الاشرف فلاي بيت ينبغي ان اذهب اليه من هؤلاء ؛ وفجأة تذكرت ان اخي الاكبر ابو ميثم حيث اتصل بي قبل سفري وهو لا يعلم بسفري قائلا وهو يبكي خلف الجوال .........
              فقلت له حبيبي ابو ميثم ما يبكيك ؟
              وكان يهمني بكاءه حيث انه اخي الاكبر مني بكثير وقد قال الامام الرضا عليه السلام في كتاب تهذيب‏الأحكام 7ج ص393
              *عَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ : الْأَخُ الْأَكْبَرُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ
              وليتنا نمتثل هذه الاحكام الجميلة ونحترم كل فرد في العائلة وفي المجتمع بما امرنا اهل البيت عليهم السلام ؛ لساد السلام والاحترام جميع البشر .
              فقال لي :اخي رأيت امس رؤيا عجيبة. فقلت له وما هي ؟
              فقال رأيت كانك جئت الى بيتنا وانت ماسك بيدك وبتمام الاحترام امرأة طويلة القامة ؛ جليلة ومهيبة وانت تدخل بيتنا وفي البيت مجموعة من النساء المحترمات وكنت حزينا اشد الحزن انت والجليلة التي كانت معك .
              فقلت له اخي ان حلمك هذا تاويله واضح ؛ وهو انني عازم على السفر الى زيارة الامام الحسين عليه السلام في الاربعين ولكي امشي من النجف الاشرف بعد الاستاذان من امير المؤمنين عليه السلام الى كربلاء الحزينة فهذا يعني ان رؤياك بشارة كبيرة لي وهو ان حزني السرمد ؛ وقلبي المجروح لسيدتي زينب سيكون تسديدي في سفري الدنيوي نحو الاخرة ؛ وهو أمر لي ان احل في بيتك ان شاء الله وبشارة بوصولي سالما اليك ؛ وايضا لك بشارة لقبول ما تقدمه من خدمات لزوار الامام الحسين عليه السلام ان شاء الله تعالى .
              لذلك لم اتردد في ذهابي الى بيت اخي ابو ميثم .
              ولما وصلت السيارة الى النجف الاشرف قفز صاحبنا المرح المتفائل الراضي بظاهره بالقضاء والقدر على سقف السيارة وكأنه لم يكن للابتلاء في وجوده محل ؛ واخذ يناولنا الحقائب بكل نشاط وهو مبتسم وينادي بصوت ممزوج بابتسامة عذبه على( كيفكم اخواني الان اعطيكم كل الحقائب )
              فاخذت حقيبتي وكانت هناك سيارة تنتظر الركاب الواصلين فاستاجرت سيارة وذهبت الى بيت اخي واذا بالساعة هي الرابعة بعد الظهر وهم لم يتناولوا الطعام منتظرين لقدومي احتراما لما شاهد في منامه ؛ فجلسنا جميعا وتناولنا ما قسمه الله لنا ؛ لان الانسان لا ياكل الا ما قدر له وان لم يقدر له فلو دخل في فم الانسان لخرج منه كما ورد في فاجعة مسلم بن عقيل عليه السلام كما ينقل في كتاب :
              بحارالأنوار 44 354
              و قد اشتد بمسلم بن عقيل عليه السلام العطش و على باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فيهم عمارة بن عقبة بن أبي معيط و عمرو بن حريث و مسلم بن عمرو و كثير بن شهاب و إذا قلة باردة موضوعة على الباب. فقال مسلم عليه السلام : اسقوني من هذا الماء فقال له مسلم بن عمرو : أ تراها ما أبردها لا و الله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم ( لعنة الله عليك وعلى من مهد لك من السابقين )
              فقال له ابن عقيل( عليه السلام ) ويحك من أنت؟
              فقال أنا الذي عرف الحق إذ أنكرته و نصح لإمامه إذ غششته و أطاعه إذ خالفته أنا مسلم بن عمرو الباهلي فقال له ابن عقيل( عليه السلام) لأمك الثكل ما أجفاك و أقطعك و أقسى قلبك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم و الخلود في نار جهنم مني.
              ثم جلس فتساند إلى حائط و بعث غلاما له فأتاه بقلة عليها منديل و قدح فصب فيه ماء فقال له اشرب فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه و لا يقدر أن يشرب ففعل ذلك مرتين فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال:
              الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته (انتهى)
              وبعد ان تناولنا الطعام . واسترحت ثم تجاذبنا اطراف الحديث فقلت لاخي:
              سبحان الله كم كان طريق الكوت مزدحما حيث انهقريب الحدود الايرانية العراقية ومنه الى النجف الاشرف والناس كانهم السيل من اعلى قمم الجبال الشامخة بشموخ العز والولاء لآل الرسول صلى الله عليهم اجمعين الى الوادي ذو الارض الخصبة بورود استقبال اهل الولاء ؛ فقال اخي ومنذ 15 يوما والناس هكذا بدون انقطاع .
              فقلت : سبحان الله وكم سيكون ما يبذلون - مع هذا الغلاء - من الاموال ليقدموا هذه الخدمات ؟
              فقال اخي : مع كل هذا وهم يبكون لانهم يشعرون بانهم مقصرون في حق الزائرين .والشعور بالتقصير من اجمل خلال المؤمنين كما في هذه الرواية المباركة :
              الكافي 2 73 باب الاعتراف بالتقصير ..
              عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ وَ لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ قَالَ قُلْتُ أَمَّا الْمُعَارُونَ فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ فَمَا مَعْنَى لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ فَقَالَ كُلُّ عَمَلٍ تُرِيدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اللَّهِ مُقَصِّرُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .
              الله اكبر ماهذا الكرم ؟
              حقا لو شاهد حاتم الطائي ما يبذله الموالين في العراق من مهجة قلوبهم رخيصا للزائرين لخجل امام هؤلاء الموالين ؛ ان البعض منهم قد باع حتى اثاث بيته ليكون مساهما فيما يقدمه لذوي قربى الرسول صلى الله عليه واله وريحانته ومحبوبه ومحبوب كل الشيعة الا وهو سيد الشهداء الحسين روحي فداه

