السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
* * * * * * * * * * * * *
....🎀🌺تخرجتُ وبدأت معاناتي ومخاوفي تضّيع علي فرحة التخرج ، حتى اسلبتني نعمة الشكر ، بل ونعمة الحياة .
🌺فجاءة وجدتني اشعر بعدم القيمة ، وإسوداد العالم حولي بضياع كل جهدي ودرسي ، فما قيمة شهادة ورقية سأضعها على رف غرفة في منزل عائلة كبيرة ﻻ يهتمون لشهادتي .
🌺حاولت ان اتقدم لأكثر من وظيفة ، ولكن دون أمل ، حتى التقيتها في احدى مقابلات التقديم .
🌺انا بعمر العشرين وهي بعمر الاربعين ، لكنها كانت تبدو اكثر نظارة مني ، لذلك شعرت بالخيبة مرة اخرى ، يبدو ان هذه السيدة لديها من يوصي بشأنها ، فقد كانت تتحدث بكل ثقة ولباقة ، ﻻ ادري هل كانت تستعرض خبرتها العملية ام شهاداتها الجامعية ام لتوحي لنا بالخروج من انتظار مقابلة التعيين ، بل خيل لي لوهلة انها ربما احدى شخصيات لجنة المقابلة .
🌺حين سألتني مباشرة لماذا تطلبين الوظيفة ؟ اجبتها والمفاجئة تسيطر علي : أنا اريد العمل أحقق ذاتي واستفيد من شهادتي الجامعية و ......... واحصل على استقلالي المالي ، وقد اساعد عائلتي ايضا ، أنهم تعبوا من اجلي .
ابتسمت في وجهي قائلة متسائلة :
ـ هل لديك من يصرف عليك ؟ وكيف هي حالتكم المادية ؟
ـ جيدة .
ـ أتعلمين ان الوظيفة هذه تحتاج التزامك من الساعة الثامنة الى الرابعة ؟
ـ نعم .
ـ أ تعلمين ان الاجازات المسموحة ثلاث ايام في الشهر فقط ؟
ـ نعم .
ـ هل تعرفين ان خط السيارة المخصص لنقلكم ينتظرك الساعة السادسة والنصف ليصل للعمل في وقته المحدد؟
ـ نعم
ـ هل تعلمين ان المرتب في بداية العمل يسمح لك بشراء طقمين من الملابس ﻻ غير؟
ـ نعم .
ـ اي انك لن توفري شيئا ولن تساعدي بشيء ؟
ـ لم اجب
🌺استدركت بالقول :
ـ هل تعلمين ان ذاتك لن تحققها الوظيفة بل ستدورين في رحى طاحونتها حتى يشاء الله؟
ـ لم اجب لكني شعرت بالغضب
ـ فبادرت بالقول انا يا صغيرتي اعمل في الوظيفة منذ عشرين عام ، تقدمت الان للعمل كمتطوعة لتدريب الموظفين الجدد كواردات لعمل انساني اخر ، اردت ان احقق ذاتي في شيء ، لأني لم احققها في الوظيفة ، لقد قضيت على زهرة شبابي هناك دون ان اصل لما اريد ، رغم ان والدي لم يكن مقصرا معي وﻻ حتى زوجي فيما بعد ، ولكني بقيت ارفع سقف احتياجاتي حتى ابرر حاجتي للعمل .
اتألم الان عندما اشعر ان اخرين سيدفعون نفس الثمن !!!
🌺رفعت راسي وقلت لها على ماذا ندمتِ؟ قالت ندمت على جهلي حين حاولت ان احقق ذاتي بدخول ميادين العمل الوظيفي الطويل ظنا مني ان مزاولة عمل الرجال يرفع شأني .
🌺ندمت أني لم اتعلم علما يكمّل ذاتي ، لم اطور مهاراتي ، لم اوسع مداركي ، لم اوفق لعمل يجعلني اكثر سماحة وفصاحة وقبوﻻ عند ربي ، ندمت أني لم اشارك بأعمال ونشاطات انسانية ، لم اهتم بمحتاج ، او يتيم او جار ، او قريب !!!
