إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معرفة مقامات أهل البيت (ع) سبب في التفاضل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معرفة مقامات أهل البيت (ع) سبب في التفاضل

    ومن جوانب المعرفة المهمة التي بها يتفاضل المؤمنون في درجات الايمان معرفة مقامات أهل البيت ومنزلتهم عند الله سبحانه وتعالى ، وعلى هذا الأساس ما روي أن سلمان الفارسي قال لأمير المؤمنين عليه السلام : ( بأبي أنت وأمي يا قتيل كوفان ، والله لولا أن يقول الناس واشوقاه ، رحم الله قاتل سلمان ، لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس ) (1) .
    وروى الكشي بسنده عن خطبة لسلمان المحمدي جاء فيها : ( ألا يا أيها الناس اسمعوا مني حديثي ثم أعقلوه عني فقد أوتيت العلم كثيرا ، ولو أخبرتك بكل ما قد أتيت لقالت طائفة مجنون ، وقالت طائفة أخرى ، اللهم اغفر قاتل سلمان ) (2) .
    وروى الكليني بسند صحيح عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للامام بعد معرفته ) (3) .
    ونظرا لتفاوت المؤمنين في هذا الجانب نجد أن بعض أصحاب الأئمة يتهمون بأبشع التهم وأشنعها لمجرد روايتهم بعض ما لا يستسيغه ولا يتقبله ذوو العقول الضعيفة ، فقد روى الكشي بسند صحيح عن حمدويه ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، قال : دخلت المسجد حين قتل الوليد فإذا الناس مجتمعون ، قال : فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء ، وإذا هو يقول : حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي عليه السلام ، قال : فقال الناس : جن جابر ، جن جابر ) (4) .
    وروى الكشي أيضا بإسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي قال : ( حدثني أبو جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا قط ولا أحدث بها أحدا أبدا ، قال جابر : فقلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك إنك قد حملتني وقرا عظيما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا ، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون !
    قال : يا جابر فإذا كان ذلك فأخرج إلى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قال : حدثني محمد بن علي بكذا وكذا ) (5) .
    وأي مصيبة أعظم من زوال هذه الكنوز وضياعها بين التراب والحفر حيث لم تجد أوعية تتلقاها وقلوبا تضمها وتقدر ثمنها !
    ونظرا لتفاوت درجات المعرفة وقصور إيمان البعض بمقامات أهل البيت عليهم السلام ، وفي أجواء تسلط مخالفي أهل البيت عليهم السلام على زمام الأمور ، نلاحظ أن بعض الشيعة يستغرب من بعض الحقائق التي ثبت روايتها عن طريق أهل السنة بأسانيد صحيحة .
    ومن ذلك ما رواه الحاكم النيشابوري عن أبي العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، وأخبرنا محمد بن علي بن دحيم بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حاتم بن أبي غرزة ، قالا : حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم ، حدثنا حسين بن زيد بن علي ، عن عمر بن علي ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( رضي الله عنه ) ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام : ( إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) . وعقب الحاكم على هذا الحديث بالقول : ( هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ) (6) .
    وروى الطبراني نفس هذا الحديث كما نقله عنه الهيثمي ، وقد عبر الهيثمي عن إسناده بأنه حسن (7) . ولكن الذهبي علق على رواية الحاكم في التلخيص بالقول : ( بل حسين منكر الحديث لا يحل أن يحتج به ) .


