إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    يعطيك ربي مليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارعافية على الأختيارالراقي للكلمة مولانـــــــــــــــــــــــــــــــ الجياشي المحترم------
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #12
      خطبتها في الكوفة
      حدّث حذلم بن كثير قال : قدمتُ الكوفة في المحرم سنة إحدى وستّين عند منصرف علي بن الحسين (عليه السّلام) والسبايا من كربلاء , ومعهم الأجناد يحيطون بهم ، وقد خرج الناس للنظر إليهم ، فلمّا أقبل بهم على الجمال بغير وطاء ، خرجن نسوة أهل الكوفة يبكين وينشدن .
      وذكر الجاحظ في (البيان والتبيين) عن خزيمة الأسدي قال : ورأيت نساء أهل الكوفة يومئذ قياماً يندبن , متهتّكات الجيوب .
      قال حذلم بن كثير : فسمعت علي بن الحسين (عليه السّلام) يقول بصوت ضئيل ضعيف ، وقد أنهكته العلة , والجامعة في عنقه , والغل في يديه ، ويداه مغلولتان إلى عنقه : (( إنّ هؤلاء النسوة يبكين , إذاً فمن قتلنا ؟! )) .
      قال : ورأيت زينب بنت علي (عليهما السّلام) , ولم أرَ خفرة(1) أنطق منها , كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين (عليه السّلام) .
      قال : وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس وسكنت الأصوات ، فقالت : الحمد لله والصلاة على محمّد وآله الطيبين الأخيار , أمّا بعد يا أهل الكوفة , يا أهل الختر(2) والغدر ! أتبكون ؟! فلا رقأت الدمعة , ولا هدأت الرنّة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً(3) , تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم(4) .
      ألا وهل [فيكم] إلاّ الصلف(5) والنطف(6) , والكذب والشنف(7) , وملق الإماء وغمز الأعداء ، أو كمرعى على دمنة(8) , أو كقصة(9) على ملحودة , ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون .
      أتبكون وتنتحبون ؟! إي والله , فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسلٍ بعدها أبداً , وأنّى ترحضون قتلَ سليل خاتم النبوّة ، ومعدن الرسالة , وسيّد شباب أهل الجنّة ، وملاذ خيرتكم , ومفزع نازلتكم , ومنار محجّتكم ، ومدره سنتكم ؟! ألا ساء ما تزرون , وبعداً لكم وسحقاً ! فلقد خاب السعي , وتبّت الأيدي , وخسرت الصفقة , وبُؤتم بغضب من الله , وضُربت عليكم الذلة والمسكنة .
      ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ، وأي كريمة له أبرزتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي حرمة له انتهكتم ؟! ولقد جئتم بها صلعاء(10) عنقاء , سوداء فقماء , خرقاء شوهاء , كطلاع الأرض(11) أو ملاء السماء ، أفعجبتم أن أمطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تُنظرون ! فلا يستخفّنكم المهل ؛ فإنّه لا يحفزه البدار(12) , ولا يخاف فوت الثار ، وإنّ ربكم لبالمرصاد .
      قال الراوي : فوالله , لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون , وقد وضعوا أيديهم على أفواههم ، ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتّى اخضلّت لحيته بالدموع ، وهو يقول : بأبي أنتم واُمّي ! كهولكم خير [الكهول , وشبابكم خير] الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسلٍ لا يخزى ولا يبزى(13) .
      ـــــــــــــــــــــ
      (1) الخفر (بالتحريك) : شدة الحياء ، ومن قولهم : تخفّرت المرأة , اشتد حياؤها . (لسان العرب)
      (2) الختر : الخديعة بعينها ، وقيل : هو أسوء الغدر وأقبحه . وفي التنزيل العزيز : (كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) ، وفي الحديث : (( ما ختر قومٌ بالعهد إلاّ سلّط عليهم العدو )) . (لسان العرب)
      (3) أي لا تكونوا كالتي غزلت ثمَّ نقضت غزلها ، يقال : كانت امرأة حمقاء تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار , ثمّ تأمرهنّ أن ينقضن ما غزلن , ولا يزال ذلك دأبها .
      (4) أي خيانة ومكراً .
      (5) الصلف : الادّعاء تكبراً .
      (6) النطف : التلطّخ بالعيب .
      (7) الشَّنَف (بالتحريك) : البغض والتنكّر .
      (8 الدمنة : ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها .
      (9) القَصَّة بالفتح : بناية مجصّصة على قبرٍ . كأنها تقول : أنتم كقصّة على جيفة ، فشبّهت أجسامهم بالقصة المجصصة على الميتة .
      (10) الصلعاء : الداهية . وما بعدها صفات لها في القبح والشدة .
      (11) طلاع الأرض : ملؤها .
      (12) الحفز : الحث والإعجال .
      (13) لا يبزى : أي لا يُغلب ولا يُقهر .
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق


      • #13
        كلامها مع ابن زياد
        ذكر أرباب التاريخ كالسيد ابن طاووس وغيره أنّ ابن زياد جلس في القصر , وأذن للناس إذناً عامّاً , وجيء إليه برأس الحسين (عليه السّلام) فوُضع بين يديه في طشت ، واُدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه , وجاءت زينب ابنة علي أمامه وهي متنكرة ، فسأل ابن زياد : مَن هذه المتنكرة ؟
        فقيل له : هذه زينب ابنة علي .
        فأقبل عليها بوجهه ، فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب اُحدوثتكم(1) .
        فقالت (عليها السّلام) : الحمد لله الذي أكرمنا بالنبوة , وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنما يُفتضح الفاجر , ويُكذب الفاسق ، وهو غيرنا .
        فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟
        فقالت : ما رأيت إلاّ خيراً ، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل فبرزوا على مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ , ثكلتك اُمّك يابن مرجانة !
        فغضب اللعين وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة , والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
        فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين ، والعصاة المردة من أهل بيتك .
        فقالت : لعمري , لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك فلقد اشتفيت .
        فقال (لعنه الله) : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً .
        فقالت : يابن زياد ، ما للمرأة المسبية والسجاعة ! وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً .

        ـــــــــــــــــــــ
        (1) يريد بالاُحدوثة دينَ جدِّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وما جاء به من عند الله تعالى .
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #14
          خطبتها في مجلس يزيد
          واستمع الآن إلى خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية . روى الشيخ الصدوق ، وابن طيفور(1) , وغيره من أرباب التاريخ ، قال : لما اُدخل علي بن الحسين (عليه السّلام) وحرمه على يزيد (لعنه الله) ، وجيء برأس الحسين (عليه السّلام) ووُضع بين يديه في طشت , وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده , وهو يتمثّل بأبيات ابن الزبعري المشرك :
          يـا غرابَ البين ما شئت فقلْ إنّـما تـذكر شيئاً قـد فُعلْ
          لـيت أشـياخي ببدرٍ شهدوا جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ
          حـين حـكّت بقباء بركَها واستحرَّ القتلُ في عبد الأشلْ
          لأهـلّـوا واسـتهلوا فـرحاً ثـمّ قـالوا يـا يزيدَ لا تُشلْ
          لـعبت هـاشمُ بـالملك فلا خـبرٌ جـاء ولا وحيٌ نزلْ
          لـستُ من خندف إن لم أنتقمْ مـن بـني أحمدَ ما كان فعلْ
          قـد قـتلنا الفخر من ساداتهمْ وعـدلنا مـيلَ بـدرٍ فاعتدلْ
          وأخـذنا مـن عـليٍّ ثـأرنا وقتلنا الفارس الشهم البطلْ(1)
          فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السّلام) , واُمّها فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقالت : الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلّى الله على رسوله محمّد وآله أجمعين . صدق الله سبحانه حيث يقول : (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون) .
          أظننت يا يزيد , حيث أخذت علينا أقطار الأرض , وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، أنّ بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة , وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك , ونظرت في عطفك , تضرب أصدريك فرحاً , وتنفض مذوريك مرحاً(2) جذلان مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة(3) , والاُمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ؟!
          فمهلاً مهلاً(4) , لا تطش جهلاً , أنسيت قول الله تعالى : (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)(5) ؟
          أمن العدل يابن الطلقاء(6) تخديرك حرائرك وإماءك , وسوقك بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبايا ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههنّ ، وصحلت أصواتهنّ(7) , تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل ، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد , والشريف والدني ، ليس معهنّ من رجالهنّ ولي ، ولا من حماتهن حمي ؟!
          وكيف يُرتجى مراقبة ابن مَن لفظ فوه أكباد الأزكياء(8) , ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟! وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت مَن نظر إلينا بالشَّنف والشنآن ، والإِحن والأضغان ؟!
          ثمَّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم ، داعيا بأشياخك : ليت أشياخي ببدر شهدوا , منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنّة تنكثها بمخصرتك(9) , وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة(10) , واستأصلت الشأفة(11) بإراقتك دماء ذرّية محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ؟!
          أتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ؟! فلتردن وشيكاً(12) موردهم , ولتودّن أنك شُللت وبُكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت . اللهمَّ خذ لنا بحقّنا , وانتقم ممّن ظلمنا ، واحلُل غضبك بمَن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا .
          فوالله يا يزيد ، ما فريت(13) إلاّ جلدك ، ولا حززت إلاّ لحمك ، ولتردنّ على رسول الله بما تحمّلت من دماء ذرّيته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته , حيث يجمع الله تعالى شملهم , ويلمّ شعثهم ، ويأخذ بحقّهم , (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(14) . وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمّد (صلّى الله عليه وآله) خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً ، وسيعلم مَن سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(15) ، وأيّكم شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً .
          يزيد , ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك(16) , إني لاستصغر قدرك ، واستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى , والصدور حرى . ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ! فهذه الأيدي تنطف(17) من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا(18) , وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل(19) , وتعفرها اُمّهات الفراعل(20) .
          ولئن اتّخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً ، حين لا تجد إلاّ ما قدمت يداك ، (وما ربّك بظلاّمٍ للعبيدِ)(21) , وإلى الله المشتكى ، وعليه المعوّل . فكد كيدك ، واسعَ سعيك , وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلاّ فند(22) , وأيامك إلاّ عدد ، وجمعك إلاّ بدد ، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين .
          فالحمد لله ربِّ العالمين الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة , ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ، إنه رحيم ودود ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
          فقال يزيد في جوابها :
          يا صيحةً تُحمد من صوائحِ ما أهون النوح على النوائحِ

