الحب بين الزوجين ..... احترام و اخلاص

[العبد اللآبق]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قال الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون" (1). الزواج هو الرابط المقدس و المشروع المثمر الذي جبل الله تعالى الانسان عليه, فهو ضرورة لا تقل أهمية عن الأكل و الحركة لفوائده التي تنعكس على الفرد و المجتمع. و لنجاح هذا الزواج يجب ان يكون قد بني على أسس قويه تجعله كالبنيان المرصوص الذي من شأنه ان يجابه المصاعب و ان يكون ذو فعالية في انتاج ذرية تقيم أمر الله في الأرض و تسعى في ان شاء مجتمع يتسم بالفضيلة و الرقي. و من احدى هذه الأسس هو الحب. فالحب لغة هو عكس البغض و يعني قبول الطرف الآخر بإيجابياته و عيوبه و الصبر على اذاه و شكر و تقدير احسانه. وللأسف قد حاد هذا المعنى السامي للحب عن جادته لاختلاطه بشوائب عكرت صفو معناه كالشهوة و الطمع و المصالح الشخصية. فالزوجين يجب ان يكون حبهما صرف و خالص لبعضهما و ذلك يتحقق بعوامل مهمه جدا و هي :

1- الاحترام : حيث انه يعتبر نقطة البداية لرحلة العشق بين الزوجين. فالزوج الذي يحترم زوجته و يغرقها بالكلام المعسول حينما تبهجه و يعذرها حين شعورها بالتعب من مشاغل الحياة و تربية الأطفال فهو يصبح بنظرها الملاذ و الأمان الذي يحقق لها الاستقرار النفسي و يجعلها سعيدة في كل احوالها. فالنبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم يقول " قول الرجل لأمرأته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً"(2). كما انه يلقى بدوره منها التقدير و العرفان حتى في الأمور البسيطة. و لا ينحصر الاحترام على المستوى الشخصي فقط بل انه يمتد حتى يصل الى احترام الفكر و القناعة و المعتقد. فجيب على الزوجين ان يكون حوارهما مع بعضهما بناء و هادف محاط بلمسة جمالية من الحرية في التعبير عن وجهة نظرتيهما لبعضهما البعض مهما كانت مستوياتهم الفكرية. ولا بأس من الاختلاف لانه من الصحي ان تختلف وجهات النظر مما ينم على استقلالية العقول و تنوع الأفكار التي تساهم في تحقيق الود بينهما كما انه سيورث الى الأبناء الذين سيتعلمون كيف يتخذون قرارتهم بشأن امورهم الحياتية بكل دقه راحة دون أي ضغوط.

2- الإخلاص: يولد هلال الإخلاص من رحم الاحترام ليكون كالقمر في سماء الحياة الزوجية المشحونة ببروق الخيانات و المشادات الكلامية التي لطالما هدمت و شتت الأبناء و العوائل. فالزوجين الذين يكون جذر شجرة حبهم الإخلاص لن يتركوا الإخلاص مهما طال بهم العمر او عصفت بهم ريح المصائب. و للإخلاص اثر جميل من جانب الدين حيث ان الامام الصادق عليه السلام يقول " "الإخلاص غاية الدين " (3) حيث انه بذلك قد اخلص لله في هذا الزواج و لم يعصه في امانة ابوين الزوجة او العكس.

المصادر:
1- سورة الروم اية رقم 21
2- وسائل الشيعة، ج7، ص10
3- ^{الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص 19.}

[الرضا]

الأخ الكريم
( العبد اللآبق)
ارك الله فيكم وحماكم الرحمن
لهذا الطرح المبارك
أنار الله قلبكم وسدد خطاكم
يعطيكم الف العافيه على المجهود القيم
جعله الله في ميزان أعمالكم