السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
لكي يعيش الانسان أصالته في زمنٍ غابت فيه المبادئ و القيم الإسلاميّة المحمّديّة الأصيلة نحن بحاجة لإستحضار نموذج من نماذج الشّخصيّات الّتي عرفت الإسلام الأصيل، ومعنى الدّين الحنيف العميق لنقتدي بها، ونعكس تربيتها وأخلاقها على بيوتنا .
أم البنين صرح التّضحية والولاء
لم يأتِ القرآن الكريم، ولا الأحاديث والرّوايات النّبويّة على ذكر شخصيّات نسائيّة كثيرة بخلاف الإشارة إلى عدد كبير من الرّجال، سواء من الأنبياء أم الأولياء الصّالحين؛ في ما خصّ النّساء ذكر لنا القرآن الكريم السّيّدة مريم العذراء عليها السّلام وأخلاقها الرّفيعة؛ وخصّها بسورة مريم، ونقلت لنا الأحاديث والرّوايات كمال مولاتنا الصّديقة الكبرى السّيّدة فاطمة الزّهراء وعصمتها؛ وفضائل مولاتنا أم البنين حتّى أنّها إشتهرت بأنّها باب الحوائج، وأنّها لا تردّ ملهوفًا؛ وهذا ليس بالأمر الغريب على من تحدّرت من عائلة كريمة عُرفت بحسن التّربية و الولاء لأهل البيت عليهم السّلام؛ فأهلُها من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين بالشّجاعة والفروسيّة؛ وقال السّيد الأمين في الأعيان: أم البنين من بيت عريق في العروبة والشجاعة(1)؛ وتأدّبت بآداب العرب على يد أمّها السّيّدة ثمامة، وعلّمتها ما ينبغي أن تتعلّمه من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزّوجيّة، وغير ذلك مّما تحتاجه في حياتها العامّة. وقد قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
الأمّ مـــــدرســـــة إذا أعـــــــددتــــهـــا أعــــــددت شـــــعباً طيـب الأعراق
كانت السيّدة مخلصةً في ولائها لأهل بيت النّبوّة عليهم السّلام؛ وعارفةً بحقّهم ومنزلتهم ومقامهم عند الله؛ كيف لا تكون كذلك وقد عايشت أمير المؤمنين عليه السّلام؟ ونهلت من علمه وأخلاقه ودينه؟ وربّت أولادها على التّضحية والوفاء؟
وقال فيها السّيد القرم: "كانت أُمّ البنين من النّساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت (عليهم السلام)، مخلصة في ولائهم، ممحّضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تزورها أيام العيد(2).
__________________________________________________ ________
1- جواد شبر، ادب الطف او شـعراء الحسيـن ( عليه السلام ) من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر، الجزء الأول، مؤسـسة التـاريخ، بيروت ـ لبنان، ص: 73.
2- عبد الرزّاق الموسوي المُقرّم، العبّاس (عليه السلام)، تحقيق: الشيخ محمّد الحسّون، مكتبة الروضة العبّاسيّة، ص: 125.
رعايتها لأيتام السّيّدة الزّهراء عليها السّلام
رعت أمّ البنين أولاد السيّدة فاطمة عليها السّلام بما فاق رعايتها لأبنائها؛ آثرتهم على أولادها، وذلك لأسباب جمّة يأتي في مقدّمتها ما حملته في عقلها وقلبها من عقيدة الولاء النّقيّة لنبيّ الأمّة وأهل بيته الأطهار؛ وثانيًا لإدراكها لعظم الدّور التّربويّ الرّعائيّ الملقى على كاهلها مذ إرتبطت بخط الولاية والإمامة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام؛ لذا بذلت أقصى من طاقتها لتعويض سبطي الرّحمة وسيدي شباب أهل الجّنة الحسن والحسين والحوراء زينب عليهم السّلام غياب أمّهم الزّهراء البتول عليها السّلام الّتي إستشهدت في عمر الزّهور.
وإذا أردنا تناول هذا الجّانب بحسب الشّائع في مجتمعاتنا اليوم لقلنا: لم يعرف التّاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السّيّدة الزّكيّة؛ لكنّ هذا أيضًا لا ينطبق على خُلُق أمّ البنين وسلوكيّاتها؛ فقد كانت ترى ذلك واجبًا دينيًّا، لأنّ الله عزّ وجلّ أمر بمودّتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانتاه. وقد وفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام، فكانت تشعرهم بأنّها خادمة لهم، وربّت أولادها على ذلك، حتّى أنّها كانت تأمر العبّاس أن ينادي أخواه بيا سيداه إحترامًا وإجلالًا.
