إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 82(أعز ما يملك الانسان))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #41
    المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم

    للحق الموضوع عميق جدا و له منافذ كثيرة يمكن التعاطي معها في ساحة النفس المترامية الأطراف يصعب الإلمام بحدودها لأن قطع مساحة موضوع خلاصته المنشودة طهارة القلب وسلامته يتطلب صفحات لا عدة أسطر فقط

    وقبل أن أبدأ في إدراج مشاركتي المتواضعة في المحور أشكركما أختي الغاليتين كاتبة المحور العزيزة سرور فاطمة و من انتقته بعنايتها المعهودة وحرصها على التنويع و نشر الفائدة للجميع الرائعة أم سارة
    جزاكم الله كل خير ومثوبة وبارك فيكما ولكما وللجميع بحق صاحب الجود الكفيل عليه السلام


    ...


    الأمل سلطان الشياطين على قلوب الغافلين كما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام
    فإذا امتدت سيول الآمال إلى نفس الإنسان ستترسب بها عوالق الدنيا فينخدع ببريق زخرفها مما يهيئ للشك والتردد القدرة على إزاحة اليقين من القلب ليحل الشغف بالدنيا محل الزهد والشهوات محل الطاعات وتتراجع القيم ويسود الانحطاط وتغيب الكرامة وتهمش الشخصية الإنسانية السوية فينتشر في النفس التلوث بمختلف أنواع الخطايا والذنوب

    فإتباع هوى النفس وطول الأمل من أهم الأوبئة المسببة لمرض الغفلة و من أهم أعراضه الغرور وحب الدنيا و الانخداع بزخارفها والنتيجة الحتمية لهذا المرض هو الانحراف عن طريق الحق وسلوك خط الباطل المحفوف بالكثير من الذنوب والرذائل الأخلاقية واتباع الشهوات والمحصلة النهائية هنا ستكون قساوة القلب ونسيان الآخرة التي تغرق الإنسان في الشقاء في الدنيا والآخرة لأن السعادة الحقيقية تكون مع الله وبالله فقط

    لم يترك الله عباده عرضة للأمراض القلبية التي تسلبهم السعادة وتخرجهم من إطار إنسانيتهم وتوجب عقوبتهم دون أن يحذرهم من خطورة الوقوع فيها أو الركون إليها و يرشدهم إلى طرق الوقاية ومن ثم العلاج منها
    وليكونوا على وعي وحذر من خطر الآمال والتمنيات التي تفضي إلى مصير الأقوام السابقة المؤلم خاطبهم
    فقال جل من قائل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16

    ليعتبروا بتلك الأمم البائدة وما آلت إليه عاقبتهم وما أصابهم وسيصيبهم من خزي في الدنيا و الآخرة

    كما أرشدنا لسلاح ندفع به الهوى عن أنفسنا وهو تربية النفس على الخوف منه وزجر النفس وردعها عن الهوى
    فقال سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }النازعات40-41

    فذكر الله والخوف منه دواء يلين القلب ويوجه نبضاته نحو رضا الخالق العظيم ويحفظه من التلف ليكون قلبا سليما معافى لا تتمكن الذنوب وعللها منه ..
    أجل ذكر الله والخوف منه والتعلق الكامل به دواء شافي لا مسكن مؤقت للخلاص من أمراض القلب التي تهلك الإنسان بالغرق في الذنوب والمعاصي
    قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }فصلت30
    وفي المقابل من ابتعد عن ذكر الله فسيكون الشيطان له قرين
    قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36

    عن فاطمة بنت الحسين عليهما السلام عن أبيها الإمام الحسين عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح (بالشك) والأمل
    بحار الأنوار, ج70 ص 164

    كما وجهنا سبحانه إلى أثر الصلاة في الانتهاء عن الفواحش والمنكرات فقال سبحانه : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45