🌺وقتي كان ﻻ يسمح ، ندمت لأني حين اجلس على مكتبي احلم اني اطعم طفلي وامسح اللبن حين يسقط على صدره ونحن نضحك لبعضنا ، او اني اودعه وهو يصعد سيارة الروضة او المدرسة ، بعد ان يقبلني واقبل كفيه الناعمتين ، ندمت ﻻن يوم العطلة اقضيه بالطبخ الاسبوعي والتنظيف الاسبوعي فلا وقت حتى في يوم العطلة للجلوس مع زوجي في حديث يؤنسه ، ندمت لأني لم اشبع من مداراة امي الكبيرة في السن ، ولم احسن خدمتها ، ندمت لأني حين ازور صديقتي تعرض علي ملابس خاطتها او ملابس طفل طرزتها ثم كان جزاءها قبلة جبين من زوج يقدر جمال ما تعمل .
اين كنت ؟ ﻻ اعرف تلك الايام تمضي سريعا ...
🌺ليتني عملت عملا يناسب انوثتي ، ليتني عملت في مكتبة او زاولت مهنة التدريس او ربما شاركت بمشروع انساني او حتى عملا يتناسب مع حياتي الاسرية .
كان لدي ومازال الكثير من الحب للناس ، لكني لم استخدمه في مهنتي التي تستدعي الحزم والانضباط من السادسة والنصف حتى الرابعة عصرا .
جئت هنا متطوعة في محاولة مني بإسعاد غيري !!!
اسمعيها يا اخيتي ...
🌺اتمنى ان تعيشي حياتك بهناء وسرور ، تعيشي الاسرة والطفولة كإمراءة ، حتى حين تعمل ، يكون عملها مناسبا لكينونتها او امومتها ، تعيشيها حقيقة ، فالحياة تمضي وﻻ تنتظر احد ، حتى يستفيق ...
🌺وما هذا السعي نحو الوظيفة الا رغبة عمياء غير مبصرة غالبا اسبابها مسايرة المجتمع في قشور بعيدة عن اصل تحقيق الذات ، ولكني اسألك هل اختصاصك أنساني يمكن ان تهتمي من خلاله بمشروع لذوي الاحتياجات الخاصة ؟ هل بإمكانك تطوير نفسك في هذا التخصص ؟ وليس العمل بوظيفه ادارية عامة ؟ هل لك القدرة على مشاركتهم في مشروع يهتم بهم مستقبلا ؟
🌺فعلا ... انا احب هذا الاختصاص واستطيع ان اتخصص في مجال منه ، سرحت في تخصصي فلم احظى بفرصة لشكرها الا ان اكتب ما كتبت لعلها تعرف اني لم انس نصيحتها ابدا .
.
....🎀🌺تخرجتُ وبدأت معاناتي ومخاوفي تضّيع علي فرحة التخرج ، حتى اسلبتني نعمة الشكر ، بل ونعمة الحياة .
🌺فجاءة وجدتني اشعر بعدم القيمة ، وإسوداد العالم حولي بضياع كل جهدي ودرسي ، فما قيمة شهادة ورقية سأضعها على رف غرفة في منزل عائلة كبيرة ﻻ يهتمون لشهادتي .
🌺حاولت ان اتقدم لأكثر من وظيفة ، ولكن دون أمل ، حتى التقيتها في احدى مقابلات التقديم .
🌺انا بعمر العشرين وهي بعمر الاربعين ، لكنها كانت تبدو اكثر نظارة مني ، لذلك شعرت بالخيبة مرة اخرى ، يبدو ان هذه السيدة لديها من يوصي بشأنها ، فقد كانت تتحدث بكل ثقة ولباقة ، ﻻ ادري هل كانت تستعرض خبرتها العملية ام شهاداتها الجامعية ام لتوحي لنا بالخروج من انتظار مقابلة التعيين ، بل خيل لي لوهلة انها ربما احدى شخصيات لجنة المقابلة .
🌺حين سألتني مباشرة لماذا تطلبين الوظيفة ؟ اجبتها والمفاجئة تسيطر علي : أنا اريد العمل أحقق ذاتي واستفيد من شهادتي الجامعية و ......... واحصل على استقلالي المالي ، وقد اساعد عائلتي ايضا ، أنهم تعبوا من اجلي .
ابتسمت في وجهي قائلة متسائلة :
ـ هل لديك من يصرف عليك ؟ وكيف هي حالتكم المادية ؟
ـ جيدة .
ـ أتعلمين ان الوظيفة هذه تحتاج التزامك من الساعة الثامنة الى الرابعة ؟
ـ نعم .
ـ أ تعلمين ان الاجازات المسموحة ثلاث ايام في الشهر فقط ؟
ـ نعم .
ـ هل تعرفين ان خط السيارة المخصص لنقلكم ينتظرك الساعة السادسة والنصف ليصل للعمل في وقته المحدد؟
ـ نعم
ـ هل تعلمين ان المرتب في بداية العمل يسمح لك بشراء طقمين من الملابس ﻻ غير؟
ـ نعم .