قد يقول قائل هذا أمر طبيعيّ، فهل من الطبيعيّ أن يتخلّى إنسان ـ رجلًا كان أم أنثى ـ عن إسمه الّذي يحمله من الّلحظة الّتي يولد فيها إلى أن يتوفّاه الباري عزّ وجلّ؟ فالسّيّدة أمّ البنين عليها السّلام تخلّت عن إسمها؛ ففي ليلة الزّفاف سألها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: ماذا تطلبين يا فاطمة؟؛ وجوابها: تغيير إسمي؛ لماذا؟ لأنّ أمّ البنين خشيت يدخل الحزن على ريحانتي رسول الله (ص) بأمّهما فاطمة (ع)؛ فكلّما ناديتني تذكّر يتامى فاطمة أمّهم... وإنّما جئت لخدمة أولاد فاطمة، وليس لإيذائهم؛ فقال (ع): لكِ هذا؛ فأنتِ أمّ البنين.
وقد يقول قائل هذا جانب ـ على عظم قدره وأهميّته في حياة الفرد عمومًا ـ يعكس البعد الإنسانيّ التّربويّ في شخصيّة أمّ البنين؛ هنا ننتقل إلى بعد أسمى وأرفع لايضاهيه أيّ شيء في الوجود، وأقصد موقفها عقب واقعة الطّف حينما دخل بشير بن جذلم الّذي كلّفه الأمام زين العابدين بإنشاد نعي الإمام الحسين عليه السّلام في المدينة المنوّرة إلى حين وصول موكب أهل البيت عليهم السّلام بعد رحلة السّبيّ؛ فدخل المدينة وأنشأ يقول:
يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ بِها قُتِلَ الحُسَيِنُ فَأَدْمُعِي مِدْرَارُ
الجِسْمُ مِنْهُ بِكَرْبَلاءَ مُضَرَّجٌ وَالرَأْسُ مِنْهُ عَلَى القَناةِ يُدارُ
وقفت أمامه أمّ البنين تسأله عن سيد الشّهداء وليس عن أولادها الأربعة؛ يُخبرها النّاعي عن العباس عليه السّلام فتعيد سؤالها عن الإمام الحسين؛ وهكذا مع كلّ ولد من أولادها الأربعة، وهو يردّد عظّم الله لكِ الأجر بولدك فلان.... تسأله أخبرني عن الحسين، أهو حيّ أم لا؟ فلمّا أخبرها بشر بمقتل الحسين، نادت: وا حسيناه، وا حبيباه وا ولداه وا عزيزاه.؛ وكأنّها كانت تنتظر أو تُمنّي النّفس ـ وهي الّتي سمعت من زوجها أمير المؤمنين عليه السّلام ما يجري على أبنائها، ومعهم الحسين عليه السّلام في كربلاء ـ أن تسمع بنجاة الحسين (ع)؛ ولا ندري سبب إصرارها على حصر السّؤال بالإمام؛ ولا ندري ما كانت تريد من هذا السّلوك؛ أهو لتقديم صورة نموذجيّة حيّة في العطاء والإيثار في سبيل نجاة الدّين؛ ومن أجل حفظ خطّ الإمامة؛ تمامًا كما فعلت مولاتنا الحوراء زينب عليها السّلام حينما إفتدت سليل النّبوّة زين العابدين عليه السّلام بنفسها ـ وأكثر من مرّة ـ عندما حاول أعوان يزيد قتله؛ فأيّ تضحية وإيثار هو أن تسأل عن إمام زمانها قبل أولادها؛ هي العقيدة بالتّأكيد والتّضحية في سبيلها بالغالي والنّفيس وبفلذات الأكباد حتّى.
وفي ذالك يقول الشّاعر :
أمّ البنين وما أسمى مزاياكِ خلدتِ بالصبر والأيمانٍ ذكراكِ
أبناؤك الغر في يوم الطّفوف قضوا وضمخوا في ثراها بالدّم الزاكي
لمّا أتى بشر ينعاهم ويندبهم إليكِ لم تنفجر بالدّمع عيناك
وقلت قولك العظمى الّتي خلدت إلى القيامه باق عطرها الزاكي
أفدي بروحي وأبنائي الحسين إذا عاش الحسين قرير العين مولاكِ
اللهم صل على محمد وال محمد
✴â*گ✴â*گ✴â*گ✴â*گ✴â*گ✴
أمّ البنين رمز التّضحية والولاءلكي يعيش الانسان أصالته في زمنٍ غابت فيه المبادئ و القيم الإسلاميّة المحمّديّة الأصيلة نحن بحاجة لإستحضار نموذج من نماذج الشّخصيّات الّتي عرفت الإسلام الأصيل، ومعنى الدّين الحنيف العميق لنقتدي بها، ونعكس تربيتها وأخلاقها على بيوتنا .
