بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الإنسان عبدٌ لله فقط ، فلماذا نقول عبد الحسين وعبد العباس وهكذا؟
للعبوديّة معان مختلفة :
1 ـ العبوديّة في مقابل الالوهيّة : وهي بهذا الاستعمال بمعنى المملوكيّة وهي تشمل جميع عباد الله ، حيث إنّ منشأ مملوكيّة الإنسان هو كون الله تعالى خالقاً ، والإنسان مخلوقاً ، فيكون وصف العبوديّة التي هي رمز المملوكيّة ، لا يضاف إلاّ إلى الله تعالى فقط ، فيُقال « عبد الله» لأنّه :
﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ .
وينقل القرآن عن المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) قوله :
﴿ ... إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ .
2 ـ العبوديّة الوضعيّة : وهي ناشئة من الانتصار والغلبة في ميدان القتال والحرب،
حيث إنّ الإسلام يقبل هذا النوع من العبوديّة وفقاً لشروط خاصّة مبيّنة في الفقه ،
حيث يتمّ اختيار الأشخاص الذين وقعوا أسرى في أيدي المسلمين ،
فيرجع أمرهم إلى الحاكم الشرعي الذي يستطيع اختيار أحد الطرق الثلاث في شأنهم :
إمّا إطلاق سراحهم بدون أخذ أيّ غرامة ،
أو إطلاق سراحهم مع أخذ غرامة منهم ، أو إبقاءهم أسرى . وفي الصورة الأخيرة يعدّ الشخص الأسير عبداً للمسلمين ،
والدليل على ذلك أنّه يوجد في الكتب الفقهيّة باب يسمّى
« باب العبيد والإماء » .
ولنأخذ مثالاً على ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى :
﴿ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ .
ففي هذه الآية يصف الله تعالى أسرى الحرب بالعبيد والإماء في قوله :
﴿ ... عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ... ﴾
فجاء العبد هنا مضافاً إلى غير الله تعالى .
3 ـ العبوديّة بمعنى الطاعة والعمل بالأوامر :
وقد جاء هذا المعنى في الكتب اللّغويّة .
لذلك فإنّ معنى أمثال « عبد الرسول » و « عبد الحسين »
هي ناظرة إلى المعنى الثالث ، حيث إنّ عبد الرسول وعبد الحسين
بمعنى مطيع الرسول ومطيع الحسين ،
ولا شكّ أنّ هذه الطاعة للرسول ( صل الله عليه وآله وسلم )
ولأُولي الأمر من بعده هي طاعةٌ واجبة ،
وكلّ مسلم مطيع لله والرسول وأُولي الأمر ، قال تعالى :
﴿ ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... ﴾ .
فانطلاقاً من هذه الآية الكريمة فإنّ القرآن يعتبر النبيّ « مُطاعاً»
والمسلمين « مطيعين» . فإذا اتّخذ شخص نفس هذا المعنى في تسمية ولده ،
فلن يكون ذلك سبباً لذمّه ، بل سيكون مدعاةً لمدحه والثناء عليه .
ونحنُ نفتخر أنّنا مطيعون لرسول ( صل الله عليه وآله وسلم ) والأئمة من بعده ونعمل بأوامرهم . ومن المؤكّد أنّه لا منافاة بين كون الشخص
عبداً لله وعبداً للرسول ( صل الله عليه وآله وسلم ) ;
إذ المعنى أنّه عبد لله ومطيعٌ للرسول . ولأنّنا نعلم أنّ العبوديّة لله هي عبوديّة تكوينيّة ناشئة من خالقيّته تعالى ،
أمّا العبوديّة للرسول ( صل الله عليه وآله وسلم ) فهي عبوديّة تشريعيّة ناشئة من الأمر الإلهي القاضي بطاعة الرسول ونعته بالمُطاع ، فبين المعنيين فرقٌ كبير و بون شاسع .
