إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثورة النساء هل تعرفن ماهي؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثورة النساء هل تعرفن ماهي؟؟

    ثورة النساء
    قتل الحسين عليه السلام في كربلاء هو واكثر اهله وخيار اصحابه ، وحزت رؤوسهم الطاهرة وحملوها على رؤوس الرماح الى ابن مرجانة عبيدالله ابن زياد فامرا ان ترسل الى الشام الى يزيد ابن معاوية.
    بأمرة الشمرة الظباعي وخوليّ الاصبح ، وضم اليهم 1500 فارس ، وامرهم ان يسيروا بالرؤوس والاسارى الى الشام ، على ان يطوفوا ويشهّروا بهم في كل المدن التي تقع في طريقهم.
    وسار الركب الحزين حتى عبروا تكريت ، ثم الى طريق البر ، ثم الى دير عروة ، ثم الى منطقة صليتا ، ثم الى وادي نخلة وباتوا ، فيها ثم رحلوا عن طريق النباعي وكانت عامرة بالناس فخرجت النساء والكهول والشبان وينظرون الى رأس الحسين



    يصلون عليه وعلى جده وابيه ويلعونون من قتله ، ويقولون يا قتلة اولاد الانبياء اخرجوا من بلدنا.
    فأتجه المسير الى مكحول ثم ارسل رسولا الى عامل الموصل للاستقبال. استلم عامل الموصل الكتاب فشرع في اعداد الزينة ورفع الاعلام وخرجت الجماهير لا تعلم ماذا حصل ، وتقدم الوالي واستقبلهم على ستة اميال.
    واهل المدينة يتسائلون ما الخبر ، قال احدهم ، يقال انه خارجي قتله ابن زياد ، وفجأتا قال احدهم هذا رأس الحسين عليه السلام.
    وبدأ التسائل عن صحة الخبر ، فلما تحققوا من ذلك ، اجتمعوا في اربعين الف فارس من الاوس والخزرج وتحالفوا ان يقاتلوا ويأخذوا رأس الامام ويدفنوه عندهم طمعا في الثواب ولْيَكن فخرا لهم الى يوم القيامة ، فلما سمعوا اصحاب الشمر بذالك لم يدخلوها واخذوا طريق تل اعفر ثم انعطفوا على جبل سنجار فوصلوا نصيبين فنزلوا وشهّروا الرؤوس والسبايا.



    قال : فما رأت زينب عليها السلام رأس اخيها بكت وانشأة تقول : تشهر فى البرية عنوة
    والدانا اوحى اليه جليل كفرتم بربّ العرش ثم نبيه
    وسار الموكب الى عين الوردة وكتبوا الى صاحب الدعوات ، ان تلقانا لان معنا رأس الحسين قال : فلما قرأ الكتاب امر بضرب الابواق فخرج فتلقا هم وشهّروا الرؤوس وادخلوه من باب الاربعين ووضعوه في الرحبة من زوال الظهر الى العصر واهلها طائفة يبكون وطائفة يضحكون وينادون هذا رأس خارجي ، وتلك الرحبة التي نصب الرأس فيها لا يجتازها احد الا وتقضي حاجته الى يوم القيامة حسب الايمان والنيّة.
    وباتوا ثملين مخمورين. ثم حركوا الى قنسرين وكانت عامرة بأهلها فلما بلغهم ذلك اغلقوا الابواب وجعلوا يلعنوهم ويرمونهم بالحجارة ويقولون :
    يا فجرة يا قتلة اولاد الانبياء والله لادخلتم بلدنا ،



    ثم غيروا طريقهم الى معرّة النعمان ، واستقبلوهم وفتحوا لهم الابواب وقدموا لهم الاكل والشرب بقية يومهم ورحلوا فيها ونزلوا شيزر وكان فيها شيخ الكبير فقال يا قوم هذا رأس الحسين عليه السلام فتحالفوا ان لا يسمح لهم بدخول بلدتهم ، فلما لاحظوا ذلك اتجهوا الى كفر طاب وكان حصنا صغيرا فغلقوا الابواب ، فتقدم اليهم خولي لعنه الله ، فقال الستم فى طاعتنا اسقونا الماء ، فقالوا والله لا نسقيكم قطرة واحدة ، وانتم منعتم الحسين عليه السلام والصحابة الماء ، فرحلوا عند ذلك الى سيبور.
    وكان فى مدينة سيبور شيخ كبير السن فجمع الشباب وقال لهم ان هذه الرؤوس والسبايا دخلت جميع المدن فدعوهم يدخلون وتمر الايام كما هي.
    ولكن الشباب رفضوا ذلك وقطع قنظرة الماء وحملوا على الجيش المرافق للاسرى والرؤوس فقتل من اصحاب خولي ستة وقتل من الشبان خمسة فقالت ام كلثوم سلام الله على هذه المدينة ما اسمها ؟ فقال سيبور فقالت اعذب



    الله شرابهم وارخص اسعارهم ورفع يد الظلم عنهم ، وهي كذلك لحد الان ثم سارو حتى وصلوا حماة ، فغلقوا الابواب في وجوههم وركبوا السور وقالوا والله لا تدخلون بلدنا ولو قتلنا عن اخرنا فلما سمعوا ذلك ارتحلوا وساروا الى حمص وكتبوا الى صاحبها ان معنا رأس الحسين عليه السلام وكان اميرها خالد بن النشيط ، فلما قرأ الكتاب امر بالاعلام نشرت بالمدينة وتزينت وتداعي الناس من كل جانب وصوب ، خرج وتلقاهم على حد مسير ثلاثة اميال واشهر الرأس وساروا حتى حمص فدخلوا الباب فازدحمة الناس بالباب فرموهم بالحجارة حتى قتل بالباب سته وعشرون فارسا واغلقوا الباب في وجوههم فقالوا أكفر بعد ايمان ، ام ظلالة بعد هدى ، فخرجوا ووقفوا عند كنيسة قسّيس وهي قرب دار خالد ابن النشيط فتحالفوا على قتال خولي وعلى أخذ الرأس منه ليكون فخرا لهم الى يوم القيامة ، فبلغ خولي ذلك فارتحلوا خائفين واتوا بعلبك وكتبوا الى صاحبها ان معنا رأس الحسين عليه السلام




