إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسول الله (ص) فارق الدنيا مقتولاً مسموماً شهيداً مظلوما!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسول الله (ص) فارق الدنيا مقتولاً مسموماً شهيداً مظلوما!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رسول الله مات مقتولا
    ( صلَّى اللهُ عليه وآله)
    .............................

    حقيقةٌ تاريخيَّةٌ يغفلُ عنها كثيرون، ويُغفِلُها آخرون، تحملُ بين قوسيها خبرَ قتْلِ النبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآله) بالسمِّ، ودليلنا على ذلك الصَّحيحُ وغيرُهُ من رواياتنا مع إجماع علمائنا، مضافاً للصحيح من روايات العامَّة، وهذا ما سنسلِّطُ عليه الضَّوءَ في هذه المقالة على عُجالة، بغضِّ النَّظرِ عن هويَّةِ القتَلة!

    روايات الشهادة
    ********************
    مصادر الخاصَّة :

    1⃣ روي عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) أنَّ الحسن (عليه السلام) قال لأهل بيته: "إنِّي أموتُ بالسُّمِّ ، كما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله)". 📚 الخرائج والجرائح ج1 ص241 ح7

    2⃣ أبان، عن سُلَيم، قال: حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب،قال: ...إنِّي سمعتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "أيها الناسُ، إذا أنا استُشهِدتُّ فَعَليٌّ أولى بكم من أنفسكم، فإذا استُشْهِد عليٌّ فابني الحسن...إلخ".
    [قال]: فقام إليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يبكي فقال: "بأبي أنت وأمي يا نبي الله؛ أتُقْتَل"؟
    قال: "نعم، أهلِكُ شهيداً بالسُّم، وتُقْتَلُ أنت بالسيف.. الحديث".
    📚 كتاب سليم بن قيس ص363

    أقول:اقتطعنا موضع الحاجة، وننصح بالاطلاع على كاملِ هذا الحديث المعتبر، ففيه علم كثير وحقائق هامة.

    3⃣ روى الشيخُ الصدوق (رحمه الله)، بسندٍ صحيح، عن أبي الصلت الهروي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: "واللهِ! ما مِنَّا إلا مقتولٌ شهيدٌ"، الحديث.
    📚 أمالي الصدوق ص120 ح8


    أقول: الظَّاهر أنَّ الأصل في ضمائر جمع المتكلم [نحن، مِنَّا، إلينا، فينا، بنا، عنَّا، إيانا، ] في كلماتهم (عليهم السلام) رجوعُها إلى أهل البيت جميعا، إلا إذا قامت قرينة صارفةٌ، أو دلَّ دليلٌ على التبعيض، وشواهد ذلك كثيرةٌ جداً لا سبيل لحصرها.
    وعليه، فقولُ الرضا (عليه السلام): "ما مِنَّا"، أي: ما من أهل البيت، والنبيُّ من أهل البيت بل سيِّدهم (صلَّى اللهُ عليه وآله)، فيثبت بالحديث الصَّحيح أنَّه قضى شهيداً.


    4⃣ عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قتل؟! إنَّ الله يقول: {أفإنْ ماتَ أو قُتلَ انقلبْتُم على أعقابكم}، فسُمَّ قبلَ الموتِ، إنَّهما
    سقتاه [سمَّتاه] قبل الموت".
    فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله.
    📚 تفسير العياشي ج1 ص200


    مصادر العامَّة :

    هناك عدَّة روايات عندهم استُدلَّ بها على شهادته صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه، ولسنا في صدد استعراضها، فنكتفي بإحدى صحاحهم حيث تفي بالمطلوب:

    روى أحمد بن حنبل في مسنده، بسند صحيحٍ بإجماعهم، عن عبد الله بن مسعود، قال: لأنْ أحلفَ تِسعاً أنَّ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلَّم) قُتِلَ قتلاً، أحبُّ إليَّ من أنْ أحلفَ واحدةً أنَّه لم يُقتلْ! وذلك بأنَّ الله عزَّ وجلَّ جعله نبيَّاً واتخذه شهيداً.
    قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا يرونَ أنَّ اليهود سمُّوه.
    📚 مسند أحمد ج1 ص408


    أقولُ: وهو صريحٌ في المطلوب، وإنْ كنَّا لا نوافق القائلين بأنَّ الذي قتله سمُّ اليهود، بل سمُّ المنافقين!!

