إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اطروحة في تفسير شخصية اليماني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اطروحة في تفسير شخصية اليماني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا مع فرجهم

    السلام عليكم

    اضع الروايتين التاليتين ادناه لتكون المدخل للطرح

    ( عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ) (البحار: 52 /204 ).

    وعنه عليه السلام قال: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ( بشارة الإسلام ص93 عن غيبة النعماني ).


    ............ ***............

    شخصية اليماني لمن اطلع على القضية المهدوية عامتا اطلاع دقيق ومتأمل ، وكذالك الى شخصيته وتفاصيل ما ورد عنه بالخصوص ، يستطيع القول فيه انه من اهم شخصيات الظهور في الجانب الايجابي بعد الامام الحجة والذي لا يوجد اصلا مجال للمقارنة المقامية ولكن كعلامات وحوادث فقط ،

    ولعل المتابع للروايات يجد غموض قد احيط ببعض الجوانب منه لسرية الامر والحفاظ عليه واي اسباب اخرى
    ولكن تبقى الاشارات فيها ما يمكن للمدقق ان يستخرج ما هو يفسر بعض الامور بعمومها ويستخرج الاخر من القرائن بخصوصها ليعطي احتمال او مرجح مفيد في الفهم وهذا كله في حالة فقر الادلة الواضحة .

    ولا ننسى انه روايات الظهور نعتقد فيها ان ال البيت ع قد تعمدوا احيانا عدم الافصاح والتفصيل المباشر ذالك خوفا من الاعداء والمتربصين والمنافقين ولاسباب عديدة ، لذالك هي احيانا اشبه برسالة من الامام ع الى شيعته وعلى مسمع ومرأى من الاعداء ، ولكم ان تتصوروا صعوبة فهم صياغة مثل هكذا رسالة من مقام المعصوم الى مقام المتلقي .



    ارجع معكم لصلب الموضوع ، الرواية اعلاه تقول في اليماني انه : ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذالك فهو من اهل النار - لانه يدعوا الى الحق والى طريق مستقيم .

    لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه : انتبه ! لم يقول الامام ع مؤمن والذي هو اخص من المسلم لان الامام دعوته للناس عامة وخاصة ، وكأن اليماني يحاكي نفس الشيئ ، والدعوة هنا والامر لجميع المسلمين ( سنة وشيعة مثلا) .

    فمن فعل ذالك ( يلتوي عليه ) فهو من اهل النار : هنا لا يمكن لمن يدقق ان يمر مرور الكرام لان مثل هكذا عبارة لعل فيها من الاشارات او المحتملات المهمة ما يحتاج الى مزيد فهم لاستخراج القيمة المقامية لليماني * * *
    ( ولعل اعداء ال البيت من المدعين الكاذبين لشخصية اليماني الان كانوا اكثر تدقيقا هنا لاجل استخراج شبهات او صب الحقائق في غير اهلها ، ولكن يبقى هنا وبمقدار ما ، التقصير في جانبنا نحن ايضا . )

    نحن نعلم ان في تاريخ الرسول ص وال البيت الكثير من الصحابة ذوي المقامات العالية
    ولعل هذا لا يريد طويل شرح ، ولنا في اصحاب الحسين نموذج مهم وكذالك في اصحاب الرسول ص كسلمان المحمدي وابي ذر .

    لكن هنا وفي قضية اليماني ان توصف شخصية ما ويحذر على من يلتوي عليها انه يكون من اهل النار هذا طرح بالغ الاهمية والمقام ، اذا عرفنا ان المعصوم هو الوحيد المسدد والمحفوظ من الخطاء ، وإنّ اتباعه بالتاكيد هو هدى للمتبع ، والالتواء عليه هو معصية لله وظلال مبين

    * لذالك هذا يدفعنا للقول : ان شخصية اليماني والتي اشار اليها الامام ع بهذا الوصف لا بد ان تكون فوق العادة وانها مرجح كثيرا فيها نوع شخصية ومقام مسدد من الله بدرجة انه لا يمكن يحتمل فيه الخطاء والخروج عن الحق . والا كل مؤمن مهما بلغة درجته ففي عمله وقوله اخذ ورد لاحتمال الخطاء

    وينتهي الكلام بشرح اضافي من الامام ع ، ويقول : لانه يدعوا الى الحق والى طريق مستقيم .
    وهذا كما يظهر تفسير مهم من الامام لسبب إنٌ من يلتوي عليه سيكون من اهل النار

    وان يدعوا الى الحق ( اي اليماني ) يتطلب المعرفة / العلم بالحق ( ولا تكفي هنا العلم / المعرفة الاجتهادية كما هي عليها الفقهاء والتي هي مبرئة للذمة وان لم توافق الواقع الذي عند الله ). ولا يحتمل فيه ( اليماني ) الخروج عنه ( اي الحق ) ، لان ذالك يعني اتباع ظلال . ولا يمكن تصور ان يطلب الامام من الناس اتباع احد يكون الاعتراض او الالتواء عليه سبب لان يكون من اهل النار ( ولعل البعض قد يفسر الحق هنا بالامام ع وهذا مصداق للحق ) إلا ان يكون هذا الشخص هو خارج مصداق من يحتمل فيه الخطاء او الانحراف
    وطبعا يمكن احتمال ان يكون هذا الامر متعلق بخصوص دعوته العامة للامام ع ، ولكن يبقى تحميل نتيجة على من التوى عليه بالنار مقام تعجب وتامل ،
    ولما لا يقال ذالك في الخرساني وهو راية هدى ايضا ويدعوا وينصر القضية المهدوية ايضا ، وان لم تكن رايته اهدى الرايات ولكن الهدف الاخير مشترك .

