إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو طالب فخر الموحّدين , والكهف الحصين للنبيّ الأمين,,

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #41
    المشاركة الأصلية بواسطة اام كميل الحاجي مشاهدة المشاركة
    بحث رائع جداً في الدفاع عن مؤمن قريش وسيدهم وناصررسول الله وابو ولي الله بارك الله في هذه الاقلام الناصره لاولياءالله احسنتم جزاكم الله الف خير



    الأروع هو التوفيق للكتابة عن أولياء الله وقبول الأعمال ,,

    مشكورة أختي الكريمة على مروركِ الراقي بمتصفحي المتواضع ,,

    ودمتِ بخير

    ياأيها المصباح كلُّ ضلالة

    لمّا طلعتَ ظلامُها مفضوحُ

    ياكبرياء الحقِّ أنتَ إمامه


    وبباب حضرتكَ الندى مطروحُ

    تعليق


    • #42
      متى ومتى ومتى ....نرى وجودك؟?
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • #43
        المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
        متى ومتى ومتى ....نرى وجودك؟?

        بنيتي الغالية أشكر لهفتك ومتابعتكِ الدؤوبة ,,

        والله ياعزيزتي أني اشتقت لهذه الخيمة الميمونة وأنا كلي حياء منكم جميعاً على تقصيري


        دعواتكِ ياغالية لي بتيسير الأمور والعودة سريعا الى عائلتي في هذا المنتدى الغالي

        ياأيها المصباح كلُّ ضلالة

        لمّا طلعتَ ظلامُها مفضوحُ

        ياكبرياء الحقِّ أنتَ إمامه


        وبباب حضرتكَ الندى مطروحُ

        تعليق


        • #44
          بسم الله الرحمن الرحيم

          والصلاة والسلام على أعزّ المرسلين وسيد الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

          والحمد لله الذي اكرمنا بالهداية إلى معرفتهم , وأضاء قلوبنا بنور محبتهم , وطيّب ولادتنا بطهر موالاتهم ,

          ثبّتنا الله على اليقين بفضلهم على الخلائق أجمعين , وحشرنا في زمرتهم مع المتقين , إنّه وليُّ المؤمنين,,,

          وعودة إلى سيد البطحاء أبي طالب عليه السلام كافل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ,
          وحامي أقدس الرسالات السماوية ,
          وحامل وصايا الأنبياء عليهم السلام,,
          لنستعرض النصوص القرآنية الشريفة التي تبيّن أنّ الإسلام هو الدين السماوي الوحيد الذي جاء به جميع الأنبياء عليهم السلام,
          وليست الأديان متعددة وأنما دين التوحيد والتسليم لله عزّ وجلّ,
          ولا يمكن أن تخلو الأرض من موحّدٍ لله سبحانه وتعالى عن ذلك علّواً كبيراً ,
          إذ لا يمكن أن تسمح العدالة الإلهية والرحمة الربّانيّة أن يبقى النّاس ولو لبرهة من الزمن,
          أن تخلو الأرض من موحّد يحيي به الله الأرض,
          ويرزق بيُمنِ وجوده الخلائق,
          ويتناسل الطاهرون ليُولد الأنبياء من طاهرين وطاهرات لم يتنجّسوا بالكفر والشرك,
          والموبقات من نبيّ الله آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
          بل وصلت مواريث الأنبياء عليهم السلام ولم تندثر بعروج أرواحهم القدسيّة إلى بارئها,
          وإنما حُفظت من أمين وكافل,
          إلى أمين وكافل,
          حتى وصلت إلى خاتم الرسل سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

          وفي هذه الآيات المباركات وغيرها من الآيات القرآنية بيان ذلك .

          يقول الله عزَّ وجلّ :

          (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون(
          (سورة البقرة: آية: ٣٨)

          وفي هذه الآية المباركة بيان ماهيّة الهدى وهم الرسل
          (يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
          (سورة الأعراف: آية: ٣٥)
          وفي هذه الآيات المباركات بيان أنَّ النبوّة مستمرة في ذرية نوح وإبراهيم عليهما السلام
          (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ).
          (سورة الحديد: آية: ٢٦)
          (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ).
          (سورة النساء: آية: ١٦٣)

          يظهر جليّاً من هاتين الآيتين المباركتين أنّ النبوّة في ذرية نوح وإبراهيم عليهما السلام
          (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ).
          (سورة مريم: آية: ٥٨)

          وهذه الآية المباركة تضيء على الآيات السابقة في دلالة واضحة أنّ نسل الأنبياء متصلٌ لا انقطاع له مهما تعاظمت الفترة الزمنية .

          ثم يبيّن الله عزَّ وجلّ في الآية الشريفة كيف أنَّ ذرية النبيّ إبراهيم عليه السلام هي التي تحدد المسار الصحيح إلى الله الخالق الواحد حيث يقول في سورة الزخرف :

          (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاَءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ).

