ثورة النساء
قتل الحسين عليه السلام في كربلاء هو واكثر اهله وخيار اصحابه ، وحزت رؤوسهم الطاهرة وحملوها على رؤوس الرماح الى ابن مرجانة عبيدالله ابن زياد فامرا ان ترسل الى الشام الى يزيد ابن معاوية.
بأمرة الشمرة الظباعي وخوليّ الاصبح ، وضم اليهم 1500 فارس ، وامرهم ان يسيروا بالرؤوس والاسارى الى الشام ، على ان يطوفوا ويشهّروا بهم في كل المدن التي تقع في طريقهم.
وسار الركب الحزين حتى عبروا تكريت ، ثم الى طريق البر ، ثم الى دير عروة ، ثم الى منطقة صليتا ، ثم الى وادي نخلة وباتوا ، فيها ثم رحلوا عن طريق النباعي وكانت عامرة بالناس فخرجت النساء والكهول والشبان وينظرون الى رأس الحسين
يصلون عليه وعلى جده وابيه ويلعونون من قتله ، ويقولون يا قتلة اولاد الانبياء اخرجوا من بلدنا.
فأتجه المسير الى مكحول ثم ارسل رسولا الى عامل الموصل للاستقبال. استلم عامل الموصل الكتاب فشرع في اعداد الزينة ورفع الاعلام وخرجت الجماهير لا تعلم ماذا حصل ، وتقدم الوالي واستقبلهم على ستة اميال.
واهل المدينة يتسائلون ما الخبر ، قال احدهم ، يقال انه خارجي قتله ابن زياد ، وفجأتا قال احدهم هذا رأس الحسين عليه السلام.
وبدأ التسائل عن صحة الخبر ، فلما تحققوا من ذلك ، اجتمعوا في اربعين الف فارس من الاوس والخزرج وتحالفوا ان يقاتلوا ويأخذوا رأس الامام ويدفنوه عندهم طمعا في الثواب ولْيَكن فخرا لهم الى يوم القيامة ، فلما سمعوا اصحاب الشمر بذالك لم يدخلوها واخذوا طريق تل اعفر ثم انعطفوا على جبل سنجار فوصلوا نصيبين فنزلوا وشهّروا الرؤوس والسبايا.
قال : فما رأت زينب عليها السلام رأس اخيها بكت وانشأة تقول : تشهر فى البرية عنوة
والدانا اوحى اليه جليل كفرتم بربّ العرش ثم نبيه
وسار الموكب الى عين الوردة وكتبوا الى صاحب الدعوات ، ان تلقانا لان معنا رأس الحسين قال : فلما قرأ الكتاب امر بضرب الابواق فخرج فتلقا هم وشهّروا الرؤوس وادخلوه من باب الاربعين ووضعوه في الرحبة من زوال الظهر الى العصر واهلها طائفة يبكون وطائفة يضحكون وينادون هذا رأس خارجي ، وتلك الرحبة التي نصب الرأس فيها لا يجتازها احد الا وتقضي حاجته الى يوم القيامة حسب الايمان والنيّة.
وباتوا ثملين مخمورين. ثم حركوا الى قنسرين وكانت عامرة بأهلها فلما بلغهم ذلك اغلقوا الابواب وجعلوا يلعنوهم ويرمونهم بالحجارة ويقولون :
يا فجرة يا قتلة اولاد الانبياء والله لادخلتم بلدنا ،
ثم غيروا طريقهم الى معرّة النعمان ، واستقبلوهم وفتحوا لهم الابواب وقدموا لهم الاكل والشرب بقية يومهم ورحلوا فيها ونزلوا شيزر وكان فيها شيخ الكبير فقال يا قوم هذا رأس الحسين عليه السلام فتحالفوا ان لا يسمح لهم بدخول بلدتهم ، فلما لاحظوا ذلك اتجهوا الى كفر طاب وكان حصنا صغيرا فغلقوا الابواب ، فتقدم اليهم خولي لعنه الله ، فقال الستم فى طاعتنا اسقونا الماء ، فقالوا والله لا نسقيكم قطرة واحدة ، وانتم منعتم الحسين عليه السلام والصحابة الماء ، فرحلوا عند ذلك الى سيبور.
