إنّ من مصاديق الكسل كثرة النوم والقعود عن أداء الواجبات في العبادة ـ بالمعنى الخاصّ والعامّ ـ وسيطرة حالة الاتكالية التي من لوازمها انعدام الطموح والرغبة عن التقدم والانطلاق لما أعدّ الله تعالى من نعيم الآخرة لعباده الصالحين.
ومع أنّ الله تعالى يقول في محكم تنزيله مَا خلقت الْجِن وَالإنس إلا لِيعبدون بمعنى أن الهدف من خلق الإنسان هو أن يعبد الله سبحانه إلا أن أغلب الناس يكسلون عن أداء حقّ العبادة التي خلقوا لأجلها فترى كثيراً منهم نشطاً في سائر مجالات حياته، ولكن ما إن يصل وقت العبادة حتى يغلب عليه الكسل والنعاس وكأنه لم ينم منذ ساعات كثيرة وإذا شرع بالعبادة لا يفكر إلا في سرعة إتمامها والتفرغ منها لينشغل بأمور أخرى فتكون بذلك عنده أقل حظّاً من كل اهتماماته والأمر من ذلك أنّه حتى هذا المقدار القليل من الوقت الذي يخصصه للعبادة ينشغل خلالها بالتفكير في أموره الدنيوية.روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه أبصر رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال أما أنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.