          ـــــــــــــــــــــ
          (1) ذكر ابن هاشم في سيرته قصيدة ابن الزبعري بكاملها .
          (2) تضرب أصدريك : أي منكبيك ، وتنفض مذوريك : المذوران جانبا الأليتين ، ولاواحد لهما ، وقيل هما طرفا كل شيء ، كما يقال : جاء فلان ينفض مذوريه ، إذا جاء باغيا يتهدد ،وكذلك ، اذا جاء فارغا من غير شغل .
          (3) مستوسقة : أي مجتمعة ، ومتسقة أي منتظمة .
          (4) يقال : مهلا للرجل ، وكذا للانثى والجمع بمعنى امهل .
          (5) سورة آل عمران / 178 .
          (6) الطلقاء : هم أبو سفيان ، ومعاوية ، وبقية الاُمويِّين الذين أطلقهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عام الفتح , يوم ورد (صلّى الله عليه وآله) مكة المكرمة فاتحاً ، وقد أيسوا من أنفسهم ، وما يدرون ما يصنع بهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فأمرهم أن يجتمعوا وخطبهم ، وقال في آخر خطبته : (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) . فهكذا صاروا عبيداً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) هم وذرّيتهم إلى يوم القيامة .
          (7) صحل صوته : بُح وحسن ، فهو صحِل .
          (8) إشارة إلى هند اُمِّ معاوية حين شقّت بطن حمزة وهو قتيل ، ولاكت بأسنانها أمعاءه .
          (9) المخصرة (بكسر الميم) : كالوسط ، أو كلّما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصا ونحوها .
          (10) نكأت القرحة : أي وسعت مكان جراحها .
          (11) الشأفة : قرحة تخرج في أسفل القدم فتكون وتذهب ، والأصل استأصل الله شافته ، أذهبه كما تذهب تلك القرحة ، أو أزاله من أصله .
          (12) وشيكاً : أي سريعاً .
          (13) الفري : القطع .
          (14) سورة آل عمران / 169 .
          (15) سورة الكهف / 50 .
          (16) الدواهي : جمع داهية ، وهي النازلة بالإنسان من بلاء وغيره .
          (17) تنطف (بكسر الطاء وضمها) : أي تقطر .
          (18) تنحلب عينه وفوه : أي سالا . (القاموس)
          (19) العواسل : الذئاب السريعة العدو .
          (20) اُمّهات الفراعل : تريد بها الضباع ، جمع فرعل ، وهو ولد الضبع .
          (21) سورة فصلّت / 46 .
          (22) الفند : الكذب ، ويقال لضعف الرأي : الفند .
          sigpic
          إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
          ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
          ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
          لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