    ✅ إجماع علماء الطائفة

    إعلم أنَّ المستفاد من كلمات علماءِ الشيعة إجماعهم على وفاته (صلَّى اللهُ عليه وآله) مقتولاً بالسُّم، ولم أرَ أحداً منهم نفى ذلك، بل نصَّ بعضهم على إجماعهم ذاك، كما في رسائل آل طوق القطيفي ج4 ص47، عن المحدِّث النحرير الشيخ عبد الله بن صالح البحراني، حيث قال: (وانتقل إلى جوار الله شهيداً مسموماً، بالنَّصِّ والإجماع).

    ولنذكر كوكبةً من أجلاء الطائفة وأساطينها الذين صرَّحوا بأنَّ النبيَّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه) قُبضَ مسموماً يومَ الاثنين 28 صفر سنة 10 للهجرة، مع توثيق المصادر:
    الشيخ المفيد/ المقنعة ص456
    الشيخ الطوسي/ التهذيب 6/ 2
    الفتَّال النيسابوري/روضة ص71
    العلَّامة الحلي/ التحرير 2/ 118الشهيد الأول/ الدروس 2/ 6
    المجلسي/ مرآة العقول 5/ 174
    وغيرهم الكثير جداً.


    تذييل

    نقلَ ابن أبي الحديد المعتزلي، عن النقيب أبي جعفر حديثاً قارنَ فيه بين النبيِّ والوصيِّ (عليهما السلام)، جاء فيه: (ومات عليٌّ (عليه السّلام) شهيداً بالسّيف، ومات رسول اللَّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) شهيداً بالسُّمّ). شرح نهج البلاغة ج10 ص221

    ا
    فالسَّلامُ عليك يا رسول الله يومَ وُلِدتَّ، ويومَ استُشهدتَّ، ويوم تُبعثُ حيَّاً

    وكتبَ عبدُ ساداته الدرُّ العاملي
    فجر الجمعة 26 صفر1436هـ
    لبنان/بيروت/الضاحية الجنوبية
    sigpic

  • #2
    تتمة حديث سُليم بن قيس الهلالي رضي الله عنه

    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الامام الحسن مشاهدة المشاركة
    أبان، عن سُلَيم، قال: حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب،قال: ...إنِّي سمعتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "أيها الناسُ، إذا أنا استُشهِدتُّ فَعَليٌّ أولى بكم من أنفسكم، فإذا استُشْهِد عليٌّ فابني الحسن...إلخ".
    [قال]: فقام إليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يبكي فقال: "بأبي أنت وأمي يا نبي الله؛ أتُقْتَل"؟
    قال: "نعم، أهلِكُ شهيداً بالسُّم، وتُقْتَلُ أنت بالسيف.. الحديث".
    ً?“? كتاب سليم بن قيس ص363

    أقول:اقتطعنا موضع الحاجة، وننصح بالاطلاع على كاملِ هذا الحديث المعتبر، ففيه علم كثير وحقائق هامة.