    (1) نفس الرحمن : ص 225 .
    (2) نفس الرحمن : ص 208 .
    (3) الكافي : ج 1 ، ص 185 ، ح 1 .
    (4) اختيار معرفة الرجال : ص 192 ، ح 337 .
    (5) اختيار معرفة الرجال : ص 194 ، ح 343 .
    (6) مستدرك الصحيحين : ج 3 ، ص 153 .
    (7) مجمع الزوائد : ج 9 ، ص 203
    sigpic

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    حيا الاخت الفاضلة واشكرك على هذا الموضوع القيم
    نعم ان الكمالات التي تكون عند محبي اهل البيت تكون على قدر معرفتهم وطاعتهم لاهل البيت
    وان معرفة اهل البيت عليهم السلام مقدمة لمعرفة الله ورسوله بدليل ماروي عن الامام الرضا عليه السلام عن آبائه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) أنا سيد من خلق الله عز وجل وأنا خير من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الامة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر الله ومن علي سبطا نبي سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ومن ولد الحسين أئمة تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي وتاسعهم قائمهم ومهديهم وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ..



    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      احسنتم على هذه الإضافه القيمه و شكراً لمروركم
      الملفات المرفقة
      sigpic

      تعليق


      • #4
        1: إن معرفتهم عليهم السلام توجب مضاعفة الأجر والثواب :-

        عن الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قال: (نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة). (نهج السعادة للشيخ المحمودي ج8 ص286).

        فإذا عرفنا أنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ميزان الله سبحانه وتعالى في الأرض، وهم أسماؤه الحسنى، فيكون قانون إعطائهم للمعروف على قدر المعرفة هو قانون الهي ومنهج رباني يتعامل به الله سبحانه مع عباده كما يتعامل به أولياؤه مع بقية خلقه، فيكون المؤمن الأكثر معرفة بالله وصفاته وبأهل البيت وصفاتهم ومنازلهم وفضائلهم هو الأحق بزيادة المعروف، وواحدة من وجوه المعروف هي الثواب الذي يجزى به المؤمن العارف، والعكس بالعكس.

        واختلاف الدرجات في العطاء والثواب والجزاء الإلهي من مؤمن لآخر هو حقيقة قرآنية أوضحتها نصوص الكتاب العزيز منها قوله تعالى: {الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقًا لهم درجاتٌ عند ربهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ}. (سورة الأنفال الآية 3ــ4).
        وواحدة من أهم أسباب التفضيل ورفع الدرجات هي الإيمان والعلم كما قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٍ والله بما تعملون خبيرٌ} . (سورة المجادلة الآية رقم 11).

        وأشرف العلوم على الإطلاق هو علم التوحيد ومعرفة الخالق جل وعلا، وقد أوضحنا في مقالة أخرى في هذا الموقع المبارك ان هذا العلم لا يأتي بنتائجه الرفيعة العظيمة من دون أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومن أهم مقدمات الوصول إلى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هي معرفتهم ومعرفة منازلهم وفضائلهم ومراتبهم التي رتبهم الله فيها، حتى يخرج الإنسان هؤلاء الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عن حدي الغلو والتقصير.

        وبناءً على ما تقدم يصبح العلم بمنازل ومراتب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مقدمة لكل خير، وفاتحة لكل فضل، وزيادة لكل كمال، وبه يرفع الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات درجات، كل بحسب سعة معرفته وشدة يقينه وإيمانه وتسليمه بتلك المنازل والصفات.
        وقد جاء تصديق كل ذلك على لسان الروايات الشريفة، نختار منها ما يتناسب مع المقام، فمنها ما عن المفضل أنه دخل على مولانا الصادق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقال له: (يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى.

        قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي. قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه وأنهم كلمة التقوى وخزان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار وأنهارها وعيونها، وما تسقط من ورقة إلا علموها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، وهو في علمهم، وقد علموا ذلك. فقلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت. قال: نعم يا مفضل، نعم يا مكرم، نعم يا محبور، نعم يا طيب، طبت وطابت لك الجنة، ولكل مؤمن بها). (مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 7 ص 180 ــ 182).

        وروى البزنطي قال: (قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام بخطه: أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة متقبلة كلها، قال ــ يعني البزنطي ــ: قلت لأبي جعفر ألف حجة؟ قال: أي والله وألف ألف حجة لمن يزوره عارفا). (الدروس للشهيد الأول ج 2 ص 14 كتاب المزار ثواب زيارة النبي والأئمة عليهم السلام).

