إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 41

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    بالتحلي والتخلي نُدخل السرور على الإمام الحسين(ع) ,أما التحلي: هو الإلتزام بالدين الإسلامي والمبادئ والقيم والعيش بحرية ...فهذه قضايا عدة لا تحصيها عباراتي حيث أصبحت هذه المبادئ منبعا لكل مدرسة تهتم بالانسان ولإنسانية وضمانا للسعادة في الدنيا والفوز بالآخرة, فهي نور يضيئ طريق الأجيال بجميع مراحله وهوملائم لجميع الأزمنة, وأما التخلي: هو ترك المبادئ التي سار عليها أعداء الحسين(ع) ؛لأنها تجعلك مذلولا في الدنيا و محروما في الآخرة.

    تعليق


    • #62
      بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد...
      نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) بأستشهاد جده الامام ابا عبد الله الحسين (سلام الله عليه)..
      كيف ندخل السرور على قلب ابا عبد الله الحسين؟ اذا اردنا ان ندخل السرور الى قلب ابا عبد الله الحسين فيجب علينا ان نتخذ الحسين مثالا وقدوةً نقتدي به ، مثلا على مستوى الصلاح سواء كان صلاح النفس او صلاح المجتمع وهذا يتجسد من خلال قول الامام الحسين(عليه السلام) في قيامه بثورته ضد الزمر الطاغية والباغية في الدين الاسلامي الذي جاء به رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فالاصلاح كما تقدم تارة يكون بالنفس اي اصلاح الذات من خلال الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وتطبيق اوامره ونواهيه وتارة يكون الاصلاح في المجتمع من خلال نشر الثقافة الدينية التي التزم بها الشخص وطبقها بحذافيرها حيث يقوم بنشرها بين افراد المجتمع كافة
      كذلك اذا اردنا ان ندخل السرور على قلب اباعبد الله الحسين (عليه السلام) يجب علينا ان ندرك لماذا قام الحسين بالثورة وان ننفذ ونطبق ما جاء به من اهداف سامية في ثورته (عليه السلام) فمن اهدافه يجب على الفرد ان يلتزم بمبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال الرسول في هذا المبدأ(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) اي يجب على كل فرد في المجتمع ان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى لو كان الفعل بالقلب وذلك من اضعف الايمان، كذلك من جملة اهدافه (عليه السلام) القضاء على الظلم والجور الذي كان يسود المجتمع الاسلامي في وقته (علي السلام)
      وعدم المساواة في الحقوق والواجبات بين الافراد، وهناك حديث للامام الحسين يخاطب فيه ابنه الامام زين العابدين(عليه السلام) يقول : يا بني اياك وظلم من لم يجد عليك ناصرا غير الله). وهناك اهداف اخرى كثيرة جاء بها الامام الحسين في ثورته لنشر الدين الاسلامي والاصلاح في المجتمع الاسلامي. فخلاصة الكلام اردت ان اقول انه يجب على كل فرد في المجتمع الاسلامي ان يلتزم ويطبق ما جاء به الحسين لنشر الدين وتطبيقه بصورة صحيحة فاذا فعلنا هذا الامر، فاننا بفعلنا هذا سوف ندخل السرور على قلب ابا عبد الله الحسين (عليه السلام).
      وفي الختام نسأل الله العلي القدير ان يوفقنا ويهدينا لما يحبه ويرتضيه انه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين..
      التعديل الأخير تم بواسطة ليث حسين هادي; الساعة 07-11-2014, 05:58 PM.

