بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ألـــــــوم صـديقـــي وهـــذا محـــــال
صـديقـــــي أحـــب كـــــلام يقـــــــال
وهــــــذا كـــــلام بـليـــــغ الجمــــــال
محــــــال يقــــال الجمـــال خيـــــــال
~~~~~~~~~~~
إن من أخطر الخطوات التي قد يخطوها الإنسان المسلم هو نسبة قول إلى الله تعالى لم يقله!! أو نسبة قول إلى أحد المعصومين (صلوات الله عليهم)
من دون التحقق من صحة النسبة، أو من وجودها في كتاب معتد به!!
وقد تأخذنا العاطفة بأمواجها فننسى اهمية التحقق من صحة ما نسب إليهم (سلام الله عليهم)، ونشارك في نسبته، ونروج له ليتضح فيما بعد أنهم لم يقولوه!!
فمن الواجب على كل موال وموالية لآل محمد (صلوات الله عليهم) أن يتوخوا الحذر في نسبة الكلام أو المواقف إلى آل محمد (صلوات الله عليهم) إلا بعد التثبت والتأكد من صحة النسبة، بمعنى أن يكون لها أصل في كتب علمائنا الأعلام.
وكمثال على ما نحن فيه: ألـــــوم صـديقـــــي... حيث نسبوها إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ولا شـك في أن فكرة البيتيـن جميلـة، وهي أنك تستطيع قـراءتهمــا أفقيــاً وعموديــاً
ولكن المشكلة في نسبة البيتيـن لأمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)
إذ لا تليق نسبتهمــا إليه !! لأفتقارهمــا لأوليات البلاغة ولمخالفتهمــا لما قالـــه (صلوات الله عليه).
فمن الأخطاء البلاغية فيهما:
أولاً: يقول الشاعر: صـديقـــي أحــب كــــلام يقـــــال
أي بـلاغة في هذا الشطـر؟؟! بل إن معناهما ركيك جداً، لأن المعنى يصير:
أحــب صـديقـــي هــو كـــلام يقـــال وليــس واقعـــاً
ثانياً: أن الشاعر وصف الجمال بالبليــغ، فقــال:
وهـــذا كـــــلام بليـــــغ الجمـــــال
أي جماله بليغ والحال أنه لا يوصف الجمال بأنه بليـــغ بل يقال: بالــــغ الجمال
مضافاً إلى اننا لم نر أي جمال في هذا الكلام فضلاً عن كونه بالــغ الجمــال !!
أما مخالفتهمــا لما قالــــه (عليه السلام)
فيقول الشاعر: ألـــــــوم صـديقـــي وهـــذا محـــــال !!
فمــا هـو وجـه الاستحالـة في لــوم الصـديق؟!
بـــل أمير المؤمنين (عليه السلام) هــو القائل: " العتـــاب حيـــاة المـــودة " !!
ثم أنك لو فتشت جميع المصادر التاريخية والتراثية لما وجدت لهمـــا أثـــر، فضلاً عن نسبتهمـــا لإمام البلغاء ومرجــع الفصحـــاء
(فالله الله في النسبة لآل الله عليهم السلام)
ومن أراد أن يقف على إعجاز بلاغة مولانا أبي الحسن (عليه السلام) وأسرار فصاحته فلينظر في رياض نهج البلاغة، التي هي نبذه يسيرة من بحــــره الغزيـــــر.
(وكتب الشيخ الدر العاملي)
تعليق