          لنستعرض تفاسير الفريقين في هذه الآية الشريفة :

          ١ ـ أخرج عبد بن حميد عن ابن عبّاس (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً) قال:
          لا إله إلاّ الله (فِي عَقِبِهِ)، قال: عقب إبراهيم ولده.
          ٢ ـ وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال:
          الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذرِّيّته مَن يقولها من بعده.
          (الدرّ المنثور)
          ٣ ـ قال الزمخشري:
          (فِي عَقِبِهِ): في ذرِّيّته، فلا يزال فيهم مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده لعلّ مَن أشرك منهم بدعاء مَن وحّد منهم.
          (بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاَءِ): يعني أهل مكّة.
          (الكشّاف)
          ٤ ـ قال البيضاوي:
          (كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ): في ذرِّيّته فيكون فيهم أبداً مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده.
          (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): يرجع من أشرك منهم بدعاء مَن وحّده.
          (بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاَءِ وَآبَاءَهُمْ): هؤلاء المعاصرين للرسول من قريش.
          (البيضاوي)
          ٥ ـ قال الطنطاوي:
          (كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ): في ذرِّيّته، فيكون فيهم أبداً مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده.
          (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): أي يرجع مَن أشرك منهم بدعاء مَن وحّده.
          (بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاَءِ وَآبَاءَهُمْ): يعني أهل مكّة، وهم مِن عقب إبراهيم...
          وجريت على عادتي أنْ أجعل في بني إبراهيم مَن يوحّد الله، ويدعو مَن كفر منهم لعلّه يرجع، فاخترتُ محمّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ليدعو هؤلاء فقالوا: هذا سحر.
          (تفسير الطنطاوي)
          ٦ ـ قال الرازي:
          (فِي عَقِبِهِ): في ذرِّيّته، فلا يزال فيهم مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده.
          (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): لعلّ مَن أشرك منهم يرجع بدعاء مَن وحّد منهم.
          (الكبير: ج٦)
          ٧ ـ قال النيسابوري:
          (بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ): فلا يزال في ذرِّيّته مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده.
          (لَعَلَّهُمْ): أي لعلّ مَن أشرك منهم يرجع إلى التوحيد، أو عن الشرك بدعاء الموحّدين منهم.
          (غرائب القران: ج١١)
          ٨ ـ قال الطبري:
          وقوله: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ): وهو قول: لا إله إلاّ الله باقية في عقبة، وهم ذرِّيّته، فلم يزل في ذرِّيّته مَن يقول ذلك مِن بعده.
          وقال: مرفوعاً عن ابن الشهاب أنّه كان يقول: العقب الولد، وولد الولد.
          وقال: مرفوعاً عن سعيد عن قتادة (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال: شهادة أنْ لا إله إلاّ الله، والتوحيد لم يزل في ذرِّيَّته مَن يقولها مِن بعده.
          وقال: مرفوعاً عن معمر عن قتادة (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال: التوحيد والإخلاص لا يزال في ذريّة مَن وحّد الله ويعبده.
          (تفسير الطبري: ج١١)
          ٩ ـ قال الشوكاني:
          الضمير في (وَجَعَلَهَا) عائد إلى قوله: (إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي): وهي بمعنى كلمة التوحيد، كأنّه قال: وجعل كلمة التوحيد باقية في عقب إبراهيم، وهم ذرِّيّته، فلا يزال فيهم مَن يوحّد الله.
          (فتح القدير)

          ١١ ـ قال الفيض الكاشاني (رضوان الله عليه ):
          (فِي عَقِبِهِ): أي في ذرِّيّته؛ ليكون فيهمأبداً ـ مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده، ويكون إماماً وحجّة على الخلائق.
          (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ): يرجع مَن أشرك منهم بدعاء مَن وحّده.
          (وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ).
          (سورة النساء: آية: ١٦٣)
          * قال العلاّمة الفيض الكاشاني:
          يعني أوحينا الصحف والأسباط (أحفاد يعقوب).

          مما أوردنا في تفسير هذه الآية المباركة يتضح أن الكلمة الباقية في عقب النبي إبراهيم عليه السلام هي التوحيد حتى لا تخلو الأرض من موحد يدعو إلى التوحيد لعلّ من أشرك يرجع إلى جادة الحق .

