إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(إشراقات عسكرية)164

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(إشراقات عسكرية)164

    مجاهد منعثر منشد
    عضو فضي
    الحالة :
    رقم العضوية : 19506
    تاريخ التسجيل : 11-07-2011
    الجنسية : العراق
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 1,083
    التقييم : 10
    ذكرى استشهاد الامام علي الهادي (عليه السلام) في سامراء


    بقلم |مجاهد منعثر منشد



    تالله إن كانت أميّة قد أتت *** قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
    فلقد أتته بنو أبيه بمثله *** فغدا لعمرك قبره مهدوما
    أسفوا على ألاّ يكونوا شاركوا *** في قتله فتتبعوه رميماً..


    الامام علي الهادي التقي النجيب، المرتضى، العالم الناصح، العسكري. ابن الامام محمد الجواد (سلام الله عليهم اجمعين )ويكنى ابو الحسن الثالث ..وأمه تسمى سمانه المغربية .








    وكان في عصر الامام الهادي (ع) حكم بني العباس المشحون بالاضطرابات والصراع على السلطة أن الدولة العباسية شهدت انذاك نوعاً من الضعف والوهن السياسي والإداري وتسلّط الأتراك وتحكّم الوزراء وضعف شخصية الخلفاء طيلة عهود المعتصم والواثق العباسيين مما سمح بهذا المناخ الفكري الخصب والتحرك الواسع للإمام الهادي (ع)، ولكن الأمور تغيّرت في عهد المتوكل العباسي الذي كان يحقد حقداً شديداً على ال البيت(ع) فكان يحاول الحط من سمعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) والاستهانة به.

    كما قام بفعلته الشنيعة بحق الحائر الحسيني المقدّس فأمر بهدمه والتنكيل بزواره. وقد عانى منه العلويون شتى ألوان الأذى والاضطهاد،

    عاصر الإمام الهادي من خلفاء العباسيين الخليفة المعتصم والخليفة الواثق والخليفة المتوكل والخليفة المنتصر والخليفة المستعين والخليفة المعتز


    كان الإمام الهادي يحمل الرمز الهاشمي العلوي ويمثل محوراً دينياً لا يستهان به في البلاد الإسلامية انذاك. لذلك استعمل المتوكل على المدينة أحد أشد أعوانه وأخبثهم عبد الله بن محمد فكان يتحيّن الفرص للإساءة الى الإمام ويعمل على أذيته ويرسل التقارير والوشايات للإيقاع به، فكانت تصل إلى المتوكل أخبار الإمام مشحونة بالتفاف الجماهير حوله وورود الأموال الطائلة إليه من مختلف اقطار العالم الاسلامي مما يشكّل خطراً على الدولة، وإتماماً لهذه المؤامرة المدبّرة يرسل المتوكل إلى المدينة أحد أعوانه `يحيى بن هرثمة` بهدف إحضار الإمام الهادي (ع) إلى سامراء والتحرّي عن صحّة نيّة الإمام مناهضة السلطة.


    وثقل على المعتز العباسي ما يراه من تبجيل الناس للإمام وحديثهم عن ماثره وعلومه وتقواه فسوّلت له نفسه اقتراف أخطر جريمة في الإسلام حيث دسّ له السم القاتل في طعامه. فاستشهد الإمام (ع) في سنة 254ه من شهر ذي الحجة عن عمر يناهز الواحد والأربعين سنة.

    ومن هنا وجه رسالته للخلّص من اصحابه قائلا :

    أنا راحل الى الله في هذه الليلة، فأقيما مكانكما حتى يأتيكما أمر ابني أبي محمد الحسن، فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وأخفينا ذلك، ولم نظهره، ونزلنا بدسكرة الملك واستأجرنا منزلاً وأحرزنا ما حملناه فيه، وأصبحنا والخبر شائع في الدّسكرة بوفاة مولانا أبي الحسن (عليه السلام) ، فقلنا: لا إله إلاّ الله أترى الرّسول الذي جاء برسالته أشاع الخبر في الناس؟
    فلمّا أن تعالى النّهار رأينا قوماً من الشّيعة على أشدّ قلق ممّا نحن فيه، فأخفينا أمر الرسالة ولم نظهرها10.
    وأما السبب في دفن الإمام الهادي(عليه السلام) داخل بيته ، يعود الى حصول ردود الفعل من الشيعة يوم استشهاده(عليه السلام) وذلك عندما اجتمعوا لتشييعه مظهرين البكاء والسخط على السلطة والذي كان بمثابة توجيه أصابع الاتهام الى الخليفة لتضلّعه في قتله.



    *******************
    *************
    ********


    اللهم صل على محمد وال محمد

    نعود والعود بعطرٍ عسكري وكرامات من الامام الهادي التقي النجيب المرتضى عليه الاف التحية والسلام


    فما زال القلب متصّدعا بالظلم الذي يتوالى على بدور آل المصطفى محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله


    واحداً بعد الاخر


    وأحر التعازي التي نرفعها لصاحب العصر والزمان بهذا المصاب الجلل العظيم


    وانا لله وانا اليه راجعون

    لعن الله ظالمي محمد واله من الاولين والاخرين واذاقهم الخزي والهوان بالدنيا والاخرة آمين



    وهانحن نقف على اعتاب هذه الذكرى الاليمة لنتعرف على إمامنا الهمام اكثر واكثر


    ونستشرق بنور كلماته وعظيم مواقفه وسماته


    بمحوركم العزائي الولائي فكونوا معنا ..........












    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	image-4b1e9c94520daa6fb591eba6d4dfbfb015d421eb96699e32d81b20e8af68c8a4-V.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	206.9 كيلوبايت 
الهوية:	860282

    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 28-03-2017, 04:21 PM.

  • #2


    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيٍّ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّكِيَّ الرّاشِدَ النُّورَ الثّاقِبَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا آلَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الأَنْوارِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الأَبْرارِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَلِيلَ الأَخْيارِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الأَطْهارِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الإِيمانِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الصّالِحينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الْهُدى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَلِيفَ التُّقى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الأَمِينُ الْوَفِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الرَّضِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الزّاهِدُ التَّقِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا التّالِي لِلْقُرْآنِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الْحَرامِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ النّاصِحُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّرِيقُ الْواضِحُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّجْمُ الّلائِحُ.
    أَشْهَدُ يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ أَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ وَخَلِيفَتُهُ فِي بَريَّتِهِ وَأَمينُهُ فِي بِلادِهِ وَشاهِدُهُ عَلَى عِبادِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةِ عَلَى مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ الْمُبَرَّءُ مِنَ الْعُيُوبِ وَالْمُخْتَصُّ بِكَرامَةِ اللهِ وَالْمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ اللهِ وَالْمَوْهُوبِ لَهُ كَلِمَةُ اللهِ وَالرُّكْنُ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ الْعِبادُ وَتُحْيى بِهِ الْبِلادُ وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنِّي بِكَ وَبِآبائِكَ وَأَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ وَلَكُمْ تابِعٌ فِي ذاتِ نَفْسِه وَشَرائِعِ دِينِي وَخاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ وَأَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌ لِمَنْ عادَاكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه
























    تعليق


    • #3
      واستهدف المتوكل من هذا الإجراء:
      من الاجراءات القمعية الكثيرة ضد الامام الهادي عليه السلام