  • #2
    فامر باحضار الجواري والدفوف ونشر الاعلام والابواق ومظاهر الزينة وفعلا تم ذلك.
    فقالت ام كلثوم ، ما يقال لهذا البلد ؟ فقالوا بعلبك فقالت اباد الله تعالى خظرتكم لا عذب الله شرابهم ولا رفع الظلم عنهم. وباتو ليلتهم ورحلوا وادركهم المساء عند صومعة راهب فأنشأ علي ابن الحسين عليه السلام يقول :
    هو الزمان فما تفني عجائبه عن الكرام
    فليت شعري الى كم ذا تجاذبنا طروفه ولى كم نجاذ به
    يسيرنا على الأقتاب عارية
    وسائق العيس يحمى عنه غاربة
    كاننا من بنات الروم بينهم
    او كلما قاله المختار كاذبة
    كفرتم برسول الله ويلكم
    يا امة السوء قد ضاقت مذاهبه
    فلما جن الليل عليهم دفعوا الرأس الى جانب الصومعة فلما غشى الليل سمع الراهب دويا كدوي الرعد



    وتسبيحا ونقديسا واستأنس انوارا ساطعة فالطلع الراهب رأسه من الصومعة فنظر الى الرأس فاذا هو يسطع نورا قد لحق النور بعنان السماء ونظر الى باب قد فتح من السماء والملائكة ينزلون كتائب ويقولون السلام عليك يا ابا عبدالله فجزع الراهب جزعاً شديدا فلما اصبحوا وهموا بالرحيل ، اشرف الراحب عليهم ونادى من زعيم القوم فقالوا خولي زعيمنا فقال الراهب ما الذي معكم قال رأس خارجي من العراق قتله ابن زياد فقال ما اسمه ؟ فقالوا له اسمه الحسين بن علي عليه السلام وامه فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه واله. فقال الراهب تبا لكم ولما جئتم في طاعته ، فقد صدقت الأخبار في قولهم انه اذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دماً عبيطا ولا يكون هذا الا في قتل نبي او وصي ثم قال اريد ان تدفعوا اليّ هذا الراس ساعة واحد ، فقال خولى لعنه الله لا اكشفه الا عند يزيد فاني اطمع في جائرة كبيرة ، قال الراهب وكم الجائزة ؟ قال خولي عشرة الاف مثقال ذهب قال ،



    الراهب : انا أعطيك كل ما املك.
    قال خولي احضر ما عندك.
    عندها احضر الراهب الدراهم والدنانير ودفعها اليهم فدفعوا الى الراهب الرأس وهو على الرمح فجعل الراهب يقبله ويبكي ويقول يعز والله عليّ اذا لقيت جدك محمد صلى الله عليه وآله فشهد لي اني اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله واعاد الرأس اليهم ، وهم اصحاب خولي يقتسمون الدراهم فاذا هي خزف مكتوب عليها ( سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ) ، فقال خولي لأصحابه : اكتموا هذا الخبر والله ان ذكره احدكم حزّيت رأسه. واتجه الركب الى حلب.
    لحد الآن سارة الركب في ثمانية عشر مدينة صغيرة وكبيرة هي :
    1 ـ تكريت ،
    2 ـ دير عروة ،

    3 ـ صليتا ،
    4 ـ وادي نخلة ،
    5 ـ طريق النباعي ،
    6 ـ منطقة مكحول ،
    7 ـ الموصل ،
    8 ـ طريق تل أعفر ،
    9 ـ جبل سنجار ،
    10 ـ مدينة نصيبين ،
    11 ـ عين الوردة ،
    12 ـ قنسرين ،
    13 ـ معرة النعمان ،
    14 ـ شيزر ،
    15 ـ سيبور ،
    16 ـ حمأة ،
    17 ـ حمص ،
    18 ـ بعبلك ،



    19 ـ واخيرا حلب ثم دمشق.
    اكثر المدن التي مره بها السبايا كانت تتظامن مع السبايا ضد الامويين ما عدى ، أ : والى الموصل ، ب : اهل معرة النعمان ، ج : اهل بعلبعك ربما كانوا يجهلون الحقيقة.
    وما ان تقاربت مسيره الجيش الاموي بصحبة حرم رسول الله من مدينة حلب حتى أمر خولي قائد الجيش بالكتابة الى والي حلب ( ان تلقانا فإن معنا رأس الحسين عليه السلام الخارجي ) وسلم الكتاب الى احد الفرسان وقال له هذا كتابي الى والي حلب ، لا يقرأ الا عند الوالي وتحاشا الغرباء في الطريق وانطلق الفارس وسار يشق عنان الريح حتى دخل مدينة حلب ، وسأل عن الوالي فقادوه الى ديوان الوالي. قال الوالي من اين القادم قال : انا قيس الخزاعي قدمت اليكم بكتابي هذا من قبل خولي قائد الجيش ، القادم من الكوفة متجها الى دار الخلافة.
    قال الوالي : هات ما عندك ، وقرأ الكتاب . صمت



    لحظة وصمت الجميع ليطلعوا على حقيقة الخبر ، نهض الوالي وقال ما بكم يا قوم لنبشر اهل المدينة وليعم الفرح ولنخرج ونستقبل الابطال الذين انتصروا على الخارجي وثبت الدين. وأمر الوالي بجمع الطبالين واهل الموسيقى والطرب وامر بأن ترفع الاعلام وتسقى الخمور وحاول ان يجعل للمدينة وكأنها تحيا ليلة عرسها.
    وفي هذه الاثناء كان في مجلس الوالي عبدالله بن عمر الانصاري قال : والله ان هذا رأس حسين بن علي عليه السلام انه ليس بخارجي بل انه من اهل البيت وخرج باكياً ونقسم القوم بين مصدق وبين اخر.
    اما عبدالله الانصاري فقد كانت له علاقة حميمة بالحسن والحسين عليه السلام من ايام جدهما المصطفى صلى الله عليه وآله اذ كان يحمل لهما الهدايا في كل زيارة يقوم لها اليهم وكانا لا يفارقانه طيلة فترة الزيارة ولما علم بموت الحسن عليه السلام مسموما بكاء مرّ بكاء وعمل قبراً رمزيا للحسن وجلّله وكلّله بالحرير والديباج وكان يندب