    والى طريق مستقيم : لعل هنا القصد منه ما ذكر في مقدمة الرواية من انه يدعوا الى صاحبكم ( الامام الحجة ع ) ولذالك هنا اشار الى ان اليماني يدعوكم الى طريق مستقيم للامام ع وهذا سبب انه اهدى الرايات ، في حين يمكن في رايات هدى اخرى يشوبها الاستقامة التامة بسبب اهداف اخرى بجانبها . او عدم خلوصها كما في راية اليماني .
    والطريق المستقيم وان كان هو القصد منه الامام ع او كمصداق ومعنى او احتمالا مرجحا ، فان الهدف المعنوي والقصدي لا يفترق عن العملي ويحتاج من الداعي ( اليماني ) ان يكون اهلا لهذا المقام الذي يدعوا له ، والذي هو متمثل بشخصية هي نعتبرها في فهمنا الامامي هي السادسة مرتبتا بعد الخمسة اصحاب الكساء ، وهي التي يكون فيها النبي المرسل واحد اولي العزم عيسى ع في خدمتها لانجاز الرسالة السماوية والوعد الموعود
    وهذا يكفي لكم ان يعطيكم صورة عن اهمية هذه الشخصية التي تسميها الروايات اليماني ومقامها وحجم دورها واهيته في عصر الظهور

    فمن وكيف سيكون صاحب هذا الشرف الرفيع ، ومن وكيف سيكون تصورنا لمثل هكذا شخصية بحيث لا يختلف عليها احد في مقامها ، وكذالك لاحقا في اثبات نفسها للناس الذين يجب عليهم اطاعتها . وكم هي قوة حجيتها على الناس

    اكمل لكم لاحقا فلا تتعجلوا حتى يتم بيانه .

    والسلام عليكم
    الباحث الطائي
    التعديل الأخير تم بواسطة المراقب العام; الساعة 26-02-2014, 05:54 PM. سبب آخر: حذف روابط
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نكمل الطرح ونضع بعض الخرائط التوضيحية التي تساعد في الشرح والفهم

    جزيرة ميون هي إحدى جزر اليمن وإدارياً تعتبر أحدى العزل التابعة لمديرية باب المندب بمحافظة تعز اليمنية ويبلغ تعداد سكانها 221 نسمة حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004. إحداثيات: 12.66°n 43.42°e

    تسمى بالإنجليزية (بريم) وهي جزيرة بركانية في مدخل مضيق باب المندب. ومساحتها 13 كم² وترتفع إلى منسوب 65 م. وهي تابعة لليمن. وفيها ميناء طبيعي في طرفها الجنوبي الغربي. الجزيرة قليلة الخضرة وتفتقد المياه العذبة، الأمر الذي أعاق استيطانها. في نقطة ما في تاريخ بريم الجيولوجي ثار بركان فيها أدى إلى سد باب المندب وتبخر البحر الأحمر إلى درجة جفاف قاعه. غزا البرتغاليون بريم عام 1513، إلا أنهم لم يبقوا فيها بسبب المناهضة العثمانية. فرنسا احتلت بريم عام 1738. وفي سنة 1799 احتلتها شركة الهند الشرقية البريطانية لفترة قصيرة تمهيداً لغزو مصر.
    ثم أعادت بريطانيا احتلالها سنة 1857 وربطتها بمستعمرة عدن وبنت فناراً عليها، لتشهد عصرها الذهبي مع افتتاح قناة السويس عام 1869 كمحطة لتموين السفن بالفحم. أفل نجم الجزيرة مع حلول الجازولين محل الفحم. في عام 1916، أثناء الحرب العالمية الأولى، حاولت القوات العثمانية الاستيلاء على بريم، إلا أنها فشلت. في عام 1967 صوّت سكان بريم لينضموا لليمن الجنوبي الذي استقل في ذاك العام.




















    ( مضيق باب المندب ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، ويفصل مضيق باب المندب قارة آسيا عن قارة إفريقيا، وبشكل أدق يفصل اليمن عن جيبوتي, جاء ذكر «المندب» في المساند الحميرية. واسمه من ندب أي جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من ندب الموتى ويربطه بعبور الأحباش إلى اليمن. أو باب الدموع )

    نكمل لاحقا لنوضح المطلب
    وسيكون فيه اكتشاف قراني
    واطروحة علاماتية جديدة

    الباحث الطائي
    التعديل الأخير تم بواسطة المراقب العام; الساعة 26-02-2014, 06:00 PM. سبب آخر: حذف روابط
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك ووفقك لكل خير
      موضوع غاية في الروعة

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وال محمد

        { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا } إلى قوله : { ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ْ}

        ************************

        تفسير السيد العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان .
        نضعه وان هو طويل قليلا ولكن حتى يتوضح المطلب والتفاصيل

        _ و موسى الذي ذكر في القصة هو ابن عمران الرسول النبي أحد أولي العزم*(عليهم السلام)*على ما وردت به الرواية من طرق الشيعة و أهل السنة.