              تعليق


              • #17
                الفصل : 10

                ثم سرت الى حرم امير المؤمنين عليه السلام واذا بي ارى في الحرم قمرا يسير على الارض فتنحيت جانبا وقلت ودموعي على خدي سبحان الله أقمرا سائرا يمشي على ارض الحرم ...؟!
                دققت النظر من بين الزائرين افي خيال انا ...لا... لا..
                انه قمر يمشي على ارض الحرم ؛ كانت فتاة صغيرة قد يكون عمرها حدود 8 سنوات لكنها فاقدة الرجلين بمعنى ان رجليها كانت كوردتان لم تتفتحا والحرم مزدحم في ايام الاربعينية ؛ فكان مسؤول الحرم يوسع لها طريقها من بين الزائرين وكان يسير خلفهم رجل اخر والظاهر هو ابوها وكانوا يفتحوا لها الطريق لكي لا يتجاسر على احد حريمها في حرم ابوها امير المؤمنين عليه السلام نعم ابوها!!
                اليس قال رسول الله صلى الله عليه واله كما في كتاب :
                بحارالأنوار ج 36 ص 11
                قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله يَا عَلِيُّ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مِنْ حُقُوقِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ أَنْ يَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِمْ فِي الْأَوْقَاتِ لِيَكُونَ فِيهِمْ أَدَاءُ حُقُوقِهِمْ
                بحارالأنوار 36 8 باب 26- أن الوالدين رسول الله و أمي
                وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ بِحَقِّهِمَا عَارِفاً وَ لَهُمَا فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ مُطِيعاً يَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ أَفْضَلِ سُكَّانِ جِنَانِهِ وَ يُسْعِدُهُ بِكَرَامَاتِهِ وَ رِضْوَانِهِ وَ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَنْ عَرَفَ حَقَّ أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام وَ أَطَاعَهُمَا حَقَّ الطَّاعَةِ قِيلَ لَهُ تَبَحْبَحْ فِي أَيِّ الْجِنَانِ شِئْتَ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِنْ كَانَ الْأَبَوَانِ إِنَّمَا عَظُمَ حَقُّهُمَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا لِإِحْسَانِهِمَا إِلَيْهِمْ فَإِحْسَانُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام إِلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ فَهُمَا بِأَنْ يَكُونَا أَبَوَيْهِمْ أَحَقُّ وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ قَدْرُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ قَدْرُ أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ عِنْدَهُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام مَنْ رَعَى حَقَّ أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام لَمْ يَضُرَّهُ مَا ضَاعَ مِنْ حَقِّ أَبَوَيْ نَفْسِهِ وَ سَائِرِ عِبَادِ اللَّهِ فَإِنَّهُمَا يُرْضِيَانِهِمَا بِسَعْيِهِمَا وَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام يُعَظَّمُ ثَوَابُ الصَّلَاةِ عَلَى قَدْرِ تَعْظِيمِ الْمُصَلِّي عَلَى أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام أَ مَا يَكْرَهُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُنْفَى عَنْ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ الَّذَيْنِ وَلَدَاهُ قَالُوا بَلَى قَالَ فَلْيَجْتَهِدْ أَنْ لَا يُنْفَى عَنْ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ اللَّذَيْنِ هُمَا أَبَوَاهُ أَفْضَلَ مِنْ أَبَوَيْ نَفْسِهِ وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام إِذْ قَالَ رَجُلٌ بِحَضْرَتِهِ إِنِّي لَأُحِبُّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً عليه السلام حَتَّى لَوْ قُطِّعْتُ إِرْباً إِرْباً أَوْ قُرِضْتُ لَمْ أَزَلْ عَنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام لَا جَرَمَ أَنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً عليه السلام يُعْطِيَانِكَ مِنْ أَنْفُسِهِمَا مَا تُعْطِيهِمَا أَنْتَ مِنْ نَفْسِكَ إِنَّهُمَا لَيَسْتَدْعِيَانِ لَكَ فِي يَوْمِ فَصْلِ الْقَضَاءِ مَا لَا يَفِي مَا بَذَلْتَهُ لَهُمَا بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام مَنْ لَمْ يَكُنْ وَالِدَا دِينِهِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ عليه السلام أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ وَالِدَيْ نَسَبِهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي حِلٍّ وَ لَا حَرَامٍ وَ لَا قَلِيلٍ وَ لَا كَثِيرٍ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَنْ آثَرَ طَاعَةَ أَبَوَيْ دِينِهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عَلَى طَاعَةِ أَبَوَيْ نَسَبِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأُوثِرَنَّكَ كَمَا آثَرْتَنِي وَ لَأُشَرِّفَنَّكَ بِحَضْرَةِ أَبَوَيْ دِينِكَ كَمَا شَرَّفْتَ نَفْسَكَ بِإِيثَارِ حُبِّهِمَا عَلَى حُبِّ أَبَوَيْ نَفْسِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِي الْقُرْبى‏ فَهُمْ مِنْ قَرَابَاتِكَ مِنْ أَبِيكَ وَ أُمِّكَ قِيلَ لَكَ اعْرِفْ حَقَّهُمْ كَمَا أَخَذَ بِهِ الْعَهْدَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَعَاشِرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِمَعْرِفَةِ حَقِّ قَرَابَاتِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ هُمُ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُ وَ مَنْ يَلِيهِمْ بَعْدُ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ دِينِهِمْ
                فلما دققت النظر اليها وجدت هذه الفتاة قد رُسم على فمها ابتسامة كأنها تسع كل هموم اللاجئين الى امامهم عليه السلام ؛ وكأنها اكثر سلامة من جميعهم ؛ نعم وهي كذلك لان السلامة سلامة البال لا سلامة الجسم ؛ والعافية عافية الروح لا عافية الاعضاء والعقل مغلوب بالشهوات .
                فبدأت بالزيارة وقلبي مكلوم للفتاة لانها ملكت كل مشاعري بابتسامتها الجميلة والمعبرة ؛ وكأنها تريد ان تقول لابوها وامامها امير المؤمنين عليه السلام سيدي لا يمنعني عنك عدم نمو غصنايّ ؛ وتعبر بابتسامتها المعبرة قائلة سيدى نفسي جُنينة من الرضا مفتحة ورودها من امل الاطمئنان للقضا.