    الحسن ويرثيه ويبكي عليه صباحاً ومساءاً ، ولما علم بحادثة الطف وقتل الحسين عليه السلام تجددت احزانه ومرت عليه سيولا جارفة من الألم ، نعم الامل أوسع من الفضاء وذهب الى بيته مهموما ودموعه تحكي المأساة فلقته ابنته درّة الصدف وقالت له ما بك يا ابتاه ما ابكاك ، هل قس الدهر عليك ام مصاب نزل فينا ، اخبرني با الله عليك قال لها يا بنيتي ماذا اقول لا اعلم لماذا لا تشق الارض ، لماذا لا تطبق السماء ولماذا لا تفور البحار. قالت : قل يا ابي ما الذي حصل حتى تقول هذا ، قال يا ابنتي ان اهل الشقاق والنفاق قتلوا حسيناً وسبوا حريمه والقوم سائرون بهم الى اللعين يزيد وهم على مقربة من حلب والوالي عزم ان يخرج ليلقاهم وعلامات السرور بوجه الوالي اللعين ، واجهش بالبكاء ، فقالت ابنته درّة الصدف : يا ابتاه لا خير في الحياة بعد قتل الهداة فو الله لأحرضن في خلاص الرأس والاسارى وادفن الرأس عندي في داري وانال شفاعة محمد صلى الله عليه واله وسلم وافتخر به



    على اهل الارض والسماء ان شاء الله.
    ان درة الصدف كانت البنت الوحيدة لوالدها وكان لها ابناء عم قد تنافسوا في خطبتها لما تحوي من مواصفات الاصل والكمال والجمال والفصاحة والحلم ، كانت مضرب المثل في عشيرتها وكان احد ابناء عمها قد شغف بها حباً وقد تقدم عدة مرات للخطبة كانت ترفضه لانه كان دنيويا ولا يحمل محبة اهل البيت في قلبه ، مع العلم ان ابن عمها مصعب الانصارى كان شابا وسيما غنيا شجاعاً ، والعلاقات العشائرية تحقه بها خصوصا وهما ابناء عم.
    ولكن درة كانت مسلمة مؤمنة لا تلويها الصعاب ولا شكليات الدنيا.
    خرجت درة الصدف من دارها وهي تنادي في اطراف حلب وازقتها يا ويلكم قتل الدين يا ويلكم قتل الحسين عليه السلام والتقت مع بضعة فتيات من بنات عمها وقالت لها احداهن ما لك يا درة هل اصاب عقلك شيء ما لي اراك مهمومة مغمومة.



    وقفت الدرة الصدف وقالت لهم يا بنات عمي لقد قتل الحسين بن علي عليهما السلام ابن فاطمة الزهراء عليها السلام قتلوه وآخذوا حريم رسول الله سبايا ورأس الحسين عليه السلام واهله على اسنة الرماح وهم الان يتقدمون نحو حلب هل تنصروني على تحرير الاسارى واستخلاص الرأس الشريف ودفنه. قالت احداهن ولماذا لا يقاتل الرجال. نحن لا طاقة لنا بالقتال قالت درة : من كانت منكم مؤمنه بالله وترغب ان تدافع عن الدين فلتبرز معي على القوم. ومن كانت تحلم بمحاسن الدنيا فلتقبع في دراها وتركتهن يتهامسن فيما بينهن لاتخاذ قرار ما.
    اما هي فسارت في اطراف حلب تحث الناس للنهوض حتى وصلت دار بكر ابن سعد الانصارى ، سلمت وستأذنت ودخلت ، رحبت بها نائلة بنت بكر الانصاري ، وقالت لها ماذا ورائك يا درة اراك كالقطة المذعورة ، قالت لها درة ، وا محمداه لقد قتل الحسين عليه السلام وجيش الامويين يقترب من حلب هم يسوقون حرم الله ورأس



    الحسين عليه السلام على اسنة الرماح ، وعلا الصياح وبكتا معا ، قالت نائلة ، سأدخل على والدي لأخبرة كي يأذن لي بالخروج ، دخلت على والدها وأخبرته بذلك قال : يا ابنتي ان الحسين عليه السلام قتل وانتم نساء لا طاقة لكم ، دعو الأمر لنا ، فاني سوف أدعو القوم الى مجلسنا مساءاً كي نبحث هذه المسئلة. قالت نائلة يا ابت اذا جاء المخاض لا ننتظر مشورة الرجال ، ان كنت على دين محمد صلى الله عليه وآله أأذن لي وان كنت قد ارتددت عن الاسلام فلا طاعة عندي لك فأطرق مليا وقال : يا ابنتي اخاف ان تقتلين ، قالت : ( كل نفس ذائقة الموت ) ، وهل مقامي اعلى من مقام الحسين عليه السلام واهله ؟!
    لا والله يا أبت الآن اذنت لي بسكوتك ، فنعم المؤمن انت ، صمت الوالد وخرجت البنت.
    واخبرت درة الصدف بانها سوف تكون اول من يتقدم قالت درّة : اذن سوف اذهب الى داري لارتدي ملابس القتال ، ولأرى من ترغب في الجهاد ، خرجت الدرّة



    الصدف ، وما طرقت شارع اوحى الا وكلّمت اهله بما جرى ، وبما يجب ان يجري وهي في طريقها التقت بمصعب الانصاري ابن عمها.
    وقفت امامه بدون كلام ، قال مصعب : يا ابنت العم جائني خبراً انك تحرطين على قتال جيش الامويين ؟ قالت : وما في ذلك يا مصعب ؟ قال : يا درة انا لست من تناديه باسمه انا ابن عمك وتعلمين منزلتكي فى قلبي ، قالت درة : يا اخي اني على عجلة من امري ، قال مصعب : او تناديني يا اخي ؟! قالت درة : اسمع يا بن العم ، لن اطاوعك على هواك وانت تناصب العداء لعلي عليه السلام ما دمت تسير في درب يزيد ابن معاوية.
    ارجوك اذهب عن طريقي ، وتركته وسارت حتى وصلت دارها.
    دخلت ووجدت والدها جالساً ، وافراد من عشيرتها جالسين ، سلمت وانصرفت للتجهيز للقتال.
    بعد برهة كانت مهيأة للقتال ، جائت الى والدها



