إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترانيم ٌ حسينية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    إلاَّ "الحسين"، فَإنَّهُ محطُّ وَطَن النُّور الأوَّل، وقنديلُ خبزِ السَّماء، وماءُ الحياة، لمن تَعَتَّبَ منه الدِّيَار،،
    # السَّلام عليك يا أبا عبد الله.

    ******************

    وهل لمَن تَعيَّنَ النُّورَ، أنْ يختارَ الظَّلام،
    أو مَن لامسَتْ يدهُ قبَّةَ الوجود، أن يعدلَ إلى خلافها.؟!
    يكفيني فخراً، أنْ ألطمَ أضلاع عشقي، بصوتٍ تتلهَّفُ له أذُنُ السَّماء..
    ((السَّلام عليك يا أبا عبد الله))..

    ******************

    لم يعرفُ التَّاريخُ "وثناً: عنادَ اللهَ، أكثر مِن "فرعون"،،
    حيث شَقَّ البطون، وذبَّحَ الأطفال،
    تمرُّداً منه على السَّماء.!!
    وكذا "سلفيَّةُ السَّقيفة"،
    بغضاً منها لشيعةِ الحسين((عليه السّلام))
    فيا ألله،،، ثأرنا،، ثأرنا،،
    فقد طالَ الوجع.. وتصلَّب السَّيف.. وحانَ يومُ النِّزال.!!


    ******************


    #الحُسَيْن، فلسفةُ الله الأكبر، وديانةُ العشق، وأكبر أدلَّة اللهِ على الحياة الأبديَّة.
    *السَّلامُ على كعبة القلوب وعنوان حجِّها ومناه..


    ******************

    الحُسينُ نُورُ البَصيرةِ و رُوحُ الحَقيقَةِ !
    و سِرُّ الحياةِ و بَهجَةُ قَلبِ السَّماواتِ !
    ��حبيبي حسين��

    ******************

    الحُسَينُ لُغزُ الوُجودِ وتَسبيحُ السَّحَرِ
    وشَكوَى اللَّيلِ عِندَ ارتِحالِ القَمَرِ ..!
    وبَكَتِ الأَيامُ حُسَيناً ..؟!!
    عظَّمَ اللهُ لَكُم الأَجرَ

    ******************

    #أن تكون حسينيَّاً هذا يعني أنَّكَ تتَّخِذُ التَّقوى محراباً ما بينكَ وبين الله.. وإلاَّ فإنَّ أهل المعاصي والآثام أبعد النَّاس عن معسكر الحُسَيْن عليه السَّلام.

    ******************

    كان رأساً بلا جسد،
    وعيناً بل دموع،
    كلُّ شيئٍ كان على خلافِ الرَّسمِ من هبةِ الوجود،
    إلاَّ نحره.!!
    فقد كان حَوضاً يتلهَّفُ له "ظمأ السّموات"..
    ((السلام عليك يا أبا عبد الله))..

    ******************
    في‬ اللحظة التي كان النَّاسُ يَطُوفُونَ فيها ببيتِ الله الحرام،
    خرجَ الإمام الحسين من بيتِ الله، لِيَطُوفَ بالله نفسِه،
    فهبطَ "وَادي الطُّفوف"
    ولم يطلب مِن اللهِ قَبَسَاً،
    ولم يشعُر بوحدة،
    ولم يترك أهلَ بيتِه خلفَه،

    لذا حين هبطَ ذلك الوادي نُودِيَ:
    بُورِكَ الحُسين ومَن معه، لأجعلنَّكَ قبلةَ القبلة، ومطافَ كعبتي، ولسانَ حجَّتي، ولأحرسنَّكَ بعيني، ولأجعلنَّك آيةً للعالَمِين.

    عندها ابتسمَ الحُسين طويلاً وقال لأصحابِهِ: حُطُّوا رحالكم، فَهَا هُنَا محطُّ رحالِنا، ومذبحُ أطفالنا، ومقتلُ رجالنا.
    ثمَّ التفتَ إلى فَتىً عليهِ الشَّمائل المحمديَّة والهيبة الحَسَنِيَّة فقال: يا ابن أخي، كيفَ هو الموتُ عنك.؟!
    قال: "هو أحلى مِن العَسل". فبَارَكَهُ طويلاً وهو يقول:
    (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ، بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ).

    ومنذ تلك اللحظة تَحَوَّلَ الموتُ عُرسَ شَهَادَة،
    وأضحَت الشَّهادةُ مخاضَ ولادة،
    وتحوَّلَ القتيلُ أميراً،
    والشّهيد عريساً،
    والأشلاء قلادةً فوق أكتاف السَّمَوات

    ******************
    #قُبيلَ تركِ الحسين لهذا العالَم، أرَّخَ بآخِرِ وَصَاياهُ أنَّ الإنسانيةَ نُورٌ فَاضَ مِن يدِ الله، وها هو يَشُقُّ جداولَهُ نحو الأبديَّة العُظمَى،
    فمَن أصرَّ على طينِهِ دون مقذوفِ النُّور، ضيَّعَهُ التُّراب.
    #قَالَهَا ثمَّ عَبَرَ عَالِيَاً، ليكتب للسَّماء مجدَ حقيقتِها السَّرمديَّة بِدَمٍ ما زال يفورُ بأرضِ الله.

    ******************
    إنَّ أعظم معاليق النُّور، ومشارف الأبد، وثوابت الكرسيِّ الممهور بيد الله:
    حبُّ الحسين والتزامُ أمره..
    #صَبَاحَكُم حَزين بالحُسين ومواساة الزهراء#

    ******************

    #كان مُقَرَّراً بصحيفة السَّمَاء، أنَّ العين تُغسَل بالدُّموع، وأنَّ رسالةَ الله لا يغسلها إلاَّ دمُ الحُسَيْن. لذا ناداهُ الله عظيماً، ودلَّ على كرامتِهِ بمذبحِه،
    فآبَ الحُسينُ إلى حيثُ الوطن الموعود،
    حيث الشَّجَرَة المباركة،
    عند الشَّاطئ الأيمن، المصقول بوادي كربلاء.

    ******************
    ها هو المحرَّم قد دَلَّف بأحزانِه، وأبوابُ السّماءِ تَذيَّعَت بمصيبتِه،
    فلا تبخسوا الحسين حَقَّه.!!
    فإنَّ حَقَّهُ التزامُ شرعِ الله، وتمكين "العفَّة": عِفَّة العين، والجسد، والقلب، بمجموع "الجوارح والبواطِن" مِن حقيقة وَصْلِهَا بطاعةِ الله..

    ******************
    كما لا يَصُحُّ تَقاسُمُ اللهَ ..؟! لا يَصُحُّ
    تَقاسُمُ الحُسَين (ع) مُذْ غَدَى نَحراً
    يُرَدِّدُ صَوتَ الحَقيقة وسِرَّ السَّماء .!
    إمامي ياااا حسين
    صَبَاحِكُم حُسَيْنِي

    ******************
    إنَّ بذراً يتألّقُ جذعَ الوجود،
    لا طينَ له إلاَّ الطُّفوف،
    تلك السَّماويَّةُ المزروعةُ في بيادِر أَكُفِّنَا، وعند مغارِسِ البصر،
    علَّ ناظراً، يتفتَّقُ آية،،، تحكي معاجز كربلاء..
    ******************
    ياااا لله .. ها قد زحف ركب
    الدموع والدماء ..
    والمواكب تحدوها طلائع العزاء ..
    فشمسُ النفوس كُوِّرت ..
    واكفهرَ وجهُ السَّحاب ..
    وأَسْفرَ البدرُ و مُقلتُهُ قَذِيَت ..
    وبيت احزانها قد هجره المِحراب .
    وحفيد الكلمة .. سر الزمان ..
    وصوت القرآن .. وبقية الوجود
    يلطم ، والعويل اشتياق ..
    واليومُ غدى صورا تترى ،
    تعانق اذيال ماضيها بإشفاق ..
    وحيثُ دَنَّسَ الظّلامُ عَرينَ الضّياء ..
    خالط تسبيح الزمان كلَّ رثاء ..
    والثورة راية .. وبحرُ الولاء اعصار ..
    والمهدي آهةٌ حسرى .. وسيفٌ بتار ..
    ياااا لثارات الحسين ..
    عقد .. وعهد ..
    وبيعة .. ونداء ..
    جدااااه .. يا عرش الحضور ..
    وامتداد البقاء ..
    إن عاقني عَفرُ التّراب ..
    وابيض الثياب ..
    لاجعلنّ الطّينَ حكايةَ الأحباب ..
    يمشي الاباء ..!!
    ليُغنّي قلبُه بعزاء لحنَ كربلاء ..
    فيه قد سُبِيَ خدرُ الحوراء ..
    ولوعة الحشا تتلمس العفو من
    عاشر عاشوراء ..

    ******************
    الحبُّ مصرع القلوب، وعمى عينها، وغلُّ يدها، وحيرة فؤادها، وتهافت قرارها، ما لم يضبطه "عقل وازن"وفكرٌ خازِن.. وذاك يحتاجُ إلى حملٍ ثقيل ورأي عسير، ومحنةٍ بعد محنة، واختبارٍ على اختبار.. فإن تمَّت شروطها فقد عقلت، وإلاَّ فمَن ركبَت العاطفة بمحضها، فقد ركبت "فرساً جموحاً" دون عقال، يمتطي بها الظلمات، على جرفٍ هابطٍ مِن الأخطار..
    ******************
    #الحُسَيْن، فلسفةُ الله الأكبر، وديانةُ العشق، وأكبر أدلَّة اللهِ على الحياة الأبديَّة.
    *السَّلامُ على كعبة القلوب وعنوان حجِّها ومناه..