                تعليق


                • #18
                  الفصل : 11

                  ثم بدأت اناجي امير المؤمنين عليه السلام قائلا:
                  سيدي يا امير المؤمنين عليك صلوات الله كم ابتليت بجهل الناس قديما وحديثا بل وبجهل من ادعى انه عرفك!
                  ومن عرفك ؟ والنبي الاكرم صلى الله عليه واله قال كما في :
                  تأويل‏الآيات‏الظاهرة 145
                  يا علي ما عرف الله إلا أنا و أنت و لا عرفني إلا الله و أنت و لا عرفك إلا الله و أنا
                  وكيف للمحدود بحدود جهله ان يعرف من لم يحده ربه .
                  عجبا للانسان لم يُعَجّز خالقه ان يعطي علمه لنملة بينما ان نقلت له معجزة عن امامه استعظمه
                  سيدي انت القائل :
                  "إِنَّ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ لَا يُعْرَفَانِ بِالنَّاسِ وَ لَكِنِ اعْرِفِ الْحَقَّ بِاتِّبَاعِ مَنِ اتَّبَعَهُ وَ الْبَاطِلَ بِاجْتِنَابِ مَنِ اجْتَنَبَه‏".
                  حبيبي يا امير المؤمنين عليك صلوات الله ان في اعتقادي بان كل كرامة ومنقبة ومعجزة نقلت عنك فانما هي دون مقامك وعلو شانك بل انا اقر امامك سيدي باني اعترف واعتقد بمقاماتك التي هي لك عند ربك ولم تبوح بها لضعفنا كما قلت سيدي :
                  ِ"وَ لَقَدِ انْدَمَجْتُ عَلَى عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَاضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعِيدَة"
                  فانا سيدى اعتقد وادين الله بذلك العلم الذي لم تبوح به
                  سيدي يا امير المؤمنين عليك صلوات الله تعالى
                  ان اعتقادي بك ان هذا الضريح لم يكن حاجزا بين قلبي وعلمك به ؛ وبماذا ابيح لك من همومي وهموم من اوصاني ان انقل لك همومه من احبائي واخواتي واخوتي في وطني وقراباتي واصدقائي الذين اوصوني بالدعاء لهم ونقل همومهم اليك وانت اعلم بهم وبما ياملون منك سيدي ؛ وانت هو من اعطاك ذوالجلال والاكرام القدرة والكمال ؛ فافض علينا و عليهم من حلمك لغفلتنا وغفلتهم واشفع لنا و لهم بغفران ذنوبنا و ذنوبهم ومد يد كرمك الذي عُرفت به حيث تاكل اليابس من الخبز وتطعم من لا يعرف قدرك الذ الطعام ؛ فافض علينا من جودك بقضاء حوائجنا للدارين واعطنا فوق ما نامله منك يا حبيب قلوبنا .
                  وكنت قد كتبت اسماء من اوصاني بالدعاء نسخا متعددة وحيث كان الحرم مزدحما جدا فطلبت من شاب من الماشين الى كربلاء الحزن وهو متمسك بالضريح ان يلقي الاسماء التي طبعتها بجهاز الطابعة التي في مكتبتي فالقاها في الضريح . فقلت في نفسي والحمد لله حيث اصبح هذا الزائر واسطة بيني وبين اميري ولعله يكون سبب ان يجاب ادعيتنا بشفاعته الغير مقصودة
                  ثم استاذنت من امير المؤمنين عليه السلام للانصراف لبعض شاني :
                  ِِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم‏