          كان لا بدّ من هذا السياق القرآني للدلالة على أنّ أبا طالب عليه السلام كان موحّداً وكان حاملاً لوصايا الأنبياء عليهم السلام للعودة إلى أبي طالب عليه السلام وهذه المرة بشهادة أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القرآن

          قال العلاّمة الشهرستاني:
          اعلم أنّ العرب في الجاهليّة كانت على ثلاثة أنواع من العلوم:
          أحدها علم الأنساب والتواريخ والأديان، ويعدّونه نوعاً شريفاً، خصوصاً معرفة أنساب أجداد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، والاطّلاع على ذلك النور الوارد من صلب إبراهيم إلى إسماعيل وتواصله في ذرِّيَّته، إلى أنْ ظهر بعض الظهور في أسارير عبد المطّلب سيّد الوادي شيبة الحمد، وسجد له الفيل الأعظم، وعليه قصّة أصحاب الفيل، وببركة ذلك النور دفع الله تعالى شرّ أبرهة، وأرسل عليهم طيراً أبابيل.
          وببركة ذلك النور رأى تلك الرؤيا في تعريف موضع زمزم، ووجدان الغزالة والسيوف التي دفنتْها جُرْهُم.
          وببركة ذلك النور أُلْهِمَ عبد المطّلب النذر الذي نذر في ذبح العاشر من أولاده، وبه افتخر النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حين قال: (أنا ابن الذبيحَين).
          أراد بالذبح الأوّل: إسماعيل، وهو أوّل من انحدر إليه النور فاختفى.
          وبالذبح الثاني: عبد الله بن عبد المطّلب، وهو آخر من انحدر إليه النور فظهر كلّ الظهور، وببركة ذلك النور كان عبد المطّلب يأمر أولاده بترك الظلم والبغي، ويحثّهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيّات الأمور.
          وببركة ذلك النور كان قد سُلّم إليه النظر في حكومات العرب والحكم بين المتخاصمين، فكان يوضع له وسادة عند الملتزم فيستند إلى الكعبة وينظر في حكومات القوم ـ إلخ ـ.
          (الملل والنحل: ج٢، ب٣، ص٢٣٨)
          (الملل والنحل: ج٢، ب٣، ص٢٣٨)
          عن أنس بن مالك قال:
          قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (خُلقتُ أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد، نسبّح الله عزّ وجل في يمنة العرش قبل خلْق الدنيا، ولقد سكن آدم في الجنّة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، وقُذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل يقلّبنا الله عزّ وجل من أصلاب طاهرة وأرحام طاهرة حتّى انتهى بنا إلى عبد المطّلب، فجعل ذلك النور بنصفَين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليّاً في أبي طالب) ـ الحديث ـ.
          (زين الفتى للإمام العاصمي)
          ٢ ـ عن أبي عثمان الرازي عن سلمان الفارسي قال:
          سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (خُلقتُ أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد عن يمين العرش، نسبح الله ونقدّسه قبل أنْ يخلق الله عزّ وجل آدم بأربع عشر آلاف سنة، فلمّا خلق آدم نَقَلَنَا إلى أصلاب الرجال الطاهرين وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطّلب، وقسمنا بنصفَين، فجعل النصف في صلب أبي عبد الله، وجعل النصف في صلب عمّي أبي طالب، فخُلقتُ أنا من ذلك النصف وخُلق عليٌّ (عليه السلام) من النصف الأخر) ـ الحديث ـ.
          (١ ـ رياض النضرة / ٢ ـ رياض الفضائل / ٣ ـ تسديد القدس ـ فرائد السمطين / ٥ ـ جواهر النفائس / ٦ ـ خصائص العلويّة)

          (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)
          (سورة آل عمران: آية: ٨١)
          ١ ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
          (إنّ الله أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبيّنا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنْ يخبروا أُمَمَهُم بمبعثه ونعته، ويبشّروهم به، ويأمروهم بتصديقه).
          (المجمع / الصافي / البحار في النبوّة / الميزان)
          ٢ ـ أخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
          بسم الله الرحمن الرحيم
          (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
          (الشعراء: آية: ٢١٤ ـ ٢٢٠)
          قال الإمام محمّد الباقر (عليه السلام):
          (ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إنّ الآية ينزل أوّلها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء).
          (تفسير العيّاشي / والصافي حول آية التطهير)
          إنّ هذه الآيات نزلتْ بمكّة، تتعلّق بالوقائع التي وقعتْ بمكّة، فلمّا بعث الله رسوله محمّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)،
          فأمره أوّلاً: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)، أي تدعوهم إلى الإسلام ونصرتك.
          وأمره ثانياً: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)، أي واخفض جناحك لمَن قَبِل دعوتك ووعدك بنصرتك.
          وأمره ثالثاً: (فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)، أي وإنْ لم يقبلوا دعوتك وعاندوك، فقل إنّي بريء ممّا تعملون.
          وأمره رابعاً...، (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ): الغالب على أعدائك.
          (الرَّحِيمِ): الرحيم على أحبّائك.
          ثمّ أذكره نعمته التي أنعمها عليه، أوّلاً: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ).
          ثمّ أذكره نعمته التي أنعمها عليه ثانياً: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ).
          تفسيــر (حِينَ تَقُـــــومُ)
          ١ ـ قال الديار بكرى:
          قال بعض المفسّرين، منهم ابن عبّاس وعكرمة: أراد حين تقوم بالنبوّة.
          (تاريخ الخميس: ج١، ص٦)
          ٢ ـ روى علي بن إبراهيم القمّي، والسيّد هاشم البحراني (ره):
          عن أبي جعفر قال في قوله تعالى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ) (في النبوّة) ـ حين قمت نبيّاً ـ.
          (تفسير القمّي / البرهان)
          ـ أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عبّاس، في قوله تعالى:(وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال:
          مازال النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يتقلّب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أُمّه.
          (فتح القدير: ج٤، ص١١٨ / الدرّ المنثور: ج٥، ص٩٨)
          ٣ ـ عن عطا عن ابن عبّاس قال:
          أراد (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) في أصلاب النبيّين، من نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً في هذه الأمّة.
          (السراج المنير: ج٣ / تفسير الخازن / تفسير البغوي)
          ٤ ـ عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله تعالى (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)، قال:
          مِن نبي إلى نبي، ومن نبي إلى نبي حتّى أخرجك نبيّاً.
          (الشفاء ـ الطبقات الكبرى: ج١ / السيرة الحلبيّة: ج١ / تذكرة خواص الأمّة)
          ٥ ـ قال بعض المفسّرين منهم ابن عبّاس وعكرمة:
          أراد (حِينَ
          تَقُومُ): بالنبوّة.
          ويرى (تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ): في أصلاب الموحّدين مِن نبي إلى نبي، حتّى أخرجك نبيّاً في هذه الأمّة.
          (تاريخ الخميس: ج١، ص٥٦)