في مثل هذه الأيّام، حيث يُحي العالم يوم شهادتها نقف على أعتاب مولاتنا أمّ البنين، ونضيء على سيرة تلك المرأة النّبيلة الصّالحة ذات العفّة، والورع والتّدين، والأمّ العظيمة الّتي ربّت أولادها على التّضحية والوفاء؛ وقدّمتهم فداءً لسيّدي الامام الحسين عليه السّلام؛ علّنا بهذه المحاولة المتواضعة أمام حجم عطائها نفيها قليلاً من حقّها، ونبيّن مقامها الرّفيع.
أم البنين صرح التّضحية والولاء
لم يأتِ القرآن الكريم، ولا الأحاديث والرّوايات النّبويّة على ذكر شخصيّات نسائيّة كثيرة بخلاف الإشارة إلى عدد كبير من الرّجال، سواء من الأنبياء أم الأولياء الصّالحين؛ في ما خصّ النّساء ذكر لنا القرآن الكريم السّيّدة مريم العذراء عليها السّلام وأخلاقها الرّفيعة؛ وخصّها بسورة مريم، ونقلت لنا الأحاديث والرّوايات كمال مولاتنا الصّديقة الكبرى السّيّدة فاطمة الزّهراء وعصمتها؛ وفضائل مولاتنا أم البنين حتّى أنّها إشتهرت بأنّها باب الحوائج، وأنّها لا تردّ ملهوفًا؛ وهذا ليس بالأمر الغريب على من تحدّرت من عائلة كريمة عُرفت بحسن التّربية و الولاء لأهل البيت عليهم السّلام؛ فأهلُها من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين بالشّجاعة والفروسيّة؛ وقال السّيد الأمين في الأعيان: أم البنين من بيت عريق في العروبة والشجاعة(1)؛ وتأدّبت بآداب العرب على يد أمّها السّيّدة ثمامة، وعلّمتها ما ينبغي أن تتعلّمه من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزّوجيّة، وغير ذلك مّما تحتاجه في حياتها العامّة. وقد قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
الأمّ مـــــدرســـــة إذا أعـــــــددتــــهـــا أعــــــددت شـــــعباً طيـب الأعراق
كانت السيّدة مخلصةً في ولائها لأهل بيت النّبوّة عليهم السّلام؛ وعارفةً بحقّهم ومنزلتهم ومقامهم عند الله؛ كيف لا تكون كذلك وقد عايشت أمير المؤمنين عليه السّلام؟ ونهلت من علمه وأخلاقه ودينه؟ وربّت أولادها على التّضحية والوفاء؟
وقال فيها السّيد القرم: "كانت أُمّ البنين من النّساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت (عليهم السلام)، مخلصة في ولائهم، ممحّضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تزورها أيام العيد(2).
__________________________________________________ ________
1- جواد شبر، ادب الطف او شـعراء الحسيـن ( عليه السلام ) من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر، الجزء الأول، مؤسـسة التـاريخ، بيروت ـ لبنان، ص: 73.
2- عبد الرزّاق الموسوي المُقرّم، العبّاس (عليه السلام)، تحقيق: الشيخ محمّد الحسّون، مكتبة الروضة العبّاسيّة، ص: 125.
رعايتها لأيتام السّيّدة الزّهراء عليها السّلام
رعت أمّ البنين أولاد السيّدة فاطمة عليها السّلام بما فاق رعايتها لأبنائها؛ آثرتهم على أولادها، وذلك لأسباب جمّة يأتي في مقدّمتها ما حملته في عقلها وقلبها من عقيدة الولاء النّقيّة لنبيّ الأمّة وأهل بيته الأطهار؛ وثانيًا لإدراكها لعظم الدّور التّربويّ الرّعائيّ الملقى على كاهلها مذ إرتبطت بخط الولاية والإمامة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام؛ لذا بذلت أقصى من طاقتها لتعويض سبطي الرّحمة وسيدي شباب أهل الجّنة الحسن والحسين والحوراء زينب عليهم السّلام غياب أمّهم الزّهراء البتول عليها السّلام الّتي إستشهدت في عمر الزّهور.
