إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اقوال العلماء الاعلام في مشاهدة ورؤية الامام الحجة (عليه السلام ) ..........

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اقوال العلماء الاعلام في مشاهدة ورؤية الامام الحجة (عليه السلام ) ..........

    بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد.
    دارنقاش بيني وبين احد الاخوة المؤمنين بخصوص مشاهدة الامام الحجة بن الحسن عليه السلام وقال بان المشاهدة مع معرفة الامام بشخصه مكذوبة بنص قول الامام هذا مضمون كلامه . وهذا الراي وان كان موجودا ولكن هناك اراء كثيرة ترفض وتناقش وتناقض هذا الراي ولاتاخذ به واليكم احبتي القراء الكرام الافاضل . اراء العلماء الاعلام بخصوص هذه المسالة :

    بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [151]

    23 * (باب) * * (من ادعى الرؤية في الغيبة الكبرى وانه يشهد ويرى الناس ولا يرونه وسائر أحواله عليه السلام في الغيبة) : خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري: يا علي بن محمد السمري اسمع ! أعظم الله أجر إخوانك فيك، فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الامد، وقسوة القلوب، وامتلاء الارض جورا، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ك: الحسن بن أحمد المكتب مثله (1). بيان: لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الاخبار من جانبه عليه السلام إلى الشيعة، على مثال السفراء لئلا ينافي الاخبار التي مضت وستأتي فيمن راه عليه السلام والله اعلم .
    ************************************************** ******

    *بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [318]
    * (فائدتان مهمتان) * * (الاولى) * روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الحسن بن أحمد المكتب والطبرسي في الاحتجاج مرسلا أنه خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري: يا علي بن محمد السمري اسمع أعظم الله أجر إخوانك فيك، فانك ميت ما بينك وما بين ستة أيام، فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد الأمد، وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). وهذا الخبر بظاهره ينافي الحكايات السابقة وغيرها مما هو مذكور في البحار والجواب عنه من وجوه: الاول: أنه خبر واحد مرسل، غير موجب علما، فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل ومن بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره عليه السلام، فكيف يجوز الاعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله، وهو الشيخ في الكتاب المذكور كما يأتي كلامه فيه، فكيف بغيره والعلماء الأعلام تلقوها بالقبول، وذكروها في زبرهم وتصانيفهم، معولين عليها معتنين بها.
    (1) راجع غيبة الشيخ ص 257 وقد أخرجه في البحار باب أحوال السفراء ج 51 ص 361 عن غيبة الشيخ وكمال الدين (ج 2 ص 193). فراجع.

    ************************************************** **************
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [319]
    الثاني: ما ذكره في البحار بعد ذكر الخبر المزبور ما لفظه: لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة، وإيصال الأخبار من جانبه إلى الشيعة على مثال السفراء لئلا ينافي الأخبار التي مضت وسيأتي فيمن رآه عليه السلام والله يعلم (1). الثالث: ما يظهر من قصة الجزيرة الخضراء، قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل المازندراني: فقلت للسيد شمس الدين محمد وهو العقب السادس من أولاده عليه السلام: يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر عليه السلام أنه قال: لما امر بالغيبة الكبرى: من رآني بعد غيبتي فقد كذب، فكيف فيكم من يراه ؟ فقال: صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته، وغيرهم من فراعنة بني العباس، حتى أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره، وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء، وبلادنا نائية عنهم، وعن ظلمهم وعنائهم، الحكاية (2). وهذا الوجه كما ترى يجري في كثير من بلاد أوليائه عليهم السلام. الرابع: ما ذكره العلامة الطباطبائي في رجاله في ترجمة الشيخ المفيد بعد ذكر التوقيعات (3) المشهورة الصادرة منه عليه السلام في حقه ما لفظه: وقد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبرى، مع جهالة المبلغ، ودعواه المشاهدة المنافية بعد الغيبة الصغرى، ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن، واشتمال التوقيع على الملاحم والإخبار عن الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله وأولياؤه باظهاره لهم، وأن المشاهدة المنفية أن يشاهد الامام عليه السلام ويعلم أنه الحجة عليه السلام حال مشاهدته له، ولم يعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك. وقال رحمه الله في فوائده في مسألة الاجماع بعد اشتراط دخول كل من
    ---
    (1) راجع ج 52 ص 151 باب من ادعى الرؤية في الغيبة الكبرى. (2) راجع ج 52 ص 172 " باب نادر فيمن رآه عليه السلام ". (3) ذكرها المجلسي رحمه الله في باب ما خرج من توقيعاته عليه السلام راجع ص 174 - 178 من هذا المجلد.
    ---
    ************************************************** *******
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [320]