          ولا بأس في تكرار ما جاء في خطبة أبي طالب عليه السلام عند نكاح الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بخديجة عليها السلام ، قال:
          (الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرِّيَّة إسماعيل، وجعل لنا بيتاً محجوجاً، وحَرَمَاً آمناً وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه) ـ إلخ ـ.
          (تاريخ اليعقوبي: ج٢)

          قال الله تعالى:
          ( إنّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحاً وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
          (سورة آل عمران: آية: ٣٣ ـ ٣٤)
          قال العلاّمة المجلسي (ره):
          عن الإمام محمّد الباقر: (لم يزالوا بنو إسماعيل وُلاة البيت، يقيمون للناس حجّهم وأمْر دينهم، يتوارثون كابراً عن كابر، حتّى كان زمن عدنان بن أدد).
          (البحار: ج١٥)
          فظهر أنّ الله اصطفى من بني إسماعيل إلى سيّدهم محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) خاتم النبيّين الذين كانوا قبل اصطفائهم طاهرين طيّبين، ثمّ اصطفاهم الله أي جعلهم أنبياء حججه. فقد ظهر من ادّعاء أبي طالب بدلالة ضمير المتكلّم مع الغير أنّ الله اصطفى وانتخب من آل إبراهيم إسماعيلَ وبعضَ بَنِيْه، إلى عبد الله وأبي طالب، أي جعلهم أعلاماً يعنى رايات الهدى أنبياء حجيّته بهاليل؛لأنّ الله جعلهم قبل اصطفائهم طاهرين مطهّرين، معصومين منزّهين عن القبائح، وأقام لهم المشاعر، وفضّلهم على العشائر، فهم المصطفون الأنبياء حجج الله كانوا آباء النبي والولي، من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب (عليه السلام). قال الله تعالى:
          (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
          (سورة البقرة: آية: ١٢٤)
          * قال صاحب آلاء الرحمان:
          (لِلنَّاسِ إِمَاماً) يعنى مرجعاً ومقصداً وزعيماً في أمور الدين والدنيا
          (تفسير آلاء الرحمان)
          * قال العيّاشي:
          عن أبي جعفر في قول الله (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ): أي لا يكون إماماً ظالماً
          (تفسير العيّاشي)
          فقد ظهر من هذا التفسير والحديث:
          أنّ الله لمّا جعل إبراهيم للناس إماماً فدعا ربّه أنْ يجعل من ذرِّيَّته أئمّة مثله: مراجع الناس، ومقاصد الناس، ورؤساء الناس، في أمور دينهم ودنياهم، فأجابه الله أنْ اجعل إماماً من ذرِّيَّتك مثلك، مَن يكون غير ظالم مثلك، أي مَن لم يظلم من المهد مثلك؛ لأنّ مَن ظلم مِن ذرِّيَّتك طرفةَ عينٍ فإنّي لم أجعله إماماً أبداً، فإنّه لم يصلح للإمامة.
          فظهر:
          أنّ الله يجعل من ذرِّيَّة إبراهيم أئمّة الذين لم يظلموا طرفة عينٍ، حتّى يكونوا مثل إبراهيم معصومين من عبادة الأصنام.
          عن عبد الله بن مسعود قال:
          قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (أنا دعوة أبي إبراهيم.
          قلنا: يا رسول الله، وكيف صرتَ دعوة أبيك إبراهيم؟
          قال:
          أوحى الله إلى إبراهيم أنّي جاعلك للناس إماماً فاستخف إبراهيم الفرح، فقال: ربّ ومِن ذرِّيَّتي أئمّة مثلي؟
          فأوحى الله إليه: أنْ يا إبراهيم: إنّي لا أُعطيك عهدك ولا أفي لك به.
          قال: يا ربّ ما العهد الذي لا تفي لي به؟
          قال: لا أعطيك عهداً لظالم مِن ذرِّيَّتك.
          قال: يا ربّ، ومَن الظالم مِن وُلدي لا ينال عهدي؟
          قال: مَن سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً، ولا يصلح أنْ يكون إماماً. قال إبراهيم عندها: واجنبني وبَنِيَّ أنْ نعبد الأصنام، ربّ إنّهن أضللن كثيراً من الناس.
          قال النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): فانتهتْ الدعوة إلي وإلى أخي علي، لم يسجد أحد منّا لصنم قط، فاتّخذني نبيّاً وعليّاً وصيّاً).
          (أمالي الشيخ الطوسي: ج١، ص٣٨٨ / البحار: ج١٦)
          فقد ظهر من ادّعاء الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
          أنّ مِن ذرِّيَّة إبراهيم آباء النبي والولي، بدلالة ضمير المتكلّم مع الغير (منّا) في قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي، لم يسجد أحد منّا لصنم قط) من لدن إسماعيل إلى عبد الله، وأبي طالب، ومحمّد، وعلي، لم يسجد أحد منهم لصنم قط، فإنّهم كانوا مثل إبراهيم معصومين من عبادة الأصنام.
          قال الله تعالى:
          (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً).