          تعليق


          • #15
            جوابها ليزيد في مجلسه
            لما أدخلوا سبايا أهل البيت على يزيد (لعنه الله) ، دعا بنساء أهل البيت والصبايا فاُجلسوا بين يديه ، في مجلسه المشؤوم ، فنظر شامي إلى فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) , فقام إلى يزيد وقال : يا أمير , هب لي هذه الجارية لتكون خادمة عندي .
            قالت فاطمة بنت الحسين (عليهما السّلام) : فارتعدت فرائصي(1) , وظننت أن ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب (عليها السّلام) وقلت لها : عمّة , اُوتمت على صغر سني واُستخدم لأهل الشام !
            فقالت عمتي للشامي : ما جعل الله ذلك لك ولا لأميرك .
            فغضب يزيد وقال : إنّ ذلك لي , ولو شئت أن أفعل لفعلت .
            فقالت زينب (عليها السّلام) : كلاّ والله , ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج عن ملّتنا وتدين بغير ديننا . فاستطار يزيد غضباً وقال : إيّاي تستقبليني بهذا الكلام ! إنّما خرج عن الدين أبوك وأخوك .
            فقالت زينب (عليها السّلام) : بدين الله ودين جدّي وأبي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلماً .
            قال : كذبت يا عدوة الله .
            قالت : يزيد , أنت أمير , تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك .
            فكأنه استحى وسكت ، فأعاد الشامي كلامه : هب لي هذه الجارية .
            فقال له يزيد : اسكت ! وهب الله لك حتفاً قاضياً .
            وللمرحوم السيد حسن الخطيب البغدادي :
            يا قلب زيـنب مـا لاقيت من محنٍ فـيك الـرزايا وكلّ الصبر قد جمعا
            لو كان ما فيك من صبرٍ ومن محنٍ في قلب أقوى جبال الأرض لانصدعا
            [يكفيك] صـبراً قـلوب الـناس كلهمُ تـفـطّرت لـلذي لاقـيته جـزعا
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • #16
              أختي الفاضلة من نسل عبيدك احسبني ياحسين .

              بارك فيك ورحم الله والديك




              إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم الحشر من لهب النار
              فدع عنك قول الشافعي ومالك وأحمد والمروي عن كعب احبار

              تعليق


              • #17
                المشاركة الأصلية بواسطة الجياشي مشاهدة المشاركة
                أختي الفاضلة من نسل عبيدك احسبني ياحسين .

                بارك فيك ورحم الله والديك
                رحم ربي والديك مولانا الجياشي المحترم---------
                sigpic
                إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                تعليق


                • #18
                  شِعْرهْا
                  جاء في بطون الكتب والأسفار أنّ هذه الأبيات لزينب الكبرى حين رأت شقيقها الحسين (عليه السّلام) سيد شباب أهل الجنّة [مطروحاً] على صعيد كربلاء :
                  لـقد حـطّ فينا من زماني نوائبُهْ وفـرّقـنا أنـيـابه ومـخـالبهْ
                  وجار علينا الدهرُ في أرض غربةٍ ودبّـت عـلينا بـالرزايا عقاربهْ
                  وأردوا أخـي بالقتل غدراً وغيلةً ومـا خـلّفوا إلاّ الأسـى ونوائبهْ
                  الصفحة (31)
                  وجـار علينا الدهر والقومُ شهّدٌ وطـمّت رزاياه وحلّت مصائبهْ
                  حـسينٌ لـقد أمسى قتيلاً مجدّلاً وأظـلم مـن ديـن الإله مذاهبهْ
                  فـلم يـبقَ لـي ركنٌ ألوذ بظلِّه ومَن ذا يعاني الدهر من ذا يغالبهْ
                  وفـرّقنا هـذا الـزمان مـشتتاً وأرحـت علينا الفاجعات نكائبهْ
                  * * * *
                  ولها (عليها السّلام) :
                  مـاذا تـقولون إن قال النبيُّ لكمْ مـاذا فـعلتم وأنـتم آخـر الاُممِ
                  بـعترتي أهـلِ بيتي بعد مفتقدي مـنهم اُسارى ومنهم ضرّجوا بدمِ
                  مـا كـان [هذا] جزائي إذ نصحت لكمْ أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي
                  sigpic
                  إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                  ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                  ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                  لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                  تعليق


