وَجَّهَتْ بالاعتبَارِ وذَكّرَتْ ,تأكيداً , المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا في النجفِ الأشرفِ , اليَومَ , الجُمْعَةَ
, الواحدِ والعشرين , مِنْ رجبِ الحَرامِ ,1437 هجري ,
الموافقِ , ل , التاسعِ والعشرين , مِنْ , نيسان ,2016م .
وعلى لسانِ وكيلها الشرعي , السيّد أحمد الصافي , , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ.
المُتَصَدِّينَ والحُكّامَ المَعنيّينَ في العراقِ بنَصٍّ مُهمٍّ مِنْ عهدِ أميرِ المُؤمنينِ الإمامِ عليّ بن أبي طالب – عليه السلام – لِمالكِ الأشتَر
لَمّا ولاّه مِصْرَاً .
(وليس يَبقَى منْ أمورِ الولاةِ إلاّ ذِكرَهم ، وليسوا يُذكَرَونَ إلاّ بسيَرَتهم وآثارهم ، حَسَنةً كانتْ أو قَبيحَةً ، فأمّا الأموالُ فلابُدّ أنْ يُؤتى عليها فيكون نفعها لغيره ، لنائبةٍ مِنْ نوائبَ الدهرِ تَأتي عليها ، فتكون حَسرةً على أهلها .
وإنْ أحبَبَتَ أنْ تَعرفَ عواقبَ الإحسانِ والإساءةِ ، وضياعَ العقولِ بين ذلك ، فانظرْ في أمورِ مَنْ مَضى مِنْ صالحي الولاةِ وشرارهم ، فَهَل تَجِدَ منهم أحداً, مِمَنْ حَسُنَتْ في الناسِ سيرته ، وخَفَتْ عليهم مؤنته وسَخَتْ بإعطاءِ حَقٍّ نفسه
, أضَرّ به ذلك في شدةِ مُلكه ، أو في لذّاتِ بدنه ، أو في حُسنِ ذكره في الناسِ ، أو هل تَجِدَ أحداً مِمَنْ سَاءتْ في الناسِ سيرته ، واشتَدّتْ عليهم مؤنته ,كانْ له بذلك مِنْ العِزِّ في مُلكهِ مِثْلَ ما دَخَلَ عليه مِنْ الَنَقصِ به في دنياه وآخرته ،
فلا تَنظرْ إلى مَا تَجمَعُ مِنْ الأموالِ ، ولكن انظرْ إلى مَا تَجمَعُ مِنْ الخيراتِ ،وتَعملُ مِنْ الحسناتِ ، فإنَّ المُحسَنَ مُعانٌ ،واللهُ وليُّ التوفيقِ والهاديُ إلى الصوابِ) :نَهجُ البَلاَغَةِ :
إنَّ هذا الكلامَ هو عَامٌّ ويَشْملُ كُلَّ مَنْ تصدّى لمسؤوليّةٍ مُعيّنةٍ سياسيّةٍ أو غير ذلك .
وهذه التوجيهاتُ مِنْ الإمام عليّ – عليه السلام – لِمالكٍ إنّما وَجّهَهُ بها حينما وَلاّه مِصرَاً , ولم يُوجّهه بها حينما كان معه في الكوفة .
بمعنى أنّ الإمامَ عَليّاً – عليه السلام – يَعني مَا يَعني مِنْ أهميّةِ الأمرِ وخطورته بالنسبةِ للمُتصدي لشؤونِ الرعيّةِ والنَاسِ مِنْ مَوقعِ الحُكمِ والإدارةِ والمَسؤوليةِ .
فالإمامُ - عليه السلام – أرادَ أنْ يُنبّه مَالكَ ومَنْ يَبلغَهُ كلامه مِمَنْ يَعنيهم الكلامُ واقعاً , إلى أنّ ثمةَ أشياءٍ مُهمةٍ جدا
قد تَضرُّ بولاية المُتصدي والحُاكمِ في حَالِ لو لم ينتبه لها أو قد تنفعه في حَالِ انتبه لها .
ومنها مَحلّ التوجيهِ والاعتبارِ بالنصِ المَذكورِ .
وأميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – هو ممَنْ أجمَعَ المسلمون كافةً على كونه إمّا إمامَاً مَعصومَاً أو خَليفةً رابعاً بحسبِ زعمِ عامةِ المُسلمين.
وبناءً على ذلك يكونُ كلامه دقيقاً وقاصِداً مِمنْ يتصدى للحُكمِ بأنْ يَفهمَ هذا الكلامَ .
والناسُ لم تتذكر مِنْ ولاتها وحُكّامها إلاّ سيرهم , وسيذكرون الحَسِنَ من والسَيء من فِعَالِهم على كُلّ حَالٍ.
