في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (73)
قال تعالى (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة الاية 142الى 143.
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : اهمية القرارات المصيرية في النجاح
القرارات الصعبة والمصيرية مهمة في عملية النجاح ولكن بشرط ان تكون هذه القرارات مدروسة بشكل صحيح من اصحاب الوعي والفكر حتى لا تجر الندم .فكيف اذا كانت هذه القرارات من الله تعالى وهو العالم بالمصالح والمفاسد وهو الحكيم الذي يضع كل شيء في مكانه المناسب له ،ومن هنا جاءت المصلحة والقرار الالهي الحكيم في تغيير القبلة من بيت المقدس الى بيت الله الحرام حتى لا تبقى اي تبعية للمسلمين قد يظنها اليهود السفهاء والحمقى في ان المسلمين يتبعون جهتهم وقبلتهم .
ثانيا : القبلة موضوع اعتباري
القبلة التي يتوجه اليها المسلمون في صلاتهم وهي بيت الله الحرام موضوع اعتباري وكما قال الفقهاء القبلة شرط امكاني في الصلاة، فالله تعالى له المشرق والمغرب وكل الجهات له وله ما السموات والارض وليس هناك جهة تحويه دون جهة ولكن الحكمة الالهية هي التي حددت القبلة للمسلمين حتى يعيش المؤمنون في حياتهم النظام والقانون ويتوجهون الى قبلة واحدة افضل مما يتوجه كل واحد فيهم إلى جهة تعجبه لو ترك الامر اليهم في ذلك .
ثالثا : الهداية الى الصراط سعي العبد وتوفيق الله
عندما يتحقق الله تعالى من نية العبد وانه يسعى الى ارادة الهداية بحسب واقعه وان هذا العبد من اجل الهداية ورضا الله تعالى يقدم ويضحي بكل شيء في سبيله فان الله تعالى لا يبخل على العبد في تسهيل سبل الوصول الى الهداية بل سوف ياخذ بيده اليه تعالى للوصول الى كمال الغاية والهداية كما قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).؟ وهذا معنى يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وليس يعني ان الله يجبر العبد على الهداية او ان الله تعالى يجامل هذا على حساب ذاك .؟
رابعا : معنى الامة الوسط
لا يمكن القول ان الامة كلها هي الامة الوسط والشهداء والامة الخيرة التي قال الله عنها( كنتم خير امة ) ونحن نرى ومنذ رحيل النبي الاكرم صلى الله عليه واله الاختلاف والقتال والفتنة والتفرقة وكل فرقة تدعي هي التي تمثل الاسلام ومنهج النبي صلى الله عليه واله ،بل علينا ان نبحث ونفتش عن مفهوم وحقيقة ومعنى الوسطية ثم هذا المفهوم وهو الوسطية اي مصداق ينطبق عليه في الامة الاسلامية ،ولذلك لو فتشنا في جميع رجالات الاسلام والدين والعلماءبعد النبي لا نجد الا اهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القران والذين خلفهم رسول الله بعده يمثلون التيار الوسط في الامة بحيث لو ترك الامر اليهم بعد وفاة النبي لما انحرف المجتمع الاسلامي ذات اليمين وذات الشمال وكما نشاهد اليوم ؟ ويمكن اثبات ذلك بما روى الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال ـ في بيان الأمة الوسط ـ : (نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ ونَحْنُ شُهَدَاءُ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ...) .
عن مناقب ابن شهرآشوب : أبو حمزة عن الباقر عليه السلام : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) قال : نحن هم ....................؟
خامسا : تغيير القبلة امتحان للمجتمع الاسلامي
الانسان المؤمن يجب عليه ان يعلم ان هذه الحياة فتنة وامتحان وابتلاء وقد يتعرض الانسان الى للامتحان في اي وقت وزمان والله هو الذي يحدد نوعية الامتحان وزمانه ومكانه ،ولا شك بان الامتحان الالهي الغاية منه اظهار ملكات الانسان سواء الخيرة او الفاسدة ،والتسليم او العصيان....؟ ومن الامتحانات الالهية للمسلمين في بداية حركة النبي في المدينة تغيير القبلة فكان تغيير القبلة امتحانا من الله تعالى للمسلمين حتى يظهر ملكات المؤمنين في طاعتهم الى الله تعالى وتسليمهم له حتى يمكن اكمال المسيرة الايمانية والحركة الصحيحة في حياة المجتمع الإسلامي .؟
قال تعالى (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة الاية 142الى 143.