وإذا أردنا تناول هذا الجّانب بحسب الشّائع في مجتمعاتنا اليوم لقلنا: لم يعرف التّاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السّيّدة الزّكيّة؛ لكنّ هذا أيضًا لا ينطبق على خُلُق أمّ البنين وسلوكيّاتها؛ فقد كانت ترى ذلك واجبًا دينيًّا، لأنّ الله عزّ وجلّ أمر بمودّتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانتاه. وقد وفت بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام، فكانت تشعرهم بأنّها خادمة لهم، وربّت أولادها على ذلك، حتّى أنّها كانت تأمر العبّاس أن ينادي أخواه بيا سيداه إحترامًا وإجلالًا.
قد يقول قائل هذا أمر طبيعيّ، فهل من الطبيعيّ أن يتخلّى إنسان ـ رجلًا كان أم أنثى ـ عن إسمه الّذي يحمله من الّلحظة الّتي يولد فيها إلى أن يتوفّاه الباري عزّ وجلّ؟ فالسّيّدة أمّ البنين عليها السّلام تخلّت عن إسمها؛ ففي ليلة الزّفاف سألها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: ماذا تطلبين يا فاطمة؟؛ وجوابها: تغيير إسمي؛ لماذا؟ لأنّ أمّ البنين خشيت يدخل الحزن على ريحانتي رسول الله (ص) بأمّهما فاطمة (ع)؛ فكلّما ناديتني تذكّر يتامى فاطمة أمّهم... وإنّما جئت لخدمة أولاد فاطمة، وليس لإيذائهم؛ فقال (ع): لكِ هذا؛ فأنتِ أمّ البنين.
وقد يقول قائل هذا جانب ـ على عظم قدره وأهميّته في حياة الفرد عمومًا ـ يعكس البعد الإنسانيّ التّربويّ في شخصيّة أمّ البنين؛ هنا ننتقل إلى بعد أسمى وأرفع لايضاهيه أيّ شيء في الوجود، وأقصد موقفها عقب واقعة الطّف حينما دخل بشير بن جذلم الّذي كلّفه الأمام زين العابدين بإنشاد نعي الإمام الحسين عليه السّلام في المدينة المنوّرة إلى حين وصول موكب أهل البيت عليهم السّلام بعد رحلة السّبيّ؛ فدخل المدينة وأنشأ يقول:
يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ بِها قُتِلَ الحُسَيِنُ فَأَدْمُعِي مِدْرَارُ
الجِسْمُ مِنْهُ بِكَرْبَلاءَ مُضَرَّجٌ وَالرَأْسُ مِنْهُ عَلَى القَناةِ يُدارُ
وقفت أمامه أمّ البنين تسأله عن سيد الشّهداء وليس عن أولادها الأربعة؛ يُخبرها النّاعي عن العباس عليه السّلام فتعيد سؤالها عن الإمام الحسين؛ وهكذا مع كلّ ولد من أولادها الأربعة، وهو يردّد عظّم الله لكِ الأجر بولدك فلان.... تسأله أخبرني عن الحسين، أهو حيّ أم لا؟ فلمّا أخبرها بشر بمقتل الحسين، نادت: وا حسيناه، وا حبيباه وا ولداه وا عزيزاه.؛ وكأنّها كانت تنتظر أو تُمنّي النّفس ـ وهي الّتي سمعت من زوجها أمير المؤمنين عليه السّلام ما يجري على أبنائها، ومعهم الحسين عليه السّلام في كربلاء ـ أن تسمع بنجاة الحسين (ع)؛ ولا ندري سبب إصرارها على حصر السّؤال بالإمام؛ ولا ندري ما كانت تريد من هذا السّلوك؛ أهو لتقديم صورة نموذجيّة حيّة في العطاء والإيثار في سبيل نجاة الدّين؛ ومن أجل حفظ خطّ الإمامة؛ تمامًا كما فعلت مولاتنا الحوراء زينب عليها السّلام حينما إفتدت سليل النّبوّة زين العابدين عليه السّلام بنفسها ـ وأكثر من مرّة ـ عندما حاول أعوان يزيد قتله؛ فأيّ تضحية وإيثار هو أن تسأل عن إمام زمانها قبل أولادها؛ هي العقيدة بالتّأكيد والتّضحية في سبيلها بالغالي والنّفيس وبفلذات الأكباد حتّى.
وفي ذالك يقول الشّاعر :
أمّ البنين وما أسمى مزاياكِ خلدتِ بالصبر والأيمانٍ ذكراكِ
أبناؤك الغر في يوم الطّفوف قضوا وضمخوا في ثراها بالدّم الزاكي
لمّا أتى بشر ينعاهم ويندبهم إليكِ لم تنفجر بالدّمع عيناك
وقلت قولك العظمى الّتي خلدت إلى القيامه باق عطرها الزاكي
أفدي بروحي وأبنائي الحسين إذا عاش الحسين قرير العين مولاكِ