    لا نعرفه: وربما يحصل لبعض حفظة الأسرار من العلماء الأبرار العلم بقول الامام عليه السلام بعينه على وجه لا ينافي امتناع الرؤية في مدة الغيبة، فلا يسعه التصريح بنسبة القول إليه عليه السلام فيبرزه في صورة الاجماع، جمعا بين الأمر باظهار الحق والنهي عن إذاعة مثله بقول مطلق، انتهى. ويمكن أن يكون نظره في هذا الكلام إلى الوجه الآتي. الخامس: ما ذكره رحمه الله فيه أيضا بقوله: وقد يمنع أيضا امتناعه في شأن الخواص وإن اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار، ودلالة بعض الآثار. ولعل مراده بالآثار الوقائع المذكورة هنا وفي البحار أو خصوص ما رواه الكليني في الكافي والنعماني في غيبته والشيخ في غيبته بأسانيدهم المعتبرة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، ولا بد له في غيبته من عزلة، وما بثلاثين من وحشة (1). وظاهر الخبر كما صرح به شراح الأحاديث أنه عليه السلام يستأنس بثلاثين من أوليائه في غيبته، وقيل: إن المراد أنه على هيئة من سنه ثلاثون أبدا وما في هذا السن وحشة وهذا المعنى بمكان من البعد والغرابة، وهذه الثلاثون الذين يستأنس بهم الامام عليه السلام في غيبته لا بد أن يتبادلوا في كل قرن إذ لم يقدر لهم من العمر ما قدر لسيدهم عليه السلام ففي كل عصر يوجد ثلاثون مؤمنا وليا يتشرفون بلقائه.
    ---
    (1) راجع الكافي في ج 1 ص 340، غيبة النعماني ص 99، غيبة الشيخ ص 111 وقد ذكره المجلسي - رضوان الله عليه - في ج 52 ص 153 و 157، وقال: يدل على كونه عليه السلام غالبا في المدينة وحواليها وعلى أن معه ثلاثين من مواليه وخواصه، ان مات أحدهم قام آخر مقامه. أقول: ويؤيده ما رواه الشيخ في غيبته ص 111 عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان لصاحب هذا الامر غيبتين احداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه الانفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره الا المولى الذي يلي أمره.
    ************************************************** ******
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [321]
    وفي خبر علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي المروي في إكمال الدين وغيبة الشيخ (1) ومسند فاطمة عليها السلام لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وفي لفظ الأخير أنه قال له الفتى الذي لقيه عند باب الكعبة، وأوصله إلى الامام عليه السلام: ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قال: الامام المحجوب عن العالم، قال: ما هو محجوب عنكم ولكن حجبه سوء أعمالكم. الخبر. وفيه إشارة إلى أن من ليس له عمل سوء فلا شئ يحجبه عن إمامه عليه السلام وهو من الأوتاد أو من الأبدال، في الكلام المتقدم عن الكفعمي، رحمه الله. وقال المحقق الكاظمي في أقسام الاجماع الذي استخرجه من مطاوي كلمات العلماء، وفحاوي عباراتهم، غير الاجماع المصطلح المعروف: وثالثها أن يحصل لأحد من سفراء الامام الغائب عجل الله فرجه، وصلى عليه، العلم بقوله إما بنقل مثله له سرا، أو بتوقيع أو مكاتبة، أو بالسماع منه شفاها، على وجه لا ينافي امتناع الرؤية في زمن الغيبة، ويحصل ذلك لبعض حملة أسرارهم، ولا يمكنهم التصريح بما اطلع عليه، والاعلان بنسبة القول إليه، والاتكال في إبراز المدعى على غير الاجماع من الأدلة الشرعية، لفقدها. وحينئذ فيجوز له إذا لم يكن مأمورا بالاخفاء، أو كان مأمورا بالاظهار لا على وجه الافشاء أن يبرزه لغيره في مقام الاحتجاج، بصورة الاجماع، خوفا من الضياع وجمعا بين امتثال لأمر باظهار الحق بقدر الامكان، وامتثال النهي عن إذاعة مثله لغير أهله من أبناء الزمان، ولا ريب في كونه حجة أما لنفسه فلعلمه بقول الامام عليه السلام، وأما لغيره فلكشفه عن قول الامام عليه السلام أيضا غاية ما هناك أنه يستكشف قول الإمام عليه السلام بطريق غير ثابت، ولا ضير فيه، بعد حصول الوصول إلى ما انيط به حجية الإجماع، ولصحة هذا الوجه وإمكانه شواهد تدل عليه: منها كثير من الزيارات والآداب والأعمال المعروفة التي تداولت بين الإمامية ولا مستند لها ظاهرا من أخبارهم، ولا من كتب قدمائهم الواقفين على آثار
    ---
    (1) ونقله المجلسي رحمه الله في ج 52 ص 9 و 32 فراجع.
    ************************************************** ******
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [322]
    الأئمة عليهم السلام وأسرارهم، ولا أمارة تشهد بأن منشأها أخبار مطلقة، أو وجوه اعتبارية مستحسنة، هي التي دعتهم إلى إنشائها وترتيبها، والاعتناء لجمعها وتدوينها كما هو الظاهر في جملة منها، نعم لا نضائق في ورود الأخبار في بعضها. ومنها ما رواه والد العلامة وابن طاووس عن السيد الكبير العابد رضي الدين محمد بن محمد الآوي - إلى آخر ما مر في الحكاية السادسة والثلاثين (1). ومنها قصة الجزيرة الخضراء المعروفة المذكورة في البحار، وتفسير الأئمة عليهم السلام وغيرها. ومنها ما سمعه منه علي بن طاووس في السرداب الشريف (2). ومنها ما علم محمد بن علي العلوي الحسيني المصري في الحائر الحسيني وهو بين النوم واليقظة، وقد أتاه الا إمام عليه السلام مكررا وعلمه إلى أن تعلمه في خمس ليال وحفظه ثم دعا به واستجيب دعاؤه، وهو الدعاء المعروف بالعلوي المصري وغير ذلك. ولعل هذا هو الأصل أيضا في كثير من الأقوال المجهولة القائل، فيكون المطلع على قول الامام عليه السلام لما وجده مخالفا لما عليه الامامية أو معظمهم، ولم يتمكن من إظهاره على وجهه، وخشي أن يضيع الحق ويذهب عن أهله، جعله قولا من أقوالهم، وربما اعتمد عليه وأفتى به من غير تصريح بدليله لعدم قيام الأدلة الظاهرة باثباته، ولعله الوجه أيضا فيما عن بعض المشايخ من اعتبار تلك الأقوال أو تقويتها بحسب الامكان، نظرا إلى احتمال كونها قول الإمام عليه السلام ألقاها بين العلماء، كيلا يجمعوا على الخطاء، ولا طريق لا لقائها حينئذ إلا بالوجه المذكور. وقال السيد المرتضى في كتاب تنزيه الأنبياء في جواب من قال: " فإذا كان الإمام عليه السلام غائبا بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق ولا ينتفع به، فما الفرق
    -------

    (1) راجع ص 271 - 273 مما سبق في هذا المجلد. (2) راجع ص 302 - 306.
    ************************************************** ******
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [323]
    بين وجوده وعدمه الخ ": قلنا الجواب أول ما نقوله: إنا غير قاطعين على أن الامام لا يصل إليه أحد، ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم، ولا سبيل إلى القطع عليه الخ. وقال أيضا في جواب من قال: إذا كانت العلة في استتار الإمام، خوفه من الظالمين، واتقاءه من المعاندين، فهذه العلة زائلة في أوليائه وشيعته، فيجب أن يكون ظاهرا لهم: بعد كلام له - وقلنا أيضا إنه غير ممتنع أن يكون الامام يظهر لبعض أوليائه ممن لا يخشى من جهته شيئا من أسباب الخوف، وإن هذا مما لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه، وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه، ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره. وله في كتاب المقنع في الغيبة كلام يقرب مما ذكره هناك. وقال الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في كتاب الغيبة في الجواب عن هذا السؤال بعد كلام له: والذي ينبغي أن يجاب عن هذا السؤال الذي ذكرناه عن المخالف أن نقول: إنا أولا لانقطع على استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يبرز لأكثرهم ولا يعلم كل إنسان إلا حال نفسه، فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة، وإن لم يكن ظاهرا علم أنه إنما لم يظهر له لأمر يرجع إليه، وإن لم يعلمه مفصلا لتقصير من جهته الخ (1). وتقدم كلمات للسيد علي بن طاووس تناسب المقام خصوصا قوله مع أنه عليه السلام حاضر مع الله جل جلاله على اليقين وإنما غاب من لم يلقه عنهم، لغيبته عن حضرة المتابعة له، ولرب العالمين (2). وفيما نقلنا من كلماتهم وغيرها مما يطول بنقله الكتاب كفاية لرفع الاستبعاد وعدم حملهم الخبر على ظاهره، وصرفه إلى أحد الوجوه التي ذكرناها.
    --------

    (1) وقد مر نقله في ج 51 ص 196 مستوفى، عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره ص 75. (2) راجع ص 304 مما سبق.