اللهم صل على محمد وال محمد
الإنسان عبدٌ لله فقط ، فلماذا نقول عبد الحسين وعبد العباس وهكذا؟
للعبوديّة معان مختلفة :
1 ـ العبوديّة في مقابل الالوهيّة : وهي بهذا الاستعمال بمعنى المملوكيّة وهي تشمل جميع عباد الله ، حيث إنّ منشأ مملوكيّة الإنسان هو كون الله تعالى خالقاً ، والإنسان مخلوقاً ، فيكون وصف العبوديّة التي هي رمز المملوكيّة ، لا يضاف إلاّ إلى الله تعالى فقط ، فيُقال « عبد الله» لأنّه :
﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ .
وينقل القرآن عن المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) قوله :
﴿ ... إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ .
2 ـ العبوديّة الوضعيّة : وهي ناشئة من الانتصار والغلبة في ميدان القتال والحرب،
حيث إنّ الإسلام يقبل هذا النوع من العبوديّة وفقاً لشروط خاصّة مبيّنة في الفقه ،
حيث يتمّ اختيار الأشخاص الذين وقعوا أسرى في أيدي المسلمين ،
فيرجع أمرهم إلى الحاكم الشرعي الذي يستطيع اختيار أحد الطرق الثلاث في شأنهم :
إمّا إطلاق سراحهم بدون أخذ أيّ غرامة ،
أو إطلاق سراحهم مع أخذ غرامة منهم ، أو إبقاءهم أسرى . وفي الصورة الأخيرة يعدّ الشخص الأسير عبداً للمسلمين ،
والدليل على ذلك أنّه يوجد في الكتب الفقهيّة باب يسمّى
« باب العبيد والإماء » .
ولنأخذ مثالاً على ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى :
﴿ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ .
ففي هذه الآية يصف الله تعالى أسرى الحرب بالعبيد والإماء في قوله :
﴿ ... عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ... ﴾
فجاء العبد هنا مضافاً إلى غير الله تعالى .
3 ـ العبوديّة بمعنى الطاعة والعمل بالأوامر :
وقد جاء هذا المعنى في الكتب اللّغويّة .
لذلك فإنّ معنى أمثال « عبد الرسول » و « عبد الحسين »
هي ناظرة إلى المعنى الثالث ، حيث إنّ عبد الرسول وعبد الحسين
بمعنى مطيع الرسول ومطيع الحسين ،
ولا شكّ أنّ هذه الطاعة للرسول ( صل الله عليه وآله وسلم )
ولأُولي الأمر من بعده هي طاعةٌ واجبة ،
وكلّ مسلم مطيع لله والرسول وأُولي الأمر ، قال تعالى :
﴿ ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... ﴾ .
فانطلاقاً من هذه الآية الكريمة فإنّ القرآن يعتبر النبيّ « مُطاعاً»
والمسلمين « مطيعين» . فإذا اتّخذ شخص نفس هذا المعنى في تسمية ولده ،
فلن يكون ذلك سبباً لذمّه ، بل سيكون مدعاةً لمدحه والثناء عليه .
ونحنُ نفتخر أنّنا مطيعون لرسول ( صل الله عليه وآله وسلم ) والأئمة من بعده ونعمل بأوامرهم . ومن المؤكّد أنّه لا منافاة بين كون الشخص
عبداً لله وعبداً للرسول ( صل الله عليه وآله وسلم ) ;
إذ المعنى أنّه عبد لله ومطيعٌ للرسول . ولأنّنا نعلم أنّ العبوديّة لله هي عبوديّة تكوينيّة ناشئة من خالقيّته تعالى ،
أمّا العبوديّة للرسول ( صل الله عليه وآله وسلم ) فهي عبوديّة تشريعيّة ناشئة من الأمر الإلهي القاضي بطاعة الرسول ونعته بالمُطاع ، فبين المعنيين فرقٌ كبير و بون شاسع .
تعليق