        و قيل: هو أحد أسباط يوسف بن يعقوب*(
        عليهما السلام)*و هو موسى بن ميشا بن يوسف و كان من أنبياء بني إسرائيل و يبعده أن القرآن قد أكثر ذكر اسم موسى حتى بلغ مائة و نيفا و ثلاثين و هو يريد ابن عمران*(عليه السلام)*فلو أريد بما في هذه القصة غيره لضم إليه قرينة صارفة.

        و قيل إن القصة أسطورة تخييلية صورت لغاية أن كمال المعرفة يورد الإنسان مشرعة عين الحياة و يسقيه ماءها و هو الحياة الخالدة التي لا موت بعدها أبدا و السعادة السرمدية التي لا سعادة فوقها قط.

        و فيه أنه تقدير من غير دليل و ظاهر الكتاب العزيز يدفعه و لا خبر في القصة التي يقصها القرآن عن عين الحياة هذه إلا ما ورد في أقاويل بعض المفسرين و القصاصين من أهل التاريخ من غير أصل قرآني يستند إليه أو وجدان حسي لعين هذه صفتها في صقع من أصقاع الأرض.

        و الفتى الذي ذكره
        الله و أضافه إلى موسى قيل هو يوشع بن نون وصيه، و به وردت الرواية قيل: سمي فتى لأنه كان يلازمه سفرا و حضرا أو لأنه كان يخدمه.

        و العالم الذي لقيه موسى و وصفه
        الله وصفا جميلا بقوله:*«عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما»*و لم يسمه ورد في الروايات أن اسمه الخضر و كان نبيا من الأنبياء معاصر لموسى*(عليه السلام)*و في بعضها أن الله رزقه طول الحياة فهو حي لم يمت بعد، و هذا المقدار لا بأس به إذ لم يرد عقل أو نقل قطعي بخلافه و قد طال البحث عن شخصية الخضر بين القوم كما في مطولات التفاسير و تكاثرت القصص و الحكايات في رؤيته و مع ذلك لا تخلو الأخبار و القصص عن أساطير موضوعة أو مدسوسة.

        قوله تعالى:*«و إذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا»*الظرف متعلق بمقدر، و الجملة معطوفة على ما عطف
        عليه التذكيرات الثلاثة المذكورة سابقا، و قوله:*«لا أبرح»*بمعنى لا أزال و هو من الأفعال الناقصة حذف خبره إيجازا لدلالة قوله:*«حتى أبلغ»*عليه و التقدير لا أبرح أمشي أو أسير، و مجمع البحرين قيل: هو الذي ينتهي إليه بحر الروم من الجانب الشرقي و بحر الفرس من الجانب 1 الغربي، و الحقب الدهر و الزمان و تنكيره يدل على وصف محذوف و التقدير حقبا طويلا.

        و المعنى - و
        الله أعلم - و اذكر إذ قال موسى لفتاه لا أزال أسير حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي دهرا طويلا.

        قوله تعالى:*«فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا»*الظاهر أن قوله:*«مجمع بينهما»*من إضافة الصفة إلى الموصوف و أصله بين البحرين الموصوف بأنه مجمعهما.

        و قوله:*«نسيا حوتهما»*الآيتان التاليتان تدلان على أنه كان حوتا مملوحا أو مشويا حملاه ليرتزقا به في المسير و لم يكن حيا و إنما حي هناك و اتخذ سبيله في البحر و رآه الفتى و هو حي يغوص في البحر و نسي أن يذكر ذلك لموسى و نسي موسى أن يسأله عنه أين هو؟ و على هذا فمعنى*«نسيا حوتهما»*بنسبة النسيان إليهما معا: نسيا حال حوتهما فموسى نسي كونه في المكتل فلم يتفقده و الفتى نسيه إذ لم يخبر موسى بعجيب ما رأى من أمره.

        هذا ما ذكروه.

        و اعلم أن الآيات غير صريحة في حياة الحوت بعد ما كان ميتا بل ظاهر قوله:*«نسيا حوتهما»*و كذا قوله:*«نسيت الحوت»*
        أن يكونا وضعاه في مكان من الصخرة مشرف على البحر فيسقط في البحر أو يأخذه البحر بمد و نحوه فيغيب فيه و يغور في أعماقه بنحو عجيب كالدخول في السرب و يؤيده ما في بعض الروايات أن العلامة كانت هي افتقاد الحوت لا حياته و الله أعلم.

