المشاركة الأصلية بواسطة صادقة
مشاهدة المشاركة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم
للحق الموضوع عميق جدا و له منافذ كثيرة يمكن التعاطي معها في ساحة النفس المترامية الأطراف يصعب الإلمام بحدودها لأن قطع مساحة موضوع خلاصته المنشودة طهارة القلب وسلامته يتطلب صفحات لا عدة أسطر فقط
وقبل أن أبدأ في إدراج مشاركتي المتواضعة في المحور أشكركما أختي الغاليتين كاتبة المحور العزيزة سرور فاطمة و من انتقته بعنايتها المعهودة وحرصها على التنويع و نشر الفائدة للجميع الرائعة أم سارة
جزاكم الله كل خير ومثوبة وبارك فيكما ولكما وللجميع بحق صاحب الجود الكفيل عليه السلام
...
الأمل سلطان الشياطين على قلوب الغافلين كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام
فإذا امتدت سيول الآمال إلى نفس الإنسان ستترسب بها عوالق الدنيا فينخدع ببريق زخرفها مما يهيئ للشك والتردد القدرة على إزاحة اليقين من القلب ليحل الشغف بالدنيا محل الزهد والشهوات محل الطاعات وتتراجع القيم ويسود الانحطاط وتغيب الكرامة وتهمش الشخصية الإنسانية السوية فينتشر في النفس التلوث بمختلف أنواع الخطايا والذنوب
فإتباع هوى النفس وطول الأمل من أهم الأوبئة المسببة لمرض الغفلة و من أهم أعراضه الغرور وحب الدنيا و الانخداع بزخارفها والنتيجة الحتمية لهذا المرض هو الانحراف عن طريق الحق وسلوك خط الباطل المحفوف بالكثير من الذنوب والرذائل الأخلاقية واتباع الشهوات والمحصلة النهائية هنا ستكون قساوة القلب ونسيان الآخرة التي تغرق الإنسان في الشقاء في الدنيا والآخرة لأن السعادة الحقيقية تكون مع الله وبالله فقط
لم يترك الله عباده عرضة للأمراض القلبية التي تسلبهم السعادة وتخرجهم من إطار إنسانيتهم وتوجب عقوبتهم دون أن يحذرهم من خطورة الوقوع فيها أو الركون إليها و يرشدهم إلى طرق الوقاية ومن ثم العلاج منها
وليكونوا على وعي وحذر من خطر الآمال والتمنيات التي تفضي إلى مصير الأقوام السابقة المؤلم خاطبهم
فقال جل من قائل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
ليعتبروا بتلك الأمم البائدة وما آلت إليه عاقبتهم وما أصابهم وسيصيبهم من خزي في الدنيا و الآخرة
كما أرشدنا لسلاح ندفع به الهوى عن أنفسنا وهو تربية النفس على الخوف منه وزجر النفس وردعها عن الهوى
فقال سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }النازعات40-41
فذكر الله والخوف منه دواء يلين القلب ويوجه نبضاته نحو رضا الخالق العظيم ويحفظه من التلف ليكون قلبا سليما معافى لا تتمكن الذنوب وعللها منه ..
أجل ذكر الله والخوف منه والتعلق الكامل به دواء شافي لا مسكن مؤقت للخلاص من أمراض القلب التي تهلك الإنسان بالغرق في الذنوب والمعاصي
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30
وفي المقابل من ابتعد عن ذكر الله فسيكون الشيطان له قرين
قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36
عن فاطمة بنت الحسين عليهما السلام عن أبيها الإمام الحسين عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح (بالشك) والأمل
بحار الأنوار, ج70 ص 164
كما وجهنا سبحانه إلى أثر الصلاة في الانتهاء عن الفواحش والمنكرات فقال سبحانه : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
من يتيقن بعاقبة الذنوب يتمنى أن ينقذ نفسه وأهله منها ويسعى جاهدا لتجنب الوقوع فيها
فإذا رغبنا في تطهير قلوبنا وقلوب أهلنا منها لابد من بناء حصن منيع يقينا من الوقوع فيها ويحمينا وأهلنا من خطر تمكنها من قلوبنا والسيطرة عليها ومن ثم علينا لذا لابد أن نعي ما للبيئة التي نعيش فيها من دور خطير جدا في الركون إليها أو الابتعاد عنها فالبيئة الملوثة كفيلة بنقل الخطر إلى من يعيش فيها دون وقاية
