قرأتُ أبجديةَ حروفِكَ سَيّدي..
فوجدتُك أولَ حرفٍ يسطرُهُ بَياني..
وقرأتُك مجدَ حضارةٍ عظيمةٍ..
أقرّ بِها ولها القَاصي والدَّاني..
أَنا مُذْ عرفتُك عرفتُ الهَوَى..
يا أيّها المَخبوءُ بينَ أحداقِ رُوحي ووجدَانِي..
أنا مُذْ نعومةِ أَظفارِي أشدُو باسمِكَ..
وقَد أُرضِعتُ لِبانَ عشقِكَ وحبُّكَ غَذَّاني..
أَنا منكَ وبكَ وإليكَ انتَمِي..
ولولاكَ لَمَا أُشُيرُ إليَّ بالبَنانِ..
أنا الرَّافضِيّ الشِّيعيّ علويّ الهَوىَ..
وقَد وجدتُ فيكَ كرامَتِي وإنسانِي..
عينٌ تَلظَّى بِها خافِقِي، ولامٌ ازدانَ بِها..
كَلِمي وياءٌ توشَّحَ بِها إيمانِي..
فأَنا العاشقُ المتيَّمُ الوَلِه..
وأنتَ يا شمسِي علّةُ الأكوانِ..
قَد قالَها أحمدُ فِي غديرِ خمٍّ..
مَن وَالاكَ يا عليُّ فقَد وَالانِي..
فأنتَ الأولُ وأنتَ الآخرُ..
ومَن أنكرَ حقَّكَ فقَد عَادانِي..
فليمُتْ مُناوئوكَ بغيظِهِم..
عليّ.. عليّ.. عليّ.. حروفٌ ثلاثة..
شُلَّ عن وصفِها كَلمِي ولسانِي..
على بابِ حبِّكَ أجدِّدُ بيعتِي يا كَهفيَ الحَصِين..
يا موئِلي يا أميرَ الإنسِ والجانِ..
وطرقتُ أبوابَ الرجاءِ كلَّها..
ووجدتُ عند بابِكَ بَرأ أتراحِي وأَحزانِي..
خُذني إليكَ يا صنوَ محمَّدٍصلى الله عليه واله..
فقَد تشظّتْ رُوحي وَلهاً..
لرحابِ قدسِكَ يا سُلطانَ الزَّمانِ..
هناء الكناني
تم نشره في رياض الزهراء العدد96