        و قوله:*«فاتخذ سبيله في البحر سربا»*السرب المسلك و المذهب و السرب و النفق الطريق المحفور في الأرض لا نفاذ فيه كأنه شبه السبيل الذي اتخذه الحوت داخل الماء بالسرب الذي يسلكه السالك فيغيب فيه.

        قوله تعالى:*«فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا»*قال في المجمع،: النصب و الوصب و التعب نظائر، و هو الوهن الذي يكون عن كد انتهى، و المراد بالغداء ما يتغدى به و فيه دلالة على أن ذلك كان في النهار.

        و المعنى: و لما جاوزا مجمع البحرين أمر موسى فتاه أن يأتي بالغداء و هو الحوت الذي حملاه ليتغديا به و لقد لقيا من سفرهما تعبا.

        قوله تعالى:*«قال أ رأيت إذ أوينا إلى الصخرة»*إلى آخر الآية
        يريد حال بلوغهم مجمع البحرين و مكثهم هناك فقد كانت الصخرة هناك و الدليل عليه قوله:«و اتخذ سبيله»*إلخ و قد ذكر في ما مر أنه كان بمجمع البحرين، يقول لموسى: لا غداء عندنا نتغدى به فإن غداءنا و هو الحوت حي و دخل البحر و ذهب حينما بلغنا مجمع البحرين و أوينا إلى الصخرة التي كانت هناك و إني نسيت أن أخبرك بذلك.

        فقوله:*«أ رأيت إذ أوينا إلى الصخرة»*يذكره حال أويهما إلى الصخرة و نزولهما عندها ليستريحا قليلا، و قوله:*«فإني نسيت الحوت»*أي نسيت حال الحوت التي شاهدتها منه فلم أذكرها لك، و الدليل على هذا المعنى - كما قيل - قوله:*«و ما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره»*فإن*«أن أذكره»*بدل من ضمير«أنسانيه»*و التقدير*«و ما أنساني ذكر الحوت لك إلا الشيطان فهو لم ينس نفس الحوت و إنما نسي أن يذكر حاله التي شاهد منه لموسى.

        و لا ضير في نسبة الفتى نسيانه إلى تصرف من الشيطان بناء على أنه كان يوشع بن نون النبي و الأنبياء في عصمة إلهية من الشيطان لأنهم معصومون مما يرجع إلى المعصية و أما مطلق إيذاء الشيطان فيما لا يرجع إلى معصية فلا دليل يمنعه قال تعالى: «و اذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب و عذاب»: ص: 41.

        و قوله:*«و اتخذ سبيله في البحر عجبا»*أي اتخاذا عجبا فعجبا وصف قام مقام موصوفه على المفعولية المطلقة، و قيل: إن قوله:*«و اتخذ سبيله في البحر»*قول الفتى و قوله:*«عجبا»*من قول موسى، و السياق يدفعه.

        و اعلم أن ما تقدم من الاحتمال في قوله:*«نسيا حوتهما»*الخ جار هاهنا و
        الله أعلم.

        قوله تعالى:*«قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا»*البغي الطلب، و الارتداد العود على بدء، و المراد بالآثار آثار أقدامهما، و القصص اتباع الأثر و المعنى قال موسى: ذلك الذي وقع من أمر الحوت هو الذي كنا نطلبه فرجعا على آثارهما يقصانها قصصا و يتبعانها اتباعا.

        و قوله:*«ذلك ما كنا نبغ فارتدا»*يكشف عن أن موسى كان مأمورا من طريق الوحي أن يلقى العالم في مجمع البحرين و كان علامة المحل الذي يجده و يلقاه فيه ما وقع من أمر الحوت إما خصوص قضية حياته و ذهابه في البحر أو بنحو الإبهام و العموم كفقد الحوت أو حياته أو عود الميت حيا و نحو ذلك، و لذلك لما سمع موسى من فتاه ما سمع من أمر الحوت قال ما قال، و رجعا إلى المكان الذي فارقاه فوجدا عبدا*«إلخ».

        قوله تعالى:*«فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا»*إلخ.

        كل نعمة فإنها رحمة منه تعالى لخلقه لكن منها ما تتوسط فيه الأسباب الكونية و تعمل فيه كالنعم الظاهرية بأنواعها، و منها ما لا يتوسط فيه شيء منها كالنعم الباطنية من النبوة و الولاية بشعبها و مقاماتها، و تقييد الرحمة بقوله:*«من عندنا»*الظاهر في أنها من موهبته لا صنع لغيره فيها يعطي أنها من القسم الثاني أعني النعم الباطنية ثم اختصاص الولاية بحقيقتها به تعالى كما قال:*«ف
        الله هو الولي»: الشورى: 9، و كون النبوة مما للملائكة الكرام فيه عمل كالوحي و نحوه يؤيد أن يكون المراد بقوله:*«رحمة من عندنا»*حيث جيء بنون العظمة و لم يقل: من عندي هو النبوة دون الولاية، و بهذا يتأيد تفسير من فسر الكلمة بالنبوة و الله أعلم.

