لا شيء يشبه كربلاء..
لا من رجالٍ كالحسين ولا كزينبَ في النساء..لا شيء يشبه كربلاء..
لا هاجرٌ ضُربت بمكةَ لا رأت جثمانَ مقتولٍ لها لا حاصروها وهي في أرضٍ بلا أحباب..لا مريمٌ رُجمت بعيسى لا حاولوا أن يأسروها ولا انتزعوا منها الحجاب..لا أمُّ موسى شاهدت أبناءها متقطّعين على التراب..لكنّ زينبَ حاصروها بالسيوف وبالرماح وبالحراب..لكنّ زينبَ مزّقوا أجساد أبناء الرسول أمامها، وتراقصوا فرحاً وحقداً فوقها، لا خوف من ربّ السماء ولا حياء..لا شيء يشبه كربلاء..
من مثله، ابراهيمُ الذي لم يحرقوه..اسماعيلُ الذي ما مات من عطشٍ ولا قد حزّ من أوداجه شيئاً أبوه..
موسى الذي لم يقتلوه..
عيسى الذي لم يصلبوه..
نوحُ الذي قد طاف فوق الماء في الطوفان، لكن لم تصبه رطوبةٌ..
من مثله في الأرض سبّح في الدماء..لا شيء يشبه كربلاء..
من ذا رأى في الحرب عطشاناً يريد الماء للعطشى وليس لنفسه ويغوص فيه حتى ركبتيه..
ويخرج منه عطشاناً وفوق كتافه الماء الزلال، ويظل عطشاناً ويقاتل الأعداء عطشاناً وقد قطعوا يديه..
ويموت عطشانا..من ذا رأى رجلاً كهذا، في الوفاء ..
لا شيء يشبه كربلاء.. لا شيء يشبه كربلاء..
- آية الله السيد هادي المدرسي
تعليق