      أولاً: فصل الإمام عن قاعدته الشعبية الواسعة والموالية. الأمر الذي كان يقلق السلطة لذلك عندما يصل يحيى بن هرثمة إلى المدينة يقول: `فلما دخلتها ضجّ أهلها وعجّوا عجيجاً ما سمعت مثله فجعلت أسكنهم وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه`.
      ثانياً: إدانة الإمام مباشرة. ولذلك قام يحيى بن هرثمة بتفتيش دار الإمام (ع) تفتيشاً دقيقاً فلم يجد شيئاً سوى المصاحف وكتب الأدعية.
      ثالثاً: وضع الإمام تحت المراقبة المباشرة. ولذلك أكره على مغادرة المدينة والحضور إلى سامراء بصحبة أفراد عائلته حيث خضع للإقامة الجبرية عشرين عاماً وعدّة أشهر كان الإمام فيها مكرّماً في ظاهر حاله، يجتهد المتوكل في إيقاع حيلة به للحط من مكانة الإمام (ع) في قلوب الناس`. ومن ذلك أنه عند دخول الإمام (ع) سامراء احتجب المتوكل عنه ولم يعيّن داراً لنزوله (ع) حتى اضطر الإمام إلى النزول في خان يقال له `خان الصعاليك` وهو محل نزول الفقراء من الغرباء. ومن ذلك أنه كان يوجّه إليه الأتراك فيداهمون منزله ويحضرونه ليلاً إلى مجلس المتوكل العامر بالخمر والمجون. ولكن هذه السياسة لم تثمر شيئاً بل كانت ترفع من مكانة الإمام ومقامه واستطاع بذلك أن يكسب ولاء عدد من حاشية المتوكل إلى درجة أن والدة المتوكل كانت تنذر باسمه النذور. وأمام هذا الواقع قرّر المتوكّل التخلص من الإمام فسجنه مقدمة لقتله. ولكن إرادة الله حالت دون ذلك فلم يلبث إلاّ قليلاً حتى هجم عليه الأتراك في قصره وقتلوه شر قتلة. ولم تنته محنة الإمام الهادي (ع) بهلاك الطاغية المتوكل، فقد بقي تحت مراقبة السلطة باعتباره موضع تقدير الأمة وتقديسها.

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صل على محمد وال محمد نعزي صاحب العصر والزمان والعلماء الاعلام وشيعة امير المؤمنين وكادر وأعضاء ومقدمة منتدى الكفيل بذكرى شهادة الامام الهادي عليه السلام ورزقنا واياكم زيارته في الدنيا وشفاعته في الاخرة بحق صاحب الالواء ابي الفضل العباس عليه السلام )
        ♦�♦�♦�♦�♦
        بسم الله الرحمن الرحيمأسمه:


        علي بن الإمام الجواد عليه السلام.



        ألقابه:


        الهادي ـ الناصح ـ التقي ـ الخالص ـ العسكري ـ الطيب.





        كنيته :



        أبو الحسن.



        ولادته :


        قيل أنه ولد في رجب سنة 214 للهجرة أو 212 للهجرة في منطقة بصريا وهي قرية أسسها الإمام الكاظم تابعة للمدينة المنورة.





        زوجته :



        كان عليه السلام قد تزوج من امرأة واحدة لا غير وهي أم الإمام الحسن العسكري عليه السلام.





        الهيبة و الوقار في شخصية الإمام عليه السلام :



        إن من جملة صفات المعصوم الوقار و الهيبة التي تعكس عظمته وشموخه والفيوضات الروحية التي تصدر منه فتحير كل من ينظر إليه، لأنها آثار الأنبياء والأوصياء والعظماء حيث أن النور والبهاء والجمال المعنوي وحسن الكلام وفصل الخطاب وعذوبة اللسان وفصاحة المنطق ورصيد الكمال المختزل فيه تجعل الآخرين يقفون بكل أحترام له وهو الإمام المعصوم.


        يقول محمد بن الحسن الأشتر العلوي:


        كنت مع أبي على باب المتوكل العباسي في جمع من الناس، وبينما نحن كذلك إذ جاء أبو الحسن الهادي عليه السلام فوقف له الناس كلهم إجلالا وإكبارا حتى دخل القصر، فقال بعض الناس ممن يبغض الإمام ويحسده: لمَ نترجل، لهذا الغلام؟ ما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سناً والله لا نترجل له إذا خرج فقال له أبو هاشم وهو من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام: والله لتترجلن له صغارا وذلة وعندما خرج الإمام علت الأصوات بالتكبير والتهليل وقام الناس كلهم تعظيما للإمام.


        فقال أبو هاشم للقوم: أليس زعمتم أنكم لا تترجلون له؟


        فقالوا: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.





        «حق ٌ على من فقد إمامه المسير على نهجه القويم والمضي على مبادئه»





        التهجير من المدينة المنورة الى سامراء :



        ان الإمام علي النقي عليه السلام ولد ونشأ في المدينة ولما استشهد أبوه كان عمره الشريف ثماني سنين، فانتقلت الإمامة إليه، فكان في المدينة إلى أيام جعفر المتوكل، فدعاه إلى سر من رأى وذلك ان بريحة العباسي كتب إلى المتوكل: «ان كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها فانه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير».


        ثم كتب إليه بهذا المعنى جمع آخر، وكان عبد الله بن محمد ـ والي المدينة ـ يؤذي الإمام كثيراً، وكتب كتباً إلى المتوكل سعى فيها بالإمام علي النقي عليه السلام حتى غضب المتوكل، فلما أحس الإمام بفعل الوالي وسعايته به كتب كتاباً إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به.


        فأجاب المتوكل لمصلحة في نفسه على كتاب الإمام عليه السلام بدقة ولطف وزاد في إكرام الإمام وعظَّمه فيه، وكتب فيما كتب: «.... فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولى ... إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك... وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل، وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك... .


        فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت، شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهله وطمأنينة، وترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت، فإن أحببت أن يكون يحيى بين هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك، يسيرون بمسيرك، فالأمر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك.


        فاستخر الله حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من أخوته وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة ولا هو لهم أنظر وعليهم أشفق، وبهم أبر، وأليهم أسكن منه إليك وكتب إبراهيم بن العباس في جمادى الأخرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين».





        جور الظالمين :



        «من ارث إمامنا الهادي تعلمنا العزم والجهاد والصمود»


        وأما ما لقي عليه السلام من الأذى والجور والظلم من قبل الأعداء فهو كثير ونكتفي هنا بذكر بعضه.


        روى المسعودي عن يحيى بن هرثمة انه قال: وجهني المتوكل إلى المدينة لأشخاص علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر لشيء بلغه عنه، فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله، فجعلت اسكنهم وأحلف لهم اني لم أومر فيه بمكروه.


        وفتشت بيته، فلم أجد فيه الا مصحفاً ودعاء وما أشبه ذلك (وفي تذكرة السبط: لم أجد فيه الا مصاحف وأدعية وكتب العلم فعظم في عيني)، فأشخصته وتوليت خدمته وأحسنت عشرته ـ فبينا أنا نائم يوماً من الأيام والسماء صاحية والشمس طالعة إذ ركب وعليه ممطر وقد عقد ذنب دابته، فعجبت من فعله فلم يكن بعد ذلك الا هنيئة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها ونالنا من المطر أمر عظيم جداً، فالتفت إلي وقال:


        «أنا أعلم انك أنكرت ما رأيت وتوهمت إني علمت من الأمر مالا تعلمه وليس ذلك كما ظننت ولكن نشأت بالبادية، فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر، فلما أصبحت هبت ريح لا تخلف وشممت منه رائحة المطر، فتأهبت لذلك».