        و أما قوله:*«و علمناه من لدنا علما»*فهو أيضا كالرحمة التي من عنده علم لا صنع فيه للأسباب العادية كالحس و الفكر حتى يحصل من طريق الاكتساب و الدليل على ذلك قوله:*«من لدنا»*فهو علم وهبي غير اكتسابي يختص به أولياءه و آخر الآيات يدل على أنه كان علما بتأويل الحوادث.

        ************************************************

        الى هنا انتهى التفسير للمقطع القراني اعلاه
        وسنبين في المبحث القادم الاطروحة الاولى في الاكتشاف القراني الجديد وبعدها الاطروحة العلاماتية الجديدة في تفسير شخصية اليماني الموعود

        الباحث الطائي

        التعديل الأخير تم بواسطة المراقب العام; الساعة 26-02-2014, 06:10 PM. سبب آخر: حذف روابط
        لا إله إلا الله محمد رسول الله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        الباحــ الطائي ـث

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم

          نكمل البحث ، وبعد ان وضعنا المقطع القراني الذي نحتاجه في هذا الطرح الجديد ( قرآنيا وعلاماتيا ) ، وهو كما واضح قصة النبي موسى ع مع العبد الصالح الخضر ع .

          1- الطرح الجديد في الجانب القراني

          بعد ان وضعنا خارطة اليمن وخاصة المتعلق بها بالجانب البحري من موقعها وبالاخص جزيرة ميون والتي هي عبارة عن
          جزيرة صخرية / بركانية تقع في مضيق باب المندب الان

          ولعله هناك ايضا بجانبها مرتفعات صخرية لا تظهر حتى في الخرائط الا التفصيلية ،
          موقع هذه الجزيرة والتي هي اشبه بصخرة يقع بين بحرين ( مجمع البحرين ) هما البحر الاحمر والبحر العربي . ولقد شاهدت مقطع فيديو على اليوتيوب بخصوص جزيرة ميون والذي لفت انتباهي فيه وزادني ثقة ان المنطقة التي بين هذه الجزيرة والساحل اليمني والتي طولها حوالي 3 كم تسمى ومشهورة باسم بوابة الدموع والتي هي معروفة ملتقى البحرين الاحمر والبحر العربي

          اي ان الجزيرة / الصخرة تقع في موقع علاماتي مميز جدا فتامل عزيزي المتابع . وهي كما جاء الوصف القرآني ( لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين ) .

          والذي يزيد ثقة بهذا الاستنتاج ان مصر وحيث كان موسى وقومه هي على البحر الاحمر ، ومن المنطقي والطبيعي اذا اراد ان يذهب برحلته ليبلغ هدفه والذي هو مجمع البحرين ان يكون البحر العربي هو البحر الثاني الذي يلتقي بالبحر الاحمر ، وهذا على عكس استنتاجات تفاسير بعض العامة عند اطلاعي عليها والتي ذهبت الى انه ما بين البحر الاحمر والبحر المتوسط مع انه لا يوجد اتصال بين البحرين الا في العصر الحالي بعد فتح قناة السويس - ولكن الله يهدي من يشاء والله اعلم ،

          ومن خلال النص القرآني لا يوجد علامة ذكرت لموسى عن محل مجمع البحرين ولكن الدليل عليه هو كما اخبره الوحي يتعلق بالحوت الذي اخذاه معهما والذي هو واضح في تفاصيله وتفسيره ،

          واما موقعيا جغرافيا فبعد ان وصل موسى ع وفتاه ( وصيه يوشع بن نون ) الى الصخرة / الجزيرة اصبح لهم هناك دليل علاماتي محسوس مميز في وسط البحر وهو الصخرة ولكن لم يميزا الموقع اول الامر لغفلتهم عن الاشارة المميزة له وهو الحوت - ولولا وجود هذه الصخرة لما كان لهما ان يحددوا المحل المطلوب لما رجعا بعد ان جاوزاها
          بل ومن المنطق لا يمكن تصور ان تلتقي بانسان في مجمع البحرين
          الا ان يكون هناك ارض بين مجمع البحرين يكون فيه اللقاء فتامل في هذا الاستنتاج والتصور وبين آيات القرآن والموقع تجد اننا وبحمد الله على الارجح قدمنا التخمين الاوفق لمحل اللقاء ولكن لا نقطع يقينا لان هذا يتطلب العلم القطعي الذي لا نملكه الان .

          الى هنا ولحد الان نحن انتهينا من الطرح والتفسير القرآني الجديد او اذا صح القول اكتشاف علمي تفسيري لمحل لقاء موسى ع بالخضر ع

          ولا ننسى ان هذه الارض سواء جزيرة ميون او اليمن هي كانت محل اول اختبار بين موسى ع والخضر في قضية خرق السفينة
          ولا اريد الاسترسال اكثر في هذه التفصيلة ولكن لعله تعليل عن سبب وجود العبد الصالح الخضر ع في هذه الجزيرة الصخرية هو انه محتمل ان يكون عمل هؤلاء المساكين اصحاب السفينة في صيد السمك او استخراج المرجان وهذا علمته من المعلومات المتوفرة حول جزيرة ميون والا لا يوجد شيئ مهم في الجزيرة يجعل المساكين ياتون الى شواطئها والله اعلم .

