إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وحاسبني حساباً يسيراً...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وحاسبني حساباً يسيراً...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    جاء في كتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق (قدس الله نفسه الزكية) عن أمير المؤمنين عليه السلام هذه الفقرة من الدعاء عند غسل اليد اليمنى عند الوضوء ((اللّهم اعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حساباً يسيراً))..


    ما نريد أن نسلّط عليه الضوء هو هذه العبارة ((وحاسبني حساباً يسيراً))..



    من المعلوم انّ الله سبحانه وتعالى قد أعدّ لعباده يوماً لمحاسبتهم، وهناك سيظهر كلّ ما خفي ونُسي في كتاب يوضع بين أيديهم ((وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف : 49]..

    اذن هناك يوم للمحاسبة وهو يوم شديد عظيم لذا نطلب من الله سبحانه وتعالى الحساب اليسير، ولكن هذا الحساب اليسير لابد من مقدّمات على العبد تحصيلها حتى يشمله اللطف الإلهي بالتسهيل والتيسير في الحساب..



    فالعاقل الذي تيقّن من وجود ذلك اليوم وهو آتٍ لا ريب فيه لابد له من الاستعداد لذلك اليوم العصيب، وخاصة انّ الله تعالى قد وعد بالاستيفاء ولو بقدر الذرة، حيث قال تعالى ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ))الأنبياء : 47، وقال تعالى ((قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ))سبأ : 3، وقال تعالى ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ))الزلزلة : 7، 8..


    وتعضّدت هذه الآيات الكريمة بأحاديث أهل البيت عليهم السلام محذّرة من ذلك اليوم وحاثّة على المحاسبة، فقد قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((حاسِبُوا أَنْفُسَكُم قَبلَ أَنْ تُحاسَبُوا، وَ زِنوها قَبْلَ أَنْ تُوزَنوا وَتَجَهَّزُوا للعَرضِ الأَكْبَرِ))، وقال سيد الموحدين عليه السلام ((ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل يحاسب فيها نفسه فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها))، وقال الإمام الصادق عليه السلام ((حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه، فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة)).. وكثيرة جداً الأحاديث بهذا الخصوص..

    اذن يكون الاستعداد على قدر ما أُعدّ لذلك اليوم، ولتجاوز ذلك اليوم لابد من النظر لما فعله العبد في يومه فيكون بمثابة قيام محكمة تحقيقية ذاتية ينصبها العبد لمحاسبة نفسه بما عملته في ذلك اليوم، فاذا كان حسناً حمد الله تعالى عليه وسعى في الاستزادة منه وسأل الله تعالى أن يوفقه للأكثر، وإذا كان مقصّراً مذنباً في بعض الأوقات إستغفر الله تعالى وسأله التوبة ساعياً في إصلاح ما وقع فيه راجياً منه تعالى أن يعينه فيما نوى عليه، وأن ينزل التوبة الى ساحة التطبيق ليرى الله تعالى صدق النية والرغبة في العمل والإصلاح في النفس ليخفّف من وطأة ذلك اليوم فيكون حسابه خفيفاً يسيراً..
    ويتّضح من الروايات انّ من لم يحاسب نفسه لا يُعد من أتباع أهل البيت عليهم السلام وهذا ما جاء على لسان الامام الكاظم عليه السلام ((يا هُشامُ لَيسَ مِنّا مَنْ لَمْ يُحاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوم))، حتى انّ من لم يحاسب نفسه لا يعد مؤمناً كما قال نبي الرحمة صلّى الله عليه وآله ((لا يَكُونَ العَبدُ مُؤمناً حتّى يُحاسِبَ نَفْسَهُ أَشد مِنْ مُحاسَبَةِ الشّريكِ شَرِيكَهُ، وَالسَّيِّدِ عَبْدَهُ))..

    كلّ هذا الحثّ على محاسبة النفس لتنقية النفس ممّا قد يطرأ عليها وتخليصها من الحجب التي قد تتراكم عليها يوماً بعد يوم فتسد منافذ النور للوصول الى تلك النفس فتقع في مستنقع الذنوب والمعاصي ويصبح قائدها الشيطان الرجيم فيقودها الى الجحيم..



