اللهم صل على محمد وآل محمد
إن أصحاب النبي والأئمة (عليهم السلام) كانوا يعيشون درجات متفاوتة، من حيث (استيعاب) المعاني التي كانت تصدر منهم؛ وذلك نظرا إلى اختلاف (القابليات) الذاتية لهم، إضافة إلى اختلاف إيصال تلك القابليات إلى مرحلة الفعلية بالمجاهدة العلمية والعملية.
ومن هنا أيضا اختلفت طبيعة تعاملهم (عليهم السلام) مع أصحابهم، بلحاظ اختلاف تلك الدرجات، فما كانوا يتوقعونه من أصحاب الطبقة العليا، لم يكونوا يتوقعونه من أصحاب الطبقة السفلى.
وهذا النص يعكس (دقـة) تعامل المعصوم (عليه السلام) مع مواليه، في ما يصدر منهم من قول ولو كان حقا، وذلك عندما قال يونس بن يعقوب للإمام الصادق (عليه السلام): لَولائي لكم وما عرّفني الله من حقكم، أحب إلي من الدنيا بحذافيرها!.. فقال (عليه السلام) بعدما تبين الغضب في وجهه (عليه السلام): (يا يونس!.. قستنا بغير قياس، ما الدنيا وما فيها؟!.. هل هي إلا سدّ فورة أو ستر عورة، وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة) .
-------------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي