بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد.
دارنقاش بيني وبين احد الاخوة المؤمنين بخصوص مشاهدة الامام الحجة بن الحسن عليه السلام وقال بان المشاهدة مع معرفة الامام بشخصه مكذوبة بنص قول الامام هذا مضمون كلامه . وهذا الراي وان كان موجودا ولكن هناك اراء كثيرة ترفض وتناقش وتناقض هذا الراي ولاتاخذ به واليكم احبتي القراء الكرام الافاضل . اراء العلماء الاعلام بخصوص هذه المسالة : بحار الأنوار / جزء 52 / صفحة [151]
23 * (باب) * * (من ادعى الرؤية في الغيبة الكبرى وانه يشهد ويرى الناس ولا يرونه وسائر أحواله عليه السلام في الغيبة) : خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري: يا علي بن محمد السمري اسمع ! أعظم الله أجر إخوانك فيك، فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الامد، وقسوة القلوب، وامتلاء الارض جورا، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ك: الحسن بن أحمد المكتب مثله (1). بيان: لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الاخبار من جانبه عليه السلام إلى الشيعة، على مثال السفراء لئلا ينافي الاخبار التي مضت وستأتي فيمن راه عليه السلام والله اعلم .
************************************************** ******
*بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [318]
* (فائدتان مهمتان) * * (الاولى) * روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الحسن بن أحمد المكتب والطبرسي في الاحتجاج مرسلا أنه خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمري: يا علي بن محمد السمري اسمع أعظم الله أجر إخوانك فيك، فانك ميت ما بينك وما بين ستة أيام، فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد الأمد، وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). وهذا الخبر بظاهره ينافي الحكايات السابقة وغيرها مما هو مذكور في البحار والجواب عنه من وجوه: الاول: أنه خبر واحد مرسل، غير موجب علما، فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل ومن بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره عليه السلام، فكيف يجوز الاعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله، وهو الشيخ في الكتاب المذكور كما يأتي كلامه فيه، فكيف بغيره والعلماء الأعلام تلقوها بالقبول، وذكروها في زبرهم وتصانيفهم، معولين عليها معتنين بها.
(1) راجع غيبة الشيخ ص 257 وقد أخرجه في البحار باب أحوال السفراء ج 51 ص 361 عن غيبة الشيخ وكمال الدين (ج 2 ص 193). فراجع.
************************************************** **************
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [319]
الثاني: ما ذكره في البحار بعد ذكر الخبر المزبور ما لفظه: لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة، وإيصال الأخبار من جانبه إلى الشيعة على مثال السفراء لئلا ينافي الأخبار التي مضت وسيأتي فيمن رآه عليه السلام والله يعلم (1). الثالث: ما يظهر من قصة الجزيرة الخضراء، قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل المازندراني: فقلت للسيد شمس الدين محمد وهو العقب السادس من أولاده عليه السلام: يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر عليه السلام أنه قال: لما امر بالغيبة الكبرى: من رآني بعد غيبتي فقد كذب، فكيف فيكم من يراه ؟ فقال: صدقت إنه عليه السلام إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بيته، وغيرهم من فراعنة بني العباس، حتى أن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره، وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء، وبلادنا نائية عنهم، وعن ظلمهم وعنائهم، الحكاية (2). وهذا الوجه كما ترى يجري في كثير من بلاد أوليائه عليهم السلام. الرابع: ما ذكره العلامة الطباطبائي في رجاله في ترجمة الشيخ المفيد بعد ذكر التوقيعات (3) المشهورة الصادرة منه عليه السلام في حقه ما لفظه: وقد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في الغيبة الكبرى، مع جهالة المبلغ، ودعواه المشاهدة المنافية بعد الغيبة الصغرى، ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن، واشتمال التوقيع على الملاحم والإخبار عن الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله وأولياؤه باظهاره لهم، وأن المشاهدة المنفية أن يشاهد الامام عليه السلام ويعلم أنه الحجة عليه السلام حال مشاهدته له، ولم يعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك. وقال رحمه الله في فوائده في مسألة الاجماع بعد اشتراط دخول كل من
---
(1) راجع ج 52 ص 151 باب من ادعى الرؤية في الغيبة الكبرى. (2) راجع ج 52 ص 172 " باب نادر فيمن رآه عليه السلام ". (3) ذكرها المجلسي رحمه الله في باب ما خرج من توقيعاته عليه السلام راجع ص 174 - 178 من هذا المجلد.
