إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسير الامام الحسين من المدينة حتى كربلاء ح3

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسير الامام الحسين من المدينة حتى كربلاء ح3

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين


    11ـ بطن العقبة: ثم سار حتى نزل بطن العقبة فلقيه رجل من العرب فقال له أنشدك الله لما انصرفت فوالله ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف إن هؤلاء الذي بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم لكان ذلك رأيا فأما على هذه الحال التي تذكرها فلا أرى لك أن تفعل فقال إنه لا يخفي على ما ذكرت ولكن الله عز وجل لا يغلب على أمره ثم ارتحل منه
    ([1])
    12ـ شراف : موضع بنجد ، سار عليه السلام من بطن العقبة حتى نزل شراف فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا
    ([2])
    13ـ ذو حُسم : ثم سار منها حتى انتصف النهار ، فبينا هو يسير إذ كبر رجل من أصحابه ، فقال الحسين ع : الله أكبر ، لم كبرت ؟ قال : رأيت النخل فقال له جماعة من أصحابه : والله إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط ، فقال لهم الحسين ع فما ترونه ؟ قالوا نراه والله أسنة الرماح وآذان الخيل ، قال وأنا والله أرى ذلك ، ثم قال ع ما لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا ونستقبل القوم بوجه واحد ؟ فقالوا له بلى هذا ذو حسم وهو جبل إلى جنبك فمل إليه عن يسارك فان سبقت إليه فهو كما تريد فاخذ إليه ذات اليسار وملنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل فتبيناها وعدلنا عن الطريق فلما رأونا عدلنا عدلوا إلينا كان أسنتهم اليعاسيب وكان راياتهم أجنحة الطير فاستبقنا إلى ذي حسم فسبقناهم إليه وذلك على مرحلتين من الكوفة وأمر الحسين ع بأبنيته فضربت وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم فقال الحسين ع لفتيانه اسقوا القوم وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا أي اسقوها قليلا فاقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فإذا عب فيها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوها عن آخرها قال علي بن الطعان المحاربي : كنت مع الحر يومئذ فجئت في آخر من جاء من أصحابه فلما رأى الحسين ع ما بي وبفرسي من العطش قال أنخ الراوية ، والراوية عندي السقاء ثم قال يا ابن الأخ أنخ الجمل فأنخته فقال اشرب ، فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء فقال الحسين ع اخنث السقاء أي اعطفه فلم أدر كيف أفعل فقام فخنثه بيده فشربت وسقيت فرسي ، وقال الحسين ع للحر أ لنا أم علينا ؟ فقال بل عليك يا أبا عبد الله فقال الحسين ع : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكان مجئ الحر من القادسية وكان عبد الله بن زياد بعث الحصين بن تميم وأمره أن ينزل القادسية ويقدم الحر بين يديه في ألف فارس يستقبل بهم الحسين فلم يزل الحر موافقا للحسين حتى حضرت صلاة الظهر فامر الحسين ع الحجاج بن مسروق ان يؤذن فلما حضرت الإقامة خرج الحسين ع في إزار ورداء ونعلين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإليكم إني لم آتكم حتى اتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم أن أقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فاعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم وإن لم تفعلوا وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم فسكتوا فقال للمؤذن أقم فأقام الصلاة فقال للحر أ تريد أن تصلي بأصحابك قال لا بلى تصلي أنت ونصلي بصلاتك فصلى بهم الحسين ع ثم دخل فاجتمع إليه أصحابه وانصرف الحر إلى مكانه الذي كان فيه فدخل خيمة قد ضربت له واجتمع إليه جماعة من أصحابه وعاد الباقون إلى صفهم الذي كانوا فيه فأعادوه ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته وجلس في ظلها فلما كان وقت العصر أمر الحسين (عليه السلام) أن يتهيأوا للرحيل ففعلوا ثم أمر مناديه فنادى بالعصر وأقام فاستقدم الحسين (عليه السلام) وقام فصلى ثم سلم وانصرف إليهم بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ونحن أهل بيت محمد أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان وإن أبيتم إلا الكراهية لنا والجهل بحقنا وكان رأيكم الآن غير ما اتتني به كتبكم وقدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم . فقال له الحر انا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر فقال الحسين ع لبعض أصحابه يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلي فاخرج خرجين مملوءين صحفا فنثرت بين يديه ، فقال له الحر : إنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمرنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله ، فقال له الحسين ع : الموت أدنى إليك من ذلك ، ثم قال لأصحابه قوموا فاركبوا فركبوا وانتظر هو حتى ركبت نساؤه ، فقال لأصحابه انصرفوا ، فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف ، فقال الحسين ع للحر : ثكلتك أمك ما تريد ؟ فقال له الحر : أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر امه بالثكل كائنا من كان ولكن ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما أقدر عليه ، فقال له الحسين ع فما تريد ؟ قال أريد أن انطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد ، فقال إذا والله لا أتبعك ، فقال إذا والله لا أدعك ، فترادا القول ثلاث مرات فلما كثر الكلام بينهما قال له الحر : إني لم أؤمر بقتالك إنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة بيني وبينك نصفا حتى أكتب إلى الأمير عبيد الله بن زياد فلعل الله أن يرزقني العافية من أن ابتلي بشئ من أمرك فخذ ههنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسية فتياسر الحسين وسار والحر يسايره
    ([3])