    ************************************************** **************
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [324]
    السادس أن يكون المخفي على الأنام، والمحجوب عنهم، مكانه عليه السلام ومستقره الذي يقيم فيه، فلا يصل إليه أحد، ولا يعرفه غيره حتى ولده، فلا ينافي لقاءه ومشاهدته في الأماكن والمقامات التي قد مر ذكر بعضها، وظهوره عند المضطر المستغيث به، الملتجئ إليه التي انقطعت عنه الأسباب واغلقت دونه الأبواب. وفي دعوات السيد الراوندي ومجموع الدعوات للتلعكبري وقبس المصباح للصهر شتي في خبر أبي الوفاء الشيرازي أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم: وأما الحجة، فإذا بلغ منك السيف للذبح، وأومأ بيده إلى الحلق، فاستغث به فانه يغيثك، وهو غياث وكهف لمن استغاث، فقل: يا مولاي يا صاحب الزمان أنا مستغيث بك، وفي لفظ: وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف هنا، ووضع يده على حلقه، فاستعن به فانه يعينك. ومما يؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ والنعماني في كتابي الغيبة عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما يطول، حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده، ولا غيره إلا الذي [يلي] أمره (1). وروى الكليني عن إسحاق بن عمار قال أبو عبد الله عليه السلام: للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة: الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه. ورواه النعماني وفي لفظه بدون الاستثناء في الثاني، ورواه بسند آخر عنه عليه السلام قال: للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة الاولى لا يعلم بمكانه إلا خاصة [شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه إلا خاصة] مواليه في دينه (2).
    ---
    (1) راجع غيبة الشيخ ص 111، غيبة النعماني ص 89، وقد أخرجه المجلسي رحمه الله في ج 52 ص 153 فراجع. (2) الكافي ج 1 ص 340، غيبة النعماني ص 89.
    ************************************************** **************
    بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [325]
    وليس في تلك القصص ما يدل على أن أحدا لقيه عليه السلام في مقر سلطنته ومحل إقامته. ثم لا يخفى على الجائس في خلال ديار الأخبار أنه عليه السلام ظهر في الغيبة الصغرى لغير خاصته ومواليه أيضا، فالذي انفرد به الخواص في الصغرى هو العلم بمستقره، وعرض حوائجهم عليه عليه السلام فيه، فهو المنفي عنهم في الكبرى، فحالهم وحال غيرهم فيها كغير الخواص في الصغرى، والله العالم. * (الثانية) * أنه قد علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة، والمواظبة. على التضرع والانابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني على مشرفه السلام أو أربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه عليه السلام ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع، معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص، ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شئ مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده. ففي الكافي: ما أخلص عبد الإيمان بالله وفي رواية ما أجمل عبد ذكر الله أربعين صباحا إلا زهده في الدنيا، وبصره داءها ودواءها وأثبت الحكمة

    ************************************************** *******
    الكتاب :
    رجال الخاقاني
    الجزء 1/الصفحة 205 :

    فكانت الغيبة الصغرى اربعا وسبعين سنة ثم وقعت بعد ذلك الغيبة الكبرى التى نحن فيها نسال الله جل شانه ونضرع إليه ان يعجل فرجه وفرجنا به ولعل ما نفاه - عليه السلام من دعوى المشاهدة وان المدعى كذاب مفتر انما هو دعوى المشاهدة متى شاء على الاستمرار كما كان للابواب الاربعة مخافة الانتحال لجمع الاموال لاما قد يقع لبعض الصلحاء الابرار أو المتحيرين في القفار من المشاهدة بعض الاحيان مع المعرفة له صلوات الله عليه وعلى ابائه أو بدونها.

    ************************************************** ******
    الكتاب :
    الإساءة إلى القائم عليه السلام ليست أول قارورة كسرت في الإسلام .الجزء 3/ الصفحة 1 :
    والمقصود من قوله عليه السلام: (وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة) بقرينة الصدر: أن المراد بدعوى المشاهدة هي المشاهدة على نحو ما وقع للسفراء الأربعة، وبهذا الوجه ونحوه كما سيأتي لا تنافي بين هذا التوقيع وبين الوقائع الكثيرة المذكورة في كتب عديدة؛ كالبحار والنجم الثاقب ودار السلام للعراقي وغيرها الدالة على وقوع المشاهدة في
    زمان الغيبة الكبرى لكثير من المؤمنين الذين فازوا بشرف لقائه.


    ************************************************** **************

    الكتاب : الفجر المقدس المهدي عليه السلام
    الجزء 1/الصفحة 23/القسم الاول (الغيبة : الصغرى – الكبرى ) :

    وبدأت تظهر أجيال جديدة اعتادت غيبة الإمام (عليه السلام) وفكرة القيادة وراء حجاب ، وأصبحت معدة ذهنيا بشكل كامل لتقبل فكرة الغيبة الكبرى واحتجاب الإمام عن قواعده الشعبية تماما.
    وهذا واضح جدا في التسلسل الطبيعي لتطور الأحداث ، والتدرج في الاحتجاب ، ومع ذلك يواصل الإمام (عليه السلام) في مسيرة المخطط العام وذلك بمساندة إنجاح مرجعية الشيخ المفيد (336هـ - 413هـ) باعتبارها أول مرجعية موالية للإمام (عليه السلام) بعد فترة الغيبة الصغرى ، وفي بداية عهد الغيبة الكبرى ، حتى يصبح للقواعد الشعبية المؤمنة ثقة في المراجع وعلماء الدين.
    فمن الحكايات المعروفة المشهورة(3): حكاية فتوى الشيخ المفيد في قضية (المرأة المتوفاة وفي بطنها جنين حي) ثم إصلاح الفتوى من قبل الإمام (عليه السلام): يذكر أن أحد القرويين - في العراق - وفد إلى مجلس الشيخ المفيد و سأله عن امرأة حامل ماتت وجنينها حيّ في بطنها ، هل تدفن هكذا ، أم تشق بطنها و يستخرج الطفل منها؟ فأجاب الشيخ: ادفنوها هكذا ، فخرج الرجل عائداً أدراجه وفي أثناء الطريق ، رأى فارساً مسرعاً يتبعه ، وحين وصل إليه ترجل وقال له: يا رجل ، الشيخ المفيد يقول: شقوا بطن هذه المتوفاة واخرجوا الطفل ثم ادفنوها. والتزم القروي بهذا التصحيح. وبعد مدة أخبر الشيخ المفيد بما جرى ، فقال: إنه لم يرسل أحداً ولاشك إن الفارس هو صاحب الزمان (عليه السلام) وبالفعل التزم بيته لا يغادر حتى جاءه التوقيع من صاحب الأمر (عليه السلام): {عليكم الإفتاء وعلينا تسديدكم وعصمكم من الخطأ} فما كان من الشيخ المفيد إلا إن عاود الجلوس على منبر الفتيا.
    وهنا لابدّ من الإشارة إلى أن جل هدفنا من هذه الحادثة هو إثبات إن مراجع التقليد الأتقياء والعلماء العظام الزاهدين ، كانوا على الدوام موضعا للعناية الخاصة من قبل إمام العصر (عليه السلام) سواء كانت هذه العناية والرعاية على شكل لقاء أو إظهار للتقدير أو تقديم للشكر أو الدعاء بالخير أو الإرشاد والتوجيه أو تصحيح الاشتباهات والأخطاء إلى غير ذلك .. كما أشار الإمام (عليه السلام) في تصريح الكتاب الصادر عنه إلى الشيخ المفيد - قدس سره- حينما قال: {إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم البلاء واصطلمكم الأعداء} (4)


    ************************************************** *******


  • #2
    اقوال العلماء الاعلام في مشاهدة ورؤية الامام الحجة (عليه السلام ) ... تكملة ....

