أبو نواس و مدح الإمام الرضا عليه السلام
ما نقل عن أبي نواس أنّه كان ينشد الشعر في كلّ جليل وطفيف ولم يمدح الإمام، ولما عوتب على ذلك من قبل بعض أصحابه حيث قال له: ما رأيت اوقح منك، ما تركت خمراً ولا طرداً ولا معنى إلاّ قلت فيه شيئاً، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً، فقال أبو نواس: والله ما تركت ذلك إلاّ اعظاماً له، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثمّ أنشد بعد ساعة هذه الأبيات
قيل لي أنت أحسن الناس طراً *** في فنون من الكلام النبيه
لك من جَيِّد القريض مديحٌ *** يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلامَ تركت مدح ابن موسى *** والخصال التي تجمّعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمامٍ *** كان جبريلُ خادماً لأبيه
قال في مدح الامام
مطهّرون نقيات جيوبهم *** تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه *** فما له في قديم الدهر مفتخر
الله لمّا برا خلقا فأتقنه *** صَفّاكُمُ واصطفاكم أيّها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم *** علم الكتاب وما جاءت به السور
تعليق