    قبلت يديه والى عمها الكبير كذلك ، وهمت بالخروج ، قال احد الجالسين : يا درّة الصدف يا عزيزة القوم ، هلا صبرتي حتى نتحزب وتتفق آرائنا ، وقفت درة الصدف وقالت : وفرو وقتكم ولا تبحثوا الامر اذ قد تتفقوا على ان لا تتفقوا ، تبا لتحزبكم ولاحزابكم ، وخرجت راكبة فرسها الاصيل ، وما هي الا دقائق حتى اجتمعت 70 فتاة مع درة الصدف ونائلة ، وخرجن من حلب يطلبون جيش معاوية وبدأة نائلة بالقاء المشعر واخرى الرجز وكانت الفتيات كأنهن ليوث. والغريب في ذلك ان شباب المدينة اصابهم الذهول ، لخروج بناتهم للقتال ، وتلكئهم في ان يتخذوا قرارا في نصرتهن ام لا.
    على بعد فرسخين من المدينة وقفت درة الصدف ، وجعلت الفتيات على مشكل دائرة والقت عليهم كلمة :
    البسمله ثم يا بنات عمي اهلي وعشيرتي واصحابي يا بنات المسلمين ، ان اعوان يزيد الملعون في الدينا قبل الاخرة ، قد جرموا جرماً لا حدود له ، وقد ابكى سكان

    الارض والسماء ، وانتن سائرات الى ملاقات القوم ، لا تقولوا نحن فتيات ، وانما قولوا نحن مؤمنات والقوة من الله ، واوصيكم لا تقاتلوا فرادى بل قاتلوا على شكل مجاميع كراديس ، هكذا اوصى رسول الله صلى الله عيله واله مقاتيله و نحن في خروجنا لا نبغي سوى النصر او الشهادة ، والسلام على من اتبع دين الحق ونور الهدى ، فهلموا ، يا خواتي وفعلا سرن حتى جن الليل. فقالت : احداهن يا درة او نبيت ليلتنا هنا ، اجابتها درة : يا بنت العم ان كنتي تفكرين بالراحة ، فلا راحة قبل ان ننال من القوم ، واما اذا لعب في هواك شيئا ، قالت الفتاه مقاطعة كلام درة لا لا والله ما ساورني شيء وانما فكرت في الراحة كي نحسن القتال.
    قالت درة يا اختي ان راحتنا هي ان ننال من غايتنا فهل انت معنا ، قالت : نعم والله.
    وسار الركب وبعد منتصف الليل ، بزغ القمر وكانه شمس الضحى ، قالت احدى الفتيات هذه الليلة المقمرة



    دليل على نصرنا على الاعداء الكفرة ، الذين اشتروا دنياهم باسعار بخسة.
    واستمر المسير حتى الصباح وفجأة قالت : نائلة الانصارى يا بنت العم هذه الغبرة ، اجتمعت الفتيات ليتخذن قرارا في الهجوم قالت درة : لنمكن حتى يمر العدوا لنرى قوته ونقاط الضعف فيه كي تسهل علينا عملية الهجوم والمباغته ، واتفقن على ذلك ومكثن حتى اقترب الركب ، وسمع بكاء الاطفال ونوح النساء ، والرماح تحمل الرؤوس المطهرة ، ومعهم جيش عرمرم كل من فيه شاهر السيف ، يقدر باكثر من اربعة الاف مقاتل ، لما رأت درّة ذلك شهقت بالبكاء هي وباقي الفيتان ، قالت : نائلة : يا بنات المؤمنين والله ما خرجتم الا لنصرة حرم رسول الله ولكن هذا الامر امامكن والرأي رأيكم ، وقالت درة الصدف : ارى ان لا طاقة لنا بهم ، لنذهب ونستنصر العشاير ، لعلنا نصل الى غايتنا ، قال الجميع : ونعم الرأى ، وتركن الموقع وانسحبن بهدوء حتى ابتعدن عن ذلك الموقع ، قالت



    نائلة : يا درة لا نذهب الى المدينة فالوالي مرتد وهو اموي ، لنذهب الى القرى والعشاير ، قالت : ونعم الرأي ، وسرن نحو الريف والبادية ، وهن يعولنه ويبكين على ما شاهدن دون ان يتمكن من عمل شيئا ما.
    وسار جيش الامويين حتى قاربوا ابواب حلب فتلقاهم الوالي عند باب الاربعين ، الخولي يوصي قادة الوحدات العسكرية بالحذر والانتباه ، ودخلوا حلب من باب الاربعين وقد تجمع الناس فيها غير عارفين بما يجري الا القليل منهم. قال الوالي : مرحبا بخولي مرحبا يا اخ العرب مرحبا يا ناصر الدين مرحبا يا مثبت حكم امير المؤمنين يزيد ، اين تريد ان انصب الرأس ، وهل تريد ان اعذب الاسرى ، قال خولي : أتريد ان تعذب الاسارى ، لماذا ؟ قال الوالي لكي احظ بثقة يزيد وفي عطائه. قال خولي : والله ما عذابك لهم اكثر مما ذاقوه ، اما ان تصلب رأس الحسين عليه السلام فانى اريد مكانا تافها كي أنصب الرأس فيه لانى اود اذلال الحسين حتى بعد قتله هكذا اوصانا اميرنا



    تعليق


    • #3
      عبيد الله بن زياد ، قال : والى حلب ، لنصلبنه في رحبة الدلالين ، فهناك باع الجوارى والغلمان ، قال : خولي ونعم الرأى وفعلا تم ذلك ، اما كيف كانت الحالة الامنية ، فاليك ذلك.
      امر خولي ان يضرب طوق حول الراس من اربعين فارساً حتى الصباح ، حذراً وخوفاً ، جلس خولي والوالي على مائدة للطعام والشراب ، وكانهم فى اسعد لياليهم ، لعنهم الله ، ومظاهر الزينة تأخذ مجراها ، مثل الابواق تضرب والمزامير تزّمر والاعلام ، جميعها تدق دقاً شيطانيا.
      اما درة الصدف ، فأنها استمرت بالمسير ، لتجد الناصر ، وفجأة !! وقفت وقالت : اريد خمسة فتيات ، لأرسلهم الى حلب ، لتقصي الحقائق والاخبار سكتن ولم تنبي احداهن بشفه ، قالت درة : عجبا هذا !! لا اصدق !! ان كنتن خائفات لم خرجتن ؟ ضجّت الفتيات ، وقالت احداهن : والله ما نخاف شيئا ، ولكن تخاف احدانا ان برزت قال : الباقون انها تريد حجة للعودة الى المدينة