        فلما قدمت إلى مدينة السلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري ـ وكان على بغداد ـ فقال لي: يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وآله، والمتوكل من تعلم، وان حرضته على قتله كان رسول الله صلى الله عليه وآله خصمك، فقلت: والله ما وقفت لهالا على كل أمر جميل.


        فصرت إلى سامراء، فبدأت بوصيف التركي، وكنت من أصحابه، فقال: والله لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري، فعجبت من قوله وعرفت المتوكل ما وقفت عليه، وما سمعته من الثناء عليه، فأحسن جائزته وأظهر بره وتكرمته.


        ��������������
        من معاجز الإمام الهادي عليه السلام :



        أولاً: ساحر المتوكل الذي أكله الأسد:


        روي أنه جاء إلى المتوكل أحد المشعوذين أصحاب السحر من بلاد الهند فقال له المتوكل: إن أخجلت علي بن محمد الهادي أعطيتك ألف دينار.


        فقال الرجل المشعوذ: أجعل على مائدة الطعام خبزاً خفيفاً رقيقاً وأدعو علي الهادي عليها.


        ففعل المتوكل وحضر الإمام الهادي، وعندما مد الإمام يده إلى الخبز طار الخبز من بين يديه في الهواء بتأثير من ذلك الهندي المشعوذ، ثم مد يده الإمام إلى أخرى فطارت هي الأخرى، فتضاحك المتوكل وبعض الناس.


        عندها غضب الإمام عليه السلام وكانت إلى يساره صورة أسد فضرب بيده على تلك الصورة فبرز الأسد منها، فقال له الإمام: (خذه) وأشار إلى الهندي.


        فوثب الأسد على الرجل فابتلعه ثم عاد مرة أخرى إلى الصورة الأولى فتعجب الجميع وداخلهم الرعب والخوف فنهض الإمام وخرج.





        ثانياً: عساكر الإمام الهادي عليه السلام:


        كان الواثق العباسي يخشى من أبي الحسن عليه السلام كثيراً لاعتقاده أنه هو الذي يأمر بثورات العلويين، وكان يخشى أن يثور عليه يوما من الأيام، فأمر جلاوزته فعمل تلاً عظيماً من التراب واستدعى جميع جيشه في استعراض مهيب ثم دعى الإمام الهادي ليرى ذلك حتى يدخل الخوف في قلب الإمام عليه السلام، فقال له الإمام: (وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟).


        فقال الواثق: نعم.


        فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والأرض ملائكة مدججون بالسلاح، فغشي على الواثق.ثم تركه الإمام ومضى إلى سبيله.



        استشهاد الإمام عليه السلام :



        روى العلامة المجلسي رحمه الله في جلاء العيون، وغيره في غيره: أن الإمام علي الهادي عليه السلام توفي مسموماً شهيداً وله من العمر أربعون سنة، وقيل إحدى وأربعون سنة.


        فإنه عليه السلام تصدى للإمامة الكبرى والخلافة العظمى بعد أبيه الإمام الجواد عليه السلام، وكان له من العمر ست سنوات وخمسة أشهر، وكانت مدة إمامته ثلاث وثلاثين سنة وعدة اشهر.


        عاش الإمام الهادي عليه السلام في مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرابة عشرين سنة، وبعد ذلك طلبه المتوكل العباسي إلى سامراء فكان فيها عشرين سنة إلى أن توفي مسموماً شهيداً، ودُفن في داره حيث مدفنه الشريف الآن بعد ما قضى فترة من عمره الشريف في السجون وفي خان الصعاليك.


        ثم إن قاتل الإمام الهادي عليه السلام هو المعتمد العباسي، كما ذكره ابن بابويه وغيره، ورأى البعض أن قاتله المعتز العباسي.


        وكان استشهاد الإمام الهادي عليه السلام بسامراء في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه، وقيل: في الثالث من رجب، وقيل: يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة نصف النهار سنة 254 هـ.


        قال المسعودي في (إثبات الوصية) اعتلت أبو الحسن علي الهادي علته التي توفي فيها عليه السلام، فأحضر عليه السلام أبا محمد أبنه ـ إلى أن قال ـ وأوصى إليه.


        وقال المسعودي أيضاً: ولما توفي عليه السلام أجتمع في داره جملة بني هاشم من الطالبيين والعباسيين، واجتمع خلق كثير من الشيعة، ثم فتح من مصدر الرواق باب وخرج خادم أسود، ثم خرج بعده أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام حاسراً مكشوف الرأس مشقوق الثياب، وكان وجهه عليه السلام وجه أبيه عليه السلام لا يخطئ منه شيئاً، وكان في الدار أولاد المتوكل وبعضهم ولاة العهود، فلم يبق أحد إلا قام على رجليه.


        وجلس عليه السلام بين بابي الرواق والناس كلهم بين يديه، وكان الدار كالسوق بالأحاديث، فلما خرج عليه السلام وجلس أمسك الناس فما كنا نسمع إلاّ العطسة والسعلة، ثم خرج خادم فوقف بحذاء أبي محمد عليه السلام، وأخرجت الجنازة وخرج عليه السلام يمشي حتى خرج بها إلى الشارع، وكان أبو محمد عليه السلام صلى عليه قبل أن يخرج إلى الناس، وصلى عليه لما خرج المعتمد، ثم دفن في دار من دوره، وصاحت سر من رأى يوم موته صيحة واحدة.


        وقيل لأبنه أبي محمد عليه السلام في شق ثيابه؟. فقال القائل: (ما يدريك ما هذا، قد شق موسى على هارون عليه السلام) ـ راجع مستدرك الوسائل : ج2 ص456 ـ 458 ب72 ح2457 ـ.



        المشهد الشريف :



        وفي نفس الضريح الشريف المدفون فيه الإمام علي الهادي عليه السلام بسامراء دُفن بعد ذلك أبنه الإمام الحسن العسكري عليه السلام.


        وخلف الإمامين عليهما السلام السيدة نرجس عليها السلام والدة الإمام بقية الله الأعظم عليه السلام. وفي جهة رجل الإمامين عليهما السلام مدفن السيدة حكيمة خاتون عليها السلام بنت الإمام الجواد عليه السلام وعمة الإمامين العسكريين عليهما السلام.


        وهذه المخدرة قد تشرفت بلقاء أربعة من الأئمة المعصومين عليهم السلام: الإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المهدي عليهم أفضل الصلاة والسلام.


        وتحت نفس القبة الشريفة أيضاً قبر الحسين بن الإمام الهادي عليه السلام، وهو أخ الإمام الحسن العسكري عليه السلام وكان رجلاً عظيماً، عالماً تقياً، وفي الروايات أنه كان من الزهاد والعباد، وكان مقراً بإمامة أخيه العسكري عليه السلام. وفي رواية أبي الطيب أن صوت الإمام الحجة صلوات الله عليه وعجل الله فرجه كان شبيهاً بصوت عمه الحسين. وكان الناس لشدة جلالته يشبهون الأخوين بجديهما السبطين الحسن والحسين عليهما السلام.


