بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
يدعي اكثر علماء اهل السنة والجماعة بوجود وتحقق الاجماع على بيعة ابي بكر ويقولون ويصرحون ايضا بانه الخليفة الشرعي بعد رسول الله (ص) باتفاق اهل الحل والعقد .
وفي نفس الوقت عندما نتصفح اقوال بعض اكابر صحابة رسول الله (ص) الذين كانوا في زمن ابي بكر و نتسائل هل قبلوا ببيعته ؟ فنجدهم يجيبون على تساؤلنا بصراحة على رفض بيعة ابي بكر بشتى الاساليب وبمختلف الالفاظ التي تدل على ذلك .
فهل نصدق الصحابة العدول عند اهل السنة والجماعة الذين رفضوا بيعة ابي بكر ؟ ام نصدق علماء اهل السنة والجماعة الان الذين اصروا على اجماع اهل الحل والعقد على بيعة ابي بكر ونترك ونكذب اقوال الصحابة ؟؟
والان نتطرق الى العديد من اقوال اكابر الصحابة و بالاسماء الذين كانوا في زمن ابي بكر ورفضوا بيعته علنا وصريحا ولم يقبلوا بها وهم :
>>> اقوال أبو سفيان :
فعندما سمع أبو سفيان أن أبا بكر صار الخليفة وصاحب الامر قال :
( ما بال هذا الأمر في أقل قريشٍ قلة وأذلها ذلةً ؟ ) . (مستدرك الحاكم ج3 ، ص 78 ) .
وقال أبو سفيان لعلي بن أبي طالب (ع) : ( غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا ) . ( مصنف عبد الرزاق ج5 ، ص451 ) .
وروى الطبري : ( لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر ، أقبل أبو سفيان ، وهو يقول : والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم ! يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم !) . ( تاريخ الطبري ج4 ، ص 167 أحداث السقيفة > الكامل لابن الاثير ج3 ، ص 159 باب وفاة النبي وأحداث السقيفة ، طبعة النت ) .
وقوله : ( مالنا ولأبي فصيل ) ، يُحمل على السخرية فالفصيل هو ولد الناقة ، لأن أبا سفيان يعرف كما يعرف باقي اهل مكة أن ابا بكر عتيق ابن قحافة ليس الا من بيت ضئيل . ولم يستطع والد الخليفة التخلص من عقدة النقص الجاهلية أمام جاه أبو سفيان ففي عهد حكم ابنه أبو بكر عتيق ، يرفع الخليفة أبوبكر (عتيق) يوما صوته على أبي سفيان ابن حرب فيصيح به والده (عثمان أبو قحافة) غاضباً : ( أخفض صوتك يا أبا بكر عن ابن حرب ! ) . ( النزاع والتخاصم للمقريزي ص 19) .
>>> اقوال عمر بن الخطاب بخصوص الاشارة الى عدم شرعية بيعة ابي بكر فننقل لكم جانب مما قاله بهذا الخصوص :
إن أول انحراف بدا في عهد ابو بكر هي الخلافة نفسها في فوضويتها وكما وصفها عمر بن الخطاب بقوله : ( أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن عاد لمثلها فأقتلوه ! ) .
(ما الذي أباح لعمر أو لغيره من الصحابة قولهم في خلافة أبي بكر : إنها كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها، كما جاء في صحيح البخاري ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت ١٠ ، ٤٤ [٨ ، ٢٠٨٠] > مسند أحمد ١ ، ٥٥ > تاريخ ابن كثير ٥ ، ٢٤٦ > تاريخ الطبري ٣ ، ٢٠٠ - ٢٠٥ > سيرة ابن هشام ٤ ، ٣٣٨ > السيرة الحلبية ٣ ، ٣٨٨ - ٣٩٢ > كامل ابن الأثير ٢ ، ١٣٥ و ٣٢٧ > أنساب البلاذري ٥ ، ١٥ > تيسير الوصول ٢ ، ٤٢ - ٤٤ > نهاية ابن الأثير ٣ ، ٢٣٨ > الرياض النضرة ١ ، ١٦١ > الصواعق المحرقة : ٥ و ٨ ، وقال : سند صحيح > تمام المتون للصفدي : ١٣٧ > تاج العروس ١ ، ٥٦٨ > وجاء في بعض المصادر : فلتة كفلتات الجاهلية فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، كما في التاريخ للطبري ٣ ، ٢١٠ > والتمهيد للباقلاني ١٩٦ > وشرح ابن أبي الحديد ٢ ، ١٩ > وغيرها > وقد أشار إلى كلتا العبارتين في الغدير ٥ ، 370 و 7 ، 79.)
>>> اقوال اسامة بن زيد رحمه الله بخصوص بيعة ابي بكر :
يُروى أن أسامة بن زيد تعجب من نصب الخليفة نفسه خليفة على المسلمين فقال أسامة يوما : ( يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله (ص) فتأمَّر عليَّ وعزلني ! ) . ( أعلام الورى للطبرسي ج1 ، ص 269 ) .
>>> اقوال الكثير من الصحابة في رفضهم لبيعة ابي بكر وانعزالهم عن الحضور في السقيفة وهم :
ذكر السيد مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ 1 ، 128 بعض من تخلفوا عن بيعة ابي بكر فقال :
ذكر المؤرخون في عداد من تخلف عن بيعة أبي بكر وتحصن بدار فاطمة مع علي والزبير كلا من :
1 - العباس بن عبد المطلب . 2 - عتبة بن أبي لهب . 3 - سلمان الفارسي . 4 - أبو ذر الغفاري . 5 - عمار بن ياسر . 6 - المقداد بن الأسود . 7 - البراء بن عازب . 8 - أبي بن كعب . 9 - سعد بن أبي وقاص . 10 - طلحة بن عبيد الله . وجماعة من بني هاشم وجمع من المهاجرين والأنصار .
وقال في الهامش صرحت المصادر الآتية بالإضافة إلى المصادر المذكورة آنفا أن هؤلاء كانوا قد تخلفوا عن بيعة أبي بكر واجتمعوا بدار فاطمة ومن هذه المصادر ما ذكرت اسم بعضهم وأنهم إنما اجتمعوا ليبايعوا عليا ، الرياض النضرة ج 1 ، ص 167 > تاريخ الخميس ج 1 ، ص 188 > ابن عبد ربه ج 3 ، ص 64 > تاريخ أبي الفداء ج 1 ، ص 156 > ابن شحنة بهامش الكامل ج 11 ، ص 112 > الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد ج 2 ، ص 130 - 134 > الحلبية ج 3 ، ص 394 و 397 .
>>> ابي بكر ينتقد بيعته بنفسه ويقول :
( ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين – يقصد عمر بن الخطاب وأبا عبيدة الجراح - فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا...) . ( تاريخ الطبري 4 ، ص 52 > الإمامة والسياسة 1 ، ص 18 > مروج الذهب ج1 ، ص 414 > العقد الفريد لابن عبد ربه ) .
إن قول الخليفة ( وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين.... ) دليل ساطع على أن الرسول (ص) لم يعين أبا بكر للخلافة كما يتحمس بعض الفقهاء والمتأولين لهذا الراي السقيم .
اترك التعليق والحكم لكم بانصاف على ما تقدم ذكره ؟
تعليق