                  • #19
                    تزويجها
                    إنّ العقيلة زينب بنت علي (عليهما السّلام) خطبها الأشراف من قريش والرؤساء من القبائل , فكان علي (عليه السّلام) يردهم ويقول : (( بناتي لأولاد إخوتي )) .
                    ويُروى أنّه خطبها الأشعث بن قيس ، وكان من ملوك كندة ، فزبره علي (عليه السّلام) وردّه وقال له : (( يابن الحائك(1) ! أغرّك ابنُ أبي قحافة حين زوّجك اخته ؟! )) . فخاب الأشعث مما به ورجع آيساً .
                    ولكن أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان بودّه أن يزوج بناته من أبناء أخيه ؛ اقتداءً بقول النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما نظر ذات يوم إلى أولاد علي وجعفر , قال : (( بناتنا لبنينا , وبنونا لبناتنا )) . فأعطى علي (عليه السّلام) رقية لابن أخيه مسلم بن عقيل(2) , وزوّج السيدة زينب (عليها السّلام) من ابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) على صداق اُمّها سيدة النساء فاطمة (عليها السّلام) على أربعمئة وثمانين درهماً ، ووهب المهر علي (عليه السّلام) إيّاه من خالص ماله .
                    ـــــــــــــــــــــ
                    (1) الحائك هنا : يريد به المحتال ، أو الذي يحوك الكلام كذباً ، وكان أبو بكر قد زوّج اُخته اُمّ فروة بنت أبي قحافة من الأشعث ؛ وذلك إنّ الأشعث ارتدّ فيمن ارتد من الكنديِّين ، واُسر فاُحضر إلى أبي بكر , فأسلم , وأطلقه وزوّجه اُخته اُمّ فروة ، فأولدها محمّد بن الأشعث , وكان محمّد من قوّاد جيش ابن زياد , وممّن حارب الحسين (عليه السّلام) يوم الطفِّ .
                    (2) مسلم بن عقيل ابن عم الحسين (عليه السّلام) ورسوله إلى أهل الكوفة ، قتله ابن زياد ، وأمر به فرموا جسده من على سطح قصر الإمارة إلى الأرض , وسحبوه بأسواق الكوفة ، وقبره اليوم إلى جنب المسجد الأعظم بالكوفة يُزار ويُتبرك به .
                    sigpic
                    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                    تعليق