      ابتسمت درة الصدف وقالت : عظم الله اجوركم ، ولكني اريد خمسة فتيات ، لعمل شاق لا يطيقه الا من يتحلى بالايمان العميق ، ومحبة اهل البيت ، عند ذلك برزن جميعهن ، قالت درة : اخواتى الان علمت انكن مؤمنات حقا حقا.
      ولكني سأضطرا الى الاختيار بنفسي وفعلا اختارت خمسة فتيات ، وقالت لهن : تذهبن الى المدينة ، اريد اخبار عن جيش خولي وتحركه بشكل دقيق ، وعلى رأسكم يمانة الخزرجي ، فلا تخالفوها في شيء.
      انطلقن الى المدينة ، ودخلن حلب ، طالبت يمانة من الجميع القدوم الى دارها لربط الخيل ، وتناول قليل من الطعام ، وفعلا تم ذلك ، وسألت ام يمانة : اين ذهبتى يا يمانة ؟ امس مع درّة ، اجابت : ذهبنا للصيد ، ولكن اين والدي ، قالت لقد ذهب الى باب الاربعين فهناك علق راس الحسين ابن على عليهما السلام وهم يقولون انه خارجي ، وضجّت الفتيات بالبكاء ، قالت الام :



      حياكم وحيا دموعكم العزيزة ، والله لو كنت رجل لثأرت لابن فاطمة عليها السلام ، اما والله كان الرسول يقول هذان ريحانتان من الدنيا ، فمن آذاهما فقد آذانى ، واظنكما خرجتما مع درة ، فان كان ذلك ، فقد رفعت رأسى يا يمانة ، قالت يمانة : نعم يا اماه كنا مع درّة ولا زلنا ، ونحن هنا لتقص الحقائق ، قالت الام : حقائق عن اي شىء ؟ قالت يمانه : عن مدة توقف الجيش ، والاسرى ووجهتهم القادمة ، ومدى مكثهم هنا ، قالت الام : ان كنتم تطلبون المدة ، فهم غدا راحلون ، ووجهتهم الاخرى قنسرين ، واقامتهم الليله ، عند الرأس في باب الاربعين ، مع الرؤوس الاخرى ، اما الاسارى فهم في خان آل مسعودي وقائد الجيش والوالي وبعض قادتهم يشربون الخمر في مجلس الوالي.
      قالت الام : ان كانت غايتكن تحرير الراس الشريف ، فانى اقول ان تمكنتن ان تحرروا الاسارى أهم وفيه رضا لله وللامام الشهيد.



      لان صاحب الرأس من اصحاب الكساء ، ولو اراد الله ان يعاقب قاتليه في لحظة قتله لجعلهم قردة وخنازير ولكن جهنم ينتظرهم ، والله في اعماله شؤون. قالت يمانة : يا اماه لا تهبطي عزائمنا ، قالت الام : لا والله ولأخرجن معكم اما نموت معا او نكسب جولة الحق.
      وخرجن الى باب الاربعين ، كان هناك جمع غفير من الناس ، ما بين باكي وضاحك ، والاكثر مسرورون ، لا يعلمون حقيقة الامر.
      قالت يمانة : لنهيج مشاعر الناس ، اقتربت من الرؤوس الطاهرة ، واذا بالرؤوس محاطة بأربعين مقاتل ، شاهرى السيوف ، والاقتراب منهم ، يعني الانتحار ، قالت يمانة : لا يمكننا ان نفعل شيئا ، سوى ان نحرض الناس ، اسمعي انت ، وانت تخاصما اشد خصام ، واجمعا اكبر عدد من الناس ، كي القى كلمة ، واذوب بين زحمت الجمهور ، حتى لا يتمكن اعوان الطاغية ان يمسكوني.
      وفعلا بدأت المشاجرة ، واللعن حتى اصبح الزخم



      في شدة ، وبرزت يمانة وقالت باعلى صوتها ( ايها الناس لا تتشاجروا على سفه الدنيا وملاذها هذا رأس الحسين بن علي اميرالمؤمنين وامه فاطمة الزهراء عليها السلام وجده المصطفى صلى الله عليه واله والذين قتلوه مرتدين لعنهم الله ).
      وغشت وجهها بالخمار ، واضاعة نفسها بين العامة ، اما الناس فقد عمهم الاستياء والغظب ، لكون خطابها كان تفسير حقائق ، لم يكن يعلمها الاكثرية ، حاول جيش الامويين اقتفاء اثر الفتاة المتكلمة ، ولكن عبثا واخذوا يضربون العامة بالسياط ، ويطالبون بالتفرق ، وعدم التجمع ، والنظر للرؤوس من بعيد.
      وصل الخبر الى الوالي وخولي فنهض خولي خائفا مذعوراً ، وقال : يجب ان نحذر فاننا نقف على حافة بركان وان شعله صغيرة تكفي لندلاع نار تحرقنا جميعا ، فعلا كثّف الحراسة ، وشددها ، وغلق ابواب المدينة ، ما عدى واحدة لحصر تحركات المعارضة ، مع مراقبة الباب



      الواحدة ، مراقبة دقيقة ، لكل داخل وخارج.
      اما يمانة والاخريات ، ذهبنه بسرعة الى الدار قالت يمانة : يا اماه نحن خارجون ، قالت الام : او تأخذونى معكم ، قالت يمانة : ما بدى منك يا اماه يكفي ، علينا ان نتم المسيرة. وقبلتهم واحدة واحدة ، وخرجن من الدار ، وعند خروجهن من باب المدينه اوقفهم الحرس قائلا : خمسة فتيات اين تذهبن والليل قادم ، قالت يمانة : نحن جئنا لنحضر افراح البلد ، ونحن نسكن قريبة من حلب ، ونود ان تسمح لنا بالمسير ، كي نصل قبل حلول الظلام ابتسم الحارس وقال : ما دمتم مسرورين فانتم امناء ، افتح لهم الطريق وليذهبن حفظتهم السلامة.
      بعد المرور والابتعاد عن المدينة ، اخذت يمانة تبكى وقالت : لم نعمل شيء ، قالوا لها لا يكلف الله نفساً إلا وسعها اقتنعت وقالت : علينا ان نشق الريح كي نصل قبل الصباح الى درّة.
      وصلوا الى اطراف البادية فرات غبرة قالت يمانة :