    حول رؤية المهدي المنتظر عليه السلام
    تأليف: حسين الكوراني
    الجزء 3 /الصفحة 1


    * والسؤال الذي أحاول هنا الإجابة عنه:
    هل يمكننا أن نرى الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف في عصر الغيبة الكبرى؟ أم أن ذلك ممتنع نظراً لما جاء في هذا التوقيع؟
    * والجواب: لا شك في أن النيابة الخاصة - بمعنى أن يكون شخص على صلة مستمرة به عليه السلام. يعرض الناس مشاكلهم عليه, ويعرضها بدوره على الإمام المنتظر صلوات الله عليه, كما كان الأمر في الغيبة الصغرى - أمر انتهى بانتهاء تلك الغيبة،
    وكل رواية تنفي إمكان الرؤية والمشاهدة في عصر الغيبة الكبرى ينبغي حملها على نفي هذا النوع من المشاهدة المقترنة بنيابة خاصة, وقد صرّح بهذا جمع من كبار العلماء رضوان الله عليهم, وتدل نصوصهم بكل وضوح على أن التشرف بلقائه عليه السلام ممكن, بل صرّح أكثرهم بوقوعه. وإليك جانباً من أقوالهم:
    1 - السيد المرتضى ( 355 - 436 هـ ):
    قال عليه الرحمة:
    " ، إنه غير ممتنع أن يكون الإمام عليه السلام يظهر لبعض أوليائه ممن لا يخشى من جهته شيئاً من أسباب الخوف، فإن هذا ما لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه، وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه، ولا سبيل إلى العلم بحال غيره".(13)
    * وجواباً عن سؤال آخر قال عليه الرحمة:
    " أول ما نقوله: إنا غير قاطعين على أن الإمام عليه السلام لا يصل إليه أحد ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم، ولا سبيل إلى القطع عليه".(14)
    2- صاحب كنز الفؤائد الشيخ الكراجكي ( ت 449 هـ ):
    قال رحمه الله في معرض بيان الفائدة من وجود الإمام رغم غيبته:
    " ولسنا مع ذلك نقطع على أن الإمام عليه السلام لا يعرفه أحد، ولا يصير ( يصل ) إليه، بل قد يجوز أن يجتمع به طائفة من أوليائه تستر اجتماعها به وتخفيه".(15)
    * وقال أيضاً:
    "وإمام الزمان عليه السلام، وإن كان مستتراً عنهم بحيث لا يعرفون شخصه، فهو موجود بينهم يشاهد أحوالهم ( الفقهاء ) ويعلم أخبارهم، فلو انصرفوا عن النقل وضلّوا عن الحق لما وسعته التقيّة، ولأظهره الله سبحانه ومنع منه، إلى أن يبين الحق ويثبت الحجة على الخلق".(16)
    3- الشيخ الطوسي ( 385 -460 هـ ):
    في مقام الإجابة عن السؤال المتقدم قال عليه الرحمة:
    " وما ينبغي أن يقال في الجواب هو أننا لا نقطع على استتاره عن جميع أوليائه، بل يجوز أن يظهر لأكثرهم".(17)
    * وفي معرض الحديث عن ظهوره عليه السلام قال رحمه الله:
    " إن الأعداء، وإن حالوا بينه وبين الظهور على وجه التصرف والتدبير، فلم يحولوا بينه وبين لقاء من شاء من أوليائه على سبيل الإختصاص، وهو يعتقد طاعته ويوجب اتباع أمره ".(18)
    4- السيد ابن طاووس (589 -664 هـ ):
    " وهو السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد، صاحب المقامات المعروفة، والكتب المشهورة في الأدعية والزيارات والمناقب، يقول في رسالة المواسعة والمضايقة: " وسمعت من شخص لا أذكر اسمه عن مواصلة بينه وبين مولانا المهديّ صلوات الله عليه. ولو كان يسوغ نقلها لبلغت عدة كراريس، وهي تدل على وجوده المقدس وحياته ومعجزته ".(19)
    * ويضيف المحدّث النوري بعد نقله كلام السيد ابن طاووس:
    " وقال السيد المعظم المذكور- ابن طاووس - طاب ثراه في كتاب " فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من النجوم ":
    " وقد أدركت في زماني جماعة يذكرون أنهم شاهدوا المهديّ صلوات الله عليه، وكان بينهم أشخاص يحملون منه عليه السلام رقاعاً وعرائض عرضت عليه ( أرواحنا له الفداء )، ومن جملة ذلك خبر علمت صدقه، وهو كما يلي:
    أخبرني من لم يأذن لي بذكر اسمه، ثم يذكر قصة هذا الشخص وأنه تشرف بلقاء الحجة عليه صلوات الله وسلامه".(20)
    بل يظهر بوضوح من نصوص متعددة له عليه الرحمة موجودة في هذا الكتاب أنّ رؤيته عليه السلام والتشرف بلقائه أمر مفروغ منه، ولا مجال للنقاش فيه أبداً.
    وأبرز ما في هذا المجال انه ينقل قصة شخص رأى الإمام عليه السلام، وأرسله الإمام إليه (أي إلى السيد ابن طاووس).(21) بل صرّح السيد نفسه بسماع صوت الإمام عليه السلام فقال في " مهج الدعوات ":
    " وكنت أنا بسرّ من رأى فسمعت سحراً دعاءه عليه السلام، فحفظت منه عليه السلام من الدعاء لمن ذكره من الأحياء والأموات: "وابعثهم في عزّنا وملكنا، وسلطاننا ودولتنا ". وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة.(22)
    وقد تحدث السيد ابن طاوس عليه الرحمة في كتابه " كشف المحجة " عن إمكانية رؤية الإمام عليه السلام في عدة أماكن تصريحاً وتلويحاً, ثم نقل كلاماً مطولاً يخاطب السيد به ابنه حول الإمام المنتظر, ومن جملته قول:
    " وإن أدركت يا ولدي موافقة توفيقك لكشف الأسرار عليك عرّفتك من حديث المهدي صلوات الله عليه ما لا يشتبه عليك وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات وعن الروايات فإنه صلى الله عليه وآله حي موجود على التحقيق ".
    وبعد ذلك بقليل يقول له:
    " فاعلم ذلك يقيناً واجعله عقيدة, فإن أباك عرفه أبلغ من معرفة ضياء شمس السما ".(23)
    وهذه التصريحات والتلويحات من السيد رحمه الله، تؤيد ما يُذكر من أنه أكثر علمائنا الأبرار تشرفاً بلقاء بقية الله في الأرضين عليه صلوات الله تعالى، يليه في ذلك السيد بحر العلوم رحمهما الله تعالى.
    5 - السيد رضي الدين الآوي ( ت 654 هـ ):
    قال عنه المحدث الشيخ عباس القمي عليه الرحمة:

    " ، السيد العابد الزاهد الصالح, صاحب المقامات العالية, والكرامات الباهرة, صديق السيد ابن طاووس الذي يعبر عنه السيد في كتبه بالأخ الصالح، وهو الذي ينتهي إليه سند بعض الإستخارات، ".(24)
    وبعض الإستخارات التي أشار إليها المرحوم القمي هي الإستخارة التي يرويها السيد الآوي عن الإمام صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه, وهي استخارة مشهورة في كتب العلماء يرويها العلامة الحلي عن والده عن السيد الآوي, ويرويها الشيخ الشهيد الأول في " الذكرى " عن جملة من مشايخه, عن العلامة الحلي عن والده عن السيد الآوي.(25)
    وللمحدث النوري عليه الرحمة تحقيق حول هذه الإستخارة تجده في الملاحق, كما أن المحدث القمي أورد هذه الإستخارة في " الباقيات الصالحات ".(26)
    ولا شك أن اهتمام هؤلاء الأعلام بهذه الإستخارة ناشيء عن كون السيد الآوي, وهو المعروف في عدالته, قد رأى الإمام عليه السلام في اليقظة, إلا أني لم أجد تصريحاً بذلك, ولعل منشأه تجنّب العلماء الأعلام عادةً التصريح بذلك.
    وعلى هذا فنكون هنا أمام شهادة من العلامة الحلي ( 648 - 726 هـ ) ووالده، ومن الشهيد الأول ( 734 - 786 ) وغيرهم بإمكان رؤية الحجة صلوات الله عليه, بل ووقوع ذلك.
    6 - المحدث الإربلي ( 693 هـ ):
    هو صاحب كتاب " كشف الغمة في معرفة الأئمة ", قال عنه المحدث القمي عليه الرحمة: " من كبار العلماء الإمامية".(27)
    قال الإربلي عليه الرحمة:
    " وأنا أذكر من ذلك قصتين قرب عهدهما من زماني, وحدثني بهما جماعة من ثقات إخواني ". ثم ذكر قصة الهرقلي وقصة السيد باقي بن عطوة, ثم عقب عليهما بقوله:
    " والأخبار عنه عليه السلام في هذا الباب كثيرة, وأنه رآه جملة قد انقطعوا في طريق الحجاز وغيرها فخلّصهم وأوصلهم إلى حيث أرادوا. ولولا التطويل لذكرت منها جملة, ولكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف.(28)
    7 - العلامة الحلي ( 648 - 725 ):
    بين قصص اللقاء، قصة تشرف العلامة الحلي برؤية الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ويروي هذه القصة العالم الجليل التنكابني في كتابه القيّم " قصص العلماء " عن العالم الشيخ اللاهيجي عن أستاذه أنه رأى القصة بخط العلامة الحلي في نسخة كانت له من كتاب " التهذيب " للشيخ الطوسي، وقد دوّن العلامة هذه القصة على هامش رواية كان الإمام عليه السلام قد حدد له مكانها من كتاب " التهذيب".(29)
    8- المقدس الأردبيلي ( ت 993 هـ ):
    وهو عليه الرحمة من أئمة العلماء المحققين، وسادة الزهاد والمتهجدين، وقصة تشرّفه بلقاء الحجة المنتظر أرواحنا له الفداء، صحيحة السند، كما أن عدداً من كبار العلماء نقلوها ووثقوها، وذلك شهادة منهم بوقوع الرؤية أيضاً.
    وقد ذكر المقدس الأردبيلي في كتابه " حديقة الشيعة " أنه جمع بين توقيع السمري، وقصص اللقاء في كتاب سمّاه " النص الجلي على إمامة مولانا علي".(30)
    9- صاحب المعالم الشيخ حسن بن الشهيد الثاني عليهما الرحمة ( 959 - 1011 هـ ):
    أورد المحدّث النوري عليه الرحمة نقلاً عن " الدر المنثور " ما يلي:

    " سمعت من بعض مشايخنا وغيرهم أنه لما حج كان يقول لأصحابه: نرجو من الله سبحانه أن نرى صاحب الأمر عليه السلام فإنه يحجّ في كل سنة، فلما وقف بعرفة أمر أصحابه أن يخرجوا من الخيمة ليتفرغ لأدعية عرفة، ويجلسوا خارجها مشغولين بالدعاء، فبينما هو جالس إذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلّم وجلس. قال: فبهت منه، ولم أقدر على الكلام، فكلمني بكلام - نقله ولا يحضرني الآن - وقام، فلما قام وخرج خطر ببالي ما كنت رجوته، وقمت مسرعاً فلم أره، وسألت أصحابي فقالوا: ما رأينا أحداً دخل عليك ".(31)
    وفي هذا النص تصريح باعتقاد صاحب المعالم بإمكانية رؤية الإمام عليه السلام، وهو - لا غيره - محل الشاهد.
    10- المجلسيّ الأول ( والد صاحب البحار ) (1003- 1070 هـ ):
    يروي عليه الرحمة دعاء اليماني عمّن رأى الإمام المنتظر ويصرّح بذلك، كما يصرّح به أيضاً ولده العلامة المجلسيّ رحمهما الله(32) وستجد في الفقرة (12 ) التصريح بأنه رأى الإمام المنتظر عليه السلام في الجامع العتيق في أصفهان، بل في بعض نصوصه ما يدل بوضوح على رؤيته الإمام عليه السلام في سامرّاء أيضاً.
    11- الحر العاملي صاحب " وسائل الشيعة " ( 1033 - 1104 هـ ):
    أورد في كتابه " إثبات الهداة " القصة التي يتحدث فيها عن رؤيته صاحب الأمر - عجّل الله تعالى فرجه الشريف - بين النوم واليقظة، ثم قال بعد إيراد عدة قصص مشابهة: وقد أخبرني جماعة من ثقاة الأصحاب أنهم رأوا صاحب الأمر في اليقظة وشاهدوا منه معجزات ".." وأخبرهم بعدة مغيبات ودعا لهم ".." وأنجاهم من أخطار مهلكات ".." وكلها من أوضح المعجزات.(33)
    وفي مكان آخر - في معرض تعليقه على قصص اللقاء - يقول:
    وقد تواتر عنه عليه السلام مثل هذا في زماننا وما قبله، وما يظهر من بعض الروايات مما يوهم استحالة ذلك غير صريح، مع احتمال حمله على الأغلبية أو على من يدّعي أنه مع المشاهدة عرفه، أو عرّفه نفسه، بخلاف ما لو عرّفه إياه غيره، أو ظهر له منه إعجاز، ولا يخفى ما في سدّهم عليهم السلام لذلك الباب من المصلحة ودفع المفسدة.(34)