    - سليم بن القيس : أبان ، عن سليم قال : حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين ، وعنده عبد الله بن عباس ، فالتفت إلي معاوية ، فقال : يا عبد الله ! ما أشد تعظيمك للحسن والحسين ! ؟ وما هما بخير منك ولا أبوهما خير من أبيك ، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله لقلت : ما أمك أسماء بنت عميس بدونها . فقلت : والله ! إنك لقليل العلم بهما وبأبيهما وبأمهما ، بل والله ! لهما خير مني ، وأبوهما خير من أبي ، وأمهما خير من أمي . يا معاوية ! إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله ، يقول فيهما وفي أبيهما وأمهما قد حفظته ووعيته ورويته .قال : هات ، يا ابن جعفر ، فوالله ! ما أنت بكذاب ولا متهم . فقلت : إنه أعظم مما في نفسك ، قال : وإن كان أعظم من أحد وحراء جميعا ، فلست أبالي إذ قتل الله صاحبك وفرق جمعكم وصار الأمر في أهله ، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ، ولا يضرنا ما عدمتم .قلت : سمعت رسول الله وقد سئل عن هذه الآية : ( وما جعلنا الرؤيا التي أرينك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ) ، فقال : إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون ، يردون أمتي على أدبارهم القهقرى ، فيهم رجلان من حيين من قريش مختلفين ، وثلاثة من بني أمية ، وسبعة من ولد الحكم بن أبى العاص . وسمعته يقول : إن بني أبي العاص إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا ، وعباد الله خولا ، ومال الله دولا .يا معاوية إني سمعت رسول الله يقول على المنبر - وأنا بين يديه ، وعمر ابن أبي سلمة ، وأسامة بن زيد ، وسعد بن أبي وقاص ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر ، والمقداد ، والزبير بن العوام - وهو يقول : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم فقلنا : بلى ، يا رسول الله ! قال : أليس أزواجي أمهاتكم ؟ قلنا : بلى ، يا رسول الله ! قال : من كنت مولاه فعلي مولاه - أولى به من نفسه - وضرب بيديه على منكب علي [ وقال : ] أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، أيها الناس ! أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر ، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر ، ثم ابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر .ثم عاد فقال : أيها الناس إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم ، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فإذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فإذا استشهد الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر .ثم أقبل [ على ] علي ، فقال : يا علي ! إنك ستدركه فاقرأه مني السلام ، فإذا استشهد فابني محمد أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، وستدركه أنت يا حسين ! فاقرأه مني السلام ، ثم يكون في عقب محمد رجال واحد بعد واحد ، وليس منهم أحد إلا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ، كلهم هادون مهتدون . فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وهو يبكي ، فقال : بأبي أنت وأمي يا نبي الله أتقتل ؟ ! قال : نعم ، أهلك شهيدا بالسم ، وتقتل أنت بالسيف ، وتخضب لحيتك من دم رأسك ، ويقتل ابني الحسن بالسم ، ويقتل ابني الحسين بالسيف يقتله طاغ ابن طاغ ، دعى ابن دعى .فقال معاوية : يا ابن جعفر ! لقد تكلمت بعظيم ، ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت أمة محمد من المهاجرين والأنصار غيركم أهل البيت وأوليائكم وأنصاركم ! فقلت : والله ! إن الذي قلت حقا ، سمعته من رسول الله .قال معاوية : يا حسن ! ويا حسين ! ويا ابن عباس ! ما يقول ابن جعفر ؟ فقال ابن عباس : إن لا تؤمن بالذي قال فأرسل إلى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك . فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة وإلى أسامة بن زيد ، فسألهما ، فشهدا أن الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله كما سمعه .
