بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تعالى في كتابه العزيز ((إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ))/ غافر 27
إنها آية قرآنية استشهد بها سيد شباب أهل الجنة أبا عبد الله الحسين عليه السلام حين أحاط به القوم وطلبوا منه البيعة ليزيد (عليه اللعنة) فقال عليه السلام قولته المعروفة ((لا والله لااعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولااقر لكم إقرار العبيد ثم نادى : يا عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون ، وأعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب)) ، فما المعنى المقصود الذي أراده عليه السلام ، لأنه عليه السلام لم يطلق الآية الكريمة إعتباطاً وإنما أراد بها شيئاً .
في البداية نتعرف على تفسير مبسط للآية الكريمة ...
العياذ هو الاعتصام بالشئ من عارض الشر (عذت بالله من شر الشيطان واعتصمت منه بمعنى واحد) .
والمعنى من الآية الكريمة هو اني اعتصمت بربي وربكم الذي خلقني وخلقكم من كل متكبر على الله متجبر عن الانقياد له لا يصدق بالثواب والعقاب فلا يخاف .
بعد هذا نود أن نعرف مقصود الإمام الحسين عليه السلام ...
أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يبيّن لهم إنّ الذي تريدون مني أن أبايعه هو خارج عن الدين لأن الذي يتصف بصفتا (التكبر وعدم الإيمان بيوم الحساب) فهو إنسان خطر علينا أن نستعيذ بالله من شرّه وكيده ، فالتكبر يصبح سبباً لأن لا يرى الإنسان سوى نفسه وسوى أفكاره (فهو يعتبر -كما في حال فرعون- الآيات والمعجزات الإلهية سحراً ويعتبر المصلحين مفسدين ونصيحة الأصدقاء والمقربين ضعفاً في النفس) .
أمّا عدم الإيمان بيوم الحساب فيجعل الإنسان حراً طليقاً في أعماله وبرامجه لايفكر بالعواقب ولايرى لنفسه حدوداً يقف عندها ، وسيقوم بسبب انعدام الضوابط وفقدان الرقابة بمواجهة كلّ دعوة صالحة ويحارب الأولياء الذين يدعون لله سبحانه وتعالى وبذلك يعم الفساد ويندرس الدين ، وهذا خلاف ماأراده الله ورسوله .
فلا أعرف كيف يكون مجتهداً وله أجر ممن يتصف بهذه الصفات ... ويقتل سيد شباب أهل الجنة ويسبي عياله ... ويبيح المدينة ثلاثة أيام ... ويهدم الكعبة ... ووو ...
*** والحمد لله ربّ العالمين ***
تعليق