      تعليق


      • #63

        عظم الله لكم الاجر وأحسن الله لكم العزاء

        الحزن على الامام الحسين "عليه السلام" سرور وفجيعة

        كيف يمكن أن نجعل من فاجعة عظيمة كفاجعة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين مناسبة لإدخال السرور على قلب النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام؟
        ورد في الخبر أن الإمام الصادق قال لأبي بصير : "يا أبا بصير، إن فاطمة عليها السلام لتبكيه وتشهق" إلى أن قال: "يا أبا بصير، أما تحب أن تكون فيمن يُسعد فاطمة عليها السلام؟" يقول ابو بصير: "فبكيت حين قالها، فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء".
        تتردد بعض الأِشعار والجمل حول هذا المطلب فوق المنابر الحسينية وفي قصائد العزاء وهي تؤكد على أن إقامة مجالس الحسين ، وما يصاحبها من بكاء وعزاء وإطعام، يدخل السرور على القلبين المكلومين للنبي وابنته فاطمة الزهراء عليهما الصلاة والسلام.
        يبدو واضحاً ولا نحتاج إلى جهد لإثبات أن فكرة المواساة وإبداء الحزن في مناسبات التعزية بشكل عام، وعلى ما فيها من حرارة وحرقة، وما يصاحبها من بكاء وعويل، فإنها في الوقت نفسه تدخل الرضا والسرور على قلب ذوي وأحبة الفقيد. هكذا هي العاطفة الانسانية. فوقوف المجتمع إلى جانب أصحاب العزاء يشعرهم بالاطمئنان ويشد من أزرهم ويخفف الكثير من آلامهم.
        ولكن دعونا نتساءل: هل هناك أشياء أخرى غير البكاء والإطعام يمكننا بها إسعاد سيدتنا صاحبة العزاء وأبيها صلوات الله وسلامه عليهما؟
        أن رسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم سيسعدون كثيراً حين يرون أتباعهم يلتزمون ببعض الأمور المهمة والتي لا تتعارض أبداً ولا تقلل من شأن البكاء والإطعام بل بالعكس تماماً فهي تعزز من قيمة إحياء الطقوس والشعائر، أقول هذا لكي لا يتوتر البعض ويقرأها- كالعادة- من زاوية المؤامرة.

        من أهم الأمور التي ينبغي لنا أن نسعد بها أهل البيت في مناسبة مثل مناسبة عاشوراء ما يلي:
        - التأكيد على التمسك بأخلاق أهل البيت في التعامل مع الجميع ,فالرسالة المحمدية وتضحية أهل البيت إنما كانت من أجل تعزيز وسيادة الأخلاق التي قال عنها رسول الله : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
        فليس مقبولاً أن نبكي في مصاب الإمام الحسين ثم نغتاب ونسيء الظن ونكذب ونبخل وننفعل وما أشبه.
        - التعلم واكتساب المعرفة، فرسول الله يقول: "أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد", إن الجهل لا يبني بل يهدم كل بناء، ويحرق كل منجز، ويجعلنا كالريشة في مهب عواصف الشك.
        - الالتزام بالعبادات، إذ أنها أعمدة هذا الدين ومن أجلها ضحى الرسول وأهل بيته
        لا يمكن أن نسمي أنفسنا حسينيين بينما لا نولي العبادات اهتماماً.
        هل يسر رسول الله وأهل بيته أن نؤجل الصلاة حتى نفرغ من أعمالنا، أو نصوم دون ورع؟
        - ممارسة الإصلاح، فالحسين قام من أجل الإصلاح في المجتمع، واجتهد من أجل هذا الهدف وقدم نفسه قرباناً على هذا الطريق, ولو كان السكوت عن الظلم والركون إلى الدعة، ومبايعة الظالم المستبد، والابتعاد عن ممارسة تحقيق العدالة والدفاع عن المظلومين يسرهم عليهم السلام، لما خرج الإمام الحسين ولبقي في المدينة وبايع يزيد (لعنه الله)!.
        هذه بعض المطالب التي إذا حققناها في أنفسنا فإننا سندخل على رسول الله وأهل بيته عليهم السلام السرور، وسنكون حينها حسينيين حقيقيين، إذ نبدأ بأنفسنا بتطبيق أهداف الرسالة المحمدية، ونستوعب بداخلنا مفاهيم النهضة الحسينية، ونطبقها على ذواتنا قبل أن ندعو غيرنا إليها، ونكون مصداقاً لقولهم : "كونوا لنا زيناً".

        تعليق


        • #64
          السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اخوة الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى كل من استشهدفي طريق الحسين .ع.
          كان الحسين مشعل الحريه الذي انارللانسانيه دربها المظلم الذي كانت تسوده العبودية
          عبودية البشر للكرسي كرسي العرش الزائف المقنع بحب الاسلام ومبادئه الوهميه ...
          كل شخص كان مع الحسين .ع. له وقع خاص في نفوسنا وترك بصمةواضحة في تاريخ الانسانيه ولاكن انا تأثرت بموقف وشخصيتين وكاني عشت معانتهما الا هما الطفل الرضيع وامه الرباب وكيف اراد هذا الصغير ان يشارك في الطف ويترك بصمة واضحة فيه فبالرغم عدم استطاعته الكلام كانت صرخته الاخيره ورفضه للعبوديه للبشر فكان من اثر صرخته ان قطع قماطه واخرج يديه عند اصابتهبالسهم وكأنه فارس قد استقبل السهم
          بكلتا يديه وهو يقوللحرملة لعنه الله انالااخشى سهم الجبناء
          اماامه الرباب فكان صمتها قد مزق ظلام الليل عندما ذهبت تبحث عن رضيعها لتسقيه الرضعة الاخيرة لان ثدييها قددرتا رغم ان العطش كان قد جفهما وكان دم نحر ولدها قدانسكب في ثدييها ومن حرارتهما انسكبا وطلبا صاحبهما
          والله انسكبت دموعي وانا اسطرهذه الكلما ت ولم استطع تحمل ذلك وكان الرباب وابنها
          وقغا امامي ويقولان لي انت عانيت نفس الموقف بفقدك جنينك ولم تره فكيف بي وانا
          الرباب قد واد ابني امام عيني فيالوعتي عليكما والسلام عليكما وعلى ال بيتكما الطيبين
          الطاهرين .

