إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عابس الحسين(عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عابس الحسين(عليه السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين

    اذا أردنا ان ننظر إلى رجال الإسلام والى شجاعة الشجعان والى قوة الأسود والى بطش الرجال ، والى إيمان القلوب والى الإخلاص في العمل فعلينا ان ننظر الى عباس بن أبي شبيب ، ذلك الرجل الاوحدي ، الذي يعجز الزمان ان يأتي بمثله ، ضرب أروع أمثلة الشجاعة والفداء والبطولة يوم عاشوراء ، هو ذخرٌ لنا وقدوة ننهل من شجاعته ما يكفينا ، يكفيه انه كان من الناصرين لامير المؤمنين (عليه السلام) ومن الملبين لنداء الحسين (عليه السلام) عن طريق رسوله مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) فهو كان إنموذج الصحابة الأخيار المدافعين عن الأئمة الأطهار ، قال الشيخ السماوي: كان عابس من رجال الشيعة رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا[1]

    أقوال علماء الرجال فيه:
    من حواريّ أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام ، قتل معه
    [2] من خلص رجال الشيعة ، رئيسا شجاعا خطيبا ناسكا متهجدا ناصرا أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين[3] من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، وقد وقع التسليم عليه في زيارتي الناحية ، والرجبية[4]

    حبه للحسين:
    قال عابس بن أبي شبيب يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز على ولا أحب إلى منك ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشئ أعز على من نفسي ودمى لفعلته السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد الله أنى على هديك وهدى أبيك
    [5]
    هذا النص يكشف عن مدى حبه للامام الحسين (عليه السلام) ومدى يقينه فيه ، حيث لم يكتفي بتقديم نفسه فداء للحسين (عليه السلام) وانما لو كان هنالك شيئاً أعز من نفسه ودمه لقدمه ولكن لا يوجد غير ذلك ، يكشف هذا عن عمق ايمانه وصلابة موقفه ، وشدة تمسكه بالحق ، فهنا تعرف الرجال ، وتختبر القلوب ، فكان على هدي أمير المؤمنين وعرف ان هديَ أبيه هو نفسه هديه ، فكان من الموقنين بالامام الحسين(عليه السلام)

    شجاعته:
    مشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه ( قال أبو مخنف ) حدثني نمير بن وعلة عن رجل من بنى عبد من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم قال لما رأيته مقبلا عرفته وقد شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس فقلت أيها الناس هذا الأسد الأسود هذا ابن أبي شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم فأخذ ينادى ألا رجل لرجل فقال عمر بن سعد ارضخوه بالحجارة قال فرمى بالحجارة من كل جانب فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ثم شد على الناس فوالله لرأيته يكرد أكثر من مائتين من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل قال فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول أنا قتلته وهذا يقول أنا قتلته فأتوا عمر بن سعد فقال لا تختصموا هذا لم يقتله سنان واحد ففرق بينهم بهذا القول[6]

    هذا النص المثال امامنا يكشف عن شجاعة هذا البطل الهمام الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا شتمة عاذل ولا نباح جبان ، ولا نظرة جرذ ، فبرز ولا مبارز وتقدم فهربت الرجال ، فهنا نتصوره كالاسد عندما يهجم على قطعات المواشي تنفض من حوله اشباه الرجال انفضاض الذباب عند ضربه ، فكان أمة من الرجال تسير على الميدان ، ولهذا لم يتقدم اليه أحد بل كل المجموع رماه وضربه كل واحد منهم من بعيد وهذا بيان انهم كانوا على درجة من الخوف بخيث ان نظرته ترهبهم ورجفته ترجفهم ، وعندما سقط شهيداً بات كل واحد منهم يفتخر بقتله وينسب ذلك اليه ، وهذا دليل آخر على عظم شجاعته بحيث يتمنى كل واحد قتله ، كي يسمى قاتل عابس .


    ************************************************

    [1] ـ ابصار العين في انصار الحسين(ع) : ص98

    [2] ـ شعب المقال في درجات الرجال: ص90

    [3] ـ مستدرك علم رجال الحديث: ج4،ص305

    [4] ـ معجم رجال الحديث: ج10،ص193

    [5] ـ تاريخ الطبري: ج4،ص338

    [6] ـ البداية والنهاية: ابن كثير، ج8،ص200

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X