    فيتّضح من هذا انّ محاسبة النفس هي في الحقيقة إصلاح للنفس وإرجاعها عن غيّها وغفلتها وتعديل مسارها الذي قد تحيد عنه، فينتج عنه ان يأتي العبد وكتابه بيمينه فيحاسب حساباً يسيراً ((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا))الإنشقاق: 7 – 8..


    لذا لابد لكلّ واحد منّا من وقفة مع نفسه وسؤالها عدّة أسئلة لابد من إيجاد الجواب لها قبل أن يُسأل فلا يجد الإجابة يوم لا ينفع فيه الندم وليس من رجوع لتصليح ما فات، إنّما الانسان يوفّى بما عمل..

    فلابد من سؤال النفس في آخر اليوم هل هي راضية بما حققته، وهل كان اليوم أفضل من الأمس، وهل بالإمكان تقديم الأفضل، ما هي نقاط الضعف التي قد مرّت بها (النفس)، وهل اقتدت بأخلاق أهل البيت عليهم السلام، وما مدى هذا الاقتداء وهل بالإمكان الاستزادة منه.. وغيرها من الأسئلة التي يمكن أن تحضر في ساعتها..


    المهم أن يحاول أن يعرض عمله وأخلاقه على شكل شريط سينمائي أمام عينيه ويجعل نفسه هي الحكم، والمحاولة الدائمة أن يكون هذا العرض مرضياً عند الله وأهل البيت عليهم السلام، لأنّه في الدنيا يُعرض على إمامنا عليه السلام في كل اثنين وخميس حسب ما ورد في الروايات، وفي الآخرة سيكون يوم العرض الأكبر لكلّ صغيرة وكبيرة..

    ولكن ما يهمنّا الآن -بعدما عرفنا أهمية المحاسبة وأثرها على النفس وبناءها البناء الصحيح ومن ثمّ اليُسر في الحساب- أن نتعرّض للسؤال التالي:
    لماذا لا تتم تلك المحاسبة من قبل الكثير من الناس على الرغم من أهميتها وحثّ أهل البيت عليهم السلام عليها؟؟؟

    أترك لكم التعليق...







  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سماحة الشيخ الجليل والمربي.

    بالطبع احسنتم واجدتم بالطرح الهادف والنافع،

    أقول لربما سبب تأخير محاسبة الفرد لنفسه حسب علاقة الفرد بربه :
    1- الانسان الغافل:اي الانسان الذي تراه همه دنياه وليس له اي علاقة بربّ العالمين.
    2-انسان متذبذب او معتدل معرفته بالله: اي ذلك الإنسان لديه شئ من الصلة مع ربّ العباد ويدرك بأنه يوما ما سيموت ولكن يخشى محاسبة نفسه ام تسويف من الشيطان او من اجل ان يتنعم بملذات دنيوية الى وقت غير معلوم من حياته المستقبلية اي حتى يعلن توبته النصوحة لانه لو حاسب نفسه كل يوم سيقر لنفسه بأنه هناك بعض العادات غير مقبولة يكررها كل فترة وانها لاترضي الله من الناحية العقلية اذا ما عرضت على سنة الله , يتغافل عن نفسه او يستهزأ بها واقعا بتخديرها في هكذا نمط من الحديث النفسي بأن الحياة طويلة !
    والبعض الأخر يؤخر حساب نفسه خوفاً من لو حاسب نفسه اليوم سيموت غداً، مثل الخوف الشائع لدى البعض من تهيئة الكفن فتراهم لا يشترون الكفن الا حينما يبلغ من العمر عتيا !(خوفا من ان يفاول على نفسه بالموت)

    وفقنا وإياكم لحساب انفسنا لنحظى بالحساب اليسير بين يديّ ربّ رؤوف،،أحسنتم التذكرة.