          الى هنا نتوقف قليلا لنعود تكملة البحث المهم الاخير بخصوص العبد الصالح الخضر ع وعلاقته بالظهور وشخصية اليماني .
          والسلام عليكم

          الباحث الطائي
          التعديل الأخير تم بواسطة المراقب العام; الساعة 26-02-2014, 06:14 PM. سبب آخر: حذف روابط
          لا إله إلا الله محمد رسول الله
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
          الباحــ الطائي ـث

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسنت حفظك الباري بحق محمد واله الطاهرين
            sigpicمتي ترانا ونراك مولاي[/SIZE]

            تعليق


            • #7
              جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "
              و ألٍبًسِك لٍبًآسَ
              " آلتًقُوِىَ "وً " آلغفرآنَ "
              وً جَعُلكٍ مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~
              وً عٍمرً آلله قًلٍبًك بآلآيمٍآنَ .~
              علًىَ طرٍحًك آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم

                السلام عليكم ايها الاخوة في الايمان

                نأتي على المرحلة الثانية والاخيرة من هذه الاطروحة

                2- الطرح الجديد في الجانب العلاماتي / اليماني هو الخضر ع .

                بعد ان شرحنا الرواية التي وضعناها في مقدمة الطرح فيما يتعلق باليماني وبينا ما جاء بخصوصه من اهمية دوره وكبير مقامه وكيف ان الملتوي عليه هو من اهل النار وبينا ان مقام مثل هكذا شخصية ولمثل هكذا قضية وما يترتب على الالتواء عليها من عظيم اثر لا يمكن ان تكون شخصية عادية وان تميزت بالعلم والورع المتعارف بين اهل التدين وللاسباب التي ذكرناها هناك واستنتجنا منها ذالك

                لذالك لما نتفحص الامر وبعد الغيبة الكبرى وحتى موعد الظهور الذي نامل ان شاء الله بقربه فانه لا يوجد ظاهرا ومعلوما شخصية في الواقع يمكن تصورها او على الاقل مصداقا لها تتناسب وما ذكرنا الا شخصية العبد الصالح الخضر ع - او هو مصداق محتمل مهم .
                ولكن هذا التصور المنطقي يحتاج مزيد ادلة وقرائن تدعمه ولذالك ناتي هنا لذكر بعض الروايات المتعلقة بالعبد الصالح الخضر ع

                1- فعن الإمام الصادق(عليه السلام):{ أما العبد الصالح أعني الخضر(عليه السلام) ، فإن الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوءة قدّرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الإقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بل أن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم (عليه السلام) في أيام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر الطويل ، طوّل عمر العبد الصالح ، من غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم(عليه السلام) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة .

                2- عن الإمام الرضا عليه السلام قال: إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حيٌّ لايموت حتى ينفخ في الصور ، وإنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنه ليحضر ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته

                ..... ..... .....

                هاتين الروايتين يمكن الاستفادة منهما في استنتاج استمرار وجود الخضر الى يوم الظهور ، وكذالك سيكون دليل وآية عند الناس وخاصة المسلمين في امكانية بقاء الانسان لفترة طويلة من العمر باذن الله ، ليكون هو نفسه الخضر حجة على الناس في اثبات بقاء الامام الحجة ع طول فترة غيبته وحتى ظهوره ، وطبعا هنا سيكون من المنطقي والمعقول ان يظهر الخضر وقت الظهور
                وعلى الاقل في اثبات هذه الحيثية واقعيا عند الاحتجاج وسيكون حجة على الناس ودليله معه لانه صاحب العلم اللدني الذي استطاع ان يتعلم منه بعض العلم النبي موسى ع


                وفي الجانب الاخر والمهم هو المرشح الاصلح ترجيحا لشخصية اليماني في عصر الظهور بلا جزم - لما له من مكانة خاصة عند الله وطبعا ما يقول ويفعل سيكون حجة على الباقين لانه يعمل بما يعلم من علم الله اللدني الذي يمتلكه ولذالك الملتوي عليه هو من اهل النار ، وهو اهدى الرايات بالطبع لانه يدعوا الى سيده وامامه الامام الحجة ع وهو صاحب المهمات الخاصة هنا ولا يحتاج لمثل هكذا شخصية مزيد توضيح من الامام للتعرف عليها لانها لا يمكن انكارها اذا ظهرت ولا يمكن دحض حجيتها اذا طرحت فتامل في هذا ايضا والله اعلم ،

                والشيئ المهم الاخر في الرواية رقم 2 اعلاه يتبين منها انه يحضر موسم الحج كل عام ويقف عرفة ويؤمن على دعاء المؤمنيين ،

                وعليه ومن جميع ما سبق ايضا يمكن القول انه من الغريب ان لا نتصور دور للعبد الصالح الخضر ع في ملحمة الظهور والتي هي من اهم المراحل في تاريخ البشرية على طول خط تاريخها ، ولا بد انه مذخور لمهمة تناسب مقامه وتناسب قضية هي في اعلى درجات الاهمية بالنسبة للبشرية إلا وهي دولة الحق الموعودة وهذا يبداء بالظهور وهو اول نقطة واهمها واخطرها ولذالك تحتاج الى رجال هم رجال الله والامام بحق ، والخضر ع من افضل المصاديق .