          تعليق


          • #65
            امامه الحق فى مواجهه امامه الباطل
            ابن زياد يرسل رساله الى الحر بن يزيد مع يزيد بن زياد الكندى يامره (ان يجعجع بالحسين ويقول له: فلا تنزله الا بالعراء فى غير حصن وعلى غير ماء) .
            فقال له ابو الشعثاء، وكان من انصار الحسين(ع): ويلك ماذا جئت فيه؟، قال يزيد: اطعت امامى ووفيت بيعتى.فقال له ابو الشعثاء: عصيت ربك واطعت امامك فى هلاك نفسك، كسبت العار والنار.قال تعالى: (وجعلناهم ائمه يدعون الى النار ويوم القيامه لا ينصرون)«القصص/41».
            انظروا الى ذلك الفهم العظيم لصاحب الحسين، حقا انها امامه فى مواجهه امامه.امامه الحق فى مواجهه امامه الباطل، وهذا هو المفهوم الحقيقى للتشيع، موالاه ائمه الحق، ومعاداه ائمه الضلال.
            اما حزب بنى اميه حزب الشيطان، فجعلوا من السلطه القاهره امامه يفرقون بها بين الحق والباطل، واسبغوا على الطواغيت من صفات ائمه الحق، واستعانوا بالمتنسكين ادعياء القداسه من وضاع الاحاديث، وفقهاء السوء ما يمكنهم من التمويه على الجمهور ويعينهم على استخدام المصطلح الدينى فى خدمه دوله الطاغوت، فاذا احدث هولاء من الاحداث ما تعجز اجهزه التسويغ عن القيام بمهمتها نحوه قالوا: (ان هذا اجتهاد (وللائمه) ان يجتهدوا فاذا اخطاوا فلهم اجر واحد، وان اصابوا فلهم اجران)، وان لم ينجح التسويغ فى الاقناع قال فقهاء السوء للناس: (عليكم ان تصبروا على السلاطين وظلمهم الا ان تروا كفرا بواحا).
            وهم لم يصرحوا ابدا بحقيقه هذا الكفر البواح.ان هولاء المتنسكين لم يروا باسا، ولا فسقا، ولا كفرا بواحا فى ان يلى امر الامه فرعون مثل معاويه او يزيد! ولا يرون واجبا عليهم نصره ابى الاحرار ابى عبداللّه الحسين! وهم لم يروا اى كفر ولا معصيه للّه فى سفك دماء العتره الطاهره! هذا اذا عرفنا من هم من هولاء؟ وما هو منهجهم؟ وما هى اسماوهم؟ لقد راينا العتره الطاهره ولم نر غيرها، راينا اشباح رجال يرضون بركعات فى بيت اللّه الحرام او بعض كلمات يزيلون بها العتب.فها هو ابن كثير يروى عن ابن عمر، فى البدايه والنهايه، ان رجلا ساله عن دم البعوض يصيب الثوب فقال: (انظروا الى هذا يسالنى عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبى(ص)، وسمعت النبى صلى اللّه عليه وآله يقول: هما ريحانتاى من الدنيا) .

            تعليق


            • #66
              أهم ما وجدته في شخصية الحسين (عليه السلام)


              توفرت في سبط الرسول (ص) وريحانته الامام الحسين (ع) ، جميع العناصر التربوية الفذة التي لم يظفر بها غيره ، فأخذ بجوهرها ولبابها وقد أعدته لقيادة الامة ، وتحمل رسالة الاسلام بجميع أبعادها ومكوناتها ، كما أمدته بقوى روحية لا حد لها من الايمان العميق بالله ، والخلود إلى الصبر على ما انتابه من المحن والخطوب التي لا يطيقها أي كائن حي من بني الانسان .