    التعديل الأخير تم بواسطة رحيق الزكية; الساعة 10-03-2014, 04:04 PM.
    اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين
      محاسبة النفس امر عظيم يهبه الله لمن له نية صافية مع الله وقدرة على ارغام النفس عن التوبة لكل ماحرم الله واعذروني على كلمة (ارغام )لان النفس البشرية اذا اطلق لها العنان فانه يصعب السيطرة عليها ولها القدرة ان تفعل ماتشاء وتستطيع ان تبعدنا عن الله وكما قال الامام الحسين (عليه السلام)في دعاءعرفة
      (الهي مااقربك مني وابعدني عنك وماارأفك بي فما الذي يحجبني عنك )
      الشرخ الذي يحصل في العلاقة مع الله لكثرة تجاوزنا على اله الكون والخوض في بحر الذنوب من غير ان نفكرفي الرجوع تعمل حاجز مع الله تمنع عنا بركات السماء من رحمة وقرب من الله وتوفيق لنيل رضوانه والتنعم برحمته وامانه لذلك يجب ان يكون لنا قوة اصرار على ان اسال نفسي :-
      هل آن الاوان للتوبة ام انك مازلت مغرورة ومتصورة ان الله يخفى عليه شيء
      هل انك مخلدة والموت بعيد عنك
      هل انك قريبة من الله ام بعيدة
      هل مازلت بيد الشيطان ام اعلنت الاستقلال
      هل اعددت حقيبة السفر للاخرة
      هل جهزت كلام الاعتذار من الخالق
      هل اعددت عمودا تتكئين عليه في يوم القيامة
      هل جهزت زادا للاخرة يمنع عنك جوع الاخرة
      هل وهل وهل....................
      اذا وصلته الى هذه الاسئلة يعني انك في الطريق الصحيح للوصول الى كنف رحمة الله
      وسوف يكافئنا الله في تخفيف العذاب والتجاوز عن ذنوبنا ومحاسبتنا بيسر لانه ارحم الراحمين
      ولان رحمته سبقت غضبه ولانه ينظر الينا بعين رحيمة ويعاملنا على على اساس صفاء توبتنا

      ادعولكم من كل قلبي ان يجعلكم الله من اصحاب اليمين

      خادمتكم ضفاف العلقمي






      التعديل الأخير تم بواسطة التقي; الساعة 11-03-2014, 08:47 AM.

      تعليق


      • #4
        قال الرسول (ص)
        الا وإنكم في يوم عمل لا حساب فيه ،ويوشك ان تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل
        وقال الامام علي (ع)من حاسب نفسه سعد..
        حاسب النفس حسابا صادقا
        علها تنجو وتحظى الخيرات
        لا تدعها في طريق مظلم
        تغفل القصد وتنسى الحسنات
        وراعها في كل ان ذاكرا
        ضغطة القبر وأهوال لممات
        اعمل الخير تجده سلما
        يرتقي فيك لأعلى الدرجات
        وترك الشر ولا تدنوا له
        كل من دناه لاقى الحسرات
        ان من يزرع يجني مانوى
        جل من يبصر أخفى الخافيات
        ان حديث الباب ذو شجوني
        مما به جنت يد الخؤون
        أيهجم العدى على بيت الهدى
        ومهبط الوحي ومنتدى الندى
        أيضرم النار بباب دارها
        وآية النور علا منارها

        تعليق


        • #5
          وصلتني ع الأيميل هذه القصة ولأنها تصب نفس هدف الموضوع احببت ان أتشاركها معكم

          عند ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺜﺎﻣﻴﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺟﺪﻭﺍ
          ﺟﺴﺪ ﺷﻬﻴﺪ ﺑﻌﻤﺮ 16 ﺳﻨﺔ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﺩﻓﺘﺮ
          ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ
          ﺍﻟﺴﺒﺖ: ﻧﻤﺖ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺿﻮﺀ
          ﺍﻻﺣﺪ: ﺿﺤﻜﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ
          ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻠﻌﺐ ﻭﻓﺰﺕ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ
          ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ: ﺻﻠﻴﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺮﻳﻌﺎ
          ﺍﻻﺭﺑﻌﺎﺀ : ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺳﺒﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ
          ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ: ﻟﻢ ﺍﻛﻤﻞ ﺻﻠﻮﺍﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻰ
          700 ﺻﻼﺓ
          ترى كم منا بحاجة إلى ذلك....!!!!