        وفي هذا الحديث دلالة قطعية على أن المعرفة تضاعف الحسنات وتجعل الحجة بألف حجة، وترفع الدرجات بألف مثلها، وكلما ازداد المؤمن بأئمته معرفة ازداد كمالاً وتألقت درجاته في جنات النعيم، والعكس صحيح فكلما ازداد الإنسان بعداً عن أهل البيت، وإنكاراً لفضائلهم وحرباً لأشخاصهم المقدسة ازداد عن الله بعداً، وتسافل في جهنم ودركاتها منزله ومأواه ومستقره.


        2: إن دخول الجنة متوقف على المعرفة، وازديادها يوجب الترقي في درجاتها :-
        دلت الآثار المستفيضة على أن معرفة الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين توجب دخول الجنة، وان معرفتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين على النحو اللائق بهم يجر على المؤمن الخير الوافر الكثير، وواحدة من أهم هذه الخيرات والنعم هو تغيير الشقاوة والذنوب إلى غفران وسعادة، فعن جعفر بن محمد بن قولويه عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، قال: (قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً عارفا بحقه غير مستكبر ولا مستنكف، قال: يكتب له ألف حجة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله عز وجل). (كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص 307 الباب 67 في ان زيارة الحسين عليه السلام تعدل عتق الرقاب).

        وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سألته عن قوله وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال نحن أصحاب الأعراف فمن عرفناه كان منا ومن كان منا كان في الجنة ومن أنكرناه في النار). (بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ص 519).

        وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الجنة ثلاث درجات، وفي النار ثلاث دركات، فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه ويده، وفي الدرجة الثانية من أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه، وفي الدرجة الثالثة من أحبنا بقلبه، وفي أسفل درك من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه و يده، وفي الدرك الثانية من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه، وفي الدرك الثالثة من النار من أبغضنا بقلبه). (المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1 ص 153).

        وقد عد الشيخ الصدوق كون المعرفة شرطاً لدخول الجنة من اعتقادات الإمامية حيث قال في باب الاعتقاد في الأعراف: (اعتقادنا في الأعراف أنه سور بين الجنة والنار، عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم والرجال هم النبي وأوصياؤه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه). (الاعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق ص 70).

        فإذا ثبت أن دخول الجنة لا يكون إلا بمعرفتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأن معرفة حقهم توجب مضاعفة ثواب الأعمال، فمن الطبيعي ــ بعد هذا التوضيح ــ أن تصبح درجات المؤمنين في الجنة متفاوتة بتفاوت معرفتهم بأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومتغايرة بتغاير سعة تلك المعرفة ورسوخها في القلب والعقل، وذلك لبداهة أن درجات المعرفة تختلف من مؤمن إلى آخر، فيجب على وقف العدل الإلهي أن تتغاير درجاتهم بتغاير معرفتهم، وتتفاوت منازلهم بتفاوت إحاطتهم بأسرار مقامات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومنازلهم ، فليس من يعرف الاسم والكنية كمن يعرف منازلهم ومراتبهم وشؤونهم وأسرارهم، وليست معرفة أحد عوام هذه الأمة كمعرفة سلمان الفارسي أو غيره من أعاظم أصحاب الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فمن العدل إذن أن تختلف الدرجات باختلاف مراتب المعرفة، ومن العدل أيضا أن يتعاظم الثواب ويزيد الأجر باختلاف العقول والمدارك التي تؤدي إلى زيادة المعرفة، ومن الظلم ان يتساوى العالم والجاهل، ومن الظلم أن يشترك سلمان العارف بأهل البيت حق معرفتهم مع إنسان لا يفقه من أهل البيت إلا أسماءهم ولا يقر لهم بمنزلة إلا بان زيارتهم تقضي له الحاجات.
        نسأل الله سبحانه وتعالى زيادة معرفتهم وقوة اليقين بمراتبهم وشدة البصيرة بمنازلهم والارتفاع في درجات الجنان ببركة رضاهم ورضا الله سبحانه وتعالى انه أرحم الراحمين.