      والله انهم هم ، الا يوجد في هذه المنطقة جيش غيرهم ، اقتربت واذا هم درة الصدف والفتيات ، وكان القاء حارا وكانهم لم يلتقوا منذ سنين.
      قالت درة : حسنا صنعتم ، لنذهب ونقطع الطريق على جيش اللعين خولي.
      جائت احدى الفتيات وقالت : يا درّة اسمع اصواتا في الوادي القريب ، لا افهم معناها هل هي فرح ام حزن اتجه الجميع نحو ذلك الصوت وقف قليلا كي يستدركوا الامر ، تبين ان الصوت هو صوت بكاء وعويل ، قالت درة : لعمري ان هذه الاصوات تنعي حسينا عليه السلام ولابد ان هؤلاء من شيعة علي عليه السلام ، لربما سمعوا بقدوم الرأس والاسارى فجددوا احزانهم فتقدمت بالمسير واذا بها تلقي راعي يندب ويبكي بكاءا مرا ، سلمت عليه وقالت ممن الرجل وما هذا الحزن لقد ابكيت كل سامع ، فقال انا من بني دئل ، قالت : سادة كرام وليوث عظام من سيدكم ، قال ابو الاسود الدئلي مولى علي عليه السلام ، لما قتل



      مولانا الحسين بكربلاء بلغ امرنا هذا يزيد وجعل يطلبنا ولذا نحن ننتقل من مكان الى اخر. عند ذلك بكت درّة ومن معها بكاءاً شديداً ولما سمعن بنات الحي هذا البكاء خرجن فلطمن الخدود ونشرن الشعور واخذت احداهن بالارتجاز ونادين وا محمداه وا عليا وا حسينا حتى هدأن ، وقفت درة وقالت : هل من يجير وهل من ينصر على الاعداء ، هذا رأس الحسين عليه السلام يهدى به الى الشام الي الكافر يزيد ابن معاوية وجعلت تندب الحسين ونساء الحن يبكين فترة من الزمن ، حتى اقبل امير القوم ابو الاسود الدئلي ، فسئل من اي قوم انتم.
      قالت درّة الصدف : انا ابنت عبدالله سيد قومي ، وقد نهضت في بنات عشيرتي ، لأخذ رأس الحسين عليه السلام من هؤلاء اللئام ، فرأيت كثرة القوم فأتيت اطلب النجدة ، فلم اجد احد ، حتى أشرفت على دياركم ، والقوم قربوا منكم فهل فيكم ناصر ، قال : اما ابيك فنعم الرجل ولكن ؟؟ واطرق ساعة يفكر.



      قالت درة : اظنك تركت حب امير المؤمنين علي عليه السلام ، ودخلت في بيعه يزيد قال لها : لا والله انتفض ابو الاسود كأنه اسد غاضب وهو يقول : ازال الله ملك بني زياد وابعدهم ، كما غدروا وخانوا ، كما بعدت ثمود وعاد ، فقالت درّة الصدف : اذا كان ما تقول فخذني في احبتك وعشيرتك واخرج بنا للقتال ، فأما الظفر واما الشهادة فنلحق بالسادة الكرام.
      عندما نادى في قومه فأجابوه شاهرين السلاح ، وبدأة طلائعهم تتجحفل ، حتى تملك سبعمائه فارس وراجل من جملتهم مئه امرأة. حاول ابو الاسود الدئلي ان يمنع النساء من القتال قائلا : القتال للرجال فقط.
      قالت درّة : اتمنعهم من نصرة الاسلام ، قال لا ورب الكعبه ليكن اليوم قتال رجال ونساء.
      واستعدوا للحركة واما ان اكتملت عدتهم وعتادهم ، امر ابوالاسواد بالتحرك ، وبدأ يتحدث مع درة عن عدد قوات الامويين ومناطق حركتهم واين يكمنوا



      لهم.
      وفجأة جائه فارس يجري بسرعة البرق ، قائلا مولاي جيش مجهز للقتال قادم.
      جيش لقتال ! فعلا كانت مفاجئة لم يكن لها حساب.
      قال ابو الاسود : من اين هو ؟ قال : لا اعلم.
      وما هي الا لحظات ، واذا بهم بجيش قد اشرف على ديارهم ، يتقدمهم فارس صنديد لم يرى اشد منه باسا.
      وهو ينشد ويرثى الحسين عليه السلام فتأملوه فاذا هو حنظلة ابن جذلة الخزاعي ومعه ابناء عشيرته في سبعمائه فارس وراجل وهم من شيعة علي ابن ابى طالب عليه السلام جائوا لملاقات جيش الامويين ، قال حنظلة : هل انتم لنا ام علينا ، قالوا : بل معك ان كنت ناصر اهل البيت ، قال : حياكم الله هلموا نثأر للحسين المظلوم ، ونحرر حرم رسول الله ، ونأخذ كافة الرؤوس الطاهرة كي ندفنها ، قال ابو الاسود : هذه مشيئتنا يا اخي المؤمن ، اذن لنوحد رايتنا ونتوكل على حب رسول الله وطاعة الله ، قالت درة



      الصدف : يا اخوتي في الدين ارجوا ان تجعلوني مفتاح الحرب وكونوا سنداً لي ، قالوا : لا يمكن ذلك سوف يهاجمنا العالم اجمع بكلامهم ، كيف نقدم النساء مع وجود الرجال ، قالت : اشهد عليكم كل الجيش ان لم تقدمونى اولا قتلت نفس : قال ابو الاسود : اذن فهي لك يا ابنت الانصاري ، وسار الركب نحو الهدف وفي الطريق كان القادة الثلاث ، ابو الاسود الدئلي وحنظة ودرة الصدف ، يوزعون الريات ، ويقسمون المهمات ، وصار الاتفاق على ان يقوموا بالهجوم المباغث ، بكافة القطعات دون تردد كي لا يسمحوا للعدو ان يجمع قواه.
      قال حنظلة : اني رأيت في منامي اني اقبّل يد رسول الله صلى الله عليه واله معنى ذلك نحن مقبلون على امر فيه رضاً لله والرسول صلى الله عليه واله وامنيتي ان انال الشهادة ، والركب يسير بعد مسافة معينة التقى الجيش ببضعت رجال ملثمين متقلدين سيوفهم ، وقف الركب كذلك وقف الرجال ، تقدم ابوالاسواد وقال : من اين الرجال ؟



      قال احد الملثّمين : هل درة الصدف معكم قبل ان يتكلم ابوالاسود ، قالت درة : نعم انا هنا ومن السائل ؟ قال الملثم : انا ابن عمك مصعب الانصاري ، قالت : وماذا ورائك ؟ قال : هل احدثك حديثا خاصا ، قالت درة الصدف ليس هناك ما يخفى ، قال : بلا يا ابنت العم ، قال ابو الاسود : يا درّة لا يصح ذلك انه ابن عمك اذهبي اليه لعل في الامر شيئا ما ، قالت : نعم الرأي تقدمت من مصعب وقالت : السلام يا ابن العم ، قال : وعليك الف سلام يا درة الدرر لماذا هذا الجفاء ، اني قدمت كي اطلب يديك للخطوبه ، قالت : هيهات يا مصعب ان يحصل هذا الامر وانت تناصب اهل البيت العداء ، قال مصعب : يا درة لقد كان هذا في الماضي ، وهنا ساد الصمت ، قال المصعب : السكوت من رضا يا درة سوت اعلى ذلك امام القوم ، قالت درة : يا ابن العم نحن عازمون على قتال جيش الامويين ، ولا وقت لدينا لهذا العمل ، قال مصعب : يا درة لقد ذهبت الحجة ولا تملكين سببا للرفض ، قال