        «ينبغي على من يتخذ من الإمام علي النقي إماماً الإقتداء به واتخاذه مثُلٌ أعلى في التعامل مع الآخرين وظروف الحياة والسياسة الراهنة»

        من مواعظه عليه السلام ::


        · من أتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع.


        · الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون.


        · من جمع لك وده وراية فأجمع له طاعتك.


        · من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صل على محمد وال محمد
          -------------------------------
          من كرامات الامام الهادي (ع)
          ادعت امرأة في زمن خلافة المتوكل العباسي بانها زينب بنت اميرالمؤمنين علي (ع) فاخذت تجمع اموالاً من الناس فاحضروها
          الى المتوكل فقال لها المتوكل:
          انت امراة شابة وقد مضى من وقت رسول الله (ع)
          ما مضى من السنين.
          فقالت: ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مسح على رأسي وسأل الله أن يردّ علي شبابي في كل اربعين سنة ولم اظهر للناس الى هذه الغاية ولكن الحاجة دعتني الى ذلك.
          فاحضر المتوكل بعض مشايخ آل ابي طالب وولد العباس وقريش وعرفهم حالها فقال بعضهم:
          روي ان زينب بنت علي (عليها السلام) توفيت في سنة كذا.
          فقال لها المتوكل: ما تقولين في هذه الرواية؟
          قالت: انها كذب وزور فان امري كان مستوراً عن الناس
          فما يعرف لي حياة ولاموت.
          فقال لهم المتوكل: هل عندكم حجة على هذه المرأة غير هذه الرواية؟
          قالوا: لا دليل عندنا ولكن الافضل ان تحضر ابن الرضا (عليه السلام) فلعل عنده شيئاً من الحجة غير ما عندنا.
          فارسلوا الى الامام (عليه السلام) فحضر وقالوا له ماتدعيه المرأة.
          فقال الامام (ع)كذبت فان زينب توفيت في سنة
          كذا في شهر كذا في يوم كذا.
          قال المتوكل: لقد قالوا لها ذلك لكنها لم تقبل الرواية وانا
          أقسمت ان لا انزلها الاّ بحجة تلزمها.
          فقال الامام (عليها السلام)فلا عليك منها هنا حجة تلزمها وتلزم غيرها.
          قال المتوكل: وماهي؟
          قال الامام(عليه السلام)لحوم بني فاطمة محرمة على السباع فانزلها الى السباع فان كانت من ولد فاطمة فلا تضرها.
          فقال المتوكل للمرأة: ماذا تقولين؟
          قالت: انه يريد قتلي.
          قال: ها هنا جماعة من ولد الحسن والحسين(عليه السلام) فانزل
          من شئت منهم.
          قال: والله لقد تغيرت وجوه الجميع فقال بعض اعداء الامام (عليه السلام)
          لماذا لايدخل بنفسه على السباع فهو يحيل على غيره؟
          استحسن المتوكل هذا الرأي لانه كان يرغب في التخلص من الامام (ع) دون أن تكون له يد في ذلك فقال للامام(عليه السلام) لماذا لا تدخل بنفسك؟
          قال الامام (عليه السلام)ذاك اليك.
          فقال المتوكل: فافعل.
          دخل الامام على الاسود وكانت ستة فوقف امامها والتفّت الاسود حوله ووضعت ايديها على الارض ورأسها فوق ايديها واخذ الامام (عليه السلام) يمسح على رؤوسها واشار عليها ان تقف جانباً فوقفت جانباً.
          قال احد وزراء المتوكل لـه: ما هذا صواباً فبادر باخراجه من هناك قبل أن ينتشر خبره.
          فطلب المتوكل من الامام (عليه السلام) ان يخرج واعتذر من الامام (عليه السلام) بانه لايريد سوءاً به وانما يريد ابطال كلام المرأة. فلما اراد الامام (عليه السلام) ان يخرج أحاطت به الاسود واخذت تمسح رؤوسها بثيابه فوضع الامام (عليه السلام) قدمه على اول درجة من السُّلم وامرها ان ترجع فرجعت وخرج الامام (عليه السلام).
          فقال المتوكل: أنزلي!
          قالت: الله! الله! ادعيت الباطل وانا بنت فلان
          حملني الضر على ما قلت.

          تعليق


          • #6

            نعزي الأمة السلامية والإمام المنتظر عجل الله فرجه بذكرى شهادة الإمام العاشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام علي النقي الهادي عليه السلام ففي مثل هذا اليوم من عام 254 هـ قضى عليه السلام مسموماً شهيداً صابراً محتسباً وغريباً، فصارت ( سر من رأى) كلها ضجة واحدة، مات ابن الرضا. وخرج الإمام ابو محمد العسكري بالبكاء والنحيب
            سيّدي يا سليل الدوحة النبويّة المباركة لقد قلتَ : « إنّ الله تعالى علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمّات إلاّ إليه ، ولا نتوكّل في الملمّات إلاّ عليه ، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا ».
            ولقد قال عزّ وجلّ : ( وابتغوا إليه الوسيلة ).
            سيّدي إنّكم والله الوسيلة التي تأخذ بنا إلى مظانّ الإجابة إذا سألناه تعالى منيبين. أعماقٌ تشرق بأحاسيس الولاء لآل العصمة والطهارة عليهم السلام ومصائب عزاء بشهادة الإمام عليّ الهادي عليه السلام.

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              عظم الله لكم الأجر اختي الغالية ام سارة بمصاب سيدي ومولاي الأمام الهادي عليه السلام
              ------------------------------------------------------------------------
              للحزن شمس في سمائك تطلع

              تجلو سحابا فوق ارضك يدمع
              شمس اذا حل الظلام طلوعة
              كبد السماء محلها والمطلع
              شمس لها شمس تغيب سماؤها
              عن جر ذيل الحزن لا تتورع
              شمسان واحدة تغيب لتترك
              الاخرى على افاقها تتشعشع
              بخيوطها الحمراء تنسج لؤلؤا
              مما به عين الغمامة تبدع
              عجبا لشمس لا تغيب وان غفت
              منا العيون على البصائر تسطع
              طلعت وعين القلب موضع نورها
              اعمته ابهارا فها هو ينبع
              حفت به اقمار ليل دامس
              فغدت وما فيها بريق يلمع
              ما ردها عن افقها في معجز
              احد فليت لها علي يرجع
              لتحيل ماء القلب في انهاره
              حمما صميم القلب حزنا تلذع
              تابى الجنائن ريها بمذابه
              اذ سخنته الشمس حكما يشرع
              بسماك يابن المصطفى عجب يرى
              شمس تغيب بافق شمس ترفع
              كسفت بعالمنا المضيئة منهما
              فاحالت الايام ليلا يهجع
              لكنما الاخرى تروف شعاعها
              ببساط قلب الحزن اذ يتقطع
              في عالم المعنى شموس قد خبت
              وبعالم الاحزان اخرى ترفع
              لله يابن محمد ما نلته
              من كف معتز سموم تنقع
              تركت قلوب الاهل بعدك ولها
              جزعا لها جزع العقيق ليجزع
              برقت باعينهم فها هي تشتكي
              بدموعها في الخد لما تودع
              ديما تراها لا تهب بطلها
              تروي بحار الحزن اذا تتجمع
              يا ذاهبا ذهبت به افراحنا
              هلا رجعت عسى بعودك تقرع
              يا دافعا عنا البلية من ترى
              عنا جيوش الحزن بعد يدفع
              من ذا يواسي فيك رزء مصابه
              والكل فيك معلل متفجع
              يا ذلك الوجه الذي بنقاب نسج
              الموت عن نظاره يتبرقع
              وجه الوجود لما اصابك قد نآى
              ليجيء وجه بالفناء ملفع
              شرعت لنا بلواك دربا لم يكن
              لولا رحيلك للعزية يشرع
              بسطت لنا الاتراح لا الافراح
              والارواح من اجسادها تستنزع
              كلماتها اهاتها نظراتها
              حسراتها زفراتها تسترجع
              ارزاءها ابناءها اباءها
              اشجاءها اعضاؤها تتقطع
              سلف الرزايا خلفوا خلفوا بمخاضها
              خلفا على افراحنا يتموضع
              وتوارثوا حلق البلاء وانها
              مذ ورثوها لو تزل تتوسع
              اتضيق لا والله كيف وقد سرت
              بوسيع صدرك غصة لا تجرع
              غصصا تجرعت الحناجر انما
              علقت فما لفظت ولا هي تبلع
              صرعت بمصرعك القلوب فياله
              حدث يهول صريعه والمصرع
              قصرت نواظرها واقذاها الاسى
              وتكاد من الم تشل الاربع
              لولا مشيئتها بلدم صدورها
              جزعا لبلواه تشل الاذرع
              وعليك من خوف الجفاء تقدمت
              تخطو الخطا نحو الضريح وتسرع
              ولديك خاشعة تسمر ظلها
              عن رغم ان القلب كاد يوزع
              رمقت ضريحك غير ان جفونها
              ذبلت فيا محرابها بك تركع
              تغضي فان اغضت فذاك سجودها
              فسجودها لركوعها يستتبع

