اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائمهم
حامدٌ ! ما هذا ؟! قُلتُها بِدَهشَةٍ ، بَعدَ أَن فُوجِئتُ بِوَلَدِي حَامدٍ وَهُوَ يَرتَدِي الزيَّ الإسلامِيَّ ، وَيَضَعُ يَدَهُ الُيمنى عَلى قَبضَةِ سَيفٍ فِي جَنبِهِ الأَيسَرِ .
رَدَّ عَلى سُؤالي قائِلاً : أَحبَبتُ يا أَبِي أَن أُمثِّلَ دَورَ أُولئِكَ الصالِحينَ المُؤمِنينَ الذينَ يَنتَظِرونَ ظُهورَ الإِمامِ المَهديِّ ( عليه السلام ) ، كَي يَكونُوا مِن جَندِهِ وَأَنصارِهِ فِي إِزاحَةِ الظُلمِ وَالجَورِ عَنِ الأََرضِ ، وَمَلئِها عَدلاً وقِسطاً .
جَعَلَنِي كَلامُ حامدٍ أَغُوصُ بَينَ صَفَحاتِ التَأريخِ ، فَراحَت أَحداثُهُ تَتَجَسَّمُ أَمامِي حَتّى صِرتُ أُحدِّثُ نَفسِي : حَقّاً ، كانَ وَما زالَ العالَمُ يَنتَظِرُ فَجراً مِثلَ ذلِكَ الفَجرِ ، الذِي أَشرَقَ بِنُورِ وَجهه وسَطَعَ مِن مَوضِعِ ولادَتِهِ ( عليه السلام ) حَتّى بَلَغَ أُفُقَ السَماءِ .
فهَبَطَتِ المَلائِكَةُ تَمسَحُ أَجنِحَتَها بِرَأسِهِ وَوَجهِهِ وسائِرِ جَسَدِهِ ، إِنَّهُ المَولودُ الذي ما أن لامَسَ جَسَدُه الأََرضَ حَتّى جَثَمَ ساجِداً للهِ ، مِمّا جَعَلَ أُمَّهُ تَقِفُ مَبهُورَةً أَمامَ مَولُودِها الذي وُلِدَ مَختُوناً نَظِيفاً طاهِراً ، لَم تَخرُج مَعَهُ قَطرَةُ دمٍ واحدةٍ .
فَلَم تَرَ أُمُّهُ عَلى نَفسِها أَيَّ أَثرٍ لِلنِفاسِ ، وَبَينَما هِيَ عَلى حالِها هذا تَتَأَمَّلُ وَلِيدَها وَإذا بِهِ يَرفَعُ سَبّابَتَهُ إِلى السَماءِ ، ثُمَّ يَعطُسُ فَيَقُولُ الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَصلّى اللهُ عَلى محمّدٍ وآلِهِ ، عَبداً ذاكِراً للهِ غَيرَ مُستَنكِفٍ ولا مُستَكبِرٍ ) .
ذلِكَ هُوَ الإِِمامُ الحُجَّةُ بنُ الحَسَنِ المَهديُّ ( عليهما السلام ) .
َقَد كانَ والِدُهُ الإِِمامُ الحَسَنُ العَسكَرِي ( عليه السلام ) مَأمُوراً بِإِخفائِهِ وَالتَسَتُّرِ عَلَيهِ مِن عيونِ الأََعداءِ الظالِمِينَ الحاقِدِينَ ، الذينَ يَبذُلونَ قُصارى جُهدِهِم لِقَتلِهِ فَورَ وِلادَتِهِ ، إِذ كانوا عَلى مَوعِدٍ مَعَها لِكَثرَةِ ما رُوِيَ وَتَواتَرَ عَن الرَسولِ الأََكرَمِ ( صلى الله عليه وآله ) بِأَنَّهُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ( عليه السلام ) ، وَأَنَّهُ سَيَظهَرُ لِيملأََ الأََرضَ قِسطاً وَعَدلاً بَعدَما تُملاََُ ظُلماً وجَوراً .
