اتصلت الأم بابنها لتطمئنّ عليه كعادتها: ماذا طبخت لك زوجتك؟ وكيف قضيت يومك؟ ومتى عدت من العمل؟ وماذا قالت لك عن أخيك؟
وماذا عن الموضوع الفلاني؟ وماذا...إلخ، انزعجت الزوجة من تصرفات الأم، وعدّت ذلك تدخلاً في حياتها، فشكت ذلك إلى أمها،
فما كان من الأم إلّا أن نصحتها قائلة: اعلمي يا بنيتي أن الأم لا تستطيع فراق أولادها بهذه السهولة، وعليكِ أن لا تنزعجي من تدخلها،
فهي لا تعدّ نفسها أنها تتدخل، بل تتوقع أنّ من صميم واجباتها أن تطمئن على ابنها، وربما كانت منزعجة من إصرارك على العيش معه
في بيت مستقل، وأنت يا ابنتي لا تحاولي فصله نهائيا عنها؛ لأنها أم ويتقطّع قلبها لأجل ابنها الذي تعوّدت أن تراه دوماً أمامها ليلَ نهارَ،
وفجأة استقل عنها وصار بعيداً عن عينيها، فلا تلوميها، وأوصيك أن تعامليها كما تعامليني، فهي كأمك وأكرمي زوجك بمحبتها، فذلك أسعد لقلبه
ولقلبها، وعليك بالصبر على أيّ شيء تفعله لكثرة حرصها على ولدها، وتدريجياً سوف تجدك حريصة على زوجك، وحينئذ ستعرف أنّ ابنها في
أيد أمينة، فيرتاح بالها وتتعود على الوضع الجديد.
تعليق