---
************************************************** *******
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [320]
لا نعرفه: وربما يحصل لبعض حفظة الأسرار من العلماء الأبرار العلم بقول الامام عليه السلام بعينه على وجه لا ينافي امتناع الرؤية في مدة الغيبة، فلا يسعه التصريح بنسبة القول إليه عليه السلام فيبرزه في صورة الاجماع، جمعا بين الأمر باظهار الحق والنهي عن إذاعة مثله بقول مطلق، انتهى. ويمكن أن يكون نظره في هذا الكلام إلى الوجه الآتي. الخامس: ما ذكره رحمه الله فيه أيضا بقوله: وقد يمنع أيضا امتناعه في شأن الخواص وإن اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار، ودلالة بعض الآثار. ولعل مراده بالآثار الوقائع المذكورة هنا وفي البحار أو خصوص ما رواه الكليني في الكافي والنعماني في غيبته والشيخ في غيبته بأسانيدهم المعتبرة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، ولا بد له في غيبته من عزلة، وما بثلاثين من وحشة (1). وظاهر الخبر كما صرح به شراح الأحاديث أنه عليه السلام يستأنس بثلاثين من أوليائه في غيبته، وقيل: إن المراد أنه على هيئة من سنه ثلاثون أبدا وما في هذا السن وحشة وهذا المعنى بمكان من البعد والغرابة، وهذه الثلاثون الذين يستأنس بهم الامام عليه السلام في غيبته لا بد أن يتبادلوا في كل قرن إذ لم يقدر لهم من العمر ما قدر لسيدهم عليه السلام ففي كل عصر يوجد ثلاثون مؤمنا وليا يتشرفون بلقائه.
---
(1) راجع الكافي في ج 1 ص 340، غيبة النعماني ص 99، غيبة الشيخ ص 111 وقد ذكره المجلسي - رضوان الله عليه - في ج 52 ص 153 و 157، وقال: يدل على كونه عليه السلام غالبا في المدينة وحواليها وعلى أن معه ثلاثين من مواليه وخواصه، ان مات أحدهم قام آخر مقامه. أقول: ويؤيده ما رواه الشيخ في غيبته ص 111 عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان لصاحب هذا الامر غيبتين احداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه الانفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره الا المولى الذي يلي أمره.
************************************************** ******
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [321]
وفي خبر علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي المروي في إكمال الدين وغيبة الشيخ (1) ومسند فاطمة عليها السلام لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وفي لفظ الأخير أنه قال له الفتى الذي لقيه عند باب الكعبة، وأوصله إلى الامام عليه السلام: ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قال: الامام المحجوب عن العالم، قال: ما هو محجوب عنكم ولكن حجبه سوء أعمالكم. الخبر. وفيه إشارة إلى أن من ليس له عمل سوء فلا شئ يحجبه عن إمامه عليه السلام وهو من الأوتاد أو من الأبدال، في الكلام المتقدم عن الكفعمي، رحمه الله. وقال المحقق الكاظمي في أقسام الاجماع الذي استخرجه من مطاوي كلمات العلماء، وفحاوي عباراتهم، غير الاجماع المصطلح المعروف: وثالثها أن يحصل لأحد من سفراء الامام الغائب عجل الله فرجه، وصلى عليه، العلم بقوله إما بنقل مثله له سرا، أو بتوقيع أو مكاتبة، أو بالسماع منه شفاها، على وجه لا ينافي امتناع الرؤية في زمن الغيبة، ويحصل ذلك لبعض حملة أسرارهم، ولا يمكنهم التصريح بما اطلع عليه، والاعلان بنسبة القول إليه، والاتكال في إبراز المدعى على غير الاجماع من الأدلة الشرعية، لفقدها. وحينئذ فيجوز له إذا لم يكن مأمورا بالاخفاء، أو كان مأمورا بالاظهار لا على وجه الافشاء أن يبرزه لغيره في مقام الاحتجاج، بصورة الاجماع، خوفا من الضياع وجمعا بين امتثال لأمر باظهار الحق بقدر الامكان، وامتثال النهي عن إذاعة مثله لغير أهله من أبناء الزمان، ولا ريب في كونه حجة أما لنفسه فلعلمه بقول الامام عليه السلام، وأما لغيره فلكشفه عن قول الامام عليه السلام أيضا غاية ما هناك أنه يستكشف قول الإمام عليه السلام بطريق غير ثابت، ولا ضير فيه، بعد حصول الوصول إلى ما انيط به حجية الإجماع، ولصحة هذا الوجه وإمكانه شواهد تدل عليه: منها كثير من الزيارات والآداب والأعمال المعروفة التي تداولت بين الإمامية ولا مستند لها ظاهرا من أخبارهم، ولا من كتب قدمائهم الواقفين على آثار
---
(1) ونقله المجلسي رحمه الله في ج 52 ص 9 و 32 فراجع.