          المشرف الفاضل المفيد
          أنا أعرف اني مقصرة في الفترة الأخيرة من التواجد في مواضيعك لظروف قاسيه أمر بها
          لكن صدقا عند دخولي الى متصفحك شعرت بفرحه كبيرة وراتياح

          لك جزيل الشكر ع مواضيعك المتألقة
          أسأل
          الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه النفع والفائدة
          حفظك الباري بحفظه ورعايته

          تعليق


          • #6
            عليكم السلام والرحمة والمغفرة أستاذنا المفيد الموقر
            حثّ رسول الله صلى الله عليه وآله على كون المحاسبة شديدة قائلاً: "لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه والسيّد عبده"

            وعن مولى المتقين عليه السلام: "حاسبوا أنفسكم بأعمالها وطالبوها بأداء المفروض عليها والأخذ من فنائها لبقائها، وتزوّدوا وتأهبّوا قبل أن تبعثوا"



            يقول الصادق عليه السلام: "حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة

            على نفسه، فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة.

            وفي حديث آخر: "إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك وما كسبت في يومك واذكر أنك ميت وأن لك معاداً".

            كيفية المحاسبة

            إن الناس يتقنون فنون المحاسبة المالية والقوانين المتبعة في هذا المجال ويقوم التجار وأصحاب المهن والصناعات بتوظيف محاسب مالي للوقوف على واقع الأمر في استعلام ما حققته شركاتهم ومصانعهم من أرباح أو تكبدته من خسائر وبعد ذلك يقرّرون المتابعة في النمط الذي كانوا عليه سابقاً أو العدول عنه حين اكتشاف ثغرات سبّبت تراجعاً في مستوى إنتاجهم، وربما لا تجد مشروعاً تجارياً في العالم إلا ويخضع لهذه العملية الحسابية وما ذلك إلا للمحافظة على رؤوس الأموال وتلافي النقصان والخسران المودي إلى انهيار هذه الشركة أو تلك، ويمكننا أن نعبّر عن تلك العملية أنها صمّام الأمان والصون وبها ضمانة الاستمرار.


            والواقع أن هذا الأمر مطلوب وضروري، لكن ما هو ضروري أيضاً وأكثر أهمية منه ولا يتعارض معه هو المحاسبة الدينية التي تكون المحاسبة المالية محوراً من محاورها لا يصح إغفاله، وتكمن الأهمية في معنى الربح والخسارة فإذا كانا في المحاسبة المالية، لا يتعدى خطرهما عالم المال وتبعاته، بينما إذا كانا في المحاسبة الدينية يكون معنى الربح هو الجنة ومعنى الخسارة هو النار إن لم يبادر الخاسر إلى جبران خسارته بالتوبة النصوح والعمل الصالح. فكيف بهذا الإنسان تنام عيناه عن محاسبة نفسه ومعرفة حقيقة حاله وهو شديد الحساب في ماله الفاني لقاء الحصول على دراهم معدودة يتركها لغيره ويبقى الوزر على ظهره؟!
            من هنا
            نقف على باب أمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم ونسأله عن

            كيفية محاسبة النفس ليجيبنا قائلاً: "إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه وقال: يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبداً، والله سائلك عنه فيما أفنيته فما الذي عملت فيه؟ أذكرت الله أم حمدتيه؟ أقضيت حق أخ مؤمن؟ أنفّست عنه كربته؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلّفيه؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن...؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله عزَّ وجلّ‏َ وكبّره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيراً استغفر الله عزَّ وجلّ‏َ وعزم على ترك معاودته".

            وليخاطب الإنسان نفسه قائلاً: "يا نفس إذا رغبت عن أن تكوني في زمرة المقرّبين من الأولياء والمؤمنين والأنبياء والمرسلين في جوار رب العالمين لتكوني من جملة الهالكين لقد خسرت الدنيا والدين.. يا نفس من كانت الدنيا همه كثر في الآخرة غمّه، يا نفس إن الدنيا دار مفر والآخرة دار مقر والناس فيها رجلان، رجل باع نفسها فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها".

            ثمرات المحاسبة

            1- السعادة:
            في الحديث: "من حاسب نفسه سعد".

            2- صلاح النفس:
            عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ثمرة المحاسبة صلاح النفس".

            3- الأمن من المداهنة:
            فيما روي: "من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فيها المداهنة".

            4- دوام الربح:
            فيما جاء: "من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف أمن

            5- إدراك الرغائب:
            يقول مولى المتقين عليه السلام: "حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرهب وتدركوا عنده الرغب





            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رحيق الزكية مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سماحة الشيخ الجليل والمربي.