    من يتيقن بعاقبة الذنوب يتمنى أن ينقذ نفسه وأهله منها ويسعى جاهدا لتجنب الوقوع فيها
    فإذا رغبنا في تطهير قلوبنا وقلوب أهلنا منها لابد من بناء حصن منيع يقينا من الوقوع فيها ويحمينا وأهلنا من خطر تمكنها من قلوبنا والسيطرة عليها ومن ثم علينا لذا لابد أن نعي ما للبيئة التي نعيش فيها من دور خطير جدا في الركون إليها أو الابتعاد عنها فالبيئة الملوثة كفيلة بنقل الخطر إلى من يعيش فيها دون وقاية

    كما أن نوع التربية التي يتلقاها الإنسان منذ الصغر عامل محفز لركون النفس للذنوب أو الابتعاد عنها فالوالدين اللذين ينتهجان تربية قائمة على ممارسة الذنوب وإن صغرت ولم يتحروا إلتزام طريق الحق في حياتهما ستكون عاقبة تربيتهما لأبنائهم الانحراف لأن الذنوب تلوث بظاهرها الإنسان وتجعله يدمنها دون تقدير لعواقبها وبالذات إن أدمنها في سن مبكر فكيف بباطنها وآثارها المدمرة
    وهنا تنشأ الأجيال القادمة دون تقدير لقيمة الطهر والصلاح الأخلاقي وشيئا فشيئا تنحسر القيم والمبادئ التي تحمي الإنسان من التهلكة بالابتعاد عن خالقه وتسود الخطايا والرذائل التي تحيل الإنسان إلى عبد للشيطان بقلب أشبه ما يكون ببؤرة للفساد قاسي قساوة منيعة يصعب تليينها أو يستحال
    لأن قواعدها الأخلاقية الأساسية نشأت فوق راكم من الذنوب وسطو الغفلة مسلوبة الوعي بخطر الذنوب فاقدة للاستشعار بحلاوة الطهارة والقرب من الله سبحانه
    .. لذا علينا أن نأخذ الحذر لا لأجل سلامتنا نحن فقط بل لسلامة جميع أفراد الأسرة انطلاقا نحو المجتمع صغيره قبل كبيره فالصغار عرضه للخطر أكثر من الكبار

    فإزالة عوامل التلوث بالذنوب أولى من منعها لأن المنع مع وجود المسبب يجعل إمكانية الوقوع فيها والعودة إليها أكبر
    ومع بيئة ملوثة بالذنوب ستوفر مزالق كثير تسهل العبور إلى عالم الذنوب والخطايا من أوسع الأبواب


    حفظنا الله وإياكم وهدانا وهداكم وأصلحنا وأصلحكم وجعل قلوبنا جميعا قلوب طرية رطبة بذكره ولا تستأنس إلا بالقرب منه
    ودمتم في رعاية الله وحفظه وتوفيقه لكل خير يحبه ويرضاه




    اللهم صل على محمد وال محمد

    ما اروع اطلالتك صادقتي الغالية

    وما اروع ما تنتقين من كلمات تطرزين بها غاياتك الراقية

    وما ابرع رؤيتك واحاطتك بكل موضوع تدخلين للنقاش فيه

    اذا تقومين يتقليبه من كل جوانبه حتى لا تبقى اي ثغرة الا وقد عالجتيها

    شكرا لك غاليتي على طرحك المميز الرائع تقبلي تحياتي

    تعليق


    • #42
      المشاركة الأصلية بواسطة مقدمة البرنامج مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وال محمد


      اهلا وسهلا بكل من شرفني بمحوري وهو محوركم الذي

      ينبض بنبض قلوبكم الواعية المشرقة المنيرة بالخيرات والبركات


      والوعي والفكر ...