    "منقول من مركز الدراسات والتوثيق لعلوم أهل البيت عليهم السلام"

    تعليق


    • #12
      #وحِيْنَ مَدَّ يَدَ تِرحَالِهِ بكت،رغم جلادتِها.. لأنَّ مثلَ الحُسينِ قَتِيْلُ.لم ينطق بكلمةٍ حِيْنَ رآها،سوى أنَّهُ مسحَ صمتَها عويلُ.قالت: يا وديعةَ الزَّهراء، يا مُهجَةَ أبي،يا وَجهَاً لله ينتظرهُ صَهِيْلُ.نظَرَ إليها فنظَرت إليه، فصعقت،فضمَّها، والدُّموعُ بين جفنيهِ تَسِيلُ،قامَ فقامت، إلاَّ أنّها تَعَكَّزت ظهرَهَا،لأنَّ الظَّهرَ بعد الحُسَيْن عَلِيْلُ،قال وَدَاعَاً.. وتهدَّجَ بها،فتمزَّق قَلْبَها وانهدَّ خليلُ،لم يفتأ يذكُرُ عَبَّاسهُ،ينظرُ العلقميَّ فيطيلُ،حيران، بأيِّ عينٍ ينظرها،حنيناً يترقرقُ بهِ الذُّبولُ،وعلى حِيِنَ غفلةٍ قَبَّلها،ثمَّ هَدرَ دموعاً يَعلَمُهَا الجليلُ،صاحت: وا يُتمَاه.. لمصابِ الله،فتنهّدَ بعيداً والبصرُ منه يجولُ،لم يكن الحُسينُ على حالِه،واليوم وحيداً، تجتمعُ عليهِ خيولُ،ما رمقَ الجيوشَ بنظرةٍ، ولا اضطرب،سوى عَزَّ عليه أن يرى زينبَ تجولُ،خرج.. فلم يبقَ في الخيام إلاّ عويل،عَويلٌ ونحيب يتبعهُ عويلُ،قالت: آخ.. فاهتزَّ مِن على فرسه،وكأنَّ سَهمَاً في قَلْبِهِ يصولُ،وعادَ إليها.. لكن رأساً على القَنَا،خَجِلاً مِن عينيْهَا، مذهولُ،كلَّما نظرت إليه مالَ وريدُهُ،لأنَّهُ ذبيح.. ذبيحُ الطُّهرِ قَتِيلُ،ألله أكبر، قالت ثمَّ هَوَت،فاهتزَّ فوقَ القنا خليلُ،آه، مَرَّت مِن على شفتيه،علّ زينبَ تضمُّهُ وتقولُ،حبيبي يا حُسَيْن، كان أوَّلَ كلامِها،وداعاً يا حُسَيْن، جمعتهُ نُصولُ،يا لِفجيعةِ اللهِ بمصابِه،قتيلاً، ذبيحاً، قطيعاً، رأسهُ محمُولُ..

      تعليق


      • #13
        ها هو "عجيجُ النور" على أركان العرش،
        وطوفان السَّماءِ على مرابعها، يحملُ كفَّينِ ناظرتين،
        ولكلٍّ منها أقواسها، وصهيلٌ على أطناب الوجود،
        مُذْ تيتَّمتْ العهود، وكلٌّ يُديمُ الطَّرفَ على أعيانِها،
        ونحيبِ أديانِها: وصارخٌ على محاورها:
        ها هو الرّأسُ المنحور، على مركَنِ أفقِ الأزل،
        تتمسّحُهُ يدُ الربّ، وعلى كلِّ مدرجةٍ من طفوف الأمم، ناعٍ، يُجيدُ معاجن الأزل، يُؤرِّخُ على أعتاب الدَّهر:
        إنَّ القيامة قارعةٌ الأهوالْ، فإذا ما ذُكِرَ "الحسين" هدأتْ،
        وقرَّ بها الحالْ، واصطفَّت الموازين، وحضرت الأعمالْ،
        فإذا ما زِيْنَ حبُّ الحسينْ، أثقَلَ الميزانْ، وتفتّحَتْ الجنانْ، وعلى بابِها مسطورْ: حبُّ الحسينِ بابٌ "محضور"، كلَّما تجلّى اللهُ تكلَّلهُ الظُّهورْ..

        *******************
        هي الغيب اذا تجلى ..
        وشمس الحقيقة حين تتبدّى ..
        وانهار الضياء في شرايين العقول ..
        ومسارات النّجوم في افلاك المصير .. هي كنوز ورموز .. ومفاتيح العبور .. ها هي ترصد الحياة طلسما ، لتبعثه
        روحا يمجد الأبد ..
        إنها صور من زمن الانبياء لونت
        الزمان بعصارة من دموع وجهاد ..
        هي وحي حكى البِدْء وآيات الختام ..
        هي آيات بينات في ام الكتاب عَظُمَت .
        وخطُّ الَّوحِ في صفحاتِ نُورٍ وقَضاء ..
        إقرء وتدرّج في مدرجة الجهاد ..
        عملا يقرأ الحسينَ جوهراً وقرآن ..
        *******************
        #وحِيْنَ مَدَّ يَدَ تِرحَالِهِ بكت،
        رغم جلادتِها.. لأنَّ مثلَ الحُسينِ قَتِيْلُ.
        لم ينطق بكلمةٍ حِيْنَ رآها،
        سوى أنَّهُ مسحَ صمتَها عويلُ.
        قالت: يا وديعةَ الزَّهراء، يا مُهجَةَ أبي،
        يا وَجهَاً لله ينتظرهُ صَهِيْلُ.
        نظَرَ إليها فنظَرت إليه، فصعقت،
        فضمَّها، والدُّموعُ بين جفنيهِ تَسِيلُ،
        قامَ فقامت، إلاَّ أنّها تَعَكَّزت ظهرَهَا،
        لأنَّ الظَّهرَ بعد الحُسَيْن عَلِيْلُ،
        قال وَدَاعَاً.. وتهدَّجَ بها،
        فتمزَّق قَلْبَها وانهدَّ خليلُ،
        لم يفتأ يذكُرُ عَبَّاسهُ،
        ينظرُ العلقميَّ فيطيلُ،
        حيران، بأيِّ عينٍ ينظرها،
        حنيناً يترقرقُ بهِ الذُّبولُ،
        وعلى حِيِنَ غفلةٍ قَبَّلها،
        ثمَّ هَدرَ دموعاً يَعلَمُهَا الجليلُ،
        صاحت: وا يُتمَاه.. لمصابِ الله،
        فتنهّدَ بعيداً والبصرُ منه يجولُ،
        لم يكن الحُسينُ على حالِه،
        واليوم وحيداً، تجتمعُ عليهِ خيولُ،
        ما رمقَ الجيوشَ بنظرةٍ، ولا اضطرب،
        سوى عَزَّ عليه أن يرى زينبَ تجولُ،
        خرج.. فلم يبقَ في الخيام إلاّ عويل،
        عَويلٌ ونحيب يتبعهُ عويلُ،
        قالت: آخ.. فاهتزَّ مِن على فرسه،
        وكأنَّ سَهمَاً في قَلْبِهِ يصولُ،
        وعادَ إليها.. لكن رأساً على القَنَا،
        خَجِلاً مِن عينيْهَا، مذهولُ،
        كلَّما نظرت إليه مالَ وريدُهُ،
        لأنَّهُ ذبيح.. ذبيحُ الطُّهرِ قَتِيلُ،
        ألله أكبر، قالت ثمَّ هَوَت،
        فاهتزَّ فوقَ القنا خليلُ،
        آه، مَرَّت مِن على شفتيه،
        علّ زينبَ تضمُّهُ وتقولُ،
        حبيبي يا حُسَيْن، كان أوَّلَ كلامِها،
        وداعاً يا حُسَيْن، جمعتهُ نُصولُ،
        يا لِفجيعةِ اللهِ بمصابِه،
        قتيلاً، ذبيحاً، قطيعاً، رأسهُ محمُولُ..
        *******************
        #كبيرٌ ذلك الوريد الذي سقى العالَمَ كلَّ دَمِهِ، ثُمَّ مضى نحو الأبديَّة لِيُعيد على الخليقة تفسير الحياة.
        #السَّلام عليك يا أبا عبد الله.
        *******************
        #كانت، وكلُّ ما في قَلْبِها ذُخرٌ ضَمَّتهُ "البتول" يوم نَزَفَت أنَّتَها.. ترقرق الدَّمع على "خَدَّي زينب" سوى أنَّ أنَّتَهَا تحوَّلت ضلعاً مَكسُور.. لذا حِيْن عَانَقت الحُسَيْن شَبَكَت كلَّ أضلاعِها.. فاهتزَّ قَلْبُ الحُسين وَجَعَاً.. لأنَّ نيران أضلاعِها تحكي حُرقَة مُصَابِها بالحُسَيْن..
        *السَّلامُ على جَبل الصَّبر، وواعية الله، وصوت الحسين الأزلي.. السَّلام على عقيلة آل محمَّد الهاشميَّة.
        *******************
        #كذا فَعَلَ اللهُ بـ"أصحابِ الحُسَين" حِيْنَ حَوَّلَ قَامَاتِهم سِرَّ ذِكْرِه، وعينَ إرَادَتِه، وقلادَةَ مَحَبَّتِه، بعدما تَبَتَّلوا الوُجُودَ، وتمحَّضُوا الحقيقةَ، وتَيَتَّمُوا كلَّ أَحَدٍ إلاَّ الحُسَيْن.
        لم يكن جُوْن مُجبَراً على القَتْل، ولا سعيد، ولا زُهَيْر، ولا بُرَيْر، ولا حبيب، ولا عَابِس، لكنَّ الأزليَّةَ استهوَتْهُم بِـ"حُسَيْنِهَا"، فطلبوها عشقاً بمدادِ النَّحرِ وخِضَاب الوريد.
        وكلٌُّ كتَبَ "لَيْلاُهُ" بُمُرِاد أغنيَّتِهِ مِن أنغامِ ألأبديَّة.
        لأنَّ مَن استَوْلَى حُبُّ الحُسَيْنِ على قَلْبِه تحوَّلَ مجنوناً لكن على طريقة عَابِس ومُسلِم وزهير وبُرَيْر وعلي والقاسم والعبَّاس..
        أولئكَ الذين تَرَصَّدُوا مَعقُولَ السَّماءِ، فهَوَت أنفُسُهم إلى "القَتْل المَرِير" وهم يُغَنُّونَ أُحْجِيَةَ "العِشْقِ الأكبر" بِتَرَانِيْم الدَّمِ الكربَلائي.
        أولئك الأفخر مقاماً إذا ما رفَعَ اللهُ "منبرَ العشقِِ" فوقَ أكتافِ ميزانهِ الموعود، ثُمَّ نَادَى العَاشِقِيْنَ أن يَأتوهُ بالدَّلِيل.
        فيأتي كلٌّ منهم وكفُّهُ قطيعة، وأشلاءُه فَظِيْعَة، ورأسُهُ فوقَ قَنَاً، ووَرِيْدُهُ ينزفُ* شوقاً، وصوتُهُ يُرَتِّل أهازيجَ يوم الطُّفوف: لَبَّيك يا حُسَيْنْ.
        فإذا ما سَمِعَ ميزانُ الرَّبِّ أنغامَ التَّلبيةِ الحمراء والأكفّ السَّمراء، ذَلَّت كَفَّتَاهُ، وكلٌّ منها يَتَودَّدُ النِّدَاء، وَمِن وراءِ الخلائقِ كلٌّ يُنَادِي بِشَوْقِ عِشْقِهِ وجُنُونِ مَحَبَّتِهِ: لبَّيكَ يا حُسَيْن..
        *******************
        كيف لا، و"مدرجةُ الوجود" دمعٌ من قاطراتِ بحرِ جودِ الحسين هطلت فاستقرَّت.؟!! وهل المفخرةُ إلا خضاباً مِن وريدِ الوجودِ، تصبَّبَتْ، فأرْوَت مَن بعدها، فارتوى فأينعت.!!! كَفَى المُوَالينَ فخراً أنَّ "حبَّ الحسينِ" لو وزنته القيامةُ لفاقَهَا فأقرَّتْ، وهل "الوَزْنُ" يومئذ إلا مَا وزنَ الحسينُ فوَزَنَتْ.؟!!!!!!!!!!
        *******************
        مَن فاخَرَ بالحسينِ في الدُّنيا، فَاخرَ بهِ الحسينُ في الآخرة..
        فلا تفوتنَّكُم المفاخَرَة..!!
        *******************
        #: وجَرَتْ على "طين الأبد" كلُّ مدامِعِي،
        مُذ تأرَّخَ الطفُّ مِن "دمِ الحسين" في محرابها،
        فمادَت مِن وجعِ الزَّمانِ روحي،
        والدُّموعُ تترى، ما بينَ قبابها، تئنُّ على معاتِبِ الليلِ عَلَّهُ، يتمسَّحُ مِن السَّما أبوابَهَا، أو تُمسكُ مِن "مآقي النور" كلَّ أنينِهِ، بعد أنْ حَلَّ العزاءُ أطنابها، وعلى مداراتِ خيامِها، تحطُّ رحالُ روحي، بعد أنْ تَزَاحَمَ على النُّورِ طلاَّبُها، فما بينَ القبابِ والعرشِ نحيبٌ، يملأ السَّمواتِ مِن ركابِهَا، وعلى مأذَنَةِ الطفِّ صارخٌ، يؤرِّخُ أشلاءَ الكونِ مِن صِعَابِهَا، فإنْ هي أظلمَتْ أكوارُ دهرِي، وترجَّلتْ بقيّةُ عمري، طلبتُ "مصباحَ الهدى" فوقَ قبابها، وركبتُ "لُجَجَ السَّفر" بسفينة نجاتِهِ، فإنْ هي عَبَرَتْ، حلَّت أبوابها، وقد أرَّخَ "اللهُ" أنَّ النار "لظىً".؟!! لا يطفؤُها إلا "دمعُ البكائين" إنْ هو حَلَّ أعتَابَهَا.