                واخيرا ، العلاقة بين قضية موسى ع والخضر ع ومحل اللقاء بينهما في اليمن عند الجزيرة ( الصخرة ) في منطقة مجمع البحرين هي لعلها الاشارة او الرمز ليمانية اليماني

                اي ان العبد الصالح الذي التقى به النبي موسى ع يمكن القول هو ذالك الرجل الصالح اليماني ( نسبة لمحل تواجده ذالك الوقت والحدث ) ، والاحداث كلها لمن يبحث فيها من اهل عصر الظهور تدلل على انها كانت في اليمن وحيث ان الخضر هو المرجح لان يكون صاحب راية اليماني ، فانت لما تبحث في شخصية الخضر اذا رجحته لمنصب اليماني واردت ان تنسبه من اهل اي البلاد لا تجد له الا بحدود ما جاء بالقرآن ، وما جاء بالقرآن اذا بحثت فيه ودققته تجد ان الموقع والبلد هو اليمن ، ولهذا ستنسب الخضر الى اليمن فيكون هو اليماني فتامل في هذا طويلا

                او بطريقة اخرى - يفهم أنّ الرمزية والاشارة لليماني هنا : هو ذالك العبد اليماني الصالح ( الخضر ع ) صاحب موسى -
                ولهذا قلنا اول الامر ان المسألة تحتاج لعله الى تدقيق عميق والله اعلم .

                وبالعموم ورد عن الخضر ع انه سيكون احد وزراء الامام الحجة في عصر ظهوره وقيام امره عليه السلام وهذا ايضا يسعف الفهم والمطلب الذي نحن بصدده ولكن من حيث العموم والترجيح طبعا .

                الى هنا نأتي على نهاية هذا الطرح الجديد بشقيه الجديدين قرآنيا وعلاماتيا
                فان اصبنا الحق فهو بتوفيق الله ، والا على الاقل يبقى احتمالا منطقيا وعلميا مرجحا وستكشفه الايام
                وفي نفس الوقت فهذا الطرح هو صفعة قوية على وجوه الادعياء لشخصية اليماني .

                والسلام عليكم

                الباحث الطائي
                لا إله إلا الله محمد رسول الله
                اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                الباحــ الطائي ـث

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  أحسنت بارك الله فيك في ميزان حسناتك

                  حسين منجل العكيلي

                  تعليق


                  • #10

                    بسمه تعالى

                    لعله هناك استفسارات وردت الينا من الخارج في هذا الطرح الجديد ونعرضها هنا لمزيد توضيح ودقة

                    يتبادر الى الذهن بعض من التساؤلات :

                    1: اذا كانت شخصية اليماني هو الخضر عليه السلام ونحن نعلم ان الخضر غائب عن الانظار ولم يستطع احد مشاهدته او رؤيته وحتى ان اهل البيت في الرواية التي ذكرتها تقول: يسمعوا صوته وكلامه ولكن لم يستطيعوا رؤية شخصه :،

                    وإنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنه ليحضر ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ، وإنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته

                    ما دام الامر هكذا اين موضع الحكمة في عدم ذكره ,والتصريح باسمه في الروايات الشريفة بانه هو اليماني اذا كان شخصه مخفيا عن الانظار حتى عن الائمة المعصومين صلوات الله عليهم وسلامه ...بدليل الرواية الشريفة ....؟؟؟

                    واين مكمن الخوف والخطر على حياة الامام اذا كان هو الخضر ع وهو الذي حتى الامام المعصوم لم يستطع رؤيته بل يسمع صوته........؟؟

                    ثم اذا كان الخضر هو اليماني وفق هذا الافتراض او الاحتمال,هل هناك مانع من التصريح في اسمه ..........؟

                    والسؤال الاخير :

                    اذا كان الخضر العبد الصالح ع في زمن نبي الله موسى ع موجودا في هذه الجزيرة ,في تلك الحادثة او القصة حسب الافتراض الذي فرضته ,فهذا ليس بالدليل الناهض والقرينة على انه , لازال باقيا في هذه المنطقة او الجزيرة وليس دليلا على انه سوف يخرج منها في زمن الظهور والخروج للامام الحجة روحي فداه ولو اعتمدنا هذا الاحتمال مؤقتا , لمجرد النقاش, هل يمكن لنا ان نحتمل خروج الامام من سامراء بقرينة ولادة الامام في هذه الارض الطاهرة.......؟
                    ولكن الروايات الشريفة صرحت ان خروج الامام من مكة المكرمة وله ظهور محدد في المدينة المنورة,

                    نستنتج ان جغرافية القصص القرانية , وزمانها , وكذلك الاحداث الماضية وزمانها لايمكن لنا نعتمدها كقرائن للاحداث مستقبلية الا اذا كان هناك اخبار عنها في روايات شريفة,

                    اما مسالة عدم الشك والاختلاف عند الناس في شخصية الخضر عند خروجه مع الامام باعتباره اليماني فهذا ليس دليلا ناهضا يقوي الاحتمال , لان الشك والشبهة سوف تكون حتى في الامام المهدي روحي فداه نفسه رغم الصيحة والاعلان باسمه باعجاز سماوي بدليل وعندها يرتاب المبطلون ورغم الروايات المستفيضه عنه والتي لم تترك لنا شاردة او واردة عنه الا واخبرتنا عنها....