    14ـ البيضة : بكسر الباء، ماء بين واقصة إلى العذيب متصلة بالحزن ([4]) قال أبو مخنف عن عقبة بن أبي العيزار ان الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رآى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ، ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله الا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمان، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيئ ، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله ، وانا أحق من غير وقد أتتني كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فان تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم ، فانا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ، فلكم في أسوة وان لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم ، فلعمري ما هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم ، والمغرور من اغتر بكم ، فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ، وسيغني الله عنك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته([5])


    15ـ عذيب الهجانات : وهو ماء بين القادسية والمغيثة
    ([6]) فلما أصبح بعذيب الهجانات رأى الحر في عسكره يتبعه فسأله عن الحالة فقال :هددني الأمير في شأنك ، فقال : دعنا في نينوى والغاضرية ، فقال : لا والله وعلي عينه . فقال زهير بن ألقين البجلي : إئذن لنا بقتالهم فقتال هؤلاء اليوم أسهل من قتال من يجئ بعدهم([7])
    16ـ قصر بني مقاتل : مضى الحسين عليه السلام حتى انتهى إلى قصر بنى مقاتل فنزل به فإذا هو بفسطاط مضروب ( قال أبو مخنف ) حدثني المجالد بن سعيد عن عامر الشعبي أن الحسين ابن علي رضي الله عنه قال لمن هذا الفسطاط فقيل لعبيد الله بن الحر الجعفي قال ادعوه لي وبعث إليه فلما أتاه الرسول قال هذا الحسين بن علي يدعوك فقال عبيد الله بن الحر إنا لله وإنا إليه راجعون والله ما خرجت من الكوفة إلا كراهة أن يدخلها الحسين وأنا بها والله ما أريد أن أراه ولا يراني فأتاه الرسول فأخبره فأخذ الحسين نعليه فانتعل ثم قام فجاءه حتى دخل عليه فسلم وجلس ثم دعاه إلى الخروج معه فأعاد إليه ابن الحر تلك المقالة فقال فإلا تنصرنا فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلا هلك قال أما هذا فلا يكون أبدا إن شاء الله ثم قام الحسين عليه السلام من عنده حتى دخل رحله
    ([8])
    17ـ نينوى : ثم ارتحل الحسين من قصر بني مقاتل فأخذ يتياسر والحر يرده فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة ، فوقفوا ينتظرونه جميعا : فلما انتهى إليهم سلم على الحر وترك الحسين فإذا هو مالك بن النسرالبدي من كندة ، فدفع إلى الحر كتابا من عبيد الله فإذا فيه : أما بعد فجعجع بالحسين ( عليه السلام ) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام فلما قرأ الكتاب جاء به إلى الحسين ومعه الرسول ، فقال : هذا كتاب الأمير يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه ، وهذا رسوله قد أمره أن لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره . وأخذهم بالنزول في ذلك المكان ، فقال له : " دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه أو هذه " يعني نينوى والغاضرية وشفية . فقال : لا والله لاأستطيع ذلك ، هذا الرجل بعث إلي عينا ، فنزلوا هناك([9]) وثمة من يفرق بين نينوى وكربلاء حيث نينوى منها .

    وهذه اللوحة الرائعة من رسم الفنان الشيخ الجليل محمد البيضاني ، توضح لنا بكشل رهيب التقاء الامام الحسين(عليه السلام) بجيش الظالم ابن سعد




    [1] ـ الكامل في التأريخ : ابن الاثير(630هـ) ، دار صادر بيروت ـ لبنان، 3 / 43

    [2] ـ لواعج الاشجان : السيد محسن الامين، مطبعة العرفان ، صيدا، منشورات مكتبة بصيرتي، قم ـ ايران، ص88

    [3] ـ أعيان الشيعة : السيد محسن الامين، 1 / 596

    [4] ـ معجم البلدان: الحموي، 1 / 532

    [5] ـ مقتل الحسين : ابو مخنف ، ص86

    [6] ـ معجم البلدان : الحموي، 4 / 95

    [7] ـ مناقي ال ابي طالب: اين شهر آشوب(588هـ) تحقيق لجنة من اساتذة النجف، 1376هـ، مطبعة الحيدريةـ النجف الاشرف، 3/274

    [8] ـ تاريخ الامم والملوك : الطبري ، 4 / 305

    [9] ـ ابصار العين في انصار الحسين : الشيخ محمد السماوي(1370هـ) تحقيق الشيخ محمد جعفر الطبسي،ط1، 1419هـ،مركز الدراسات الاسلامية، قم ـ ايران، ص207
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة حسن الجوادي; الساعة 25-10-2014, 01:15 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X