بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من أهم مقومات البحث العلمي و أي حديث هدفه الوغول الى قلوب البشر و عقولهم ان يتسم بالعدالة و الانصاف و الحقيقة. فعلى سبيل المثال , تعود شيعة أهل البيت عليهم السلام على المنبر الشفاف و المعتدل في النقل ولكن من الغريب جداً ان لا يكون للإنصاف طريق أمام عملاق تقزم أمامه كل من يريد أن يمثل العبادة و التضحية و الأخوة. اجل هو الذي تدمع القلوب و تجري بحار الدموع الساجمة لمصيبته انه سيدنا و مولانا أبا الفضل العباس بن علي بن ابي طالب عليهم السلام. و من المؤسف ان لا يتم تناول سيرة هذا الرجل الذي وصفه المعصوم بالعبد الصالح الا بالبطولة و الشجاعة فقط. انما لأبي الفضل كرامات و فضائل أخرى ينبغي ان تنقل من منصات الأعلام الخاصة بمذهب أهل البيت عليهم السلام كالمنابر و الهيئات و القنوات الفضائية. اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أدبه و أخلاقه العالية:
لابد من ان يعلم الناس و الموالين بشكل أخص أن العباس سلام الله عليه على الرغم من بسالته و قوته الهائلة الا انه كان مؤدباً حليم و لم يتعدى حدوده مع سيده و امام زمانه الامام الحسين بن علي عليهم السلام حيث انه لم يناده بأخي و هذا لم يتكرر على المسامع بمعناه المطلوب حيث أن المراد من تصرف قمر بني هاشم اهو الاحترام المطلق لسيد الشهداء و لمنصب الامامة الذي يعتبر أعلى من منزلة النبوة. ولم يكتف بذلك سلام الله عليه بل أنه قدم أروع نموذج للانقياد و الانصياع لأمر الله المتمثل بطاعة خليفته الامام المعصوم المفترض الطاعة حيث أنه لم يبرز للقتال حتى أنه امتثل لأوامر السبط سلام الله عليه حينما دعاه لاجابة عدوه و قاتله شمر عليه لعائن الله حينما أراد ان يخاطبه.
عبادته و أيمانه الصلب:
قول المعصوم حجة ولا شك في أنه يخلو من المجاملات التي لا تزيد الانسان الا زهوا بنفسه. فصادق آل محمد عليه السلام قد قال " السلام نافذ البصيرة صلب الإيمان "(1) فشهادة المعصوم هي صك ضمان يستند عليه شيعة أهل البيت لمعرفة مقام الأخ المواسي لأخيه سلام الله عليه و بيان واضح انه لم ينفرد فقط بالشجاعة بل أنه أيضا كان مثال يتبع في الايمان و طاعة الله. من الجدير بالإشارة ان يعلم المؤمنون بأن العباس سلام الله عليه كان مراعيا لتعاليم النبي الأكرم صلى الله عليه و آله حينما قال " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ..."(2). و هذا ما ميز أبا الفضل حيث أنه كان عباداً مخلص لله و قوي شجاع مقدام بنفس الوقت و هذا مما وجب الإشارة اليه.
فدائه و مواساته:
تفنن الجميع يوم عاشوراء بإبداء التضحية و الفداء لسيد الشهداء سلام الله عليه الا ان قمر بني هاشم قد قام بما لم يستطع أن يقوم به أحد حيث أنه لم ينتظر او يتأخر في الدفع بأخوته ليراهم يستشهدون أمام سيدهم وامامهم حيث أن البعض حاول ان يحرف هذا المعنى عن اصله محاولاً ان ينتقص من هذا الرجل العظيم معبرا أن العباس دفع بأخوته ليرثهم و هذا مما فنده بنفسه سلام الله عليه حينما بذل في سبيل الدين و الامامة كفيه الطاهرتين و عينه و جبهته الشريفة. هل اكتفى ؟ لا بل حتى في ساعات احتضاره لم يتوقف عن كتابة ملحمة الفداء العظيمة التي حفرت بمعول النور و الذهب في تاريخ العظماء وضع رأسه على الصعيد مواساة للمولى أبي عبدالله الحسين لما سيجري عليه على يد اللعين شمر.
ختماً, لا يمكن ان نحصر فضائل أبا الفضل العباس في بعض كلمات و كيف لبحر أن يحوي المحيط ؟ ولكن يجب أن ننصف هذا الرجل الذي لطالما اطمئن قلب الحوراء بوجوده و لطالما قرت أعين الهاشميات بوجوده صنديدا يحرس خدرهن و كان حزاما لأخيه الحسين سلام الله عليه حيث قال حينما وجده صريعاً " الان انكسر ظهري "
فسلام عليك يا قمر بني هاشم يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تبعث حياً و تطير في الجنة بجناحيك
المصادر:
1- الشاكري – الحاج حسين – شهداء اهل البيت عليهم السلام قمر بني هاشم – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 31
2- النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، دار الفكر، بيروت - لبنان: 4-2052-34.
المصادر:
1- الشاكري – الحاج حسين – شهداء اهل البيت عليهم السلام قمر بني هاشم – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 31
2- النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، دار الفكر، بيروت - لبنان: 4-2052-34.
تعليق