وكان فى مدينة سيبور شيخ كبير السن فجمع الشباب وقال لهم ان هذه الرؤوس والسبايا دخلت جميع المدن فدعوهم يدخلون وتمر الايام كما هي.
ولكن الشباب رفضوا ذلك وقطع قنظرة الماء وحملوا على الجيش المرافق للاسرى والرؤوس فقتل من اصحاب خولي ستة وقتل من الشبان خمسة فقالت ام كلثوم سلام الله على هذه المدينة ما اسمها ؟ فقال سيبور فقالت اعذب
الله شرابهم وارخص اسعارهم ورفع يد الظلم عنهم ، وهي كذلك لحد الان ثم سارو حتى وصلوا حماة ، فغلقوا الابواب في وجوههم وركبوا السور وقالوا والله لا تدخلون بلدنا ولو قتلنا عن اخرنا فلما سمعوا ذلك ارتحلوا وساروا الى حمص وكتبوا الى صاحبها ان معنا رأس الحسين عليه السلام وكان اميرها خالد بن النشيط ، فلما قرأ الكتاب امر بالاعلام نشرت بالمدينة وتزينت وتداعي الناس من كل جانب وصوب ، خرج وتلقاهم على حد مسير ثلاثة اميال واشهر الرأس وساروا حتى حمص فدخلوا الباب فازدحمة الناس بالباب فرموهم بالحجارة حتى قتل بالباب سته وعشرون فارسا واغلقوا الباب في وجوههم فقالوا أكفر بعد ايمان ، ام ظلالة بعد هدى ، فخرجوا ووقفوا عند كنيسة قسّيس وهي قرب دار خالد ابن النشيط فتحالفوا على قتال خولي وعلى أخذ الرأس منه ليكون فخرا لهم الى يوم القيامة ، فبلغ خولي ذلك فارتحلوا خائفين واتوا بعلبك وكتبوا الى صاحبها ان معنا رأس الحسين عليه السلام
قتل الحسين عليه السلام في كربلاء هو واكثر اهله وخيار اصحابه ، وحزت رؤوسهم الطاهرة وحملوها على رؤوس الرماح الى ابن مرجانة عبيدالله ابن زياد فامرا ان ترسل الى الشام الى يزيد ابن معاوية.
بأمرة الشمرة الظباعي وخوليّ الاصبح ، وضم اليهم 1500 فارس ، وامرهم ان يسيروا بالرؤوس والاسارى الى الشام ، على ان يطوفوا ويشهّروا بهم في كل المدن التي تقع في طريقهم.
وسار الركب الحزين حتى عبروا تكريت ، ثم الى طريق البر ، ثم الى دير عروة ، ثم الى منطقة صليتا ، ثم الى وادي نخلة وباتوا ، فيها ثم رحلوا عن طريق النباعي وكانت عامرة بالناس فخرجت النساء والكهول والشبان وينظرون الى رأس الحسين
يصلون عليه وعلى جده وابيه ويلعونون من قتله ، ويقولون يا قتلة اولاد الانبياء اخرجوا من بلدنا.
فأتجه المسير الى مكحول ثم ارسل رسولا الى عامل الموصل للاستقبال. استلم عامل الموصل الكتاب فشرع في اعداد الزينة ورفع الاعلام وخرجت الجماهير لا تعلم ماذا حصل ، وتقدم الوالي واستقبلهم على ستة اميال.
واهل المدينة يتسائلون ما الخبر ، قال احدهم ، يقال انه خارجي قتله ابن زياد ، وفجأتا قال احدهم هذا رأس الحسين عليه السلام.
وبدأ التسائل عن صحة الخبر ، فلما تحققوا من ذلك ، اجتمعوا في اربعين الف فارس من الاوس والخزرج وتحالفوا ان يقاتلوا ويأخذوا رأس الامام ويدفنوه عندهم طمعا في الثواب ولْيَكن فخرا لهم الى يوم القيامة ، فلما سمعوا اصحاب الشمر بذالك لم يدخلوها واخذوا طريق تل اعفر ثم انعطفوا على جبل سنجار فوصلوا نصيبين فنزلوا وشهّروا الرؤوس والسبايا.