                  تعليق


                  • #19
                    الفصل : 12

                    ورجعت الى بيت اخي ابو ميثم حفظه الله تعالى ووجدتهم واولاده في لهفة
                    الانتظار ؛ والمائدة جاهزة فجلسنا معا وبدءنا بالاكل ونحن نتحدث عن الاربعين الحسيني وكيف ان الطغات مع غطرستهم وتكبرهم لم يستطعوا الوقوف امام المشي الى كربلاء الحزن .
                    فقال اخي ابو بشير "وهو اكبر مني واصغر من اخي ابو ميثم" : كان في اواخر الحكم البائد رجل من كبار الامن العراقي فقد حُوّل اليه امر الوقوف والصد للزوار الماشين الى كربلاء الحزن ؛ ولكنه اعتذر عن قبول هذه المهمة ؛ فقيل له لماذا تخالف اوامر قيادة الثورة ؟
                    فقال : لاني كنت عقيما وكلما عالجت لارزق الذرية فلم ارزق الى ان اشار احدهم لي ان انذر المشي الى الامام الحسين عليه السلام فان نذرت فسيرزقك الله سبحانه الذرية ؛ ومباشرة بعد النذر رزقت العام الماضي وانا في هذه السنة لابد ان اذهب مشيا مع الزائرين ؛ وافعلوا بي ما احببتم لاني اخشى على ولدي من الموت ان لم اذهب.
                    ولما انتهينا من الاكل وذهبنا للنوم جلست نصف الليل وانا افكر في عظمة الزيارة ؛ وابرمج ليوم غد ؛ واذا باخي العزيز ابو ميثم جاء لي بالحليب الدافئ بدفئ الحنان الحسيني ؛ فعرفت امرا مهما وهو ان الكرم الحسيني الذي وفق له الشيعة في طريق الامام الحسين عليه السلام اثر كثيرا على طبائع العراقيين ؛ حيث انهم يفكرون قائلين مهما قدمنا لضيفنا الزائر فلا يساوي ذرة مما يقدمه الموالين في طريق المشاة لكربلاء ؛ لذلك كنت اجد اخي العزيز يقوم لي بخدمات فوق الضيافة والكرم بحيث تفهم منها انه يريد ان يقدم مهجته لامامه عليه السلام ؛ بل انها روحه بيده لا يعرف كيف يجعلها رخيصة حينما يقدمها لمن يمتثل امر ائمته في زيارة امامه الشهيد
                    نعم تجد هذا الكرم واضحا وجلي وهم خجلون لانهم يشعرون انهم لم يقدموا ما يحلق بروحهم في اجواء تقديم المستحيل ...اليس هذا هو خلق القرآن الكريم:
                    وَ الَّذينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60)(المومنون)
                    الكافي 2 456 باب محاسبة العمل .....
                    عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ وَ مَا عَلَيْكَ أَلَّا يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ رَجُلٍ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً وَ رَجُلٍ يَتَدَارَكُ مَنِيَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ أَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ اللَّهِ لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَلَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَ رَجَا الثَّوَابَ فِينَا وَ رَضِيَ بِقُوتِهِ نِصْفِ مُدٍّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ مَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَ مَا أَكَنَّ رَأْسَهُ وَ هُمْ وَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا وَ كَذَلِكَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ ثُمَّ قَالَ مَا الَّذِي آتَوْا آتَوْا وَ اللَّهِ مَعَ الطَّاعَةِ الْمَحَبَّةَ وَ الْوَلَايَةَ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ لَيْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ وَ لَكِنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا .
                    سالني اخي ابو ميثم ماذا ستعمل اليوم ؟
                    قلت له : اريد الذهاب لزيارة الامامين الكاظمين عليهما السلام فاني قد اشتقت لزيارتهما كثيرا ومن هناك اذهب لزيارة الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء .
                    وبعد تناول الافطار تهيأت للسفر ؛ وذهبت الى موضع السيارات التي تنقل المسافرين من اطراف مدينة النجف الاشرف الى بعض المدن العراقية الاخرى وهو المعروف "بكراج كربلاء" ولما ركبت الفت انتباهي امرا ؛ لعنت فيه كل ظالم وشكرت فيه نعمة الباري تعالى على ما بدل وحول من احوال العراق حيث ..
                    صرخ احد الركاب قائلا افلح من صلى على محمد وال محمد )
                    واجاب الركاب نداءه بالصلوات فكأنهم بجوابهم رضوان الله عليهم رموا بي الى ما قبل 35 سنة حيث كان الصلوات مخيفا للطغاة وأن من يجيب المنادي بها وكأنه متخلف ؛ وقد لا يكون في نفسه معتقدا بهذا الاعتقاد لكنه خوفا من الحكم الجائر يتظاهر بهذا التطور بزعمه ؛ والعجيب ان القرويين الذين كنا نأمل بهم ان يكونوا هم من اهل البساطة وعدم التعقيد في الاعتقاد ؛ فان الكثير منهم شملهم مكروب الظالم الجائر ؛ بحيث كنا نسافر ليلة الجمعة عادة من بغداد الى النجف الاشرف ؛ وناتي من الكلية الى منطقة توقف السيارات وتسمى "علاوي الحلة" وحدثت معي حادثة مهمة تذكرتها الان حينما اجاب الركاب نداء الصلوات

                    تعليق


                    • #20
                      الفصل 13

                      ((بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ))