      في البدء اسجل شكري الاول لكم قبل البرنامج لردودكم وتواصلكم القيم


      وطبعا لستُ ببعيدة عنكم جميعا وعن محوركم طوال مدة النقاش ارقبه واتابع كل رد فيه


      لكن قد يكون بدء الدوام حائلا بسيطا وموقتا دون الرد

      وخاصة وانني ارى كاتبة محورنا العزيزة (سرور فاطمة )متابعة له ومواكبه لردوده الكريمة


      فلها كل الشكر والثناء


      وشكري للاخ الكاتب المتواصل المعطاء (صادق مهدي حسن )على ماافاض به من كلمات وصور على محوره المبارك


      وكذلك كل الشكر للعزيزة (ام التقى ) على المحاسبة والمراقبة للنفس وهي باب مهم للثبات على الايمان


      وشكري للاخ الفاضل والاستاذ الكريم (ابو محمد الذهبي )الذي شرح لنا تصنيف الذنوب وانواعها


      وةالذي نحتاج جدااا لتدريسه لطلابنا الاعزاء وطرق علاجه


      كما نصنف لهم االحيوانات اجلم الله بدرس العلوم


      وكما نشرح لهم طرق العلاج والوقاية من الامراض بدروسهم ...


      وكذلك اثني على رد مخرجتي المبدعة التي تتواصل مع محورها الاسبوعي


      واضيف نحتاج للمعرفة كثيرا بالله وبالنار والجنة وال البيت عليهم السلام


      والمعرفة ان لماذا نُطيع ...؟؟؟


      ولماذا لانعصي ...؟؟؟

      واثر المعاصي على انفسنا اولا وعلى اسرنا ومجتمعاتنا وعلى البيئة التي تحيطنا كلها


      هذا سيكون شيء اكثر اقناعا لعقولنا لنعلم من خلال تلك المعرفة ان الله مااراد بنا بطاعته الا الخير


      وليس الجبر والعذاب والقسوة على امور متعبة لنا


      هذا سيعزز ثقتنا بالله ربا وبمحمد نبيا وبعلي وابناءه هُداة وقادة وسادة لجنان الخلد والنعيم المقيم


      معهم دنيا واخرة ...


      وطبعا لدي اضافات كثيرة ساكتب مااستطيع كتابته هنا


      واترك الباقي تشويقاً وحثاً لكم على الاستماع


      لتشرفوني بتكميل حلقة الوصل النافعة بين ااذاعة الكفيل ومنتدى الكفيل



      ولكم فيض الشكر والامتنان


      معطر بعطر المعرفة والرضا والتسليم والغفران ....