    فقال معاوية : يا ابن جعفر ! قد سمعناه في الحسن والحسين وفي أبيهما ، فما سمعت في أمهما ؟ ! ومعاوية كالمستهزىء والمنكر .فقلت : سمعت من رسول الله يقول : ليس في جنة عدن منزل أشرف ولا أفضل ولا أقرب إلى عرش ربي من منزلي ، ومعي ثلاثة عشر من أهل بيتي : أخي علي ، وابنتي فاطمة ، وابناي الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، هداة مهتدون ، وأنا المبلغ عن الله ، وهم المبلغون عني ، وهم حجج الله على خلقه ، وشهداؤه في أرضه ، وخزانه على علمه ومعادن حكمه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، لا تبقى الأرض طرفة عين إلا ببقائهم ، ولا تصلح إلا بهم ، يخبرون الأمة بأمر دينهم ، حلالهم وحرامهم ، يدلونهم على رضى ربهم ، وينهونهم عن سخطه بأمر واحد ونهي واحد ، ليس فيهم اختلاف ولا فرقة ولا تنازع ، يأخذ آخرهم عن أولهم إملائي ، وخط أخي علي بيده ، يتوارثونه إلى يوم القيامة ، أهل الأرض كلهم في غمرة وغفلة وتيهة وحيرة غيرهم وغير شيعتهم وأوليائهم ، لا يحتاجون إلى أحد من الأمة في شيء من أمر دينهم ، والأمة تحتاج إليهم ، هم الذين عنى الله في كتابه وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسول الله فقال : ( آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) .فأقبل معاوية على الحسن والحسين وابن عباس والفضل بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فقال : كلكم على ما قال ابن جعفر ؟ قالوا : نعم .قال : يا بني عبد المطلب إنكم لتدعون أمرا عظيما ، وتحتجون بحجج قوية إن كانت حقا ، وإنكم لتضمرون على أمر تسرونه والناس عنه في غفلة عمياء ، ولئن كان ما تقولون حقا لقد هلكت الأمة ، وارتدت عن دينها ، وتركت عهد نبينا غيركم أهل البيت ، ومن قال بقولكم فأولئك في الناس قليل .فقلت : يا معاوية ! إن الله تبارك وتعالى يقول : ( وقليل من عبادي الشكور ) ، ويقول : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ( 3 ) ، ويقول : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) ، ويقول لنوح : ( وما آمن معه إلا قليل ) . يا معاوية ! المؤمنون في الناس قليل ، وإن أمر بني إسرائيل أعجب حيث قالت السحرة لفرعون : ( فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحيوة الدنيا * إنا آمنا بربنا ) ، فآمنوا بموسى وصدقوه واتبعوه ، فسار بهم وبمن تبعه من بني إسرائيل ، فأقطعهم البحر وأراهم الأعاجيب ، وهم يصدقون به وبالتوراة ، يقرون له بدينه فمر بهم على قوم يعبدون أصناما لهم فقالوا : ( يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) .ثم اتخذوا العجل فعكفوا عليه جميعا غير هارون وأهل بيته ، وقال لهم السامري : ( هذا إلهكم وإله موسى فنسى ) .وقال لهم بعد ذلك : ( ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ، فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه : ( إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) ، قال موسى : ( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ) .فاحتذت هذه الأمة ذلك المثال سواء ، وقد كانت فضائل وسوابق مع رسول الله ومنازل منه قريبة ، مقرين بدين محمد والقرآن حتى فارقهم نبيهم ، فاختلفوا وتفرقوا وتحاسدوا ، وخالفوا إمامهم ووليهم حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى ونفر قليل لقوا الله عزوجل على دينهم وإيمانهم ، ورجع الآخرون القهقرى على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى باتخاذهم العجل ، وعبادتهم إياه ، وزعمهم أنه ربهم ، وإجماعهم عليه غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته .ونبينا قد قصد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن ، واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته ، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى ، وأنه ولي كل مؤمن بعده ، وأنه كل من كان وليه فعلي وليه ، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به ، وأنه خليفته فيهم ووصيه ، وأن من أطاعه أطاع الله ، ومن عصاه عصى الله ، ومن والاه والى الله ، ومن عاداه عادى الله ، فأنكروه وجهلوه وتولوا غيره . يا معاوية ! أما علمت أن رسول الله حين بعث إلى موتة أمر عليهم جعفر ابن أبي طالب ، ثم قال : إن هلك جعفر فزيد بن حارثة ، فإن هلك زيد فعبد الله بن رواحة ، ولم يرض لهم أن يختاروا لأنفسهم ، أفكان يترك أمته ، لا يبين لهم خليفته فيهم ؟ ! بلى ، والله ! ما تركهم في عمياء ولا شبهة ، بل ركب القوم ما ركبوا بعد نبيهم وكذبوا على رسول الله ، فهلكوا وهلك من شايعهم ، وضلوا وضل من تابعهم ، فبعدا للقوم الظالمين .فقال معاوية : يا ابن عباس ! إنك لتتفوه بعظيم ، والاجتماع عندنا خير من الاختلاف ، وقد علمت أن الأمة لم تستقم على صاحبك .