          (سورة إبراهيم: آية: ٣٥)
          قال صاحب الميزان:
          تتضمّن الآيات تذكرة ثانية بجملة من نعمه عقيب التذكرة الأولى التي يتضمّنها قوله تعالى:
          (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ .......... بَلاَءٌ مِنْ
          رَبِّكُمْ عَظِيمٌ).
          فذكَّرَ سبحانه أوّلاً: نعمته (هذه المذكورة) على جمع من عباده المؤمنين وهم بنو إسرائيل من ولد إبراهيم.
          ثمّ ذكر ثانياً: نعمته على جمع آخر منهم (يعني من عباده المؤمنين) وهم بنو إسماعيل من ولد إبراهيم، وهي (النعمة) يتضمّنها دعاء إبراهيم: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً).
          إلى أنْ قال:
          وعلى هذا يكون هذا الدعاء المحكي عن إبراهيم في هذه الآيات آخر ما أورده الله في كتابه من كلام إبراهيم ودعائه، وقد دعا ربّه بعد ما أسكن إسماعيل وأُمّه بها وجاورتْهما قبيلة جُرْهُم، وبنى البيت الحرام، وبُنيتْ بلدة مكّة بأيدي القاطنين هناك كما تدلّ عليه فقرات الآيات.
          (الميزان: ج١٢، ص٦٨)
          فقد ظهر من هذا التفسير:
          أنّ دعاء إبراهيم الخليل يتعلّق بإسماعيل وبَنِيْه أنْ يجعل الله من ذرِّيَّه إبراهيم إسماعيلَ ومِن بنيه ولاةَ بيته الحرام أنبياءً ليكون هذا البلد (مكّة) آمناً لأهله؛ حتّى يكون أهله مأمونين عن الفتنه والفساد والظلم والعناد، لأنّ الوُلاة: جمع والٍ، ومعنى الوالي: حاكم، فمعنى وُلاة البيت الحرام حكّامه روحانيّون.
          ادّعـاء أبـي طالـب حكومـة آبائـــه
          كما مرّ خطبة أبي طالب عند نكاح الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بخديجة قال في خطبته:(وجَعَلَنَا الحكّام على الناس) فظهر:
          ـ أنّ الله جعل آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي حكّاماً روحانيّين، ولم يجعل الله حكّاماً روحانيّين إلاّ الأنبياء.
          قال النبي (صلَّى الله عليه وآله):
          (فانتهتْ الدعوة إليّ وإلى أخي علي، لم يسجد أحدٌ منّا لصنم قط) ـ الحديث ـ.
          (أمالي الشيخ الطوسي)
          عن الزهري قال:
          أتى رجل أبا عبد الله فسأله فلم يُجِبْهُ، قال له
          الرجل: فإنْ كنتَ ابن أبيك فإنّك من أبناء عبدة الأصنام.
          فقال له: (كذبتَ، إنّ الله أمر إبراهيم أنْ ينزل إسماعيل بمكّة ففعل، وقال إبراهيم: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ)، فلم يعبد أحد مِن وُلد إسماعيل صنماً قط) ـ الحديث ـ.
          (العيّاشي / الصافي / البرهان)
          فقد ظهر من ادّعاء الرسول (صلَّى الله عليه وآله) وإمامنا الصادق أنّ الله عصم آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي ـ من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب ـ من عبادة الأصنام، كما عصم إبراهيم الخليل.
          فظهر:
          ـ أنّ الله جعل آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي ـ من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب ـ كمثل إبراهيم معصومين (عليهم السلام).
          ـ وأنّ الله لم يجعل معصوماً إلاّ الأنبياء.
          ـ فظهر أنّ الله جعل آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي من لدن إسماعيل إلى عبد الله وأبي طالب كإبراهيم معصومين أنبياء (عليهم السلام).
          * أخرج ابن جرير عن مجاهد في هذه الآية: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) ـ الآية ـ قال:
          فاستجاب الله لإبراهيم دعوتَه في وُلده، فلم يعبد أحد مِن وُلده صنماً ـ الخ ـ.
          * وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان بن عيينة أنّه سُئِلَ:
          هل عبد أحدٌ من وُلد إسماعيل الأصنام؟
          قال: لا. أَلَمْ تَسْمع قولَه: (وَاجْنُبْنِي
          وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ)؟
          قيل: كيف لم يدخل وُلد إسحاق وسائر وُلد إبراهيم؟
          قال: لأنّه دعاء لأهل البلد خاصّة أنْ لا يعبدوا الأصنام إذا أسكنهم، فقال: (اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ) أنْ يخصّ ذلك. وقال: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) فيه ـ فقد خصّ أهله دون غيره.
          * أخرج ابن جرير عن مجاهد في هذه الآية: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) ـ الآية ـ قال:
          فاستجاب الله لإبراهيم دعوتَه في وُلده، فلم يعبد أحد مِن وُلده صنماً ـ الخ ـ.