        الملفات المرفقة
        sigpic

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ;459484


          1: إن معرفتهم عليهم السلام توجب مضاعفة الأجر والثواب :-

          عن الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قال: (نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة). (نهج السعادة للشيخ المحمودي ج8 ص286).

          فإذا عرفنا أنهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ميزان الله سبحانه وتعالى في الأرض، وهم أسماؤه الحسنى، فيكون قانون إعطائهم للمعروف على قدر المعرفة هو قانون الهي ومنهج رباني يتعامل به الله سبحانه مع عباده كما يتعامل به أولياؤه مع بقية خلقه، فيكون المؤمن الأكثر معرفة بالله وصفاته وبأهل البيت وصفاتهم ومنازلهم وفضائلهم هو الأحق بزيادة المعروف، وواحدة من وجوه المعروف هي الثواب الذي يجزى به المؤمن العارف، والعكس بالعكس.

          واختلاف الدرجات في العطاء والثواب والجزاء الإلهي من مؤمن لآخر هو حقيقة قرآنية أوضحتها نصوص الكتاب العزيز منها قوله تعالى: {الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقًا لهم درجاتٌ عند ربهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ}. (سورة الأنفال الآية 3ــ4).
          وواحدة من أهم أسباب التفضيل ورفع الدرجات هي الإيمان والعلم كما قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٍ والله بما تعملون خبيرٌ} . (سورة المجادلة الآية رقم 11).

          وأشرف العلوم على الإطلاق هو علم التوحيد ومعرفة الخالق جل وعلا، وقد أوضحنا في مقالة أخرى في هذا الموقع المبارك ان هذا العلم لا يأتي بنتائجه الرفيعة العظيمة من دون أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومن أهم مقدمات الوصول إلى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هي معرفتهم ومعرفة منازلهم وفضائلهم ومراتبهم التي رتبهم الله فيها، حتى يخرج الإنسان هؤلاء الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عن حدي الغلو والتقصير.

          وبناءً على ما تقدم يصبح العلم بمنازل ومراتب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين مقدمة لكل خير، وفاتحة لكل فضل، وزيادة لكل كمال، وبه يرفع الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات درجات، كل بحسب سعة معرفته وشدة يقينه وإيمانه وتسليمه بتلك المنازل والصفات.
          وقد جاء تصديق كل ذلك على لسان الروايات الشريفة، نختار منها ما يتناسب مع المقام، فمنها ما عن المفضل أنه دخل على مولانا الصادق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فقال له: (يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى.

          قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي. قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه وأنهم كلمة التقوى وخزان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار وأنهارها وعيونها، وما تسقط من ورقة إلا علموها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، وهو في علمهم، وقد علموا ذلك. فقلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت. قال: نعم يا مفضل، نعم يا مكرم، نعم يا محبور، نعم يا طيب، طبت وطابت لك الجنة، ولكل مؤمن بها). (مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 7 ص 180 ــ 182).

          وروى البزنطي قال: (قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام بخطه: أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة متقبلة كلها، قال ــ يعني البزنطي ــ: قلت لأبي جعفر ألف حجة؟ قال: أي والله وألف ألف حجة لمن يزوره عارفا). (الدروس للشهيد الأول ج 2 ص 14 كتاب المزار ثواب زيارة النبي والأئمة عليهم السلام).

          وفي هذا الحديث دلالة قطعية على أن المعرفة تضاعف الحسنات وتجعل الحجة بألف حجة، وترفع الدرجات بألف مثلها، وكلما ازداد المؤمن بأئمته معرفة ازداد كمالاً وتألقت درجاته في جنات النعيم، والعكس صحيح فكلما ازداد الإنسان بعداً عن أهل البيت، وإنكاراً لفضائلهم وحرباً لأشخاصهم المقدسة ازداد عن الله بعداً، وتسافل في جهنم ودركاتها منزله ومأواه ومستقره.