      اللهم صل على محمد وال محمد

      اهلا باختي الغالية المبدعة الراقية ام سارة العزيزة

      نتعلم منكم الابداع غاليتي

      اخشى ان اكون قد قصرت مع اخوتي واخواتي في المنتدى

      فارجو ان تلتمسي لي العذر بالاخص ان لي مشاغلي التي وان كانت تاخذني منكم

      الا انني لا استطيع الابتعاد عن محورنا الرائع الذي يضيف الى حياتنا نكهة خاصة

      تعبق برائحة وفاء صاحب الجود

      اتمنى لكم الموفقية في كل مفاصل الحياة والنجاح الدائم لبرنامجنا الرائع

      تعليق


      • #43
        بسم الله الرحمن الرحيم
        موضوع راقي جداً وإختيار متميز ...وأرجو المعذرة من حظوري المتأخر وذلك بسبب النت
        وقد أحاط اخوتي وأخواتي الموضوع من كل جوانبه وأحببت أن اضيف بعض الكلمات البسيطة علها تجد صدى
        بين كلبماتكم الطيبة
        يجتهد الناس عموماً ذكوراً كانوا او إناثاً لمسألة الرشاقة والرجيم ويتخذون من الرياضة الجسدية وسيلة
        لتكامل أجسادهم متناسين أن الرياضة الروحية للنفس هي التي تجعل من غير الكاملين متكاملين
        وهذه الرياضة الروحية هي خطوط حمراء يضعها المؤمن كنظام الرجيم في الطعام
        فيكون نظاماً خاصاً ليس فيه حراماً او مكروهاً أو مباحاً
        فتتركز الأمور بين الحلال والحرام فقط واجتناب الباقي ويكون ذلك بالتدريج طبعاً مع التوكل على الله
        وطلب العون منه، فتسمو الروح وكأنها فراش خفيف الوزن يحلق في فضاء الكون ، ويتعزز ذلك اكثر
        بإقامة الصلاة بشروطها المعنوية الظاهرية منها والباطنية ... اذن فلما الحديث إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ....
        يعني إن محورية الحياة هي الصلاة والتي يسميها العرفاء الصلاة ((براق العروج الى الله تعالى ))
        لذلك كان الرسول {صلى الله عليه وآله الطاهرين } يقول ((الصلاة معراج المؤمن ))
        وقال تعالى ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) والسوأل الذي وجه لمولانا الصادق {عليه السلام} :
        كيف نعرف أن صلاتنا مقبولة ؟؟؟ فكان جوابه {عليه السلام} : متى ما نهتك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فأعرف إن
        صلاتك مقبولة
        فهنيئاً لمن نهته صلاته عن فعل المنكر وحثته لكي تطهر نفسه ويكونوا (وهم من فزع يومئذ أمنون )
        وفقنا الله تعالى لبلوغ مراضيه وجنبنا معاصيه
        ببركة الصلاة على محمد وآل محمد

        تعليق


        • #44
          المشاركة الأصلية بواسطة سرور فاطمة مشاهدة المشاركة

          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

          اهلا بك اخي

          نعم اخي ان انقطاعك له اسبابه التي نفخر بها دوما

          انقطعت عن المنتدى لتحفظ لنا الامن والامان..

          من هناك في سوح الجهاد كان ابداعك الذي سطرته ببندقيتك يجعلنا نتواصل بامان

          مع اخوتنا واخواتنا في المنتدى المبارك

          انقطعت عنا كي لاتدنس ارض كربلاء..

          وكي تبقى عبائتي على رأسي محفوظة بكل كرامة..

          فانتهجت نهج ابي الفضل عليه السلام ( الغيرة العباسية)

          وحافظت على خدري من الضياع ..

          عاهدتَ سيدتنا زينب الحوراء وكفيلها بالمحافظة على بناتها بنات المذهب

          انقطعتَ عنا اخي هذا صحيح ولكن هل تعلم ماذا سافعل مقابل انقطاعك هذا؟

          ساحكي بطولاتكم ايها الابطال لاولادي واحفادي

          وساروي لبناتي كيف ان الغادرين ارادوا انتزاع حجابي ليبعوني في سوق النخاسة

          ولكنك انت ومن معك من الابطال تصديتم لهم وحفظتموني من السبي والاسر بيد شرار الخلق

          واعدتم الى الاذهان صولات الامام العباس عليه السلام وصولات علي الاكبر والقاسم وحبيب وزهير

          وجون ومسلم وبرير زغيرهم ممن نُقشت اسمائهم في سِفر التاريخ بمداد من ذهب

          ساروي عن جنون عابس وكيف انكم جننتم بحب امامكم واطعتموه

          اهلا بك اخي الكريم

          لا اجد كلمات اقولها توازي ما تفعلوه من اجلنا فاعذرني

          اختي الفاضلة اشكرك على هذه الكلمات والله لقد ابكتني واريد ان اقول لك ولكل العراقيات هيهات ان اجعل من هؤلاء الجرذان ان يدنسوا ارض العراق او ان يلمسوا شعرة منكن وساواصل حتى انال احد الحسنين النصر او الشهادة كم شجعتني كلماتك التي خطتها اناملك الولائية لاتنسيني من خالص الدعاء بحسن العاقبة وبراءة الذمة
          sigpic