    12- العلامة المجلسي ( الثاني ) صاحب البحار (1037 - 1111 هـ ):
    يروي رحمه الله قصة حرز اليماني عن والده، كما أورد في " بحار الأنوار " العديد من قصص اللقاء مما يكشف بوضوح عن رأيه في مسألة التشرُّف بلقاء الإمام المهديّ، ورؤيته عليه السلام.
    وبالإضافة إلى ذلك فقد ذكر في شرح الحديث الذي يبين فيه عليه السلام أن انتفاع الناس به في غيبته كالشمس إذا غيّبها عن الأنظار السحاب، ثمانية أوجه منها:
    " السادس ": إن الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها بعض الناس دون الآخرين، فكذلك يمكن أن يظهر عليه السلام في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض.(35)
    الهوامش
    --------------------------------------------------------------------------------
    (1) النقض بإبليس ذكره الكراجكي في كنز الفوائد / 244, والصدوق في " كمال الدين وتمام النعمة " / 530, وذكره الكنجي في " البيان " كما حكاه عنه الشبلنجي صاحب " نور الأبصار " راجع موسوعة الإمام المهدي ( ج 1 / 383 ).
    (2) كمال الدين وتمام النعمة / 357, وغيبة الشيخ / 108, ومنتخب الأثر / 261.
    (3) انظر " كشف الأستار " للمحدث النوري صاحب " مستدرك الوسائل " ومقدمة السيد علي الميلاني على الكتاب ( 8 - 12 ), وقد بلغ عدد من أحصاهم السيد الميلاني من علماء السنة المصرّحين بولادته عليه السلام ثلاثة وثمانين شخصاً, وفي مقدمة موسوعة الإمام المهدي / 17 أن عدد المصرّحين بولادته من علماء السنة يفوق المائة والعشرين عالماً.
    (4) موسوعة الإمام المهدي عليه السلام ج 1 وهي تحوي صوراً لفصول من كتب علماء سنة يتحدثون فيها عن الإمام المهدي, ومنها صورة للمبحث الخامس والستين من " اليواقيت والجواهر " ومنه أخذ هذا النص, وراجع " كشف الأستار " ( 47 - 52 ) تجد ترجمة للشعراني والعراقي والخواص تدل على سمو قدرهم بين العلماء السنة, وتجد حديثاً مسهباً حول تهافت القول بعدم ولادته في " كشف الأستار " أيضاً ص 102 وما بعدها. وقد أورد الصافي في " منتخب الأثر / 324 " نص الكنجي هكذا: " الباب الخامس والعشرون في الدلالة على جواز بقاء المهدي عليه السلام منذ غيبته, ولا امتناع في بقائه بدليل، إلى آخر ما ورد هنا, ويلاحظ أن الصافي يذكر أن الباب الخامس والعشرين من " البيان " هو المخصص لذلك, وسيأتي عن المحدث النوري أنه الباب الرابع والعشرون.
    (5) موسوعة الإمام المهدي ج 1 / 383 وفيها صور هذا الفصل من كتاب " نور الأبصار " للشبلنجي. وقد أورد المحدث النوري في " كشف الأستار " / 43 بعض نصوص الكنجي في كتابه " البيان " منها قوله عن الإمام العسكري: " وابنه وهو الإمام المنتظر ", كما ذكر أن الباب الرابع والعشرين من " البيان " مخصص للإستدلال على جواز بقاء المهدي منذ غيبته. ( الكنجي من كبار الحفاظ والعلماء السنة توفي عام 858 للهجرة. كما في " كشف الأستار " / 42. كما أورد بعض نصوص " البيان " الشيخ الصافي في " منتخب الأثر " / 324 منها: " وخلف إبنه وهو الإمام المنتظر ".
    (6) " كشف الأستار " / 41, وتجد مدح بعض كبار علماء السنة لابن طلحة في المصدر نفسه / 40, ومنتخب الأثر / 325.
    (7) منتخب الأثر.
    (8) كشف الأستار ( 74 - 75 ) ومن أراد المزيد فليرجع إلى المصادر التي أوردت منها هذه النماذج.
    (9) تجد بحثاً مسهباً حول رأي الطب في العمر الطويل في " منتخب الأثر " ( 277 - 283 ) اعتمد فيه المؤلف على ما جاء في مجلات " المقتطف " و " الهلال " وما نقله الطنطاوي في الجزء 17 من تفسيره الجواهر عن مجلة " كل شيء ". وراجع " منتقم حقيقي " فارسي / 277, و " معاد وجهان بس أز مرك " فارسي / 170 - 171.
    (10) منتخب الأثر / 275 نقلاً عن كشف المحجة للسيد ابن طاووس, الفصل 79.
    (11) الغيبة / 87.
    (12) كمال الدين وتمام النعمة / 516.
    (13) تنزيه الأنبياء / 238 ط - دار الأضواء - بيروت.
    (14) المصدر السابق /235، والنجم الثاقب (414 - 415).
    (15) كنز الفوائد / 302.
    (16) المصدر السابق /303، والكراكجي من كبار علمائنا، تتلمذ على السيد المرتضى علم الهدى، وتجد له ترجمة وافية في رجال السيد بحرالعلوم ج3 ص 302، وفي روضات الجنات 6/209.
    (17) النجم الثاقب / 415، والغيبة / 68.
    (18) الغيبة /67.
    (19) النجم الثاقب / فارسي/ 251.
    (20) المصدر.
    (21) نفس المصدر / 245.
    (22) مهج الدعوات/ 296 وتبصرة الولي في آخر القصة 72 وفي النجم الثاقب /254، أورد النص باختلاف يسير " عزنا وملكنا أو قال سلطاننا ودولتنا " وهناك عدة نصوص ورد أن السيد رحمه الله قال سمع الإمام عليه السلام يدعو بها، أورد بعضها العلامة المجلسي في البحار 52 / 61 وقد ناقش المحدّث صاحب المستدرك في بعضها في النجم الثاقب 254، إلاّ أن النص الوارد هنا مسلّم لا نقاش فيه لأن السيد نفسه قد أورده. أنظر: خاتمة المستدرك2/441.
    (23) السيد ابن طاووس / كشف المحجة ط. ق. / 74.
    (24) الكنى والألقاب ج 3 / 6.
    (25) النجم الثاقب / 257.
    (26) هامش مفاتيح الجنان ط. ق. / 504.
    (27) الكنى والألقاب 3 / 14 وترجمته عليه الرحمة مستفيضة في المصادر, راجع أمل الآمل ق 2 / 195 وروضات الجنات 4 / 341 وفيه وصفه بأنه من " عظماء الإمامية ".
    (28) كشف الغمة للإربلي 3 / 296 و 301.
    (29) قصص العلماء للتنكابني / فارسي / 359 و " مردان علم در ميدان عمل " فارسي / 354 وتجد ترجمة الشيخ اللاهيجي في " كنجينة دانشمندان " فارسي ج 7 / 14 كما تجد ترجمة أستاذه في " علماء الشيعة الكبار " فارسي / 223 ترجمة مستفيضة. وقد أورد القصة الشيخ الصافي في منتخب الأثر / 417.
    (30) حديقة الشيعة / 752 وانظر تحقيقاً حول صحة نسبة هذا الكتاب الى المحقق الأردبيلي في مستدرك الوسائل 3 / 393 وانظر قصة تشرّف المقدس الأردبيلي في " روضات الجنات " ج 1 / 80، وبحر المعارف / 398، والنجم الثاقب / 334.
    (31) مستدرك الوسائل ج 3 / 391 وكتاب " الدر المنثور " هو للعالم الجليل الشيخ علي ابن صاحب المعالم رضوان اللّه تعالى عليهما. تجد ذلك في نفس المصدر/ 390.
    (32) البحار ج 52 / 175 و ج 95 / 200 وقد رأى بعض العلماء القصة بخط المجلسي الأول ومنهم المحدثّ صاحب المستدرك وقد صرّح بذلك، راجع دار السلام للعراقي / 564 وقصص العلماء للتنكابني / 231.
    (33) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات / الحر للعاملي / ج 3 / 713.
    (34) نفس المصدر / 699.
    (35) البحار ج 52 / 93 و 94.

    ************************************************** **************
    فقه علائم الظهور
    بقلم :سماحة الشيخ محمد السند
    الجزء 1/الصفحة 4 :


    ودلالة التوقيع الشريف على الانقطاع في موضعين:
    الموضع الأوّل: قوله عجل الله فرجه: "فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره" فنهاه عن الوصيّة إلى أحد بعده، فلا يقوم أحد مقام النائب الرابع، وكذلك قوله عجل الله فرجه، فقد وقعت الغيبة التامّة دلالة على أنّ فترة النوّاب الأربعة لم تكن غيبة تامّة، وإنّما هي صغرى لا تامّة كبرى، حيث إنّ النوّاب الأربعة كانوا حلقة وصل بينه وبين شيعته، ممّا يدلّ على أنّ معنى الغيبة التامّة، وهي الكبرى التي وقعت بعد الصغرى، هي أن ينقطع فيها مقام النيابة الخاصّة، وأنها ممتدّة، فلا ظهور حتّى الصيحة وخروج السفياني.
    الموضع الثاني: قوله عجل الله فرجه: "سيأتي من شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر"، والظاهر من ادّعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة بقرينة السياق والصدور على يد النائب الرابع، حيث أمره بعدم الوصيّة لأحد أن يقوم مقامه في النيابة، ولا سيّما وأنّ ادّعاء ذلك هو وسيلة لأجل ادّعاء الوساطة بين الإمام عجل الله فرجه والناس، والتحايل على الآخرين بإمكانه القيام بحلقة وصل بين الإمام وبينهم، وهو معنى السفارة والنيابة الخاصّة.