              تعليق


              • #67
                التربية النبوية و دورها في رسم ملامح شخصية الحسين
                قام الرسول الاعظم (ص) بدوره بتربية سبطه وريحانته فأفاض عليه بمكرماته ومثله وغذاه بقيمه ومكوناته ليكون صورة عنه ، ويقول الرواة :
                إنه كان كثير الاهتمام والاعتناء بشأنه ، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه وطيبه ، ويرسم له محاسن أفعاله ، ومكارم أخلاقه ، وقد علمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد، ووردت إليه من تمر الصدقة فتناول منها الحسين تمرة وجعلها في فيه ، فنزعها منه الرسول (ص) وقال له :
                لا تحل لنا الصدقة ، وقد عوده وهو في سنه المبكر بذلك على الاباء ، وعدم تناول ما لا يحل له ، ومن الطبيعي أن ابعاد الطفل عن تناول الاغذية المشتبه فيها أو المحرمة لها أثرها الذاتي في سلوك الطفل وتنمية مداركه حسب ما دللت عليه البحوث الطبية الحديثة ، فان تناول الطفل للاغذية المحرمة مما يوقف فعالياته السلوكية ، ويغرس في نفسه النزعات الشريرة كالقسوة ، والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير ، وقد راعى الاسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب فألزم بأبعاد الطفل عن تناول الغذاء المحرم وكان ابعاد النبي (ص) لسبطه الحسين عن تناول تمر الصدقة التي لا تحل لاهل البيت (ع) تطبيقا لهذا المنهج التربوي الفذ ...

                تعليق


                • #68
                  دور الزهراء (عليها السلام) في حياة الحسين
                  عنت سيدة النساء (ع) بتربية وليدها الحسين ، فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية ، والشعور بذاتياته ، كما غذته بالآداب الاسلامية ، وعودته على الاستقامة ، والاتجاه المطلق نحو الخير يقول العلائلي :

                  " والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين أن أمه عنيت ببث المثل الاسلامية الاعتقادية لتشيع في نفسه فكرة الفضيلة على أتم معانيها ، وأصح أوضاعها ، ولابدع فان النبي (ص) أشرف على توجيهه أيضا في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالاستقلال.
                  فالسيدة فاطمة أنمت في نفسه فكرة الخير ، والحب المطلق والواجب ومددت في جوانحه وخوالجه أفكار الفضائل العليا بأن وجهت المبادئ الادبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع.
                  وبذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المبادئ الادبية على شخص والدته ، وقصرها عليها وما تجاوز بها إلى سواها من الكوائن ، ورسمت له والدته دائرة غير متناهية حين جعلت فكرة الله نقطة الارتكاز ، ثم أدارت المبادئ الادبية والفضائل عليها فاتسعت نفسه لتشمل وتستغرق العالم بعواطفها المهذبة ، وتأخذه بالمثل الاعلى للخير والجمال ....
                  لقد نشأ الامام الحسين (ع) في جو تلك الاسرة العظيمة التي ما عرف التاريخ الانساني لها نظير في إيمانها وهديها ، وقد صار (ع) بحكم نشأته فيها من أفذاذ الفكر الانساني ومن أبرز أئمة المسلمين.