************************************************** ******
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [322]
الأئمة عليهم السلام وأسرارهم، ولا أمارة تشهد بأن منشأها أخبار مطلقة، أو وجوه اعتبارية مستحسنة، هي التي دعتهم إلى إنشائها وترتيبها، والاعتناء لجمعها وتدوينها كما هو الظاهر في جملة منها، نعم لا نضائق في ورود الأخبار في بعضها. ومنها ما رواه والد العلامة وابن طاووس عن السيد الكبير العابد رضي الدين محمد بن محمد الآوي - إلى آخر ما مر في الحكاية السادسة والثلاثين (1). ومنها قصة الجزيرة الخضراء المعروفة المذكورة في البحار، وتفسير الأئمة عليهم السلام وغيرها. ومنها ما سمعه منه علي بن طاووس في السرداب الشريف (2). ومنها ما علم محمد بن علي العلوي الحسيني المصري في الحائر الحسيني وهو بين النوم واليقظة، وقد أتاه الا إمام عليه السلام مكررا وعلمه إلى أن تعلمه في خمس ليال وحفظه ثم دعا به واستجيب دعاؤه، وهو الدعاء المعروف بالعلوي المصري وغير ذلك. ولعل هذا هو الأصل أيضا في كثير من الأقوال المجهولة القائل، فيكون المطلع على قول الامام عليه السلام لما وجده مخالفا لما عليه الامامية أو معظمهم، ولم يتمكن من إظهاره على وجهه، وخشي أن يضيع الحق ويذهب عن أهله، جعله قولا من أقوالهم، وربما اعتمد عليه وأفتى به من غير تصريح بدليله لعدم قيام الأدلة الظاهرة باثباته، ولعله الوجه أيضا فيما عن بعض المشايخ من اعتبار تلك الأقوال أو تقويتها بحسب الامكان، نظرا إلى احتمال كونها قول الإمام عليه السلام ألقاها بين العلماء، كيلا يجمعوا على الخطاء، ولا طريق لا لقائها حينئذ إلا بالوجه المذكور. وقال السيد المرتضى في كتاب تنزيه الأنبياء في جواب من قال: " فإذا كان الإمام عليه السلام غائبا بحيث لا يصل إليه أحد من الخلق ولا ينتفع به، فما الفرق
-------
(1) راجع ص 271 - 273 مما سبق في هذا المجلد. (2) راجع ص 302 - 306.
************************************************** ******
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [323]
بين وجوده وعدمه الخ ": قلنا الجواب أول ما نقوله: إنا غير قاطعين على أن الامام لا يصل إليه أحد، ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم، ولا سبيل إلى القطع عليه الخ. وقال أيضا في جواب من قال: إذا كانت العلة في استتار الإمام، خوفه من الظالمين، واتقاءه من المعاندين، فهذه العلة زائلة في أوليائه وشيعته، فيجب أن يكون ظاهرا لهم: بعد كلام له - وقلنا أيضا إنه غير ممتنع أن يكون الامام يظهر لبعض أوليائه ممن لا يخشى من جهته شيئا من أسباب الخوف، وإن هذا مما لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه، وإنما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه، ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره. وله في كتاب المقنع في الغيبة كلام يقرب مما ذكره هناك. وقال الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في كتاب الغيبة في الجواب عن هذا السؤال بعد كلام له: والذي ينبغي أن يجاب عن هذا السؤال الذي ذكرناه عن المخالف أن نقول: إنا أولا لانقطع على استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يبرز لأكثرهم ولا يعلم كل إنسان إلا حال نفسه، فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة، وإن لم يكن ظاهرا علم أنه إنما لم يظهر له لأمر يرجع إليه، وإن لم يعلمه مفصلا لتقصير من جهته الخ (1). وتقدم كلمات للسيد علي بن طاووس تناسب المقام خصوصا قوله مع أنه عليه السلام حاضر مع الله جل جلاله على اليقين وإنما غاب من لم يلقه عنهم، لغيبته عن حضرة المتابعة له، ولرب العالمين (2). وفيما نقلنا من كلماتهم وغيرها مما يطول بنقله الكتاب كفاية لرفع الاستبعاد وعدم حملهم الخبر على ظاهره، وصرفه إلى أحد الوجوه التي ذكرناها.