          قال الله تعالى:
          (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ......... رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ) الآية.
          (سورة إبراهيم: آية: ٣٧)
          قال شيخنا الطبرسي:
          (رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ): أي أسكنْتَهم هذا الوادي ليداوموا على الصلاة ويقيموها بشرائطها.
          (مجمع البيان)
          عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعتُ أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
          (والله ما عَبَدَ أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط).
          قيل: فما يعبدون؟
          قال: (كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم ومتمسِّكين به).
          قال الله تعالى:
          (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ...... * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ....)
          (سورة البقرة: آية: ١٢٧ ـ ١٢٨)
          فقد ظهر من هذه الآية:
          أنّ إبراهيم وإسماعيل دعا ربّهما عند الكعبة أوّلاً أنْ يجعلهما مسلمَين له ومن ذريّتهما أُمّة مسْلمة له، أنّ الجعل واحد بلا فصل,
          عن أبي عمرو الزبيري عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):
          فلمّا أجاب الله إبراهيم وإسماعيل وجعل من ذرِّيَّتهما أُمّة مسلمة، وبعث فيها رسولاً منهما يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة ـ ردف إبراهيم دعوته الأُولى بدعوته الأخرى...
          فهذه دلالة على أنْ لا تكون الأئمّة والأمّة المسلمة التي بعث فيها محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلاّ من ذرِّيّة إبراهيم؛ لقوله : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ).
          (العيّاشي / الصافي / البرهان)
          فقد ظهر من هذا الحديث:
          أنّ الله أجاب إبراهيم وإسماعيل أنْ بعث محمّداً (صلَّى الله عليه وآله) في تلك الأمّة المسلمة رسولاً من تلك الأمّة المسلمة،
          ولم تكن تلك الأمّة المسلمة من ذرِّيّتهما في مكّة إلاّ أبا طالب وعليّاً حين بُعث النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله .
          قال الله تعالى:
          (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ـ الآية ـ.
          (سورة آل عمران: آية: ١٦٢)
          في هذه الآية المباركة يقول الله عزَّ وجلّ أنّه مَنَّ على المؤمنين إذ بعث ( أي حين بعث ) لإنَّ إذ هنا ظرف زمان متعلق بمنّية الله على المؤمنين الموجودين في زمن البِعثة ، ولم يكن المؤمنين موجودين حين البعثة بمكّة إلاّ تلك الأمّة المسلمة التي دعا إبراهيم وإسماعيل ربّهما أنْ يجعل مِن ذرِّيَّتهما مثلهما أُمّة مسلمة له، ثمّ يبعث في تلك الأمّة المسلمة رسولاً من أنفسهم، أي من جنس تلك الآمّة المسلمة، فما كانت تلك الأمّة المسلمة إلاّ أبا طالب وعليّاً (عليهما السلام).
          في عيون الأخبار، في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمّة، حديث طويل يقول فيه:
          (أَمَا علمتم أنّه وقعتْ الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟
          قالوا: وَمِن أينّ يا أبا الحسن؟
          قال: قول الله:
          (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ).
          فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين).
          يقول العلاّمة المجلسي (رض):
          ـ أنّ الأحاديث المتواترة تدلّ على أنّ الله جعل آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والولي (عليه السلام) من لدن إسماعيل إلى أبي طالب أنبياءه وأوصياء إبراهيم (عليه السلام).
          ـ وظهر أنّ هؤلاء الأنبياء الذين كانت كتبهم من لدن إسماعيل إلى أبي طالب مستودعه عنده، فهم كانوا أنبياء بني إسماعيل (عليه السلام) وهم كانوا آباء النبي (صلَّى الله عليه وآله) والولي (عليه السلام).

          روى ثقة المحدّثين الكليني:
          بإسناده عن درست بن أبي منصور أنّه سأل أبا الحسن الأوّل ـ الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ـ أكان رسول الله محجوجاً بأبي طالب؟
          فقال: (لا ، ولكنّه كان مستودعاً للوصايا فدفعها إليه.
          قال: قلتُ: فدفع إليه الوصايا على أنّه محجوج به؟
          فقال: لو كان محجوجاً به ما دفع إليه الوصيّة.
          قال: قلتُ: فما كان حال أبي طالب؟
          قال: أقرّ بالنبي وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا ومات مِن يومه).
          (أصول الكافي: كتاب التواريخ: ب١، مولد النبي (صلَّى الله عليه وآله))
          (٢) قال العلاّمة المجلسي ـ في تشريح الحديث ـ قال السائل:
          أكان رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) محجوجاً بأبي طالب؟ أي هل كان أبو طالب
          حجّة على رسول الله إماماً له؟
          فأجاب الإمام بنفي ذلك؛ معلّلاً بأنّه كان مستودعاً للوصايا، دفعها إليه لا على أنّه أوصى إليه وجعله خليفة له ليكون حجّة عليه، بل كما يوصل المستودع الوديعة إلى صاحبها.
          فلم يفهم السائل ذلك، وأعاد السؤال وقال: دفع الوصايا مستلزم لكونه حجّة عليه؟
          فأجاب الإمام بأنّه دفع إليه الوصايا على الوجه المذكور، أي كما يوصل المستودع الوديعة إلى صاحبها، وهذا لا يسلتزم كونه حجّة، بل ينافيه.
          (٣) وقال العلاّمة المجلسي:
          ويحتمل وجوهاً أُخر: منها أنْ يكون المعنى: هل كان الرسول (صلَّى الله عليه وآله) محجوجاً مغلوباً في الحجّة بسبب أبي طالب، حيث قصر في هدايته إلى الإيمان ولم يؤمن؟
          فقال الإمام: ليس الأمر كذلك؛ لأنّه قد آمن وأقرّ، وكيف لا يكون كذلك والحال أنّ أبا طالب كان من الأوصياء، وكان أميناً على وصايا الأنبياء وحاملاً لها إليه.
          فقال السائل: هذا موجب لزيادة الحجّة عليه، حيث علم نبوّته بذلك ولم يقر؟
          فأجاب الإمام: بأنّه، لو لم يكن مقرّاً لم يدفع الوصايا إليه.
          (بحار الأنوار: ج٣٥، ب٣، ص٧٣)
          (٤) واستشهد العلاّمة الطبسي بهذا الحديث على وصاية أبي طالب في كتابه (منية الراغب):
          وقال: روى عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وهو يقول لعلي بن أبي
          طالب:
          (إنّ عبد المطّلب كان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذُبح على النصب، ويقول: أنا على دين إبراهيم).
          وروى أنّ أبا طالب يقول: أنا على ملّة عبد المطّلب، وأنّه كان وصيّاً من أوصياء إبراهيم كما رواه الكليني (ره) في الكافي، مرفوعاً عن درست بن أبي منصور أنّه سأل أبا الحسن الأوّل ـ الحديث ـ.
          (منية الراغب: ص٢٢)
          (٥) قال شيخنا الصدوق:
          روي: ابن عبد المطّلب كان حجّة، وأنّ أبا طالب كان وصيّه.
          (عقائد الصدوق)
          التعديل الأخير تم بواسطة متيمة العباس; الساعة 18-12-2013, 06:16 AM.