                  تعليق


                  • #69
                    ما أروع يومك يا أبا الشهداء
                    شموخ مع التاريخ وصمود مع الاجيال يتجلى بكل وضوح في أفق الحياة الواسع ومع سير الزمن السرمدي لا يطويه دوران الايام ولا تنسيه الدهور والأعوام يجدد الآلام ويثير الاحزان والاشجان بالرغم من مرور المئات من الأعوام ذلك هو يومك الخالد يا ابا عبدالله الذي ضربت فيه أمثالا بلغت اقصى حدود السمو في التضحية والفداء وأوضحت المعالم البارزة للسبل التي يجب ان تكون منهجاً لعبور العقبات الصعاب في هذه الحياة فما اروع هذا الخلود وما اسمى معانيه لو برزت بوضوح حقائقها ورسمت دقائق خطوط اهدافها لترفع المشع الوهاج للاجيال المتعاقبة وتلتهم ثمرات تلك المآثر السامية وتستلهم منها الصبر والعقيدة لتحقيق الاهداف التي دعا اليها الاسلام وكافح من اجلها دعاته الوفياء لتطهير الارض المقدسة من دنس الظالمين والغاصبين .
                    ما اروع يومك يا ابا عبدالله ويا ابا الشهداء ذلك اليوم الذي وقفت فيه تخاطب انصارك وأهل بيتك قائلا : اما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد علمتم وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعي الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا تناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا ارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما .
                    فكانت التضحية وكان الداء الذي ادمى القلوب ومزقها وكان النصر حليفه فلقد استقامت بشهادتك يا ابا عبدالله أركان الإسلام وتبين الرشد من الغي وظلت كلمة لا إلا الله محمد رسول الله التي حاربها الحزب الأموي مدوية في الفضاء خالدة في أجوائه خلود يومك . لقد اراد لها يزيد بن ميسون الفناء بقتلك وأراد الله لك ولها البقاء فبقيت وبقيت مع التاريخ تستنير الاجيال بذكراك ويستلهم منها المخلصون سبل الثورة على الظلم والطغيان وبقي ذكر اولئك الطغاة عارا تتبرأ منه الاحفاد والاجيال وتتبعهم اللعنات ما دام التاريخ . فما أصبرك يا ابا عبدالله وما اروع يومك حينما وقفت في ارض المعركة وحيداً لا ناصر لك ولا معين تتلفت يمينا وشمالا فلا ترى سوى اصحابك وبنيك واخوتك صرعى على ثرى الطف المديد والاعداء تحيط بك من كل نواحيك تحدق في خيامك الخالدة إلا من النساء والاطفال والصراخ يتعالى من هنا وهناك وأنت تتلوى لهول ذلك المشهد وتلك الحشود الهائلة وقد شهرت أسنة رماحها في وجهك فتغمض عينيك من هول ذلك المنظر ومما حل ببيت الرسالة وأحفاد الرسول فلا تجد من يأويهم ويكفلهم من بعدك . ثم تتلفت إلى أنصارك فلا ترى سوى الجثث المبعثرة من حولك فما أهوله من منظر وما ارزأها من مصيبة لم يحدث التاريخ بمثلها ومع كل ذلك فلم تلن لأولئك الطغاة ومضيت في ثورتك على الباطل ثورة الإيمان بكل معانيه وأبعاده على الكفر بكل اباطيله تقول : والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أقر لكم اقرار العبيد وبقيت خالداً خلود الدهر .لقد تمخضت مواقف الحسين بن علي (ع) يوم عاشوراء ذلك اليوم التاريخي من خلال ما ارتسم فيها من البطولات والصمود امام تلك الجحافل العاتية عن جلائل المعاني السامية وتجلت من سطورها الدامية روائع من صفحات الإيمان الثابت والعقيدة المخلصة وطفقت تحمل في مشاعلها نزعة الانعتاق من ربقة الاستغلال والاستعباد واندفعت تخط للإجيال أبعاد الكفاح الثوري وترسم للعصور سمات للصمود والثبات وتدفع بالمناضلين المكافحين إلى تعلقهم بما يرسمونه من تخطيط لمعتقداتهم الفكرية وما ينتهجونه من تحديد لمنطلقاتهم النضالية في المسار النضالي وما يحددونه من مواقف جريئة امام تحديات الحاكمين واستغلالهم لخيرات الشعوب وأرزاق العباد . ان المسار الثوري الذي حفلت به ثورة الحسين (ع) لقد عزز الكثير من طموح الشعوب المستغلة من اجل انهاض هذه الشعوب وايقاد فتيل الثورة للاطاحة بالنظم المستبدة وايجاد المجتمعات السليمة التي تحقق للشعوب حريتها وكرامتها وطموحاتها في التخلص من الاستغلال وتطوير الحياة وما يضمن لتلك الشعوب أمنها ورفاهيتها . ان ثورة الحسين تركت في دروب الاحرار المجاهدين والصامدين علامات مضيئة تنير مسالك الكفاح وتمهد الطريق الذي يمكن كل ثائر إذا اعتمد في الدرجة الاولى على نزعة السخاء بالأرواح وبذل الأنفس من اجل العقيدة الثابتة ومن اجل مواقع الصمود للوصول إلى النصر . ان طرح الحسين الخالد لهذا السخاء العظيم بتقديمه نفسه وذويه وصحبه واستشهادهم إلى جانبه مكن هذه الثورة من الديمومة والبقاء لتكون المنار لكل الثائرين الصامدين عبر مسيرات الانتفاضات الشعبية التي تحدث هنا وهناك ومكن لها الانتصار إذا اقترنت بالنزاهة والاخلاص وبمثل ذلك السخاء الذي قدمه الحسين وأنصاره من اجل الانسان وكرامته . لقد انتصر الحسين (ع) باستشهاده انتصاراً لم يسجل التاريخ انتصاراً اوسع منه ولا فتحا كان ارضى لله منه ، وكان واثقاً من هذا الانتصار ومن هذا الفتح كما كان واثقاً من هزيمته عسكرياً كما يبدو ذلك من كتابه الذي كتبه الى الهاشميين وهو في طريقه إلى العراق فقد قال فيه : اما بعد فانه من لحق بي استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح . وكان ذكرنا فالفتح الذي يعنيه الحسين من كتابه إلى الهاشميين هو ما احدثته ثورته من النقمة العامة على الأمويين وما رافقها من الانتفاضات التي اطاحت بدولتهم .