    ************************************************** **************

    محاضرات حول الإمام المهدي عليه السلام (الجزء الرابع)

    تأليف: سماحة السيد علي الحسيني الصدر
    إعداد وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله فرجه
    الجزء 11/ الصفحة 1 :

    لكن يبقى في التوقيع الشريف شيء يثير التساؤل، وهو: (ألا فمن ادعى المشاهدة... ) تحريض وتأكيد وبيان صريح: (ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفترٍ).
    ألا تكون هذه الفقرة مكذبة لما يدّعى من التشرفات والمشاهدات التي وقعت في الغيبة الكبرى؟! فإنه عليه السلام قال: فكذبوه أو فهو كذاب مفتر، والتعبير بأنه كذاب مفتر، ألا يقول بأنه إذا ادعيت المشاهدة تشرفاً في الغيبة الكبرى تكون مفتراة.
    يحدث هذا السؤال في الذهن، لكن الظاهر بأن الحقيقة أنه لا تنفي هذه الفقرة الشريفة التشرفات التي حدثت من الأعيان ومن الأعاظم من المؤمنين من الأجلاء في الغيبة الكبرى لماذا؟
    لوجوه ثلاثة:
    أولاً: يحتمل في معنى هذه الفقرة: (الا فمن ادعى المشاهدة فكذبوه) بقرينة المقام، بما أنها في توقيع السفارة الخاصة لعلي بن محمد السمّري لعل المعنى: المشاهدة على نحو السفارة، أي هكذا مشاهدة، مثلك يا علي بن محمد السمري، بقرينة أنه في التوقيع توقيع للسفير مشاهدة السفير _ ألا فمن ادعى المشاهدة _ هكذا كمشاهدتك كسفارتك، مشاهدة نيابية، مشاهدة سفارية، هكذا مشاهدة فكذبوه.
    وخصوصاً _ سيأتي من يدعي المشاهدة _ هكذا مشاهدة لعلها تكون على الوجه الذي نبّه عليه شيخ الطائفة أعلى الله مقامه تنبيهاً على من يدعي السفارة كذباً عن الإمام المهدي روحي فداه، ثم أحصاهم الشيخ في الغيبة صفحة 244 قال: مثل حسن الشريعي ومحمد بن نصير النميري وأحمد بن هلال الكرخي ومحمد بن علي بن بلال والحسين بن منصور الحلاج ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف ابن أبي العذافر وأبي دلف محمد بن المظفر الكاتب الأزدي ومحمد بن أحمد البغدادي ممن شملهم حديث اللعن.
    كلام الشيخ الطوسي _ ألا فمن ادعى المشاهدة _ الشيخ يفيد أنه هكذا مشاهدة وهكذا بيان ادعاء افترائي ممن يدعي المشاهدة السفارية والنيابية هذا معنى.
    ثانياً: المعنى الثاني المحتمل _ والعلم عند الله _ أن تكون معنى المشاهدة بلحاظ القرينة السياقية اللفظية: المشاهدة في الكلام العربي العرفي تكون فيمن ينظر أحداً ويعرفه، شاهدت زيداً يعني رأيته وعرفته. إذا لم يعرف لم يقل: شاهدته، المشاهدة بالنسبة إلى من ينظر ويعرف _ ألا فمن ادعى المشاهدة فهو كذاب مفتر _ يعني من يقول أنه شاهد الإمام المهدي وعرفه هكذا يكون في هذه المثابة.
    وأغلب التشرفات التي حصلت لم يعرف فيها الإمام المهدي إلا بعد الانصراف عن خدمته، تنبهوا أنه الإمام المهدي في أغلب المشاهدات، إلاّ الأوحدي من أعاظمنا.
    الحديث الشريف بالنسبة إلى المشاهدة بمعناها العرفي اللفظي، يعني المشاهدة مع المعرفة، المشاهدة مع معرفة الإمام، هذه تُكذّب، لا كل مشاهدة، فلا تشمل المشاهدات التي كانت في عهد الغيبة الكبرى بالنسبة إلى المؤمنين الذين لم يعرفوا الإمام ثم عرفوه هذا المعنى الثاني.
    ثالثاً: المعنى الثالث، ولعله معنى مناسب أيضاً: أن نلاحظ نفس التعبير _ ألا فمن ادعى المشاهدة _ من يصدق في حقه الدعوى العياذ بالله بالنسبة إلى الدعوى، فالمذكور في كتب القضاء أن المدّعي من إذا ترك تُرك وأن قوله يحتاج إلى دليل، يحتاج إلى إثبات، فادعاء المشاهدة إنما يكون بالنسبة إلى الشخص الذي لم تتم له المرحلة المعلومة من جلالة القدر كالمقدّس الأردبيلي أو السيد بحر العلوم أو العلامة الحلي الذين لم يحتمل في كلامهم الخلاف العياذ بالله أبداً، فليس من المحتمل أن يصدر من أحد هؤلاء كذب حتى يكون كلامه محتاجاً إلى إثبات، حتى تناسب الدعوى.
    إذا أخبرتم جنابكم عن شيء وكان ثابتاً لا يقال: ادعى شيئاً، بل يقال: أخبر عن شيء، أما ذلك الذي يحتاج إلى دليل فيقال له: ادعى هذا الشيء، وهو يحتاج إلى بينة وإلى إثبات، لذلك تكون الدعوى في النزاع وفي المنازعات _ ألا فمن ادعى _.
    الإمام روحي فداه بناءً على هذا الاحتمال _ والله العالم _ لا يقول جميع المشاهدات أو كل مدعي المشاهدة، بل من ادعى المشاهدة، أي يكون مدعياً للمشاهدة مفترياً كذاباً.
    وأما أمثال المشاهدات التي يبينها علماؤنا الأبرار ليس فيها احتمال الكذب، وليس يصدق عليها الدعوى في هذا المقام.
    هذا من جهة ومن جهة أخرى بعض الأمور التي بينت في المشاهدات والتشرفات في زمن الغيبة الكبرى لم تكن دعوى قطعاً، لأنها كانت مرفقة بالدليل وبالبرهان وبالقرينة العلمية القطعية.