ـ اي انك لن توفري شيئا ولن تساعدي بشيء ؟
ـ لم اجب
🌺استدركت بالقول :
ـ هل تعلمين ان ذاتك لن تحققها الوظيفة بل ستدورين في رحى طاحونتها حتى يشاء الله؟
ـ لم اجب لكني شعرت بالغضب
ـ فبادرت بالقول انا يا صغيرتي اعمل في الوظيفة منذ عشرين عام ، تقدمت الان للعمل كمتطوعة لتدريب الموظفين الجدد كواردات لعمل انساني اخر ، اردت ان احقق ذاتي في شيء ، لأني لم احققها في الوظيفة ، لقد قضيت على زهرة شبابي هناك دون ان اصل لما اريد ، رغم ان والدي لم يكن مقصرا معي وﻻ حتى زوجي فيما بعد ، ولكني بقيت ارفع سقف احتياجاتي حتى ابرر حاجتي للعمل .
اتألم الان عندما اشعر ان اخرين سيدفعون نفس الثمن !!!
🌺رفعت راسي وقلت لها على ماذا ندمتِ؟ قالت ندمت على جهلي حين حاولت ان احقق ذاتي بدخول ميادين العمل الوظيفي الطويل ظنا مني ان مزاولة عمل الرجال يرفع شأني .
🌺ندمت أني لم اتعلم علما يكمّل ذاتي ، لم اطور مهاراتي ، لم اوسع مداركي ، لم اوفق لعمل يجعلني اكثر سماحة وفصاحة وقبوﻻ عند ربي ، ندمت أني لم اشارك بأعمال ونشاطات انسانية ، لم اهتم بمحتاج ، او يتيم او جار ، او قريب !!!
🌺وقتي كان ﻻ يسمح ، ندمت لأني حين اجلس على مكتبي احلم اني اطعم طفلي وامسح اللبن حين يسقط على صدره ونحن نضحك لبعضنا ، او اني اودعه وهو يصعد سيارة الروضة او المدرسة ، بعد ان يقبلني واقبل كفيه الناعمتين ، ندمت ﻻن يوم العطلة اقضيه بالطبخ الاسبوعي والتنظيف الاسبوعي فلا وقت حتى في يوم العطلة للجلوس مع زوجي في حديث يؤنسه ، ندمت لأني لم اشبع من مداراة امي الكبيرة في السن ، ولم احسن خدمتها ، ندمت لأني حين ازور صديقتي تعرض علي ملابس خاطتها او ملابس طفل طرزتها ثم كان جزاءها قبلة جبين من زوج يقدر جمال ما تعمل .
اين كنت ؟ ﻻ اعرف تلك الايام تمضي سريعا ...
🌺ليتني عملت عملا يناسب انوثتي ، ليتني عملت في مكتبة او زاولت مهنة التدريس او ربما شاركت بمشروع انساني او حتى عملا يتناسب مع حياتي الاسرية .
كان لدي ومازال الكثير من الحب للناس ، لكني لم استخدمه في مهنتي التي تستدعي الحزم والانضباط من السادسة والنصف حتى الرابعة عصرا .
جئت هنا متطوعة في محاولة مني بإسعاد غيري !!!
اسمعيها يا اخيتي ...
🌺اتمنى ان تعيشي حياتك بهناء وسرور ، تعيشي الاسرة والطفولة كإمراءة ، حتى حين تعمل ، يكون عملها مناسبا لكينونتها او امومتها ، تعيشيها حقيقة ، فالحياة تمضي وﻻ تنتظر احد ، حتى يستفيق ...
🌺وما هذا السعي نحو الوظيفة الا رغبة عمياء غير مبصرة غالبا اسبابها مسايرة المجتمع في قشور بعيدة عن اصل تحقيق الذات ، ولكني اسألك هل اختصاصك أنساني يمكن ان تهتمي من خلاله بمشروع لذوي الاحتياجات الخاصة ؟ هل بإمكانك تطوير نفسك في هذا التخصص ؟ وليس العمل بوظيفه ادارية عامة ؟ هل لك القدرة على مشاركتهم في مشروع يهتم بهم مستقبلا ؟
🌺فعلا ... انا احب هذا الاختصاص واستطيع ان اتخصص في مجال منه ، سرحت في تخصصي فلم احظى بفرصة لشكرها الا ان اكتب ما كتبت لعلها تعرف اني لم انس نصيحتها ابدا .
.
تعليق