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صل على محمد وال محمد
                ***************************
                هو الإمام العاشر من أئمة الشيعة الأثنى عشرية ذو المكارم والأيادي والمعجزات والفضائل المشهورة بين الخاص والعام والحاضر والبادي المعصوم العاشر والنور الباهر المعصوم الثاني عشر مولانا ومولى الجن والممكنات والبشر مبدأ الفضل والأيادي الإما مأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
                وهو(ع) رابع العليين الأربعة في الأئمة الأطهار بعد العليين الثلاثة الإمام أميرالمؤمنين (ع) والإمام زين العابدين (ع)والإمام الرضا (ع)
                فنسبه (ع) من نسب أبيه تلك الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا واصطفاها على البرية جميعا وزكاها على خلقه وجعلهم أئمة يهدون بامره تعالى .
                وأما أمه فكانت جارية اشتراها الإمام الجواد (ع) بسبعين دينار وكانت تسمى سمانة المغربية ويقال متفرشة ويقال أنها معروفة بالسيدة أم الفضل وهي من القانتات الصالحات وكان الإمام الهادي (ع) يقول على ما روي(( أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة ما يقربها شيطان مريد ولا ينالها كيد جبار عنيد وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام ولا تختلف عن أمهات الصديقين والصالحين .
                (مولده عليه السلام)
                ولد (ع) في قرية صربا بالقرب من المدينة المنورة يوم الثلاثاء في الثاني من شهر رجب الأصب من سنة اثنتي عشرة ومئتين للهجرة النبوية الشريفة وربما يؤيد ذلك ما ذكرناه في ولادة الإمام الجواد (ع) من الدعاء في أول رجب (( اللهم إني أسألك بالمولدين في رجب محمد بن علي الثاني وأبنه علي بن محمد المنتجب )) وهذا يؤيد ويرجح ذلك بل يعينه ويحدده وإن كانت هناك روايات غير ذلك .
                (كنيته وألقابه عليه السلام)
                يكنى (ع) بأبي الحسن ويقال له تمييزاً أبو الحسن الثالث بعد أبي الحسن الأول أمير المؤمنين (ع) وأبي الحسن الثاني جده الرضا (ع)
                وأما القابه فكثيرة منها : الهادي وهو اشهرها والعسكري والفقيه والمؤتمن والنقي والعالم والمرتضى والناصح والأمين والمتقي والطيب والنجيب والفتاح والمتوكل وغيرها .
                وقد كان (ع) يخفي اللقب الأخير أي المتوكل و يأمر أصحابه بأن يعرضوا تلقيبه به لكونه يومئذٍ لقباً للخليفة العباسي المعاصر وهو جعفر المتوكل المعاصر للإمام الهادي (ع) .
                وأما لقب العسكري فسببه أ ن جعفر المتوكل أشخصه من المدينة المنورة إلى بغداد إلى سر من رأى وكان يعسكر فيها الجيش ولذا سميت عسكراً وقد أقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر فلذلك قيل للإمام وولده (ع) العسكري نسبةً لها وإن غلب هذا اللقب على ولده الإمام الحسن العسكري (ع)
                مدح الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام
                (مناقبه وفضائله)
                1- العلم(فقد روي عنه في تنزيه الباري تعالى و توحيده و في أجوبة المسائل و أنواع العلوم الشي‏ء الكثير.
                فمما جاء عنه في تنزيه الباري تعالى ما رواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول أنه قال : إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به نأى في قربه و قرب في نأيه كيف الكيف بغير أن يقال كيف و أين الأين بلا أن يقال أين هو منقطع الكيفية و الأينية الواحد الأحد جل جلاله وتقدست أسماؤه.
                2- الحلم(ويكفي في ذلك حلمه عن بريحة بعد ما وشى به إلى المتوكل وافترى عليه و تهدده كما يأتي.
                3-الكرم والسخاء (قال ابن شهرآشوب في المناقب دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد وأحمد بن إسحاق الأشعري وعلي بن جعفر الهمداني على أبي الحسن العسكري فشكا إليه أحمد بن إسحاق دينا عليه فقال يا عمرو و كان وكيله ادفع إليه ثلاثين ألف دينار و إلى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار و خذ أنت ثلاثين ألف دينار )قال( فهذه معجزة لا يقدر عليها إلا الملوك و ما سمعنا بمثل هذا العطاء )اه( .
                وفي المناقب : قال إسحاق الجلاب اشتريت لأبي الحسن عليه‏السلام غنما كثيرة يوم التروية فقسمها في أقاربه.
                4-الهيبة والعظمة في قلوب الناس(في إعلام الورى بسنده عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي على باب المتوكل وأنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي و جعفري و نحن وقوف إذ جاء أبو الحسن فترجل الناس كلهم حتى دخل فقال بعضهم لبعض لمن نترجل؟لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا بأكبرنا سنا و الله لا ترجلنا له فقال أبو هاشم الجعفري و الله لتترجلن له صغرة إذا رأيتموه فما هو إلا أن أقبل و بصروا به حتى ترجل له الناس كلهم.فقال لهم أبو هاشم أ ليس زعمتم أنكم لا تترجلون له فقالوا له و الله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلن
                (النص على إمامته عليه السلام)
                كان الإمام الهادي (ع) مهئياً للإمامة والخلافة فقد كان (ع) أطيب الناس مهجة وأصدقهم لهجة وكان شكلاً أحسنهم واملحهم وكانت أوصافه كلها تجعله المبرَّز والمقدم لإمامة البشر كيف لا وهو من بيت الرسالة والإمامة ومقر الوصية والخلافة ؟! كيف لا وهو شعبه من روح النبوة منتضاه ومرتضاه وثمرة من شجرة الرسالة مجتناه ومجتباه .
                ومن تلك الأخبار المروية عن أبيه الجواد (ع) عن ابائه (ع) :
                روى عن اسماعيل بن مهزيار أنه قال : لما خرج أبو جعفر (ع) من المدينة المنورة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خروجه قلت له : جعلت فداك إني خائف عليك من هذه الوجه فإلى من الأمر بعدك ؟ فكرّ بوجهه (ع) إلي ضاحكاً وقال : ليس الأمر حيث ضننت في هذه السنة فلما استدعى به المعتصم صرت إليه فقلت له : جعلت فداك ها أنت خارج فإلى من الأمر من بعدك فبكى (ع) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم التفت إلي فقال : عند هذه يخاف علي فالأمر من بعدي إلى ابني علي فإن أمره امري وقوله قولي وطاعته طاعتي والإمامة بعده في ابنه الحسن .
                (سنوات عمره عليه السلام)
                انتقل أمر الإمامة والخلافة إليه (ع) وهو في مدينة جده الرسول (ص) عن شهادة أبيه الجواد (ع) في بغداد . وله (ع) يومئذٍ من العمر ثمان سنوات وأربعة أشهر قريباً من قدر سني عمر أبيه الجواد (ع) عند انتقال الأمر والخلافة إليه بعد أبيه الرضا (ع)وبقي سلام الله تعالى عليه في المدينة بعد شهادة أبيه الجواد (ع) بقية ملك المعتصم ما يقرب من سنتين حتى أنتقل الأمر للمتوكل ( لع) حيث أشخص الإمام (ع) من المدينة المنورة إلى سر من رأى التي تبعد عن بغداد مسيرة ثلاثة أيام وبعد هلاك المتوكل في الرابع من شهر شوال سنة سبع وأربعين ومأتين بويع ابنه محمد بن جعفر الملقب بالمنتصر إلى أن وصل الأمر في النهاية للمعتز بن المتوكل وأسمه الزبير وكان ذلك في السنة الثانية والثلاثين من إمامة أبي الحسن الهادي (ع) ثم كانت شهادة الإمام (ع) في السنة الرابعة والثلاثين من إمامته .
                وقد بقى (ع) في سامراء عشرين سنة وكانت مدة إمامته (ع) بعد أبيه الجواد (ع) أربعاً وثلاثين سنة ويوماً واحداً وقد تقدم انه (ع) أقام مع أبيه ما يقرب من ثمانية سنوات فيكون مجموع عمره الشريف (ع) نحو اثنين واربعين سنة.
                (أولاده عليه السلام)