فقال ابن عباس : إني سمعت رسول الله يقول : ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ! وأن هذه الأمة اجتمعت على أمور كثيرة ليس بينها اختلاف ولا منازعة ولا فرقة : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، والصلوات الخمس ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، وأشياء كثيرة من طاعة الله ، ونهي الله مثل تحريم الزنا والسرقة ، وقطع الأرحام ، والكذب والخيانة ، واختلفت في شيئين : أحدهما اقتتلت عليه وتفرقت فيه وصارت فرقا يلعن بعضها بعضا ويبرأ بعضها من بعض ، والثاني لم تقتتل عليه ولم تتفرق فيه ووسع بعضهم فيه لبعض ، وهو كتاب الله وسنة نبيه وما يحدث ، زعمت أنه ليس في كتاب الله ولا سنة نبيه .وأما الذي اختلفت فيه وتفرقت وتبرأت بعضها من بعض فالملك والخلافة ، زعمت أنها أحق بهما من أهل بيت نبي الله ! ؟ فمن أخذ بما ليس فيه بين أهل القبلة اختلاف ورد علم ما اختلفوا فيه إلى الله ، سلم ونجا من النار ، ولم يسأله الله عما أشكل عليه من الخصلتين اللتين اختلف فيهما .ومن وفقه الله ومن عليه ونور قلبه وعرفه ولاة الأمر ومعدن العلم أين هو فعرف ذلك ، كان سعيدا ، ولله وليا ، وكان نبي الله يقول : رحم الله عبدا قال حقا فغنم ، أو سكت فلم يتكلم . فالأئمة من أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومنزل الكتاب ، ومهبط الوحي ، ومختلف الملائكة لا تصلح إلا فيها ، لأن الله خصها وجعلها أهلا في كتابه على لسان نبيه ، فالعلم فيهم وهم أهله ، وهو عندهم كله بحذافيره ، باطنه وظاهره ، ومحكمه ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه . يا معاوية ! إن عمر بن الخطاب أرسلني في أمرته إلى علي بن أبي طالب أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث الينا ما كتبت من القرآن ، فقال : تضرب والله ! عنقي قبل أن تصل إليه .قلت : ولم ؟ قال : إن الله يقول : ( لا يمسه إلا المطهرون ) ، يعني لا يناله كله إلا المطهرون ، إيانا عنى ، نحن الذين أذهب الله عنا الرجس ، وطهرنا تطهيرا .وقال : ( ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا ) ، فنحن الذين اصطفانا الله من عباده ، ونحن صفوة الله ، ولنا ضرب الأمثال ، وعلينا نزل الوحي . فغضب عمر ، وقال : إن ابن أبي طالب يحسب أنه ليس عند أحد علم غيره ، فمن كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتنا به ، فكان إذا جاء رجل بقرآن فقرأه ومعه آخر كتبه ، وإلا لم يكتبه ، فمن قال : يا معاوية ! إنه ضاع من القرآن شي ، فقد كذب ، هو عند أهله مجموع ، ثم أمر عمر قضاته وولاته فقال اجتهدوا رأيكم ، واتبعوا ما ترون أنه الحق ، فلم يزل هو وبعض ولاته قد وقعوا في عظيمة ، فكان علي بن أبي طالب يخبرهم بما يحتج به عليهم ، وكان عماله وقضاته يحكمون في شيء واحد بقضايا مختلفة ، فيجيزها لهم ، لأن الله لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب ، وزعم كل صنف من أهل القبلة أنهم معدن العلم والخلافة دونهم ، فبالله نستعين على من جحدهم حقهم ، وسن للناس ما يحتج به مثلك عليهم . ثم قاموا فخرجوا .
    sigpic

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين

      حيا الله الاخت الفاضلة خادمة الامام الحسن واعظم الله لكم الاجر بشهادة سيد الانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله الامين
      (صلوات الله وسلامه عليه )
      في الواقع عند مراجعة التاريخ نجد هناك اتفاق على ان رسول الله صلى الله عليه واله مات شهيدا مسموماً
      وكما يقول ابن مسعود: لأن أحلف تسعاً: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قتل قتلاً أحب إلي من أن أحلف واحدة
      وذلك أن الله سبحانه وتعالى، اتخذه نبياً، وجعله شهيداً .
      لكن لايعقل ان يكون موته اثر السم الذي قدمته اليه اليهودية كما يدعون , لان بين حادثة سم اليهودية وبين استشهاده اكثر من ثلاث سنين ,
      ثم ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) تعرض للقتل والسم في اكثر من مرة فلايبعد ان يكون موته اثر سم كما صرح بعض العلماء .
      ـــــ التوقيع ـــــ
      أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
      و العصيان والطغيان،..
      أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
      والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الاخت الفاضلة خادمة الامام الحسن
        احسنت النقل والاهتمام
        عظم الله اجوركم باستشهاد سيد الكائنات حبيب اله العالمين محمد صلى الله عليه واله وسلم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X