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : اهمية القرارات المصيرية في النجاح
القرارات الصعبة والمصيرية مهمة في عملية النجاح ولكن بشرط ان تكون هذه القرارات مدروسة بشكل صحيح من اصحاب الوعي والفكر حتى لا تجر الندم .فكيف اذا كانت هذه القرارات من الله تعالى وهو العالم بالمصالح والمفاسد وهو الحكيم الذي يضع كل شيء في مكانه المناسب له ،ومن هنا جاءت المصلحة والقرار الالهي الحكيم في تغيير القبلة من بيت المقدس الى بيت الله الحرام حتى لا تبقى اي تبعية للمسلمين قد يظنها اليهود السفهاء والحمقى في ان المسلمين يتبعون جهتهم وقبلتهم .
ثانيا : القبلة موضوع اعتباري
القبلة التي يتوجه اليها المسلمون في صلاتهم وهي بيت الله الحرام موضوع اعتباري وكما قال الفقهاء القبلة شرط امكاني في الصلاة، فالله تعالى له المشرق والمغرب وكل الجهات له وله ما السموات والارض وليس هناك جهة تحويه دون جهة ولكن الحكمة الالهية هي التي حددت القبلة للمسلمين حتى يعيش المؤمنون في حياتهم النظام والقانون ويتوجهون الى قبلة واحدة افضل مما يتوجه كل واحد فيهم إلى جهة تعجبه لو ترك الامر اليهم في ذلك .
ثالثا : الهداية الى الصراط سعي العبد وتوفيق الله
عندما يتحقق الله تعالى من نية العبد وانه يسعى الى ارادة الهداية بحسب واقعه وان هذا العبد من اجل الهداية ورضا الله تعالى يقدم ويضحي بكل شيء في سبيله فان الله تعالى لا يبخل على العبد في تسهيل سبل الوصول الى الهداية بل سوف ياخذ بيده اليه تعالى للوصول الى كمال الغاية والهداية كما قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).؟ وهذا معنى يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وليس يعني ان الله يجبر العبد على الهداية او ان الله تعالى يجامل هذا على حساب ذاك .؟
رابعا : معنى الامة الوسط
لا يمكن القول ان الامة كلها هي الامة الوسط والشهداء والامة الخيرة التي قال الله عنها( كنتم خير امة ) ونحن نرى ومنذ رحيل النبي الاكرم صلى الله عليه واله الاختلاف والقتال والفتنة والتفرقة وكل فرقة تدعي هي التي تمثل الاسلام ومنهج النبي صلى الله عليه واله ،بل علينا ان نبحث ونفتش عن مفهوم وحقيقة ومعنى الوسطية ثم هذا المفهوم وهو الوسطية اي مصداق ينطبق عليه في الامة الاسلامية ،ولذلك لو فتشنا في جميع رجالات الاسلام والدين والعلماءبعد النبي لا نجد الا اهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القران والذين خلفهم رسول الله بعده يمثلون التيار الوسط في الامة بحيث لو ترك الامر اليهم بعد وفاة النبي لما انحرف المجتمع الاسلامي ذات اليمين وذات الشمال وكما نشاهد اليوم ؟ ويمكن اثبات ذلك بما روى الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال ـ في بيان الأمة الوسط ـ : (نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ ونَحْنُ شُهَدَاءُ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ...) .
عن مناقب ابن شهرآشوب : أبو حمزة عن الباقر عليه السلام : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) قال : نحن هم ....................؟
خامسا : تغيير القبلة امتحان للمجتمع الاسلامي
الانسان المؤمن يجب عليه ان يعلم ان هذه الحياة فتنة وامتحان وابتلاء وقد يتعرض الانسان الى للامتحان في اي وقت وزمان والله هو الذي يحدد نوعية الامتحان وزمانه ومكانه ،ولا شك بان الامتحان الالهي الغاية منه اظهار ملكات الانسان سواء الخيرة او الفاسدة ،والتسليم او العصيان....؟ ومن الامتحانات الالهية للمسلمين في بداية حركة النبي في المدينة تغيير القبلة فكان تغيير القبلة امتحانا من الله تعالى للمسلمين حتى يظهر ملكات المؤمنين في طاعتهم الى الله تعالى وتسليمهم له حتى يمكن اكمال المسيرة الايمانية والحركة الصحيحة في حياة المجتمع الإسلامي .؟