                خلف الإمام الهادي (ع) خمسة أولاد أربعة ذكور وأنثى واحدة مسماة عالية والذكور هم : الإمام الحسن العسكري (ع) الإمام بعده والذي سنتعرض لسيرته تالياً إن شاء الله تعالى ومحمد صاحب الكرامات الباهرة والآيات الواضحة وهو المعروف بالسيد محمد والمدفون قريباً من سامراء على مسيرة ثمان ساعات وله قبة عالية ومزار مقصود في كل سنة وإن هذا السيد الجليل لكثرة ورعه ووفور علمه كان يظن انتقال الإمامة والخلافة إليه . ومن أولاد الإمام (ع) كذلك الحسين وأخيراً جعفر وهو المعروف بجعفر الكذاب والذي سبقت الإشارة إليه في حديث عن الإمام الصادق (ع) حول الحديث المروي عن الإمام السجاد (ع) وهذا كان عكس أخيه السيد محمد فقد ادعى الإمامة لنفسه بعد الإمام الهادي (ع) كذباً وافتراءً على الله ورسوله (ص)وإجتراء على الدين وقد سعى في إذاء أخيه الإمام الحسن العسكري (ع) وبعده في إذاء إمام العصر الحجة المنتظر (ع)وكان يلقب بزق خمر لكثرة شربه للخمر ولعبه بآلات اللهو والقمار وقد ورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (ع) في حقه أن سبيله سبيل ابن نوح (ع) وكان أبوه الهادي (ع) يقول فيه على ماروي تجنبوا ابني جعفر فإنه مني بمنزلة كنعان بن نوح النبي (ع) إذ قال (ع)ربِ إن ابني من أهلي فرد الله عليه بقوله تعالى(( يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ))
                وكان أبو محمد الحسن العسكري يقول على ماروي : الله الله أن يظهر لكم أخي على سر فوالله ما مَثلي ومَثلهُ إلا مَثل هابيل وقابيل ابني ادم (ع) حين حسد قابيلُ هابيل على ما اعطاه الله تعالى ولو تهيأ لجعفر قتلي لفعل ولكن الله غالبٌ على أمره .
                وقد أمعن الشيعة بعد أبي محمد (ع) وزادوا في هجره حتى تركوا السلام عليه ولكنه بعد استشهاد أخيه الإمام العسكري (ع) وبعد مماته ورد النهي من مولانا الحجة (ع) عن سب عمه جعفر ونهى شيعته عن لعنه وذكر (ع) لهم أن حاله حال أولاد يعقوب (ع) بمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد وفقه في اخر عمره للتوبة والرجوع للحق . والله بصير بالعباد .
                (علمه ومحاججاته عليه السلام)
                عاش الإمام الهادي (ع) في عصر كانت فيه المناقشات الفقهية والمجادلات الكلامية والمذاهب الفلسفية شاملة وعنيفة وكان على شبابه وصغر سنه بالنسبة إلى شيوخ الكلام واساطين الفلسفة يرجع إليه ويُسأل عن رأيه فكان الذروة في المعارف الدقيقة والأحكام الصائبة وكان قوله الفصل وحجته المفحمة .
                وقد تسالم العلماء والفقهاء على الرجوع إلى رأيه المشرّف في المسائل المعقدة والغامضة من أحكام الشريعة الإسلامية . إذ لم يكن هناك أحد يضارعه في ثرواته العلمية المذهلة التي شملت جميع أنواع العلوم من الحديث والفقه والفلسفة وعلم الكلام ، وغيرها من سائر العلوم .
                ومن الغريب أن المتوكل على الشيطان العباسي الذي كان من ألدِّ أعداء الإمام (ع) قدم رأي الإمام الهادي (ع) على أراء علماء عصره في المسائل التي اختلف فيها .
                وأثرت عن الإمام (ع) روايات عن النبي (ص) وعن أمير المؤمنين والباقر والصادق والرضا (ع)وكذلك محاججاته المبهرة عن امتناع رؤية الله عز وجل دنيا وأخره واستحالة التجسيم واستحالة وصفه وحقيقة التوحيد وإبطال الجبر والتفويض وأثرت عنه (ع) الأدعية والمناجات والزيارات أيضاً ومن أشهر زيارات الإمام الهادي (ع) لأبائه الأئمة الطاهرين الزيارة الجامعة .
                (ملوك عصره)
                عاصر صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه وابنائه الطاهرين سبعاً من خلفاء بني العباس : المأمون ، والمعتصم ، والواثق ، الذي ملك خمس سنين وسبعة أشهر ، وبعده ملك المتوكل أربع عشرة سنة ، ثم المنتصر الذي كان ملكه ستة أشهر ، ثم أحمد بن محمد المستعين ، الذي كان في أكثر أيامه مشتغلاً بالحرب والمنازعة مع المعتزلة ، وكانت مدة ملكه أربع سنين وشهراً ، ثم خُلع بعدها ، وبويع المعتز بن المتوكل الذي استشهد الإمام (ع) في عهده .
                (حياته بشكل عام وروابطه مع ملوك عصره)
                في عهد المعتصم سنة 220 هـ عندما استشهد أبوه (ع) في بغداد بواسطة السم الذي دس إليه ، كان الإمام العاشر (ع) في المدينة المنورة نال منصب الإمامة بامر من الله تعالى ووصية اجداده ، فقام بنشر التعاليم الإسلامية حتى زمن المتوكل .
                لقد كان جميع الملوك الذين عاصرهم الإمام الهادي (ع) يهابونه ويحذرونه ويخافونه ويكرهونه كما لأسلافهم مع أبائه لفرط ما كان له ولهم من محبة وإجلال في نفوس الناس .
                وكان أشد هؤلاء الملوك كرهاً لآل البيت ولعلي بن ابي طالب (ع) خاصة ، المتوكل ، بل لعله أشد ملوك بني العباس قاطبة ، كرهاً للإمام علي وابنائه (ع)وكان يعلن عداءه وتنفره لعلي (ع) فضلاً عن الكلام البذي الذي كان يتفوه به أحياناً وكان قد عين شخصاً يقلد أعمال الإمام علي (ع) في مجالسه ومحافله ، ويستهزئ وينال من تلك الشخصية العظيمة .
                وأمر بتخريب قبة الإمام الحسين (ع) وضريحه والكثير من الدور المجاورة له ، وأمر بفتح المياه على حرم الإمام الحسين (ع) وقبره ، وابذل أرضها إلى أرض زراعية كي يقضي على جميع معالم هذا المرقد الشريف .
                وفي زمن المتوكل اصبحت حالة السادة العلويين في الحجاز متدهورة ويرثى لها ، كانت نساؤهم تفتقر إلى ما يسترها ، والأغلبية منها كانت تحتفظ بعباءة بالية ، يتبادلها في أوقات الصلاة لأجل إقامتها ، وكان الوضع عن هذا في مصر بالنسبة إلى السادة العلويين .
                ومن الإهانات التي وجهها المتوكل لأهل البيت (ع) أنه استجعى الإمام الهادي (ع) في السنة العاشرة من خلافته واشخصه من المدينة إلى سر من رأى وكان سبب ذلك تهمة افتراها عليها بعض اعدائه فوجه المتوكل يحيي بن هرثمه ومعه ثلاثمائة رجل للمدينة المنورة ، ومعهم رسالة إلى الإمام (ع) يدعوه فيها إلى موافاته في سامراء ، واوصى يحيى بتفتيش دار الإمام (ع) ليضبطوا ما فيها من أسلحة وأدوات وعدة حرب ، كما أوصاه بنقل الإمام في غاية الإجلال والتبجيل والإحترام خوفاً من الشيعة والرأي العام .
                فلما وصل يحيى إلى الإمام (ع) وجده جالساً يقرأ القرآن ولم يجند الجند في بيته (ع) سوى مصاحف وكتب أدعية فأكبره القوم وأحترموه ولما سلمه يحيي كتاب المتوكل استجاب الإمام (ع) واستمهل ثلاثة أيام استعداداً للخروج .
                ولما علم الناس في المدينة المنورة بغرض يحيى من زيارة الإمام (ع) هاجوا عليه هياجاً عظيماً ، فجعل يحيى يسكنهم ويسكن روعهم وخرج الإمام (ع) معه ، وظهرت منه في الطريق معاجز كثيرة ، حتى دخل (ع) سامراء سنة ثلاث وثلاثين ومأتين من الهجرة المباركة
                فلما دخل الإمام (ع) سامراء احتجب المتوكل عنه ، ولم يعين داراً لنزوله (ع) حتى اضطر الإمام (ع) إلى النزول في خان الصعاليك وهو محل نزول الفقراء من الغرباء ، فدخل عليه صالح بن سعد وقال للإمام (ع) : جعلت فداك : في كل الأمور ارادوا إطفاء نورك والتقصير بك ، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع ؟ فأوما الإمام (ع) بيده فإذا بروضات أنقات وأنهار جاريات ، وجنات فيها خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون فحار بصر صالح ، وكثر عجبه فقال الإمام (ع) له : هذا لنا يا بن سعد لسنا في خان الصعاليك .
                ثم افرد المتوكل بعدئذٍ داراً للإمام (ع) فانتقل إليها ، وجعل اللعين ليلاً ونهاراً يسعى في إداء الإمام (ع) والعمل على تحقيره وتصغيره بين الناس ولكن دون جدوى ، حتى جعل يعمل التدابير والحيل لقتله (ع) إلا أنه لم يتيسر له ذلك ، وهكذا ظل دأبه مدة اربع سنين إلى أن كثرت وقاحته وزاد كفره ، وإظهار نصبه وعداوته علناً ، حتى دعا عليه الإمام الهادي (ع) فقتل في اليوم الثالث من دعائه (ع) ليلة الأربعاء لأربع خلون من شهر شوال سنة سبع وأربعين ومائتين للهجرة الشريفة علي يدي باغر التركي بمعاونة المنتصر ووصيف التركي وقتلا هو وخادمه الفتح بن خاقان اللذين كانا سكرانين ثملين ، وانتقل إلى مقره من جهنم وبئس المصير ، وكان ذلك في السنة السابعة والعشرين من إمامته (ع) .
                وهكذا كان حال الملوك الذين تولوا الملك بعد المتوكل وقد نسب إلى كل الخلفاء الثلاثة الذين تولوا الملك بعده أنهم دسوا االسم للإمام (ع) ليتخلصوا منه ، وليس ذلك ببعيد عنهم .
                ولكنهم كانوا أخف وطأة على الإمام وشيعته بسبب منازعاتهم الفقهية والفلسفية والكلامية مع المعتزلة وسواهم
                (رثاء الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام)
                هو النقيُ لم يزل نقيّا***وكان عند ربهِ مرضيّا