وأما الأموالُ , فالإمامُ – عليه السلام – يُبيّنُ على أنّها مِنْ وسائلِ الإغراءِ
ويجبُ الحَذرُ منها , فلا تَقَعُ أيّها الحُاكمُ أنتَ فيها
... أموالٌ وثرواتٌ وجيوشٌ ... كلُّ ذلك ممكنُ أن يكتنزه الحاكمُ دون رقيبٍ وحَسيبٍ .
وهذه الأموالُ المُغريةُ هي غير باقيةٍ ولا بُدّ مِنْ أنْ تَزوَلَ بنائبةٍ مِنْ نوائبِ الدهرِ, كما يَحصلُ اليوم مِنْ أزماتْ اقتصاديةْ خانقةٍ, يَمرّ بها العراقُ .
وليستْ هي القيمة الأسمى وإنما قيمةُ الإنسانِ بما يحسنه من السيرة الحَسَنة .
ثمّ يَنصِبَ الإمامُ عليٌّ – عليه السلام- ميزاناً قيّماً لمالكٍ ومَنْ يعنيه الأمرُ .
(وإنْ أحبَبَتَ أنْ تَعرفَ عواقبَ الإحسانِ والإساءةِ ، وضياعَ العقولِ
بين ذلك)
الإحسانُ له عاقبةٌ والإساءةٌ لها عاقبةٌ وضياعُ العقولِ له عاقبةٌ أيضاً .
وعلى الإنسانِ أنْ يعتبرَ بذلك؟
والدنيا دولٌ تتغير بأهلها من حَالٍ إلى حَالٍ وبصروفٍ مُفاجئةٍ , فلا تظلمُ أيها الحَاكمُ ولا تنتقمُ مِنْ هذا أو ذاك .
انظرْ إلى نفسِكَ فتنزّه , ... المَالُ يَذهبُ بنائبةٍ مِنْ نوائبِ الدهرِ .
وختاماً هذا هو المِنهَاجُ الذي رَسَمَه أميرُ المؤمنين لمالكٍ وغيره ممن يعنيهم الأمرُ .
______________________________________________
تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ .
____________________________________________
عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهدي في العالمين مِنْ قَريبٍ
وجَعلنا مِنْ أنصاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .
وحَفَظَ ونَصَرَ حَشْدَنَا المُقَاوِمَ يا اللهُ .
____________________________________________
الجُمعةُ - الواحدُ والعشرون مِنْ رَجَبٍ الحَرَامِ ,- 1437 هجري .
التاسعُ والعشرون مِنْ نيسان -2016م .
___________________________________________
, الواحدِ والعشرين , مِنْ رجبِ الحَرامِ ,1437 هجري ,
الموافقِ , ل , التاسعِ والعشرين , مِنْ , نيسان ,2016م .
وعلى لسانِ وكيلها الشرعي , السيّد أحمد الصافي , , خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ.
المُتَصَدِّينَ والحُكّامَ المَعنيّينَ في العراقِ بنَصٍّ مُهمٍّ مِنْ عهدِ أميرِ المُؤمنينِ الإمامِ عليّ بن أبي طالب – عليه السلام – لِمالكِ الأشتَر
لَمّا ولاّه مِصْرَاً .
(وليس يَبقَى منْ أمورِ الولاةِ إلاّ ذِكرَهم ، وليسوا يُذكَرَونَ إلاّ بسيَرَتهم وآثارهم ، حَسَنةً كانتْ أو قَبيحَةً ، فأمّا الأموالُ فلابُدّ أنْ يُؤتى عليها فيكون نفعها لغيره ، لنائبةٍ مِنْ نوائبَ الدهرِ تَأتي عليها ، فتكون حَسرةً على أهلها .
وإنْ أحبَبَتَ أنْ تَعرفَ عواقبَ الإحسانِ والإساءةِ ، وضياعَ العقولِ بين ذلك ، فانظرْ في أمورِ مَنْ مَضى مِنْ صالحي الولاةِ وشرارهم ، فَهَل تَجِدَ منهم أحداً, مِمَنْ حَسُنَتْ في الناسِ سيرته ، وخَفَتْ عليهم مؤنته وسَخَتْ بإعطاءِ حَقٍّ نفسه
, أضَرّ به ذلك في شدةِ مُلكه ، أو في لذّاتِ بدنه ، أو في حُسنِ ذكره في الناسِ ، أو هل تَجِدَ أحداً مِمَنْ سَاءتْ في الناسِ سيرته ، واشتَدّتْ عليهم مؤنته ,كانْ له بذلك مِنْ العِزِّ في مُلكهِ مِثْلَ ما دَخَلَ عليه مِنْ الَنَقصِ به في دنياه وآخرته ،
فلا تَنظرْ إلى مَا تَجمَعُ مِنْ الأموالِ ، ولكن انظرْ إلى مَا تَجمَعُ مِنْ الخيراتِ ،وتَعملُ مِنْ الحسناتِ ، فإنَّ المُحسَنَ مُعانٌ ،واللهُ وليُّ التوفيقِ والهاديُ إلى الصوابِ) :نَهجُ البَلاَغَةِ :
إنَّ هذا الكلامَ هو عَامٌّ ويَشْملُ كُلَّ مَنْ تصدّى لمسؤوليّةٍ مُعيّنةٍ سياسيّةٍ أو غير ذلك .