      مصعب باعلى صوته : اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله واشهد ان علياً ولي الله ، عند ما سمع الجيش ، علي ولي الله ، كبّروا باعلى اصواتهم ، فرحا وسرورا ثم قال : اعلن خطبتي علي ابنت عمي درة الصدف ، عندما اعلن الخطبة غردت النساء ، وتقدم مصعب الى ابو الاسود الدئلي وقال : سيفي رهن اشارتكم فو الله لأقاتل الظالمين المارقين حتى ادمي الجبال واروي الوديان من دمائهم وسار الركب حتى قال احدهم : لقد قاربنا القوم ، وقفت درة الصدف وقالت : لا مجال لنا الا ان نهاجم ، قال لها مصعب : يا ابنت العم عودي الى الخلف ، سأحمل عوضاً عنك ، قالت : يا ابن عمي جزاك الله خيرا ، ولكني عقدت العزم ، واعطيت عهدا ، على ان ابدأ القتال ، فان نلت النصر فهو لنا جميعا ، وان نلت الشهادة في فخرا لك ، وداعا يا مصعب لقد قبلتك زوجا ، وساقت فرسها واتجهت نحو جيش الامويين بشكل مفاجئ ، وصممت بالحلمة على احدا المرتزقة وضربته في صدره ، فخرجت السنان من ظهره



      فسقط يتخبط بدمائه ، ثم عطفت على اخر ، وهو مراد بن شداد المدحجي وطعنته في قلبه ، فخر ينزف دما ، وعطفت على الاخر وضربته وهي تقول الويل لكم من مغبت الله ، ايها الكفرة ايها المارقون ، وتضرب بالسيف فيسقط آخر ، وتحمل على الامويين ، حتى قال احدهم : والله هذه ليست فتاة انها من الجن ، لم اشاهد مقاتلا اشد براعتا منها ، وستمره على هذه الحالة حتى قتلت احد عشر رجلا ، ومن شدة ذهول المعسكرين لم تنشب الحرب لحد اللحظة اذ الجيشان ينظرون ماذا تصنع هذه الفتاة وصاحب بعشيرتها لا تتأخروا على عمل يرضى به الله و رسوله ، فأجابوها الله اكبر وكبروا ونزلوا الى الساحة وحمل الرجال ، وتداعى الابطال ، والتحم القتال ، وبدأة تعلو صرخات الجيش الاموي مع كثرتهم ، لان المباغتة اخذتهم ، وانبته القوم الى فارس من وراء درة الصدف يقول ابشري بالنصر ايتها السيدة الكريمة ، التفت درّة وقالت : من انت ؟ قال : انا القاسم بن سعد من شيعة علي ، وقالت درة حذار حذار



      يا قاسم وانبته الى نفسه واذا باحد الأمويين ، يحاول ضربه من الخلف ، سلاح الجبناء دائماً ، استدار بسرعة وضربه بالسيف وقطع يمينه ، وجعل يصرخ ، ذهبت يدي انجدني يا اميرالمؤمنين يا يزيد ، قال له القاسم : ذهبت يداك في الدنيا وتذهب انت الى جهنم في الاخرة مع اميرك يزيد اللعين.
      صاحت درة : يا قاسم ابشر بالنصر ، ثم دونك واحفظ الحريم واعدل بهم الى الوادي وتقدم الى الحريم بعد ان قتل ، وجرح وهرب الحرس الباقي مشغولين بالحرب وفعلاً اخذ الابل وساقها يريد الوادي فعرفته ام كلثوم رضوان الله عليها ، فقالت : جزاك الله خيرا يا ابا محمد ، انخ المطايا حتى ننزل فقد اهلكنا الركب دون الاستراحة ، ففعل ذلك وعاد الى الحرب ، والتقي باحد المرتدين ، وهو يقول اليوم ترسل الى جهنم فأجابه ، وغدا سوف يأتي جيش عرمرم من الشام لا طاقة لكم به ، فقال القاسم : خذ يا عدو الله ، وغمد سيفه في بطن الاموي



      تعليق


      • #4
        اثناء ذلك لاحظ ان غبرة ارتفعت من شدة القتال ، واذا يخرج منها فارس كالليث ، يحامي عن الاشبال ، فاذا هو ابوالاسود الدئلي والتقت عيناه بعين القاسم ، فناداه يا قاسم اين حرم رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : في الوادي ، قال : اسقيتهم ؟ قال : نعم ، قال : مكانك لا تغيره لانظر ماذا يصنع حنظلة ، نظره يمينا وشمالا راى احد الامويين ينشد شعرا رجزا : اليوم اشفي بالسنان قلبي انا الذي اعرف عند الضرب
        اكشف عني امنيني وكربي مع الرجال قد اتوا بالغضب فلما سمع حنظلة شعره ، قال : يا عدوا الله سننظر اذا حشر الخلق كيف يشفع لك يزيد ، والويل لك ، نحن اولياء الذين لا ينكر فظلهم ولا يجحد حقهم.
        وضربه مفرق راسه فمحا محاسن وجهه فوقع يبحث برجليه


        الارض فلما راى اصحابه ذلك انكسرت حميتهم ، شدّ عليهم حنظلة بكتيبته ، وابو الاسود وكتيبته ، درة الصدف وكتيبتها ، فما مرت دقائق ساعة ، حتى كاد النصر أن يتم ، اذ تكموا من تحرير الرؤوس ، وبعد ذلك وقف الطرفان ، وكان احدهما ينظر الى الاخر مستجوبا ، لان تحرير الرؤوس جعل اصحاب درّة وابو الاسود وحنظلة ، يظعفون عن القتال ، وينشغلون بالبكاء على اباعبدالله الحسين عليه السلام وفي تلك الاثناء ، ارسل خولي الى حلب وحمص وحماة يحث الولاة على ارسال نجدات سريعة ، والا عزلوا عن مناصبهم ، ولما رأى جيش الامويين ان المقاتلين قد انشغلوا بالرؤوس والاسارى نهض واحد منهم ونزع عمامته وفرق اطماره ونادى يا بني ظبة يا بني كندة ما هذا التقصير عن هؤلاء دونكم الحرب يا بني الكرام ، قال : فحمل المارقون حملة كبيرة على شيعة ال محمد وقتل خلق كثير ، ولكن ابوالاسود لاحظ ذلك وآخذ ينادي يا شيعة على لايلهيكم امر عن القتال فالساعة ساعة حرب ليس الا ،