          ياأيها المصباح كلُّ ضلالة

          لمّا طلعتَ ظلامُها مفضوحُ

          ياكبرياء الحقِّ أنتَ إمامه


          وبباب حضرتكَ الندى مطروحُ

          تعليق


          • #45
            محروسة بعلي
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • #46
              مبارك الولادة
              sigpic
              إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
              ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
              ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
              لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

              تعليق


              • #47
                بُوركتِ بنيتي وبورك نشاطكِ الرائع

                ياأيها المصباح كلُّ ضلالة

                لمّا طلعتَ ظلامُها مفضوحُ

                ياكبرياء الحقِّ أنتَ إمامه


                وبباب حضرتكَ الندى مطروحُ

                تعليق


                • #48
                  كرامة لأبي طالب (عليه السلام)]:

                  روى في أسنى المطالب،
                  وكذا رواها شمس الدين أبو عليّ فخار بن معد وهو من فطاحل العلماء الشيعة في كتابه: (الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (عليه السلام))( عن عرفطة الجندعي قال: بينا أنا بالقاع من نمرة _ وهو موضع بعرفات _, إذ أقبلت عير من أعلى نجد حتّى حاذت الكعبة, وإذا بغلام قد رمى نفسه من عجز بعير حتّى أتى الكعبة وتعلق بأستارها ثمّ نادى: يا رب البيت أجرني, فقام إليه شيخ جسيم وسيم عليه بهاء الملوك ووقار الحكماء فقال: ما خطبك يا غلام؟ فقال: إن أبي مات وأنا صغير وإن هذا الشيخ النجدي قد استعبدني, وقد كنت أسمع أن لله تعالى بيتاً يمنع من الظلم, فجاء النجدي فجعل يسحبه ويخلِّص أستار الكعبة من يديه فأجاره القرشي ومضى النجدي وقد تكتعت( يداه. قال: فلما سمعت الخبر قلت: إن لهذا الشيخ لشأناً.



                  الأكتع: من انقبضت أصابعه ورجعت إلى كفه.

                  المؤلف:

                  السيد حسن بن السيد عليّ القبانجي
                  sigpic
                  إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                  ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                  ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                  لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                  تعليق


                  • #49
                    اعتراف ابي بكر بن ابي قحافة بايمان ابي طالب

                    "بعض ما روي من اعتراف أبي بكر بن أبي قحافة بإسلام أبي طالب عليه السلام في كتب علماء أهل السنة" "قال المؤلف" لعل مقصود من روى عن أبي بكر و غيره من أن أبا طالب عليه السلام ما مات حتى آمن هو الحديث المشهور الذي خرجه جماعة من علماء أهل السنة، و هو قول أبي بكر للنبي صلى الله عليه و آله و سلم عند إسلام أبيه أبي قحافة: إني كنت بإسلام أبي طالب أفرح مني من إسلام أبي، و إليك لفظ الحديث من جمع كثير من علماء أهل السنة الشافعية و الحنفية و غيرهما.
                    "منهم" محب الدين الطبري الشافعي المتوفى سنة 694 فانه خرج في "الرياض النضرة "ج 1 ص 45" أن النبي صلى الله عليه و آله لما فتح مكة و دخلها أتى أبو بكر بابيه أبي قحافة عند النبي ليسلم على يديه "صلى الله عليه و آله" و كان أبو قحافة أعمى و ذا شيبة فلما أتى به قال له النبي صلى الله عليه و آله- ألا تركت الشيخ "أي أباه" حتى نأتيه، قال يا رسول الله أردت أن يأجره الله عز و جل، و في رواية هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي اليه "ثم قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه و آله و سلم": أما و الذي بعثك بالحق لانا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، التمس بذلك قرة عينك، قال: صدقت "خرجه أحمد و أبو حاتم و ابن إسحاق في فضائل أبي بكر".
                    "و منهم" الشبراوي الشافعي في "الاتحاف بحب الاشراف ص 9" قال: لما اسلم أبو قحافة قال الصديق للنبي صلى الله عليه و آله: و الذي بعثك بالحق لاسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه، و ذلك
                    أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك.
                    "و منهم" ابن ابي الحديد الشافعي فانه خرج في شرحه لنهج البلاغة "ج 14 ص 68 طبع 2" و قال: روي أن أبا بكر جاء بأبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه و آله عام الفتح يقوده و هو شيخ كبير أعمى، فقال رسول الله "صلى الله عليه و آله" ألا تركت الشيخ حتى نأتيه، فقال: أردت يا رسول الله أن يأجره الله، أما و الذي بعثك بالحق أنا كنت أشد فرحا بإسلام عمك أبي طالب مني بإسلام أبي التمس بذلك قرة عينك قال: صدقت.
                    "و منهم" ابن حجر العسقلاني الشافعي فانه خرج في الاصابة "ج 7 ص 112 ص 116" ما أخرجه ابن ابي الحديد و لفظه يساوي لفظه و أسنده عن ابن عباس حبر الامة.
                    sigpic
                    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                    تعليق


                    • #50
                      (( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
                      ان الحياة تبدأ في طاعة الله المطلقة، واذا ادى تطبيق هذه الطاعة الى نيل الشهادة، هنا تبدأ الحياة الازلية التي لا خوف من بعدها
                      رزقنا الله واياكم ان يتقبل الله جل وعلا خدمتنا لاهل البيت عليه السلام
                      وفي ميزان حسناتكم

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X