                    تعليق


                    • #70
                      شخصية الامام الحسين (عليه السلام)

                      الإمام الحسين (عليه السلام) شخصية مثالية متميزة ليس لها في الوجود نظير، فقد تغذى في حجر جده المصطفى (صلى الله عليه و آله وسلم) العطف والحب والحنان، وفي ظل أُمه فاطمة الزهراء (عليها السلام) وجد الأُمومة الرؤوفة، وهي مهجة قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وترعرع مع أبيه علي (عليه السلام)، ومنه تلقى الرعاية والعناية والمعرفة، وعاش مع أُخوته وأولاده أعواماً مليئة بالحب المتبادل والاحترام المقدس.
                      وبعبارة أُخرى أنه تخرج من جامعة الحبيب المصطفى مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، حيث شملتهم العناية الإلهية بقولـه تعالى: > إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً .
                      وحديث الكساء أكبر شاهد على مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى، وكتب وأحاديث أهل السنة تصرح بذلك والتي منها: عن أُم سلمة أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جَلَّلَ على الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كساءً، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي، أذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنكِ إلى خير. قال: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيءٍ رُويَ في هذا الباب.
                      وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن فاطمة الزهراء (عليها السلام): قالت:... فقال الله عز وجل: يا ملائكتي ويا سُكانَ سماواتي إنِّي ما خلقتُ سماءً مَبنْيَّةً ولا أرضاً مَدْحِيَّةً ولا قَمَراً مُنيراً ولا شَمْساً مُضيئةً ولا فَلَكاً يَدُور ولا بَحْراً يَجْري وَلا فُلْكاً يَسْري إلاَّ في مَحَبَّةِ هؤلاءِ الخَمْسَةِ الذين هُمْ تحت الكِساءِ. فَقَال الأمينُ جَبرائيل: يا رَبِّ وَمَنْ تحت الكِساء؟ فقال عَزَّ وَجَلَّ: هم أهلُ بيتِ النبوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالةِ، هُمْ فاطمةُ وأَبوها وَبَعْلُها وَبَنُوها...
                      وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حق ولديه الحسن والحسين شاهدة على علاقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهما، ومنها التي رواها أهل السنة في صحاحهم وكتبهم، منها:
                      عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أُبيّ بن كعب. فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرض. قال أُبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال: يا أُبيّ والذي بعثني بالحق نبيّاً، إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه المكتوب على يمين العرش، أنه مصباح هدى وسفينة نجاة، وإمام غير وهن، وعز وفخر، وعلم وذخر. وإن الله عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكيّة، خُلقت من قبل ان يكون مـخلوق في الأرحام، ما يدعو بهنَّ مـخلوق إلاّ حشره الله عزّ وجلّ معه، وكان شفيعه في آخرته، وفرّج الله عنه كربه، وقضى بها دينه، ويسَّر أمره، وأوضح سبيله، وقوّاه على عدوّه، ولم يهتك ستره...


                      عن أنس بن مالك قال: كتب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل عهداً، فدخل الرجل يسلِّم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي، فرأى الحسن والحسين يركبان على عنقه مرَّة ويركبان على ظهره مرَّةويمران بين يديه ومن خلفه. فلما فرغ (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصلاة قال له الرجل: ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: (صلى الله عليه وآله وسلم)ناوِلْني عَهْدَك فأخذه ومزَّقه، ثم قال: (صلى الله عليه وآله وسلم)من لم يرحم صغيرنا، ولم يُوَقِّر كبيرنا، فليس منّا ولا أنا منه.

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X