                    -------------------------------------------------------------------------------------

                    الجواب :

                    مقدمتا هي اطروحة وما فيها من ادلة واستنتاجات ولضروف صعوبة البحث فيها تبقى قابلة للاخذ والرد .

                    وكما بينا هناك فهي شقين , احدهما قراني والاخر علاماتي .

                    والمهم هنا في الجانب العلاماتي نريد ان نقول ان الخضر
                    عليه السلام سيكون مصداق مرجح مهم لشخصية اليماني ولا نقطع بذالك لان الدليل لا يساعد عليه

                    اذا عرفنا ذالك فسيكون ما دونه سهل الاجابة اكثر ، وحيث انه اذا كانت القضية يراد منها ان تصل الى الفهم الدقيق فتحتاج توفر المعلومات الكافية التي تساعد
                    عليه وهنا يدخل دور الامام ع في ذالك كما الحال في دراستنا لموضوع المشاهدة ومعناها وتطبيقها في الواقع الخارجي حيث كنا نحتاج الى حسم الامر فيها بالدقة الممكنة لانها مسألة مهمة وداخلة في الابتلاء الواقعي المستمر مع الاجيال ويستمر حتى اول الظهور

                    اما اذا اريد للقضية ان تبقى في طي دائرة من الغموض وان يشار اليها بالرمزية او الاشاراتية في جوانبها المهمة التي تقود الى التعرف اليها ، فان الادلة ستكون في كثير احيانها من نفس النوع , وتحتاج لعلها الى فك رموزها او فهم اشاراتها وما يحتمل ان تعنيه . لاستخراج افضل فهم ممكن لها .

                    اي لا تتوقع ان نقدم لكم جواب قطعي وهذا مفهوم لكم . بل تقريبي مصداقي يناسب نوع الادلة

                    وجواب على الاسئلة والاستشكالات
                    وهو انه لما اقول ان مكان حادثة اللقاء بين نبي
                    الله موسى ع والخضر ع في الجزيرة اليمنية - اليمن ذالك الوقت فانه لم ارد به اعتبار انه باقي هناك الى يومنا هذا او اي تصور غيره ، ولكن كنت اريد فقط استلام الاشارة والرمز لها ليعطيني تحديد المكان ، وقد حصل ولا يهمني بعد ذالك محل تواجده الان
                    اي كمن يدلك على شيئ بدلالة شيئ اخر ،

                    المسألة الاخرى انه لم اتناول محل خروج اليماني في مرحلة الظهور هنا ، وانما كنت في محل تفسير رمزية معنى اليماني كاحتمال لها ، ولذالك ما طرح حول محل خروجه خارج الطرح ونتائجه

                    اما مسألة التكتم على شخصية الخضر ع اذا كان هو اليماني فرضا ، فان السبب اليقيني يبقىفي علم
                    الله ووليه الحجة ع ، واما السبب المنطقي فحاله كحال بقية شخصيات الضهور ،
                    وهل نعرف يقينا اسم واحد من شخصيات الظهور ، بل كلها رمزيات ، ولعل حكمة ما ان تبقى هكذا لتكشف في وقتها او ليجري التمحيص ويخرج الكذابون المنافقون الادعياء او لتكوين عنصر مفاجئة ما او غيرها من الاسباب الخفية ،

                    ولكن لعله من اهم الاسباب لعدم ذكرها بالاسم هنا هو كما الحال في عدم ذكر أئمة ال البيت ع في القرآن صراحتا - لان ذالك في مثالنا هنا سيؤدي الى انه سوف ينكرون مثلا شخصية الخضر وعلاقتها في اخر الزمان او يصوره على انه خرافات من اجل اسقاطه واسقاط دوره اذا حان يوم امره فارجوا التامل هنا

                    اما ما يخص سؤالكم : {
                    اما مسالة عدم الشك والاختلاف عند الناس في شخصية الخضر عند خروجه مع الامام باعتباره اليماني فهذا ليس دليلا ناهضا يقوي الاحتمال , لان الشك والشبهة سوف تكون حتى في الامام المهدي روحي فداه نفسه}

                    الجواب - هنا نقصد اصل الشخصية واما الاشتباه فيها بعد ظهورها وانكارها اول الامر فهذا محتمل وارد ، وسيزول بالحجة والدليل . ونفس الحالة سيواجهها الامام الحجة ع من حيث احتياجه الى اثبات انه هو الامام المقصود والموعود لا غيره لبعض الناس .

                    هذا ما نستطيع توضيحه بخصوص الاسئلة الواردة على الاطروحة ،

                    وشكرا لكم
                    لا إله إلا الله محمد رسول الله
                    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                    الباحــ الطائي ـث

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X