وَقَد شَاءَ اللهُ تَعالى أَن يُضِلَّهُم عَنهُ ويُسَلِّمَهُ مِن خَبثِهِم ، وَبِما إِنَّ وَالِدَهُ كانَ يَخافُ عَلَيهِ مِن أَعدائِهِ لِذلِكَ بَقِيَت وِلادَتُهُ ( عليه السلام ) خَافِيَةً عَلى مُعظَمِ الناسِ .
وَقَد قَالَ الإِِمامُ الصادِقُ ( عليه السلام ) : ( إنَّ لِصاحِبِ هذا الأََمرِ غَيبَةً لابُدَّ مِنها ، لأََِمرٍ لَم يُؤذَن كَشفُهُ لَكُم ، وَوَجهُ الحِكمَةِ فِي غَيبَتِهِ لا يَنكَشِفُ إِلاّ بَعدَ ظُهُورِهِ ) .
وَمَتى عَلِمنا أَنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ حَكِيمٌ صَدَّقنا بِأَنَّ أَفعالَهُ كُلَّها حَكِيمَةٌ ، وَإن كانَ وَجهُها غَيرُ مُنكَشِفٍ لَنا .
أَبي ، أَراكَ قَد سَرَحتَ فِي تَفكِيرٍ عَمِيقٍ ؟! قالَ حامدٌ ذلِكَ مُندَهِشاً ، فَرُحتُ أَبتَسِمُ فِي وَجهِهِ قائِلاً : ولِمَ الَتمثِيلُ يا بُنَيَّ ؟ أَلا تُحِبُّ فِعلاً أَن تَكُونَ جُندِيّاً وَناصِراً لِلإِِمامِ المَهدِيِّ ( عليه السلام ) ؟!
فَأَجابَ حامدٌ بِكُلِّ حَماسٍ وَاندِفاعٍ : بَل مِن كُلِّ قَلبِي أَتَمَنّى أَن أكونَ جُندِيّاً وَناصراً لِلإِِمامِ المهديِّ ( عليه السلام ) .
قلت : وَكَيفَ سَتَكُونُ كَذلِكَ يا حامِدُ ؟ أَبِهذا السَيفِ ؟!
فقال : وَهَل هُناكَ غَيرُ السَيفِ يا أَبي ؟! قالَها حامدٌ بِاستِغرابٍ .
فَأَجَبتُهُ مُبتَسِماً : أَنتَ تَعرِفُ أنَّ زَمَنَنا هذا هُوَ زَمنُ الطائِراتِ والصَوارِيخِ والدَبّاباتِ والرَشّاشاتِ ، وَغَيرِها مِنَ الأَسلِحَةِ الفَتّاكَةِ المُدَمِّرَةِ ، فَماذا يُمكِنُ أَن يَفعَلَهُ السَيفُ إِزاءَ هذِهِ الأَسلِحَةِ ؟!
صَمَتَ حامدٌ بُرهةً ، ثُمَّ قالَ بِتَعَجُّبٍ شَدِيدٍ : حَقّاً يا أَبي ، وَلكِنَّ الرُواياتِ تَقُولُ : إِنَّ الإِِمامَ المهديَّ ( عليه السلام ) سَيَظهَرُ بِسَيفِ جَدِّهِ الإِِمامِ عليٍّ بنِ أَبي طالبٍ ( عليه السلام ) ؟
فقلت : هذا صَحِيحٌ يا بُنَيَّ ، وَلكِنَّ فِي الوَقتِ نَفسِهِ هُناكَ مُعجِزاتٌ سَتَظهَرُ مَعَ ظُهُورِ الإِِمامِ المَهدِيِّ ( عليه السلام ) ، تَماماً مِثلُ مُعجِزاتِ الأََنبياءِ ( عليهم السلام ) .
فَمَثلاً فِي زَمَنِ مُوسى ( عليه السلام ) كانَ السِحرُ يُشَكِّلُ عامِلاً مُهِمّاً فِي سُلطَةِ المَلِكِ فِرعَونَ إِلى جانِبِ ذلِكَ الجَيشِ المُنَظَّمِ العِملاقِ ، وَقَد كانَ جَمِيعُ المُؤمِنينَ بِظُهُورِ مُوسى بنِ عُمرانَ نَبِيّاً لِهذِهِ الأَُمَّةِ لَم يَخطُر بِبالِهِم أَبَداً أَنَّهُ سَيَظهَرُ بِمُعجِزاتٍ تَقِفُ فِي مُواجَهَةِ السِحرِ والشَعوَذَةِ ، وَتُذهِلُ أَعوانَ فِرعَونَ .