              بالطبع احسنتم واجدتم بالطرح الهادف والنافع،

              أقول لربما سبب تأخير محاسبة الفرد لنفسه حسب علاقة الفرد بربه :
              1- الانسان الغافل:اي الانسان الذي تراه همه دنياه وليس له اي علاقة بربّ العالمين.
              2-انسان متذبذب او معتدل معرفته بالله: اي ذلك الإنسان لديه شئ من الصلة مع ربّ العباد ويدرك بأنه يوما ما سيموت ولكن يخشى محاسبة نفسه ام تسويف من الشيطان او من اجل ان يتنعم بملذات دنيوية الى وقت غير معلوم من حياته المستقبلية اي حتى يعلن توبته النصوحة لانه لو حاسب نفسه كل يوم سيقر لنفسه بأنه هناك بعض العادات غير مقبولة يكررها كل فترة وانها لاترضي الله من الناحية العقلية اذا ما عرضت على سنة الله , يتغافل عن نفسه او يستهزأ بها واقعا بتخديرها في هكذا نمط من الحديث النفسي بأن الحياة طويلة !
              والبعض الأخر يؤخر حساب نفسه خوفاً من لو حاسب نفسه اليوم سيموت غداً، مثل الخوف الشائع لدى البعض من تهيئة الكفن فتراهم لا يشترون الكفن الا حينما يبلغ من العمر عتيا !(خوفا من ان يفاول على نفسه بالموت)

              وفقنا وإياكم لحساب انفسنا لنحظى بالحساب اليسير بين يديّ ربّ رؤوف،،أحسنتم التذكرة.

              أحسن الله إليكم وبارك بكم..
              تعليق جميل ورائع، نعم كما تفضلتم فانّ للغفلة الحصة الأكبر في إنشغال كثير من الناس عن ذلك اليوم الذي لابد من لقياه..
              ومن كانت علاقته بربّه ضعيفة ومتذبذبة فهو بالتأكيد لاهياً في هذه الدنيا ولا يريد أن يتركها، وهو يعرف بأنّ بمحاسبة نفسه يعني إعتراف منه بأنّه ليس في الطريق الصحيح ولابد من تصحيحه وهذا يعني تركه لتلك الملاهي والشهوات الدنيوية وهذا ما تأباه نفسه وشيطانه الذي يغويه..
              لذا يجد له مبررات واهية بأنّ الله سبحانه وتعالى غفور رحيم وما زال في العمر الكثير يمكنني أن أتدارك ما عملته عند الكبر ووو.. وهذا كلّه يتسبّب في عدم المحاسبة أو التسويف فيها..

              حفظكم الله ورعاكم برعايته أختنا القديرة راجياً من الله تعالى أن يغفر لكم ما تقدّم من ذنوبكم وما تأخّر بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام..
              شاكر لكم هذا المرور المنير والحضور البهيّ...

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ضفاف العلقمي مشاهدة المشاركة
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين
                محاسبة النفس امر عظيم يهبه الله لمن له نية صافية مع الله وقدرة على ارغام النفس عن التوبة لكل ماحرم الله واعذروني على كلمة (ارغام )لان النفس البشرية اذا اطلق لها العنان فانه يصعب السيطرة عليها ولها القدرة ان تفعل ماتشاء وتستطيع ان تبعدنا عن الله وكما قال الامام الحسين (عليه السلام)في دعاءعرفة
                (الهي مااقربك مني وابعدني عنك وماارأفك بي فما الذي يحجبني عنك )
                الشرخ الذي يحصل في العلاقة مع الله لكثرة تجاوزنا على اله الكون والخوض في بحر الذنوب من غير ان نفكرفي الرجوع تعمل حاجز مع الله تمنع عنا بركات السماء من رحمة وقرب من الله وتوفيق لنيل رضوانه والتنعم برحمته وامانه لذلك يجب ان يكون لنا قوة اصرار على ان اسال نفسي :-
                هل آن الاوان للتوبة ام انك مازلت مغرورة ومتصورة ان الله يخفى عليه شيء
                هل انك مخلدة والموت بعيد عنك
                هل انك قريبة من الله ام بعيدة
                هل مازلت بيد الشيطان ام اعلنت الاستقلال
                هل اعددت حقيبة السفر للاخرة
                هل جهزت كلام الاعتذار من الخالق
                هل اعددت عمودا تتكئين عليه في يوم القيامة
                هل جهزت زادا للاخرة يمنع عنك جوع الاخرة
                هل وهل وهل....................
                اذا وصلته الى هذه الاسئلة يعني انك في الطريق الصحيح للوصول الى كنف رحمة الله
                وسوف يكافئنا الله في تخفيف العذاب والتجاوز عن ذنوبنا ومحاسبتنا بيسر لانه ارحم الراحمين
                ولان رحمته سبقت غضبه ولانه ينظر الينا بعين رحيمة ويعاملنا على على اساس صفاء توبتنا