        إنَّ دماً، حملته "يدُ الربِّ" يوم الطفوفِ، لَهُوَ "دمُ الأبد" الصارخِ على معابر الأممِ، مُذ تصارَخَتْ طفوفها، وإنَّ "صيحةَ" تدَاعَتْ لها دعائم السماء، يوم "شِيلَ رأسُ الحسين"، لهي "لهفةُ الوجودِ" مِن يوم الأبد على حدِّ حُتُوفِها.!! فأيُّ نفسٍ لا تَحَارُ لـ"زينب" وعلى مقبضيها "رأسَ الحسين"..؟!!** أم أيُّ حشاشةٍ تستقرُّ أطنابها.؟!! وأشلاءُ "شمسِ اللهِ"، تعجُّ طلاَّبُها.؟!! وها هي أنّةُ الهائمات فوق أديمِ أجسامها، كلّما لطمت صدرها، مَارَتْ "عيونُ الوجودِ" ما بينِ صفوفها.!! وعلى مقربةٍ مِن "ماء الفرات" دمٌ، بكلتا اليَدينِ تضمُّهُ فاطِمَة، فتتقطّع نياطُها.. وعلى "مأذنةِ اللهِ" مِن بواكي السَّمَا، صفَّ جبريلُ جناحيه، وعلى مندبةِ "عزا الله"، تتلاطم عُطُوفُهَا.!! الله أكبر.!!! أيُّ ذبيحٍ، "عينُ اللهِ" ضمّته ذراعُها.؟!! أم أيُّ أشلاءٍ جمعتها يدُ اللهِ فوق أعتابها.؟!! أم أيَّةُ مخدَّرةٍ، كلّما صاحَت، صاحت السَّموات واصطفقت أبوابها.؟!! يكفي الحسينَ فخراً، أنَّ اللهَ جمع أضلاعه، فتسابقت لها "الأنبياءُ" تبكي أشلاءَهَا.!!!!!
        *******************ورَمَقَت رأسَهُ على "قَنَاً" فوقَ الرّؤوس النَّاظرات،
        فرفعت كَفَّهَا المعَفَّر بدمِ الوريد، وقالت:
        أيُّها الرَّبُ العظيم،
        إنّهُ قُربانُ آلِ محمَّد،
        فتقبَّل مِن آل محمَّد وَافِدَ القُربَات..
        ((لا تفوتَنَّكُم لفتةُ زينب مِن ضرورة التَّقوى، فإنَّهَا عمادة الإيمان))..

        *******************

        الكَرامَةُ عُملَةٌ يَتَداوَلُها الشُّرَفاءُ فقط .! وَجهُها الأَوّلُ الإمامُ الحُسَين ! والثّاني* سَيِّدُ* الأَحرارِ .. .. الإمامُ* الحُسَين ..!
        صَبَاحِكُم حُسَين أَيّامُكم كرامة.
        *******************
        هي الغيب اذا تجلى ..
        وشمس الحقيقة حين تتبدّى ..
        وانهار الضياء في شرايين العقول ..
        ومسارات النّجوم في افلاك المصير .. هي كنوز ورموز .. ومفاتيح العبور .. ها هي ترصد الحياة طلسما ، لتبعثه
        روحا يمجد الأبد ..
        إنها صور من زمن الانبياء لونت
        الزمان بعصارة من دموع وجهاد ..
        هي وحي حكى البِدْء وآيات الختام ..
        هي آيات بينات في ام الكتاب عَظُمَت .
        وخطُّ الَّوحِ في صفحاتِ نُورٍ وقَضاء ..
        إقرء وتدرّج في مدرجة الجهاد ..
        عملا يقرأ الحسينَ جوهراً وقرآن ..