كما أن نوع التربية التي يتلقاها الإنسان منذ الصغر عامل محفز لركون النفس للذنوب أو الابتعاد عنها فالوالدين اللذين ينتهجان تربية قائمة على ممارسة الذنوب وإن صغرت ولم يتحروا إلتزام طريق الحق في حياتهما ستكون عاقبة تربيتهما لأبنائهم الانحراف لأن الذنوب تلوث بظاهرها الإنسان وتجعله يدمنها دون تقدير لعواقبها وبالذات إن أدمنها في سن مبكر فكيف بباطنها وآثارها المدمرة
وهنا تنشأ الأجيال القادمة دون تقدير لقيمة الطهر والصلاح الأخلاقي وشيئا فشيئا تنحسر القيم والمبادئ التي تحمي الإنسان من التهلكة بالابتعاد عن خالقه وتسود الخطايا والرذائل التي تحيل الإنسان إلى عبد للشيطان بقلب أشبه ما يكون ببؤرة للفساد قاسي قساوة منيعة يصعب تليينها أو يستحال
لأن قواعدها الأخلاقية الأساسية نشأت فوق راكم من الذنوب وسطو الغفلة مسلوبة الوعي بخطر الذنوب فاقدة للاستشعار بحلاوة الطهارة والقرب من الله سبحانه
.. لذا علينا أن نأخذ الحذر لا لأجل سلامتنا نحن فقط بل لسلامة جميع أفراد الأسرة انطلاقا نحو المجتمع صغيره قبل كبيره فالصغار عرضه للخطر أكثر من الكبار
فإزالة عوامل التلوث بالذنوب أولى من منعها لأن المنع مع وجود المسبب يجعل إمكانية الوقوع فيها والعودة إليها أكبر
ومع بيئة ملوثة بالذنوب ستوفر مزالق كثير تسهل العبور إلى عالم الذنوب والخطايا من أوسع الأبواب
حفظنا الله وإياكم وهدانا وهداكم وأصلحنا وأصلحكم وجعل قلوبنا جميعا قلوب طرية رطبة بذكره ولا تستأنس إلا بالقرب منه
ودمتم في رعاية الله وحفظه وتوفيقه لكل خير يحبه ويرضاه
للحق الموضوع عميق جدا و له منافذ كثيرة يمكن التعاطي معها في ساحة النفس المترامية الأطراف يصعب الإلمام بحدودها لأن قطع مساحة موضوع خلاصته المنشودة طهارة القلب وسلامته يتطلب صفحات لا عدة أسطر فقط
وقبل أن أبدأ في إدراج مشاركتي المتواضعة في المحور أشكركما أختي الغاليتين كاتبة المحور العزيزة سرور فاطمة و من انتقته بعنايتها المعهودة وحرصها على التنويع و نشر الفائدة للجميع الرائعة أم سارة
جزاكم الله كل خير ومثوبة وبارك فيكما ولكما وللجميع بحق صاحب الجود الكفيل عليه السلام
...
الأمل سلطان الشياطين على قلوب الغافلين كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام
فإذا امتدت سيول الآمال إلى نفس الإنسان ستترسب بها عوالق الدنيا فينخدع ببريق زخرفها مما يهيئ للشك والتردد القدرة على إزاحة اليقين من القلب ليحل الشغف بالدنيا محل الزهد والشهوات محل الطاعات وتتراجع القيم ويسود الانحطاط وتغيب الكرامة وتهمش الشخصية الإنسانية السوية فينتشر في النفس التلوث بمختلف أنواع الخطايا والذنوب
فإتباع هوى النفس وطول الأمل من أهم الأوبئة المسببة لمرض الغفلة و من أهم أعراضه الغرور وحب الدنيا و الانخداع بزخارفها والنتيجة الحتمية لهذا المرض هو الانحراف عن طريق الحق وسلوك خط الباطل المحفوف بالكثير من الذنوب والرذائل الأخلاقية واتباع الشهوات والمحصلة النهائية هنا ستكون قساوة القلب ونسيان الآخرة التي تغرق الإنسان في الشقاء في الدنيا والآخرة لأن السعادة الحقيقية تكون مع الله وبالله فقط
لم يترك الله عباده عرضة للأمراض القلبية التي تسلبهم السعادة وتخرجهم من إطار إنسانيتهم وتوجب عقوبتهم دون أن يحذرهم من خطورة الوقوع فيها أو الركون إليها و يرشدهم إلى طرق الوقاية ومن ثم العلاج منها
وليكونوا على وعي وحذر من خطر الآمال والتمنيات التي تفضي إلى مصير الأقوام السابقة المؤلم خاطبهم
فقال جل من قائل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
ليعتبروا بتلك الأمم البائدة وما آلت إليه عاقبتهم وما أصابهم وسيصيبهم من خزي في الدنيا و الآخرة
كما أرشدنا لسلاح ندفع به الهوى عن أنفسنا وهو تربية النفس على الخوف منه وزجر النفس وردعها عن الهوى
فقال سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }النازعات40-41
فذكر الله والخوف منه دواء يلين القلب ويوجه نبضاته نحو رضا الخالق العظيم ويحفظه من التلف ليكون قلبا سليما معافى لا تتمكن الذنوب وعللها منه ..