                ادعولكم من كل قلبي ان يجعلكم الله من اصحاب اليمين

                خادمتكم ضفاف العلقمي

                اللّهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم يا كريم..
                أحسنتم أختنا القديرة باشارتكم الكريمة حول النيّة، فهي القاعدة الأساسية التي يجب توفّرها لبناء ما يُراد بناؤه..
                وجميل هو تعبيركم بارغام النفس، لأنّ النفس كالفرس الهائج إذا لم يحسن صاحبها القيادة فتذهب به شمالاً وجنوباً على غير هدى، فاذا ما روّض تلك النفس صارت طيّعة منصاعة لما يعلّمها إياه، وبالتالي يحق له أن يجلس معها ويحاسبها ويعاتبها للخروج عن المسار في بعض الأوقات..
                وبتلك الأسئلة التي أوردتموها وغيرها يمكن إعادة إصلاحها وإرجاعها الى خطّ الهداية والصلاح، الخط الذي خطّه أهل البيت عليهم السلام..
                إذن نستنتج من ذلك انّ النيّة هي المعوّل الذي يعوّل عليه من نتائج نريد تحقيقها فيما بعد، فكثير من الناس نجده يتكلّم بكلام لا غبار عليه ولكننا عندما نرى فعله نتعجّب من مخالفته لكلامه، وهذا يدلّ على عدم مطابقة نيّته مع فعله، ولكن سرعان ما تظهر نيته الى أرض الواقع عاجلاً أم آجلاً من خلال أفعاله وتصرفاته.. فالنية المخالفة للواقع هي من الأسباب الرئيسة لعدم شروع الانسان بالمحاسبة..

                ما شاء الله على إضافتكم ومشاركتكم القيّمة أختنا القديرة..
                أسال الله تعالى أن يجعلكم من الساعين للتغيير في النفس والمجتمع من أجل اللحاق بسفينة محمد وآل محمد عليهم السلام..
                شاكر لكم تعطير متصفحي المتواضع بحروفكم النورانية...

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة من نسل عبيدك احسبني ياحسين مشاهدة المشاركة
                  عليكم السلام والرحمة والمغفرة أستاذنا المفيد الموقر
                  حثّ رسول الله صلى الله عليه وآله على كون المحاسبة شديدة قائلاً: "لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه والسيّد عبده"

                  وعن مولى المتقين عليه السلام: "حاسبوا أنفسكم بأعمالها وطالبوها بأداء المفروض عليها والأخذ من فنائها لبقائها، وتزوّدوا وتأهبّوا قبل أن تبعثوا"



                  يقول الصادق عليه السلام: "حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة

                  على نفسه، فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة.

                  وفي حديث آخر: "إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك وما كسبت في يومك واذكر أنك ميت وأن لك معاداً".

                  كيفية المحاسبة

                  إن الناس يتقنون فنون المحاسبة المالية والقوانين المتبعة في هذا المجال ويقوم التجار وأصحاب المهن والصناعات بتوظيف محاسب مالي للوقوف على واقع الأمر في استعلام ما حققته شركاتهم ومصانعهم من أرباح أو تكبدته من خسائر وبعد ذلك يقرّرون المتابعة في النمط الذي كانوا عليه سابقاً أو العدول عنه حين اكتشاف ثغرات سبّبت تراجعاً في مستوى إنتاجهم، وربما لا تجد مشروعاً تجارياً في العالم إلا ويخضع لهذه العملية الحسابية وما ذلك إلا للمحافظة على رؤوس الأموال وتلافي النقصان والخسران المودي إلى انهيار هذه الشركة أو تلك، ويمكننا أن نعبّر عن تلك العملية أنها صمّام الأمان والصون وبها ضمانة الاستمرار.