                    • #20
                      زوجها
                      عبد الله بن جعفر هو أوّل مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة , ونشأ وترعرع في حجر عمّه أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى أن زوّجه ابنته زينب الكبرى . وكان عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) جواداً كريماً تتغنى بذكره الركبان ، وكان يكنى بأبي محمّد ، وأبي جعفر .
                      أبوه جعفر الطيار بالجنّة مع الملائكة , وهو قتيل مؤتة . واُمّه أسماء بنت عميس الخثعمية ، وهي اُخت ميمونة بنت الحرث اُمّ المؤمنين . كانت تحت جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) فقُتل عنها ، وبعده تزوّجها أبو بكر فأولدها محمداً , أنبل فتى في قريش , ولمّا توفي عنها أبو بكر تزوجها أمير المؤمنين (عليه السّلام) فولدت له يحيى بن علي , [وقد] توفي في حياة أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام)(1) على أشهر الروايات .
                      وكان عبد الله بن جعفر ممن صحب النبي (صلّى الله عليه وآله) وحفظ عنه أحاديث كثيرة , وجاء في الإصابة لابن حجر : قال ابن جريح : أنبأنا جعفر بن خالد بن سارة أنّ أباه أخبره عن عبد الله بن جعفر , قال : مسح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) رأسي وقال : (( اللهمَّ اخلف جعفراً في ولده )) . وقد أخذه بيده : (( اللهمَّ اخلف جعفراً في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ـ قالها ثلاثاً ـ , وأنا وليّهم في الدنيا والآخرة )) .
                      ثمّ إنّ عبد الله لازم عمّه أمير المؤمنين وولديه الحسنين (عليهم السّلام) , وأخذ منهم العلم الكثير .
                      وجاء في كتاب (الاستيعاب) أنّ عبد الله بن جعفر كان كريماً جواداً , ظريفاً خليقاً , عفيفاً سخياً يسمّى بحر الجود ، وذكر ابن عساكر قال : روى الحافظ أنّ معاوية كان يقول : بنو هاشم رجلان ؛ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لكلِّ خير ذُكر ، وعبد الله بن جعفر لكلِّ شرف . والله لكأنّ المجد نازل منزلاً لا يبلغه أحد , وعبد الله بن جعفر نازل وسطه .
                      وقال الشعبي : دخل عبد الله بن جعفر على معاوية وعنده يزيد ابنه , فجعل يزيد يعرّض بعبد الله في كلامه وينسبه إلى الإسراف في غير مرضاة الله , فقال عبد الله ليزيد : إنّي لأرفع نفسي عن جوابك ، ولو صاحب السرير [يكلّمني] لأجبته .
                      فقال معاوية : كأنك تظن أنك أشرف منه !
                      قال : إي والله ، ومنك ومن أبيك وجدّك .
                      فقال معاوية : ما كنت أحسب أنّ أحداً في عصر حرب بن اُميّة أشرف من حرب بن اُميّة .
                      فقال عبد الله : بلى والله يا معاوية ، إنّ أشرف من حرب مَن أكفأ عليه إناءه وأجاره بردائه .
                      قال : صدقت يا أبا جعفر .
                      ثمّ ذكر الشعبي معنى قول عبد الله (مَن أكفأ عليه إناءه) , وأنه عبد المطلب بن هاشم ، في قضية ذكرها المؤرّخون في ما دوّنوه .
                      ونذكر من جود ابن جعفر وكرمه ما ذكره ابن عساكر في تاريخه , قال : جاء شاعر إلى عبد الله بن جعفر فأنشده هذه الأبيات :
                      رأيت أبا جعفرٍ في المنام كـساني من الخزِّ درّاعهْ
                      فقال عبد الله لغلامه : ادفع إليه جبّتي الخز . ثمّ قال له : ويحك ! كيف لم ترَ جبتي الوشي التي اشتريتها بثلاثمئة دينار منسوجة بالذهب ؟
                      فقال : أغفى غفية اُخرى فلعلّي أراها في المنام .
                      فضحك منه عبد الله وقال لغلامه : ادفع إليه جبّتي الوشي أيضاً .
                      ويروى أنّ أحد الخلفاء أرسل إلى عبد الله بن جعفر ثلاثة آلاف ، فلامه بعض الناس على عطائه هذا ، فقال : والله , ما أعطيته هذا المال إلاّ لجميع أهل المدينة . ثمّ لازم الرجل له من صحبه ، وابن جعفر لا يعرفه ؛ لينظر ما يفعل , فرآه صار يفرّق ذلك المال على فقراء أهل المدينة , وزاد عليه من خالص أمواله أضعافه . وعوتب عبد الله في ذلك ، فقال : إنّ الله عوّدني عادة ، وعودت الناس عادة , فأنا أخاف إن قطعتُها قُطعت عنّي .
                      قيل ومدحه نصيبٌ فأعطاه إبلاً وخيلاً وثياباً ودنانير ودراهم ، فقيل له : تعطي لهذا الأسود مثل هذا ؟!
                      فقال : إن كان أسودَ فشعره أبيض , ولقد استحق بما قال أكثر ممّا نال ، وهل أعطيناه إلاّ ما يبلى ويفنى , وأعطانا مِدَحاً تُروى وثناءً يبقى .
                      ولم يكن في أيامّه أجود منه إلاّ ابن عمّه الحسن بن علي (عليه السّلام) أول السبطين . هذه نبذة من أخبار جوده ، ولنكتفي بها هنا خشية الإطالة .
                      ـــــــــــــــــــــ
                      (1) هذه رواية أبي الفرج الإصبهاني في مقاتل الطالبيِّين .
                      sigpic
                      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X