          لاتسألني من انا والأهل أين
          هاك أسمي خادماً أم البنين

          تعليق


          • #45
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            احسنتم الاختيار
            الاستخفاف بالذنب ، وما هي أهم اسبابه ، وأهم نتائجه وعواقبه ، وكيف يمكننا علاجه والتخلص منه .
            تحتاج مسألة ارتكاب الذنوب الى التأمل فيها والتركيز عليها لأنها من المسائل المهمة جدا ؛ كونها ترتبط ارتباط مباشر بحياة المؤمن فضلاً عن المسلم ، فهي يومية الابتلاء والوقوع لمعظم الناس ان لم يكن جميعهم غير المعصومين(عليهم السلام)

            لذا فقد شدد الاسلام على مسألة لزوم الطاعة للمولى جل وعلا ووعد بالثواب والجزاء عليها ، وحذر من مقارفة المعصية وتوعّد عليها العقاب الشديد من خلال الآيات والروايات التي تحذر الناس من الركون الى وساوس ابليس والوقوع في شباكه وممارسة المعاصي ، ومع هذا كله نجد كثير من الناس لا يسلم من هذه المكائد والمصائد الشيطانية فيعلق في فخاخها ، وينزلق في حفرها المظلمة فيعرض نفسه الى سخط الله تعالى وعقابه .

            ومع أن المولى سبحانه غفور رحيم ورؤوف بعباده فهو بنفس الوقت لا يرضى بالاجتراء عليه وتعدي حدوده فهو شديد العقاب ، وعقابه كما يكون على الكبائر يكون على الصغائر أو ما يعتبرها العباد من الصغائر بل قد يكون العقاب على هذه الصغائر أشد من العقاب على نفس الكبائر بسبب استهانة العبد بالصغائر واستخفافه بها خصوصاً بعد نهيه عنها بالوعظ والارشاد تارة والتهديد والوعيد أخرى لكنه أصر عليها .

            والمشكلة هي أن البعض من الناس يتمادى في غيّه ويستمر ويصر على ذنبه فهؤلاء سيكونون حتماً من اصحاب الكبائر وحتى صغائرهم تصبح كبائر بإصرارهم على المعاصي واستمرارهم على الذنوب ومداومتهم على السيئات


            وأشد من أولئك أناس يسمون المستخفون بالذنوب ، وهم الذين يرتكبون الذنب ويستخفّون بالعقوبة عليه ويهزؤون أو يستهينون بالوعيد والتهديد ، وهؤلاء اذا لم يتوبوا فليتوقعوا أشد العذاب ولينتظروا أقصى العقوبات .

            عن زياد قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام):

            « إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بأرض قرعاء(4) فقال لأصحابه:
            " ائتوا بحطب "
            فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب قال:
            " فليأت كل إنسان بما قدر عليه "
            فجاؤوا به حتى رموا بين يديه، بعضه على بعض، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
            " هكذا تجتمع الذنوب
            " »

            ثم قال (صلى الله عليه وآله):
            « إيّاكم والمحقّرات من الذنوب، فإن لكلّ شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين » (5).


            قال سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) :

            " أشد الذنوب ما استخف به صاحبه " (6)


            عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
            " لا صغيرة مع الاصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار" (7)


            وعن أبي اسامة زيد الشحام قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام):

            " اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر "


            قلت: وما المحقرات؟ قال
            (عليه السلام):

            " الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي لولم يكن لي غير ذلك "(8)

            وعن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
            " لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا وخافوا الله في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف " (9)

            والذي يبعث الأمل في النفوس المضطربة المذنبة ويطمئن القلوب والوجلة المرتعبة هو وجود باب التوبة الذي فتحه المولى جل وعلا لعباده فاذا استغله العبد واستثمره وتاب وأظهر الندامة قبل انحسار الفرصة وفوات الأوان ؛ لأن
            " إضاعة الفرصة غصة " (10) كما يروى عن مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فاذا تاب العب نجا من العقاب وضمن الثواب . ولهذا فأننا نجد كثير من اهل الاسلام اذا نهي عن الذنب يرتدع عنه ويتركه فيتدارك بالتوبة أمره ويرفع بالاستغفار وزره ، فيكفّر عما فات ويستعد لما هو آت .