        تعليق


        • #14
          #في مثلِ هذه الأيَّام تحوَّلَ رأسُ الإمام الحُسَيْن عَلَمَاً للوُجُود، وصوتاً للسَّمَاء، ومشروعاً لقَتِيلٍ سيهزمُ قلاعَ الجبابرة، وسيتحوَّل "دَمُهُ الأقدس" "مشروع حياة" لكلِّ الأحرار في العالَم.
          ***********************
          #لَيْسَت زينبيَّةً مَن تَتَمَرَّد على اللهِ بثوب عِفَّتِها، أو طريقةِ عيشها، أو كيفيَّةِ تفسيرها لدورِ المرأة مِن الحياةِ والوُجُود.
          ***********************
          #أن تكون حسينيَّاً هذا يعني أنَّكَ تتَّخِذُ التَّقوى محراباً ما بينكَ وبين الله.. وإلاَّ فإنَّ أهل المعاصي والآثام أبعد النَّاس عن معسكر الحُسَيْن عليه السَّلام.
          ***********************
          #لم تكن مَكَّة على هيئتِها يومَ خَلَقَهَا الله.. كان كلُّ شيئٍ محموماً.. لأنَّ دمع الأزليَّة هبط بالأكفان المضمَّخَة والأشلاء المذخورة..
          وعلى ناحية المطاف الأكبر، كانت العقيلة زينب تُفَتِّشُ الأرض عن الرُّؤوس المعَمَّدَة بالعشق.. عن القمر المحمول بألف سَيْف.. عن الأشلاء المحمولة بالمدَائِن.. وكأنَّ القمر الممدَّد فوق العلقمي حوَّلَ مرابع السَّماء إلى عزاءٍ أبدي ونياحَة لا تزول..
          في تلك اللحظات كان السَّيف يُصَلِّي الوجع، ويلبس الدَّم، ويبكي الحقيقة..
          لأنَّ يدَ الحقيقة جُزَّت..
          والقمر تحوَّلَ فجيعة..
          والسَّموات طمسها الظَّلام..
          إلى سمعت زينب صوتَ الحسين فوق جنازة الوجود يقول: الآن انكسر ظهري، وقَلَّت حيلتي..
          فانكسَرَ ظهرُ زَينب..
          وسقَطَت الخيام..
          وتفرَّقَ معسكرُ الحسين..
          ***********************
          أمَّا العباسْ.؟!! فيكفيه فخراً، أنَّ مدادَ دمِهِ كتبَ الطفوفْ، بِحَرِّ الحتوفْ، فحلَّ على عنوانها، وسبكَ بنيانَهَا، فنَهَلَ مِن منحرهِ كلُّ أَبِيْ، وبعدُ.. هو العباسُ، ابنُ عليْ، بل طيُّ نورهْ، ومَكمَنُ حضورهْ، وشمسُ العلويِّ النَّاظِرْ، وعمادةُ الفخرِ الظاهرْ، ومددٌ مِن سيفِ اللهْ، وقمرٌ مِن جودِ عَطَاهْ، سَمَّاهُ بعهدِ النَّبوءةْ: عبَّاس..!!! ضبطاً للميزانِ والمَقَاسْ.. ليقودَ هامةَ الدَّهرْ، على سكَّة العمر.!! وليكتبَ بجداولِ النَّحر: أنَّ مَن كان إبنَ علي، لا يعرفُ إلا النَّصر..
          ***********************
          هَوَى، وقلبُهُ بين أضلاعِ الحسين،
          وكفُّهُ على القُربةِ،
          وعينهُ دونَ الفراتِ.
          بدا صريعاً، وعلى شَفَتَيهِ ألفُ آآآآآه،
          وما بينَ جِفنَيْهِ أنّةُ زينب لمُرِّ النَّائبات.
          لم ترفعْ كَفَّاً، أو تطرفْ جِفْنَاً،
          سوى أنَّ حسيناً طأطأ الرَّأسَ بالزَّفَرَاتِ.
          كلُّ شيئٍ دَلَّ عليه،
          حتى الرَّضيع، تنهَّدَ آخرَ النَّهداتِ.
          وعلى قريبٍ مِن جذعِ قامتِهِ،
          انتحَبَ جبلُ الصَّبر، فهدرَ بمكتومِ الأصواتِ.
          الآنَ انكسَرَ ظهري، الآن قَلَّتْ حيلتي،
          الآن تَيَتَّمَت مخدَّراتي.
          كلاهُما عَانقَ الآخرَ ببقيَّةِ عين، دُوَنَ كَفٍّ،
          وعينُ الحسين دون النَّظراتِ.
          آآآآآآه، قَالها الحسين، فاهتزَّ نحرُ العبَّاِس،
          بلهيبِ أنفاسٍ فَجيعَاتِ.
          ما استطاعَ رَفعَ جثَّتِهِ،
          فالحسين مكسور الظَّهر، بعيدُ الحسراتِ.
          قَام، وعينُهُ عند هَامتِهِ،
          وكأنَّ قلبَ الحسينِ مشطورُ الفَلَذَاتِ.
          لا عَبَّاس ولا علي، لا برير ولا زهير،
          وحيداً بينَ أجسادٍ بِلا هَامَاتِ.
          صاحَ يا أبتاهُ، يا محمَّداه.!!
          آنَى لي أنْ أروي السَّما بكأسِ فُرَاتِي.
          آنَى لمُهجَتِي أنْ تعانقَ اللهَ بوريدَ عشقها،
          يا معشوقاً،،،،،،،،، أعطيتُهُ زهرةَ حياتي
          ***********************
          #كان عَلَى عَتَبَةِ الخَمْسِيْنَ مِن "الهجرَة النَّبويَّة"، وحَشَاهُ المُلتَهِب يتقطَّعُ بِسُمِّ "أُمَيَّة" وشراكة "معاوية وعَائِشَة" التي حَاكَت كلَّ حيلةٍ للخَلاص منه .. كلُّ أهلِ بيتِهِ كانوا على قريبٍ مِن واعية السَّمَاء المُتَهَدِّجَة، لأنَّ أبا محمَّد المجتبى تَرحَّل بالنُّور، َوكاد يقطع الملكوت الأكبر، بعد أنْ حَطَّ نورُ الله قريباً مِن خيمةِ الأحزان.. في تلك الليلة الرَّهيبة طلبُ الإمام الحسن إبنَهُ القاسم على انفرَاد.. ضَمَّهُ إليه.. شمَّ ريحَ الطُّفوفِ فِيْه.. ثمَّ فاضت عيناهُ بالدُّمُوع.. ولمَّا استوفَ الكلمة، قال: يا بني.. كيف أنتَ إذا رأيتَ عمَّك الحُسين وحيداً فريداً بأرضٍ تُدعَى "كربلاء"، وقد أحاطَت به السُّيُوف، واشتَمَلَت عليه الرِّمَاح، وتجنَّدت عليهِ وُحُوشُ الأرضِ وكَفَرَتِها.. قال القاسم (ودُمُوعُ عَيْنَيه تحبسُ وَجَع الطَّف): "ليس لي أن أَمْلُكَ رُوحِي وروحُ عَمِّي الحُسَيْن تتقاذَفُهَا الرِّمَاح".. فضمَّهُ الإمام الحَسَن إلى صَدرِه ثُمَّ بَكَى.. وبكى القَاسِم.. وكتَبَ: تلك وصيَّتي التي ادَّخرتُها على أُمِّي الزَّهراء وأبي علي وجَدِّي المصطفى محمَّد(ص): "أن تَكونَ كبشَ محبَّةِ الحُسَيْن".. أخذها وَضَمَّها إلى كَفَنٍ أبيض كان وديعةَ أُمِّهِ البتول.. ثمَّ أودعهُمَا صندوقاً فيه المواريث وقال: "أنت وديعَتي، والحسينُ وديعةُ الله.. والملتقى يوم الطّفوف.. يوم ألقاكَ ورأسُك على الرُّمح يُعَانِقُ رأسَ أخي الحسين". بكى الإمام الحسن.. ثمَّ مسح تلك الوصيَّة بمقلَتَيْه.. وقال: أستودعكَ اللهَ الرَّبَّ الكريم.. ثُمَّ غمَّضَ عَيْنَيهِ والتحَقَ بركب الملكوت الأكبر، وما بين شفتيه ظلَّ يُرَدِّد: حَبِيبي يا حُسَيْن..