وَذلِكَ بِأَن جَعَلَ اللهُ تَعالى مِن عَصا مُوسى أَفعَى عَظِيمَةً تَلَقَّفَت جَمِيعَ ما قامَ بِهِ سَحَرةُ فِرعَونَ مِنَ السِحرِ ، مِمّا جَعَلَ هؤلاءِ السَحَرةِ يَقِفُونَ مَذهُولِينَ أَمامَ مُعجِزَةِ مُوسى ( عليه السلام ) ، حَتّى أَعلَنُوا إِيمانَهُم بِاللهِ وَبِنَبِيِّهِ مُوسى ( عليه السلام ) .
وَمِن مَعاجِزِ النَبِيِّ مُوسى ( عليه السلام ) أَيضاً أَنَّ اللهَ تَعالى فَلَقَ البَحرَ لَهُ وَلِجَماعَتِهِ الذِينَ آمَنوا بِهِ ، فَعَبَروا بِسلامٍ ، بَينَما أَطبَقَهُ اللهُ تَعالى على فِرعونَ وَجَيشِهِ ، فَماتُوا غَرَقاً .
وَلَو تَأَمّلنا زَمَنَ النبي عيسى ( عليه السلام ) فَسَنَجِدُهُ قَدِ اشتَهَرَ بالطِبِ وَبِالإِِعلامِ عَن الغَيبياتِ ، فَكانَ الطَبِيبُ مِنهُم يَستَطِيعُ أَن يُحيِيَ المَيِّتَ الذِي لَم يَبرَد جَسَدُهُ بَعدُ - أَي الذي ماتَ لِتَوِّهِ - .
لِذلِكَ فَقَد أَرسَلَ اللهُ تَعالى نَبِيَّهُ عِيسى ( عليه السلام ) بِمُعجِزَةِ عِلمٍ فَاقَت عِلمَهُم ، فَتَحَدَّاهُم قائِلاً : أَنا أُبرِئَُ الأََكمَة وَالأََبرَصَ ، وَسائِرَ المُصابِينَ بِالأََمراضِ المُستَعصِيةِ ، لا بِالدواءِ ، وإِنّمَا بِمَسحَةِ يَدٍ .
وأُحيي حَتّى المَيّتَ الرَمِيمَ ، وإِنِّي أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطِينِ كَهَيئَةِ الطَيرِ فَأَنفَخُ فِيهِ لِيَكُونَ طَيراً بِإِذنِ اللهِ ، وَبِذلِكَ هَزَمَ فَراعِنَةَ العِلمِ بِسِلاحِهِم .
وَلمّا بُعِثَ نَبيُّنا مُحَمّدٌ ( صلى الله عليه وآله ) كانَت في زَمَنِهِ البَلاغَةُ والفَصاحَةُ في أَوجِ عَظَمَتِها ، لِذلِكَ صارَت مُعجِزَتُهُ القرآنَ الكَرِيمَ ، الذِي وَقَفَ أَشهَرُ أُدَباءِ ذلِكَ الزَمَنِ مَبهُورِينَ أَمامَ بَلاغَتِهِ وَفَصاحَتِهِ ، حَتّى أَيقَنُوا أَنَّهُ لاَ يُمكِنُ أَن يَكُونَ إلاّ مِنَ اللهِ تَعالى .
وَبِما أَنَّ نَبِيَّنا مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) كانَ آخِرَ الأََنبِياءِ ، ورِسالَتُهُ آخِرَ الرِسالاتِ ، فلِذلِكَ جَعَلَ اللهُ تَعالى مِن آلِهِ أَئِمَّةً مَعصومِينَ ، يُحافِظُونَ عَلى رِسالةِ الإِسلامِ وَيُدافِعونَ عَنها ، وَيَتَوَلَّونَ نَشرَ عُلُومِها وَأُصولِها بَينَ الناسِ بَعدَ الرَسُول مُحمّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) .