--------
(1) وقد مر نقله في ج 51 ص 196 مستوفى، عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره ص 75. (2) راجع ص 304 مما سبق.
************************************************** **************
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [324]
السادس أن يكون المخفي على الأنام، والمحجوب عنهم، مكانه عليه السلام ومستقره الذي يقيم فيه، فلا يصل إليه أحد، ولا يعرفه غيره حتى ولده، فلا ينافي لقاءه ومشاهدته في الأماكن والمقامات التي قد مر ذكر بعضها، وظهوره عند المضطر المستغيث به، الملتجئ إليه التي انقطعت عنه الأسباب واغلقت دونه الأبواب. وفي دعوات السيد الراوندي ومجموع الدعوات للتلعكبري وقبس المصباح للصهر شتي في خبر أبي الوفاء الشيرازي أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم: وأما الحجة، فإذا بلغ منك السيف للذبح، وأومأ بيده إلى الحلق، فاستغث به فانه يغيثك، وهو غياث وكهف لمن استغاث، فقل: يا مولاي يا صاحب الزمان أنا مستغيث بك، وفي لفظ: وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف هنا، ووضع يده على حلقه، فاستعن به فانه يعينك. ومما يؤيد هذا الاحتمال ما رواه الشيخ والنعماني في كتابي الغيبة عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما يطول، حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده، ولا غيره إلا الذي [يلي] أمره (1). وروى الكليني عن إسحاق بن عمار قال أبو عبد الله عليه السلام: للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة: الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه. ورواه النعماني وفي لفظه بدون الاستثناء في الثاني، ورواه بسند آخر عنه عليه السلام قال: للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة الاولى لا يعلم بمكانه إلا خاصة [شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه إلا خاصة] مواليه في دينه (2).
---
(1) راجع غيبة الشيخ ص 111، غيبة النعماني ص 89، وقد أخرجه المجلسي رحمه الله في ج 52 ص 153 فراجع. (2) الكافي ج 1 ص 340، غيبة النعماني ص 89.
************************************************** **************
بحار الأنوار / جزء 53 / صفحة [325]
وليس في تلك القصص ما يدل على أن أحدا لقيه عليه السلام في مقر سلطنته ومحل إقامته. ثم لا يخفى على الجائس في خلال ديار الأخبار أنه عليه السلام ظهر في الغيبة الصغرى لغير خاصته ومواليه أيضا، فالذي انفرد به الخواص في الصغرى هو العلم بمستقره، وعرض حوائجهم عليه عليه السلام فيه، فهو المنفي عنهم في الكبرى، فحالهم وحال غيرهم فيها كغير الخواص في الصغرى، والله العالم. * (الثانية) * أنه قد علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة، والمواظبة. على التضرع والانابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني على مشرفه السلام أو أربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه عليه السلام ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع، معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص، ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شئ مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده. ففي الكافي: ما أخلص عبد الإيمان بالله وفي رواية ما أجمل عبد ذكر الله أربعين صباحا إلا زهده في الدنيا، وبصره داءها ودواءها وأثبت الحكمة
************************************************** *******
الكتاب : رجال الخاقاني
الجزء 1/الصفحة 205 :
فكانت الغيبة الصغرى اربعا وسبعين سنة ثم وقعت بعد ذلك الغيبة الكبرى التى نحن فيها نسال الله جل شانه ونضرع إليه ان يعجل فرجه وفرجنا به ولعل ما نفاه - عليه السلام من دعوى المشاهدة وان المدعى كذاب مفتر انما هو دعوى المشاهدة متى شاء على الاستمرار كما كان للابواب الاربعة مخافة الانتحال لجمع الاموال لاما قد يقع لبعض الصلحاء الابرار أو المتحيرين في القفار من المشاهدة بعض الاحيان مع المعرفة له صلوات الله عليه وعلى ابائه أو بدونها.