أجل ذكر الله والخوف منه والتعلق الكامل به دواء شافي لا مسكن مؤقت للخلاص من أمراض القلب التي تهلك الإنسان بالغرق في الذنوب والمعاصي
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30
وفي المقابل من ابتعد عن ذكر الله فسيكون الشيطان له قرين
قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36
عن فاطمة بنت الحسين عليهما السلام عن أبيها الإمام الحسين عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح (بالشك) والأمل
بحار الأنوار, ج70 ص 164
كما وجهنا سبحانه إلى أثر الصلاة في الانتهاء عن الفواحش والمنكرات فقال سبحانه : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
من يتيقن بعاقبة الذنوب يتمنى أن ينقذ نفسه وأهله منها ويسعى جاهدا لتجنب الوقوع فيها
فإذا رغبنا في تطهير قلوبنا وقلوب أهلنا منها لابد من بناء حصن منيع يقينا من الوقوع فيها ويحمينا وأهلنا من خطر تمكنها من قلوبنا والسيطرة عليها ومن ثم علينا لذا لابد أن نعي ما للبيئة التي نعيش فيها من دور خطير جدا في الركون إليها أو الابتعاد عنها فالبيئة الملوثة كفيلة بنقل الخطر إلى من يعيش فيها دون وقاية
كما أن نوع التربية التي يتلقاها الإنسان منذ الصغر عامل محفز لركون النفس للذنوب أو الابتعاد عنها فالوالدين اللذين ينتهجان تربية قائمة على ممارسة الذنوب وإن صغرت ولم يتحروا إلتزام طريق الحق في حياتهما ستكون عاقبة تربيتهما لأبنائهم الانحراف لأن الذنوب تلوث بظاهرها الإنسان وتجعله يدمنها دون تقدير لعواقبها وبالذات إن أدمنها في سن مبكر فكيف بباطنها وآثارها المدمرة
وهنا تنشأ الأجيال القادمة دون تقدير لقيمة الطهر والصلاح الأخلاقي وشيئا فشيئا تنحسر القيم والمبادئ التي تحمي الإنسان من التهلكة بالابتعاد عن خالقه وتسود الخطايا والرذائل التي تحيل الإنسان إلى عبد للشيطان بقلب أشبه ما يكون ببؤرة للفساد قاسي قساوة منيعة يصعب تليينها أو يستحال
لأن قواعدها الأخلاقية الأساسية نشأت فوق راكم من الذنوب وسطو الغفلة مسلوبة الوعي بخطر الذنوب فاقدة للاستشعار بحلاوة الطهارة والقرب من الله سبحانه
.. لذا علينا أن نأخذ الحذر لا لأجل سلامتنا نحن فقط بل لسلامة جميع أفراد الأسرة انطلاقا نحو المجتمع صغيره قبل كبيره فالصغار عرضه للخطر أكثر من الكبار
فإزالة عوامل التلوث بالذنوب أولى من منعها لأن المنع مع وجود المسبب يجعل إمكانية الوقوع فيها والعودة إليها أكبر
ومع بيئة ملوثة بالذنوب ستوفر مزالق كثير تسهل العبور إلى عالم الذنوب والخطايا من أوسع الأبواب
حفظنا الله وإياكم وهدانا وهداكم وأصلحنا وأصلحكم وجعل قلوبنا جميعا قلوب طرية رطبة بذكره ولا تستأنس إلا بالقرب منه
ودمتم في رعاية الله وحفظه وتوفيقه لكل خير يحبه ويرضاه
اللهم صل على محمد وال محمد
ما اروع اطلالتك صادقتي الغالية
وما اروع ما تنتقين من كلمات تطرزين بها غاياتك الراقية
وما ابرع رؤيتك واحاطتك بكل موضوع تدخلين للنقاش فيه
اذا تقومين يتقليبه من كل جوانبه حتى لا تبقى اي ثغرة الا وقد عالجتيها
شكرا لك غاليتي على طرحك المميز الرائع تقبلي تحياتي
تعليق