فَكانَ أَوَّلُهُمُ الإِِمامَ عليّاً بنَ أَبِي طالبٍ ( عليه السلام ) ، وآخرُهُمُ الإِمامَ الحُجَّةَ بنَ الحَسَنِ المَهديَّ المُنتَظرَ ( عليهما السلام ) .
وَقَد قَرَأنا عَن أَئِمَّتِنا الهُداةِ ( عليهم السلام ) فَاطّلَعنا على العذابِ القاسِي الذِي تَحَمَّلُوهُ مِن أَجلِ الحِفاظِ عَلى هذِهِ الرِسالَةِ المُبارَكةِ ، حَتّى فَدَوها بِأَرواحِهِم الطاهِرَةِ .
لأََِنَّهُم كانُوا يُمَثِّلُونَ جَبهَةَ الحَقِّ ضِدَّ الباطِلِ مِن بَعدِ وَفاةِ الرَسولِ الأََعظَمِ محمّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) .
وَلَم تُقَدَّر الغَيبةُ لأََِيِّ إِمامٍ مِنهُم سِوى لِلإمامِ المَهدِيِّ ( عليه السلام ) ، وَلَعَلَّ شِيعَتَهُم الذينَ يُشَكِّلُونَ جَبهَةَ الحَقِّ الأََصلِيَّةِ لَم يَكونوا قَدِ اكتَمَلُوا كِياناً راسِخاً مِنَ الناحِيَةِ الفِكرِيَّةِ وَالاجتِماعِيَّةِ ، حَتّى يَستَطِيعوا الصُمُودَ أَمامَ الجَهلِ والشَعوَذَةِ والطُغيانِ .
ولِهذا واجَهَ الأََئِمّةُ ( عليهم السلام ) جَمِيعَ الوَيلاتِ والنَكَباتِ ، حَتّى أَصبَحَ الشِيعَةُ كُتلَةً مُتماسِكَةً تَشُعُّ فِكراً ، ومَركزاً يَنتَشِرُ يَمِيناً وَشَمالاً بِفَضلِ الرُواةِ وَالأََصحابِ الثُقاةِ .
فَاستَطاعَت بِذلِكَ الصُمودَ عِبرَ التَأرِيخِ ، وَحِينَها لَم تَعُد هُناكَ ضَرُورةٌ لِبقاءِ الإِِمامِ المَعصُومِ ظاهِراً مُعَرَّضاً لِكُلِّ الاحتمالاتِ ، وَفِي جَميعِ الأََحوالِ لِذلِكَ قَدَّرَ اللهُ تَعالى لَهُ أَن يَغِيبَ لِيَظهَرَ فِي الوَقتِ المناسِبِ ، فَيملاََُ الأََرضَ قِسطاً وعَدلاً ، بَعدَ أَن تَكونَ قَد مُلِئَت ظُلماً وجَوراً .
فقال حامد : حَسَناً يا أَبي ، وَلكِنَّكَ لَم تَقُل لِي ما هِيَ المُعجِزاتُ التِي سَتَظهَرُ مَعَ الإِِمامِ المهديِّ ( عليه السلام ) ؟
فقلت : يا بُنيَّ ، بِما أَنَّ دَورَ الإمامِ المَهديِّ ( عليه السلام ) هُوَ أَن يَملأََ هذِهِ الأَرضَ قِسطاً وَعَدلاً بَعدَ أَن مُلِئَت ظُلماً وجَوراً ، لِذلِكَ فَسَتكُونُ أَوّلُ مَعجِزاتِهِ هِيَ ظُهورِهِ بسلاحٍ تَقِفُ أَمامَهُ جَمِيعُ أَسلِحَةِ هذا الزَمنِ ـ أَو الزَمنِ الذِي بَعدَهُ ـ عاجِزَةً عَن تَحقِيقِ أَيِّ شَيءٍ .
فمِثلَما عَجَزَ سَحَرَةُ فِرعَونَ عَن تَحقِيقِ أَيَّ شَيءٍ أَمامَ عَصا مُوسى ( عليه السلام ) .