          ***********************
          أنت "حسيني".؟! يعني "أنت مُتَدَيِّن"، يعيشُ "حُسَيْنِيّة الطَّاعة" بعيداً عن هَوَىً يتدثَّرُ الأباطيل بالغرائز.!!
          *******
          أنتِ "زينبيَّة".؟! يعني أنتِ عفيفةُ "الظَّاهِرِ والباطن"، شجاعةُ الخيار، قَويَّةُ القرار..
          يمكنُكِ بلحظة "عطاء مع الله"، أن تقودِي ثورة..!!
          ***********************
          لم تكن إلاَّ "واحدةً"،،،، وكان العسكرُ بالآلاف.!!
          ورغم وحدَتِهَا، فقد كانت تُقَلِّبُ الشَّمسَ على بيدَاء الطُّفوف، والجيشُ ذَاهِل..!!
          فإذا ما رَفَعَتْ أكُفَّها التي تَعَفَّرَهَا طينُ المذبح،
          تَدَلّت السَّمواتُ، عَلّها تتمسّحُ مِن كَفَّيها بقيَّةَ دمِ الحسين عليه السَّلام..
          ((آآآه يا زينب..))..
          ***********************
          وبعدَ أن نَسجَ كُلَ خيوطِ عينيهِ من نورِ جَدهِ محمد، أقبَلَ بِمُهجَتهِ العلوية ، على أبيهِ الحسين وقَال: لقد حَانتْ الساعةُ التي أطوفُ بِها عرِينَ السموات .! ثمَ طأطأَ رأسَهُ بِجفن ، جمعَ كلَّ حَنَانَ الزهراء،،
          قائلاً يَهزُّ عليَّ أنْ أقْتَلَ وتَبقَّى وحيداً . يعزُّ عليَّ تُصبيكَ السِهَامُ دونَ نحري وصدري . يَعزُّ عليَّ أن تُذبحُ ، فلا أُذبَحُ دونكَ أو أطعن .
          قالها ، وكُلُّ ما فيهِ دموع .. وحنين .. ولهفةٍ وأحزان ...
          لم ينطقِ الحسينُ بكلمة .. سوى حروفٍ صامتة ظلت محبوسةً على شفتيه ،، وعلى طَرَفِهِ اللآهف ، دِموعٌ ساجنة ، تنحدرُ بِوَجعِ الالم .
          وعلى عيرِ بعيد ضمَّ أكُفَهُ والصدر ، والعِناق ثم مَشى بهِ . رافعاً جِفنيهِ نحوالسمواتِ .. ها هو الوجودُ يسابِقُ النور، علّهُ يَحمِلُ دمَكَ جمعاً بِكَفيهِ ، ليستودعها جَدتِكَ الزهراء ..
          كان مُعسكرُ الحُسين مُلَطَخاً بدمِ الاصحاب ، كانت عمَامَةُ الحسين مُخضبةٌ بدمِ حبيب ، وجون ، وبرير ، وحين عانقَ علياً تركَ بقايا النحورِ على عِمتهِ ووجنتيهِ ،، ومضى يُحاكي السموات أنَّ علياً بقيةُ اللهِ شبيهُ النبي ، ، ووديعةُ علي، ووريثٌ الزهراء .
          قالها بحروفٍ من دموع ، علّها تبكي لها الأرجاء ، وضَمّ الأكبر إلى كفيهِ قائلاٍ :
          لتكُنْ ذبيحَ الله الذي يَروي عطَشَ السماء ، لتكن الشمسَ التي تَكشِفُ الظلام ، لتكن الكِبشَ الذي تَدَلتهُ أكُفَ النور ، لتكن ذبيح ألِ محمد على ترابِ كرلاء..
          قالها : ثم تمتم بحروفٍ ليسَ لها لسان ،، ولا يَفقهُ مُعجَمهَا إلا الأنبياء ،، فانهمر الدمُ , وتغضبَ القنا ، وصاح عليُ الاكبر بضَعيفِ الصوت ،، أبتاه يا حسين ، ها هي كأسُ الأبد ، روت فؤادي ها هي الأنوار العاليات ، تُسابقُ معادي ، هاهو منحري الذبيحُ ما بين صدرَ جدي المصطفى وأمي الزهراء ،،
          مع سكينة الحزينة دونَ عمهَا العباس وأخيها الأكبر ، مع جبل الصبر زينب تنظر تارة إلى الاكبر وتارة إلى القاسم
          ***********************
          على "أعتاب العاشر من المحرم"، تتدلَّى ينابيعُ "مَاءِ السّماء"،
          عَلَّها ترتشفُ ماءَ الحياة مِن فيضِ نحرِ الحسين..
          ***********************
          #لأنَّ "لحظةَ الوَدَاع" حَانَت، فقد لبِسَت ازَارَ أمِّهَا الزَّهرَاء.. وسكتت طويلاً.. ثمَّ أقبَلَت على شَيْئٍ كان تخفيهِ عن أنظارِ مَن معها.. فانكبَّت عليه.. تقرأ ما فِيْه.. ثمَّ أعادت النَّظرَ طويلاً.. لأنَّ أُمَّها "البتول" يوم ضَمَّتها إلى صدرها قَصَّت عليها "وجعَ اللهِ" في تلك الأرض المريرة، وبَكَت.. ثمَّ ذَيَّلَتْ لها شيئاً مِن ممهور الله، وفيه: أنَّ الحُسَيْن "ذِبْحُ الله الأعظم"، ووَاعيَتُهُ التي تهتزُّ لها السَّموات، وقَلْبُهُ الأرحم، ووريدهُ الذي يَسقِي هذا الوجود "مادَّة الحياة".. كان الحُسَيْن قريباً مِن زينب، وكلاهُما يقرأُ اللهَ بِصَمْت.. فَلَمَّا التقَى البَصَرُ بالبَصَر، نزفت زينبُ كلَّ قَلْبِهَا، فتمخَّضَ الحسينُ عن دَمْعٍ ما زالَ إلى اليوم يحكي معنى أن يُذبَحَ وُلدُك وأهلُ بيتكِ وأصحابُك أمام عَيْنَيْك، ثُمَّ تَرَى نساءَك "سبايا مُرَوَّعات" بين يَدَي أعتَى وُحُوش الأرض كفراً ونفاقاً ووُلُوغَاً بالدِّماء.. قرأتهُ زينب جيَّداً، فضمَّت ذراعَ قَلْبِهَا على قَلْبِه المُتَحَرِّق، وأسدلت لهيبَ نيرانِها ما وراء الأضلاع، وقالت: وداااااااااااعاً... أخي يا حُسَيْن.. فمدَّ الحُسينُ يَدَهُ على الجِراح العميقة.. لِيُطفِئ نَارَهَا.. ثمَّ عبَر بكلِّ الأوجاع.. كان كلُّ شيئٍ منهُوكَاً..كانت أنفاسُ الملأ الأعلى على زَفْرَتِها.. وكلُّ أطباق الوجود تنعى قَتِيْلَهَا.. كان الحُسينُ مَربَطَ هذا الوجود.. وعَيْنَ أبراجِه.. كان إلفةَ الكون وبسمةَ الله، وحوضَ الرَّحمَة المطلقة.. لذا بَكَاهُ الله.. وكلُّ مَلِيْكٍ في السَّما.. ومضى الحُسَيْن.. وعينُهُ على زينب.. قَلْبُهُ بين يديها.. رُوحُه تلوذُ بمقلَتَيْها.. وكلُّ ما فيهِ يئنُّ وجعاً لِمَا بَعدَ الحُسَيْن..
          ***********************
          ومَشت تجِرُّ أذيالَ العزاءِ.. والحسينُ ما بينَ صفِّ القومِ بدا صريعاً .. والشمرُ يحزُّ منهُ الوريد ،
          قالت : أيها القوم .. فانفرجَ القومُ من على دوحةٍ كأنهَا فردوسُ الروحِ الجالسةِ ما بين عرسِ سكونِ الكون ..
          نادى المنادي :
          أن هو ذاكَ رأسُ الحسينِ حيثُ فرى الشمرُ منهُ كلَّ وَدَجٍ .. وحملَ الطالبونَ "غِوايةَ الدنيا"
          رمحاً ما هوَ بِرمحٍ .. قد بدا شاهقاً ما بينَ رؤوسِ السنان .. وقادَ الجمعُ رجلٌ تَعْتَروُهُ الدماءُ وتغسلُهُ قطراتٌ من منحرِ الذبيحِ .. أعورٌ بين القومِ أبرصٌ لئيمٌ يجرفُ بالذبحِ ويضحك .. يقتلٌ وينعقْ .. يَجِرُ وِريقاتَ كانت مُعلقةً بيدٍ جزماء، ويقول هي قَتْلَةٌ بقتلة . جلسَ بعيداً عندَ خيمةِ المُلكِ يحيِّي عمر ابنَ سعد .. لقد ذَبحتُ الحسين ، واجْتَرَحْتُ منهُ خاتمِ النبوة .. وأصَبْتُ منهُ مَقتَلَ الأبِ الذي أرجَفَ قادةَ قريش " عظائم الوثنَ الصامت" .
          ومدَّ سيفاً كأنهُ السيف .. ومشَقَ رُمحاً ما هو برمح .. حَارتْ منهُ العقولُ .. وأصابَهَا الذِهول وأخذَ يَضْرِبُ من الحسين ثنايا قبَّلها النبيُّ ولثِّمَ منهُ كلَّ جمالٍ .. وول : هي يا محمدُ واحدةٌ بواحدةٍ .. وسيفٌ بسيف ..
          وترَى النساءَ غيرَ النساءِ .. وحرائراً قَتَلَهَا ظمأُ الماء ...
          وجالاً كالأضَاحِي مجزرينَ في كربلاءْ .. ودموعاً كأنَهَا البارقاتُ من السماء .. وبَاءَ بآلِ البيتِ كلُّ بلاءٍ .. وزينبٌ تركضُ في البيداء ..
          تُنادِي الله الله يا كربلاءْ ..
          هلمُوا الى الدمعةِ والعيونِ الحاملاتِ مُصابَ الحسين .. تعالوا إلى مشارفِ مدينةِ الحزنِ الساري ما بينَ اخدودِ زينبَ والزهراء .
          مع القربةِ والظمأ .. مع الانةِ والزفرة ..
          مع الحسينِ الراسي هناك عند قِبابِ الفراتِ في طفِ كربلاء..
          مع الحسين وزينب لحظة الوداع ..
          #عظم الله لكم الاجر بمصيبة السما ذبيح القرآن ابي عبد الله الحسين عليه السلام #
          ***********************
          حِيْنَ نزفَ الحُسَينُ بَقِيّةَ دَمِهِ كَتَب بِبَعضٍ مِن أصبعِهِ القَطيعَة:

          أنَّ الإنسانَ ليس بما مَلَكَ واستأثَرْ،
          بل بمَا حَصَّلَ مِن "مُلْكِ وُجُوْدهِ" لحظةَ النَّزع وملاقاةِ الأبد مِن محتوم المَصِيْر،
          ثُمَّ عَبَرَ وما بين شَفَتَيْهِ وصيَّةُ الأزل
          تُعيدُ علينا "قراءةَ الوجود" بخلفيَّة ما يعنيه الإنسانُ والأوطان مِن عَوَالِمِ الرَّبِّ الجليل
          ***********************
          لم تكن إلاَّ "واحدةً"،،،، وكان العسكرُ بالآلاف.!!
          ورغم وحدَتِهَا، فقد كانت تُقَلِّبُ الشَّمسَ على بيدَاء الطُّفوف، والجيشُ ذَاهِل..!!
          فإذا ما رَفَعَتْ أكُفَّها التي تَعَفَّرَهَا طينُ المذبح،
          تَدَلّت السَّمواتُ، عَلّها تتمسّحُ مِن كَفَّيها بقيَّةَ دمِ الحسين عليه السَّلام..
          ((آآآه يا زينب..))..
          #صَبَاحَكُم حَزِين بِحزنِ زيْنَب بِلا أخوتها وأهل بيتها😭😭#
          ***********************
          أثبتت "السيَّدة زينب" أنَّ "الفتاة المؤمنة" أكبر مِن أُمَّة،
          وأقوى مِن إمبراطوريَّة..
          إنْ هي أمْلَت قَلْبَها مِن طواعيَّة الله..
          ***********************
          وتبقَى "زينب" شَجَى القلوب، ودمعتها،، وأنَّة الجراح النَّازِفَات،
          والقُبَّة التي ترميها "سهامُ أميَّة"، بساعدٍ مِن "كَفرَةٍ جاهليَّة"..
          ((السَّلام على غريبة الأوطان، بعيدة البلدان، والوحيدة في الشَّام،، زينب الكبرى))..
          ***********************
          كربلا.. أو أرض الطفوف.. هي حنينُ روحي، ودمعُ جروحي، ولوعة حشاي، وغاية مُنَاي.. هي أنّةُ "ذاتي الحاسرة" على طيفِ نَوحِهَا، ومدرجةِ سوحها، تطوفُ الأبد تطلب القبَّةَ البهيَّة، و"المنارةَ السخيَّة"، لتتمسّحَ "يدَ اللهِ" عند "مجرّة الحسين".. وها هي روحي بطوفِ "أشلائها"، تعبر معالم ِدمها وبلاءها.. تدبُّ أديمها، تطلب نديمها، تحبو الوجود على أشرعةِ لوعتها، بغاية حسرتها وزفير عبرتها.. تتصفّح الوجوهَ.. لعلّها تغسلُ وعثاء سفرها بأكُفِّ الحسين.. وها "أنا ذا" على حسرتي مِن يوم "أنَّتِي"، أدور مراسي، فوق حيرة محراثي.. لعلِّي أرى الحسين.. وما تلك إلا أمنيتي من "وجه الله" المنظور، وقائمهِ المحضور، القائم المهدي، وارث جدِّهِ الحسين... عجَّل اللهُ تعالى فرجه الشَّريف وجعلنا مِن أنصاره وأعوانه والذَّابّين عنه والمستشهدين بين يديه..
          ***********************
          #حين يَتَوشَّح الصبَّاح "زفرة السَّماء" على "كَاظِمِِهَا"،،
          موصولاً بوجعِ الدَّهر على "أبِي عبدِ الله الحُسَين"،،
          فهذا يعني أنَّ "مطالعَ اللهِ" في هذه الأيّام دَرسٌ على وجوهٍ خضَّبتها العذابات الطَّويلات،،
          حتى أضحت آيةً للسَّخاء الذي قصَّتهُ الأرضُ على أحزان السَّموات.
          #صَبَاحَكُم حَزِين بِعزَابات زيْنَب عَلَى أخِيها الحُسَين#
          ***********************
          #كانت "أُمَيَّة" تَعتَقِد أ نَّ العقيلة زينب(ع) سَتَتَوسَّلُهُم الرَّأفةَ بها وبأهل بَيْتِهَا.! وإذا بِهَا تتحوَّلُ "لَبْوَةًُ عَلَوِيَّةً" تنتَفِضُ فوقَ الجِرَاح، وصوتاً يُعَانِقُ الأزَل، ومنطِقَاً أقوى مِِن السَّيف، وأزيزاً أكبر مِن الصَّاعِقَةِ التي رمَى اللهُ بها قومَ عَادٍ وثمُود.
          ***********************
          تعلمتُ مِن "الحسين"، أنَّ المؤمنَ صلبُ الإرادة، مُتَمَاسِكُ الرُّؤى،
          عزيزٌ، قويٌّ، لا تهزَّهُ الزَّلازل، ولا تهزمُهُ المِحَن..
          ***********************
          كربلا.. أو أرض الطفوف.. هي حنينُ روحي، ودمعُ جروحي، ولوعة حشاي، وغاية مُنَاي.. هي أنّةُ "ذاتي الحاسرة" على طيفِ نَوحِهَا، ومدرجةِ سوحها، تطوفُ الأبد تطلب القبَّةَ البهيَّة، و"المنارةَ السخيَّة"، لتتمسّحَ "يدَ اللهِ" عند "مجرّة الحسين".. وها هي روحي بطوفِ "أشلائها"، تعبر معالم ِدمها وبلاءها.. تدبُّ أديمها، تطلب نديمها، تحبو الوجود على أشرعةِ لوعتها، بغاية حسرتها وزفير عبرتها.. تتصفّح الوجوهَ.. لعلّها تغسلُ وعثاء سفرها بأكُفِّ الحسين.. وها "أنا ذا" على حسرتي مِن يوم "أنَّتِي"، أدور مراسي، فوق حيرة محراثي.. لعلِّي أرى الحسين.. وما تلك إلا أمنيتي من "وجه الله" المنظور، وقائمهِ المحضور، القائم المهدي، وارث جدِّهِ الحسين... عجَّل اللهُ تعالى فرجه الشَّريف وجعلنا مِن أنصاره وأعوانه والذَّابّين عنه والمستشهدين بين يديه..
          ***********************
          #وصيَّة "شهيد":
          لم ينطق بحرفٍ،،،، سوى أنَّه رفعَ كَفَّاً أرَّخَ عليها وصيَّةَ قَلبِهِ الذي تَأزَّلَ النُّور،،
          وفي ذيلِها قال:
          يا بُنيَّ.! ما خرجتُ لأطوفَ الأرض فوقَ روابي الشَّام، إلاَّ ويَدَي على مقبضِ السَّلاح،، وما بين ناظريَّ أنَّةُ الطُّفوف،، وواعيةُ الحسين،،، وذهول زينب لحظة السِّبَا..
          فإذا قرأتَهَا يا بُني،،،، تذكَّر أنَّك في معسكرٍ وهبَهُمُ اللهُ بصيرةَ الوجود، ومعاقلة النُّور،،
          فتجذَّر وجهَتَكَ،،
          عَلَّك تلقَاني.. خضيباً بسيفِ الولاية،،، قتيلاً في الله،، مشحَّطَاً،، غريباً،، دون أوطان..
          لتُعانِقَ أشلاؤُكَ أشلائي فوقَ "رُبى السَّموات"..
          #ثمَّ تقبَّضَ طيناً،،، ودماءً،،، وأشلاء،، وغمَّضَ عينيه.. عابراً نحو وطنِهِ الأوَّل... بعد طولِ اشتياق..
          ***********************
          #حين يَتَوشَّح الصبَّاح "زفرة السَّماء" على "كَاظِمِِهَا"،،
          موصولاً بوجعِ الدَّهر على "أبِي عبدِ الله الحُسَين"،،
          فهذا يعني أنَّ "مطالعَ اللهِ" في هذه الأيّام دَرسٌ على وجوهٍ خضَّبتها العذابات الطَّويلات،،
          حتى أضحت آيةً للسَّخاء الذي قصَّتهُ الأرضُ على أحزان السَّموات.
          #صَبَاحَكُم حَزِين بِعزَابات زيْنَب عَلَى أخِيها الحُسَين#
          ***********************
          كان على جَمَلٍ مِن ليلٍ بعيد،
          دوَّاراً فوقَ مسارح الأفلاكِ المنظومة على أوَّلِ الوجود،
          والأممُ تنتظرهُ،
          لم يكن له وجهٌ أو رأس.!!
          لأنَّهُ فوقَ العَالَم،
          وأكبر مِن الطّين،
          وأعظم مِن الهامات الممزوجة بحسِّ الهَوَان،،
          فقط كان روحاً،،،،،،،،
          لأنَّهُ الحسين..

          تعليق


          • #15
            لا تأمنَنّ َبياضَ النَّهار،
            فإنَّ "الآمن" ربَّما بكى طيلة الليالي،
            ولا تخذلنَّ نفسكَ عن درعها،
            فإنَّ "مُقَاتِل الدَّهرِ" دونَ الدِّرعِ قَتِيل..!!
            وتفحَّص "أمرَك"، ببصيرةٍ، تتحزَّمُ "اليقين"،
            فإنَّ النَّاسَ على "غفلةٍ".. إلاَّ مَن تحرَّزَ "ألفَ مرَّة"،
            قبل أن يَطمَئِنَّ "هَوَاهُ" للآخرين..
            *******************
            #ليست زُليخا مَن ابتكرت عشقَ المطلقات، بل "العقيلةُ زينب"، لأنَّها حوَّلت مذبح أخيها الحسين محراباً للعاشقين.
            *******************
            مِمَّا‬ اختصَّ اللهُ بِهِ "العقيلةَ زينب"،
            أنَّ النَّبيَّ عن أمرِ اللهِ سَمَّاهَا "زينب"،
            وَقَبَّلَ كَفَّيْهَا، ومسحَ وجهَهَا،
            ثُمَّ غسلَ بدمعِهِ وجنتَيها