            (منقول)
            ____________________________________
            (1) [الذاريات : 55]
            (2) بحار الأنوار للشيخ العلامة المجلسي - (32 / 448)
            (3) [الزخرف : 62]

            (4) قرعاء : لا نبات فيها .
            (5) الكافي للشيخ الكليني - (2 / 289)
            (6) [نهج البلاغة - (ج 4 / ص 111) ]

            (7) وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي - (15 / 338)
            (8) الكافي للشيخ الكليني - (ج 2 /ص 288)
            (9) المصدر السابق
            (10) وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي - (16 / 84)

            تعليق


            • #46
              المشاركة الأصلية بواسطة شجون فاطمة مشاهدة المشاركة
              بسم الله الرحمن الرحيم
              موضوع راقي جداً وإختيار متميز ...وأرجو المعذرة من حظوري المتأخر وذلك بسبب النت
              وقد أحاط اخوتي وأخواتي الموضوع من كل جوانبه وأحببت أن اضيف بعض الكلمات البسيطة علها تجد صدى
              بين كلبماتكم الطيبة
              يجتهد الناس عموماً ذكوراً كانوا او إناثاً لمسألة الرشاقة والرجيم ويتخذون من الرياضة الجسدية وسيلة
              لتكامل أجسادهم متناسين أن الرياضة الروحية للنفس هي التي تجعل من غير الكاملين متكاملين
              وهذه الرياضة الروحية هي خطوط حمراء يضعها المؤمن كنظام الرجيم في الطعام
              فيكون نظاماً خاصاً ليس فيه حراماً او مكروهاً أو مباحاً
              فتتركز الأمور بين الحلال والحرام فقط واجتناب الباقي ويكون ذلك بالتدريج طبعاً مع التوكل على الله
              وطلب العون منه، فتسمو الروح وكأنها فراش خفيف الوزن يحلق في فضاء الكون ، ويتعزز ذلك اكثر
              بإقامة الصلاة بشروطها المعنوية الظاهرية منها والباطنية ... اذن فلما الحديث إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت ....
              يعني إن محورية الحياة هي الصلاة والتي يسميها العرفاء الصلاة ((براق العروج الى الله تعالى ))
              لذلك كان الرسول {صلى الله عليه وآله الطاهرين } يقول ((الصلاة معراج المؤمن ))
              وقال تعالى ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) والسوأل الذي وجه لمولانا الصادق {عليه السلام} :
              كيف نعرف أن صلاتنا مقبولة ؟؟؟ فكان جوابه {عليه السلام} : متى ما نهتك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فأعرف إن
              صلاتك مقبولة
              فهنيئاً لمن نهته صلاته عن فعل المنكر وحثته لكي تطهر نفسه ويكونوا (وهم من فزع يومئذ أمنون )
              وفقنا الله تعالى لبلوغ مراضيه وجنبنا معاصيه
              ببركة الصلاة على محمد وآل محمد
              اللهم صل على محمد وال محمد


              اهلا وسهلا بالعزيزة الغالية (شجون فاطمة )


              ومع الاسف لم التفت لردك المبارك بالبرنامج ....


              وذكرت العبادة بشكل عام ودورها برقي الانسان والارتفاع بمدارج الكمال


              ونسيت اللاة مع الاسف ولهذا اتمنى ان تأتي ردودكم بوقت اسرع من يوم االسبت

              لاستطيع قرائتها فهي تضيف لي ابواب وافكار جديدة


              بوركتي وشكرااا لتواصلك العطر ...








              تعليق


              • #47
                المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
                اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم

                للحق الموضوع عميق جدا و له منافذ كثيرة يمكن التعاطي معها في ساحة النفس المترامية الأطراف يصعب الإلمام بحدودها لأن قطع مساحة موضوع خلاصته المنشودة طهارة القلب وسلامته يتطلب صفحات لا عدة أسطر فقط

                وقبل أن أبدأ في إدراج مشاركتي المتواضعة في المحور أشكركما أختي الغاليتين كاتبة المحور العزيزة سرور فاطمة و من انتقته بعنايتها المعهودة وحرصها على التنويع و نشر الفائدة للجميع الرائعة أم سارة
                جزاكم الله كل خير ومثوبة وبارك فيكما ولكما وللجميع بحق صاحب الجود الكفيل عليه السلام


                ...




                المشاركة الأصلية بواسطة احمد الحجي مشاهدة المشاركة

                السلام عليكم اختي الفاضلة ورحمة الله وبركاته

                اشكرك على متابعتك للتعليق اما بخصوص سؤالك
                نعم لاانكر ان النفس عزيزة ولكن مايهونها هو عندما نرى ما للمجاهد من منزلة عند الله سبحانه وتعالى ورسوله واهل بيته عليهم السلام
                وكذلك عندما نرى الخطر قد اقترب الى مقدساتنا واعراضنا فكيف يكون للحياة طعم ؟
                وما فائدة العيش اذا دنست المقدسات وانتهكت الاعراض لاسامح الله ؟؟
                فتهون النفس والمال وكل نفيس مقابلها
                اسال الله ان يثبتنا على هذا الطريق ويوفقنا ويحسن عواقبنا

                واسالكم براءة الذمة ان طال الفراق

                لاتنسوني واهلي من الدعاء بحسن العاقبة وبراءة الذمة
                [/QUOTE]

                المشاركة الأصلية بواسطة ترانيم السماء مشاهدة المشاركة
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                احسنتم الاختيار
                الاستخفاف بالذنب ، وما هي أهم اسبابه ، وأهم نتائجه وعواقبه ، وكيف يمكننا علاجه والتخلص منه .
                تحتاج مسألة ارتكاب الذنوب الى التأمل فيها والتركيز عليها لأنها من المسائل المهمة جدا ؛ كونها ترتبط ارتباط مباشر بحياة المؤمن فضلاً عن المسلم ، فهي يومية الابتلاء والوقوع لمعظم الناس ان لم يكن جميعهم غير المعصومين(عليهم السلام)

                لذا فقد شدد الاسلام على مسألة لزوم الطاعة للمولى جل وعلا ووعد بالثواب والجزاء عليها ، وحذر من مقارفة المعصية وتوعّد عليها العقاب الشديد من خلال الآيات والروايات التي تحذر الناس من الركون الى وساوس ابليس والوقوع في شباكه وممارسة المعاصي ، ومع هذا كله نجد كثير من الناس لا يسلم من هذه المكائد والمصائد الشيطانية فيعلق في فخاخها ، وينزلق في حفرها المظلمة فيعرض نفسه الى سخط الله تعالى وعقابه .



                اللهم صل على محمد وال محمد


                أبدع اعضاءنا الاكارم بخط اروع الكلمات على محورهم المبارك


                العزيزة (صادقة) اهلا بنور حرفك الوضاء وكلماتك المباركة

                ستكون من ضمن تلخيص محور برنامجكم بنشرة الكفيل


                الاخ المجاهد (احمد الحجي ) بوركتم لرجوعكم وردكم الكريم على سؤالنا المبارك وهنيئاً لكم روحكم المعطاءة ...


                العزيزة التي افتقدنا نور حرفها من مدة وعسى يكون المانع خيرا (ترانيم السماء )


                تمنيتكم جميعا مع الاخت العزيزة (العقيلة زينب )معي بالاستوديو لتنوره بكلماتكم وعقولكم وقلوبكم المنيرة


                وعسى يكون اللقاء قريبا ....


                دمتم بكل الخير والتوفيق والعطاء ترفلون ....















                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X