        وتمكن المسلمين من رد هجمات جيش الامويين بصعوبه ، وذلك لان الكثرة العددية ، هي التي تتكلم ، فلم يكن لاعداء الله طاقة ، على اوليائه الصالحين ، وقاتل حنظلة وابو الاسود وقومه ودرّة قتالا شديدا.
        عند ذلك قال خولي قاتلوهم قتال تطول به المدة فأن الوقت ان طال كان لنا ، ماطلوهم راوغوهم أخروهم ، ولكم مني مكافئة مالية ظخمة ، ثم ارسل خطابا الى والي حلب ، وأوص الرسول ان يصل باسرع وقت وان يعود بالجواب بأسرع ما يمكن ، الرسالة ( الى والي حلب ان قرأت كتابي هذا فعجل مع ما تتمكن من قوات الينا فإن تاخرت عن ذلك يعني انك تنصر الخارجيين عن أمير المؤمنين والسلام ).
        اما ساحة الحرب فكانت على قدم وساق ، قال ابو الاسود : اني ارى القوم قد انهكهم القتال اولاً نشن عليهم حملة نمحيهم عن اخرهم ، قال حنظلة : او نخاطب رئيسهم لعلم يستلمون ويهتدون ، ناداهم ابو الاسود :


        يا جيش يزيد هلا نوقف القتال ونحقن دماء المسلمين وتعودون الى دين محمد و آل محمد.
        سمع خولي ذلك الكلام قال : نعم نحن نريد حقن دماء المسلمين بشرط واحد ، قال ابو الاسود : ما هو شرطكم ؟ قال خولى : نريد هدنه يوم واحد لنبحث الأمر بيننا حتى الصباح ، قال ابوالاسود : ما رايكم يا حنظلة ويا درة ؟ قالوا الرأي رأيك انت كبير القوم ، اطرق ساعة ثم قال : هي لكم ولكن نهاية الهدنه هي فجر غدا ، اذ كان الوقت غروب الشمس اخذ خولي يجمع قتلاه وجرحاه وكأنه يريد ايقاف الحرب حقاً وحقيقة ، ولكنه ارسل احد اعوانه الى حلب وقال له ان وصلت حلب ورأيت الوالي يتلكاء في الخروج عليك بضرب عنقه في المجلس او ترجع مع الجيش على جناح السرعة.
        اما قوات المؤمنين فانهم بدأو بدفن موتاهم والصلاة عليهم ، الفتيات والمقاتلات وقفن عند حريم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما بين بكاء وسرور لفكهن من الاسر ، اما


        درة الصدف فقد وقفت امام رأس الحسين عليه السلام ودموعها تنهمر وقلبها ينعصر ، وفجأة !! وجدت ابن عمها مصعب يقف بجانبها وهو يبكي ايضا ويقول سامحني يا سيدي ومولاي يا اباعبدالله ، قالت له درّة الصدف : ونعم الرجل انت والله لأفتخر بك امام العرب جميعاً بعلا مؤمنا صالحا.
        وهم يتجاذبون الحديث ، واذا باصوات تجلجل الارض وتعالت الاصوات ، قال ابو الاسود : ماذا هناك وجاءت درّة الصدف تجري بسرعة وقالت : ما هناك ، سمعت اصوات مختلفة واذا احدهم يقول : لقد نكث الهدنة الكفرة وهاهم يهاجمونا ، وبعد لحظات علم الامر ، اذ جائت نجدة من حلب تقدر بعدة آلاف مقاتل عندها اصبح خولي في وضع جيد ، واحتد القتال وبدأت تصل امدادات كثيرة من باقي المدن الى خولي ، عندها وقف ونادى بأعلى صوته يا ابوالاسود ويا حنظلة ويا درّة استسلموا والا قتلناكم جميعا.


        اجابهم ابو الاسود : نود ان نعانق الحسين عليه السلام واشتد القتال على آخره ، وفي اليوم الثاني وصلت امدادات كثيرة مما جعلت قوات خولي تعد اضعاف قوات المؤمنين. لم يزالوا يقاتلون حتى قتلت درّة الصدف ، وتمكنت قوات الامويين من استرجاع السبايا والرؤوس المطهرة.
        وتحت اجنحة الظلام وتمكن ان ينسحب وينجو بنفسه من بقى من جيش ابوالاسود ، وحنظله والفتيات ، والباقي زرعوا بدمائهم الزكية الروابي القريبة من حلب.
        اما مصعب ابن عم درّة الصدف فقد حمل جسدها الشريف وتمكن ان ينسحب الى موقع امين وحفر لها قبراً وكتب عليه ( هذا قبر الشهيدة المجاهدة في سبيل الله درّة الصدف بنت عبدالله بن عمر الانصاري زوجة مصعب بن محمد بن عمر الانصاري وبنى في ذلك الموقع مسجد صغيرا يزوره سكان تلك المنطقة كل اربعاء حتى الآن ، اذ يقال ان يوم المعركة ويوم مقتلها كان اربعاء ودمت.

        **************
        اعتمدنا على عدة كتب منها :
        1 ـ كتاب اسرار الشهادة ( الاخوند الدربندي ).
        2 ـ كتاب اكسير العبادات واسرار الشهاداة.
        3 ـ كتاب ، الكتاب الصغير لابي مخنف.
        4 ـ كتاب مقتل الحسين للخوارزمي.
        وبعض الكتب الاخرى






        فسلام على الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى الارواح التي اناخت برحل الحسين
        التعديل الأخير تم بواسطة تقوى القلوب; الساعة 28-10-2010, 04:11 PM.



        تعليق


        • #5

          sigpic

          تعليق


          • #6

            sigpic

            تعليق


            • #7
              اهلا وسهلا اخية حياك



              تعليق


              • #8
                جزاك الله خير

                تعليق


                • #9
                  يامرحبا بك

                  اخي الطيب



                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X