قال : فما رأت زينب عليها السلام رأس اخيها بكت وانشأة تقول : تشهر فى البرية عنوة
والدانا اوحى اليه جليل كفرتم بربّ العرش ثم نبيه
وسار الموكب الى عين الوردة وكتبوا الى صاحب الدعوات ، ان تلقانا لان معنا رأس الحسين قال : فلما قرأ الكتاب امر بضرب الابواق فخرج فتلقا هم وشهّروا الرؤوس وادخلوه من باب الاربعين ووضعوه في الرحبة من زوال الظهر الى العصر واهلها طائفة يبكون وطائفة يضحكون وينادون هذا رأس خارجي ، وتلك الرحبة التي نصب الرأس فيها لا يجتازها احد الا وتقضي حاجته الى يوم القيامة حسب الايمان والنيّة.
وباتوا ثملين مخمورين. ثم حركوا الى قنسرين وكانت عامرة بأهلها فلما بلغهم ذلك اغلقوا الابواب وجعلوا يلعنوهم ويرمونهم بالحجارة ويقولون :
يا فجرة يا قتلة اولاد الانبياء والله لادخلتم بلدنا ،
ثم غيروا طريقهم الى معرّة النعمان ، واستقبلوهم وفتحوا لهم الابواب وقدموا لهم الاكل والشرب بقية يومهم ورحلوا فيها ونزلوا شيزر وكان فيها شيخ الكبير فقال يا قوم هذا رأس الحسين عليه السلام فتحالفوا ان لا يسمح لهم بدخول بلدتهم ، فلما لاحظوا ذلك اتجهوا الى كفر طاب وكان حصنا صغيرا فغلقوا الابواب ، فتقدم اليهم خولي لعنه الله ، فقال الستم فى طاعتنا اسقونا الماء ، فقالوا والله لا نسقيكم قطرة واحدة ، وانتم منعتم الحسين عليه السلام والصحابة الماء ، فرحلوا عند ذلك الى سيبور.
وكان فى مدينة سيبور شيخ كبير السن فجمع الشباب وقال لهم ان هذه الرؤوس والسبايا دخلت جميع المدن فدعوهم يدخلون وتمر الايام كما هي.
ولكن الشباب رفضوا ذلك وقطع قنظرة الماء وحملوا على الجيش المرافق للاسرى والرؤوس فقتل من اصحاب خولي ستة وقتل من الشبان خمسة فقالت ام كلثوم سلام الله على هذه المدينة ما اسمها ؟ فقال سيبور فقالت اعذب
الله شرابهم وارخص اسعارهم ورفع يد الظلم عنهم ، وهي كذلك لحد الان ثم سارو حتى وصلوا حماة ، فغلقوا الابواب في وجوههم وركبوا السور وقالوا والله لا تدخلون بلدنا ولو قتلنا عن اخرنا فلما سمعوا ذلك ارتحلوا وساروا الى حمص وكتبوا الى صاحبها ان معنا رأس الحسين عليه السلام وكان اميرها خالد بن النشيط ، فلما قرأ الكتاب امر بالاعلام نشرت بالمدينة وتزينت وتداعي الناس من كل جانب وصوب ، خرج وتلقاهم على حد مسير ثلاثة اميال واشهر الرأس وساروا حتى حمص فدخلوا الباب فازدحمة الناس بالباب فرموهم بالحجارة حتى قتل بالباب سته وعشرون فارسا واغلقوا الباب في وجوههم فقالوا أكفر بعد ايمان ، ام ظلالة بعد هدى ، فخرجوا ووقفوا عند كنيسة قسّيس وهي قرب دار خالد ابن النشيط فتحالفوا على قتال خولي وعلى أخذ الرأس منه ليكون فخرا لهم الى يوم القيامة ، فبلغ خولي ذلك فارتحلوا خائفين واتوا بعلبك وكتبوا الى صاحبها ان معنا رأس الحسين عليه السلام
تعليق