************************************************** ******
الكتاب : الإساءة إلى القائم عليه السلام ليست أول قارورة كسرت في الإسلام .الجزء 3/ الصفحة 1 :
والمقصود من قوله عليه السلام: (وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة) بقرينة الصدر: أن المراد بدعوى المشاهدة هي المشاهدة على نحو ما وقع للسفراء الأربعة، وبهذا الوجه ونحوه كما سيأتي لا تنافي بين هذا التوقيع وبين الوقائع الكثيرة المذكورة في كتب عديدة؛ كالبحار والنجم الثاقب ودار السلام للعراقي وغيرها الدالة على وقوع المشاهدة في
زمان الغيبة الكبرى لكثير من المؤمنين الذين فازوا بشرف لقائه.
************************************************** **************
الكتاب : الفجر المقدس المهدي عليه السلام
الجزء 1/الصفحة 23/القسم الاول (الغيبة : الصغرى – الكبرى ) :
وبدأت تظهر أجيال جديدة اعتادت غيبة الإمام (عليه السلام) وفكرة القيادة وراء حجاب ، وأصبحت معدة ذهنيا بشكل كامل لتقبل فكرة الغيبة الكبرى واحتجاب الإمام عن قواعده الشعبية تماما.
وهذا واضح جدا في التسلسل الطبيعي لتطور الأحداث ، والتدرج في الاحتجاب ، ومع ذلك يواصل الإمام (عليه السلام) في مسيرة المخطط العام وذلك بمساندة إنجاح مرجعية الشيخ المفيد (336هـ - 413هـ) باعتبارها أول مرجعية موالية للإمام (عليه السلام) بعد فترة الغيبة الصغرى ، وفي بداية عهد الغيبة الكبرى ، حتى يصبح للقواعد الشعبية المؤمنة ثقة في المراجع وعلماء الدين.
فمن الحكايات المعروفة المشهورة(3): حكاية فتوى الشيخ المفيد في قضية (المرأة المتوفاة وفي بطنها جنين حي) ثم إصلاح الفتوى من قبل الإمام (عليه السلام): يذكر أن أحد القرويين - في العراق - وفد إلى مجلس الشيخ المفيد و سأله عن امرأة حامل ماتت وجنينها حيّ في بطنها ، هل تدفن هكذا ، أم تشق بطنها و يستخرج الطفل منها؟ فأجاب الشيخ: ادفنوها هكذا ، فخرج الرجل عائداً أدراجه وفي أثناء الطريق ، رأى فارساً مسرعاً يتبعه ، وحين وصل إليه ترجل وقال له: يا رجل ، الشيخ المفيد يقول: شقوا بطن هذه المتوفاة واخرجوا الطفل ثم ادفنوها. والتزم القروي بهذا التصحيح. وبعد مدة أخبر الشيخ المفيد بما جرى ، فقال: إنه لم يرسل أحداً ولاشك إن الفارس هو صاحب الزمان (عليه السلام) وبالفعل التزم بيته لا يغادر حتى جاءه التوقيع من صاحب الأمر (عليه السلام): {عليكم الإفتاء وعلينا تسديدكم وعصمكم من الخطأ} فما كان من الشيخ المفيد إلا إن عاود الجلوس على منبر الفتيا.
وهنا لابدّ من الإشارة إلى أن جل هدفنا من هذه الحادثة هو إثبات إن مراجع التقليد الأتقياء والعلماء العظام الزاهدين ، كانوا على الدوام موضعا للعناية الخاصة من قبل إمام العصر (عليه السلام) سواء كانت هذه العناية والرعاية على شكل لقاء أو إظهار للتقدير أو تقديم للشكر أو الدعاء بالخير أو الإرشاد والتوجيه أو تصحيح الاشتباهات والأخطاء إلى غير ذلك .. كما أشار الإمام (عليه السلام) في تصريح الكتاب الصادر عنه إلى الشيخ المفيد - قدس سره- حينما قال: {إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم البلاء واصطلمكم الأعداء} (4)
************************************************** *******
تعليق