          2: إن دخول الجنة متوقف على المعرفة، وازديادها يوجب الترقي في درجاتها :-
          دلت الآثار المستفيضة على أن معرفة الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين توجب دخول الجنة، وان معرفتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين على النحو اللائق بهم يجر على المؤمن الخير الوافر الكثير، وواحدة من أهم هذه الخيرات والنعم هو تغيير الشقاوة والذنوب إلى غفران وسعادة، فعن جعفر بن محمد بن قولويه عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، قال: (قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً عارفا بحقه غير مستكبر ولا مستنكف، قال: يكتب له ألف حجة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله عز وجل). (كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه ص 307 الباب 67 في ان زيارة الحسين عليه السلام تعدل عتق الرقاب).

          وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سألته عن قوله وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال نحن أصحاب الأعراف فمن عرفناه كان منا ومن كان منا كان في الجنة ومن أنكرناه في النار). (بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ص 519).

          وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الجنة ثلاث درجات، وفي النار ثلاث دركات، فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه ويده، وفي الدرجة الثانية من أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه، وفي الدرجة الثالثة من أحبنا بقلبه، وفي أسفل درك من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه و يده، وفي الدرك الثانية من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه، وفي الدرك الثالثة من النار من أبغضنا بقلبه). (المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1 ص 153).

          وقد عد الشيخ الصدوق كون المعرفة شرطاً لدخول الجنة من اعتقادات الإمامية حيث قال في باب الاعتقاد في الأعراف: (اعتقادنا في الأعراف أنه سور بين الجنة والنار، عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم والرجال هم النبي وأوصياؤه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه). (الاعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق ص 70).

          فإذا ثبت أن دخول الجنة لا يكون إلا بمعرفتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأن معرفة حقهم توجب مضاعفة ثواب الأعمال، فمن الطبيعي ــ بعد هذا التوضيح ــ أن تصبح درجات المؤمنين في الجنة متفاوتة بتفاوت معرفتهم بأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومتغايرة بتغاير سعة تلك المعرفة ورسوخها في القلب والعقل، وذلك لبداهة أن درجات المعرفة تختلف من مؤمن إلى آخر، فيجب على وقف العدل الإلهي أن تتغاير درجاتهم بتغاير معرفتهم، وتتفاوت منازلهم بتفاوت إحاطتهم بأسرار مقامات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومنازلهم ، فليس من يعرف الاسم والكنية كمن يعرف منازلهم ومراتبهم وشؤونهم وأسرارهم، وليست معرفة أحد عوام هذه الأمة كمعرفة سلمان الفارسي أو غيره من أعاظم أصحاب الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فمن العدل إذن أن تختلف الدرجات باختلاف مراتب المعرفة، ومن العدل أيضا أن يتعاظم الثواب ويزيد الأجر باختلاف العقول والمدارك التي تؤدي إلى زيادة المعرفة، ومن الظلم ان يتساوى العالم والجاهل، ومن الظلم أن يشترك سلمان العارف بأهل البيت حق معرفتهم مع إنسان لا يفقه من أهل البيت إلا أسماءهم ولا يقر لهم بمنزلة إلا بان زيارتهم تقضي له الحاجات.
          نسأل الله سبحانه وتعالى زيادة معرفتهم وقوة اليقين بمراتبهم وشدة البصيرة بمنازلهم والارتفاع في درجات الجنان ببركة رضاهم ورضا الله سبحانه وتعالى انه أرحم الراحمين.


          بقلم الشيخ وسام البلداوي
          مكتبة العتبه الحسينيه المقدسه
          sigpic

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الامام الحسن مشاهدة المشاركة
            بقلم الشيخ وسام البلداوي
            مكتبة العتبه الحسينيه المقدسه
            بارك الله بكم بما كتبتم

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X