                  والواقع أن هذا الأمر مطلوب وضروري، لكن ما هو ضروري أيضاً وأكثر أهمية منه ولا يتعارض معه هو المحاسبة الدينية التي تكون المحاسبة المالية محوراً من محاورها لا يصح إغفاله، وتكمن الأهمية في معنى الربح والخسارة فإذا كانا في المحاسبة المالية، لا يتعدى خطرهما عالم المال وتبعاته، بينما إذا كانا في المحاسبة الدينية يكون معنى الربح هو الجنة ومعنى الخسارة هو النار إن لم يبادر الخاسر إلى جبران خسارته بالتوبة النصوح والعمل الصالح. فكيف بهذا الإنسان تنام عيناه عن محاسبة نفسه ومعرفة حقيقة حاله وهو شديد الحساب في ماله الفاني لقاء الحصول على دراهم معدودة يتركها لغيره ويبقى الوزر على ظهره؟!
                  من هنا
                  نقف على باب أمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم ونسأله عن

                  كيفية محاسبة النفس ليجيبنا قائلاً: "إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه وقال: يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبداً، والله سائلك عنه فيما أفنيته فما الذي عملت فيه؟ أذكرت الله أم حمدتيه؟ أقضيت حق أخ مؤمن؟ أنفّست عنه كربته؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلّفيه؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن...؟ فيذكر ما كان منه، فإن ذكر أنه جرى منه خير حمد الله عزَّ وجلّ‏َ وكبّره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيراً استغفر الله عزَّ وجلّ‏َ وعزم على ترك معاودته".

                  وليخاطب الإنسان نفسه قائلاً: "يا نفس إذا رغبت عن أن تكوني في زمرة المقرّبين من الأولياء والمؤمنين والأنبياء والمرسلين في جوار رب العالمين لتكوني من جملة الهالكين لقد خسرت الدنيا والدين.. يا نفس من كانت الدنيا همه كثر في الآخرة غمّه، يا نفس إن الدنيا دار مفر والآخرة دار مقر والناس فيها رجلان، رجل باع نفسها فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها".

                  ثمرات المحاسبة

                  1- السعادة:
                  في الحديث: "من حاسب نفسه سعد".

                  2- صلاح النفس:
                  عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ثمرة المحاسبة صلاح النفس".

                  3- الأمن من المداهنة:
                  فيما روي: "من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فيها المداهنة".

                  4- دوام الربح:
                  فيما جاء: "من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف أمن

                  5- إدراك الرغائب:
                  يقول مولى المتقين عليه السلام: "حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرهب وتدركوا عنده الرغب





                  وفقكم الله تعالى أختنا القديرة..
                  دائماً ما ترفدونا بالمشاركات القيّمة والمفيدة والتي تعضّد الموضوع فتكمل ما كان ناقصاً فيه..
                  سائلاً العليّ الأعلى أن يرزقكم حسن العاقبة وبشفاعة محمد وآل محمد عليهم السلام..
                  شاكر لكم هذا المرور الطيّب والحضور المتميّز...

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة جوار الامير مشاهدة المشاركة
                    قال الرسول (ص)
                    الا وإنكم في يوم عمل لا حساب فيه ،ويوشك ان تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل
                    وقال الامام علي (ع)من حاسب نفسه سعد..
                    حاسب النفس حسابا صادقا
                    علها تنجو وتحظى الخيرات
                    لا تدعها في طريق مظلم
                    تغفل القصد وتنسى الحسنات
                    وراعها في كل ان ذاكرا
                    ضغطة القبر وأهوال لممات
                    اعمل الخير تجده سلما
                    يرتقي فيك لأعلى الدرجات
                    وترك الشر ولا تدنوا له
                    كل من دناه لاقى الحسرات
                    ان من يزرع يجني مانوى
                    جل من يبصر أخفى الخافيات
                    أحسنتم أختي القديرة ووفقكم الله لما فيه الخير والصلاح..
                    سائلاً العليّ الأعلى أن يجعل حسابكم هيّناً يسيراً وبفضل الصلاة على محمد وآل محمد..
                    شاكر لكم هذا المرور المبارك...
                    التعديل الأخير تم بواسطة المفيد; الساعة 18-03-2014, 07:25 AM.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X