وَكَذلِكَ الحالُ لِنَبِيِّ اللهِ عِيسى ( عليه السلام ) الذِي استَطاعَ بِمُعجِزَتِهِ أَن يُذهِلَ عُقُولَ الأََطِبّاءِ الذِينَ بَلَغُوا أَقصى الدَرَجاتِ فِي عِلمِ الطِبِّ فِي ذلِكَ الزَمَنِ .
وكذلك وَقَفَ أُدباءُ البَلاغَةِ وَالفَصاحَةِ مَذهُولِينَ أَمامَ مُعجِزَةِ القُرآنِ الكَريمِ ، الذي نزَلَ على نبينا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) .
فكذلك تقول الروايات : بأنّ سلاح الإمام المهدي ( عليه السلام ) يعرف أعداء الله فيقتلهم ، وَيَعرِفُ أَنصارَ اللهِ فَيَدَعَهُم ، وَتَكونُ جَمِيعُ الأَسلِحَةِ المَوجودَة رَمزِيّةً أَمامَهُ
وَهذِهِ إِشارَةٌ إِلى أَنَّ الإِِمامِ المهديَّ ( عليه السلام ) سَوفَ يَستَخدِمُ نَوعاً مِنَ السِلاحِ يُعَطِّلُ جَميعَ الأََسلِحَةِ ، وَيُجَمِّدُ كُلَّ الآلِيّاتِ المُتَحَرِّكَةِ ، فَتَنهارَ أَمامَهُ جُيوشُ الأََعداءِ وَقادَتُهُم ، فَيَصيروا فِي حالةٍ مِنَ الفَزَعِ وَالرُعبِ لَم يَشَهدِ التأرِيخُ لَها مَثِيلاً .
وَأَمّا عَنِ السَيفِ الذي يَظهَرُ بِهِ الإِِمامُ المهديُّ ( عليه السلام ) ، فَهُوَ الذِي نَزَلَ عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) .
وَلِذلِكَ تَقُولُ الرُواياتُ بِأَنَّ سِلاحَ الإِِمامِ المَهديِّ ( عليه السلام ) يَعرِفُ أَعداءَ اللهِ فَيَقتُلَهُم ، ذلِكَ السَيفُ الذِي نَزَلَ بِهِ جِبرائِيلُ ( عليه السلام ) مِنَ السَماءِ ، وَأَعطاهُ لِعَليٍّ بنِ أَبي طالبٍ ( عليه السلام ) ، فَاستَخدَمَهُ فِي مَعارِكِ الإِِسلامِ الحاسِمةِ ، وَأَصبَحَ فِيما بَعدُ مِن جُملَةِ التُراثِ المُقَدَّسِ الذِي تَوارَثَهُ الأََئِمَّةُ الأََطهارُ ( عليهم السلام ) .
ولِذلِكَ سَيَحمِلُهُ الإِِمامُ المَهدِيُّ ( عليه السلام ) لِيُؤَكِّدَ بِهِ انتِسابَهُ إِلى رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) لِقِدَمِ عَهدِهِ بِأَبِيهِ ، وَظُهورِهِ بِمَظهَرِ رَجُلٍ فِي سِنِّ الأََربَعِينَ .
وَكَذلِكَ لِيَرمِزَ إِلى أَنَّهُ أَتى لِتَجدِيدِ الإِِسلامِ ، وَلَم يَأتِ بِدِينٍ جَدِيدٍ كَما سَيدّعي بَعضُ الناس .
وكَذلِكَ سَيَحمِلُهُ تَبَرُّكاً بِهِ ، إذ هُوَ السَيفُ الذُي فَتَحَ الطَرِيقَ أَمامَ الإِِسلامِ ، فَيُحيي بِذلِكَ ذِكرى جَدِّهِ عَليٍّ بنِ أَبِي طالِبٍ ( عليه السلام ) الذِي كانَت حَياتُهُ كُلُّها تَضحِياتٍ فِي سَبِيلِ الحَقِّ .
فَشَرَعَ حامدٌ بِنَزعِ السَيفِ عَن جَنبِهِ قائِلاً : إذاً يا أَبي فَنَحنُ لا نَحتاجُ إِلى هذا السَيفِ لَو قَدِّرَ لَنا أَن نَكُونَ مِن جُندِ وَأَنصارِ الإِِمامِ المَهديِّ ( عليه السلام ) .
تعليق