                      ففي ليلة من ليالي الجمعة جئت من الكلية الى موقف سيارات "علاوي الحلة" لأركب الى النجف الاشرف واذا بالازدحام يفاجئني كثرته وليس هناك اي سيارة لنقل المسافرين ؛ فبقيت متحيرا ماذا افعل لانه ليس هناك اي فرصة سوى الليلة وغد يوم الجمعة الى عصرها ثم بعدها يجب ان اعود الى بغداد للجامعة والدرس ؛ فبدأت بقراءة الختمة المعروفة للموالين ولم تتخلف ولا مرة واحدة في حياتي في الاجابة للحصول على السيارة ؛ ومجرد ان انتهيت من الختمة واذا بسيارة كبيرة وتسمى في العراق في تلك الايام( دگ النجف) ؛ فهرع المسافرون ليركبوا وركبت معهم وكنت فرحا ومبتهجا ان سارجع لاهلي ؛ وتعلمون ان قلبي كان مكلوم ومجروح ويقطر دما يغطي فرحتي وبهجتي حينما كنت اتذكر بان امي قد شُد يديها على جسمها فلا تستطيع احتضان ولدها المشتاق لحنان امه حيث دُفنت في صحن امير المؤمنين عليه السلام وساذهب للبيت ولا ام تنتظرني بل اذهب كنحلة تبحث عن شجرة لتمتص رحيقها فتعود لتصنع العسل ولكن اين زهرتي فرحمة الله على كل ام طاهرة في الوجود .وهكذا كنت اغرق في بحر شوقي ولهفتي لحنان الام حتى اصل الى البيت في النجف الاشرف ؛ وحينما ركبنا في الباص كنت فرحا مسرورا بمجيئ الباص فناديت بأعلي صوتي ( افلح من صلي علي محمد وال محمد) وكنت متحمسا بندائي اشد التحمس حيث ناديت بالصلوات وانا واقف واحرك يدي في هتافي ؛ شكرا لله حيث سينقلنا الباص الى النجف الاشرف ؛ ولكن لم يجبني اي احد من الركاب ؛ وكان جالس بجنبي احد المسافرين ؛ وهو شاب كان اكبر مني في حدود العشر سنوات وهو يلبس النظارات ويحمل بيده مجموعة كتب وكأنه قد جاء من الكلية ؛ وامامي مجموعة من الركاب وهم قرويين يرتدون الملابس العراقية" العقال واليشماغ العراقي"
                      كنت جالس وأنا في حالة يرثى لها من خجلي وحيائي حيث تحمست كثيرا في ندائي بالصلوات ولكن لم يجبني اي انسان من المسافرين ؛ فبدءت افكر بوضع الشيعة وكيف ان البعثيين استطاعوا مسخهم ومسخ فطرتهم الولائية واذا بالسائق يفتح المذياع وكانت تقرء المطربة ... وباشعار من القريض الذي لايفهمه الا المثقفين بالادب العربي ؛ واذا بهذا القروي الجالس امامي ينادي باعلى صوته باللهجة العراقية (ما اتصعدهههه...)
                      وبقوله هذا ازددت الما وقلت سبحان الله لم يجبني احدا منهم وانا ادعوهم للاجر والثواب وغفران الذنوب كما في الرواية عن النبي صلى الله عليه واله وعن اهل بيته عليهم السلام كما في كتاب
                      الكافي 2 492
                      عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
                      قَالَ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله : فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَمْ يَبْقَ شَيْ‏ءٌ مِمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ إِلَّا صَلَّى عَلَى الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ مَغْرُورٌ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ
                      وفي مستدرك‏الوسائل 5 334
                      وَ عَنْهُ صلى الله عليه واله: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ ذَرَّةٌ
                      وفي نفس المصدر :
                      وَ قَالَ صلى الله عليه واله : مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ يَبْقَ لَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ ذَرَّةٌ
                      فانما ازددت ألما لاني ادعوهم لهذا الخير كله ولم يجبني احد منهم بينما يطلب هذا القروي من السائق ان يزيد صوت الغناء المحرم حيث سيكون الباص بيت غناء لا تستجاب فيها الدعوة ولا تامن فيها الفجيعة:
                      الكافي 6 433