                قضى شهيداً في ديارِ الغربة ***في شدةٍ و حنةٍ و كربة


                بكتهُ عينُ الرشد و الهداية***حيثُ هوى منها أجّلُ راية


                بكتهُ عينُ الفلكِ الدوّاري ***حزناً على المُديرِ و المداري


                بكاهُ جدهُ النبيُ المجتبى***كأنهُ ضياءُ عينهِ خبا


                بكتهُ أعينُ البدورِ النيرة ***آباءهُ الغرُ الكرامُ البررة
                (شهادته عليه السلام )
                استشهد الإمام الهادي (ع) في مدينة سر من رأى ، التي نقله إليها المتوكل - كما اسلفنا - والتي ابقاه هو وسلاطين بني العباس من بعده فيها عشرين سنة ليكون قريباً منهم ، خاضعاً لمراقبتهم ، بعيداً عن كل ما يحتمل أن يتحرك لطلب الخلافة له . ورغم ان الإمام (ع) كان في الواقع رهينة عندهم ، فإنهم لم يتوانوا عن العمل للتخلص منه نهائياً ، وينسب المورخون السبب استشاد الإمام الهادي (ع) إلى السم الذي دسه له المعتز الذي استشهد الإمام (ع) في السنة الثانية من عهده ( وينسب البعض إلى المستعين الذي كان قبل المعتز ، دس السم للإمام (ع) أيضاً ) بل إن البعض ينسب دس السم إلى المعتمد العباسي الذي تولى الخلافة بعد استشاد الإمام الإمام (ع) . أي أن المعتمد عمد إلى محاولة قتل الإمام (ع) قبل أن يصبح خليفة ، والمشهور أن المعتز هو الذي قتل الإمام (ع)
                وقد كانت شهادته (ع) في الثالث من شهر رجب المرجب في السنة الرابعة والخمسين بعد المائتين من الهجرة النبوية المباركة ، ودفن (ع) في بيته ويقع على بعد 120كم شمال بغداد ، وله مزار عظيم تعلوه قبة ذهبية كبيرة .