            وقال:
            تلك أوَّلُ فاطميَّة تُسبَى،
            وأوَّلُ وَجهٍ تَهتَزُّ له أركانُ السَّموات
            *******************
            #منذ ما يَزِيْد عن ألف سَنَة وقفت "العقيلةُ زَيْنَب"(ع) في قصر يزيد، ورأسُ أخيها الحُسَيْن على "رَأس القنَا"، فأرَّخت على "شَقِيِّ أُمَيَّة" أنَّ الوُجُودَ أكبر مِن سَيْف، وأنَّ النَّصرَ "كَلِمَة"، وأنَّ الخُلُودَ أن تربَحَ الله، وأنَّ التَّاريخ ما كان في سبيل المُطلقات. ولأنَّنا "آلُ محمَّد" فلن نُهْزَم، وسيحكِي التَّاريخ أنَّ دَمَ الحُسَيْن تحوَّلَ منبراً للسَّماء، وقُبَّةً لله، ومحراباً للأحرار، وكتاباً للأزليَّة، وعرشاً للحقيقة الأزليَّة، ومحجَّاً للسَّماء، ودليلاً على الطِّيْن الذي تحوَّلَ ترياقاً للرَّوح، ومحراباً مُتَفَرِّدَاً على العرش.. قالتها ومَضَت.. ومنذ ذلك اليوم تهدَّمت أركان يَزِيْد الأموي.. فيما قُبَّةُ الحُسَيْن تحوَّلت حاضرةً تفرَّد بها الله..
            #سلام الله عليك يا بنت امير المؤمنين#
            *******************#مع العقيلة زينب(ع) تحوَّلَ رَكبُ آل محمَّد(ع) صَوْتَاً فَوق الرِّمَاح، ولُغَةً أبعد مِن الموت، ومأذنةً تُعيد قراءة شهادة أنَّ محمَّداً رسول الله مِن "ثغر الحُسَيْن(ع)". لأنَّ "أمَّة محمَّد" تنكَّرت لله وأصرَّت على تَلقِيْن السَّمَاء "درسَ رِدَّة" عبر قَتْل أوليائِهِ الأطهار بشيئٍ مِن أحقادِ الجاهليَّة.
            *******************
            #الحُسَيْن(ع) مشروع نخوة وإباء وعفَّة قَلْب وطهارة عقل وضمير..
            الحُسَيْن "معارضة شَرِسَة" للبَاطِل بكلّ أصنافه:
            للسُّلطة الفاسدة،
            للولاءات العمياء،
            للشبعَانيين وراء المكاتب،
            للسُّلطات التي تشرب وجع ناسها،
            للأسواق الممسوكة بيد البرجوازيَّة،
            للإعلام المحتكَر مِن وُحُوش،
            للقامات السياسيَّة والإجتماعيَّة التي لا تشبع مِن سرقة أوطانِها..
            الحسين ضدّ الغباء الذي يلفُّ أكثر الأتباع، ضدّ السّكوت عن الباطِل،
            ضدّ الوثنيّة الجديدة،
            ضدّ الجنون الغريزي،
            ضدّ الفقير الذي يسكت على فقرِهِ والمظلوم الذي يلوذ بالخوف..
            الحسين مع الصَّوت الهادر،
            مع العقل والوعي والمواجهات العقليَّة والفكريَّة والنَّمطيَّات التي تُؤَكِّدُهَا،
            مع الإنسان كقيمة مركزيَّة للأرض ومنافعها..
            مع السياسات الحقوقيَّة التي تُؤكّد قداسة الإنسان،
            وليس مع السُّلطة بما هي سلطة، والقوَّة بما هي قوَّة، والسُّوق بما هي دهاليز..
            الحسين ضدّ الإنزواء، ضدّ السُّكوت عن الإقطَاعيَّات المختلفة،
            ضدّ الخصومات المشرذِمَة،
            ضدّ مجاميع الإرتزاق،
            ضدّ مزارع الولاءات،
            ضدّ الوَجَاهَات السياسيَّة والإجتماعيَّة التي تَدُوس على كاهل أتباعِها وأنين ناسها..
            الحُسَيْن مشروع وُجُود وعَقل يُريد للإنسان أن يُفَكِّر بأناهُ الوجوديَّة، بِعِلَّتِهِ الكونيَّة، بوَزنِهِ العقلي، بحقيقتِهِ المعنويَّة، بالسُّلطة التي تبني حاضنتَهُ الوجوديَّة، بالمشاريع التي تضمن قيمتَهٌ المعرفيَّة والإجتماعيَّة..
            الحُسَيْن وَرِيد حُرّ وقَلْب أَبِي بوجه الفَرَاعِنَة واللصوص والطُّغَاة في كلّ عصر ومكان..
            الحُسَيْن صوتُ الله الهَادِر بوجه الفَاسِدِيْن وإقطاعيي السُّلطة ونهَّابي المرافق والأسواق والمراكز والكرَاسِي والمشاريع الوهميَّة..
            الحُسَيْن مشروع عدل كوني وينبوع معنوي وميزان حقوقي لمقولة(ولقد كرَّمْنَا بني آدمَ))..
            #هذا هو الحسين.. لِمَن أراد الحُسَيْن عليه السَّلام..
            *******************
            #الحقّ "زينب عليها السَّلام"، لأنَّ رجال ذلك العالم تحوَّلوا "كلاب صَيْد" عند أعتاب أُميَّة، فيما زينب قالت للحسين: إمضِ حيثُ الله.. لنطوفَ معاً حيث الجُثَث والأشلاء.. علَّ الحقيقة تتعمّد يدَ الأبديَّة فتَحيَا مِن جديد.
            *******************
            #حين وَصَلَ الإمام زين العابدين(ع) للشَّام تحوَّلَ يزيد المنتَصِر إلى حاكمٍ مَهزُوم، بعدما قال: أيتها الخليقَةُ، أتدرون مَن نحن.؟! نحن بنا اللهُ بدأ، وبنا خَتَم، وبنا عمَّدَ اللهُ السَّمَوَات.. نحن آل محمَّد وذوو القُربَى وكَفَى بها دليلاً عند الله.
            *******************
            #كانت الرُّؤوس كأنَّها عناقيد الدَّم الأزلي.. وكلُّ ما في الطّف يحكي يوماً لم ترهُ الأرض مُذ مسحتها يدُ الله..
            كان الرَّجُل ينادي بنيه أنَّ كثيراً مِن الذَّهب مجموعٌ عند رأس الحسين.. إلاَّ أنَّ قلَّةً يتسابقون إليه.. لأنَّ شيئاً عند الرَّأس الذبيح تحوَّلَ طيفاً فوق أسوار الأزليَّة..
            كان النَّهَارُ ليلاً.. والوجود كُسُوفَاً.. والدُّموع تملأ أجران السَّماء.. والقتيلُ ما زالَ حَيَّاً.. رغم رأسِه المرفوع وجسدِهِ المُمَزَّق..
            كانت زينب تُنَادِيهِ بلسانٍ لم تُدركهُ أسماعُ الخليقة مِن قبل، فيردُّ عليها الحسين بشفاهٍ لم ترها الخليقةُ رغم صخيب الجواب..
            ولمَّا رفعته إلى الله تحرَّكت الأرض واضطربت السَّموات، فقالت: بصوتٍ علويّ شجاع: اللهمَّ هذا ذِبحُك الأكبر، وكبشُك العظيم، وقد عادَ إليك خضيباً، فاقبلهُ قتيلاً فوقَ سمواتِك، ثمَّ رفعت صوتَها تقول: اللهمَّ تقبَّل مِنَّا هذا القربان..
            ومنذ تلك اللحظة كتبَ اللهُ على الخليقة أن تلبسَ ثوبَ أحزانها، وأن تعيش عزاء الله الأكبر، وأن تَؤُوبَ إلى الشَّهادة، كتاباً أرَّخَهُ لِمَن يريد الخلود، وضَمَّ عليها صوت الأحرار ومهجة الأبرار، ليزرعوا الدَّمَ حيث الدَّمُ لله، ويخوضوا الحربَ حين تكونُ لله.. وتلك واعية الشَّام على أعتاب الحقيقة، حيث زينب ترفَعُ أكفَّ النَّصر، بفتيةٍ عاشوا الحسينَ مشروع قربان، فانتَصَرُوا.. ولم يزالوا يخوضون ملحمة العشق، دماً.. وجراحاً.. وانتصاراً.. وثبات.. وفيهم ألفُ ألفِ عَابس يلبسُ قلبَ بأسِهِ فوق الدِّرع ويقول: يا أيَّتها الخليقة، ها أنا ذا عابسٌ أفتَدِي.. إنَّ حُبَّ الحسين أجَنَّني..
            *******************
            #الحُسَيْن.. خيمةُ الله العُظمَى.. خيمة أزليَّة اختصَّها اللهُ بكرامةٍ تتمسَّحها أكنافُ السَّموات..
            *******************
            وتقفَّتْ البتولُ إبنتَهَا "زينب"،
            وما بينَ عينيها حكايةُ السَّماء،
            قالت: بُنَيَّة، أتحبِّينَ حسيناً.؟!
            قالت زينب: كلُّ روحي حسين.؟!
            فبكت البتولُ بحنينِ زفرتِها وأنَّة وجعَتِها،
            فرمقها الأميرُ بجفنٍ ملئُهُ الدُّموع الزَّافرات،
            وقال: بُنيَّة، يا وريثةَ السَّمَاء، لكِ يومٌ تنوءُ منه الجبال،
            حيث وجوهُ معسكرِ الله، تتأبَّطُ الرِّمال،
            على ثَرَىً إسمها "الطُّفوف"..
            ((السّلام على وديعة الله في الشّام))
            *******************
            #لأنَّهُ وَرِيثُ السَّمَاء وحُجَّةُ الرَّبّ الذي مَزَجَ اللهُ روحَ أبيهِ الحُسَيْن بِرُوحِه، ليكونَ لسانَ الأبديَّة النَّاطِق وعَيْنَ الأزليَّة النَّاظِر، فقد حملَ "دمَ الطَّفوف" ليكونَ منبرَهَا الأكبر وحُجَّتها الأوثق وعمادَها الذي تُؤوبُ إليهِ واعيةُ أهل الأرض والسَّماء.. كذا فَعَل يوم وَدَّعَ أباهُ الحُسَيْن قَتِيْلاً، ويومَ شَقَّ جموعَ أهل الكوفة بحجَّتِه، وكذا قَال يوم هزَّ منبر الشّامَ بخطبتِهِ الأشهر فَحَوَّلَ "يزيد بن معاوية" طريدَ الخَوف والقَلَق مِن دَمِ الحُسَيْن عليه السَّلام.

            ((عَظَّمَ اللهُ لكم الأجر، بيوم اللهِ المرقوم على ذِرَاع السَّموات: شهادةً للنُّور الممهُور على الإمام زين العابدين عليه السَّلام))..
            *******************
            #مع العقيلة زينب(ع) تحوَّلَ رَكبُ آل محمَّد(ع) صَوْتَاً فَوق الرِّمَاح، ولُغَةً أبعد مِن الموت، ومأذنةً تُعيد قراءة شهادة أنَّ محمَّداً رسول الله مِن "ثغر الحُسَيْن(ع)". لأنَّ "أمَّة محمَّد" تنكَّرت لله وأصرَّت على تَلقِيْن السَّمَاء "درسَ رِدَّة" عبر قَتْل أوليائِهِ الأطهار بشيئٍ مِن أحقادِ الجاهليَّة.
            *******************
            #رغم أسرهِ ظَلَّ عينَاً لله، ووجهاً للسَّماء، لذا حين رآهُ أهل الشَّام قالوا: مَن هذا.؟! وكأنَّ لله فيهِ وسماً عَرَّبهُ عن الخليقة.!!
            فقال قائلُهُم: هذا مِن بيتٍ نزل فيهِ القرآن، وهبطَهُ جبرائيل، وطهَّرهُ الرَّبُ الجليل.. هذا علي بن الحُسين، إمام التُّقى وزين العابدين..
            #فلمَّا صعد المنبر.. قال قَائلُ الشَّام(أللهُ أعلم حيث يجعل رسالَتَه)).
            #السَّلام على حامِل دمِ الحسين والقائِم بأثقال إمامته.
            *******************
            #حين وَصَلَ الإمام زين العابدين(ع) للشَّام تحوَّلَ يزيد المنتَصِر إلى حاكمٍ مَهزُوم، بعدما قال: أيتها الخليقَةُ، أتدرون مَن نحن.؟! نحن بنا اللهُ بدأ، وبنا خَتَم، وبنا عمَّدَ اللهُ السَّمَوَات.. نحن آل محمَّد وذوو القُربَى وكَفَى بها دليلاً عند الله.


            "منقول من مركز الدراسات والتوثيق لعلوم أهل البيت عليهم السلام"

            تعليق


            • #16
              #الحُسَيْن.. خيمةُ الله العُظمَى.. خيمة أزليَّة اختصَّها اللهُ بكرامةٍ تتمسَّحها أكنافُ السَّموات..