                      قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:
                      بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ وَ لَا تُجَابُ فِيهِ الدَّعْوَةُ وَ لَا يَدْخُلُهُ الْمَلَكُ
                      فاردت ان أُخجل هذا القروي امام الناس لحرقة قلبي _ ارجو عدم ملامتي لاني في تلك الايام كنت شابا في حدود الثامن عشر من عمري او ازيد سنة لا اتذكر بالضبط _ فناديت باعلى صوتي حجي ماتقول هذه المطربة باشعارها هذه ؟؟
                      لاني كنت على يقين ان هذا القروي لا يفهم حتى كلمة واحدة من غنائها وشعرها ؛ بينما هذا القروي لم يتاخر في جوابي ولا لحظة واحدة واسرع قائلا:
                      ( عمي ما افهم شيئ ولكن على "الطربگه")
                      فلما اجاب بهذا الجواب سَكَت ُّ.
                      فاحس جاري الجالس بجنبي كيف اصبحت كالسمكة المبلولة في الزيت الحار؛ احترق واتلوى من المي؛ فحنّ لي ورقّ وقال لي:
                      اخي انظر الى هذه الساحة وكانت السيارة قد وصلت الى ساحة "ام الطبول" في بغداد وكان في وسط الميدان نافورة وهي تُصعد الماء بالوان متنوعة وكانت جدا جميلة في تلك الايام وجديدة ثم قال لي جاري الشاب :
                      اني ادرس القانون والسياسة في صوفيا وهناك ساحة فيها مثل هذه النافورة بالضبط .
                      فعرفت من قوله هذا انه يريد ان يخفف عن كاهلي ما اعاني من اللوعة والاذى ويلقي على قلبي المحروق ماء المواسات بحنانه فنعم الجار كان لي جزاه الله خيرا لأنه تحدث لي بقضايا كانت سبب تحول كبير في حياتي ؛ بل اني استطيع ان اقول انه كان السبب في يقظتي في حياتي المستقبلية انها من بركة الصلاة على محمد واله .
                      قال لي الشاب:
                      اخي انا احسست كيف تألمت لعدم اجابتهم لدعوتك لهم للخير الكثير فلا تتالم؛ فان الله سبحانه سيؤجرك وسانقل لك خلاصة وعصارة ما درسناه في كلية القانون والسياسة لاسليك عما حدث ؛ فبقوله هذا فكرت في نفسي قد يكون قوله هذا هداية من الله تعالى لما عانيت من سوء ادب المسافرين مع رسول الله صلى الله عليه واله الكرام .
                      قال ان اكثر الحكومات في العالم انما تحكمها عصابات مدعومة من قبل اليهود الا الاندر من الحكومات التي هي مستقلة ؛ تابع قائلا : ان هذه العصابة تنشطر قبل الحكم الى شطرين ؛ قسم يستلمون الحكم بوعود كاذبة كثيرة يعطوها لشعوبهم والقسم الاخر يكونون مخالفين بالظاهر للحكومة الحاكمة ليجمعون حولهم من يخالفهم فيستفيدوا بعملهم هذا اولا : معرفة المخالفين للحكومة ؛ وثانيا : يطمئنوا بان الضرر من هؤلاء لا يصيبهم لانهم اصبحوا من ضمن العصابة الحاكمة واقعا ؛ الى ان يصل تذمر المخالفين للحكم الى درجة لا يتحملون الحكومة الحاكمة ؛ فتاتي الفئات المخالفة بقيادة الشطر الثاني من العصابة فيزيلوا الفئة الحاكمة ويحكموا هم فيكون الشطر الثاني من العصابة هم حكام البلد. وهكذا ....
                      وكانت في تلك الايام تصدر مجلة في العراق باسم الف باء وفيها ينتقدون حكومة البعث؛ فكنت كلما قرأت فيها انتقاد للفئة الحاكمة تذكرت كلمة المثقف هذا ولم اغتر بالمخالفين واسكت ثم اترحم علي هذا الشاب ووالديه لنصيحته لي الى ان مرت الايام وانكشف حال المجلة وهي نفس ما قاله ذلك الشاب كانت هي مجلة تابعة للحكومة و بانتقادها اردوا ان يكتشفوا المناهضين لحكومتهم .
                      بينما اليوم وفي مسيري الى الكاظمين من النجف الاشرف واجابة الناس لصلوات المنادي تذكرت كل هذه الاحداث
                      التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني; الساعة 04-10-2011, 10:55 AM.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X