                تعليق


                • #9
                  الامام الهادي عليه السلام ..
                  هو الامام العاشر من ائمة الهدى .ع .وهو من كنوز الاسلام ومن مناجم التقوى والايمان .وكان الصوت الناطق بالحق أمام طغيان الحكم العباسي وجبروته ،لم يستجب في جميع فترات حياته لأية نزعة من النزعات المادية التي لا تتصل بالحق ،فقد اثر طاعة الله على كل شيئ ..
                  ��������������
                  نبوغه المبكر ..
                  ملك الامام الهادي في طفولته المبكرة من الذكاء والنبوغ مايذهل الافكار ،وكان من نبوغه أن المعتصم العباسي بعد ما اغتال أباه الجواد عهد الى عمر بن الفرج أن يشخص الى يثرب ليختار معلما للامام الهادي البالغ من العمر ست سنين واشهرا وامر أن يكون المعلم معروفا بالنصب والعداء لأهل البيت ظانا أنه يغذيه بالنصب والعداء لهم وما عرف ان الائمة الطاهرين هبة من الله تعالى لعباده قد زكاهم وطهرهم من الرجس تطهيرا ..
                  ولما انتهى عمر بن فراج الى يثرب التقى بالوالي وعرفه بمهمته فأرشده الى الجنيدي ،وكان شديد البغض والعداء الى السادة العلويين فارسل خلفه ،وعرض عليه ما أمر به المعتصم فاستجاب لذلك ،وعين له راتبا شهريا ،وامره أن يمنع الشيعة من زيارته والاتصال به ،وقام الجنيدي بتعليم الامام ،وقد ذهل من حدة ذكائه ،فقد سأله محمد بن جعفر قائلا:
                  (ما حال هذا الصبي -يعني الامام الهادي -الذي تؤدبه ؟).
                  فأنكر الجنيدي ذلك وراح يبدي اعجابه واكباره للامام قائلا
                  (أتقول هذا الصبي !!ولاتقول هذا الشيخ ،أنشدك بالله هل تعرف بالمدينة من هو أعرف مني بالأدب والعلم ؟).
                  (لا.)
                  (أني والله لأذكر الحرف في الأدب ،وأظن أني قد بالغت فيه،ثم انه يفتح علي أبوابا استفيد منها ،فيظن الناس أني أعلمه ،وأنا والله اتعلم منه..).
                  وانطوت الايام فالتقى محمد بن جعفر بالجنيدي وقال له :
                  (ما حال هذا الصبي ؟)
                  فأنكر عليه الجنيدي وقال له :
                  (دع عنك هذا القول ،والله تعالى لهو خير أهل الأرض ،وأفضل من برأه الله تعالى ،وأنه ربما هم بدخول الحجرة فأقول له :حتى تقرأسورة فيقول :أي سورة تريد أن أقرأها ؟فأذكر له السور الطوال ،ما لم يبلغ اليها فيسرع بقرأتها بما لم اسمع أصح منه ،وكان يقرءها بصوت أطيب من مزامير داود ،وانه حافظ للقرأن من اوله الى أخره ،ويعلم تأويله وتنزيله ).
                  وأضاف الجنيدي قائلا:
                  (هذا صبي صغير نشأ بالمدينة بين الجدران السود ،فمن علم هذا العلم الكبير ،ياسبحان الله !!)
                  ونزع الجنيدي عن نفسه النصب والعداء لاهل البيت ودان بالمودة والولاء لهم .
                  ولا تعليل لهذه الظاهرة الا القول بما تذهب اليه الشيعة من ان الله تعالى قد منح الأئمة الطاهرين العلم والحكمة وأتاهم من الفضل مالم يؤت احدا من العالمين ..
                  ������������������������������
                  انالنا الله شفاعتهم دنيا واخرة ورزقنا واياكم حسن العاقبة..

                  تعليق


                  • #10
                    اشراقات عسكريه ..


                    لماذا دفن الإمام علي الهادي (عليه السلام) في بيته ؟...



                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    🌟 لقد جرت العادة عند العامة والخاصة أنّه إذا توفي أحدٌ أن يدفن في المكان المعدّ للموتى المسمّى ـ بالمقبرة أو الجبّانة ـ كما هو المتعارف في هذا العصر أيضاً، ولا يختلف هذا الأمر بالنسبة لأي شخص مهما كان له من المكانة والمنزلة، فقد كان ولا يزال في المدينة المحل المُعدّ للدّفن ـ البقيع ـ

                    ☀ أنّه مثوى لأئمة أهل البيت(عليهمالسلام) ، وزوجات النبي(صلى الله عليه وآله)، وأولاده، وكبار الصحابة والتابعين وغيرهم، كما وأن مدفن الإمامين الجوادين(عليهما السلام) في مقابر قريش.

                    ☀🌟 وأماالسبب في دفن الإمام الهادي(عليه السلام) داخل بيته ، يعود الى حصول ردود الفعل من الشيعة يوم استشهاده(عليه السلام) وذلك عندما اجتمعوا لتشييعه مظهرين البكاءوالسخط على السلطة والذي كان بمثابة توجيه أصابع الاتهام الى الخليفة لتضلّعه فيقتله.

                    ☀والشارع الذي اُخرجت جنازة الإمام(عليه السلام) إليه الأثر الكبير، حيث كان محلاً لتواجد معظم الموالين لآل البيت(عليهم السلام) إذ ورد في وصفه:

                    ☀الشارع الثّاني يعرف بأبي أحمد.. أول هذا الشارع من المشرق داربختيشوع المتطبّب التي بناها المتوكل، ثم قطائع قواد خراسان وأسبابهم من العرب، ومن أهل قم، وإصبهان ،وقزوين ، والجبل ، وآذربيجان، يمنة في الجنوب ممّا يلي القبلة .

                    🌟 ويشير الى تواجد أتباع مدرسة أهل البيت في سامراء المظفري في تاريخه إذ يقول: فكم كان بين الجند، والقواد، والاُمراء، والكتّاب، من يحمل بين حنايا ضلوعه ولاء أهل البيت(عليهم السلام) .

                    كلّ هذاأدّى الى اتّخاذ السلطة القرار بدفنه(عليه السلام) في بيته، وإن لم تظهر تلك الصورة في التاريخ بوضوح، إلا أنه يفهم ممّا تطرق إليه اليعقوبي في تاريخه عندذكره حوادث عام (254 هـ ) ووفاة الإمام الهادي(عليه السلام) حيث يقول:

                    وبعث المعتز بأخيه أحمد بن المتوكّل فصلّى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد،فلمّا كثر الناس واجتمعوا كثر بكاؤهم وضجّتهم، فردّ النعش الى داره، فدفن فيها...

                    🌟 وتمكّنوابذلك من إخماد لهيب الانتفاضة والقضاء على نقمة الجماهير الغاضبة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على وجود التحرّك الشيعي رغم الظروف القاسية التي كان يعاني منها ائمة أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم من سلطة الخلافة الغاشمة.

                    ☀☀☀☀☀☀

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X