وهذه التوجيهاتُ مِنْ الإمام عليّ – عليه السلام – لِمالكٍ إنّما وَجّهَهُ بها حينما وَلاّه مِصرَاً , ولم يُوجّهه بها حينما كان معه في الكوفة .
بمعنى أنّ الإمامَ عَليّاً – عليه السلام – يَعني مَا يَعني مِنْ أهميّةِ الأمرِ وخطورته بالنسبةِ للمُتصدي لشؤونِ الرعيّةِ والنَاسِ مِنْ مَوقعِ الحُكمِ والإدارةِ والمَسؤوليةِ .
فالإمامُ - عليه السلام – أرادَ أنْ يُنبّه مَالكَ ومَنْ يَبلغَهُ كلامه مِمَنْ يَعنيهم الكلامُ واقعاً , إلى أنّ ثمةَ أشياءٍ مُهمةٍ جدا
قد تَضرُّ بولاية المُتصدي والحُاكمِ في حَالِ لو لم ينتبه لها أو قد تنفعه في حَالِ انتبه لها .
ومنها مَحلّ التوجيهِ والاعتبارِ بالنصِ المَذكورِ .
وأميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – هو ممَنْ أجمَعَ المسلمون كافةً على كونه إمّا إمامَاً مَعصومَاً أو خَليفةً رابعاً بحسبِ زعمِ عامةِ المُسلمين.
وبناءً على ذلك يكونُ كلامه دقيقاً وقاصِداً مِمنْ يتصدى للحُكمِ بأنْ يَفهمَ هذا الكلامَ .
والناسُ لم تتذكر مِنْ ولاتها وحُكّامها إلاّ سيرهم , وسيذكرون الحَسِنَ من والسَيء من فِعَالِهم على كُلّ حَالٍ.
وأما الأموالُ , فالإمامُ – عليه السلام – يُبيّنُ على أنّها مِنْ وسائلِ الإغراءِ
ويجبُ الحَذرُ منها , فلا تَقَعُ أيّها الحُاكمُ أنتَ فيها
... أموالٌ وثرواتٌ وجيوشٌ ... كلُّ ذلك ممكنُ أن يكتنزه الحاكمُ دون رقيبٍ وحَسيبٍ .
وهذه الأموالُ المُغريةُ هي غير باقيةٍ ولا بُدّ مِنْ أنْ تَزوَلَ بنائبةٍ مِنْ نوائبِ الدهرِ, كما يَحصلُ اليوم مِنْ أزماتْ اقتصاديةْ خانقةٍ, يَمرّ بها العراقُ .
وليستْ هي القيمة الأسمى وإنما قيمةُ الإنسانِ بما يحسنه من السيرة الحَسَنة .
ثمّ يَنصِبَ الإمامُ عليٌّ – عليه السلام- ميزاناً قيّماً لمالكٍ ومَنْ يعنيه الأمرُ .
(وإنْ أحبَبَتَ أنْ تَعرفَ عواقبَ الإحسانِ والإساءةِ ، وضياعَ العقولِ
بين ذلك)
الإحسانُ له عاقبةٌ والإساءةٌ لها عاقبةٌ وضياعُ العقولِ له عاقبةٌ أيضاً .
وعلى الإنسانِ أنْ يعتبرَ بذلك؟
والدنيا دولٌ تتغير بأهلها من حَالٍ إلى حَالٍ وبصروفٍ مُفاجئةٍ , فلا تظلمُ أيها الحَاكمُ ولا تنتقمُ مِنْ هذا أو ذاك .
انظرْ إلى نفسِكَ فتنزّه , ... المَالُ يَذهبُ بنائبةٍ مِنْ نوائبِ الدهرِ .
وختاماً هذا هو المِنهَاجُ الذي رَسَمَه أميرُ المؤمنين لمالكٍ وغيره ممن يعنيهم الأمرُ .
______________________________________________
تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النجفُ الأشرفُ .
____________________________________________
عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهدي في العالمين مِنْ قَريبٍ
وجَعلنا مِنْ أنصاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .
وحَفَظَ ونَصَرَ حَشْدَنَا المُقَاوِمَ يا اللهُ .
____________________________________________
الجُمعةُ - الواحدُ والعشرون مِنْ رَجَبٍ الحَرَامِ ,- 1437 هجري .
التاسعُ والعشرون مِنْ نيسان -2016م .
___________________________________________
تعليق