    لم تكن دعوى، فتخرج عن هذه الدعوى تخصصاً، تكون خارجة عن: _ ألا فمن ادعى المشاهدة _ إذا كانت دعوى، أما إذا كانت تشرفات مع الدليل ومع البينة القطعية، فلا تشمل هذه التوقيعات مثل هذه المشاهدة والتشرف.
    على سبيل المثال قضية إسماعيل الهرقلي، لعل أغلبكم يعرفها، فلا نحتاج إلى تطويل، قضية إسماعيل الهرقلي رضوان الله عليه وتشرفه بالإمام المهدي في سامراء مع تلك القرحة الخبيثة التي كانت في رجله اليمنى، ولم يمكن للأطباء معالجتها فأوصوا بقطع الرجل، فانتقل إلى سامراء وتوسل بالإمام المهدي عند شاطئ دجلة هناك، بعدئذٍِ توجه إليه الإمام المهدي وجعل يده على موضع الجرح.
    يقول إسماعيل بعد ذلك _ وهذه النكتة أبينها _ أولاً الجرح الذي كان في رجل إسماعيل الهرقلي شاهده السيد رضي الدين بن طاووس وجميع الشيعة في محلة بغداد، بل وبعض العامة كذلك شاهدوه ثم وقعت هذه المعجزة: لمسه الإمام المهدي بيده فلم تكن بعد لمسه أبداً أي آثار للجرح، لم تكن حتى أنه نفسه شك في ذلك.
    وكانت القرحة في الرجل اليمنى لاحظ لعله كانت في اليسرى، لاحظها لا في اليمنى ولا في اليسرى، حتى أنّه نبت الشعر في مكان القرحة في اللحظة، ثم أبان هذه الفضيلة عندما رجع، أبانها إلى السيد رضي الدين بن طاووس وأراه هذه القرحة، رآه الشيعة، والعامة، حتى المستنصر العباسي مذكور في الأخبار أنه رأى هذه القرحة وأراد أن يكرمه لم يقبل منه التكريم.(10)
    إذاً مشاهدة إسماعيل الهرقلي لا يقال لها: إنها دعوى، إنها إخبار مع البينة ومع الدليل، خبر مع البرهان كيف تكون دعوى؟ تكون خارجة تخصصاً هذا ثانياً.
    وثالثاً أن الذي لاحظناه وشاهدناه ولمسناه أن الأبرار الذين يتشرفون بخدمة الإمام المهدي لا يدّعون ذلك، لا يقولون بذلك، يحفظون هذا الأمر، يتحفظون على هذه الفضيلة، لا يراؤون في هذا الشيء.
    والذي تبين من علمائنا تبين قهراً، تبين بدون إعلان منهم. قضية حدثت فبانت، فضيلة انكشفت.
    المير غلام تلميذ المقدس الأردبيلي اقتفى أثره من النجف إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى النجف، ثم بسؤاله تبين للمقدس أنه وراءه فاضطر إلى إعلامه قال: لا أتركك حتى تبين لي لماذا جئت إلى الكوفة وماذا سمعت؟ فرأى المقدس الأردبيلي نفسه مجبوراً على البيان.
    أو قضية عيسى البحراني لأجل إثبات حقانية الأمير عليه السلام.
    نوعاً. التشرفات إما لم تبين، وإذا بينت كان بيانها قهراً أو دليلاً وبرهاناً لأجل مظلمة.
    لذلك التشرفات من أوليائنا من الثقات، التشرفات المنقولة من الثقات، من الأولياء، من الأبرار، من الصادقين لا تنافي هذه الفقرة الشريفة: (ألا فمن ادعى المشاهدة) لا تنافيها للوجوه الثلاثة التي بيناها.
    فالتشرف إذاً لا يمتنع بواسطة هذه الفقرة الشريفة، بل إن التشرف لعله يؤيدنا من جهة كونه من علمائنا، فلا ينافي هذا الكلام، وهذا التوقيع.
    دعاء التشرف، دعاء الوصول بالخدمة: اللهم أرني وجه وليك الميمون في حياتي وبعد الممات. فإذا لم يمكن التشرف والنظر كيف ندعو بذلك؟!.
    أو اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه.
    إذاً يمكن لا مانع في التشرف، لكن مع دليل، تشرف مع برهان، تشرف مع وثاق.

    بل هناك بعض الأدلة ومن ضمنها، توقيع الشيخ المفيد أعلى الله مقامه، أعني الرسالة الثانية للشيخ المفيد قدس الله روحه، تبين مكان التشرف، وطريق التشرف، ليس هناك طريق الا من طريقهم، إلا ببيانهم، إلا بحجتهم.
    كيف نتشرف بخدمتهم كيف نصل إلى تقبيل رجل الإمام المهدي روحي فداه؟ نسأل نفس الإمام لا أنفسنا. هناك بيان صريح في التوقيع الثاني للشيخ المفيد أعلى الله مقامه من الإمام الحجة روحي فداه يبين بأي وسيلة تتشرفون، وإليكم هذا التوقيع لأهميته في هذا المقام.
    التوقيع الثاني مذكور في الاحتجاج(11) دققوا في العبارة أرجوكم إخواني الأعزاء:
    (لو أن أشياعنا _ وفقهم الله لطاعته _ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها...).
    يشاهدونني ويعرفونني مشاهدة صادقة...
    (فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكره ولا نؤثره منهم).
    مثلي وأمثالك قد نفعل شيئاً لا يرضى الإمام المهدي بأن يصل إليه، ويكرهه، فلا يحب ملاقاتهم...
    إذاًَ طريق التشرف مسموح باجتماع القلوب على الوفاء بالعهد، وعدم فعل ما يكرهه الإمام المهدي روحي فداه.
    رزقنا الله التشرف به.
    كنت أود ان أكمل هذا البحث في هذه الليلة الختامية من هذا المجلس الشريف، لكن الظاهر أنه (عبدي تريد وأريد، ولا يكون ِإلا ما أريد)(12)، إرادة الله كأنه لم تتعلق بإكمال البحث.
    هناك بحث شريف في وظائف الأمة في زمان غيبة الإمام روحي فداه، ثم ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وقيامه ودولته الحقة. ولكن مع ذلك يؤجل إلى وقت آخر إذا الله وفقني، وحفظكم الله وحفظ هذه المؤسسة والمدراء الكرام.
    ووصيتي لكم وإن كنت أصغركم في هذا المقام، لكنه رجاء أخ مؤمن لكبار إخوانه وهم أنتم أن لا تنسوا الإمام المهدي من الدعاء، أكثروا من الدعاء له، فقد نص الإمام المهدي في توقيعه لمحمد بن عثمان العمري (وأكثروا بالدعاء لتعجيل الفرج، فإن في ذلك فرجكم)(13) مأمورون بالدعاء للإمام المهدي روحي فداه.
    الدعوات التي نقلت بالاسناد المعتبرة في الكتب المعتبرة.
    منها الدعاء عن الإمام الرضا روحي فداه، العجيب أنه قبل ولادة الإمام في الحديث المعتبر الشريف صحيحة يونس بن عبد الرحمن، ينقل دعاء الإمام الرضا للإمام المهدي، وأوله:
    (اللهم ادفع عن وليك...)(14) موجود بعد دعاء العهد بعد دعاء الندبة في المفاتيح، وكان الإمام الرضا يأمر بهذا الدعاء وقراءته.
    إذاً الدعاء يكون من جهة الإمام المهدي ندعو له قطعاً، لطفه وإحسانه يقتضي أن يدعو هو لنا ويشملنا بدعائه المستجاب.
    اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً، حتى تسكنه أرضك طوعاً، وتمتعه فيها طويلاً.
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .

    تعليق


    • #3
      احسنتم
      لكن نختلف الرؤية عن السفارة الامام يقصد السفارة لكن الرؤية جائزه والكثير من علماءنا شاهدو الامام

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X