              ********************
              #كانت الرُّؤوس كأنَّها عناقيد الدَّم الأزلي.. وكلُّ ما في الطّف يحكي يوماً لم ترهُ الأرض مُذ مسحتها يدُ الله..
              كان الرَّجُل ينادي بنيه أنَّ كثيراً مِن الذَّهب مجموعٌ عند رأس الحسين.. إلاَّ أنَّ قلَّةً يتسابقون إليه.. لأنَّ شيئاً عند الرَّأس الذبيح تحوَّلَ طيفاً فوق أسوار الأزليَّة..
              كان النَّهَارُ ليلاً.. والوجود كُسُوفَاً.. والدُّموع تملأ أجران السَّماء.. والقتيلُ ما زالَ حَيَّاً.. رغم رأسِه المرفوع وجسدِهِ المُمَزَّق..
              كانت زينب تُنَادِيهِ بلسانٍ لم تُدركهُ أسماعُ الخليقة مِن قبل، فيردُّ عليها الحسين بشفاهٍ لم ترها الخليقةُ رغم صخيب الجواب..
              ولمَّا رفعته إلى الله تحرَّكت الأرض واضطربت السَّموات، فقالت: بصوتٍ علويّ شجاع: اللهمَّ هذا ذِبحُك الأكبر، وكبشُك العظيم، وقد عادَ إليك خضيباً، فاقبلهُ قتيلاً فوقَ سمواتِك، ثمَّ رفعت صوتَها تقول: اللهمَّ تقبَّل مِنَّا هذا القربان..
              ومنذ تلك اللحظة كتبَ اللهُ على الخليقة أن تلبسَ ثوبَ أحزانها، وأن تعيش عزاء الله الأكبر، وأن تَؤُوبَ إلى الشَّهادة، كتاباً أرَّخَهُ لِمَن يريد الخلود، وضَمَّ عليها صوت الأحرار ومهجة الأبرار، ليزرعوا الدَّمَ حيث الدَّمُ لله، ويخوضوا الحربَ حين تكونُ لله.. وتلك واعية الشَّام على أعتاب الحقيقة، حيث زينب ترفَعُ أكفَّ النَّصر، بفتيةٍ عاشوا الحسينَ مشروع قربان، فانتَصَرُوا.. ولم يزالوا يخوضون ملحمة العشق، دماً.. وجراحاً.. وانتصاراً.. وثبات.. وفيهم ألفُ ألفِ عَابس يلبسُ قلبَ بأسِهِ فوق الدِّرع ويقول: يا أيَّتها الخليقة، ها أنا ذا عابسٌ أفتَدِي.. إنَّ حُبَّ الحسين أجَنَّني..
              ********************
              وتقفَّتْ البتولُ إبنتَهَا "زينب"،
              وما بينَ عينيها حكايةُ السَّماء،
              قالت: بُنَيَّة، أتحبِّينَ حسيناً.؟!
              قالت زينب: كلُّ روحي حسين.؟!
              فبكت البتولُ بحنينِ زفرتِها وأنَّة وجعَتِها،
              فرمقها الأميرُ بجفنٍ ملئُهُ الدُّموع الزَّافرات،
              وقال: بُنيَّة، يا وريثةَ السَّمَاء، لكِ يومٌ تنوءُ منه الجبال،
              حيث وجوهُ معسكرِ الله، تتأبَّطُ الرِّمال،
              على ثَرَىً إسمها "الطُّفوف"..
              ((السّلام على وديعة الله في الشّام))
              ********************
              رغم الذَّبائح والوجع الذي ملأ السَّمَوَات، لم تترك السَّيدة زينب "صلاة الليل"، لأنَّ أخاها الحُسَيْن قتيلُ الصَّلاة، وإمامها، ومهر الحقيقة المطْلَقَة، ووصَلُ اللهِ الأكبر لِمَن أرَاد الصَّلاة.
              ********************
              #لأنَّهُ وَرِيثُ السَّمَاء وحُجَّةُ الرَّبّ الذي مَزَجَ اللهُ روحَ أبيهِ الحُسَيْن بِرُوحِه، ليكونَ لسانَ الأبديَّة النَّاطِق وعَيْنَ الأزليَّة النَّاظِر، فقد حملَ "دمَ الطَّفوف" ليكونَ منبرَهَا الأكبر وحُجَّتها الأوثق وعمادَها الذي تُؤوبُ إليهِ واعيةُ أهل الأرض والسَّماء.. كذا فَعَل يوم وَدَّعَ أباهُ الحُسَيْن قَتِيْلاً، ويومَ شَقَّ جموعَ أهل الكوفة بحجَّتِه، وكذا قَال يوم هزَّ منبر الشّامَ بخطبتِهِ الأشهر فَحَوَّلَ "يزيد بن معاوية" طريدَ الخَوف والقَلَق مِن دَمِ الحُسَيْن عليه السَّلام.

              ((عَظَّمَ اللهُ لكم الأجر، بيوم اللهِ المرقوم على ذِرَاع السَّموات: شهادةً للنُّور الممهُور على الإمام زين العابدين عليه السَّلام))..
              ********************
              #مع العقيلة زينب(ع) تحوَّلَ رَكبُ آل محمَّد(ع) صَوْتَاً فَوق الرِّمَاح، ولُغَةً أبعد مِن الموت، ومأذنةً تُعيد قراءة شهادة أنَّ محمَّداً رسول الله مِن "ثغر الحُسَيْن(ع)". لأنَّ "أمَّة محمَّد" تنكَّرت لله وأصرَّت على تَلقِيْن السَّمَاء "درسَ رِدَّة" عبر قَتْل أوليائِهِ الأطهار بشيئٍ مِن أحقادِ الجاهليَّة.
              ********************
              #رغم أسرهِ ظَلَّ عينَاً لله، ووجهاً للسَّماء، لذا حين رآهُ أهل الشَّام قالوا: مَن هذا.؟! وكأنَّ لله فيهِ وسماً عَرَّبهُ عن الخليقة.!!
              فقال قائلُهُم: هذا مِن بيتٍ نزل فيهِ القرآن، وهبطَهُ جبرائيل، وطهَّرهُ الرَّبُ الجليل.. هذا علي بن الحُسين، إمام التُّقى وزين العابدين..
              #فلمَّا صعد المنبر.. قال قَائلُ الشَّام(أللهُ أعلم حيث يجعل رسالَتَه)).
              #السَّلام على حامِل دمِ الحسين والقائِم بأثقال إمامته.
              ********************
              #مع العقيلة زينب(ع) تحوَّلَ رَكبُ آل محمَّد(ع) صَوْتَاً فَوق الرِّمَاح، ولُغَةً أبعد مِن الموت، ومأذنةً تُعيد قراءة شهادة أنَّ محمَّداً رسول الله مِن "ثغر الحُسَيْن(ع)". لأنَّ "أمَّة محمَّد" تنكَّرت لله وأصرَّت على تَلقِيْن السَّمَاء "درسَ رِدَّة" عبر قَتْل أوليائِهِ الأطهار بشيئٍ مِن أحقادِ الجاهليَّة.
              ********************
              #لأنَّ الحُسَيْن شهيد الصَّلاة وقربان صوت الله الأكبر، فقد كبَّرَ علي ابن الحسين وصلَّى، وما بينَ عينِهِ رأسُ أبيهِ الحُسَيْن فوق الرُّمح..
              فلمَّا أتمَّ صلاتَهُ قال: أي رَبّ، هذا وديعتُك العظمى، وحُجَّتُك الأوفى، صَلَّى فِيْك وإليك، ليلْقَاك وما بين شفتيه آخرُ صلاةٍ خَضَّبها بنحرِهِ، ليعلو ذكرُك، وتعود الصَّلاة طوافاً عليك..
              ********************
              #كان "طُمُوح أُميَّة" أن تَرفَعَ "رأسَ النَّبيِّ برأس الحُسين"، وأنْ تُحَوِّل المُلْك أمويَّاً يعيشُ عداءَ المحمديَّة، ووثنيَّاً ضدَّاً للسَّماء، فإذا برأسِ الحُسَيْن يَهدِمُ على أُميَّة كلَّ طموحِها، ويُحيلُ "النَّصر الأمويَّ" إلى "كسرٍ ثَقِيْل".
              *عَظَمَة: "لا تَمحُو ذكرَنَا".
              ********************
              #بوداع الإمام الحسين لإبنه الإمام السَّجَاد أرَّخ عليهِ وصيَّة السَّمَاء وودائعها، وأعلنهُ وريث الدَّم الذي منعته السَّماء كلَّ الخليقة إلاَّ مَن كان إماماً منصوباً مِن قِبَل الله.
              ********************
              #قَضَى اللهُ بالكعبة أنَّها مطافُ مَن يأتيهِ بالجسد.
              وقضى بـ"كربلاء" أنَّهَا حَجُّ القلب والرُّوح، والشَّرط الأبرز لِمَن يطوف كعبةَ الله.
              #لاحظ قوله تعالى(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)). قال(إليْهِم))، وليس "إليه"(أي البيت)، لأنَّ "مودَّة آل محمَّد" شرطٌ على البيت وبابٌ عليه، تماماً بحدِّ قولِهِ تعالى(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)).
              ********************
              أيُّ قلبٍ لا تهزُّهُ غربةُ زينب،
              وأيُّ روحٍ، لا تتلهّفُ العذابَا،
              أم أيٌُّ فؤادٍ لا يَتَذَوَّقُ الأسى،
              وأسى الوجودِ تحوَّلَ مصاباً،
              ********************
              #رغم الجموع أصرَّ الحسين على مفخرة الذّكر مِن ليل الجمعة، مشيراً للسَّمَاء، تالياً أمرَ ليلِها، مُعَانِقَاً الصَّلاة على جَدِّهِ النَّبي وآله، لأنَّها بستان الأزليَّة الموعود، وقربان الشَّرف لسائر الليالي والأيَّام.
              #اللهمَّ صلِّ على محمَّد وآل محمَّد وعجِّل فرجهم.

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X